رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة الثامنة والعشرون_دائرة الخطر!"
2
"_____"
+
زفر بحدة، يرمقها بغيظٍ، صاح عليها بنبرة ساخطة مغتاظة:
_بلاش لف ودوران يا"دانية"إنت فهماني كويس، وعارفة إني بحبك، ولـو مش فاهمة أنا أهو بقولك أنا بحبك.
نبرته تحولت في النهاية إلى أخرى هادئة عاشقة!، يعترف لها بحبه وتلك المرة لن يتراجع، حتى إذا كلفه الثمن طرده من عمله لكن لن يتحمل أكثر من هذا!!
+
_لاء يا"تيم"مينفعش، مينفعش خالص.
قالتها مستسلمة غلقة عيونها بحزنٍ، لا تتمنى جرح مشاعره لكن كل شيء خطأ!!
+
تلقائي ارتفع حاجبيه للأعلى، يحدثها باستهجان"لاء مش فاهم هو إيه إللي مينفعش؟؟"
+
"تيم أنت ممكن تكون فهمت علاقتنا غلـ.."نطقت بتبرير وهي تحرك يدها محاولة توضيح له الصورة، قاطعها بعدم استيعاب، يردد خلفها بطريقة مستنكرة غير مصدقة"فهمت علاقتنا غلط!!، لاء يا "دانية"إنتِ إللي بتدي حِجج فارغة محدش يصدقها، إنتِ نفسك متصدقيهاش".
1
نفت برأسها، تبرر بـ"لاء أنت صديقي المفضل".
4
هي تقنع نفسها بهذا طوال تلك المدة؛ إنه صديقها، إن كل ما يجري لهم فقط تحت بند الصداقة، سخر منها مع ضحكاته المستهزأة"بجد واللهِ!؟، طب واللوحة إللي كانت نظراتك فيها كلها حب!؟، طب أما هو كدا ليه خلتيني أقرب منك وأحبك؟؟"بالنهاية سألها بنبرة أَسَية، وكإنه يعاتبها، يلومها عن شيء هو مَن أفتعله بالبداية، ازدرادت لعابها باضطراب، حاولت استحضار ثباتها، لتخبره بـ نبرة غير مكترثة_:
_إنت إللي قربت؛ أنا من طبعي مش بَصُد حد، وأنا قولتلك إني كل دا في نيتي إنك صديقي.
+
_تصدقي أنا إللي غلطان فعلًا، لاء حقك عليا.
هدر بها بنبرة مستشيطة غاضبة، وهي لـم تعجبها نبرته، حذرته بنبرة منخفضة حادة"وطي صوتك، تيم الحب مش بالعافية!"
ختمت حديثها باستعجاب منه، هز رأسه يؤكد حديثها، لكن سبقتها جملته المصححة"بس إنتِ حبتيني وأنا متأكد، أصل لو مكنتيش بتحبيني كنتِ مستحيل تكوني عايزة. تشوفي عيلتي وتتعرفي عليهم، لاء وتطلعي الشقة وإنتِ كمان مش ضامنة هيبقوا موجودين ولا لاء!"
2
زفرت بقوة، ماذا ستخبره؟؟، بسبب صعودها مع المنزل والدتها ستقتلع رأسها من مكانها عندما تعود، وهو الأن بجملته وأعترافه جعلها تلعن نفسها ألف مرة على صعودها معه للمنزل، كانت تعلم إنها ستجد عائلته، تيم ليس بالرَجُل المتلاعب الخبيث، وإلا كان لإستغلها وخصوصًا إنها تسير وراءه بدون أدنى إعتراض، سمعت جملته الحادة_:
+
_متسكتيش ردي، ليه بتعملي كدا؟؟
+
دارت بنظرها في جميع السيارة إلا تجاه نظراته، لم تواجهها، تحدثت بنبرة يائسة مع هزات رأسها بضيق"لإنك بتحلم يا"تيم"، بجد بتحلم، وأنا مش عايزة اجرحك بس حتى لو أنا بحبك فـبابا وماما هيبقوا وضعهم إيه؟؟"
1
ضرب يد المقعد يخرج غله به، يستفهم منها بنظرات مشتعلة"ليه وإنتِ تفتكري كنت هاجي أتقدملك وأنا سواقك؟"
+
بجملة واحدة منها جعلته يهبط إلى سابع أرض مرة أخرى لكن بقسوة، الحديث الهادئ لن يجدي نفعًا معه، لتـضع النقاط على الحروف الأن، سألته بحنقٍ ولم تنتظره يجيب، هي اجابت بنفسها، واجابتها كانت جارحة له للغاية"وإنت حاليًا سواقي، عايزني أخون ثقة أهلي وأمشي معاك؟، ما أنا مش شايفة معنى غير كدا، هقولك إني بحبك ومُغرمة بيك تمام وبعدين؟، هنقعد نستنى أما ترجع دكتور؟؟، سنة سنتين ما أصلك أكيد مش هتتقدم وإنت سواقي، فهضطر غصب عني أفضل معاك السنتين دول ونقضيها بقا حب وغرامات ولاڤات، وعقبال كل دا تكون أنا طاقتي استنزفت وعايشة على أمل أمتى هترجع دكتور تاني، طب أمتى هتشتغل شغلانة كويسة، طب لو بابا رفض، طب لو عمار طب طب طب وألف احتمال لو قولتهم هيكون فيها حوارات".
11
جرحته، جرحت كبريائه، رجولته، عشقه له، كرامته، طعنته في قلبه بنصل حاد، تحولت عيونه إلى اللون الأحمر وكإنه يحتبس الدموع بالقوة!، بصدمة استفهم منها"إنتِ مش شيفاني راجل!!؟، فكراني هتسلى بيكِ، أو هقعد معاكِ وهمشي معاكِ في الحرام، روحي اسألي ابن أختك عليا لإنك طلعتي متعرفنيش لو لواحد في المية، أنا كنت مستني بس أسمع منك كلمة وأنا كمان واقسم بالله كنت ناوي أسيب الشغل وهنزل أحارب أي حاجة عشان أشتغل وأجي أتقدملك، كنت هبعد عنك بس على أمل إننا نعود، أنا مش واطي للدرجة، بس عارفة إللي فهمته إن "حسن"كان معاه حق، أنا مين إللي حتة سواق عندك بقبض منك!!، حقك أصل يخربيت الضحك هبقا متجوزك يعني وشغال سواقك ولا إيه؟، بس إنتِ عارفة يا دانية أنا في حياتي كلها ماشوفت نفسي قليل كدا غير انهاردة، طول عمري رافع راسي، خلتيني أكره حبي ليكِ، خلتيني واطي أوي في نظر نفسي".
