اخر الروايات

رواية بين احضان قسوته الفصل الخامس 5 بقلم سارة احمد

رواية بين احضان قسوته الفصل الخامس 5 بقلم سارة احمد



                                    
..لم يبكينا الألم لكن أبكانا كتم الشعور الذى حملناه فى صدورنا...أبكانا تلعثم ألسنتنا بحثاً عن منفذ للكلمات...
أبكتنا  شفقة  الجدران علينا من وحدتنا بينها...أبكانا الهدوء الذى وصلنا إليه بشق الأنفس...أما عاد يصدمنا شىء لا مواقف ولا أحداث... أصبحنا نتقبل كل شىء ببساطة والكثير من اللامبالاة...فبمرور الأيام وتوالى الصدمات تتغير نظرتنا للأمور نعى كل ما يحدث بمِقياسِه الحقيقى وحجمه الطبيعى...
ما عاد يصدمنا شىء صرنا نتوقع ما لا يمكن توقعه فى أى وقت وعلى يد أى شخص كان فكل ما عشناه لم يكن أبداً هيناً...لكننا قاومنا ومازلنا نقاوم كى لا يُعاد مرة أخرى...

1



                    
تحرك جبران نحوها ببطء بخطوات ثقيلة متمهله حتي يزيد من رعبها .. كانت خطواته تعلن عن كارثة سوف تحل ع راسها ، وكان الجحيم قادم إليها ..

3


لم تستطع ونس الصمود أمام تلك النظرات القادمه من الجحيم تمسكت بـ نرجس وهمسه : أنا لازم اهرب !!
تحركت برعب وهرولت بتجاه الباب الجانبي، لكن صوته الصاعق أوقفها ؛ هدر جبران بصوت غاضب مكتوم : ونس ! خطوة واحدة كمان وهتشوفي حاجة عمرك ما شفتيها ف حياتك ؛
توقفت ونس برعب وهي لا تستطيع السيطره على ارتجاف جسدها ..
هدر بصوت مكتوم به من الغضب ما جعل قشعريره تدب ف جسده : تعالي هنا !!

5


لفت ببطء وعيونها تفيض بدموع الخوف والندم
حدق بها جبران وهدر بصوت يشبه السم الذي يسري ببطئ ولكنه يقتل بسرعه : إيه اللي انتي عاملاه ده؟! مش كفاية كل اللي فات؟ لسه مصممة تفضحي نفسك أكتر؟!"
حاولت ونس فتح فمها حتي تتحدث لكن هيهات هيهات فـ عينيه بها من الغضب والقسوه مما جعل لسانه ينعقد داخل فمه ..
اقترب منها وقبض على ذراعها بعنف ؛ وسحبها الي أحد الغرفه ودلف ودفعها بعنف ، واغلق الباب اقترب منها ، وتراجعت للخلف حتي حاصرها ف أحدي الزوايه ، وطل عليها بجسده الضخم حجب الرؤيه أمامها فلم تعد تري شي الا هو ..

6


همسة ونس بصوت مخنوق بدموعها التي تنهمر ع وجنتيها : "أنا أنا آسفة كنت مضطرة !!
اقترب منها حتي لفحت أنفاسه الهادره وجهها بعنف وعينيه تموج بغضب أعمق من مجرد موقف ..
وهتف بحده : مضطرة؟! مضطرة تبقي في الوضع ده تبقي قدام عيني بالمنظر ده؟!"

6


انفجرت ونس في البكاء وحاولت شرح موقفها بصعوبه  : أنا عملت ده عشان دمع أختي في المستشفى ومحتاجة فلوس العمليه ما كانش عندي حل تاني!"
ضرب جبران الحائط بجانب راسها بعنف وهدر :
كفايه كدب بقا أنا كنت غبي لما افتكرت إني ممكن اكون ظلمتك انتي مش هتكوني غير كده... مجرد واحدة بتبيع نفسها بأي تمن."
أغمضت عينيها برعب وهي تشعر كلماته كالخناجر التي تخترق قلبها بدون رحمه ..
حدق بها بغضب وهي منكمشه ع نفسها برعب ..
 من يرها الان ينخدع ف كل تلك البراءة والطفولة ف ما زالت طفله لكن بجسد أنثوي ناعم و فتاك ..

