رواية رجفة من نوع خاص الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
|الحلقة التاسعة والعشرون_تجارة أعضاء!|
2
"______"
+
_ساجية، ساجية بالله عليكِ هتيلي رقم قصي من عند عبد الرحمن.
+
توسعت عيونها بفزع هاتفة بخوفٍ"عبد الرحمن هيزعقلي".
+
عبد الرحمن سيقتلع رأسها من مكانها بالتأكيد، وسمعت جملة الأخرى لتعلم إنها دخلت دائرة الخطر مع"حاتم"و"عبد الرحمن"!!
+
والأخرى استعطفتها بدموعها، ونبرتها المقهورة"لو بتحبيني يا"ساجية"هاتي رقمه أكلمه، هسمع صوته بس واللهِ".
+
نهضت من مكانها بحزمٍ مردفة برفض قاطع"لاء ياليل، عبد الرحمن هيزعق ولو جوزك عرف هيحصل مشاكل".
1
نهضت أيضًا تـمسك بيدها مترجياها بـنبرة مذلولة"عشان خاطر ربنا، هاتي الرقم منه يا"ساجية"واللهِ لو متطمنتش عليه هموت واللهِ".
+
والأخرى ضمتها بحنان ممسدة على ظهرها، تحدثها بنبرة يائسة"معرفشي أجيبه، أنا غلطانة إللي قولتلك، أنا آسفة مش هقدر".
+
_عشاني يا"ساجية"عشاني.
4
"______"
+
_منة تعالي عايزك.
نطق بها "حمزة"قريبها بنبرة هادئة بعدما لمحها تغادر مِن قاعة الدرس مع بعض الفتيات مختبئة بهم وكإنه هكذا لم يراها!!، نفخت وجنتيها بضيق بعدما رأها، اللعنة ماذا فعلت اليوم ليخبرها مرتان أن تأتي له بعد إنتهاء الدرس!، والأن وضعها في مأزق لتأتي له، سارت تجاهُ تسأله بمللٍ"في حاجة ولا إيه؟"
+
كجواب منه مد يدهُ بورقة امتحانها يستهزاء بجملته، وهو يهز رأسه بيأس منها"دي نتيجة امتحان دي ولا سعر كيس ملح!!"
8
دوى صوت ضحكات الفتيات بجانبهم، ليصيح الأخر عليهم بحدة"إيه قلة الأدب دي، اتفضلوا كل بنت منكم تروّح على بيتها الساعة داخلة على ستة المغرب".
+
_وأنا مينفعش أروّح على بيتي ولا أنا مليش بيت ولا إيه؟
بنبرة مُتبرمة شرسة، رمى عليها نظرات حادة يخبرها بـ"إنتِ تسكتِ دلوقتي عقبال ما البنات دول ينزلوا".
1
هزت رأسها بسخرية ممتزجة باللامبالاة، ساحبة أحد المقاعد تجلس عليها بـاسترخاء تام، انتهى أخيرًا مِن فض القاعة مِن الجميع، لترفع نظرها له تحدثه بنبرة ماكرة بها سخرية طفيفة"ما تقول إنك عايزنا نقعد مع بعض في مكان فاضي، كنت هجيلك الشقة".
16
اتسعت عيونه بصدمة، بُهت وجه أثر كلماتها الوقحة تلك!، رمى عليها بنظرات محتقرة مردف بـ"إنتِ ملقتيش حد يربيكِ"
3
حركت رأسها من أعلى لأسفل بتأكيد، مردفة بنبرة باردة"كانت أمي بتضّرب ساعتها مكنتش فاضية".
ضحكت بقوة أثر سخريتها من مرارة حياتها، ليتلاشى الأخر جملتها السخيفة، متحدث بـ"واللهِ يا منة لو من أول الإسبوع الجي جبتِ في الإمتحانات الجاية درجة وحشة لا هتصل بأختك وهمشيكِ من السنتر".
توعدها بحدة، لتقلب عيونها بملل مردفة بـتبجح وهي تنتفض من مقعدها بحدة"هو كنتم بتدخلوني ببلاش؟، ما أنا بدخل بفلوسي، خمسين جنيه في الحصة".
+
_ياستي وفري فلوسك ومتجيش، متجيش عشان إنتِ كدا كدا مش بتذاكري حرام عليكِ الفلوس إللي بتاخديها، دول المدرسين بيبقوا مقطعين نفسهم شرح وإنتِ ياريتك بتحلي حتى معتمدة على الشرح.