20
بالأخير هتف بها بنبرة مختنق وكإنه على وشك البكاء، وهي الأخرى دانية هانم خانتها دموعها!!، هبطت من السيارة سريعًا، هبط خلفها بدهشة من فعلتها يحدثها بصدمة_:رايحة فين؟
+
أجابته وهي تجفف دموعها السائلة على وجهها، مبتعدة بوجهها عنه_:
_هركب أي تاكسي أروح البيت.
2
كاد أن يفقد سيطرته على انفعالاته لكنه تمالك، حدثها بنبرة حانقة"اركبي يهانم عربيتك، دا شغلي وأنا أسف على تخطي حدودي معاكِ".
+
امتنعت عن صعود السيارة، مصممة بجملتها"مش هركب، سيبني بقا".
1
كور قبضته ليلكم السيارة بقسوة مفرغ شحنته بها، حدثها بنبرة منفعلة غير متحملة"وأنا هوصلك ومش هتشوفي وشي تاني، بس خلي بالك إنك من ساعة ما اشتغلت وإنتِ بكل أفعالك وتصرفاتك بتحسسيني إنك بتحبيني، إنتِ إللي خلتيني أحبك، وإنتِ كنتِ ملاحظة لو مكنتيش بنتحبيني أو كنتِ بتفكري في كدا ليه من الأول موقفتنيش عند حدودي، ليه هزرتي وضحكتي معايا؟، ليه علقتيني بيكِ؟"
2
_عشان غبية، مجاش في بالي كل دا فهمت؟
وهي تهربت بصراختها عليه، وهو وصله جوابها المُنفر، من جديد استقل السيارة محدثها بنبرة جامدة"اركبي عشان اتأخرتِ أوي على أهلك، وكمان بيتك بعيد عن هنا أوي، مش ضامن تركبي مع مين، أوعدك إني مش هفتح معاكِ أي حديث تاني".
+
اغمضت عيونها بألم، تحاول جمح دموعها من الهطول، صعدت سيارتها، دافنة وجهها بين ذراعيها، تـيم أفسد اليوم!!
1
استقلت السيارة أمام منزلها مباشرةً، لتهبط بهدوء ومِن ثم دلفت بدون التفوه بأي كلمة، ما أن اختفت عن أنظاره بدا بلكم مقود السيارة بعنف، ادمعت عيونه بدون قصد، تلاشت سريعًا وهو يهبط من السيارة مُتجه تجاه حارس منزلهم يحدثهُ ببسمة متصنعة"إلا قولي ياعم سُمعة هو فين الجراچ إللي هنا؟"
3
_ليـه إنت هتركن العربية هنا ولا إيه؟
+
أكد بهدوء"أيوة هركنها وهسيب معاك المفتاح تديه لدانية متنساش ها؟"
+
هز رأسه بهدوء يـدله على مكانه ببساطة، انتهى تيم من السيارة أخيرًا، سار بلا هُدى على قدميه يسترجع ذكرياته معها!، كانت دومًا لطيفة معه، لم تكن يومًا قاسية إلا اليوم!!
9
"____"
+
وبالداخل عن دانية كانت والدتها كالإعصار، لم تتوقف عن الشجار معها، حتى لم تستمعها، أخذت توبخها بلا توقف، لم تتحمل دانية أكثر من هذا لتنفجر باكية بقوة، تركتها وصعدت غرفتها مهرولة، ركضت خلفها شقيقتها وصغيرها، اغلقت الباب بوجههم، جلست على فراشها يحاوطها الحزن، لم تبكي من حديث والدتها هي معها كامل الحق، لا تعلم بماذا كان ينتظرها إذا كانت عائلة تيم ماكرة، لكن هي كانت متيقنة من إنه لن يؤذيها بحياته، حتى القهوة هي من سكبتها عليه كل هذا كان بدون تدبير!، دلفت شقيقتها تتجه لتجلس بجانبها، ضمتها بحنان إليها، تهدأها ببعض الكلمات، لكنها لم تهدأ بـالـازدادت بالبكاء، تحدث"أنس"بطفولة وهو يبعدها عن أحضان والدته ويجفف دموعها بيده سريعًا ملتف حوله وكإنه لص!_:
+
_جدو شريف لو شافك وإنتِ بتعيطي كل دا هيموتنا كلنا وهيموت تيتة لإنها السبب.
2
ضحكت والدته على حنان صغيرها، من بين بكاء الأخرى أخذته في أحضانها تقبله في كل إنش من وجه، تحدث أنس وهو يشير لوالدته للمغادرة"ماما أنا هقعد مع خالتو، خالتو زعلانة وأنا لازم أقعد أفرحها".
+
دفعته في خفة بيدها تحدثه بسخرية"دي خالتك لو تطول تطردنا كلنا هتعملها، تعالى وبطل تغلبها".
+
رمقتها دانية وكإنها تتوسلها بنظراتها"سبيه يارزان أنا عايزة أقعد اتكلم معاه بجد".
+
_يلا ياماما اخرجي أنا هبات مع خالتو.
نطق بها بطريقة لائمة وهو يخرج لها لسانه بمشاكسة، غادرت الغرفة بالفعل، شقيقتها لا ترتاح في الحديث إلا مع ذاك الصغير!!، وهو لا يحب أحد مثلها، لا يخبر أحد بأسراره إلا سواها، غادرت ليسألها بفضول ونبرة طفولية"إنتِ فعلًا روحتي بيت تيم؟، هو مش كدا عيب؟، تيم هو إللي قالي إنه عيب بنت تروح بيت ولد، إزاي روحتي بيته وهو بيقول عيب، هو تيم بيكدب عليا؟"
+
حدقت به لبرهة من الزمن، الصغير جلس كثيرًا مع تيم، وتعلم منه اشياء كثيرة، تنهدت بقلة حيلة، تغرز اظافرها في فروة شعره الكثيف مقربة وجه من فمها، قبلته وثم أردفت"لاء تيم مش بيكدب بس أنا إللي صممت أطلع، عشان كانت مامته وأخته فوق وأنا كان نفسي أتعرف عليهم، هو مش أنت ساعات بيبقا نفسك تتعرف على أهل صحابك؟"
+
_أيوة بس تيتة زعلت منك جدًا وكمان قالت هتقول لـجدو يبعد تيم عنك عشان هو كدا تخطى الحدود الحمرا.
