اخر الروايات

رواية زيف المشاعر الفصل الثاني 2 بقلم سلوي عليبة

رواية زيف المشاعر الفصل الثاني 2 بقلم سلوي عليبة



                                    
الفصل الثاني ... زيف المشاعر 
تمضى الأيام بحلوها ومرها .فوتيرة الأيام ليست بواحدة .فهى تختلف بإختلاف الظروف والأماكن حتى الشخصيات . 
قررت بسملة المضي قدمًا حتى تحقق حلم أبيها والذى أصبح مستحوذًا على تفكيرها دون أى شئ آخر . لم تكن تعمل أى شئ غير صلواتها وقراءتها لوردها قبل المذاكرة وذهابها لدروسها وفقط .أصبحت قليلة الكلام كثيرًا. 
إحترم ساجد هذا بشدة وترك لها مساحتها لكى تحزن على والدها كما تريد وأيضًا لن يبعد عنها مهما حدث. 
جاءت أيام الإمتحانات وكان الجميع يشعر بالإضطراب حتى سارين التى لم تكن تعير أى شئ إهتمامًا. 
كانت بسملة تشد على نفسها حتى أنها لم تكن تأخذ قسطا كافيًا من الراحة وكذلك ساجد والذى كان يواصل الليل بالنهار حتى يحقق حلمه. 
مضت أيام الإمتحانات وهم يبذلون ما يستطيعونه حتى أتى إمتحان الكيمياء .فرغم صعوبته إلا أن بسملة خرجت وهى مطمئنة نوعًا ما .ولكنها وجدت ساجد على النقيض والذى كان جالسًا منكسًا رأسه بقوة. 
ذهبت إليه دون تردد وقالت بلهفة :ما لك يا ساجد فيه إيه ،إيه إللي حصل مالك زعلان كده ليه؟ 
أجابها ساجد بحزن : مش عارف يا بسملة وأنا فى الإمتحان حسيت إن مخى اتمسح بأستيكة ومفيهوش أى معلومة. 
نظرت إليه بإشفاق وقالت: إنت برضه منمتش بقالك كام يوم ياساجد وانا قلتلك إمبارح إنك تريح حتى ساعتين عشان مخك هو كمان يستريح شوية. 
تحدث بألم وهو يحاول أن يمنع دموعه من الهبوط: خفت ،خفت يا بسملة ملحقش أراجع ودى مادة مهمة ولو ضمنتها هى والفيزياء يبقى الباقى سهل. 
حركت رأسها دليلًا على رفضها وقالت: لا ياساجد غلط كل المواد مهمة ماحنا حتى فى العربي أو الانجليزى ممكن  منعرفش نجاوب ومنجبش درجات .بس للأسف انت من كتر خوفك من المادة دى عملت حسابها قووى لدرجة أن هى اللى خانتك . 
زفرت بقوة وقالت: قوم ياساجد وسيب كل حاجة ورا ضهرك وفكر فى اللى جاى وان شاء الله مش هتنزل فيها كتير ولا حاجه .انت بس من خوفك بتقول كده . 
وقف معها كمسلوب الإرادة وهو ينظر للمدرسة من خلفة وكأن بها حلمه الذى يستشعر بضياعه من بين يديه. 
إنتهت فترة الإمتحانات بما فيها ولكن للأسف كان ساجد يشعر بالإحباط وهذا قد أثر عليه فى ما تبقى من مواد رغم محاولات والدته وبسملة ولكنه لم يفق ولم يحاول أن يتدارك الأمر. 
يجلس الجميع بعد فترة قليلة بإنتظار النتيجة والتى يضع الجميع يده على قلبه بسببها. 
إتصل معلم بسملة للغة الإنجليزية بها وهو يهلل ويخبرها بمجموعها المرتفع والذى أشعره بالفخر. وعندما سألته عن ساجد وسارين فأجابها بحزن: للأسف يا بسملة كلنا اتصدمنا من نتيجة ساجد جاب 85٪ أما سارين فجابت ٧١٪ بس احنا كلنا عارفين سارين الدراسة آخر همها لكن ساجد كان شاطر وكلنا  كنا متوسمين له أنه يجيب حتى ٩٨٪ زيك أو أكتر كمان. 