2


 تراجع للخلف خطوه وأشار إلى الباب وهتف بصوت قاسي : "اطلعي برا قبل ما أعمل حاجة أندم عليها."
حاولت تحريك أقدامها بصعوبه وتحركت الي الباب 
خرجت من الغرفه ثم القاعة وهي تبكي ع كل شيء ف حياتها وقلبها مثقل بالندم والخوف والحزن من القادم ..

2


التقت بـ نرجس التي وضعت المال ف يدها وغمغمت: خدي يا ونس وروحي لأختك يا حبيبتي !
نظرت ونس إلي تلك الورقات الملعونه التي جعلتها تلقي بكرامتها تحت أقدامها وزاد نحيبها وشهقتها وهرولت حتي تخرج من هذا المكان الذي يضغط على أعصابها ويقتلها ببطئ ..
.......................................
ف منزل ونس 

5


دلفت اميره بارهق كبير هي ومي حتي تقوم بتبديل ملابسها ، بعد أن اطمأنت ع دمع وتم اجراء لها عمليتها ..
بمجرد دخولها من باب المنزل وجدت صبحي يجلس مع أصحابه ومعهم امرأتين يلعبون القمار وأمامهم الكثير من الخمر والمخدرات ، وبجانبه مبلغ مالي كبير اقتربت منه بدهشه وقالت : انت جبت ده كله منين يا راجل سرقت ولا نهبت ؟! ومين دول يا ناقص ؟؟ بنتك بين الحيه والموت وانت هنا مع الحوش دول !!
رفع عينيه الثقيله وغمغم : اخفي من وشي يا بومه وليه فقر دخلتك بس بتطير الكاسين من دماغي !

3


نظرت حولها وغمغمت: هي ونس فين ومجتش المستشفى لأختها النهارده ليه ؟!
غمغم بتجبر : في داهيه ربنا يخدهم هم الاتنين ويريحني منهم مش فالحين غير ف النتش مني بت الحرام كانت مخبي الفلوس مني ؟؟
همسه اميره بنزق : اللهي ينتشك عزرائيل يا بعيد يا عره الرجاله !!
ثم هتفت : يعني هي اللي بتنتش منك يا شيخ خاف ربنا ، وبعدين الفلوس دي كانت لعمليه دمع البت كانت هتروح فيها انت اب ازاي ؟!

1


نهض صبحي وقبض ع شعرها بعنف وهدر بغضب : جري ايه يا وليه من امتي بتردي عليا وتقفي تناطحيني كلمه بكلمه كده انتي اتخبلتي ف نفوجك ولا ايه ؟!
صرخت اميره بعنف وهي تتلوي تحت ضراب صبحي ف أنحاء جسدها: سيبي بقا وفوق بقا حرام عليك سيبي يا راجل انت !!

+


نهض أحد الرجال وهو يحاول نزع شعر اميره من قبضة صبحي ويحاول التحرش بـ اميره ف الخفاء وغمغم : كفايه يا صبحي مش كده يا جدع !!

3


صرخت مي وهي تحاول تخليص والدتها من قبضته حتي دفعها بعنف فسقطت أرضا نزعت اميره يده من شعرها بعنف حتي خرج ببعض خصال شعرها ف يدها ..
ودفعت هذا الوقح عنها وبصقت عليه وصرخت : اوع يا نجس انت كمان !
وهرولة الي ابنتها وهي تضمها بحمايه وهتفت : ربنا ينتقم منك يا صبحي انت ع المفتري يارب !
قبض صبحي ع زجاجه خمر فارغه وقام بكسرها ع حافة الطاوله وهدر : أنا مفتري يا وليه وكمان بتدعي عليا ف وشي ؛
اقترب منها بفحيح مرعب : أما شوهتلك خلقتك دي ابقي مش راجل !!

