اخر الروايات

رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثلاثون 30 بقلم بسملة محمد

رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثلاثون 30 بقلم بسملة محمد 


 


                                    

|رَجفَة مِن نوع خاص|

|الحلقة الثلاثين_إلغاء الزواج!|


2



"______"


+



_أنا خايفة، خايفة.

نطقتها بنبرة مرتعشة منخفضة، تضغط بكامل قوتها على ملابسها، جلست بجانبها والدتها تمسد على شعرها المُنسدل على ظهرها بحنان بالغ، تحدثها بنبرة متفهمة"ياحبيبتي دا طبيعي، كتب كتابك إنهاردة و..."


+



قطعت حديثها بجملتها النافية ومازالت نبرتها كما هيَّ"لاء ملهاش علاقة، أنا مش عايزة أكمل؛ حاسة إني بجد مش هقدر".


+



تنهدت والدتها بيأس، تهز رأسها بقلة حيلة، مردفة بنبرة يائسة حنونة"يابنتي الله يرضى عليكِ ما إنتِ كنتِ بطلتِ تقولي الكلام دا، وبعدين يا"ساجية"أهل أبوكِ على وصول كلهم جاين ياحبيبتي، و"عبد الرحمن"وأهله وصحابه كلهم جاين، وإحنا محضرين كل حاجة، وإنتِ زينة البنات وعروسة زي العسل، بطلي خوف بقا ياحبيبتي".


1



_ماما إنتِ مش فهماني، بس أنا لسة حالًا مستوعبة أنا في إيه، أنا في كارثة ومكنتش حاسة غير دلوقتي، أنا معرفش هعمل إيه.

دفنت وجهها في يدها، متمتمة بجملتها بنبرة خائفة، والدتها لم تتحمل كل هذا الخوف وحديثها المرتبك والغير مفهوم!!، لتصيح عليها بحدة، مبرقة بنظراتها"في إيه بقا؟، إنتِ فيكِ إيه يابت؟، قرفتيني في عيشتي، قوليلي إيه كل الخوف دا، مهببة إيه؟"


1



نهضت من جانبها، تتهرب منها، متحدثة بقلة حيلة وعدم قدرة

"سبيني يا ماما بالله عليكِ، أنا حاليًا مش قادرة اتخانق معاكِ".


+



_لاء ما إنتِ تفهميني في إيه بيحصل عشان الرعب إللي عايشة ومعيشاني فيه دا!


1



صاحت عليها بقلة صبر، ناهضة من مكانها نظراتها تقابل نظراتها، والأخرى تهربت بنظراتها، وبقلة حيلة ونبرة متعبة"خايفة، خايفة وعارفة إني اتسرعت عمر ما حد بيكتب كتابه في شهر كدا!!، معرفش إزاي وافقت إن حياتي ترتبط بشخص أنا معرفش عنه أي حاجة!!"


+



"لاء ياحبيبتي متخافيش، ما أنا أبوكِ بردو خطبني شهرين وبعدها اتجوزنا، وبعدين دا كتب كتاب بس، لسة بقا عقبال ما تعملوا الشقة ولسة قدامكم سنة تانية، ويختي بكرة الحب يولع بينكم وتيجي تقولي ياماما ما نقدم يوم فرحنا".

ضحكت والدتها بجملتها وهي تدفعها بذراعها بخفة مرحة محاولة تخفيف خوفها، رسمت بسمة مصطنعة على وجهها، لتثرثر والدتها بأحاديث كثيرة، أخرجت لها فستانها الأبيض البسيط، مناسب تمامًا لكتب كتابها، حرصت على أن يكون بسيط غير مجسم وليس بـمنفوش، ذراعيه واسعة، ارتدت فوقه خمار متوسط الحجم نفس اللون وزينته بدبوس على هيئة وردة صغيرة ذهبية، وضعت بعض المرطبات على وجهها، طلبت والدتها من فتاة جارتهم شابة ماهرة في وضع أدوات التجميل أن تضع لها، بمهارة أخفت لها هالاتها السوداء، زينت وجهها ببعض الميك أب الخفيف للغاية، زاد وجهها لمعة فقط، بعدما انتهت، رمقت انعكاسها بالمرآة، رسمت على وجهها بسمة منبهرة، تحدثت بنبرة ممتنة"شكرًا يا"رودينا"، بجد تسلم إيدك".


4




                

تحدثت "رودينا"بنبرة ودودة لطيفة وهي تمسك وجنتيها بخفة"تسلمي ياقمر، ماشاء الله شكلك بدر منور".


+



_مفيش حد قمر غيرك بجد، إنتِ ماشاء الله يا"رودينا"عسولة أوي.

أخبرتها بصدق نابع من قلبها، بالنسبة لها"رودينا"لطيفة للغاية هي وأسرتها عائلة لا يسمعوا لهم صوت في عمارتهم نهائيًا، لا يتدخلوا في أي شيء ليس لهم علاقة به، وفي أي واجب يكونوا أول الناس الحاضرين، شكرتها الأخرى بلُطف مع ضحكتها المحرجة، سمعت والدتها من الخارج ترحب بعائلة والدها!، وقع قلبها خوفًا من افتعال أي شجار مع والدتها، غادرت غرفتها ومعها جارتها، لتجد جميع عائلتها متواجدة!!!، بدايةً من جدتها إلى أطفال بنات عائلتها!!، انصدمت من كل هذا، كانت متوقعة إن عدد قليل منهم من سيحضر!!، لكنهم بالتأكيد جاءوا ليقيموا كل شيء، يقيموا عريسها، منزلها، فستانها، شبكتها!، هذا التجمع ليس حبًا بها إطلاقًا، اقتربت من جدتها تعانقها بسعادة، مُتمتمة بـ_:


2



_فرحانة إن حضرتِك جيتِ.


+



"بقيتِ أجمل عروسة، فرحانة بيكِ واللهِ".

نطقتها جدتها بنبرة حانية دافئة، خرجت من أحضانها لتتجه تُلقي التحية على الجميع.


