رواية رجفة من نوع خاص الفصل السابع والعشرين 27 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة السابعة والعشرون_بـحِـبِك!"
+
"_____"
+
ابتلع لُعابه بإحراج من حاله مردف بـ"سبب خناقتي أنا وباسم وخالد إنه لاعبنا كُوتشينة بس قمار وإحنا مكناش فاهمين شروط اللعبة فـخسرنا وخد مننا فلوس، بس هو واللهِ كان غاشش في اللعبة بس".
1
وعـبد الرحمن صبرهُ نفذ، لم يكن يتوقع إن شقيقه يخيب ذنونه فيـه، توسعت عيونه شيء في شيء وهو يخبره، والأخر بدأ الندم يظهر على وجه بعدما رأى تغير وجه أخيه، أقترب على الخطر!!
+
تمالك أعصابه ليس كل شيء يأتي بالعنف، هو بالأخير يعلم حجم كارثته وهو من اعترف، سأله بنبرة ممتعضة_:
"كانت كام الفلوس؟"
+
_كانت فلوسك يا"عبد الرحمن"ساعتها وكانت 1500جنيه.
نطق بها بـخزى وهو مُغمض عيونه، فتح عيونه عندما استمع إلى استفهام الأخر"وبطلت دلوقتي؟"
4
_كانت أول مرة وأخر مرة.
+
"كويس إنها كانت أخر مرة، عارف مكنتش هتبقا أخر مرة لو أمتى؟؛ لو لعبت وكسبت، كنت هتفضل تلعب دور ورا دور لحد ما تتعود عليها وتبقا مبسوط بالفلوس إللي بتاخدها من وراها، لعبة تافهة جيلك من وراها فلوس يبقا ليه لاء أما تقعد تكسب وتاخد فلوس من غير شقا وتعب؟، بس كويس إنك مخدتش فلوس لإنها كانت هتدخل عليك بالخراب، وكويس إنك خسرت عشان تتأدب وتتعلم إنك متلعبش حاجة حرام تاني ولا تعمل حاجة متعرفهاش ولا اتربيت عليها".
+
كان يتحدث بجدية كبيرة وهو يضع يدهُ على منكب أخيه، يرمقه ببعض نظرات اللوم لكن حديثه كان حنون متفهم، أكمل وهو يسأله بـاستفسار"1500 دفعتهم مرة واحدة ولا فورة فورة؟"
11
_في نفس الفورة، هي دي شروط اللعبة زي ما باسم قال، طب هو أنت زعلان مني يا عبدو؟، أنا مش بحبك تزعل مني واللهِ.
+
سأله في النهاية بتلهف حزين، تنهد الأخر تنهيدة حارة محدثه بنبرة صادقة"أنا زعلان بس عارف من إيه؟، إنك خوفت مني ومخوفتش من ربنا، خوفت إني أعرف ومخوفتش من ربنا إللي شايفك، أنا مش دايم العمر كله ليك وحتى لو دمت أنت بقيت راجل الله أكبر عليك وشوية وهتبقا في بيتك وأنا مش هبقا مسؤل عنك أنت هتبقا مسؤل نفسك وبيتك، ويا تبقا راجل فعلًا ابن حلال بيخاف ربنا هيطلع بيت بيخاف من ربنا بيحطه في المقام الأول قبل أي حد، لكن أنا! أنا أكيد هيجي عليا الوقت إللي أنشغل عنك ومش هبقا ماشي أراقب فيك وأقولك الصح والغلط ويعلم ربنا أنا حاولت أعمل كل إللي عليا تجاهك".
1
احتضنه"يوسف"بحزنٍ طغى على ملامحه، ضاغط بيدهُ اليمنى على تشيرته، واعده بجملته"أوعدك مش هعمل كدا تاني، وهحط ربنا في المقام الأول دايمًا، ومش هخيب أمالك فيا".
1
_أنت كدا أخويـا وحبيبي، يلا بقا تعالى كُل السندوتشات.