2
والصغير ناقل الحديث لها دائمًا كما هو، مُخبرها بكل شيء، بدون وعي منها وضعت يدها على وجنتها اليمنى تردد بـنبرة حزينة يائسة"ياريتني ما كنت قولت ليها".
+
_دانية هو إنتِ بتحبي تيم زي ما تيتة قالت من شوية؟
من جديد سألها بطفولة محدق بعيونها بانتباه، توسعت عيونها باندهاش، تسأله بتركيز"هي تيتة قالت إيه بالظبط"؟
1
لوى الصغير فمه، يقترب من ٱذنها اليمنى يخبرها بطريقة خائفة بريئة"دي قالت أما تشوفك هتقطعلك شعرك، بس ماما عشان طيبة قعدت تهديها عليكِ وتقولها دا تيم كويس ومحترم وابن حلال ودانية مش في نيتها حاجة وقالت عادي، وتيتة راحت زعقت في ماما وقالت ليها دي بتحبه وماشية وراه زي الهبلة".
6
_طيب يا"سولي"ياحبيبي إنت مش هتروح تحكي لجدو ولا لعمار أي حاجة صح؟
استفسرت منه بخوفٍ من نقله للحديث لوالدها، هز رأسه بتأكيد يضم وجهها بحب محدثها بـ"أنا مش بحكي غير ليكِ عشان إنتِ صحبتي وبتحبيني، وتيم صحبي وبيعلمني القرآن والصلاة وبيقولي حاجات حلوة".
+
"حبيبي يا أنس، بحبك أوي واللهِ، تعالى نام يلا في حضني".
+
تمددت بـه على الفراش، ومِن ثم أغلقت الأنوار الخافتة بجانبها، ضمته بقوة إلى أحضانها، تحدثه بصوت شارد"نام ياحبيبي".
+
غفى في أحضانها لــتبتعد عنه بشرود، تنهدت بقلة حيلة تتذكر نبرة تيم المجروحة، حديثها كان قاسي معه للغاية، سيظنها تنظر له على إنها مجرد خادم لها كما قال من قبل، لكنها لا ترى إلا صديق مفضل لها، لماذا يظنها الجميع تحبه!؟، ماذا فعلت ليظن بها الجميع هكذا؟؟
10
استفاقت من شرودها على طرق بابها يليها صوت شقيقتها الهادئ"دودي إنتِ صاحية؟"
+
مسحت عباراتها الطابعة على وجهها سريعًا، متحدثة بنبرة عالية"آه يا حبيبتي ادخلي".
+
دلفت راسمة على وجهها بسمة، تلقائي توجهت نظراتها إلى صغيرها النائم، الصغير يحبها للغاية، سمعت جملة دانية"سبيه ينام انهاردة جنبي، برتاح معاه".
قالتها رامقة الصغير بنظرات يغلفها الحب، اقتربت منها شقيقتها تضم وجهها بيدها، تخبرها بـ"مكنتش هاخده كدا كدا خليه عندك هو بيحبك أوي، قوليلي بقا مالك قاعدة تعيطي ليه؟، مش قولنا دانية هانم متعيطش؟"
رددت على مسامعها جملة والدها بمرحٍ، لترتمي الأخرى في أحضانها تخبرها بـصدق ونبرة باكية"مكنش في دماغي كل إللي جه في دماغ ماما دا، وتيم والله ما كان عايزني أطلع أصلًا أنا إللي أصريت، تيم مش وحش عشان تفتكروه كدا، أنا السبب بس واللهِ ما كنت متوقعة ماما تضايق كدا، ولو كان في نيتنا حاجة وحشة مكنتش قولت وكنت قولتلها روحت النادي مع صحابي، إنتِ عارفة إني مش بخبي حاجة عليكم".
+
مسدت على ظهرها بحنان، تحتويها بعناقها وكإنها ابنتها!،هتفت بنبرة لينة متفهمة"عارفة يعيوني، بس ماما حقها تخاف عليكِ، أنا عارفة تيم كويس جدًا، راجل بمعنى الكلمة فعلًا لكن إنتِ متعرفيش الشيطان أو نية كل واحد ودا رد فعل بسيط من ماما، إنتِ عارفة إن تيم بيحبك؟، فطبيعي ماما تسمعك بتقولي إنك كنتِ في بيت أهله تقطعك، آه إحنا بابا سايبنا نروح حفلات مع صحابنا ونخرج وممكن نرجع البيت الساعة اتنين بالليل ونتصرف براحتنا ومدينا حرية كاملة عشان بس منحسش إننا مختلفين عن صحابنا وعن تصرفاتهم ومنقولش إنه مقيدنا في وسط المجتمع المخملي إللي إحنا فيه، بس إنتِ فكك من حكاية الڤلل ولا الكام عربية والمطعم إللي عندنا بابا راجل شرقي أوي وبيغير علينا جدًا وعارف ربنا وعارف نوايا الكل ومستحيل يشوفنا بنتطور في حاجة غلط ويسبنا، فكرك بابا مبعدنيش عن محمد لما عِرف إني معجبة بيه وهو كذلك؟، تؤ واللهِ ساعتها عمل حوارات جامدة بس محمد أتقدم في الوقت المناسب، متفتكريش إن بابا سايبنا كدا وخلاص بابا بيبقا قاعد في الشغل وعارف إحنا بنعمل إيه"؟
1
_وحسن دا إيه يا رزان؟، إشمعنا حسن مش خايفين منه؟؟
سألتها باستغراب، كانت متوقعة سؤالها، لتجيبها مع هزات منكبيها البسيطة"لإن حسن ومحمد متربين معانا، بابا مصاحب باباهم من زمان ومامتهم مصاحبة ماما من زمان، يعني عارفين تربية كل واحد فيهم، وبعدين يا دانية حسن متربي وكويس جدًا وعشان كدا بابا مخلينا كلنا صحاب من زمان.
1
زفرت بانفعال، متكئة على أسنانها بغيظ متحدثة بضيق"مش معنى إنك حبيتي محمد واتجوزتوا بابا يرسملي نفس السيناريو أنا فاهمة كويس بابا سايب حسن يكلمني ليه وأنا اكلمه عادي وداخل شلتنا وعمار موافق جدًا إنه يكلمني، دول معتبرينه خطيبي دول ولا إيه!!"