+



"_____"


+



قـبل صعوده لـها أخرج قطرة صغيرة مِن جيب بنطاله القُماشي يـضع بعض النقاط منها فوق عيونه، بدأ في العد واحد، اثنين، ثلاثة، ستون!! وفي دقيقة واحدة فقط كانت عيونه الحمراء تحولت تمامًا إلى بيضاء صافية!!!، هذا ما تعلمه في الفترة الأخيرة بعدما كشفت أمره "منة"، أصبح مُدمِن عن جدارة!!، صعد تجاه منزلها بخطوات سريعة متلهف على أخذ بعض الأموال منها ليأخذ جرعة اليوم؛ بعدما"فاروق"بدأ بنـهبه عندما تملك منه الإدمان!، وشقيقته يعطي لها يوميًا نصف ماله، لكن اليوم جاء ليأخذ من ليل بعد مدة طويلة وبالأخير منة لن تعلم، توقف عند منزلها ليبدأ في طرق الباب، من حظه مَن فتح له زوج شقيقته، ليتحدث بنبرة لاذعة_:

_هنديلك أختك خليك واقف برا، معنديش شمامين يدخلوا بيتي.


2



ياللضحك!!، حقًا؟، رمقه الثاني بعيون مغتاظة لكنه تمالك أعصابه، خرجت "ليل"في تلك الحظة، لتتحدث ببسمة وهي تتجه تجاه تأخذه في أحضانها"حبيبي وحشتني، عامل إيه في المذاكرة؟"


+



_كويس، كنت عايز فلوس عشان بابا إنهاردة مش موجود في البيت، عايز 200جنيه سعر الحصة وملزمتين.

سابقًا صوته كان به رجفة، لكن الأن واثق، يكذب بثقة كبيرة!، والمسكينة كانت بمنتهى الرضا ستعطي له لكنها تذكرت حديث جارتها، رمقته بريبة تحقق في ملامحه، مستغربة مظهره!!، منذ منى وشقيقها نحيل للغاية هكذا!!؟، أو حتى إهماله في حالهُ!!!، نبرتها اصبحت حادة، اشتعلت عليه بعدم صبر"مش معايا فلوس، هو أنت خلاص بقيت كل أما تيجي تاخد فلوس!، حتى مبقتش تسال عليا ولا تقولي أي حاجة، وكل همك الفلوس، امشي يا"سيف"مش هديلك فلوس".


6



لا يريد إظهار لها جانب "سيف"المُدمن الشمام نهائيًا، لكن هي من تخرجه عن شعوره بثرثرتها ليزفر باختناق، يتأفأف بجملته"ما تخلصينا يا"ليل"هو إنتِ هتذلينا عشان بتدينا قرشين!!"


+




        


          


                

_مش هديلك يا"سيف"ولما تبقا تجيب الكتب بتاعتك ودرجاتك في الإمتحانات زي زمان هبقا أديلك، يلا امشي بقا.

قالتها بحدة كبيرة، خصوصًا بعدما رأت حاله الذي لا يُسر عدو ولا حبيب بدأ حديث "ساجية"يتردد في ذهنها، وقعت عيون سيف على حفنة من المال موضوعة فوق الطاولة خلف"ليل"لتبدأ الشياطين تسيطر على عقله، أو لنقول عقله هو مَن يدفعه لسرقة المال، سيدفعها ويدخل يأخذ الأموال ويرحل راكض بعيد عنها!!، هو في دوامة ولا يستطيع الخروج منها، إذا جاء معاد جرعته ولم يأخذها سيتجه لأفعال لجلب المال بشعة، ليبدأ عقله يعمل، وبدلًا مِن خسارة"ليل"للأبد وللأصح خسارة أموالها، يتحدث بنبرة حزينة مستعطفة_:


2



_ماشي براحتك، بس افتكري إني جتلك واتحايلت عليكِ عشان تديني فلوس أروح الحصة وإنتِ رفضتي، ممكن بقا بعد إذنك تجبيلي أشرب ولا حرام؟

نطق بجملته الأخيرة بعدما وجدها لم يرف لها جفن، يعلم كم شقيقته عنيدة ولن يستطيع أخذ منها ولا قرش بدون رضاها، لترمي عليه بنظرة أخيرة غير راضية وملامحها مقتضبة، دلفت لمطبخها وتأخرت لثوانٍ فقط!، كان هو دلف المنزل وأخذ المال بتلهف يضعه في جيبه، ليرجع مرة أخرى إلى مكانه، جاءت بالماء ليأخذ يبلل شفته ومن ثم يتركها ويرحل بدون أي كلمة أخرى، هبط الأدراج وهو يخرج المال ويبدأ بعده ببسمة خبيثة!!، مِن الأن لن يتأثر نهائيًا، ولن يحمل هم شقيقاته وهذا ما تعلمه من شقيقته الصغرى!، المال ثم المال ثم المال وهُم؟؛ في أقرب مكب نفايات!، كانت شعرت بالحزن حتى لوهلة بعدما علمت ماذا يفعل!!، لكن هل هو شعر بالشفقة تجاه نفسه؟؟؟، شرد بعيونه يتذكر قبل عدة أشهر كيف بدأ مسيرته في الضياع!!

"_____"

هبط من منزله عيونه حمراء كالدماء من كثرة البكاء، أبيه المنزوع من قلبه الرحمة حطم المنزل بكامله فوق رأس شقيقته ووالدته، وفوق كل هذا يـلومه على دفاعه عن شقيقته الكُبرى والتشاجر مع زوجها!، أي أب هذا!!، لا يعلم إلى أين يذهب، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لم يعتاد على التواجد في الشوارع في تلك الأوقات، سار بلا هدى يشعر بالاختناق، لا يريد تلك الحياة، لا يريد ذلك الأب!!


2



وجد مَن وضع يدهُ على ذراعه من الخلف، ليستدير تلقائي ليجده فاروق، تبسم له بطريقة مجهدة، تحدث الأخر بدهشة"إيه يابني إللي منزلك دلوقتي مش بعادتك يعني؟"


+



_في البيت مشاكل فـنازل أفك عن نفسي شوية، هتمشى شوية وأروح.

