اخر الروايات

رواية بين احضان قسوته الفصل الثالث 3 بقلم سارة احمد

رواية بين احضان قسوته الفصل الثالث 3 بقلم سارة احمد



                                    
من لا يعرف قدر الانثي فقد عاش جاهلا ومات ناقصا.. المرأه هي الحياه.. هي الحب.. هي الحضن الدافئ... الرجل لا يكتمل بدون المرأه...المرأة   هي هوية الرجل...  المرأه هي نبض قلبه...  انفاسه...  شبابه.... نضوجه.... شيخوخته....  من قال ان المراه نصف المجتمع المرأه... بعنفوانها.... وشموخها.... واخلاقها وعقلها... ان امتلكت قلب الرجل.... اضاءت له الحياه... ايها المتمرد..اسدل الستار عن تمردك وخذ حضنها ملجأ وملاذ.... خذ عيونها وبريقها وطن... يهفو اليك حنينها...فالمراه هى الحياه والحياه هى المراه.
...........................

5



"خرج سليم من غرفه المكتب ، وهو يشعر بفرح لا يستطيع التحكم ،بها دلف غرفته والق بجسده ع الفراش ، وأخرج هاتفه حتي يزف هذا الخبر الصادم بالنسبه له لكنه مفرح جدااا ...

1


وضع الهاتف ع أذنه ينظر ردها ع جمر مشتعل لكنه قطب حاجبه بدهشه ونظر الي الساعه وهمس : "لسه بدري معقول نامت بدري كده !!
اعاده الاتصال مره آخره وهو ينهض ويدور حول نفسه ف الغرفه اخيرا فتح الخط وهتف : دمع مش بترد ليه ؟!
لكن أتاه صوت صغير باكي وهمسه : " االوو !!
قطب حاجبه بدهشه وغمغم: مين معايا انتي مي اخت دمع الصغيره مش كده ؟!
همسه مي من بين شهقتها : ااه أنـ نا مي !!
بلع لعابه بصعوبه وقال: طيب فين دمع يا مي !وانتي بتعيطي ليه كده ؟!
همسه مي بصعوبه : "ددمع !! دمع ووقعت واتخبطت ف دماااغها !و مـ ماما وابله ونس خدووها ع المستشفى !!
دارت الأرض تحت أقدامه وسند علي الحائط وهو لا يستوعب ما يقال وهتف : " انتي بتقولي ايه يا مي !! امتي الكلام ده ؟ اتكلمي يا مي !
غمغمت الصغيره بدموع : "مـ من شوياا وهم لسه   مـ ما رجعوا واناا ف البيت !
جذب شعره بغضب ورد : طب متعرفيش مستشفي ايه ؟!
هزت راسها وهمسة باكية : " مـ مش عـ عارفه !!بس ممكن المستشفى اللي جمبنا ...
اغلق الهاتف وهو يهرول الي الخارج وهو لا يري أمامهم من الغضب والرعب ....