3


نهضت اميره برعب وهي تضم ابنتها وهرولت الي اقرب غرفه وأغلقت الباب بالمفتاح .. هرول صبحي خلفه ولكنه تعسر ف طرف السجاده بسبب سكره الشديد فجرح نفسه بالزجاجه التي في يده هتف بعنف عندما راي دمه يسيل بشده : الحقيني يا بت الكلب !!
لكن اميره سحبت الكرسي ووضعته خلف الباب برعب وهي تحاول ضم ابنتها بخوف عليها من جنون والدها ..
........................
ف المستشفى ..

+



        
          

                
دلفت ونس وهي تتلف حولها من نظرت الناس لها بسبب ما ترتديه .. وصلت عند خزانه المستشفى وهتفت : لو سمحت كان في مريضه اسمها دمع صبحي عايزه ادفع فلوس العمليه بتاعتها !
اوما لها العامل وبدأ بالعمل ع جهاز الحاسوب لحظات وهتف : الحساب خالص يا فندم وكمان حساب المستشفى وكمان مبلغ تحت الحساب !!
قطبت حاجبيها وقالت: مدفوع ازاي مين اللي دفعه ؟!
حدق الي الحاسوب وقال: سليم الباشا ؛

5


شعرت ونس بالأرض تدور بها حاولت تتماسك وهمسه: الاسم كامل لو سمحت ؟
اوما لها وقال: سليم جبران الباشا !!!
جحظت عينيها برعب وسقطت ارض وهي لا تصدق ما سمعته وغمغمت بدموع: يعني سليم ابن جبران الباشا ؟!
يادي المصيبة يادي المصيبة هي مالها كده كل ما تتحل من ناحيه تتعقد من التانيه ليه ؟؟ 
بس ازاي جبران باشا يبقي ليه ابن في سن سليم ؟! أنا ازاي مختش بالي لما عرفني ع نفسه اول مره ؟!
انهمرت دموعها بقهر وقالت : ليه بس كده ما بين كل الناس سليم ودمع يحبوا بعض !

4


مر الوقت بصعوبه ونهضت ونس تسحب أقدامها بصعوبه حتي وصلت إلي العنايه المركزه وجدت سليم يجلس أمام الغرفه اقتربت منه وقالت بتلعثم: انت دفعت حساب المستشفى والعمليه ؟!
نظر لها سليم بدهشة الي ما ترتديه وقال : ايوه يا انسه ونس ؛
هز رأسه وتمتم: ازاي اصلا متبلغنيش بحاجه زي كده ؟! ازاي وانا كنت قلتلك ع مشاعري ناحيه اختك وانتي عارفه انها ف حكم خطيبتي ؟!
نظرت له وردت: وياتري اهلك عندهم علم ولا هتتجوز من وراهم عشان احنا مش اد المقام ؟!
نهض سليم وهتف بغضب : طبعا عارفين أنا معنديش حاجه اخبيها أنا بني ادم واضح وصريح ومش بوشين يا انسه !!
فهمت ونس تلميحاته ولكنها ماذا تقول أو تدافع عن نفسها باي شكل وهي تقف أمامه شبه عاريه بفستان خصص للعاهرات فقط ..

2


نظرت له ودموعها تقطر من عينيها وقالت : وكان عندي استعداد اعمل اكتر من كده عشان دمع !!
ممكن دلوقتي تكون شايفني واحده رخيصة بس انا مش كده ؛ ولو هتظلمني انت كمان يبقي ..
قطعها سليم وغمغم بغضب: انتي اللي بتظلمي نفسك يا ونس ، ليه تعملي ف نفسك كده ؟! وكان قدامك حل ابسط وانك تلجأ لي أنا اولي بدمع !!
هزت راسها بالنفي وردت: لا يا سليم دمع اختي وانا اولي الناس بيه !

2


- دمع خطيبتي وهتبقي مراتي مسؤولة مني !
- لما تبقي يا سليم ..
صاح سليم بغضب: يعني ايه كلامك ده ؟!
اشاره ونس إلي دمع وهتفت : يعني طول ما دمع مش علي ذمتك فهي مسئولة مني !! ومش معني انك قولت عايز اخطبها تبقي خطيبتك !
لما اهلك يشرفونا ويشوفوا حياتنا وبيتنا ويوفقوا ساعتها هتبقي خطيبتك ، وساعتها برضو مش هتبقي مسئوله منك الخطوبه مجرد وعد بالجواز يا سليم ، لما تبقي ف بيتك وقتها بس انا هتنازل عن اختي واحطها امانه ف رقبتك ، قبل كده دمع اختي ووصية امي الله يرحمها وامانتها ، وانا مستحيل اخون امي واعمل اي حاجه عشانها ..