قالها بهدوء، ليسحبه فاروق من ذراعه مُشير على حقيبة شفافة في يده بها لفائف من الطعام، يحدثه بشهية مفتوحة"بقولك إيه طلاما إنت مخنوق من البيت فتعالى أقعد معايا، أنا قاعد عند بتاع البلايستيشن، بالمرة ناكل دا أنا جايب حبة كُفتة جامدين، يلا دا إحنا بقالنا سنين مش بنقعد مع بعض".


+



تهرب منه بجملته"مش عايز مرة تانية".


+



_واللهِ أبدًا، تعالى ياعم فك عن نفسك ضغوط البيت والمذاكرة ونقعد نلعب دورين وناكل كام لقمة حلوة مع بعض.

نطق بها بتصميمٍ وهو يسحبه من يدهُ، مديره لجهته حتى وصلوا، دلف معه سيف بعقل شارد، وعلى أقرب مقعد له ارتمى فوقه يتنهد بقلة حيلة، خانته عيونه مكونة غلاف رقيق ولكنه لم يسقط، جلس بجانبه"فاروق"يدفعه برفق، يردد بـ"ياعم فكك ما كلنا عندنا حوارات في البيت، قوم كدا ويلا ناكل".


1




        

          


                

"مش زي حواراتي، أنا شايف أبويا بيموّت أخواتي وأمي وأنا واقف أتفرج ومش عارف أعمل حاجة، حاسس في مرة هرجع اللاقي حد من أهلي غرقان في دمه ميت بسببه، عايش في رعب من اللحظة دي".

قالها بطريقة منكسرة ضعيفة للغاية، وخانته دموعه وهبطت، سيف أكثر شخص عفوي عرفه فاروق منذ الطفولة، وللأن عفوي، لكن مدح المعلمين به جعله يرى نفسه على الجميع، وهو بالأساس هش للغاية!!، إذا كان أحد محل"فاروق"لكان تعاطف معه، لكن نـار الغيرة والكره تفعل أكثر!، سمعه فاروق للنهاية بإنصات، وبعد وقتٍ من التحدث نهض مبتعد عنه ومن ثم رجع بعد ثوانٍ معدودة، يمسك بيدهُ عقب سيجار، أشعله ووضعه في فمه، وبعد برهة من الوقت مد يدهُ له بها، سمع صياحه المنفعل عليه"طفي البتاع دا، أنا غلطان إني جيت قعدت معاك".


1



_ياسطا اهدي دا حشيش مضروب والله يعني مش هيخليك تتعود عليه ولا أي حاجة، دا بس هيروقلك بالك شوية.

قالها سريعًا، ليرمي الأخر عليه نظرات محتقرة، هب واقف يردد بـ"كمان مضروب!، يعني مقرف ومعفن عمرك ما استنضفت"؟


+



_أنا غلطان يا"سيف"دا والله كان هيعدلك مزاجعك، دا كان هيخليك كويس وهتبطل عياط، خد جرب ياعم مش هتندم، صدقني مش هتتعود عليه غير لو شربته كل يوم وأكتر من مرة، لكن دا تهوية عن نفسك بدل ما تموت بقهرك دا.


+



قال حديثه محاول اقناعه، وظل لمدة طويلة معترض الأخر حتى لان عقله، شيطانه تغلب عليه، أخذ أول نَفس، مع أول سلمة لطريق الانحراف والضياع، بدأ بالسعال، ليرجعها له مرة أخرى مردف بـ"مش عايز لاء ياعم".


+



_هو من أول نفس بتعترض، واللهِ هترتاح وهتحس إن الدنيا كلها وردي.


+



هز رأسه برفض، يعترض بجملته"لاء أنا كدا هتعود عليه، أمي هتتصدم لو عرفت".


+



_استرجل شوية بقا يا أسطا، هي فين أمك دي؟، بعدين دا أي شب في مرحلتك بيجرب ولو لمرة واحدة، وواللهِ ما هتدمنها.


+



والشيطان تملك من عقله، هُلك من الصراعات، وتفكك عائلته، قسوة والدهُ، ضعف وقلة حيلة والدته، ظُلم شقيقته بدون أية رحمة، لا يتحمل العيش!!، ومع النَفس الثاني ثم الثالث، أغمض عيونه بارهاق مستسلم لـاستقبال راحة مزيفة لمدة قليلة من الوقت!!، وغبي مَن ظن إن هكذا اصبحت الحياة راحة!، راحة مزيفة فقط في البدايات، أو لنقول وهم!، وهم يتصنعه كل مَن يسلك ذلك الطريق، وهم ولا يوجد به أية راحة، وكيف يكُن راحة وبدايته بسُعال!! وسينتهي لا بموته إما في أحد المصحات المهجورة البعيدة التي لا تُعالج إطلاقًا؛ بالأحيانًا يزيدوا الطين بلة، إما مُلقي به في زنـزانة بها جميع المُجرمين مسجلين الخطر!!، قليل ما تجد شخص يتخطى الأمر إلا بصعوبة للغاية!!


+




        

          


                

بمنتهى البساطة"سيف"رمى نفسه في التهلكة!، اقناعات "فاروف"كانت ضعيفة للغاية، إذا كان رفض وابتعد عنه منذ البداية كان كل شيء انتهى، هو مَن ذهب معه، جلس يسرد له بمنتهى البساطة!، وبمنتهى البساطة أخذ السيجار وضعه في فمه!!، لا يأتي الأن ويبكي!، ليس فاروق مَن يرمي عليه اللوم، هو مَن انتهز الفرصة مثل أي مغفل ينظر أسفل أقدامه!!!

