رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثاني 2 بقلم بسملة محمد
|2|_النـساء لـلنساء
"رَجـفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة الثانية_النساء للنساء"
2
"_______"
1
أقترب منها وعلى وجه معالم الشر، ليمسك بشعرها بغضب مُتحدث"صورتك الرخيصة يارخيصة".
8
دفعت يده المُمسكة بشعرِها بقوة، لتتحدث بغليل مُردفة"عمري ما كنت رخيصة، بالعكس أنت والبنات إللي تعرفهم إللي رُخَصا".
7
أمسك بوجهها بعنف جاعلها تنظر تجاه الصورة هاتف بـ_:
_وصورتك أنتِ وحبيب القلب ده مش بيدل أنك رخيصة !!؟
+
أبتسمت وهي تبعد كفه المُمسك بوجهها، لتردف بسُخرية وتَبجُح
"دي صورت خطوبتي انا وهو، وبعدين أنت عارف إن انا وهو بنحب بعض وهنفضل نحب بعض وأنت ....."
8
قطع جُملتها صفعته لهـا، متحدث"وانا جوزك، أقسم بالله لو لقيت ليكِ أي حاجة معاه تاني هموتك" قبل أن يستدير لـيُغادر أردف بنبرة مُستهزأة"وآه صحيح"قُصي"عُمره ما حبك، لو كان بيحبك مكنش سابك وراح السُعودية، فكري كدا بالعقل عشان مقلبش حياتك جحيم".
19
لَم تبكـي ولَم تصدر منها أي ردت فعل تدُل على تـألُمها رغم أنها حقًا الصفعة كانت قوية، لكنها أردف بـاِشْتِدَاد_:
_حياتي بقت جحيم من ساعة ما شوفتك، بدعي بحاجة واحدة بس إن ربنا ياخدك، عشان أرتاح من قرفك.كانت نبرتها ساخطة للغاية، تلك الفتاة ستجعله في يوم يفقد أعصابه ويقتلها بيده يُقسم، إن لَم تـتوقف عن حديثها وأفعالها الخائنة تلك سيُقتلها!!، في لمح البصر أمسك بالسكين الموضوعة بجانبها واضعها منتصف عُنقها متحدث بقسوة_:
5
_أقسم بالله محدش هيطلع روحك غيري.
16
_ياريت. أردفت بها بمُنتهى الجرأة وهي تبتسم له أبتسامة باردة، تشدقت بمرارة وبدأ تكون غُلاف رقيقٍ على عيونها"روحي طلعت أول يوم أتجوزتني فيه، ومن ساعتها وأنا عايشة ميتة، ياريتك تقتلني".
1
رفع حاجبه لها مدهوشًا، لكن في ثوانٍ تحولت نظراته إلى السخط مُلقي بالسكين متحدث"يبقا عيشي طول عمرك متعذبة".
3
ختم جملته لـيُغادر المطبخ، تاركها غارقة في برودها هذا المُرتسم، أغلقت على الطعام الذي بالكاد أحترق، لَم تُبالي بِهُ تـركته في مكانها ومن ثم غادرت هيَّ الأخرى المطبخ بتحدٍ مُلقية نظره عليه وهو جالس على الأريكة_:
_الأكل أتحرق، بألف هنا على قلبك.
23
قالت كلماتها الحادة لتدلف إلى غُرفتها صافعة الباب خلفها بقوة تارك صوت خلفه !!!
+
"_______"
+
أتى الصباح عليهُم مُحمل بنـسمات هواء خفيفة وقلـيلة للـغاية أيضًا، وخصـوصًا إلى تلك المنطقة الشعبية المُتلاصق مبانيهـا بِبعضها، ليجـعل الهواء البارد مُنعدم وخصوصًا أنهم في فصل الصيف، التاسعـة صبـاحًا، ذلك الوقت ليس شديد الحرارة، كغير بعد مُنتصف الظهر، دلـفت إلى تـلك الـورشـة مُـلقيـة السـلام، ليـلتفت لهـا ذلك الشـاب بـبسمـته البـسيطة مُردف"ايـه يا"ساجيـة"؟، راحة الشغل دلوقتي".
+
هـزت رأسـها بـتأكيد، لـتـمد يدهـا لـه بـظرف، ليـرفع هو حاجبـه الأيمن بأستغراب، لتُـجيب على سؤاله الصامت بـ"دول أربع تلاف جنيه قبضي كله الشهر ده، خُـدهم سد الفلوس اللي عليك"
14
زفـر بانفعال مُـردف بـحدة_:
_رجعي فلوسك يابنت الناس، مش أنا إللي أخد فلوسك انا المفروض أزودهم ليكي.