+
توسعت عيونها باندهاش، تسألها بتعجب"لاء طبعًا مين قالك كدا؟، بابا عمره ما يجبرك على حاجة وإلا كان زمانك مخطوبة من زمان لحسن، أي حد هتختاريه إنتِ بابا هيوافق وعمره ما هيقف قدام سعادتك".
+
_أنا لسة عارفة يا"رزان"إن تيم بيحبني عرفت منه هو وإحنا راجعين، أنا اتخانقت معاه وهو قال إنه هيبعد عني خلاص، أنا مكنتش عايزة اجرحه ولا أعمل كدا بس بجد الموضوع وحش أوي.
نطقت بجملتها بقلة حيلة وهي تريد البكاء، أمسكت شقيقتها بذقنها تستفهم منها بنظراتها قبل لسانها"إنتِ بتحبيه يا دانية؟"
+
جاءت لتنفي برأسها لكنها بدأت متحيرة، الجميع يقول إنها تحبه وهي لا تعلم مشاعرها!، هزت رأسها باختناق تتحدث بقلة حيلة وجهل"معرفش معرفش صدقيني، أنا قولتله إني مش بحبه بس مش عارفة".
+
_إنتِ إللي عملتِ كل دا، عارفة لو مكنتيش اتقربتي منه وقبلتي تقربه وضحكه وهزاره معاكِ كان متعلقش بيكِ، مكنتيش هتبقي محتارة كدا، إنتِ السبب في كل الدوامة دي، وفي كسرة قلبه دلوقتي.
+
وكإن شقيقتها كانت تستمع لحديث تيم!، قالت نفس حديثه، هذا يعني إنها هي من فعلت كل هذا!!، تنهدت بحرارة تؤكد حديثها"صح أنا السبب، بس أعمل إيه؟، هو طيب وعفوي وغصب عني اتعودت على الكلام معاه، أعمل إيه يـا رزان بس!؟"
+
_شوفي هو إللي هيعمل إيه، إنتِ غالية أوي يا"دودي"مينفعش إنتِ إللي تحتاري وتفكري.
اجابتها ببسمة واسعة، مطت شفتيها تعلمها بكلماتها اليائسة"هيعمل إيه يعني؟، أنا قولتله كلام أقسم بالله حسسته إنه من الشارع، نقول إيه بقا واخدة كلام ماما الدبش".
نطقت بأخر جملة لها بضحكة مرحة، لتضحك الأخرى معها ومن ثم هتفت بجملتها متصنعة التفكير"طيب مش هينفع نسيب ماما قاعدة كدا زعلانة منك، تعالي هصالحكم على بعض قبل ما محمد يجي وياخدني، وأهو ياستي عدي الجمايل".
+
لم تمهلها فرصة حتى للتفكير سحبتها من معصمها تركض بها خارج الغرفة متحدثة بنبرة متحمسة ضاحكة"تعالي بس يادودي دي حالفة لا تقطعلك شعرك".
2
اتجهت بها صوب غرفة والدتها، دقت الباب لتسمح لها بالدلوف، دلفت وخلفها دانية تضع عيونها بالأرضية، سخرت والدتها بجملتها"هتعمل نفسها مكسوفة ومكنتش مكسوفة وهي رايحة بيت ناس متعرفهمش".
1
رفعت وجهها لها تنطق مراوغة وهي تغمز لها مثلما يفعل تيم تمامًا!!_:
_ما أنا إتعرفت عليهم خلاص، طب واللهِ دول زي العسل يـاماما.
2
_شوف البت هتفرسني إزاي!
هتفت بها مستنكرة بغيظٍ وهي تحدق بها باشتعال، ارتمت فوق فراشها مقتربة منها تعانقها بقوة هاتفة بـ"قلبك أبيض ياست ماما، محصلش حاجة للمسلسل الهندي دا دول هما نص ساعة".
+
"ربنا يهديكِ يا"دانية"أنا زعلت منك بس لإني مكنتش متوقعة منك إنك تعملي اي تصرف من غير ما تفكري بعقلك زي ما بتعملي دايمًا، ومشيتِ ورا قلبك ودا إللي بيودي بنات كتير في داهية، أنا متعودة إنك عاقلة وفاهمة كل حاجة وبتتصلي دايمًا تستشريني، لكن انهاردة كان رأيك مش من دماغك"عاتبتها بجملتها، مع نظراتها اللائمة، كل هذا وهي لا تعلم إنها تقابلت مع صديقه أيضًا!، ستنفجر إذا علمت، بدأت تقتنع إن فعلتها كانت سيئة، ماذا سيقولوا عليها أسرة تيم!!، سيقولوا إنها بلا أخلاق إنها صعدت معه!!!
3
بدأت على نبرتها الإحراج، قبلت والدتها في كل إنش من وجهها تعتذر لها بإلحاح"آسفة آسفة واللهِ، واللهِ مش هعمل كدا تاني أنا فعلًا غلطانة، حقك عليا".
+
_وأخر حوارك إنتِ وتيم دا إيه؟، أنا مصبرة أبوكي عليكِ بالعافية، إحنا مش عُمي يا"دانية"وشايفين إنتِ بتعملي إيه، وعشان منبقاش بنتحكم فيكِ مش بنحب نتدخل بس إيه بقا هنتطور للدرجة دي؟
1
_ياماما تيم صديقي، أنا مشوفتش منه حاجة وحشة ومش فاهمة بتقولي إيه.
تهربت بكلماتها المنفعلة، وتلك المرة اتخذت دور المنفعلة لتنهي الأمر سريعًا، هزت والدتها رأسها بتبرم تحذرها بجملتها"اتكلمي بأدب، إنتِ مش بتشوفوا نظراتكم!، أنا هفهمك حاجة يا"دانية"وفري طاقتك إللي هتبذليها في علاقة فاشلة لإن باباكِ من سابع المستحيلات يوافق عن تيم، أنا سبق وقولتلك الكلام دا".
1
ابتعدت عنها تهب واقفة بسخط، متحدثة بحدة"ماما تيم دكتور، خريج كلية طب مش جاهل، لاء وكمان ساكن في حتة جميلة جدًا أنا كنت مبهورة بيها مش شحاتين يعني، محترم وكويس مش جي من الشارع".
1
استنكرت شقيقتها بترددها لكلماتها"دكتور إزاي؟"
+
_كان شغال سنة ونص دكتور بس حصلت مشاكل معاه مع المدير وطرده.