2


بعد وقت قصير وصل إلي المستشفي وسأل ع غرفه دمع واكتملت صدمته عندما علم بوجوده ف العنايه المركزه ..
هرول الي غرفه العنايه واقترب من الزجاج وهو ينظر لها بعدم تصديق وضع يده على الزجاج وهمس : دمع يا قلبي !! 
اقترب صبحي من سليم وهتف : انت مين يا حلتها وتعرف دمع منين ؟!
نظر له سليم بغضب وهتف : وانت مالك ! انت مين اصلا ؟!
ضحك صبحي بستهزاء وغمغم : لا ابدا أنا بس ابوها ! انت مين بقا ؟!
نظر له سليم بغضب واشمئزاز وهدر : ابوها اه " اللي مطلع عينها مش كده !!
لكزه صبحي وهتف : وانت ايه عرفك يا امور انت مرفقها ولا ايه ؟!
قبض سليم ع ياقه قميصه وهدر بغضب : لالا " بقلك ايه كلمه كمان وهنسي انك ابو دمع وهمسح بكرامتك البلاط "
اندفعت ونس واميره حتي تفصل بينهم وهتفت بدهشة ؛ ايه ده ف ايه ؟
سحبت ونس سليم وتمسكت اميره بـ صبحي وهتفت : استني بس يا اخويا نفهم الحكايه !!
دفعها صبحي وهتف : حكايه ايه ! ماهي الحكايه واضحه زي الشمس الهانم مقرطسانه وماشيه ع حل شعرها !!
دفعت ونس سليم الي اخر الطرقه وهتفت  : " مين حضرتك يا استاذ ! وتعرف اختي منين ؟!
نظر لها سليم واردف ؛ انتي ونس اخت دمع الكبيره مش كده ؟!
هزت راسها وقالت : "ايوه انا !انت مين وتعرفنا ازاي؟! 
أشار لها وهتف : أنا سليم الباشا بحب دمع من حوالي سنه وعايز اتجوزها !!
نظرت له ونس بذهول تزامنا مع صياح صبحي بفرح عارما عندما سمع اسم الباشا "
...........................
ف قصر الباشا 
"داخل مكتب جبران جلس شارد الفكر ف نفطه وهميه بعينين الحادتين لكن بهم من الجليد والصقيع ما يطفي نار متوهجه ...
دق الباب ودلفت نظلي وهتفت: ايه يا جبران هتفضل كده كتير ؟!
نظر لها ببرود وقال: عايزه ايه يا نظلي ؟
جلست أمامه وردت : عايزك ترجع بقا للبيت ولولادك ! أنا مش فاهمه هتفضل قاعد ف الاوتيل لحد امتي يا جبران ؟!
نهض جبران وتحرك الي النافذه ونظر الي الخارج بعينين خاويتين وغمغم : أنا مرتاح كده ؛وكمان بحب افضل جمب شغلي !!
هزت راسها بيأس وردت : وولادك ذنبهم ايه يتحرموا منك ؟
ربع ذراعيه حول صدره وقال وقد أوشك صبره ع النفاذ : أنا هنا اهو يا نظلي ؛
نهضت نظلي وهتفت بنزق : " يوم ف الاسبوع انت كده هنا بجد ؟!
دار لها بعنف ومسك قطعه انتيكه من المكتب والق بها بعنف ، وغامت عيناه ببركان ثائر لكنه هدر بنبره بارده : كفايه بقا خلصنا ! أنا اكتر واحد عارف مصلحة ولادي مش محتاج دروس ف التربيه يا هانم !!
نهضت نظلي وهي تبلع لعابه بصعوبه وهمست : أنا بس بتكلم عشان مصلحة الولاد !
نظر لها وكأنه يود التهامها بعينيه الحادتين فهزت راسها بالنفي وغمغمت: خلاص يا جبران ع اذنك !!
وتحركت من امامه وكأنها تفر من وحش مخيف سوف يفتك بها ف اي لحظه ...
حدق ف طيفها بعينين تحولت ف لحظات من بركان ثائر الي صقيع مخيف ...
..............................
عوده الي المستشفي 

8



"اندفع سليم كـالسهم المشتعل عندما سمع من ونس أن صبحي من قام بالاعتداء ع شقيقتها بالضرب .. وكان سبب ف تلك الحاله وقبض علي ياقة قميصه وهزه بعنف وهو يصرخ بغضب : انت اب انت ازاي تعمل كده ف بنتك ! ده الحيوان مش بيعمل كده ف ولاده ؟؟
حاول صبحي الدفاع عن نفسه وهو يتأرجح بين يدين سليم وغمغم بترنح : دي بنتي وانا بربيها ومحدش له حاجه عندي !
قبض سليم ع عنقه ودفعه للحائط وقد برقت عينيها بلهيب الغضب وهدر: للاسف الأبوة والتربيه بريئه منك ! انت متعرفهاش اصلا انت عمرك ما كنت اب "
ضحك صبحي بجنون شخص غير واعي وغمغم : وانت جاي تعلمني الابوه طيب كنت علمها تسمع كلام ابوها ومتقفش وتعند قدامي كلمه بكلمه زي اي واحده ****!!
صاح سليم بغضب وضرب صبحي بلكمه قويه أطاحت به أرضا وهدر : لو كنت اب مكنتش توصل بنتك للعنايه المركزه ؛ولو كان ف قلبك رحمه مكنتش تقف قدامك وتعند معاك كلمه بكلمه !!
سحبه من الأرض وضربه بمقدمة رأسه وهتف. : "كانت هتسمع كلامك عشان بتحبك وتحترمك !!
لوح صبحي بيده بتشويش ولا مبالاة: خلاص بقا هو ايه اللي جري لكل ده ! هتموت يعني هتلاقي امها هناك ؛ امها اللي كانت السبب ف موتها الفقريه وش الغراب دي !!
دفعه سليم ع الأرض وقد فاض الكيل به وصاح : انت مستحيل تكون بني ادم !!
اندفع نحوه بغضب حارق لكن اخيرا استطاعت ونس التي كانت تتابع المشهد بهدوء غريب أن تتحرك ،، وتقف أمام سليم وهتفت : خلاص يا سليم مفيش فايده انتي تاعب نفسك ع الفاضي !!
اندفع سليم بغضب وانكمش صبحي بخوف وصاح سليم بغضب : لا يا ونس مش كفايه أنا هتجنن !!
تمسكت به ونس بقوه وصاحت : كفايه بقا عشان خاطر دمع يا سليم ؛
ثم نظرت الي والدها الملقي أرضا بحاله سئ جدا بسبب سكره وغمغمت : "لو كان الكلام يجيب نتيجه او حتي الخناق مكناش زمانا هنا دلوقتي ومكنش زمان دمع بين الحياه والموت كفايه يا سليم ابوس ايدك ..
تركها سليم وغمغم بغضب : بس دمع تفوق وتقوم بالسلامه وانا مش هخليها تعيش معاكم يوم تاني !!
.................................
ف منزل ونس ...
"بعد مرور يومين دلفت ونس الي المنزل وهي تجر أقدامها بصعوبه من التعب والحزن فـ حالة دمع تزداد سواء يوما بعد يوما ؛ ولم تعود الي وعيها بعد !
وهذا ما يزيد تعبها ويثقل قلبها بالهموم والألم ..