"____"


3



بدأت تصدح زغاريد النساء مِن منزل"ساجية"، "عبد الرحمن"يدلف بكامل أناقته يـرتدي بنطال أسود اللون وفوقه قميص نفس اللون وفوقهم چاكت بدلة رمادي اللون، مصفف شعره للأعلى، رائحة عطره تفوح في كل مكان، دالف عليهم ببسمته البشوشة، من خلفه"تيم"ملامحه تشع سعادة وسرور، ملابسه كاچول بدايةً من قميصه الرُمادي تضامنًا مع چاكت صديقه، يترك أول أزرار قميصه عن قصد، بنطاله أبيض، حذاءه لون قميصه، دخل خلفه وهو يصيح بـنبرة متحمسة، وهو يحرك يديه بتحمس بالغ_:

_العريس وصـــل.

ومـن خلفهم دلف المأذون، ليصيح مرة أخرى"والمأذون كمان وصل".


10



من خلفهم والدته لا تتوقف عن إطلاق الزغاريد وكإنها بتلك الطريقة تعرف الجميع إن ابنها يتزوج!


+



ما أن دخل وجاء ليجلس لتأتي"ساجية"تحدثه بنبرة منخفضة وملامحها عابسة"عايزة أتكلم معاك".


+



ملامحه توترت بسبب جملتها وملامحها العابسة، استأذن منهم ليدلف معها، دلف معها غرفتها ليجدها تنفجر به كالعاصفة بدون إنذار!!


+



_إنت بأي حق تقرر مين هيبقا ولي أمري؟؟


11



تجعدت ملامحه يردد بنبرة مدافعة"أنا مقررتش عنك هو وأنا متصل أعزمه قالي إن هو إللي هيبقا الولي لأنه كبير العيلة وزي أبوكِ".


+



صاحت بانفعال وقلة حيلة وهي تشيح بيدها"دا مش أبويا، وبعدين إنت بتعزمه ليه؟، يعني هو بيتصل بيك يعرف أخباري وإنت بمنتهى السهولة بتقوله دا على كدا أما نتجوز أخباري كلها هتبقا عندهم".


+



_ساجية وطي صوتك، وبعدين ما طبيعي عمك هو إللي يكون الوالي أومال هتبقي إنتِ!

انفعل عليها هو الأخر ولكن كان صوته منخفض للغاية هي فقط من تسمعه، لتضع يدها في خصرها بتذمر، متحدثة بإصرار ونبرة حادة"وأنا بقا عايزة عمي "خالد"هو إللي يبقا الوالي، يا كدا واللهِ يا هلغي الجوازة".


+



طفح به الكيل، بعد كل هذا تريد إلغاء الزواج!!، اللعنة، رمقها بنظرات مشتعلة ليردف بغضب"اتصدقي يا"ساجية"واللهِ العظيم أنا مهما أعمل معاكِ ما هيعجبك، وبعدين أنا مش شايف أي مشكلة، حوار تافه جدًا، تقدري تقولي عايزة الوالي يبقا عمي"خالد"بسيطة يعني مش محتاجة خناق".


+



"وأنا يعني مقولتش ولا أمي مقالتش؟، ما إحنا قولنا لاء بس عمي مصمم، لو سمحت قولهم إن الوالي عمي خالد".

سألته مستنكرة في البداية ومِن ثم نهت جملتها بنبرة يائسة، ابتسم نصف بسمة ساخرة، متمتم بنبرة صارمة"هتصرف، يلا نخرج الناس هيتكلموا برا".

قالها مغادر الغرفة وملامحه مقتضبة للغاية، الجميع انتبه لهم ولملامحهم، خرجت"ساجية"خلفه لتجد والدتها ترمقها بعدم رضا، الجميع سمع صوتها العالٍ، زفرت بآسى ومِن ثم جلست على المكان المخصص لهم، رأت عبد الرحمن يأخذ عمامها بعيدًا عنهم ويحدثهم.


1




        

          


                

_هي يا عمي واللهِ رافضة، مش هنجبرها حتى في موضوع زي دا، وبعدين هو إيه الفرق بينك وبين أخوك؟، هي عروسة وبتدلع.

قال حديثه بلين محاول حل الأمر بسرعة وبدون لفت نظر، هتف عمها"سعد"بضجر"دا مش دلع دا قلة أدب، بس براحتها بنت هناء، أنا كدا كدا هحضر واسلمها ليك وأهو أبقا سلمت الأمانة ليك وأمشي".


1



ابتسم له بهدوء، يخبره بنبرة عقلانية"وأنا هحط الأمانة دي في عيني واللهِ، ربنا يعلم أنا هعاملها إزاي، ممكن بقا نروح نكتب الكتاب عشان المأذون عايز يمشي".


1



وافقوا وذهبوا يجلسوا على الطاولة لعقد القران، جلس"عبد الرحمن"يضع يدهُ في يد"عم ساجية الأصغر، بجانبه والد تيم وأمامه عمها الأكبر كشهود، وقَّعوا على جميع الأوراق كل من"ساجية"و"عبد الرحمن"وبالأخير ردد المأذون كلماته وكل من الوالي و"عبد الرحمن"يرددوا خلفه، انتهوا بعد وقتٍ لـيسحب "تيم"هو المنديل القماشي مردف بمرح"نفسي اتجوز أنا كمان يجماعة".


+



اغمضت"ساجية"عيونها بخوفٍ، تضع يدها على قلبها تنتظر ماذا سيحدث في الأيام القادمة!


1



رحل المأذون، لتجلس"ساجية"بجانبه بتوتر، ليتحدث الأخر بسعادة بالغة وهو يأخذ الذهب من والدتها"سمعونا زغروطة كدا".


5



على استحياء امتدت يدهُ تمسك بيدهـا بـبُطء، سرى في جسدهم رَجفَة، بالنسبة لـه كانت رَجفَة مِن نوع خاص، أما هي فكانت رجفة تدل على خوفها، ابتسم لها بحنان يخبرها بـ"هلبسك الدهب بقا".


10



بدأت والدتها تعطيه شيء وراء شيء، بدأ يلبسها شبكتها وأصوات الهتاف متعالية، انتهى من وضعهم في يدها ليسمع جملة والد"تيم"المرحة"يلا لبستها الدهب واتجوزتها احضنها بقا ولف بيها كدا عشان نقعد نسقف ونحدف عليكم الشوكولاتة إللي طعمها حلو أوي دي، أنا كلت نصها".