2
قالها بطريقة منزعجة، من المفترض إنها من أقاربه ومنزعج لأمرها، من يشفع لها شقيقتها ووالدتها لكنها لا تستحق أي شيء يقدموه لها، تشدقت بانفعال وهي تهز قدميها بعنف"أنا لسة بادئة هو أنا هفهم كله مرة واحدة، إيه دماغي دماغ زويل؟"
+
توسعت عيونه من جهلها، يكاد ينجلط بسببها، أخبرها بعدم تحمل، يكتم غيظه في نفسه"إنتِ بدأتي مراجعات يابنتي من ساعة ما أختك جت حجزت ليكِ، إنتِ بتدخلي الحصة تنامي فيها ولا إيه؟"
+
_بقولك إيه فكك مني بقا ما تروح تشوف بقيت البنات هو أنتو كلكم مش بتتشطروا غير على الغلبانة منة!، أنا أصلًا مكنتش عايزة أحضر دروس هنا أنا كنت هروح أخد الإمتحانات من المدرسين في المراجعة وأحفظهم وخلاص، وأنا كدا كدا هنجح دي صنايع يخويا، معرفش إيه إللي دخلني في حوارات امتحانات كل اسبوع وكل يوم وكل ساعة دا أنا ناقص أنام احلم إني بمتحن.
كانت طريقتها رديئة للغاية، فتاة بحق من الشارع، مع حركات يدها المثيرة للاشميزاز، ودفعها لرأسها لعدة مرات دلالة على امتعاضها!
+
ارتسمت على وجه معالم الاشمئزاز يحدثها بنبرة مبطنة بالتقزز"ومروحتيش ليه من الأول؟، اتفضلي روحي مدرستك مش ماسكين فيكِ، يلا روحي خدي الإمتحانات وغشي براحتك محدش ماسكك واللهِ، العيب على أختك إنها عايزة تعملك بني أدمة"
حديثه كان محتقر للغاية وهي استشعرته، بغضب سحبت حقيبتها من فوق المقعد تخبره بطريقة مستفزة_:
_ياريت يخويا كان ينفع بس أنا ممنوعة أدخل المدرسة إلا على الإمتحانات أصل بعيد عنك شتمت المدرس وهزقته عشان حب يعمل نمرة، خلي بالك بقا يا"حمزة"لو وقفتني تاني ونادتني بالاسم وعملت نمرة تاني قدام البنات لا هتلاقي رد فعل وحش أوي".
11
تهدده!!، متبجحة، قليلة حياء، لم ترى تربية بحياتها قط!، اسبوعان فقط قضتهم معهم ولم يتحملها لثانية واحدة، إذا كانت فتاة غيرها لكان طردها منذ زمن لكن ما يصبره عليها شقيقتها المسكينة التي ترجته لمرات أن يقبلها وألا يطردها إذا افتعلت مشاغبة، وبعدما سرد لوالدته وصتهُ عليها للغاية مردفة بـ"دي بنت حبيبتي وأختي"، اللعنة على ابنة قليلة تربية مثلها، شقيقتها غيرها تمامًا!، حتى شقيقها تقابل معه منذ عام كان مهذب، بشوش الوجه، لسانه نظيف للغاية، لَابق، ملابسه مهندمة، مجتهد في دراسته، عكسها تمامًا!!!
18
"_____"
+
في أحد الكافيهات الهادئة نوعًا ما، بعيدة عن منطقته بعض الشيء، يجلس بمفردهُ، يتأرجح بالمقعد وهو واضع قدمه على أرجُل الطاولة، شارد البال، واضحة على وجه معالم الآسى، أمامـه كـوب القهوة الثاني، شعـر بشخصٍ يجلس أمامـه، ظنـه أحد أصدقاءه أو أقربهم له، لكنه سمع صوته!، نفس لهجته الساخرة!"إزيك يادكتور".
+
فورًا اعتدل تيم في جلسته، مضيق نظراته يقيمه ببغض من أعلاه لأسفله، يجلس أمامه بحلتهُ السوداء كـقلبه، بـل قلبه أشد سواد_إذا كان يملكه مِن الأساس_، يرمي عليه بنظرات متشفية، نطق جملته بنبرة متحسرة بطريقة درامية_:
+
_حلوة كلمة دكتور، بس يخسارة الدكتور عبيط مش عارف مصلحته.
+
احتدت نظراته، يكور قبضته بعنف، يردد باستهجان"دكتور!، شرط أساسي في المهنة دي الشرف والضمير وأنا عشان أبقا دكتور بجد لازم أكون شريف عندي قلب وبحس، مش دكتور مليونير***، مصلحتي إني أفضل طول حياتي إيدي مش متوسخة".
+
"لما تتوسخ ابقا اغسلها بالفلوس، وضميرك أما ينقح عليك ابقا راضيه بكام كلمة حلوة من الست الوالدة أو مراتك بعد ما دخلت عليهم بكام حتة دهب، وشرف المهنة فـ افتكر إنه شرف المهنة دا مخليك شغال حتة سواق معفن ولا كإنه معاه شهادة إبتدائية".