+
لم تتغير ملامح والدتها، لم يظهر عليها أي دهشة أي شيء حتى!!، تحدثت والدتها بمللٍ مقلبة نظراتها بسخرية"أيوة وبعدين عارفين كل دا إيه الجديد؟"
+
رمقتها بصدمة تستفسر منها بصدمة"كنتِ عارفة؟، يعني أنا المُغفلة إللي مش عارفة؟"
+
"أبوكي مستحيل يشغل أي حد وخلاص، نقى ليكِ سواق على الفرازة بس دي كانت غلطته، جابلك شب تقعدي الأربعة وعشرين ساعة معاه، تروحي معاه كل مكان، معملش حساب اللحظة دي".
3
دبدبت بقدميها بغضب، متحدثة بنبرة غاضبة"لحظة إيه؟، كبرتِ الموضوع أوي، أنا داخلة أنام عشان ورايا بكرة شغل بدري، تصبحوا على خير".
+
غادرت الغرفة مرتسمة على ملامحها معالم الغضب، رمقت رزان والدتها تحدثها بـ"خلاص ياماما كبرتِ الموضوع".
+
_بتحبه وهو بيحبها وأبوكي من سابع المستحيلات يوافق إنه يتجوزها، مستحيل يخلي بنته تتجوز حد أقل منها، حتى لو دكتور فدا حاليًا بياخد قبضه منها هي فـهيعيشها إزاي؟
سألتها باستهجان، تنهدت"رزان"بقلة حيلة مردفة بـ"متحكيش لبابا طب ياماما، دانية مكنش قصدها كل دا، واللهِ لو حكيتِ ليه هزعل منك أوي".
1
_غوري يا رزان إنزلي لجوزك.
صرخت بها وهي تـقذفها بـلعـبة من العاب حفيدها، لتضحك بصوتٍ عالٍ وهي تتفاديها مردفة بنبرة متذمرة متوعدة"ماشي هقول لأنس إنك بترمي العربية اللعبة بتاعته".
+
_قوليله يختي خليه يبطل إهمال شوية، يلا خديه وأمشي ومتجيش تاني.
قالتها بطريقة مفتعلة، لتضحك الأخرى مردفة بـ"بعينك دا أنا إبني دا هيعيش على قلبكم، سبيه نايم مع دانية، يلا باي باي بقا".
1
قالتها مقتربة من والدتها تضمها وتقبلها بمبالغة!!
+
"____"
+
وقفت تـتزين أمام المرآة، تضع أحمر شفاه، مفتح بشرة وبالإساس بشرتها لا تحتاج لأي مُفتح!، كحل لعيونها الواسعة الغريبة!، زادت جمال فوق جمالها لا تحتاج لمستحضرات تجميل يكفي جمالها الطبيعي، عينان لون ولون كعيون القطط، وجنتين متوردتان، وجه مستدير مُمتليء، أنف صغيرة للغاية، جسد مُمتليء بطريقة متناسقة تمامًا، ورثت جمالها هي وأشقاءها من عائلة والدتها ومن والدتها، والدتها الجميلة للغاية التي ذبلت مع والدها وهي الأن أكملت مسيرتها!!، شوه جمالها وجمال وجهها بصفعه وضربه لها!!
5
تتـزين لزوجها العزيز، رمقت جسدها وفستانها البيتي القصير، يصل لبعد ركبتيها، بلا أذرع، تنفست بعمق وهي تـُفرغ العِطر الخاص بها على جميع جسدها، لا تريد استنشاق شيء سوى عطرها، رسمت بسمة على وجهها مهزوزة وهي تستدير له، كان يراقبها، من بين أسنانه نطق يُغازلها مُغازلة بذيئة وكإنه يظنها مثل النساء التي يعرفهم!!!
5
بالأخير هي اعتادت منذ أن وطأت قدميها هذا المنزل وهي تُلبي رغباته دائمًا لكن عنوة، ولكن هي الأن مَن تزينت بإرادتها التامة، مـلت من عنادها، ماذا سيفيد العناد!!، بالأخير هي جسد بلا روح، فماذا سيفيد جسدها؟؟
+
نهض يأخذها بين أحضانه يخبرها بـ"تعرفي إني بحبك أوي؟"
+
هزت رأسها بهدوء، تردد بنبرة خافتة ضعيفة"وأنا كمان".
16
اصبحت مستسلمة للغاية منذ أخر مرة ضربها فيها، شخص مجنون مدمن مثله لا تستطيع الوقوف أمامه، ستجاريه، ستفعل ما يريد، ستصبح جارية تحت قدميه مثلها مثل أي فتاة يقضي معها وقت ويرمي لها بعض الأموال، هي أخذت الأموال ومن قبل زواجهم حتى؛ والدها أخذهم وألقى بها لهُ.
2
"_______"
+
الساعة الثانية عشر ظهرًا، حول عيونها ملطخ بالإسود أثر الكُحل، مستيقظة منذ التاسعة صباحًا تهطل دموعها بلا توقف على وجنتيها بصمت، تخشى أن يستيقظ، نهضت من فوق الفراش بـبطء تبعد ذراعه المحتضن خصرها بتملك عنها، جففت عباراتها بظهر كفها، ومِن ثم دلفت المرحاض، جلست على طرف حوض الاستحمام تُحدث نفسها بقوة حاولت استرجاعها"عادي يا ليل إنتِ متعودة".
7
مع جملتها بدلًا من استعادت قوتها اجهشت في البكاء، تبكي بحرقة على ما يحدث لها، كانت تظن إنها تعيش في جحيم مع والدها لكِن كانت جنة وهي لا تدري!!
+
لماذا تركها قصي ورحل بدون الإلتفات إليها؟!!
1
لماذا لم يعود لها كما وعدها!!
+
بعد نصف ساعة غادرت من المرحاض ترتدي عباءة بيتية مريحة طويلة الأكمام تصل إلى كاحلها، ربطت شعرها بطرحة صغيرة بدون تمشيط، دلفت المطبخ تحضر الطعام سريعًا سمعت دق على باب منزلها، تحركت صوب الباب تنظر في العين السريحة لتجد شقيقتها خلف الباب، فتحت لها تحتضنها بحرارة متحدثة بـ"حبيبتي وحشتيني، عاملة إيه في دروسك؟"
+
_بطلع من الأوائل دايمًا، أنا روحت الاسبوعين دول عشان أعلم على الأوائل.
نطقت بمرح وهي تُغمزها بعيونها، تهللت ملامح الأخرى تحدثها بفخر"فخورة بيكِ واللهِ، يارب أشوفك من الأوائل في تالتة يارب".