+
هتف بحديثه المازح وهو يدفعه في منكبه بـمراوغة، ضحك الأخر متحدث بـموافقة وعيونه تُشع امتنان له"حاضر، وشكرًا على أي حاجة يا"عبدو"، وشكرًا إنك مزعقتش ليا".
2
_مش كل حاجة بالزعيق يعني ياسي يوسف، ممكن المرة الجاية أديلك بالبـونية في وشك أكسرهولك.
هتف بنبرة ضاحكة، لكنه أكمل بجدية بعد ثوانٍ"مش كل مرة هعديها يا يوسف، في حاجات ميتسكتش عليها، أنا مزعقتش لإني واثق إنك مش هتعمل حاجة حرام تاني، وعشان متترددش تحكيلي زي ما أنا عودتك دايمًا، لكن بلاش تعمل الغلط وتيجي تندم عليه، قبل ما تعمل الغلط فكر هل هتندم عليه؟، هل حد هيتأثر بسببه؟، هل ربنا هيسجله ذنب، هل أنا لو أخويا عرف هيزعل مني ومش هيعديها؟، لو الإجابة لاء يبقا أعملها وأنت مطمن"
+
_حاضر واللهِ، يلا ناكل مع بعض.
3
"_____"
+
مر أسبوعان ولأول مرة تَكون ساجية لمدة يومان مستقرة نفسيًا، تشعر بالإرتياح، عبد الرحمن بدل ذعرها إلى راحة نفسية، وكانت يعجبها حالها واستقرارها، لكن ليس كل شيء يأتي كما نريد، عادت لـها كوابيسها وهي تُدفع مِن الشرفة لكن تلك المرة ليست والدتها من تدفعها، رَجُل لا يظهر منه سوى ظهره هو مَن يدفعها، يحدثها بقسوة، يصفعها بجحود، أحداث مختلفة تمامًا عن كابوسها مع والدتها، والفتاة التي تسقط ليست هي، فتاة ضبابية مُبهمة، حاولت تلاشي الأمر لكن ليس لها شيء في نفسها وأفكارها القاسية، متيقنة إن عبد الرحمن هو مَن يدفعها لكن كيف يدفعها وهو لا يطيق عليها من الهواء!، هندمت خمـارها البرتقالي ومِن ثم خرجت إلى"عبد الرحمن"ووالدتها، جلست على أقرب مقعد من والدتها، ليردف عبد الرحمن ببسمة هادئة_:
2
_هننـزل يا"ساجية"بإذن الله نشتري الدهب والشبكة بكرة عشان نكتب الكتاب يوم الخميس إن شاء الله الجي.
+
نطقت سريعًا بفزع"مش كدا هنتسرع؟"هز رأسه برفض يخبرها بـ"ما إحنا اتكلمنا في الموضوع دا كتير".
+
أومأت بارتباك، عادت رهبتها منه مرة أخرى، اللعنة كانت تظن إنها بدأت تعتاد عليه!، سمعته من جديد يتحدث، تبًا لهُ سريع في كل شيء!!
+
"بإذن الله تيجي يا"ساجية"أنتِ وطنط تشوفوا شقتنا وتعملي فيها أي تعديل عيزاه".
+
انتفضت"ساجية"في مكانها، لتردف بسرعة وتـوتر"شقتك إللي يوسف قاعد فيها!، أنا مش عايزة أقعد مع يوسف في مكان واحد".
2
أستغرب توترها من أخيه الغير مُبرر، كلما ترى يوسف ترتعب، حتى أنها لا تُطيق الجلوس معه بمكانٍ واحدٍ حتى يوسف نفس الشيء، ما الأمر ياترى!!!
4
تنهد بضيق لعدم معرفته بماذا يجرى لها عندما تستمع إلى اسم شقيقه، لكنه أردف بهدوء"أكيد لاء، دي شقة أبونا وأمنا، لكن انا عندي شقة لوحدي، ويوسف شقة لوحده بردو في نفس العمارة، انا بتاعتي وضبتها ناقص بس انزل أجيب الفرش والادوات الكهربية، ويوسف هيبقا نفس النظام".