3




توقفت ع صوت هذا البغيض وهو يغمغم بنبره ثقيله لكنها حاده : اتاخرتي ليه ؟!
أغمضت عينيها بقهر وردت: هو أنا كنت بتفسح ؟
انا كنت ف المستشفى كنت مع دمع اللي مرميه ف المستشفى وبتموت !!
ضرب صبحي الطاولة بقبضة يده وصاح : ما تموت ولا تغور ف ستين داهيه ؛ وهي مين دمع دي أصلاً عشان تسيبيوني هنا زي الكلب عشانها !!
هزت راسها بيأس وهتفت وهي تحاول احتواء غضبها وكبت دموعها : دي أختي وبنتك !
ضحك صبحي بـ استهزاء : أختك؟ بنتي؟ 
ثم ضحك بسخرية مظلمة وهتف  : بنتي اللي ما تعرفش تحترم أبوها !
نهض واقترب منها ومد يده فجأة وقبض ع ذراعها بقوة جعلها تتأوه و جذبها نحوه بعنف
وصرخ ف وجهها:  ما كنتش في المستشفى ؛ كنتِ فين وسيبه شغلك !!
هتفت ونس ودموعها تنهمر بحرقه : مش بإيدي  حاولت والله حاولت ..
صرخ صبحي بعنف: حاولتي؟ حاولتي إيه؟انتي مش نافعه ف حاجه زي أمك؟!
دفعها بعنف فسقطت على الأرض وهو ينظر لها بشر وكره غير مبرر ...
حاولت النهض بصعوبة وان تبتعد خطوات للخلف وهي تمسح دموعها بيدين مرتعشتين وهتفت : يعني اعمل ايه تاني حرام عليك بقا ؟ أنا مش هقدر أرجع الشغل مش هقدر أتحمل أكتر من كده.
اقترب صبحي من زجاجه الخمر الفارغه ؛ ونظر إليها للحظة ودون تفكير ف العواقب الق الزجاجه نحوها بقوه اصطدمت بالحائط بجانبها ، وانكسرت وتنثرت شظايها في كل مكان ، صرخت ونس وهي تحاول أن تغطي وجهها بذراعيها ، ولكن خدشتها قطعه زجاج بجانب أذنها بجرح غائر ، وضعت ونس يدها ع أذنها وهي تمسح دموعها بقهر التي خلطت بدماءها ..

4





        
          

                
اقترب منها صبحي وجذبها بوحشيه وهتفت بغلظه :  مش بمزاجك! هترجعي يعني هترجعي! ما فيش كلمه في البيت ده بعد كلمتي ومفيش واحده هتعيش عالة عليه تاني ، أنا خلاص قرفت وجبت اخري منكم !! 
صرخت ونس بقهر وفقدت القدره ع الصبر وصاحت : لاالالا مش هرجع أنا اتهنت ف المكان ده ومستحيل ارجع ليه برجليه تاني لآ !!
قبض صبحي ع شعرها ونهال عليها بالضرب وصوته الجهوري الحاد وهو يسب ويلعن وينعتها بأنها ابنه حرام , تداخل مع صوت بكائها وصراخها وهي تحاول حماية نفسها لكنها تبدو ضعيفة جدًا أمامه.
شهقت ونحبت بصوت مكتوم وهتفت  : خلاص خلاص هرجع بس كفاية. ابوس ايدك كفايه هرجع والله حاضر !!