17
تـرجتـه بعيـونها متحدثـة بـِحُـنو...:
_أنت مش قولتلي امبارح إنك مش هتعرف تيجي تتقدملي غير أما تسد ديونك يا"باسم"؟ أهو أنا بديلك الفلوس تسد ديونك وكأنهم سلف مني لحد بعد ما نتجوز.
24
أبتسم لـها بـهُدوء، ولَم يُعقب قبل أخذ الظرف منـها، وعندما أصبح بين يديه أردف بنبرة هادئة كبسمتـه"هردلك الفلوس دي أكيد، انتِ كدة ليكي عندي سبع تلاف جـنيه".
37
"مش مهم الكلام ده، إدفع ديونك الأول بعدين نبقا نتكلم".
تهـربت بعيـونها من عيونه وقبل أن تـرحل كان مُمسك بيدها ومزالت نبرته على ماهو عليه"بحبك، مع ألف سلامة".
14
أرتجفت أبتسامتها على وجـهها، لتُفلت يده عن يديهـا متحدثة بخفوت وهي ترحل"سلام".
+
لاحقتها عيونه حتى أختفت عن أنـظاره، ليفتح الظرف ويُخرج منـه ما بـه من أمـوال ويبدأ بِعَـدَهُم وعلى وجـه أبتسامة هادئة !
32
خَرجِت مِن الـورشة لـتبدأ بالسير على قدميها حتى وصلت مُنتظرة ال"باص"، مَر عليها أكثر مِن عشر دقائق حتى وصل أخيرًا، صعدته بـِسرعة هيَّ والبقـية، لتـلحق أم وأبنتها المُراهقة مقعدين، أمتلأت المقاعد كُلها، لتـظل واقفة على قدميها مُمسكة بيدها الحديدة المُعلقة بسقف ال"باص"، أستمعت إلى صوت خلفها ميزتـهُ بُضوح، بدأت بالإرتجاف بذعرٍ، الآن سيفضحها أمام العامة!!، أستمعت إلى جُملته وهو يتحدث بتأفأف_:
_يادي القرف لازمتها ايه يعني نصتبح بالأشكال إللي زي دي!!
16
"ملكش دعوة بحد يـا"خالد" نهره "يـوسف" بحدة، لتبتسم ساخرة مُتحدثة في نفسها"الله يلعن"خالد"ويلعن"يوسف"في يوم واحد".
6
الآن يقف لها ذاك الشهم"يوسف"عارض عليها الجلوس مكانه، أردفت بنبرة مُنخفضة وصلت لمـسامعهُم"لاء شهم أوي ابن المنطقة".
8
"وقِحة أوي بنت المنطقة"سخر بها"خالد بنبرة عالية، رمقتهُ بإزدراء متحدثة بنبرة مُرتفعة مُرتجفة_:
6
_نزلني هنا ياسطا.
+
رد عليها السائق بضيق"لسة موصلناش للمحطة" صاحت بنبرة مُنفعلة"ده ايه ده!، أنا عايزة أنزل هنا أنت ليك فيه!؟"
+
_دي محطة هو مش هيقف عشان واحدة.
تحدث بها"خالد"مُستفزها، صمـتت بغضب وهي تُفكر بأن تنتقم منهُم، مرت عليهم دقيقتان ليستمع الجميع إلى صراخها وصياحها مُردفة"أنت بتعمل ايه، أنا ساكتة من الصبح عشان انا واقفة لوحدي، لكن لحد هنا وتبعد إيدك الزبالة دي عني"!!!
12
لَم تُمهل أحد منهم الفُرصة وبدأت في البُكاء أستخدمت سلاح الأنثى وهيَّ دموعها !!، وبدأت أيضًا تتحدث بمكرٍ من بين شفتيها"الولد ده بيضايقني وصاحبه التاني بيداري عليه، وكنت عايزة أنزل بسببهم، وربنا حرام أبقا نازلة بجري على لُقمة عيشي عشان في الآخر يجي اتنين زيهم يضايقوني بأيدهم"
بكِت بقوة وهي تتحدث بأنفعال، صُدم كُل منهم، ليدافع "خالد"بأحتداد:_
_وربنا كدابة أحنا مكلمنهاش أصلًا.
14
"وهي هتكدب ليه!، كلنا عارفين إن الشباب بيركبوا الأتوبيس بالذات عشان كدا، بس وأقسم بالله انا ما هسيب حقها انا عارفة أن كلكم رجالة زي بعض ومش هتتكلموا لكن أنا مش بخافـــ". تحدثت بها السيدة الصاعدة معها بأندفاع غاضب، بدأت بالدفاع عن حقها !!، ويالحظها كان رائع لتكُن تلك السيدة تُشجع حقوق المرأة وتكره الرجال !!!، فيمنيست مُتعصبة للغاية وكان من خظها مُقابلتها !!