1


نظر لها سليم بذهول كبرياء وعزة نفس وكرامه لم يري لما مثيل هز رأسه وتمتم: أنا فهمت دلوقتي دمع تربيه مين اكيد مش ابوكي ابدا !!
ابتسمت ونس بوهن وهمسه: اتفضل فلوسك بقا !
اشاره لها بيده واردف: ونس اسمحيلي اساعدك عشان دمع لو سمحتي اعتبريني اخوكي يا ستي ؛
نظرت له بقلة حيلة وهتفت : عشان دمع تفضل راسها مرفوعه دايما خدهم يا سليم !

8



        
          

                
ارجع يدها وهتف : طول ما انتي في ضهرها هتفضل راسها مرفوعه ، بس عشان خاطري اعتبريها اخر مره لحد ما اتجوز دمع مش هدخل تاني اوعدك !
حاولت الحديث فـ أشار لها ونزع سترته ووضعها علي منكبيها وهتف : اتفضلي روحي يا ست ونس وانا موجود مع دمع ..
هزت راسها وهمسة: متشكره اوي يا سليم !
...................................
ف اليوم التالي 
دلف جبران الي قصره وهو لا يري أمامه من شده الغضب ..
كلما تذكر ما فعلته ونس يشعر وكانه يجلس ع فوهة بركان ثائر ع وشك الانفجار !!
سحب شعره بغضب عندما تذكر كذبها وتمثيلها عليه ثم ؛ تلك اللعنه التي كانت ترتديها يظهر اكتر ما يخفي من جسدها الذي تركته لعيون ذئاب بشرية جائعه تنهش به ..

4


أخرج سيجار واشعلها بغضب ونفخ دخانها بعنف هو يشعر بالاشتعال الذاتي بداخله ..
دقت جيلان بخفه ودلفت غرفه المكتب وقالت : بابي الغداء جاهزه !
ظنت أنه لم يسمعها فهتفت بصوت اعلي : بابي!!
صاح جبران بغضب: خلاص سمعت ! ف ايه يا جيلان ؟؟
ترجعت جيلان بفزع وغمغمت بدموع : أنا اسفه يا بابي ؛
وهرولت من أمامه بسرعه وهي تنحب بصمت 
رأتها نظلي وهتفت بدهشه : جيلان فيه ايه ؟!
تحركت الي المكتب ودلفت بدهشه وهتفت : فيه ايه يا جبران حرام عليك يا اخي هو يوم ف الاسبوع بنشوف وشك فيه هتنكد ع البنت فيه !!
اغمض عينيه وضغطه ع رأسه بقوه ف اخر شي كان يريده الان هو ثرثارة نظلي وصوتها المزعج جدا بالنسبه له. 
أشار لها حتي تتوقف وغمغم : نظلي أنا فيا اللي يكفي بلد سبيني لوحدي دلوقتي !

3


- يعني مالك يا جبران مشاكل ف الشغل مانت متعود ع مشاكل الشـ
قطعها بغضب شديد : ايه ف كلامي مش مفهوم بقلك سبيني دلوقتي ؟!
تراجعت نظلي وهتفت: حاضر يا جبران شكلك هتفضل طول عمرك لوحدك ؛
نظر لها واردف ببرود: وانا عايز افضل لوحدي أنا مش محتاج حد ف حياتي اصلا يا نظلي !
نظرت له وردت: ماشي يا جبران ؛
وخرجت بغضب وحنق من برود أخيها الذي لا يطاق 
....................................
بعد مرور أسبوع ..