4


توقف صبحي عن ضربها ودفعها بعنف سقطت ع الأرض ونظر لها بازدراء وهو يشعر بلذه بالانتصار ثم يمسح عرقه بكمه ويحاول أن يأخذ نفسًا عميقًا ويجلس على الكرسي مرة أخرى ..
ويغمغم بأنفاس لاهثه: لما تصبحي على رجلك الصبح، تروحي لهم زي الكلبة وتترجيهم يشغلوكي تاني انتي فاهمه يا بت الحرام ؟!
انكمش ونس ع الارض وهزت راسها وهمست بصعوبه وهي تنحب وتشهق بصوت مكتوم: حاضر حاضر !
نهض صبحي وسار بترنح وبصق عليها وهتف : عالم وش فقر !!
ودلف غرفته واغلق الباب بقوه اهتزت لها جدران الشقه ..
وبقيت ونس على الأرض وجسدها يرتجف وهي لا تستطيع النهوض وكأنها فقدت القدرة على الحركة لا يتحرك سوء دموعها التي تنهمر بلا توقف. نظرت  إلى الاعلي بصمت وكأنها تبحث عن إجابة أو سبب لكل هذا العذاب .. في هذه اللحظة همس صوت والدتها داخلها : "هتخلصي من ده كله ف يوم مش هنا النهايه يا ونس !!
...........................
مكتب جبران في الفندق...

1


وقفت ونس أمام باب المكتب وهي تحاول أن تنظم أنفاسها السريعة بصعوبه وهي تتمسك بوشاحها بيدين مرتعشه ؛ وتحاول وضعه على رأسها حتي تغطي الكدمات اللي تركها والدها بجانب وجهها ، وهي تعلم إنها أمام المواجهة  الأصعب في حياتها لكنها مضطرة ومغلوبه ع أمرها...

+


دفعت الباب ببطء عندما سمح لها بصوته المغلف بالصقيع بالدخول ؛ دلفت بخطوات بطيئة وهي تسمع دقات قلبها تتخبط بجانب صدرها كأنه يحذرها من القادم ..
كان جبران يجلس ورا مكتبه الضخم لا ينظر لها ، ولكنه يشعر بخطواتها المتردده ، وهو لا يعلم لماذا إذن لها بالدخول اصلا وهذا الشي يزيد من غضبه ونفوره منها ، كان وجهه جامد وجاد وعينيه باردة مثل التلج ،اخيرا رفع وجهه ونظر لها بنفور ورمى القلم الذي في يده على المكتب واتكأ للخلف على كرسيه ونظرة ازدراء واضحه في عينيه.
هدر جبران بصوت مسموم بالحقد : إيه؟ رجعتي ليه؟ مش كفاية فضايحك اللي عملتيها؟
بلعت لعابها بصعوبه وهمسة وهي تحاول تثبت نفسها، لكن صوتها طلع مهزوز متوسل: يا بيه أرجوك اسمعني أنا مغلطتش مظلومه والله ما كان قصدي ...
قطعها جبران بحده قاتله : مغلطيش ؟! مغلطيش ازاي ؟! هو ايه الغلط ف نظرك ؟! انتي عارفة إنك شوهتي سمعتي وسمعة الفندق كله؟ 

2


صمت لحظه ثم هدر بصوت مليان بغضب مكبوت كأنه يحاول يتحكم في نفسه حتي لا ينفجر  : بجد شايفة نفسك تستحقي فرصة تانية؟"
همسة ونس ودموعها تجرح وجنتيها بعنف : والله العظيم اللي حصل كان سوء تفاهم... أنا مقدرش أعمل حاجة تغضب ربنا الولد ده هو اللي ..
قطعها جبران بحتقار : الولد هو اللي ؟! انتي فاكرة إن أي حد هنا هيصدق حكاياتك الرخيصة دي؟ هو كان ممكن يتجرا عليكي لو شايفك قدامه محترمه  اللي حصل ده مش بس شوهك، ده خلاكِ مجرد نقطة سودا في تاريخ المكان ده ...
شعرت ونس أن الأرض تهتز تحت أقدامها وطعم الظلم كالعلقم يسد حلقها حاولت بلع تلك المراره وقال بتوسل : أنا محتاجة الشغل ده مش عشاني !! عشان أختي الصغيرة محتاجة فلوس علاجها أرجوك يا بيه خليني أرجع مش هعمل أي مشكلة اوعدك اختي بتموت ابوس ايدك يا سعاده البيه ..