1
قالها بطريقة متجبرة للغاية، مبدأ ونهج يسير عليه منذ أول عملية فعلها، قـتل ضميره، طمث شرفه بكل سرور، وأد أي شعور بداخله يخبره إنه مُخطيء، الأموال أفضل من كل تلك المشاعر المكنونة بداخل قلب نزعه بمنتهى القسوة والتجبر، خلع طـوق الشرف والإنسانية وارتدى ثوب الجشع!!، لا إنسانية في قاموسه!!
+
وتـيم حدثه بنفس طريقته، يؤكد على حديثه، لكن كل شيء قاله عكسه تيم نطق به_:
_لما أبقا سواق معفن وبنام ضميري مرتاح مش خايف ربنا يقبض روحي وأنا لسة عامل عملية قذرة يبقا مال الدنيا كله ميسواش، لما أشتري خاتم فضة للبنت إللي هتجوزها أو أمي بردو هسمع نفس الدعوة الحلوة بس ساعتها هيزيد إيماني بربنا وإنه مخذلنيش ومتجهتش أبيع ضميري عشان اشتري شيء فاني بشوية فلوس حرام عشان دعوة تريح شرفي ولا ضميري دا لو إرتاح!، لما ابقا سواق معفن وعارف إن كل أكلة بأكلها من عرق جبيني وحلال يبقا ملعون أبو أي مليم يدخلي من عملية حرام هعملها، ما ملعون أبو الفلوس إللي داخلة عليا بالحرام، لو فلوس بالحرام من شهادتي مش عايزها مش عايز أي شيء حرام يدخل عليا بالخراب".
7
حديثه كان منفعل للغاية، والأخر بارد لا يتأثر، تيم حديثه متكرر ولا جديد به، صاحب ضمير!!، يـالا الضحك!، اللعنة على ضميره الحي!، قبله كثير قالوا هكذا لكن بالأخير لانوا للغاية والأن يقبلوا يدهُ شكر مع كل حفنة كبيرة من الأموال تدخل جيبهم، وتيم كان مِن أمهر الأطباء في تلك المشفى الحكومي، كان يريده معه بأي طريقة لكنه كان ينتظر الفرصة المناسبة ولكن اكتشافه هو بنفسه لطبيعة عملهم جعل كل شيء خطط له يتبدل، ليبعده عن المجال بكامله حتى يرجع له، لكنه عنيد ورغم كل هذا لا يرتد عن مبدأه ومازال متمسك بشرف مهنة سخيف!!، شيء معنوي أحمق لا نشعر به ولا نراه حتى!!، بنبرة باردة واثقة أخبره بـنبرة وكإنها مدعية الشرف والمثالية"بلاش أوڤر يا دكتور، أنا باخد أعضاء الميتين عشان أنقذ حياة ناس تانية، ما كدا كدا الأعضاء دي هتفسد بعد يوم، فليه الناس التانية متستفدش بيهم!"
3
_لاء لاء دول أنتم إللي بتموتوهم، بتستغلوا جهل أهلهم، وإنهم ناس غلابة جاين مستشفى حكومي اليوم بخمسين جنيه، بتفهموهم إن أهلهم حالتهم خطيرة وبين الحيا والموت، وتحجزوهم يومين وانتم بتموتهم بالبطيء وهما بيبقوا عادين!، وبعدها تقتلوهم يا بـمادة سامة، يا بحقنة هوا، يا ويا ويا أنا كل دا شوفته بعيني، ولا بعدين تاخدوا أعضاءهم وترموهم في التلاجة وتعذبوا ابنهم ولا بنتهم عشان يخدوهم، ولا لما تبقوا قبلها ممضينهم على ورق هما مش فاهمين فيه حاجة وكل إللي فاكرينه إن المستشفى دي مية مية دول كاتبين كلام بالانجليزي! وفي الأخر يطلع بيمضي على بيع كليته، قلبه، عينه، ولا لما يبقا شخص جيلكم من غير أهل لقمة ساهلة محدش هيسأل عليه!، صافيه يابني دا فريستنا إنهاردة، قمة الـ*****والجحود، ولا لما تستغلوا فقر الناس وكليتهم إللي بـ100ألف تخدوها وتدفعوا فيها عشر تلاف ولا خمسة حتى وتمسكوا عليهم إيصالات وحاجات تدويهم ورا الشمس وانتم إللي في أمان، ودا كله وأنتم في مستشفى واحدة وعملتوا عمليات بالهبل أومال في باقي المستشفيات عملتوا كام عملية!!، ملعون قرفكم وقرف إللي شغال معاكم.