12
بدأ الهَرج والمَرج وكانت ولأول مرة ترى في حياتها شهامة رجال بلدها ! لا تعلم هل الشهامة تلك دائمة وعندما تتعرض فتاة لموقف حقيقي كهذا يقفوا بجانبها، أم تُوبيخ السيدة لهم وقولها "إنهم رجال مثلهم ولَم يقفوا في صف الفتاة المسكينة تلك" جعلهم يُساعدوها!، ثلاث شباب ونفس السيدة وأبنتها وقفوا في صفها كان من نصيب"يوسف"لكمة عنيفة من السيدة بحقيبتها مُردفة"أنت فاكر أنك هتعمل كدا و نسكت !!، ليه يخويا فاكر أنك سي السيد وهيَّ أمينة!!! لينتهي المطاف ب"يوسف و خالد" مُلقي بهم خارج ال"باص"، أخذت السيدة"ساجية"في أحضانها مُتحدثة بحنان_:
16
_معلش يابنتي الدنيا بقت غابة معلش ياحبيبتي، ربنا ياخدلك حقك منهم.
+
أجلستها مكان "خالد" ومن ثم جلست بجانبها مُحاولة تهدأتها، بدأت نوعًا ما تـتوقف"ساجية"عن البُكاء، كان بُكاء حقيقي بسبب ليلة أمس، هدأ جزء بسيط بداخلها بسبب تلك السيدة الحنونة، شكرتها بخفوت"شكرًا، أنا مُمتنة لحضرتك".
+
صَدق مَن قال"النساء لـلنساء"!
"_____"
1
سَبهـا"خالد"سبـة بذيئـة متحدث"وكانت صعبانة عليك !، الشيطانة دي"!
2
_نقطنا بِسُكاتك بقا أنا خدت علقة من الولية المُفترية إللى فوق دي كفيلة تخليني أتعقد من الستات كلها.
تحدث بها"يوسف"بتألم وهو يُدلك فمه الذي صُفع عليه، فـهو بالنسبة لهم هو المُتحرش لأنه كان يقف بجانب تلك الشيطانة!!، أخذ من الضرب ما يكفي لأعوام، ضحك بنبرة عالية متهكم منه بـ_:
+
_لاء وأنت إللي قايم تقف عشان تقعدها، تعرف تبطل هَبل بقا؟، دي متستاهلش أي حاجة، آه لو تسيبني أروح أفضحها قدام أمها هشفي غليلي.
1
نبرته مُغتاظة للـغاية، تنهد الآخر بضيق مُتحدث"انا شايف فكك منها، لا هي تعرفنا ولا أحنا نعرفها، دي مجرد واحدة ساكنة في منطقتنا، ماهو أحنا لو هنجري ورا بنات الناس نعرف فضايحهم مش هنخلص".
6
كلامه جاد وعلى صواب، لكنه الآن مُغتاظ منها، ليقول بمكرٍ"جتلي فكرة فكك أنت من حوارها وسيبلي الحوار ده وانا هروح أقول لأمها ويا تموتها يا أمها هي إللي تموت وفي الحالتين هشفي غليلي منها".
+
"الله يهديك يـ"خالد"سيبها، ما أنت عارف من بدري بالحوار ده، وكنت ساكت يبقا أسكت بقا".
+
رفع حاجبيه بخبث مُتساءل"مين قال إن الحوار من بدري!!، تؤ الحوار قبل ما أحنا نتخانق بيوم واحد".
+
جعد ملامح وجه مستفهم"من شهر؟، بس أنت قولت بقالهم أكتر من خمس شهور"!
+
أجابه بـ"لاء هما يعرفوا بعض من سبع ولا ست شهور، لكن إللي هو قاله ليا أنها راحتله وبعدها بيوم حصلت الخناقة ومش عارف راحت تاني ولا لاء".
1
زفر بأنزعاج مردف"خلاص يبقا ملناش دعوة بحد، سيبها في حالها، أنت عندك أخوات يا"خالد"حرام".
+
ضحك على جملته ليتحدث بضحك"اتجوزوا خلاص وكل واحدة مع جوزها".
22
_عقبالك إمشي بقا وانت ساكت.