3



قال جملته ليبدأ "تيم"و"عبد الرحمن"ووالدته يضحكوا، تسربت حمرة الخجل إلى وجهها، مازالت يدهُ ممسكة بيدها لتسحبها بتوتر متحدثة بنبرة منخفضة محذرة"أوعى تعمل كدا خليك شيخ محترم".


1



ضحك أكثر على جملتها، ليصيح بتذمر"ياعمي دي بتقولي خليك شيخ محترم!!"


2



أكمل حديثه يردد بنفس نبرته المتذمرة"على فكرة أنا شيخ محترم وعندي حياء ومكنتش هعمل كدا".


3



الجميع يضحك وسعيد لهم إلا بنات عائلتها، جميعهم يرمقوا بعضهم بنظرات مستغربة، وأخرى حاسدة، ليس لأنهم يكرهوها بـل لإنهم يوم زواجهم كانوا لا يفقهوا فيه شيء!!، أطفال يتزوجوا، لا يستمتعوا بأي شيء، عائلتهم كانوا يعدوا لهم حفلات زفاف رائعة لكنهم كانوا أطفال لا يفقهوا شيء، لا يعرفوا معنى سعادة هذا اليوم!!، كل منهم الآن لديها طفل أو اثنين وشقيقاتهم سيحصلوهم، إلا ساجية، تزوجت وهي على دراية كاملة بكل شيء يجرى حولها، تزوجت في يوم خرافي بالنسبة لها، تزوجت وزوجها يضحك ويمرح معها، لماذا لم يتمتعوا في ذلك اليوم مثلها!!


1




        

          


                

_هو مش كانت الشبكة الأول بعدين كتب الكتاب!


+



هتفت بها زوجة عمها الأكبر ليرد عليها تيم باستهزاء"لاء ما إحنا غيرناها، إحنا عيلة مجانين كدا".


2



_طب هو مفيش غنا ولا أي حاجة!، فرح دا ولا ميتم ياربي!

تذمرت من جديد بجملتها الغير راضية، لترد عليها "هناء"تلك المرة"ميتم يختي معاكِ حق واللهِ".

سخرت من افكار ساجية وزوجها، حق سلفتها تقول أكثر من هذا وتستنكر، سمعوا جملة تيم المهللة بحماس_:


+



_جماعة بما إن خالتي أم ساجية زعلانة إن مفيش أغاني، وكمان قرايب ساجية نفس النظام، وإحنا مش عايزين أغاني فأنا أغني، أظن جه الوقت إللي أطلع فيه تامر حسني إللي جوايا.


1



هز الأخر رأسه سريعًا، ينهض من مقعده يلحقه بجملته"ياعم تيم لاء بالله عليك أقعد".


+



_سيبني ياعم دا انهاردة فرح أخويا، واللهِ هغنيلكم أغنية سكر.

نطق بها بضحك شديد وهو يبتعد عنه، ليرتفع صوته عن قصد متحدث بنبرة ماكرة"سمعونا أحلى صقفة بقا عشان الفرح دا في المغني تيم".


+



صفق له الجميع أمام تعجبهم منه، ليحمحم لبعض ثوانٍ ومن ثم يغير طبقة صوته إلى مُغنيه المفضل!


2



_عايزين نصون الوعد، آآآه ولا يفرقنا بُعد في مشوار هوانا بدل ما نِغُز بعض، طب يــلا.


11



تيم يمتلك قدرة عالية على تقليد أصوات المطربين بدرجة كبيرة رغم إن صوته ليس بالرائع!، يمتلك فقط نبرة موسيقية، ثوانٍ وغير الأغنية الرديئة للغاية بالنسبة لـ"عبد الرحمن"، يردد كلمات الأغنية بنبرة ماكرة مع تصفيق الجميع له"أهواك وأتمنى لو أنساك وأنسى روحي وياك وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني".

بالنهاية غمز صديقه بشقاوة، الجميع يضحك عليه، جعل الجو مرح للغاية، ملطف الجو بحسه الفكاهي وكل هذا وهو يريد مَن يهون عليه!


4



صمت لثوانٍ وكإن كلمات الأغنية جاءت له على جرحه!!، ليهتف بنبرة بطيئة بعد الشيء"وأنساك وأتاريني بنسى جفاك وأشتاق لعذابي معاك وألقى دموعي فكراك أرجع تاني، في لقاك الدنيا تجيني معاك ورضاها يبقي رضاك

وساعتها يهون في هواك، في هواك طول حرماني!!"


6



أردف بتفسير ضاحك" طبعًا الأغنية دي مش لعبد الرحمن وساجية، لاء دي ليا وللـبت إللي سابتني".

نطقها بمرح!!، دائمًا حزنه يكون في هيئة مرح، الجميع يضحك على المرح صاحب الحس الفكاهي!!، أكمل بجدية كبيرة"خدوا بالكم يجماعة أنا لو حد عايز يجبني أحيله فرحه أنا مش باخد أقل من 400جنيه، أنا قولت عشان لو بس حد فكر يستغل الجوهرة، إللي هي أنا يعني".

نطق بأخر كلماته بنبرة متكبرة مقصودة، دندن لفترة ليجف حلقه متحدث بنبرة عالية عابسة"أنا ريقي نشف، هو إنتِ ياطنط مش ناوية تحطيلنا جاتوه بقا يبل ريقنا؟"


3



سمع استنكار صديقه الساخر"بقينا خلاص بنـبل ريقنا بالجاتوه، هاتي ليه ياطنط بدل ما يفضحنا".