4
نطق جملته الأخيرة باشمئزاز بعدما أخرج بعض الأموال من محفظته يضعها فوق الطاولة ومن ثم اتجه للمغادرة، أنطلق خلفه الأخر بخطوات هادئة رازنة، خرجوا خارج الكافيه، ليسير بجانبه الأخر متحدث بنبرة مُتهازِئة"فوق ياتيم إنت ضميرك دا يوجعك لو مع ناس بتفهم فعلًا، مش مع الناس دي، مش المستشفى إللي إنت كنت شغال فيها دي بتعتي صح؟، بس أقسم بالله مستشفى في أقذر حتة، عشوائيات في كل حتة حواليها، هي نفسها مستشفى معفنة زي إللي بيدخلوها. بالظبط، أنا أما بدخلها بدخلها بـ****جزمة عندي عشان بس جزمي الجديدة متتوسخش بقرفهم، مستشفى في حتة أصلًا محدش يعرفها غير الطبقة إللي جنب السالب، جي بتسألني عن الطبقة دي!!، دول إللي يستاهلوا يموتوا، دول معملوش حاجة لبلدنا دول الجاهلين إللي ميستهلوش يعيشوا ويتمتعوا بأعضاءهم، دول شوية عالة على البشرية، فليه مش الناس الصح إللي تستفاد بأعضاءهم!، الناس المعروفة واللي فتحين بيوت ناس كتير هما إللي يستحقوا يعيشوا".
13
تلك المرة تيم فقد أعصابه، صرخ عليه بنبرة محروقة، يساله بقهر وهو يدفعه بغليل في صدره، بعدما لمعت عيونه بالدموع"بأي حق تقرر كدا!!، بأي حق تنهي حياة روح ربنا خلقها وهو بس إللي من حقه ينهي حياتها، بأي حق ناس يبقوا عايشين في الدنيا بيعانوا وبيعافروا فيها وتيجي أنت تقول دول ميستحقوش!، بأي حق أنت تقرر مين إللي من حقه يموت ومين إللي يعيش، وهما الأغنيا هما إللي عملوا حاجة لبلدنا!، وهما المعروفين دول إللي فادونا!، ما البلد أهي زي ما أنت شايفها مفيهاش حاجة عدلة، الأغنيا لو ماتوا إحنا كمان مش هيفرق معانا، بس أنت مين عشان تتنمرد وتقول إنك بإيدك تقرر مين إللي يستحق أعضاءه ومين لاء!"
1
_مش هتفهم دلوقتي لإن مخك أصغر من إنك تستوعب كلامي، أنا جيتلك عشان أنا بحبك لإنك دكتور شاطر أوي وهتفيدنا في عملياتنا، افتكر إني لسة مصفتكش ياتيم، لسة قدامك فرصة.
حديثه كان ماكر، يهدده بطريقة مباشرة!، اللعنة عليه، شخص قذر بمعنى الكلمة!!، بصق في الأرضية يحدثه بنبرة غليظة مقروفة"صفيني، أموت راجل بشرف بدل ما أموت حيوان شهوات الدنيا تحكمت فيه وخلته نمرود في الأرض".
3
كلمة صريحة خرجت من فمه وهو يرحل من أمامه...:
_ساذج.
+
"طلاما الخوف من ربنا بقا سذاجة فأنا مستعد أعيش طول عمري ساذج".
15
رحل هو الأخر في طريق عكسه، الاثنين طريقهم عكس الأخر، وكل منهم طريقه سيؤدي به إلى النهاية، وكل نهاية ستكون غير الأخر، نحن مَن نقرر كيف ستكون نهايتنا، إما نهاية طريقنا ستكون مرضية لله حاصلين على حياة سعيدة في الآخرة، إما ستكون نهايتنا مهلكة لنا في الدنيا والأخرة ينتهي بنا المطاف ملقى في النار اللاهبة!، وإنت عزيزي القاريء هل قررت كيف ستكون نهايتك؟؟
6
"_____"
+
فـي مـنزل ليل جلست بجانب"حاتم"على الفراش ترمقه للحظات عديدة، ملامحه هادئة للغاية، وجذابة أيضًا، يمتلك عيون بها رحيق العسل، وبشرة خمرية تزينها ذقنه المهتم بها للغاية!، شكله لا يوحي إنه مدمن إطلاقًا!!، سألته بذهول"هو إنت إزاي كدا؟"
+
ترك هاتفه فوق الفراش، يجيب سؤالها بسؤال أخر متعجب، رافع حاجبه الأيمن باستغراب"إزاي إيه؟، مالي؟"
+
_ليه ملامحك هادية كدا وأنت من جواك شيطان؟؟، ليه شكلك منظم كدا وإنت شمام ومدمن!!