+
"______"
+
بدأ ينزعج مِن رنين هاتفه لأكثر من مرة، يُريد النوم يعالم !!، صاحبة عمله جعلته يُغير نظام نومه، والآن الساعة تخطت العاشرة وهو نائم، والهاتف يدق بلا توقف، أمسك بالهاتف بضجر، يُريد إغلاقه قبل أن يدق مرة أخرى، لكن قبل أغلاقه كان مصدر إتصال، والمُشكلة إنهُ من"دانية"!، اللعنة على دانية!، أجاب بمضض"نعم".
14
أستمع إلى صياحها العالي"أنت مش بترد بسرعة ليه ها!، أنت مش شايفني بقالي ساعة بتصل بيك !، ايه ده ياربي، على فكرة أنت مش مهتم خالص، وبعدين مش المفروض رنيت أكتر من مرة تتصل تسأل فيا ايه!، ايه مفيش إحساس خالص؟"
5
كانت تتحدث بنبرة عالية منفعلة سريعة، للمرة التي لا يعلم عددها تصيح عليه، ليهاجمها هو الآخر بأنفعال_:
+
_ايه!، راديو واتفتح رغي رغي رغي رغي!، ومش مدياني فرصة ارد حتى!، اوعي تكوني فاكرة نفسك خطيبتي عشان أهتم، ايه حتى الواحد وهو في بيته مش مريحاه !
12
صدمت من رده، لتصمت لثوانٍ ليظُن هو أنها لم تجد حديث، لكنه تفاجأ عندما أردفت بنبرة غاضبة"واللهِ!، انا مش مريحاك، طب أقفل أقفل، انا غلطانة إني أتصلت بواحد زيك".
7
نهت حديثها لتغلق في وجهه، رمق الهاتف بصدمة من رد فعلها، ليتشدق بتعجب...:
_يابنت المجنونة، دي عبيطة دي!
+
أتصل بها مرة أخرى، وعندما أجابت تذمر بـ"انتِ بتقفلي في وشي"!
+
"آه، وعلى فكرة تعالى يلا عشان أنا رايحة مشوار مهم جدًا".
أمرته بـبرود، ليرفع حاجبه مستنكر مردف"واللهِ!، انا هنام، بعد ساعتين أجيلك، نامي انتِ كمان".
9
_"تيم" أنت أهبل!، أنت فاكر نفسك أنت كمان خطيبي، يبابا أنت السواق بتاعي، تعالى وصلني بقا هتأخر على مشواري.
تصنعت التذمر في نهاية جملتها، ليزفر بضيق مردف"نص ساعة هبقا عندك".
1
_حلو، وأنا هقوم أحضر نفسي، باي.
+
لَم تنتظر رده لـتغلق الهاتف فورًا، ليهز رأسه بـيأس، ومِن ثم نهض مِن فراشه، أتجه مُغادر غرفته، ليتقابل مع شقيقته"شهد"، ليردف ببسمة"صباح الخير يا"شهد".تجاهلته تمامًا ليردف بأستفهام"مالك انتِ كمان"؟
+
أنتظرت أستفهامه حتى أنفجرت به مُردفة_:
+
_يعني مش عارف مالي!، أمبارح كنت هموت من الجوع ومردتش تجبلي أندومي، على فكرة الاهتمام مش بيطلب ياسي "تيم"!، أنت امبارح سبتني أموت من الجوع وجيت نمت بكل برود، شوف مين هيجبلك حاجة بعد كدا.
6
شفقيقته أيضًا أنفجرت به كالراديو !، ما بهم الفتيات!، ليقترب منها مُمسك بها من ملابسها متحدث بحدة"بت هو أنتِ كمان هتزعقيلي!، وبعدين ايه الإهتمام مش بيطلب إللي الكل مسكها ليا دي!، واللهِ العظيم لو سمعتها منك تاني لا يكون وشك ملهوش ملامح".
+
ضحكت بسخرية، لتبعد يده عن ثيابها، مردفة بكبرياء مزيف"أبعد أيدك ياكابتن، على العموم أنا مش محتاجة من حد حاجة قومت حضرت لنفسي أكل، كتها نيلة إللي عايزة حاجة منك".
+
صفعها على وجهها بحدة لكنه كان يبتسم ابتسامة سخيفة متحدث"آه أجري غوري بقا".
+
_أقسم بالله ذكوري متعفن، هشتم فيك في جروبات الفيمنيست.
قالت جُملتها مُتمتمة بغيظ وهي تركض لغرفتها، ليردف بنبرة عالية"فضحتينا على الفيس يخربيتك، أنا ذنبي ايه أفتح الفيس عندي اللاقيكي حكيتي قصة حياتنا ويومنا للناس كلها، اتقي الله عشان مكسرش تليفونك".
11
أستحلف لها!، لتردف بأستفزاز"أصبر بس ده انا هشهيصك"ختمت جملتها لتضحك ومِن ثم دلفت غرفتها.