6


تحسنت حالة دمع كثير وخرجت من العنايه الي غرفه عاديه ، دلف لها سليم بفرحه وسعاده وهتف : أنا لي تار عندك ولازم اخلصه !
ابتسمت له دمع وهمسه : ليه بس أنا عملتلك حاجه يا سليم ؟!
اقترب منها وقبلها ع جبهتها وتمتم: طبعا وقعتي قلبي عليكي ؛ حمد لله ع السلامه يا قلب سليم '
ابتسمت بخجل وهمسة: الله يسلمك يا حبيبي "
جلس سليم ومسك يدها وقبلها وقال : بجد يا دمع مش مصدق انك قدامي ياه اصعب ايام مرت عليا ف حياتي''
ربتت ع يده وردت : حقك عليا يا قلبي نصيب بقا !
اقترب منها وتمتم: وحشتيني يا دمع اوي "
- وانت كمان ؛

3


اقترب منها وهمس: لازم تخلي بالك بعد كده يا دمع ؛ انتي فكرتيني لما امي سبتني ؛ مش عايز احس الاحساس ده تاني ؛ولا اشوف المصيبه دي بتتكرر قدامي تاني فاهمه يا دمع !!
هزت راسها وهمسة: فاهمه يا سليم هخلي بالي حاضر ؛
دلفت ونس وهتفت بفرحه : دمعي يا قلبي حمد لله ع السلامه !
حاولت دمع أن تنهض وساعدها سليم ضمتها ونس بفرحه وسعاده وهي تمسح على راسها وهتفت: حمد لله على سلامتك يا قلب اختك ؛
ضمتها دمع وهمسه: الله يسلمك يا قلبي "
جلس سليم وهو ينظر لهم واردف: كفاية كده انا بغير يا بشر !
ضحكت ونس ودمع معا وهتفت : لا يا باشا اتعود ع كده !!
ضحك سليم وغمغم: ماشي بس نتجوز وهتشوفي !!
نظرت له دمع بدهشة وقالت: نتجوز ؟؟
اقترب منها وقال : اه أنا كلمت الباشا عليكي وهو وافق ؛
رفعت دمع حاجبيها بذهول وهتفت: وافق يعني قلتله كل حاجه ووافق ؟!
رفع منكبيه وغمغم: ايوه وافق يا دمع مالك ؟؟
نظرت دمع الي شقيقتها وهمسه: ده بجد ولا أنا تحت تأثير البينج يا ونس ؟!
ضحكت ونس وردت : لا يا دمع حقيقه !!
نظرت ونس له واردفت : بس يا سليم انت هتحط ايدك ف ايد صبحي ؟!
هز رأسه وتمتم: غصب عني دمع لسه صغيره ولازم تتجوز بولي أمرها مينفعش تجوز نفسها !
نظرت ونس ودمع لبعضهم البعض بخوف شديد وغمغمت: ربنا يستر بقا !!
.............................
بعد مرور أسبوع ..

7



        
          

                
دلف صبحي وصديقه عامر الي أحد الملاهي الليلية وهتف : أنا مش فاهم مين ده وعايز ايه مني ؟!
عامر مضيعش الدماغ اللي عملها !!
ضحك عامر وقال : بالعكس ده هيروق دماغك ويرفع دماغك لسابع سماء !
رفع صبحي شفته بنزق وغمغم : ليه بقا ملك المخدرات ولا ايه ؟!
غمزه عامر وغمغم : لا يا فقري ده ملك العربيات صاحب اكبر اجانس عربيات ف البلد ؛ وكان ف حفله ف الاوتيل وشاف ونس بنتك وجيه سئلني عليها !!

4


رفع حاجبه بدهشه وغمغم: بيضالك ف القفص يا بت الحرام بقا الراجل ده يبص للبومه دي ؟!
هز عامر رأسه ورد بوقاحه وجشع : مش بقلك فقري دي بنتك موزه جامده انت اعمي ولا ايه يا صبحي انت ممكن تكسب دهب من وراه ؟!
غمغم صبحي بعنف: فكرك محولتش مش بترضي البومه فقريه زي اللي جبتها !!
هتف عامر : لا دي فرصة العمر اوع تضيعها لازم تكبش منها ع اد ما تقدر تعالي وكفايه هري الراجل مستني !