سألته بحقد دفين، لا يستحق هذا المظهر، يستحق فقط أن يكن شمام مهمل في نفسه!
1
"لو قولتِ كلمة شمام دي تاني هـسقطلك صف سنانك".
حدثها بنبرة أمرة حادة، هزت رأسها بهدوء وصمتت، ظنت إنه لن يجيبها، لتسمعه يردف بـنبرة غير مكترثة"عشان معايا فلوس".
4
رمى جملته وكانت غير مفهومة بالنسبة لها، لتضيق نظراتها عاقدة حاجبيها بعدم فهم، تستنكر بـ"مالها الفلوس دلوقتي باللي بقوله؟"
+
_عشان معايا فلوس وأنا إللي ببيع الكيف زي ما بتقولي فـمش خايف من بكرة أو خايفة لا يجي عليا يوم مش معايا فلوس فمعرفش أعمر دماغي، وأنا طول ما معايا فلوس ودماغي متعمرة ببقا مش شايل هم.
1
رده الواثق المتفاخر جعلها تنفر وتشمئز منه أكثر، سمعت جملته من جديد، يخبرها بنبرة وكإنها معاتبة!!"أنا مش بشم ياليل".
9
سخرت بحديثها وهي تضحك، أخذت تعد على أصابعها بمرح تخبره"مش فارقة أنا كدا كدا شوفتك لأكتر من مرة بتاخد برشام مخدرات، وبتشرب خمرة، أما بتقعد مع الستات إللي تعرفهم وبتيجي بتبقا ريحتك كلها خمرة، وحشيش، وشوفت أيدك أكتر من مرة باين فيها علامات الحقن، فمجتش على الشم بقا".
+
_مش باخد حقن.
انفعل بكلماته عليها، لتستنكر بجملتها"وباقي إللي فات دا كان عادي!!"
2
حرك رأسه بطريقة مؤكدة عادية للغاية!!، اقترب منها أكثر، يستفسر منها بنبرة خبيثة"يعني إنتِ بتبقي عارفة إني مع ست عشان ريحة الخمرة؟، طب كنت أخر مرة مع ست كانت إمتى"؟
+
أغمضت عيونها تتذكر، لترجع لها ذاكرتها فورًا مردفة بـ"كنت من كام يوم لسة الصبح قايلي هتغير وصدقيني بحبك وكنت قايلي نبدأ مع بعض صفحة جديدة، وبعدها نزلت وجيت بالليل وأنت كانت ريحتك خمرة".
+
_حسيتِ بغيرة!؟
7
سألها، لتصمت هي وهو ظن إنها على الأقل تشعر وليست بلا مشاعر كما يقول، لكنها صدمته عندما أخبرته بصدق"لاء بس فرحت أوي، فرحت إنك عمرك ما هتتغير وإنك عمرك ما حبتني لإن إللي بيحب مش بيعمل أفعالك ولا يبقا كل يوم مع واحدة شكل، ومش معقول في يوم وليلة هتتغير إنت مش ساحر يعني!، وكمان إللي بيبقا عايز يتغير بيبقا التغير نابع منه مش عشان ست ولا أي حد حتى، إنت عايز تتغير هتتغير عشان نفسك مش عشان حد!، وإنت فخور دايمًا باللي بتعمله فـمستحيل تتغير، اقولك حاجة قولتلي كمان إنك هتتغير معايا وبعدها كنت عايز تقتلني، ولما أنا بقيت أمينة وإنت سي السيد وبقيت بعملك كل حاجة من غير عِند ولا أي حاجة بقيت إنت إللي تعاملني أسوء معاملة".
1
ضيق عيونه يستفهم منها بانفعال"وإنتِ مش شايفة إنك تستاهلي المعاملة الزفت دي!!"
5
ضمت شفتيها إلى بعضها، لتحرك رأسها بعدم اكتراث مردفة بـنبرة شبه منكسرة لكنها تغلفها بالهدوء"أنا تحت طوعك إعمل إللي عايزه، قولتلك هبقا مطيعة".
+
نبرتها وجعته!!، تنهد باختناق وهو يدثر بالغطاء جيدًا، يعطيها ظهره مردف بـ"تصبحي على خير".
+
_ينفع أقوم أشم هوا في البلكونة؟؛ أنا مخنوقة أوي.