+
ضرب كفهُ على الآخر، ليدلف إلى المرحاض ويبدأ في الإستحمام، خرج بعد عشر دقائق بالضبط، ارتدي ملابسهُ سريعًا، سيتأخر على"دانية"، أخذ مفاتيح السيارة الخاصة بها مِن الدُرج الخاص بالكومود، هاتف وهو يُغادر المنزل"شهد"قولي لماما إني نزلت".
7
قال جُملته ليهبط مِن منزلهُ ثم البناية بكاملها، سار على قدميه حتى وصل إلى"كافيه"شعبي، دلف إليه ثم جلس على أحد المقاعد الجالس عليها صديقه، متحدث"مُحامينا".
4
أبتسم لهُ بسخافة"سواقنا، إمشي غور بدل ما تِتهان".
+
أبتلع لُعابه مُتصنع الخوف"أعوذ بالله مِن غدر الصحاب، انا عملتلك ايه!"
+
_أنت عارف أنا مش بشوفك من أمتى!
سأل بعتاب، جاء الآخر ليدافع عن حاله، لكن أوقفته جملته متحدث"بقالك أسبوع كامل لا حِس ولا خبر، ليه بقا أفهم"!سأل بحدة، جاء"تيم"ليرد، لكن سبقته للمرة الثانية جملة الآخر"ولا تكون فاكرنا مش قد المقام"!
+
للمرة الثالثة أستفهم بغيظ"لاء قولي بجد، عشان أفهم ماهو ..."
4
قطع جملته صياح "تيم"المُنفعلة"بس بقا، اديني فرصة أفهمك ولا أقولك يا أخي!، ايه من ساعة ما قعدت وأنت مدتنيش فرصة أقول جملة على بعض، ده مين يارب إللي بصلي في اليوم من اوله كدا"!
رسم ملامح باكية في نهاية الجملة، ليضحك صديقه مردف_:
1
_لاء خلاص صعبت عليا، أتكلم.
+
"مش بتشوفني لأني علطول مع "دانية"هانم، يا أخي مش بتتهد، مِن هنا لـهنا لـهنا، ودلوقتي مصحياني ونازلة قال ايه مشوار مُهم، الله يهدها" تجعدت ملامحه بسخط وهو يردف، ليستمع إلى ضحكات صديقه المُتشدق بتهكم"ما أنت شغال عندها بردو، ده ايه ده هو أكل وبحلقة"!
سأله مُستهجن، ليرد الآخر عليه"انا غلطان إني نزلت من مستوايا وقعدت معاك، أنا هقوم أروحلها بدل ما تفضل تزن".
+
"اتقي الله وبَطَل تدعي عليها، حرام ياشيخ"قالها بإنزعاج، ليضحك الآخر مُردف"معاك حق، أحسن تتهد فعلًا وتبطل تنزل وانا أقعد عاطل".
5
شاركه الآخر في الضحك، ليربط على ذراعه بسخرية متحدث"أيوة ياحلو، بدل ما تقعد عاطل بقا روحلها".
+
"تصدق لو هي أتهدت ولا أتعلمت السواقة أنا فعلًا عيشي هيتقطع، بعدين بقا أقعد في البيت وأخد مصروفي من أبويا، وأمي تقعد تسم بدني طول ما انا قاعد، و"شهد"تتخرج وتشتغل وأنا الكل يشوفني عالة وحالتي حالة، بعدين أتجه لسكة الأدمان وأتعرف على صحاب السوء وأهلي يتبروا مني، بعدين أتحط في مصحة وأهرب منها وأخد جرعة زيادة بعدين أموت وأقعد أغني زي مكي كدا قطر الحياة بيعدي بسرعة، ياااا أنا أتشوقت"ختم جملته ببسمة حماسية، ليجد صفعة شَرِسة تهبط على وجه، وتبدأ وصلة تُبيخه الصباحية_:
_ماتبطل بقا قصصك المضروبة دي!، قوم أنت قفلتلي اليوم واللهِ، أنت لو شَميت ريحة الدخان بتقعدلنا ساعتين تحاول تاخد فيهم نفسك، توكل على الله كدا وقوم غور.
33
ليس"عبد الرحمن"إذا لَم يُبخه قبل فطوره وبعد عشاءه، ذلك دواء مضبوط بالثانية، قهقه وهو ينهض مِن مقعده متحدث بصوتٍ عالٍ_:
4
_نزل يا"أحمد"واحد قهوة مظبوطة لـمُحامينا"بودي"على حسابه، مِش بنبقشش إحنا على حد.