3



        
          

                
نهض جبران واقترب منها وقال بنبره مستهزي:
وعد؟! وعد من واحدة زيك؟! خلاص يا آنسة، الكلمة دي ما بقتش تعني أي حاجة عندي انتي مين عشان توعديني اصلا !!
أغمضت عينيها بستسلام وتراجعت للخلف وهي تقبض ع وشاحها ثم تذكرت ضرب والدها وتذكرت دمع رفعت عينيها التي تشبه الجمرتين ودموعها تنهمر وقررت المحاول مرة أخيرة.
وهمسه بصوت مخنوق : طيب عاقبني زي ما تحب، بس رجعني. أنا والله ما عنديش اختيار تاني."
نظر لها  بغضب مخلوط باحتقار. وكأن ضعفها  بيزيده قسوة وتجبر هتف بصوت منخفض لكنه جارح :إنتِ ما تستحقيش حتى تشوفي باب الفندق ده لكن ! عشان أختك. مش عشانك

4


رفعت ونس وجهها إليه وهي لا تصدق أو تستوعب أنه وافق أن تعود لعملها وهمسه بصوت مهزوز : 
شكراً... شكراً يا بيه أنا ...
قطعها بصوت حاد يقطع الهواء أمامه: لكن لو حصل أي حاجة تانية، مش بس هطردك لا أنا هضمن إنك ما تلاقيش مكان تشتغلي فيه تاني فاهمة؟"
هتفت ونس بسرعه :فاهمة... وعد، مش هتشوف مني غير الشغل وبس
جلس جبران ع كرسيه مره آخره ودار به وكأنه يطردها بصمت وغمغم ببرود: بره !!
خرجت ونس من المكتب وعيونها تفيض بدموع وكأنه تنحب ع كرامتها المهانه تحت اقدام والدها ثم هذا المتجبر همسه لنفسها : عارفة إن الكرامة اللي راحت مش هترجع لكنها مضطرة اكمل عشان دمع وعشان حياتنا اللي ما فيهاش أي فرصة للحياه اصلا ؛
...............................
امام مدرسه جيلان الباشا ..

4


ع جانب الشارع ترجل ادم من سيارته ووقف ينتظر خروج جيلان بعد انتهاء اليوم الدراسي كانت عيناه  مثبتة على باب المدرسه يتابع حركة الطلاب وهم يخرجون بسرعة وكأنه يبحث عن وجه واحد فقط بين الوجوه ...
يشعر بالامتنان لنشغال سليم اليوم وطلبه منه أن يذهب ويحضرها من مدرستها ..

+


هلل وجهه اخير مع ظهور جيلان ظهرت ترتدي حقيبتها المدرسية وتحمل بيدها كتابًا وقفت وهي تبحث بعينيها عن سليم حتي وقعت عينيها على سيارة آدم توقفت للحظة متفاجئة ثم اقتربت بخطوات خجولة ووقفت أمامه  بابتسامة بريئة:
حضرتك اللي جيت تاخدني؟ امال فين أبيه سليم؟"
أشار له بالدخول الي السياره وهو يبتسم بجاذبيه وقال : سليم عنده حاجة مهمه وطلب مني أجيلك أنا ف مشكله ،؟!
رفعت منكبيه وغمغمت : لا مفيش مشكله !
تحركت جيلان وصعدت السياره واغلق ادم الباب وتحرك ودار حول السياره وصعد السياره وتحرك وهو ينظر لها بهدوء "