زفرت بشدة وفرحتها قد خبت بسبب ساجد وقالت: شكرا يامستر وعلى العموم حصل خير .قدر الله وماشاء فعل. 
خرجت لوالدتها والتى نظرت لوجهها ورأت الحزن عليه فتوقعت النتيجة فأخذتها بين أحضانها وقالت بمواساة: ولا يهمك يا حبيبتى انت تعبتى وأنا كنت شايفه ده .فاللى جبتيه أنا راضية بيه مهما كان. 
خرجت من أحضانها وهى تبتسم بهدوء وقالت: لا ياست الكل الحمد لله أنا هحقق حلم بابا وهدخل طب. 
صاحت صفاء بفرح وهى تقول: بجد يابوسى ،بجد يا حبيبتى هتحققى حلم باباكي . 
ضمتها بسملة بفرحة وقالت: أيوه ياماما بجد .الحمد لله 
نظرت إليها والدتها وقالت بريبة: أمال مالك زعلانه كده ليه ؟ 
زفرت بشدة وقالت بضيق: ساجد ياماما مجابش المجموع اللى نفسه فيه .وأكيد دلوقت قاعد محبط وعلى آخره. 
شعرت صفاء بها وقالت : نصيبه يابنتى .وكمان ولا تعلمي يمكن اللى حصله ده خير من عند ربنا. 
نظرت إليها بسملة بتوجس وقالت : خير إزاى بس ياماما ده كده حلمه ضاع ومش هيعرف يحققه خلاص. 
تماما صفاء بيقين وقالت: ياحبيبتى كل قدر ربنا خير. يعنى مثلا مش ممكن كان يجيب المجموعة اللى نفسه فيه ويحصله أى حاجة.  أو يمكن لو بقى دكتور ميقدرش برضه يحقق حلمه إن يكون له إسم وقيمة وساعتها يحس بالسخط . 
زفرت بسملة بقوة وهى تقول بحيرة: طب أعمل إيه دلوقت أروحلهم ولا أقعد ولا إيه ؟ 
ربتت صفاء على كتفها وقالت بحنان: روحى ياحبيبتى وخليكى جنبه زى ماكان هو جنبك أيام شدتك .وكمان هو فى مقام خطيبك ولا إيه؟ 
ذهبت بسملة للشقة المقابلة لهم ودقت الباب على إستحياء .فتحت رباب والدول ساجد وسارين ويبدو على وجهها الحزن والإحباط. دخلت بسملة وهى تطأطأ رأسها وسألتها بتلعثم عن ساجد وسارين . خرجت سارين بتلك اللحظة ونظرت إلى بسملة نظرة لم تفهما أبدا . هل هى غضب أم حزن أم شئ آخر لا تعلمه ولكنها بالأخير ليست نظرة مريحة. 
إقتربت بسملة منها وهى تقول بهدوء: مبروك ياسارين . 
ضحكت سارين بتهكم وهى تقول: لا يا حبيبتى  دانت اللى يتقلك مبرووووك مش إحنا. دانت طلعت البريمو واحنا منعرفش. 
إبتلعت بسملة رمقها بصعوبة وهى تقول بتفهم لمشاعرها خاصة بعد مجموع ساجد الصغير على غير المتوقع: كل واحد بياخد نصيبه ياسارين وأظن إنك عارفه إن لولا وصية بابا يمكن كنت فضلت من غير مذاكرة .زفرت بقوة وقالت: بس سبحان الله ربنا بيسبب الأسباب ومحدش بياخد أكتر من نصيبه. 
إقتربت سارين منها بغلظة وقالت: طبعا مانت لازم تقولى كده بعد ماجبتى مجموع مكنتيش تحلمى بيه وساجد ياحبيبى هو اللى حلمه ضاع. 