14
نهى جُملته وهو يرمي عليه بنظرات مُشمئزة، ليصيح بـه"غور من وشي عشان متغباش عليك".
+
"حد يشرب شاي الصبح كدا!، كتك نيلة وأنت مش بتفهم"!
قالها مُتعجب وهو يرحل من أمامهُ، ليردمقه الآخر بحنق متحدث مع حاله بحيرة"في حد ميشربش شاي أصلًا!، الشاي ده بتاع العُظماء وإللي مش بيحبه هو إللي حمار، آه واللهِ تيم ده أكبر حمار شوفته في حياتي"أقتنع بحديثه الأخير وهو يهز رأسه بخفة وبكامل إقتناع.
17
وصل عِند الجـراچ الخاص بالسيارات، ليدلف يأخذ سيارة"دانية"ومِن ثُم ينطلق بها، سيارة حديثة كـانت أخر إصدار لعامهم هذا، بسبب تدمير "دانية"لسيارتها السابقة رغم إنها كانت حديثة أيضًا!، لكن تلك الغبية المُدمرة تُفسد كُل شيء!، كان يُحب السيارة السابقة أكثر لأنها كانت بيضاء وهذا لونه المُفضل، لكن تلك الجديدة لونـها أحمر ناري، لون حريمي بعض الشيء لكنهُ يُـحب اللون الأحمر، وتصرفت هيَّ كفتاة مُهذبة وأخبرته بمُنتهى الرِقة "هل لونها يُعجبك أم لا"؟، سألت وهو رد بإنها جميلة طلامة هي على ذوقها، رد لطيف مِن رَجُل!، لكن ما كان يزعجه حرفيًا إنها كانت تُريد شراؤها بدون سقف!!، رفض ليتفاجأ بإنها أقتنت واحدة آخرى بسقف، تصرف رائع منها!، وهو بالأساس ليس لهُ حق!، لكنها أهتمت برأيه!، لطيف مِنكِ "دانية"اللطيفة!، أبتسم بطريقة رائعة تركت مظهر جميل لهُ، أنتبه على حاله لينهُر نفسه بحدة وهو يُزيل بسمته مِن وجه"على أساس هتبُص لواحد شغال عندها"!
17
بدأ مُنزعج مِن حاله لأنه يُفكر فيها الأيام تلك كثيرًا، اللعنة عليه هو صـفر على الشِمال بجانبها!، وبجانب ثراء والدها!، شقيقتها مُتزوجة مِن ابن رَجُل أعمال لهُ مكانته في البلدة !، و"دانـية"سَتُحصلها وتـتزوج بواحدٍ مثلـهُ، اللعنة على حياته حقًا !!، أصبح مُعترض على حياته منذ الطفولة ويلعنها!، مشاء الله! لو كان "عبد الرحمن"أستمع إلى حديثه مع حاله كان سيُعنفه بدرجة كبيرة!، الحمدلله إن الأفكار لا يسمعها، يُكاد يشك إنه يسمعها بالأساس!، أستغفر ربه ثُم حمدهُ على نعمته مُردف_:
12
_أنا أحسن من غيري كتير، ربنا مديني عقل وجسد سليم وأب وأم وأخت وأصحاب وحياة كريمة ورزق، وأنا جي أبُص لنعمة غيري وأستنكر على نعمتي وعيشتي!، استغفر الله بجد.
حَزِن من تفكيره هذا، ليُقرر إنه لن يُفكر في شيء الآن ليس لهُ معني، سيتركها لتدبير الله، وصل أخيرًا عِند البوابة الخاصة بـالـ"ڤيلا"الخاصة بعائلة"داني"ليُردف للبـواب_:
2
_عم سُمعة ممكن تنادي "دانية"هانم عشان أخرتنا عن المعاد وكدا مينفعش خالص.
+
أستهزأ البواب وهو يضحك عليه"هي بردو إللي بتتأخر عن المعاد!، تشرب شاي عقبال ما أدخل أبلغها أنك وصلت"؟
+
زفر بقـرف وهو يردف"شاي ايه بس؟، أنا والشاي مش بنتجمع عمرنا، أدخل أدخل"
16
دلف البواب ليـُخبرها بوصوله، لـيأتي البواب وخلفه "دانية"بعد ثوانٍ، كانت تغلي من غضبها، نظراتها مُحتدة للغاية، جاءت لتتحدث لكن أوقفها صوت"تيم"المنفعل"ايه!، كل ده يهانم مستنيكي!، معندكوش أنتظام بالمواعيد قولوا، لكن ايه الاستهتار واللامُبالاة بتاعتكم دي!، بنات آخر زمن، يلا أتفضلي أركبي بوظتيلي اليوم".