4


تحرك عامل وسحب صبحي خلفه حتي وصل أحدي الطاولات الذي يجلس عليها هذا الحقير ومحاط باكثر من فتاه أشار عامر بيده وهتف : عم الناس يا باشا ..
نظر له كمال شاهين وهتف : ازيك يا عامر !
ربت عامر ع صدره وقال : عايش ف خيرك يا باشا 
أشار إلي صحبي وهتف : ده صاحبي صبحي اللي كلمتك عنه !!
أشار صبحي بيده واردف: الكبير يأمر بس وانا تحت امره !!
أشار لهم واردف: اقعدوا ؛

5


جلس صبحي وعامر وأشار كمال الي الفتيات أن يقدمن المشروبات والخمور إليهم وساد الجو العام يعجّ بالفساد، أضواء ملونة لكنها تخفي خلفها سواد النفوس. الطاولات ممتلئة بأكواب الخمر، ورائحة الدخان تخنق الهواء. الموسيقى الصاخبة تطغى على المكان، مختلطة بضحكات مبتذلة وأحاديث هامسة تُشير إلى نيات خبيثة. النادلات يتحركن بين الحضور بخطوات مدروسة، وأعينهن الزائغة تفضح حياتهن التي فرضتها الظروف.
...................................
ف نهاية اليوم خرجت ونس بعد إنهاء عملها ، وقفت أمام الفندق وهي تضم شالها ع جسدها لعله يحميه قليلا من بروده الجو ف هذا الوقت ، زفرت بحنق فاليوم تسير بمفردها حتي محطه المترو فنرجس اجازه اليوم ..
لحظات وشعرت بأقدام تتبع خطواتها خلفها تمام دب الرعب ف قلبها واسرعت من خطواتها ولكن زادت الخطوات خلفها أيضا حتي سبقتها وحاوطها اثنين يبدو ع وجوههم العبث هتف أحدهم : ع فين يا وتكه تعالي معنا ؟!
صاحت ونس بعنف: اوع ايدك يلا بدل ما اكلها ورب الكعبه ؛
هتف الثاني : اموت انا ف البلدي تعالي يا بت متبقيش فقربه !!

2


نزعت ونس حذائها وصاحت بغضب : لا تعال انت يا حلتها وانا انسل جذمتي ع دماغ امك انت وهو ؛
تمسك بها الشاب الاول وجذبها بوحشيه لكن ونس ضربته بركبتها تحت الحزام بقوه صرخ الشاب بالم وقبض الشاب التاني ع شعرها بعنف ؛
ولكنه صرخ بسبب ضربه قويه ف ساقه وصوت هدر بغضب : سيبها يا بن الكلب !!

2


حدقت ونس إلي صاحب الصوت بدهشه وهتفت : وائل !!
قام وائل بضرب الشخص التاني ، وونس بضرب الشخص الأول بحقيبتها بقوه ، حتي فر الاثنين بسرعه ، ضحك وائل ع ونس وهي تحمل حذائها ف يدها وشعرها يخبئ وجهها بشكل خطف قلبه ...
اقترب منها وقال بمرح : انتي طلعتي جامده اوي !
نظرت له والقت حذائها وهتفت : انت عايز ايه انت كمان ؟؟
هز رأسه وتمتم: ولا حاجه يا انسه ونس أنا بس ندمت ع الطريقه اللي كلمتك بها وكنت عايز اعتذر ليك بس والله ؛
حاولت ونس المرور بجانبه وهتف: ماشي مجتش عليك انت كمان !!
مسك يدها وهتف : طب استني انتي طبعك حامي كده ليه ؟!
نظرت إلي يده برفعت حاجب فترك يدها ورفع يده باستسلام وهتف : أنا آسف كمان مره بس تسمحي اني اوصلك لحد المحطه عشان محدش يتعرض ليكي تاني؟
نظرت لها بنزق وهتفت بحده : أنا مبخفش ؛
اوما بتأكيد واردف : عارف وشوفت بنفسي بس أنا بخاف !!
ابتسمت ونس ابتسامه صغيره وتحركت من أمامه نظر لها وهمس : انت داخل ع ايام سوده يا وائل ..
وسار خلفها وهو يضع يده على قلبه ويشعر بسعاده لم يشعر بها من قبل ..
.................................
عوده الى الملاهي الليلية 
اوما صبحي برأسه وقال: انت تؤمر يا باشا وانا اجيبها تحت رجليك !!
أخرج كمال عدت رزم والقاها الي صحبي وغمغم : بكره باليل يا صبحي ولو طلعت شاطره ومطيعه هظبطك ؛
تلقي صبحي الرزم بجشع جعل لعابه يسيل وكأنه لا يبيع ابنتها وقطع من روحه الان ؛ وكانه مجرد من الانسانيه ولن أقول إنه حيوان فحتي الحيوان لا يصل الي هذا الانحطاط الأخلاقي وتلك الوقاحه ..