+
_دخليني بقا أنا جيبالك فطير وعسل وهنفطر مع بعض عشان إنتِ بتحبيه وكان نفسك فيه وبقالنا كتير أوي مقعدناش مع بعض.
كانت متحمسة وهي ترفع الحقيبة البلاستكية الموضوع بها الطعام أمام وجهها، جاءت لتدلف لتوقفها ليل بمسكها لمعصمها، مردفة بعيون مترجية"بلاش يا منة، حاتم جوة تعالي أي وقت تاني".
+
شهقت باستنكار وكانت ستلقي كلمة بذيئة قبل جملتها لكن شقيقتها ستغضب منها، لتحدثها بنبرة عالية غاضبة وقحة"ليــه ياختي وهو هيحرمني أدخل بيت أختي!!دا أنا نفسي يقولها كدا بس عشان أصور قَتيل، قال وقت تاني قال".
2
_بس يا منة وطي صوتك حاتم هيصحى ويتخانق معايا.
همست بها بخوفٍ، ولأول مرة ترى شقيقتها بهذا الخوف، اقتربت منها تمسك بيديها تبث بها الأمان مردفة"واللهِ هدخل ومش هتخانق معاه".
1
هزت رأسها بقلة حيلة، مغمضة عيونها شقيقتها عنيدة، وهي لا تخشى من شجارها مع زوجها هي تخشى من نظراته لها هي!!
+
قبل أن ترفض سمعت جملته المعنفة لها بحدة"ما تدخليها يا"ليل"هتطردي أختك؟"
6
أفسحت لها الطريق للدخول، تهمس بخنوع_:
_ادخلي.
+
دلفت بصدمة وهي تلقي نظرة مستنكرة عليها، متى شقيقتها أصبحت بهذا الخنوع والخوف!، ماذا حدث في الأيام الماضية لـيتبدل حالها هكذا؟؟، جلست على المقعد لتسمع جملته المرحبة بها، رفعت انظارها له لتقع عيونها عليه يقف أمامها بدون تيشرت!، رمت عليه نظرة استحقارية مبتعدة بعيونها عنه، اقتربت ليل منه تخبره بحدة ونبرة منخفضة"أدخل اللبس تيشرت، كدا مينفعش".
+
_اتكلمي عِدل الأول.
أمرها من بين أسنانه ونبرة منخفضة مثلها، تغيرت نبرتها إلى المتوسلة"معلش، بالله عليك، أو براحتك متلبسش بس إدخل اوضتك".
9
هز رأسه بضجر يدلف غرفته مغلق بابـها بضيق، ابتسمت لـ"منة"تحدثها بنبرة حنونة"تسلميلي يا"منة"على الفطير، تعالي أقفي معايا في المطبخ."
+
هزت رأسها بموافقة تدلف معها مطبخها، سألتها باستغراب"من إمتى بقيتِ تتكلمي مع حاتم كدا؟"
+
_بتكلم معاه إزاي؟، هو مش جوزي؟
سألتها مستغربة رغم إنها تعلم مغزى سؤالها، اجابتها مندفعة بحنقٍ"لاء مش جوزك".
+
كانت ممسكة بملعقة خشبية تقلب بها الطعام لتلقيها من يدها بحدة تحدثها بغضب"هتقفي تبطلي رغي وتدخل في إللي ملكيش فيه".
+
"في إيه ياليل!؟، مش كدا أنا بسألك عادي".
+
قطع حديثهم صوت"حاتم"من غرفة المعيشة يحدثها بنبرة عالية"ليل هاتي الأكل أنا جعان".
+
"سيبي الفطير والعسل هنا ولما يمشي ناكلهم، متخرجيش غير لما أنا أودي الأكل كله برا".
نبهتها بجملتها، تأخذ الأطباق تخرجها له، وضعت جميع الأطباق أمامه لتأتي منة خلفها، حدثها بسخرية لاذعة"عاملة إيه في المدرسة، أنا أخر مرة سمعت إنك اتطردتي منها".
+
_خليك في حالك.
بسماجة كبيرة نظقتها، لبيضحك بصوتٍ عالٍ وهو يأكل، ليردف بنفس سخريته"لاء دا أنا حالي كويس أوي، المهم حالك إنتِ إيه؟، لقيتِ حد يربيكِ؟"
4
"حالي أكيد هيكون أحسن من حال بتاع البودرة الشمام، وتربيتي أكيد هتكون تربية أفضل من واحد مترباش خالص".
ردت عليه بثقة كبيرة واضعة قدم فوق أخر، كان يحاول استفزازها لكن هي من استفزته ونجحت، نهرتها شقيقتها بحدة صارخة باسمها_:
_اتلمي يا منة.
8
وجهت حديثها له تحدثه بـلين"معلشي عيلة صغيرة إنت زي أبوها بردو".
قصدت أن تخبره بإن عمره ضعف عمرها، ابتسم ابتسامة صفراء محدثها بسخط"أختك متربتش وهي قاعدة في بيتي وممكن أقوم أرنها علقة تعرفها الصح من الغلط".
7
نهضت من مقعدها تصيح به بانفعال، لكن كممت فمها ليل تحذرها بجملتها"بس مترديش هو أكبر منك، معلش عيلة وأهي بتتعلم، حقك عليا أنا يحبيبي".
5
نعتته شقيقتها للتو بإنه حبيبها!!، ماذا حدث لها؟، ما كل هذا الخوف؟؟، رمقتها بتعجب، تطرح عليها سؤال مستنكر"إيه الخوف دا ياليل؟، خايفة من دا؟"
+
_قولتلك دا جوزي.
3
هزت رأسها بعدم تصديق، سحبت هاتفها من فوق المقعد تأخذه بعنف ومن ثم غادرت المنزل وهي تسبه بنبرة منخفضة، سقطت عبراتها بشفقة على حالها، الوغد جعل شقيقتها تعيش في رعب، ستقتله في يوم بسبب معاملته معها تقسم!
+
تنهدت بارتياح بعدما رحلت"منة"، سمعت جملته البسيطة المستمتعة بالطعام"الله بجد، تسلم إيدك الأكل تحفة، بقولك إيه أنا كنت شايف عسل وطحينة مع أختك، حطيهم عشان عايز أحلي".
2
اغمضت عيونها بانهاك، لن يتغير بحياته سيظل مقرف مقزز، تنهدت بقلة حيلة محركة رأسها بالموافقة، دلفت المطبخ ومن ثم خرجت بعد دقائق معدودة تضعهم أمامه، أخذ يأكل من أكل شقيقتها بدون حتى أن يعرض عليها؟!!