استأذنت منه بنبرة مختنقة بالبكاء قبل أن تنهض، ليرفع رأسه يحدق بها بصدمة، هل للدرجة!!، هز رأسه بالموافقة، لتنهض من فوق فراشها مغادرة الغرفة بصمت، اتجهت تجلس في الشرفة واضعة وشاح ثقيل فوق منكبيها، جلست فوق المقعد تستنشق الهواء البارد، سقطت دموعها على وجهها تتسابق!، مِن بين بكاءها تذكرت عائلتها، بكت أكثر، تعلم مصير منة، مصيرها مثلها تمامًا بالتأكيد، لكن أخيها فهو طريقه مبهم بالنسبة لها، تخشى أن يتجه لطريق بلا رجعة!!، ارتجف جسدها أثر تلك الأفكار السوداوية، مردفة بـ"يارب، أقف جنب إخواتي، وماما".
7
"______"
+
في مُنـتصـف الـليـل دق بـاب مـنزل"عبد الرحمن"لـيتجه"يوسف"يفتح الباب باستغراب، ثوانٍ وتحولت ملامحه لخوفٍ يسأله بـ"في حاجة؟، حد منكم تعبان؟؟"
+
"ولو حد تعب يا أذكى أخواتك هاجي لأخوك ليه!!، يكونش هيكشف عليهم!، أدخل صحيلي أخوك إللي بينام بدري دا".
نطق بها بتذمر كبير وهو يدفعه في كتفه الأيمن، ليضحك الثاني متحدث بسخرية لاذعةـ"ما لازم يجي يخويا يتقتل ينام مش طول اليوم بيلف مع الهانم إللي نهبته، عبد الرحمن يا اتجنن يا اتسحر بجد، دا مش هيخليها تجيب ورقة!"
+
استنكر في نهاية جملته، ليحيط تيم رقبته بذراعه يحدثه بنبرة هادئة متفهمة"ياعبيط أخوك عمل إللي أبوك عمله بالظبط، مامتك مجبتش ورقة وهو إللي جاب كل حاجة، خالتي الله يرحمها كانت بتحكلنا دايمًا كدا، رغم إن عمي كان لسة مكونش مستقبله أوي بس كان راجل معاها جدًا ومرديش يشيل أهل خالتي فوق طاقتهم، وبعدين"ساجية"يتيمة وهي وأمها لوحدهم متستكترش عليهم الفرحة، وبعدين أخوك مبسوط متنكدش عليه، متكسرش فرحته بكلامك السم دا، عبد الرحمن ميستهلش أقسم بالله أي حاجة تكسر بخاطره ومنك إنت بالذات، دا يستاهل تمثال".
3
تنهد الأخر بقلة حيلة، لا يطيق النظر في وجهها بسبب فعلتها!!، الجميع يظنها ملاك وهو الشيطان!!، هز رأسه بتفهم، يبتعد عنه متحدث بـ"حاضر، هدخل أصحيه".
+
بعد دقائق معدودة، خرج عبد الرحمن يـفرك عيونه بنعاس، تساءل بنبرة مبحوحة مستغربة وهو يضيق عيونه بشك تجاه"إيه إللي جايبك دلوقتي!"
+
ضرب الأخر كف على الثاني، يهتف باحتقان وهو ينهض"في إيه إنت وأخوك!، ما تقولولي أطلع برا ونخلص بدل التهزيق دا!!"
+
_لاء لاء، أقعد يعم، استنى أنا عامل بطاطا باللبن هدخل أجبلك.
قال جملته متجه تجاه المطبخ، ليسمع جملة الأخر الضاحكة، يستفهم منه بتهكم"هو إنت كل أما تتزنق في حاجة مسكرة تعمل بطاطا باللبن!!، ولا إنت مش بتعمل بطاطا باللبن غير لما انا أجيلك ولا إيه!، يخربيتك هتجبلي السكر."في النهاية صاح بعدم صبر عليه، لينفجر في الضحك وهو ينحني بجزعه للأمام، يردف بنبرة متذمرة مع ضحكاته"بحب أكلها أعمل إيه، وبعدين أسهل أكلة مسكرة".
12
_بس مش كدا يابابا، إنت غلبت أمي وهي كل يوم تعملنا مكرونة وبانيه، وبعدين ياعبد الرحمن مش عايز أصدمك وأقولك إن طول حياتك بتعمل البطاطا باللبن دي غلط، أنا اكتشفت إنها بتتحط في الفرن، وإنت ماشاء الله بتعملنا بطاطا عادية وتهرسها في اللبن، بطل بقا تبوظ الأكل دا إنت لو حد من الطباخين لمحك مش هيرحمك.
6
حديث صديقه كان مدمر له!، ساخر منه!، في ثوانٍ كان عبد الرحمن يلقي عليه زجاجة المياه!!، لولا انحناءه سريعًا للأسفل لكانت الزجاجة تهشمت فوق رأسه!، رمقه بصدمة يصيح عليه بنبرة عالية محتقنة"يامتخلف هتموتني بجد".