1




        

          


                

الجو كان مرح، الجميع يضحك، إلا هي تجلس وبداخلها نار تحرقها، ترمق "يوسف"تارة وتارة أخرى ترمي بنظراتها المتوجسة على "خالد"الذي عيونه لم تتزحزح من عليها، بلـلت حلقها الجاف ببعض من المشروب البارد الموضوع أمامها، الجميع يضحك وسعيد وهي تريد تقسم مشاركتهم في فرحتهم لكنها مقيدة لا تستطيع فعل أي شيء، والمسكين"عبد الرحمن"من حقه أن تشاركه سعادته، من حقه أن تضحك وتمرح معه اليوم!!


1



وهو شعر بتخبطها، ليسألها بنبرة خافتة مطمئن عليها"فيكِ حاجة ولا إيه؟، مش بتتكلمي ليه؟"


+



_عبد الرحمن هو مش إنت اتسرعت؟

بسؤال أخر أجابته، لا تقصد تسرعهم بالزواج لكنها تقصد تسرعه باختيارها هي زوجة له!، ضحك بيأس مع هزات رأسه، يستفسر منها بنبرة مشاكسة"قوليلي بقا هو أنا واكل مالك ولا حاجة؟"


+



_هه!، مش فاهمة ليه؟

استعجبت بكلماتها البسيطة، وهي فمها مفتوح كالبلهاء، ليكمل هو وصلة ضحكه معها مخبرها بـ"طب عمرك شوفتي مني حاجة وحشة؟"


+



ردت سريعًا، تجيبه بدفاع"لاء واللهِ دا بالعكس حضرتك دايمًا كويس معايا".


3



جمع الهواء في جبعته، وبعد ثوانٍ أخرج الهواء على مراحل، ليضيق عيونه مستفسر منها بـنبرة لائمة"أومال ليه خايفة؟، أنا عمري ما هأذيكِ، إنتِ من النهاردة بقيتِ حتة مني، بقيتِ حياتي كلها يا"ساجية"، أنا كنت مستني اليوم دا بفارغ الصبر، كنت بدعي ربنا إنه يجمعني بيكِ في الحلال، ثقي فيّا يا"ساجية"واعرفي إن عمري ما هندمك على جوازنا".


11



عبد الرحمن!!عبد الرحمن لم ترى في طيبة قلبهُ، حنانهُ، ليونتهُ، مشاعرهُ، صدق حديثهُ، لكن كيف تثق بهُ ومِن قبل خدعها "باسم"!!، أعطاها كل شيء حنان، حب، ثقة بالنفس، كل شيء حرفيًا ثم أنتزعه منها بقسوة بعدما زرع الثقة بها!!، جعلها ترجع أسوء مِن قبل، والآن هو يُريدها تثق بهُ، وتفتح قلبها له!، حتى إذا وثقت به وهو زرع بها حب نفسها وبعض الثقة، سينزعهم أيضًا بقسوة بعدما يعلم بفعلتها.


+



تنهدت تنهيدة طويلة مستسلمة، مرددة بصوت خافت هاديء"إنت يا"عبد الرحمن"طيب أوي بجد، وأنا إللي قليلة الذوق أوي، أنا آسفة إني اتعصبت على حضرتك في الأوضة، بس واللهِ إنت متعرفش أنا بكره عيلة بابا دي إزاي ومش عشان ورث ولا أي حاجة واللهِ بس هما عملوا فيا كتير".


+



_بس يا"ساجية"كلهم جاين ليكِ وفرحانين ليكِ، قومي أقعدي مع بنات عيلتكم ومراتات عمامك وأنا هروح أقعد مع رجالة عيلتك ونتعرف.


+



قال جملته مقترح عليها بتحمس مع بسمته اللطيفة!، رمقها بتشيجع لترمق هي بنات عائلتها الجالسين أمامهم يتبادلوا خيوط الحديث بتوجس، متحدثة بنبرة مرتبكة"ما بلاش عشان هما مش بيحبوني".


+



نهض من جانبها ساحب يدها بحنان، يردف بـ"مش هنفضل باصين ورا ضهرنا، أنتو دلوقتي بعدتوا عن بعض فحسني علاقتكم ببعض عشان أما يرجعوا بيتهم يفتكروكي بالخير".


1




        

          


                

ختم حديثه يتجه تجاه، تحدث بنبرة هادئة ودودة"العروسة هتقعد معاكم شوية عشان هروح أنا أقعد مع عمامها، يلا يا"ساجية"اقعدي".

حدثها بنبرة ذات معنى حانية، اقتربت تجلس بجانب"فرحة"الصغيرة تمسد على شعرها بطفولة، تخبرها بنبرة حنونة"شعرك جميل، كنت بعمل الضفرتين دول وأنا صغيرة".


+



_وإنتِ فستانك حلو.

اخبرتها بطفولة، لتشير "ساجية"على طفل صغير موضوع على قدم بنت عمها الأكبر"ودا ابنك؟، اسمه إيه، عرفوني عليهم، أنا بحب الأطفال".


+



تحدثت زوجة عمها بضحكة سعيدة"يختي البيت اتملى عيال واللهِ، دا ابن "شروق"خلفت ولدين وبنت، و"دنيا"خلفت البت"فرحة"القردة دي وبنت عندها سنتين، و"هالة"خلفت ولد أهو عنده سنة ونص، ويختي"صافية"هتتجوز قريب، ولسة البت بقا"سعادة"في الاعدادية أما تخلصها هتتخطب".


+



كانت تحدثها وهي تشير على كل فرد بهم، الأطفال كثيرة للغاية، لا تتخيل إنهم انجبوا جميع الأطفال تلك في الفترة القصيرة، أول من تزوجت كانت"شروق"والدور كان آتي على"ساجية"و"دنيا"ورحلت والمنزل ليس به أية أطفال، هم مَن كانوا أطفال، أطفال أنجبوا أطفال، أخذت ساجية تتعرف على كل صغير منهم وهي تقبله، جاءت والدتها وخلفها"تيم"وهو ممسك بصنية كبيرة عليها الحلوى، كل صحنٍ يتكون من قطعتان"بسبوسة"وقطعة "جاتوه"وقطعة"كنافة"تحدث تيم معهم بمراوغة"الأطفال دول يلزموني، والبت أم خدود حمرة دي هخدها اتجوزها ماشي؟"


+



ضحكت أم الفتاة"شروق"تحدثه بـسخرية حزينة"تتم الأربعتاشر واتجوزها".