62
ضحكت ببرود فتلك عادته، لتتشدق ببسمة باردة"كويس أنك عارف نفسك".
2
صعدت سيارتها بمُنتهى الـكبرياء وصوت كعب حذاءها كان يتعالى مع سيرها قبل صعودها، نظر "تيم"لـلبواب مُستفسر بإحراج"هو أنا منظري كان وحش اوي يا عم "سُمعة"؟
+
_لاء يابني ده أنت منظرك قمر، قطع لسان إللي يقول عليك غير كدا.
2
كتم ضحكاته وهو يتحدث بصدق، فـ"تيم"كشكل_قمر_بحق وحقيقي كما قال، لكن أمام أنتظام مواعيده فـمنظره_بشع_ !، رمى لهُ قبلة وهمية عبر الهواء مُردف وهو يصعد السيارة بمرح"حبيبي إللي رافع معنوياتي".
+
أنطلق بالسيارة، ليسألها بمنتهى الأستفزاز"الهانم رايحة فين"؟
+
"السجن، رايحة السجن فيك"قالتها بأنفعال واضح على تقسيم وجهها ونظراتها، ليبتلع لُتابه مُردف بتوتر مزيف"ليه بس، ربنا ما يجيب بينا الكلام ده".
+
_تقدر تقولي أنت قولتلي قدامك قد ايه؟، قولتلي نص ساعة، ودلوقتي جيلي بعد ساعة وأتناشر دقيقة.
+
حسبتها بالثانية والدقيقة!، ليسخر منها بـ"مشاء الله بتحسبيها بالدقيقة!، ما أنتِ إللي منضبطة أوي بالمواعيد، أنا ذنبي ايه"!
18
صرخت به بغيظ"ولأني منتظمة ومُنضبطة بالمواعيد، لازم تقدرني وتنتظم بمواعيدك، أنت ايه يا أخي معندكش ريحة المسؤولية واحترام المواعيد"!
2
تمتم من بين اسنانه بـأستفزاز بارد"يلا نبتدي الوصلة التانية في اليوم".
2
صاحت عليه كثيرًا لاكثر مِن خمس دقائق وهو لـا يـُجيب، لكنه فجأة أوقف السيارة بعنف ناظر إليها ناهرها بحدة لتصمت"ما تبس بقا!، زن زن زن ايــه!، ما أنا أتأخرت عشان الزفت كان زحمة وبعيد كمان، ايه أخرسي بقا"؟
17
توسعت عيونها بصدمة مِن حديثـه المُنفعل عليها، لتردف بنبرة عالية غاضبة"أنت بتزعقلي أنا!!، طب أنت مرفوض، أنزل بقا من عربيتي، أنزل يلا"
صرخت في نهاية جُملتها، ليضع يدهُ على ٱذنه في مُحاولة بائسة منه أن يحمي طَبة ٱذنهُ مِن الطَرش بسببها!، أشعل السيارة ومِن ثم سار بها بمنتهى البرود، لتبدأ في التحدث بغيظ"يابني انا طردتك امشي بقا ده ايه ياربي ده!"
2
ضحك بهدوء وهو يسألها"دانية"انتِ عارفة دي المرة الكام إللي بنتخانق فيها وتقوليلي إني مرفوض!، ده تقريبًا من ساعة ما أشتغلت واللهِ"!
30
أيدت حديثه وهي تضحك أيضًا :
_أيوة فعلًا ده تقريبًا كل يومين لازم يحصل.
1
"ها بقا، مشوارك المُهم ده فين!، هنروح فين"؟أستفسر منها لتجيبه بهدوء"مول"________"، عشان هشتري لبس".
+
للمرة الثانية أوقف السيارة بعنف، لتستنكر بـ"كنت هتعورني يامتخلف"!
1
_الله يِهدك يا"دانية"، الله يهدك، انتِ عارفة المول ده بياخد قد ايه!، أكتر من ساعة ونص!، ما أنتِ كل المولات جنبك أهو هو الشيخ البعيد سره باتع!!!
أنفجر فيها بأشتعال، لتتحدث من بين أسنانها"الله ياخدك يا"تيم"الله ياخدك، أنت مالك، انا كِفي كدا!، أنت أيش حشرك!"
13
اردف بأستنكار وهو يحدق بها، وملامح وجهُهُ مُجعدة...:
+
_أنتِ لسة مشترية مِن اسبوعين هدوم قد كدا هتعملي ايه بيهم!، ايه بتـاجري فيهم!!
+
_لاء ياغبي، أنا لبستهم كلهم، وكمان عندي birthday party بتاعت"ياسمينا"، هروح بأيه ها!!، أروح بأيه أشحت لبس يعني!!