3



        
          

                
قبض ع الرزم ووضعها بجيبه وهتف : هجيبها ليك تنفذ كل أوامرك بالحرف الواحد يا كبير !
أشار كمال الي أحد الحراس الذي تقدم واعط كارت به عنوان فيلا من ممتلكات هذا الحقير ..
وهتف كمال: هاتها ع الفيلا دي بكره الساعه ١٠ 
ولو دخلت دماغي مش هتكون الاخيره !!

+


هز صبحي رأسه كالكلب المطيع لسيده وغمغم : اكيد مش هتكون الاخيره !
ضحك كمال بصخب وهتف: بحب الناس اللي بتعرف مصلحتها وتجري وراها ؛
أشار الي أحدي الفتيات التي اقتربت من صبحي بدلع مقزز ومسكت يده ووضعت عليها ذلك المسحوق الابيض او السم الابيض الذي يذهب ما تبقي من عقل هذا المعتوه ...

2


نظر لهم صبحي بتوجس وغمغم : أنا مليش ف الابيض يا باشا ؟
ضحك كمال بمكر وغمغم: ده كيف الملوك يا صبحي !!
اشاره له عامر وهتف : شد يا صبحي متبقاش فقري ؛
هز صبحي رأسه ورفع يده واستنشق هذا السم الذي سر ف جسده وسقط وهو لا يعي من حوله .. والأصوات تختفي من حوله ويعم الصمت الرهيب 
.......................................
ف اليوم التالي مساء 

3


خرجت ونس من عملها وجدت صبحي ف انتظارها نظرت له بدهشة واقتربت منه وهتفت : ف ايه اخواتي بخير ؟!
اشار لها وهتف : بخير يا اختي متخفيش !
نظرت له بتوجس وقالت : امال ف ايه اول مره تيجيلي هنا ؟؟
أشار له واردف ببرود: الحق عليا قلت ارحمك من شغل الخادمه هنا وجبتلك وظيفه محترمه مع راجل كبير وواصل اوي !!
حدقت به ونس بتوجس وعدم تصديق وهي تشعر بخطب ما وهتفت : وظيفه ازاي وانا مكملتش تعليمي ؟؟

+


هز رأسه ونظر بعيد عن مرمى عيناه وغمغم : لا ماهو الراجل ده حبيبي وانا بعمله مصالح وهو عايز يرد الجميل  هيشغلك عنده !!
نظرت له ونس بصمت وكأنه تريد أن تكتشف ما يخفيه والدها ولكن صفحه وجهه بارده وعيناه خاويه من اي مشاعر وكأنه ميت فاقد الشعور ..

+


أشار إلي أحد سيارات الأجرة وسحبها من يدها وصعد السياره وانطلق الي حيث يقتل ابنته وفلذة كبده بيده ..
مر الوقت سريعا حتي وصل إلي وجهتهم ، ترجل من السياره وخلفه ونس وهي تشعر بانقباض قلبها ، وخوف دب باوصالها ، لم يعطي لها صبحي المجال وسحبها من يدها ، ودلف من بوابه الفيلا حتي وصل إلي الباب الداخلي ودق الباب ، وقفت ونس تفرك يدها ببعض بتوتر وهمسة: احنا جاين البيت ليه ؟!