5



كانت كوميدية سوداء بالنسبة لباقية الفتيات، حتى ساجية شعرت بالحزن تجاهم، أصبحوا ناضجين للغاية بعد زواجهم ولم يرموها بحديث متنمر كما كانوا يفعلوا من قبل، لكن مع نضوجهم ذبلوا!، رد عليها وهو يقدم لهم الأصحن"لاء وأنا هستنى كل دا؟، خلاص شكرًا".


+



رحل من أمامهم، لتسمع"ساجية"جملة زوجة عمها الأكبر_:

_رجالة القاهرة بردو حلوين، أمك عرفت تختارلك راجل حلو، بالعمل أكيد زي ما عملته لأبوكي.


+



"لا حول ولا قوة إلا بالله."تمتمت بجملتها بنبرة منخفضة مغتاظة، لتسمع من جديد حديث سخيف من ابنة عمها"دنيا"_:

_هو إللي قالك تلبسي الخمار؟، شكله شيخ، مربي دقنه ومش مشغالين أغاني، بس هو أحلى.


3



اضطربت حدقتيها، تضغط بقوتها على فستانها بتوتر، ولحقتها جملة"هالة"_:

_وعيلته شكلهم طيبين، يارب متعمليش زي ما أمك عملت مع عمي.


1



يرددون حديث زوجة عمها الأكبر بدون فهم، كانت تظن إنهم نضجوا بعد زواجهم لكنهم مازالوا يكرهوها وبشدة!، صاحت زوجة عمها الأصغر عليهم ليصمتوا، قبل أن تنهض، صوت عبد الرحمن الهادي اقتحم أُذنها"بعد إذنكم هاخد ساجية".


+



لم ينتظر موافقتها ليسحبها من رسغها بـحنان، شعر بها، كان يراها تضحك مع الأطفال وكلما تضحك قلبه يضحك معها، لكن في ثوانٍ رأى ملامحها انقبضت ليشعر بها!!، نهض يسحبها من وسطهم يسألها بقلق"حصل إيه؟"


2




        

          


                

_عادي واللهِ أنا متعودة، شكرًا إنك جيت خدتني من وسطهم.

نطقتها بنبرة عادية، وكإنها هكذا تخفي حزنها عنه؟، تحدث بمرح"أنا قلبي دليلي".


+



_ياعم عبد الحليم حافظ أنت كتبت كتابك بس واللهِ بلاش فقرة العشق الممنوع دي، وكل شوية تسحب إيدها وتاخدها، راعي مشاعر واحد كل أما ينفخ بس تقوله حرام.

صاح عليه بنبرة منفعلة ساخرة، حك الأخر فروة رأسه يحدثه بنبرة محرجة"دا أنا ممسكتش غير إيدها".


5



توردت وجنتيها بحمرة الخجل، لـترحل من أمامهم، ليزفر"عبد الرحمن"وهو يدفعه في ذراعه، يتمتم بضيق"كسفتها يا"تيم".


+



_بقولك إيه هو أخوك قاعد زي إللي ميتله ميت كدا ليه!

سأل تيم بتحير، عاقد حاجبيه باستغراب من معالم وجه المكشرة، أغمض عيونه بقلة حيلة مردف بـ"سيبك منه، إنا مبقتش فاهمه واللهِ، يعني إنت إللي واقف على رجلك من صباحية ربنا وهو بص بيعمل إيه، دا ولا كإنه عدوي".


2



وضع يده على ذراعه، يخبره بهدوء"متزعلش منه هو لسة عيل وطايش، إنما إنت أخويا قبل ما تكون صاحبي، انا أخدمك بعيوني أقسم بالله، المهم إنك تبقا فرحان، أنا هروحله وأشوف ماله".

ختم حديثه متجه تجاه"يوسف"الجالس واضع قدم على أخر وواضحة على وجه معالم النفور، يجلس بلا مبالاة، ليس مهتم بكل ما بحدث، وبجانبه صديقه"خالد"، جلس بجانبهم يمرح معهم بجملته"البقاء لله، شد حيلك يا"يوسف"، شد حيلك يا"خالد".


15



_هزر أوي ياسي"تيم"ما إنت متعرفش حاجة.

رد عليه بسخرية حزينة، ليدفعه الثاني في ذراعه بضيق، يسأله بتأفأف"في إيه ياض بقا!، إنت مالك مش فرحان لأخوك ليه؟، أخوك دا في أي حاجة بتعملها بيبقا واقف جنبك ومساندك، بيبقا أول واحد بيدعمك، دا حتى بيفرح ليك أكتر من نفسك، بطل شغل لوية الوش دا عشان بجد بتخنق وأخوك مش عايز نكد في يوم زي دا".


+



اندلع الغضب إلى وجه، ليصيح بكلماته"وأنا يعني إللي بكره!!، هو إللي مغفل مش عارف أي حاجة في الدنيا، ماشي ورا قلبه زي الأهبل خليه بقا أما يعرف يموت فيها، مش هو كل أما أجي أفتح موضوعها ولا أجيب سيرتها يهب فيا يزعقلي؟، يشرب بقا".


4



رمقه بنظرات محذرة، يردف بنبرة مغتاظة"وطي صوتك يالا، صوتك دا ميعلاش فاهم؟، قولي بقا ساجية دي شغلاك كدا ليه؟، عملالك إيه في حياتك؟؟، إنت بتحبها يالا ولا إيه يخربيتك دا أخوك فعلًا يموت فيها".

ردد جملته بخفوت منصدم بعدما عرض الحديث على عقله، هب الثاني بقف من مكانه يتحدث بنبرة منخفضة حادة"أقسم بالله مافي بيني وبينها أي حاجة، ولو كنت بحبها فمستحيل أفكر فيها عشان أخويا، إنت بس مش فاهم حاجة واللهِ يا"تيم"، أنا ماشي الجو مش على هوايا، يلا يا"خالد".