+
للمرة التي لا يعلم عددها نهاية جُملتها كانت صارخة!!، لمرة واحدة في حياتك"دانية"تحدي كـالبشر بدون صراخ!!، سأفقد سمعي بسببكِ، رسم معالم باكية على وجه وهو يرجع للأنطلاق مرة أخرى مُردف"لله الأمر، منك لله".
+
_أقسم بالله مِن كُتر دُعانا على بعض ده هيخلي العربية تتقلب بينا.
قالتها وهي تضحك، ويدها كانت تتصفح هاتفها ببـرود!!
5
"_____"
+
_"ساجية"مالك!!، أنتِ كويسة؟
رفعت رأسها مِن فوق الطاولة الموضوعة أمامها عقب أنتهاء سؤال أحد أصدقاءها بالعمل، لترمقها بـعيونها الحمراء مُردفة بنبرة مُنخفضة"أيوة أيوة شكرًا على سؤالك".
4
جلست بحانبها متحدثة بخوف ظاهر"مالك يا"ساجية"!، في حد زعلك!، ده انتِ بتعيطي كمان"!
تعجبت في نهاية حديثها وهي تـتلمس وجهها الباقي عليه أثر دموعها، أبعدت يدها عن وجهها، مُتحدثة بتـلجلُج"مفيش، سبيني في حالي".
1
تدخلت فتاة أخرى في الحديث مُردفة وهي تأكل أحد الخُضروات_:
_سيبك منها، ماهي علطول واخدة جنب مننا هو ده جديد يعني!"
2
ردت عليها الأخرى وهي تنهرها"ملكيش دعوة، وبعدين مش شيفاها عاملة ازاي!، سيبي الخيارة إللي في إيدك دي وروحي شوفي المريضة إللي في الغُرفة رقم"__"
+
_ايه هو كله انا انا!، مافي أكتر من أربع مُمرضات أهو في الاوضة غيري، قومي حد غيري مش هقوم.
صاحت برفض ومزالت تأكل، لتنهض "ساجية"بـ إرهاق مُردفة"لا أنتِ ولا هيَّ، أنا هقوم".
+
غادرت الغرفة مُسرعة قبل أي حديث آخر، هيَّ في غِناء عن سؤالهم وشِجارهم، في غناء عن العالم بكامله، تكره البشر وتكره التعامل معهم!، حتى إنها تحدثت بضع كلمات فقط مع زميلاتها المُمرضات طوال فترت عملها، ليس لها أي علاقة معهم، لا تعلم إلا أسماءهم وأما عن طباعِهم وحياتهم فلا تدخل أطلاقًا، تجلس بمفردها دائمـًا، أستمعت إلى صوت هاتفها يدق، بالتأكيد يا والدتها يا"باسم"وهذا أحتمال مُمكن، أجابت فورًا عندما وجدت أسم والدتها، كانت تعلم لأنها لا تملُك أي رقم سواهم !
3
"نعم يا ماما"؟ ردت عليها والدتها مُتساءلة عن حالها، حمدت الله لتقول والدتها بـ"حبيبتي طب انا أنهاردة هبات عند صحبتي، أنتِ عارفة ظروفها وكدا وهي بتحتاجني".
+
_ايوة يماما معاكي حق، بس انا بقالي يومين مشوفتكيش، كنتِ بايتة أمبارك في المستشفى ودلوقتي عند صحبتك!
هتفت بجملتها بحزنٍ وهي تُحاول منع دموعها مِن الهطول، أجابتها والدتها بلُطف"واللهِ ياحبيبتي هاجي ونقعد مع بعض كتير، بس أنا الست محتجاني وأنتِ عارفة إنها تعبانة وابنها صغير".
+
تنهدت بإحباط مُردفة"تمام يماما، محتاجة حاجة ؟"
+
_لاء بس خلي بالك على نفسك، باي ياحبيبتي.
+
أغلقت الهاتف مع والدتها بإغتمام، لتردف في نفسها"يبقا إنهاردة أحكي لـ"باسم"بقا".
+
أجرت أتصالًا هاتفيًا مع"باسم"، أجاب بتساؤل"في حاجة يا"ساجية"؟
+
_انا عايزة نتكلم أنهاردة في موضوع ضروري.
+
خَمن من جُملتها المتـوترة إنها ستتحدث عن نفس الموضوع، لكنه أردف بنبرة هادئة"تمام ياحبيبتي، أيه رأيك نتقابل في شقتي"؟
43
"_____"
+
خربيت كدا البارت طويل جدًا😭😭😭😭!
+
النجمة تاعتي بدل ما أقلبها دم😾❤️
+