إقتربت رباب من بسملة برضا وقالت: متاخديش على كلام سارين هى زعلانه على ساجد .بس هنعمل ايه الحمد لله على كل حال. أكملت ببسمة خفيفة : مبرووك يابسملة .أهو على الأقل فيه حد فرحنا فيكم . 
زفرت بسملة بهدوء وقالت على إستحياء : ممكن أشوف ساجد ياطنط لو سمحتى. 
أومأت رباب بألم وقالت: إتفضلى ياحبيبتى يمكن يسمع كلامك. 
دقت بسملة باب الغرفة الخاصة بساجد.فصاح من الداخل بغضب:  قلت سيبونى فى حالى،مش عايز أتكلم مع حد . 
تحدثنا برقة غير متعمدة وقالت: حتى أنا ياساجد . 
زفر بقوة وهو لايعلم ماذا يفعل .ولكنه رغم ذلك غلبه قلبه وفتح الباب وأعطاها ظهره واتجه لتخته وجلس عليه بضياع. 
تركت الباب مفتوحًا وذهبت تجاه ساجد وهى تنظر لوجهه الشاحب بشدة، المتشح بملامح الحزن على ضياع أحلامه. 
أجلت صوتها وقالت بهدوء علها تؤثر به: 
ساجد ممكن تهدى شوية. 
نظر إليها بحزن وقال بتهكم: حاضر ههدى يا بسملة . ثم أكمل بوجع:.بس ياترى بعد ما أهدى مجموعي هيتغير ولا أحلامي اللى ضاعت هترجع. 
وقف أمام النافذة ينظر منها بلا هدف وكأنه يهرب مما هو فيه وأكمل: أنا أحلامى كانت بسيطة وكنت عارف إنى أقدر أحققها بس إيه اللى حصل كله ضاع. 
إقتربت منه وقالت بصوت متحشرج جراء دموعها الحبيسة: ياساجد كل شئ مقدر ومكتوب ،وكمان مش يمكن كنت تدخل الكلية اللى نفسك فيها ومتنجحش .كانت شايف ان حتى الدكاترة فيهم ناسفلشلة وبتضيع حياة ناس كتيير . ويمكن تبقى فى مجال تنجح فيه وتثبت نفسك وتبقى أحسن من 100 دكتور . 
إستدار ناحيتها وقال دون إدراك: أكيد هتقولي كده مانت خلاص ضمنتى إنك هتدخلى طب وتحققي حلم باباكى الله يرحمه.فمش مهم أنا بقه. ضحك بوجع وقال بغضب: طظ فى ساجد واللى بيحسه ساجد مادام إنتِ جبتى المجموعة اللى إنت عايزاه. 
نظرت إليه بألم وقالت: أنا ياساجد هفكر كده برضه. دانا منعت نفسى أفرح غير لما أشوف مجموعة إيه؟ 
إتجهت صوب بابا الغرفة المفتوح وقالت بعشق لائم : لو كان ينفع أتنازلك عن مجموعي كنت عملتها عشان مشوفش نظرة الإنكسار اللى فى عينك دلوقت . لأن صدقنى إنت أهم عندى من نفسى. 
خرجت من شقتهم سريعًا وحتى أنها لم ترد على نداءات والدة ساجد . 
فلأول مرة يخاطبها ساجد بتلك اللهجة التهكمية . 
مرت الأيام وهى تحاول أن تلطف الأجواء بينهم حتى بدأ ساجد فى تقبل مايحدث قلبي بوسعه أن يغير ما حدث. أما بسملة فكانت تحاول أن تخرجه مما هو فيه بالهدوء تارة وتارةٌ أخرى بالعمل والصدمة. حتى بدأ فى التكيف. أما سارين فكانت غيرتها تزيد من بسملة خاصة بعد ماحدث ولكنها تظهر غير ذلك حتى لايغضب ساجد منها. 
قدمت بسملة فى طب القاهرة وساجد فى تجارة إنجليزى أيضا القاهرة وكذلك سارين ولكنها دخلت معهد خدمة إجتماعية على حسب مجموعها ولكن كيف ستكون الأيام المقبل معهم .

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close