+



_لاء أنا قاعد شوية، مع السلامة إنت.

نطق بها بنبرة ذات مغزى خبيثة، قبل أن يشيح له ويرحل، أمسك به"تيم"يحذره بكلماته"هتقعد يا يوسف، هتقعد عشان عبد الرحمن هيشيل منك أوي لو مشيت، أقعد".

أمره في النهاية مشير بنظراته على المقعد، مكمل بـعتاب واضح"حتى قوم أقف مع أخوك، حسسه إنه مش يتيم، حسسه إنه عنده أخ في ضهره، بلاش تكسر بنفسه، أخوك بيحبك أكتر من نفسه".


3




        

          


                

تيم أفاق له ضميره، بدأ يحتقر نفسه بعدما تجاهل أخيه وسعادته، زفر بحزنٍ يتمتم بـ"إنت صح، أنا لازم أقف معاه، هروحله".


+



اتجه صوب أخيه، ليردف بنبرة شبه آسفة"حقك عليا لو زعلان مني، قولي عايزني أساعدك في إيه وأنا عيوني ليك".


+



_شكرًا يا أخويا مش محتاج مساعدتك، تيم صاحبي مسابنيش، روح إنت اقعد.

عاتبه بحديثه، وبنظراته كان يجلده بها، تنهد بقلة حيلة، هو أكثر شخص يحبه، لكنه مغفل لا يفهم ما يدور حوله، يعيش في أكبر كذبة، أكبر كذبة هو مَن اخترعها!، ضمه بآسف يردف بنبرة مغتمة"متزعلش مني، حقك عليا، مش عايزك تشيل زعل من نحيتي".


+



_إنت مباركتش ولا ليا ولا لـمراتي.

نطق جملتها ذات المغزى، يحرك رأسه بعبوس، والأخر يريد رضاء أخيه عنه، ليتحدث سريعًا"ناديها وهبارك ليها واللهِ، المهم إنت متزعلش مني".


1



"______"


+



رسم خطته تمامًا، أخيها كالمغفل دلف يسرق الأموال التي هو وضعها له، كان يعلم إنه سيأخذها، ستجن"ليل"عندما تعلم بقنبلته، صاح باسمها بنبرة خشنة غليظة، خرجت من المطبخ ليسألها بنبرة غاضبة"فين الـ500جنيه إللي كانوا هنا؟؟، إنتِ خدتيهم لأخوكي؟"


1



شهقت باستنكار وهي تحرك يدها أمام جبتها بطريقة رديئة، متمتمة بنبرة شرسة"نعم يخويا!!، وأنا من إمتى باخد فلوس منك"!


+



_معرفش تلاقيكِ إنتِ ولا أخوكي إللي سرقتوها، أنا حاطط هنا والله فلوس.


+



تغيرت ملامحها إلى السخط، هاتفة بنبرة عالية رديئة"لاء يخويا شغل الحشاشين دا مش عليا، أنا وأخويا متربين، شوف إنت صرفتهم فين ولا مين سرقهم منك ومتجيش ترمي بلاك علينا، بلا قرف".

كلمتها الأخيرة كانت منفعلة للغاية، حتى في نهايتها بصقت في الأرضية ورحلت من أمامه، لتقع على مسامعها الصاعقة، جعلتها تترنح في مكانها!


1



_أخوكي بقا شمام وحشاش بردو، اتلم على عيال بايظين وبقا يشم كوكايين والسجارة مش بتفارق إيدي، ولو مش مصدقاني أختك الصغيرة إللي دايرة على حل شعرها عارفة.

رمى جملته بنبرة متشفية للغاية، ملامحه متمتعة للغاية وهو يقول جملته، يستمتع بصدمتها، استدارت تنزل بكفها على وجه الأيمن، متحدثة بقسوة"أنا أخويا أشرف وأحسن منك، إنت إللي شمام وبتاع مخدرات".


10



ضغط على أسنانه بقسوة، ليقترب منها يـضغط على رقبتها بقوة بيديه، يسبها وينعتها بالفاظ تطولها وتطول شرفها!، كاد يقتلها من بين يديه، حتى ازرق وجهها، تلوت بين يديه بشراسة، بدأت في السعال وهو مازال يضغط بكل قوته، تركها بعنف لتتهاوى في الأرضية تسقط على وجهها، رن صوت ارتطام وجهها بالأرضية الصلبة، حتى سالت الدماء من فمها بالداخل، خرجت منها تأوهات خافتة، بصق عليها متحدث بنبرة مغلولة"مش كنتِ بتقعدي تقوليلي إني شمام ومدمن؟، أهو أخوكي بقا نسخة مني، وأقسملك بالله شوية هتلاقيه شغال معايا وهو إللي بيبيع للناس".


1



توعدها بنبرة حادة، وهو سيفعلها عن قريب للغاية، من بين دماءها السائلة على الأرضية بجانبها ردد بكلمة واحدة هستيرية"لاء، كداب، كداب، كداب".


1



_حاضر أنا هثبتلك إني مش كداب.

نهي جملته يخرج هاتفه من جيب سرواله، فتح ڤيديوهات أخيها المشرفة التي صورها له فاروف، صور له أول نَفس أخذه في أول عقب سيجار، حتى أخر ڤيديو صوره له أمس وهو يتوسله أن يخفض سعر الـ كوكايين، انحنى بجزعه يسحبها من شعرها لتجلس نصف جلسة وترى الڤيديوهات المعروضة وبها أخيها!!!


4



"______"


+



أعتقد البارت حلو ومش كئيب أوي🤷❤️


12



اعملوا النجمة، والناس إللي بيقروا في صمت عايزة أعرف رأيهم حتى برايڤيت😾😾


+



توقعاتكم للي جي، لأنه الجي في حياة الكل مش هيبقا سهل خالص واللهِ.


72



رأيكم في البارت النهاردة وشخصياته وردود أفعالهم؟


1



وليل المسكينة أهم حاجة؟


1




الحادي والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close