+


ظلت صامته وهي تنظر من الشرفه بهدوء ..
ظل يراقبها من عيونها التي بها كم من البراءه غير طبيعي ، الي شفتيها الكرزيه ، الي شعرها المنسدل ع كتفها وحتي صوتها الرقيق الذي يذيب شيئا داخله.. تنهد ادم واردف بنبره حاول أخرجها هادئة: ايه اخبار الدراسه يا جيلان ؟!
نظرت له جيلان وهي تعبث بأصابعها بخجل:آه عادي بس كان يوم طويل وممل !
ابتسم ادم بجانب فمه ابتسامه دافئه وهو ينظر له ويلتهم ملامحها بشوق : ممل ليه يا چيچي ؟ مش المفروض إنك بتحبي الكيمياء؟"
التفت له بذهول وهتفت : أنا؟ مين قال؟ ده أصعب مادة عندي ف حياتي ..
ضحك آدم بخفة وكأنه استمتع بتلك التفاصيل الصغيرة عنها ثم قرر للمرة الأولى أن يكسر حاجز الجدية وهتت وهو ينظر لها بسرعة ثم يعيد نظره للطريق: طب أنا عندي فكره ايه رايك لو جبتي درجات كويسة في الكيمياء السنه دي أنا  أجيبلك أي حاجة تحبيه إيه رأيك؟"
نظرت له بدهشة وردت بفرحه : بجد؟ طب إيه اللي خلاك فجأة طيب كده؟"
ابتسم ادم بهدوء لكن داخله صوت يصرخ بحقيقة مشاعره لها مشاعره التي لا يستطيع البوح بها ..
طلما كرها هذا الشعور بالعجز أمام تلك النظرات البريئة التي تجعله يتمنى لو كانت الحياة أكثر بساطة .. لو كانت جيلان اكبر سننا .. لو لم تكن ابنه جبران الباشا لو لو والف لو تقف ف طريقه ...
تنهد ادم واردف بنبره مرحه حتي يخفي كم المشاعر التي تموج بقلبه : مش فجأة ابد يا جيلان أنا دايمًا كده... إنتي بس اللي مش واخدة بالك !
ضحكت جيلان بخفه جعلت قلب آدم يرتجف بين ضلوعه بالله هذا كثير عليه ف يوم واحد فهو لم يكن يريد أكثر من أن يرى ابتسامتها فهذا يوم سعدك ادم بالتأكيد ..
أكملوا الطريق بصمت، لكنه كان صمتًا محمَّلًا بالمشاعر. كان آدم ينظر لها من حين لآخر، بينما هي تعبث بالكتاب في يدها دون أن تنتبه لعيونه التي تراقبها بشغف.

2



        
          

                
وصلوا أمام قصر الباشا واقف ادم السياره ، التفتت له بابتسامة مشرقة فاتنه اكثر من أنها ابتسامه طفولية وهمسه: شكرًا يا أبيه أنا دايمًا بحس إنك أطيب حد في الدنيا وطلع عندي حق !
شعر آدم وكأن كلماتها طعنة مزدوجة طعنة من الحب الذي يشعر به وطعنة من استحالة الاعتراف به الآن 
أجبر نفسه على الابتسام ورد : وأنا كمان بحس إنك أحلى حد في الدنيا يا جيلان !
وابتسمت الصبيه بخجل ثم فتحت الباب وترجلت 
ظل آدم في مكانه للحظات، يتابعها وهي تدخل من بوابه القصر ثم أغمض عينيه وأطلق تنهيدة ثقيلة.
همس آدم لنفسه بحرقه :اه يا جيلان أبيه واطيب حد ف الدنيا ف جمله واحده حرام عليكي يا بت الباشا .. ااه يا قلبي لو تعرفي انك بتجري ف دمي مش بس قلبي ...
ثم أدار السيارة وتحرك وهو يحمل معه حبًا كبيرًا لا مكان له الآن سوى في قلبه ...
.....................
ف منزل ونس ..

+


دلفت ونس بعد تلك المقابله التي استنفذ كل طاقتها النفسيه والجسدية سارت الي غرفتها وهي تشعر بإحباط عام يلف نفسها ، والم يغلف قلبها ويثقله..

+


دلفت غرفتها وأحضرت بعد ثيابها وهي تحاول نفض الالم الذي يفتك بها واخذ حمام دافئ يخفف عنه قليل حتي تستطيع الذهاب الى شقيقتها ف المستشفى ..
حتي تطمن عليها وحتي تستطيع اميره أيضا العوده الي المنزل .. خرجت من غرفتها وهي تحمل ثيابها لكنها توقفت ع دخول والدها ومعه امراة لم تراه من قبل ولكن يبدو من هيئتها كل شي ..