8
_مطرح مايسري...
علقت دعاءها مُكملة في نفسها"يهري بإذن الله".
+
"_____"
+
"حلوة أوي الشقة بجد، وكمان واسعة أوي".
نطقت بها ساجية بـهدوء وهي ترى منزل"عبد الرحمن"الذي من المفترض أن تتزوج به، أيدتها والدتها ببسمة واسعة متحدثة برضاء"آه جميلة بسم الله ماشاء الله، تتهنوا فيها بإذن الله".
+
_يعني نتوكل على الله ونبدأ نوضبها؟
طرح عليهم السؤال، لتجيب والدتها عليه بـ"إن شاء الله، إبقوا إقعدوا اتفهموا بقا مع بعض".
+
حك أنفه بـإحراج، يستفسر منها بنبرته الرازنة الهادئة"طب هنكتب الكتاب زي ما إتفقنا يوم الخميس؟"
+
"أيوة هو مش إحنا خلاص اتفقنا يابني؟"
+
ازدرد لعابه يوجه حديثه إلى ساجية الصامتة"معلش ياخالتي عايز أسمع موافقة ساجية، إنتِ موافقة عليا ولا لاء؟"
+
بـبسمة مهزوزة أجابته بشبه نبرة ساخرة، تقلد جملة والدتها"طبعًا وهو إنت تترفض!"
+
أكملت حديثها بنبرة جادة"أيوة موافقة يا متر، وموافقة على كتب الكتاب، أنا عارفة إنك مش عايز تعمل أي حاجة تغضب ربنا فيها خلال فترة الخطوبة، ربنا يكتر من أمثالك أحسن إنت إللي زيك مبقوش موجودين خالص".
1
جملتها كانت مادحة به؟!، تلاشى إنزعاجه منها تمامًا ونزلت عليه السكينة والطمأنينة، الأن يتزوجها وهو يعلم بنيتها من تجاه، جملة واحدة منها جعلته يطير من السعادة فمـاذا سيحدث إذا تزوجها؟؛بالتأكيد سيكون أسعد شخص على وجه الأرض.
13
_طب أنا هظبط كل حاجة إن شاء الله وإنتِ اتصلي بأهلك وإعزميهم كلهم؛ لإنهم أهلك ولازم يبقوا عارفين حاجة زي دي، ولازم طبعًا يبقا في والي.
كانت نبرته دافئة للغاية، مكمل بحنان"وأوعي تخافي من حد أنا جنبك".
3
كل يوم عبد الرحمن يعطيها حنان لم تراه بحياتها من قبل، يمدها بالدفء والأمان، وهي ضعيفة لا تحتاج سوى لأمان وتقع أسيرة لحـبه، رمقته بنظرات ممتنة، لتسمع والدتها تسأله بدقة"وهنكتب فين كتب الكتاب، أنا مش عايزة أكروت بنتي وعايزة اللبسها الشبكة وتبقا خطوبة وكتب كتاب، الكل هنا بيعمل خطوبة وأنا بنتي مش أقل من حد".
+
ضحك يؤكد على حديثها وهو يهز رأسه بيأس"ياخالتي هعملها خطوبة واللهِ، شوفي عايزين تعملوا إيه وهعملوا، محدش قال إن ساجية أقل من أي حد، بالعكس ساجية ربنا يعلم هي عندي إيه".
+
توردت وجنتيها السمراء وهي تستمع إلى حديثه عنها، شكرته بنبرة منخفضة لكن وصلت لمسامعه"شكرًا".
1
"العفو دا واجبي، المهم يـا خالتي عادي خالتي"إسراء"تيجي معانا وإحنا بنشتري الشبكة وتيم ولا لاء؟"
سألها بترقب، لتضرب على صدرها بصدمة، تستنكر بكلماتها"يلاهوي يابني دول أهلك ولازم يجوا".
3
"خلاص هـتصل بيها تجهز، ونـروح الصاغة بإذن الله أول أما خالتي تخلص لبس، نكون إحنا خلصنا اتفاق هتكون فين الخطوبة"
+
_بإذن الله تكون في البيت عندنا واسع وحلو.
قالتها والدتها، ليوافق بمنتهى البساطة، لكنه وضع النقاط فوق الحروف قبل فعل أي شيء_:
_ بس أنا مش بسمع أغاني، ومش مستعد أبدأ حياتي بمعصية".
+
نطقت ساجية سريعًا بفخر وهي تشير على نفسها"وأنا كمان مش بسمع أغاني، وكنت ناوية مش هشغل، بلاها خطوبة بقا"
2
فورًا وقعت عيون عبد الرحمن على والدتها التي نكزتها في ذراعها بخفاء، تتوعدها بنظراتها، ليتدخل يصلح حديثها سريعًا بجملته"بس ياساجية طنط كدا هتموتك، بصي هو هيبقا في الأساس كتب كتاب في الجامع وهنطلع الشقة عندكم وهنلبس الدهب وكان زغروطة حلوين من طنط وأقعد قاعدة حلوة مع أهلك الرجالة وبس كدا".
+
اعترضت والدتها بغضب، عبست بوجهها، لهجتها أصبحت حادة"لاء أنا مش موافقة، هو كدا خطوبة؟، إنت مصمم تضحك عليا؟، أنا عايزة بنتي أفرح بيها مش سُكيتي".
6
_لا إله إلا الله ياطنط، هو فين السُكيتي بس؟، ما إحنا هنجيب حلويات وبيبسهات وهنزين الشقة، ونجيب البتاعة إللي مكتوب عليها كتبنا الكتاب دي عشان حلوة أوي وبشوف كل الناس بيحطوها، ونشغل أغنية فديتك روحي أهو ياستي عشان متزعليش، بس دا وأنا بلبسها الدهب بقا عشان متبقاش سكيتي، طب واللهِ اتخيلت لاقيته أجمد كتب كتاب.
6
في النهاية جملته كانت ضاحكة مرحة ممتزجة بالحماس وهو يحرك يدهُ بتحمس، ضحكت ساجية عليه وعلى حديثه، لتنهرها والدتها لتصمت، زفرت بضيق وهي تمنع نفسها من الضحك، تحدثت والدتها بانفعال"لاء الموضوع مش عاجبني، إنت عايز عيلة أبوها يقولوا إنكم معقدين ولا إيه؟"
+
_ماما هما كدا كدا هيطلعوا فينا القطط الفطسانة اليوم دا فعادي.