2


غمغم صبحي : الراجل مش فاضي غير ف الوقت ده وبعدين هو مش لوحده أهله عايشين معاه وخدام وحشم وانتي خايفه وابوكي معاكي برضو ؟!
هزت راسها بالنفي وهمسه :  ده اللي مخوفني !

4


فتحت باب الفيلا فتاه متوسط الطول تبدو أحد العاملات هدأت ونس قليلا عند روايتها ودلفت بعد والدها واجلستهم العامله وانصرفت 
مر وقت قصير ودلف إليهم المدعو كمال وهتف : اهلا يا صبحي ..
نظر الي ونس ومد يده وهتف : نورت المكان يا انسه ونس !
نظرت له ونس وتذكرته نفس الراجل الذي كان ف الحفله الذي جلست معه مدت يدها بتردد وهمسه: اهلا !!
ضم يدها بطريقه دبت قشعريره وخوف ف جسدها وسحبت يدها بسرعه وهي تفرك يدها بغضب 
جلس كمال وهتف: هااا اتعشيت يا صبحي ؟؟
ربت صبحي ع صدره وغمغم : خيرك سابق يا باشا ؛
اشار كمال الي العامله وهتف : خدي صبحي يتعشاء يا جميله !!
اومات وأشارت إلي صبحي الذي نهض وحاولت ونس التمسك به ولكنه نفض يدها وذهب مع العامله 
تململت ونس بتوتر من نظرات هذا الوقح وهي تتمسك بحقيبتها بقوه "

3


نظر لها وتحرك الي البار وصب كاسين وتحرك إليها وجلس على نفس الاريكه ودنا منها ومد لها الكأس وقال : اتفضلي يا ونس اشربي ده عشان تفرفشي ،،
نهضت ونس بعنف وهدرت: أنا مش بشرب الارف ده!! 
نظر لها واردف ببرود: غريبه انتي بنت صبحي ومش بتشرب ؟؟
نظرت له بدهشة وقالت: وانت ايه مشكلتك اشرب ولا لا أنا جايه عشان شغل ولا حاجه تانيه ؟؟
نظر لها بخبث وعبث : لا حاجه تانيه !
تراجعت ونس للخلف وهتفت : انت اتجننت أنا لازم امشي ؛

+


اقتربت من الباب وحاولت فتحه لكنه مغلق قبل أن تستوعب أن الباب مغلق قبض هذا الوقح ع خصرها وقربها إليه وهتف : مش هتطلعي من هنا غير بمزاجي يا قطه !
حاولت ونس دفعه بقوه وهي تصرخ وتصيح بهستريا وجنون : سيبني يا بن الكلب يا حيوان ؛

2


حاول الوصول إلي شفتيها فضربته ونس بقوه تحت الحزام وهرولت الي الدرج وهي تصرخ : يا بابا الحقني يا بابا ..
لم تكن تعلم أن من تناجيه أن ينقذها هو من دفع بها الي الجحيم ورحل بقلب جاحد نزعت منه الرحمه ..
هرول كمال خلفها وقبض ع قدمها وسحبها بعنف سقطت ونس ع وجهه وسحبها ع الدرج بعنف ودار جسدها بقوه فضربته ونس بقوه ف وجهه وقبضه ف كفه بين أسنانها ولم تتركها حتي تذوقت طعم الدماء ف فمها ..
صرخ كمال بعنف وانسحبت ونس من بين يديه .. وهرولت الي الباب مره آخره ، ولكنه لحق بها تمسكت بذلك التمثال الحجري وضربته ع رأسه بقوه أكثر من مره حتي سقط أرضا غارقا ف دماؤه ، جحظت عينيها برعب والقت التمثال وهرولت الي المطبخ فلم تجد أحد .. وجده باب هرولت إليه وفتحت الباب وحمد لله أنه فتح بسهوله ، وهرولت الي الخارج بدون وعي وهي لا تري أمامها من دموعها ولكنها هرولت حتي تبتعد عن هذا المكان ، حتي توقفت ف منتصف الطريق وسياره مسرعه قادمه عليها صرخت ونس وهي تستسلم لمصيرها فأهلا بالموت طلما الحياه بتلك القسوه ..
ووووووووووووو
.........................

6



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close