+


دلف صبحي وهو يغمغم بثقل شديد من آثار الخمر والمخدرات : ادخلي يا مزه برجلك الشمال !
ضحكت بخلعه وهتفت : وماله بالشمال ياحبيبي هو ف احلي منه ؟!
ضحك صبحي بمجون وهتف : مفيش احلي منك يا **** 
صرخت ونس بعنف: ايه الارف ده مين الست دي اللي جايبها البيت ؟!
نظر لها صبحي بعيون يملؤها الاستهزاء وغمغم بتشويش : اششش مسمعش نفسك وغوري ع اوضتك انتي جيتي من شغلك ليه اصلا متغوري ف اي مصيبه تشيلك يا بت الكلب !
هزت راسها بيأس وردت بخنقه : ليه هفضل اشتغل ليل ونهار عشان يعجبك مش من حقي ارتاح زي الناس حرام عليك بقا !!
دفعها صبحي بعنف وسحب يد تلك المرأة وهتف : اوعي كده يا بومه طيرتي الكاسين من دماغي ؛
سحبها ودلف بها الي غرفته وهتف : تعالي يا مهلبيه انتي احنا ليلتنا فل الليله دي !!
اغلق صبحي الباب ف وجهه ونس الواقفه تنظر لهم بذهول وحسره ظلت واقفه لا تستوعب ما يجري أمامها حتي اجفلت ع صوت رنين الهاتف اجبرت أقدامها بصعوبه ع التحرك وسحبت الهاتف وردت : الوو ايوه انا يا فندم !!
انتظرت لحظات ثم ردت بلهفه : ليه دمع فيها حاجه أرجوك قولي ؟!
انتظرت لحظات ثم ردت: "حاضر حاضر أنا جايه حالا مسافه السكه !!
أغلقت ونس الهاتف وهي تشعر برعب يغلف قلبها وغمغمت: استر يارب 
دلفت غرفتها وبدلت ملابسها وخرجت الي المستشفي بسرعه مر وقت قصير ووصلت الي المستشفي اقتربت من العنايه المركزه ونظرت الي دمع وجدتها كما هي ع حالها اقتربت منها اميره وهتفت : ايه يا ونس عملتي ايه ف الشغل !!
نظرت لها ونس وهزت راسها: رجعت يا ابله اميره  اول يوم بكره !
ربتت اميره ع ظهر ونس وقالت : ربنا يساعدك يا حبيبتي ويسترها معاكي ؛
تمتمت ونس : يارب يا ابله
ثم نظرت إلي دمع وقالت : هو ف حاجه حصلت كلموني من المستشفى وقالو الدكتور عايزني ضروري !!
هزت اميره راسها بالنفي وردت: لا مش عارفه اهي دمع ؛
قطع جملتها صوت الطبيب : انسه ونس !
نظرت له ونس وهتفت : ايوه يا دكتور أنا هي دمع كويسه ؟!
أشار لها الطبيب واردف : للاسف اختك مش بتستجيب للعلاج ولازم عمليه فورا !!
شعرت ونس بأن صاعقه من السماء قد هبطت ع راسها امتلأت عينها بالدموع وهمسه: لا يارب والنبي !! 
تمسكت بيد اميره وهي تسند عليها بتعب شديد وغمغمت بالم : اعمل ايه يا ابله أنا تعبت والله !
ربتت اميره ع يدها بحنو وهتفت إلي الطبيب : طب ياخويا العمليه فيها خطر ع حياتها ؟ ولا دي هتتكلف كتير ؟
هز رأسه وتمتم: لا يا ستي العمليه أن شاء الله بسيطه وتكلفتها مش هتقل عن خمسين ألف جنيه غير حساب المستشفى !!
شهقت ونس بيأس وردت: اعمل ايه أنا يارب ؟!
اوما الطبيب وهتف : ياريت تقرري بسرعه كل دقيقه بتعدي فيها خطر ع حيات اختك عن اذنكم !!
انصرف الطبيب وانهارت ونس ع الأرض وهي تشعر أن الدنيا ضاقت ف عينيها وهمسة: هتعملي ايه يا ونس هتسيبي دمع تموت وانتي واقفه تتفرجي عليها هتقولي ايه لامك سبت اختي تموت يا امي !!
انهمرت الدموع من عينيها ووضعت يدها ع راسها  وهمسة : سبتيني ليه يا امي أنا مش قادره ولا باقي  عندي طاقه والله 
ارجعت راسها ع الحائط وهمسه برجاء : حلها من عندك بقا يارب !!

13


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close