+
_مش عاجبك أكلي متجيش تاكله كله زي المفجوع، وبعدين واللهِ الطريقة إللي بعملها دي بردو صح.
نطق بها بتذمر طفولي وهو يضرب قدميه في الأرضية، ثوانٍ والاثنين انفجروا في الضحك، بعد وقتٍ من تلك المشاحنات والمشاكسات كان يمسك "تيم"بـصحن الحلوى وهو يأكله بتلذذ متحدث بنغم شديد"حرفيًا مفيش أجمل من البطاطا بتاعتك".
3
كان يشعر إنه نسى أمر ما، لينتفض تيم من مجلسه وهو يلقي بالصحن فوق الأريكة متحدث بـ"يخربيتك، يخربيتك بجد أنت وأخوك، أنا دخلت بيتكم وأنا مغموم فجاءة نسيت كل دا وقعدت أرغي لاء وكمان كلت بطاطا، إيه إنت وأخوك متفقين عليا!!"
+
_خلاص خلاص إهدى وأحكي في إيه؟
حاول عدم ازعاجه لكنه كان يضحك بقوة عليه، لينزعج الأخر مردف بـ"مش هحكيلك، اتحايل عليا تاني".
+
زفر بياس يحدثه بنبرة جادة"تيم بطل القمص دا وخلص في إيه"؟
+
تغيرت ملامح الأخر إلى الجدية، جدية لا يملكها إلا في أوقات المصائب فقط، من جيب بنطاله أخرج أحد الفلاشات يُلقيها تجاه عبد الرحمن، ليُمسك بها سريعًا بيده، يدقق النظر بها، مقلبها بين يديه بتعجب، يستفسر منه بملامح مستغربة"إيه الفلاشة دي؟"
+
_فيها كل مصايب"عزام"إللي جمعتها، وهتلاقي ريكورد بيني وبينه حصل إنهاردة، أعتقد قال كل حاجة ليها علاقة بشغله ال***.
وضح له بشبه بسمة منتصرة، حاول المسكين استيعاب كل هذا، وبعدما جمع الخيوط، أردف بـ"طب دا إحنا محتاجين سهرة صباحي، هدخل أغسل وشي بقا وافوقلك".
2
بالفعل فعل ما قاله، لينتهي من كل هذا وأمامه اللاب الخاص والفلاشة الخاصة بـتيم وجمع الأدلة بـه، قبل فتح أول مقطع ڤيديو تسأل تيم بنبرة مرحة"جاهز تشوف القذارة ولا قلبك رُهيف!!"
+
_توكلنا على الله، أفتح.
نطق بجملته وهو يحك كفيه ببعضهم، لينعرض أول ڤيديو، ثلاثة أطباء و"عزام"على رأسهم يتوسطوا غرفة العمليات كما توقع عملية سرقة أعضاء مِن شخصٌ متوفي!!، لأكثر مِن خمس ڤيديوهات عرضوا وجميعهم يشبه بعض للغاية الفرق الوحيد بينهم إختلاف الشخصية!!، لعنة الله عليهم يستبيحوا جسد المتوفي، وينتهكوا حرمته!!، انتهت الڤيديوهات المؤلمة بالنسبة لـ"عبد الرحمن"لتبدأ تنعرض أمامه بعض اللقطات مِن الأوراق المدون عليها أسماء الأشخاص كـتنازل عن أعضاءهم، أو كموافقة بالتبرع بأعضاء المتوفي، وبعض الأوراق كالإيصالات، وأوراق أخرى من المديونات!!، تعقدت ملامحه، متوسعة عيونه بعدم تصديق، يسأله"هما الناس دول بجد بيتنازلوا عن جسم أهلهم المتوفين!"
1
_لاء طبعًا الفريق بتاع عزام بيفهموهم إن دي ورقة لازم تتوقع عشان المريض يتقبل في المستشفى، بيستغلوا جهل وفقر الناس وبيمضوهم على ورق كله إنجليزي، وبيستغلوا إنهم مضوا على وصل أمانة أو موافقة فلما أهل المتوفي يعرفوا إن إدب مشرط في جسم المتوفي بيعملوا قلبان فهما بيطلعوا الورق، وساعات بيفهموهم إنهم هيدخلوه عملية وكدا عشان عضو من الأعضاء يتعالج أسهل فياخدوا أعضاءه وهو أصلًا ميت ويحطوه في التلاجة يوم وبعدها يقولوا آسفين المريض مات، فلما حد يشوف جسم أخوه أو أبوه ميقدرش يتكلم ما دا كان في عملية!