+
"براحتكم اعملوا إللي عايزينه هو أنا إللي هتجوز ولا إنتم!"
قالتها لاوية فمها بضيق، أشار"عبد الرحمن"لساجية بعيونه أن تقنعها، لتهز رأسها بلا مبالاة مردفة بـ"معاكِ حق إحنا إللي هنتجوز مش إنتِ".
8
وكإنها تردها لها، تخبرها إنها لا دخل لها بحياتها، بموافقتها، برفضها، هي من ستتزوجه وليس والدتها!، لماذا لا تفهم؟؟
+
"_____"
+
جلست"ساجية"في غرفتها بعدما عادت إلى منزلها، تتطلع إلى شبكتها بانبهار، شعرت إنها لها قيمة، عبد الرحمن جعلها تشعر إنها مميزة للغاية بالنسبة له، بحياتها لم تشعر بتلك السعادة، علاقتها بـباسم كانت سامة للغاية، استنزفها واستنزف طاقتها، لا تنكر إن تقربها وحبها لـه كان بسبب مدحه بها، حديثه المعسول لها، لكن "عبد الرحمن"في فترة صغيرة للغاية وبدون أي مجهود منه جعلها تشعر بالراحة، بحياتها لم تشعر بالراحة مع باسم، بالتأكيد لأنها علاقة محرمة، لم يدلف البيت من بابه، كان يستغلها بـ اسم الحب، أما عبد الرحمن فـلم يتخطى حدوده معها إطلاقًا حتى بعدما اقتنى لها شبكتها، رفض أن يلبسها دبلتهُ الذهب عند الصائغ وجعل خالته تلبسها بدلًا عنه، تحسست الدبلة ببسمة سعيدة، كانت دبلة ذهب رقيقة للغاية تُليق على يدها الصغيرة، على شكل زهور مرتبطة ببعضها فضية، هبت من فوق فراشها تسحب معها علبة الذهب القطيفة، ارتدت خمارها البيتي تغادر المنزل منطلقة تجاه منزل"ليل"، دقت على الباب عدة دقات، فتحت لها بعد وقتٍ، ظهر على ملامحها التوجس، سألتها بتوتر_:
10
_في حاجة يا"ساجية"؟
+
"إنتِ وحشتيني أوي، بجد وحشني كلامنا، أنا عبد الرحمن جبلي الدهب، جاب محبس وخاتمين وغواشتين وإسورة، معرفش هو دفع كام بس الحاجات غالية أوي، شوفي".
نهت جملتها التي نطقتها بحماس وهي تفتح لها العُلبة، تريها المجوهرات، تحدثت"ليل"بإعجاب وسعادة"بسم الله ماشاء الله حلوين أوي، تتهني بيهم يارب".
9
ختمت جملتها تأخذها في أحضانها تضمها بحرارة، حاوطتها الأخرى بيدها اليمنى متحدثة بسعادة"أنا فرحانة إنك مش زعلانة مني".
+
_مش زعلانة منك طبعًا بس أنا مش بكلمك عشان بتقي شر حاتم، بقيت بخاف منه أوي يا"ساجية"من ساعة ما كان هيموتني ورفع عليكم المسدس، دا خطر فعشان كدا بعمله إللي عايزه.
+
أفسحت لها الطريق للدخول وهي تبتعد عن الباب، لتدلف"ساجية" تسألها بقلق"طب وناوية تعملي إيه معاه، دا مجنون".
+
_أنا هبطل عِند مع"حاتم"وهتقبل فكرة إنه جوزي خلاص ومش هيطلقني، وهخلف العيل إللي هو عايزه يمكن ربنا يهديه.
5
نطقت بها ودموعها هبطت على وجهها بصمت، قلبها يؤلمها على حالها، وعلى زهرة شبابها التي ذُبلت وهي في مقتبل عمرها، وعلى جمالها الذي دُفن تحت كدمات حمراء وأخرى زرقاء!
+
شهقت"ساجية"بصدمة، متحدثة بعدم تصديق"لاء طبعًا إنتِ بتقولي إيه!، طب وقُصي؟"
+
قلبت نظراتها الدامعة بـاستهزاء، مَن قُصي!!، أينَ قُصي!!؟، ماذا فعل لها قُصي!؟، ردت عليها بقوة كعادتها"قلبي هخلعه وأرميه تحت رجلي، قُصي مش عايزة أعرفه في حياتي تاني، هنسى اليوم إللي شوفته فيه حتى، فين قصي دلوقتي!! سافر واتجوز وعايش حياته وباعني وانا هنا بموت، قصي عملي إيه لما سافر!، كون مستقبله عشاني!؛ أهو أنا كلي ضعت، فكر ينزل أجازة حتى يسأل عني!؛ تؤ، قصي محبنيش محبنيش وسابني أموت هنا وراح أتجوز هناك".
1
بدأت تصرخ بأخر جملة لها وهي تضرب جبهتها بعنف، أخذت الأخرى تبكي معها وهي تجعلها تتوقف عن ضرب وجهها، بدون وعي منها تحدثت بدفاع شديد عنه، وأفصحت بكل ما أخبرها به عبد الرحمن!
+
_لاء لاء، قصي بيحبك أوي، قصي متجوزش جوزك كداب والله وبيكدب، قصي شقيان تعبان في سفره ومتمرمط والله عشان يرجع يجيب كل إللي أبوكي قايل عليه، وبيتصل كل يوم على صحابه يطمن عليكِ، هو عارف إنك باباكي خد منك الموبايل، صدقيني بيحبك أوي.
3
بدأت تهدأ نوعًا ما، نظرت لها بـبصيص أمل وهي تسألها بترقب"عرفتِ منين؟"
+
وعت لما تفوهت به، لتشهق بعنف واضعة يدها فورًا على فمها، متحدثة بصدمة من حالها"عبد الرحمن إللي قالي، دا هيطين عيشتي واللهِ".
2
عبد الرحمن سيقتلع رأسها من مكانها بالتأكيد، وسمعت جملة الأخرى لتعلم إنها دخلت دائرة الخطر مع"حاتم"و"عبد الرحمن"!!
1
"______"
+
بارت طويل خاليث وكله أحداث 😘😘😘
+
توقعاتكم بقا.
+
ورأيكم في ليل وحاتم ومنة.
+
وساجية وعبد الرحمن.
+
ودانية وتيم وأهلها.
+