+
_وخلي بالك عزام عارف كويس أوي هو بياخد أعضاء مين، مستحيل ياخد أعضاء أي حد عيلته كبيرة أو فيهم حد فاهم وواعي، فبيشتغلوا على راجل عجوز ملوش عيلة، أو واد يتيم، أو راجل معاه عيل ولا مراته غلبانة، والغلابة إللي ميعرفوش ياخدوا حق وباطل مع الناس الكبيرة، وطبعًا لازم يبقا العضو إللي هياخدوه دا مفيهوش أي تلف ولا أي حاجة تعبانة فيه، عارف إللي يضحك إن في ناس بيجيبوا أهلهم وهما عندهم دور برد والله ولو فريق عزام كشف عليه ولقى أعضاءه كويسة هما إللي بيموتوه وفي ناس بيصدقوا إن قضاء وقدر، الشغلانة بقت شغلانة مقرفة، خلوني اكره كلمة دكتور، بعد ما الناس كانت بتروح المستشفى عشان ترتاح بقت تروح عشان تموت، دا يهناه ياسعده إللي يروح في تقت ميبقوش عايزين في أعضاء، يابخته بجد فلت من تحت إيدهم.
نهى جملته بسخرية، ليقابله جملة الأخر"بس في ناس فعلًا بتتنازل عن أعضاءها ياتيم".
1
أكد على جملته بتحسر"فعلًا، الحوجة وحشة أوي بيرحوا يبيعوا أعضاءهم إللي هما أصلًا مينفعش يتصرفوا فيها لأنها حاجة مش بتاعتهم، مش من حقهم يتصرفوا في أي عضو ربنا خلقه، بس بيتصرفوا بسبب فقرهم وإنهم عايزين ياخدوا من كليتهم حتى عشر تلاف جنيه، متخيل الفقر بيوصل لإيه!!"
+
أغلق"عبد الرحمن"اللاب بملامح حزينة ليعترض تيم بجملته"ياعم لسة في باقي".
+
_مش عايز أتفرج دلوقتي على أي حاجة، بعد ماشوفت الحاجات دي وأنا قلبي واجعني، مش متخيل إنهم ينتهكوا حرمة الميت بالطريقة دي، ولا إنهم يستغلوا جهل وفقر الناس كدا، إحنا في غابة والأقوى هو. إللي بيعيش.
بهتت ملامحه مع جملته المتحسرة، لولا إنه يعلم منذ زمن ما يحدث وشاهد في عمله العجب كما يقول لكان بكى الآن، كل قضية له بعد جمع الأدلة والخيوط تجاهه يتساءل سؤال واحد فقط، لماذا العالم أصبح بتلك البشاعة!!!، لماذا انتزعت الرحمة من قلوب الجميع!!، هل لتلك الدرجة أصبحت الحياة بشعة!
2
انتشله من أفكاره السوداء عبارات الأخر المُغتمة، لكنها تتحلى ببعض الضحك الساخر"آه صحيح عايزين نرفع القضية بسرعة ونقدم الدليل عشان عزام ناوي يصفيني، دا بيراقبني!"
+
للحق"عبد الرحمن"يشعر وكإنه المسؤل عن "تيم"انتفض قلبه من مكانه خوفًا عليه، تحدث بخوفٍ"أنا خايف عليك، ناس زي دي عارفين هما بيعملوا إيه كويس، إنت مش قدهم".
+
_إنت مش قولتلي لو جبت دليل الموضوع هيخلص؟، أهو أنا جبتلك أكتر من دليل، لاء دا أنا جبتلك أدلة متنوعة تسجيلات صوتية، وڤيديوهات، وصور، أعتقد كدا الموضوع هيخلص بسرعة.
+
"دول شبكة كبيرة ياتيم، مش عزام وبس خد بالك"حذره بكلماته، ليتأفأف الأخر، متذمر بكلماته"الأدلة كافية ولا لاء؟، كافية وجايبة وشوشهم كلهم صوت وصورة، يبقا نتوكل على الله".
+
بخجل حك عبد الرحمن أنفه يحدثه بـنبرة منخفضة"طب هو أنا ينفع أرفع القضية بعد كتب الكتاب".
5
ضرب تيم كفيه الاثنين ببعض بتعجب، متحدث بسخرية"أقوله هتصفى يقولي بعد يومين، روح ياحبيبي أعمل كتب كتابك بس بسرعة قبل ما أموت".
4
"______"
+
أعتقد مخلصش على حتة مهمة بس عشان نستعد لأن الحلقة الجاي هتكون كتب كتاب ساجية وعبد الرحمن🤩🤩🤩
+
بنعتذر عن التأخير بس كان عندي امتحانات😭
+
جماعة توقعاتكم لتيم وعبد الرحمن في الأحداث الجاية
+
ورأيكم في ليل
+
وهل ساجية هتجبلها فعلًا رقم قصي ولا لاء
+
وعزام ال😾
+