+
هدأت نوعًا ما، لتستفهم والدتها بـ"يعني أنت موضب الشقة؟، طب ما كدا احنا مجهزناش أي حاجة؟"
+
_بصي يافندم أنا ويوسف هنمشي بمبدأ واحد، ودا نفس المبدأ إللي والدي الله يرحمه عملوا مع والدتي عشان هو كان حاله متيسر، وأنا مش موافق إن "ساجية"تجيب ورقة في الشقة، وحقوقها أكيد محفوظة، انا موضب الشقة بحيث السِباكة والحاجات دي، لكن طبعًا من حق ساجية تبيض الشقة على ذوقها وتجيب السيراميك اللي عيزاه، وكمان تنزل تجيب معايا كل اللي البيت هيحتاجه من غير ما تدفع ولا مليم".
8
"انا بقا مش موافقة، أنت فاكرني يتيمة ولا فقيرة عشان مش عايزني أجهز نفسي، انا أصلًا ماما مجهزالي حاجات كتير جدًا، وهجيب زي زيك في الشقة"تحدثت بحدة معترضة على حديثه، ليردف بتفهم"مقصدتش كدا ولو عايزة تجيبي أي حاجة هاتيها دا كدا كدا بيتك، انا بس بقولك إللي المفروض هيتعمل، طنط بقا مجهزاكي بردو مفيش مانع، زيادة الخير خيرين، وبعدين الحوار ده مش حوار يُتم ولا فقر، الحوار ده واجب عليا، انا مُلزم أجيب كل حاجة في شقتي وأنتِ مُلزمة تيجي بشنطة هدومك طلاما أنا حالي كويس وقادر أجيب كل حاجة في بيتي مش محتاج أكلف أهل خطيبتي وأنا معايا".
9
تكون غلاف رقيق على عيونها على وشك الهبوط، لتنهض سريعًا من مقعدها وهيَّ تدلف إلى غرفتها مُهرولة بدون تعليق، رمق"عبدالرحمن"والدتها بأستغراب متحدث_:
_هو كلامي كان في حاجة غلط؟
5
هزت رأسها بضيق من أفعال أبنتها لتردف بتبرير"معلش مكسوفة".
+
الموضوع ليس خجل إطلاقًا، ساجية لا تُريد الزواج منه!، سأل بتردد وهو يحك ذقنه بحيرة"هو "ساجية"رافضة أنها تتجوزني صح؟، مش موافقة وحضرتك أقنعتيها؟"
2
_يلاهوي لاء طبعًا يابني، موافقة عليك، هو أنت تترفض ده أنت أي بنت تقبلك، وبعدين دا أنت أخر مرة كنت معاها كانت طايرة من السعادة، صدقني هي بس مكسوفة شوية.
6
قالت بإندفاع متصنعة الصدمة، لكن حديثه صحيح أبنتها الغبية ترفض شاب مثله!، أي حمقاء تلك!
+
أكملت بنبرة هادئة"بعدين أنا مجهزاها، ده انا جايبة ليها كل الرفايع وحاجات قد كدا، فهي تلاقيها زعلت عشان أفتكرتك فاكر أنها مش مجهزة نفسها".
+
هز رأسه بتفهم على عكس المشاعر التي تُراوده، لينهض من مقعده متحدث بتأدب…:
_تمام ياطنط أبقي حضرتك إنتِ وساجية شوفوا الوقت إللي يناسبكم وانا هاجي معاكم نختار العفش بأذن الله، بس عايز حضرتك تفهميها إن ده مكنش قصدي ولا كان في نيتي، وتشوف هي جايبة ايه وتحطه ونكتبه في القايمة، وبردو هرجع واقولك شوفي إللي يناسبكم وأعملوه.
+
"إللي يناسبنا ويناسبك يابني، من عيني".
قالت جملتها مصلحة ومن ثم اوصلته لباب المنزل وعندما هبط، انطلقت كالإعصار تجاه غرفة أبنتها، فتحتها مردفة بحدة"ممكن أفهم إيه إللي حصل دا"!
+
رفعت لها عيونها الباكية، لتصتدم الآخرى مردفة بعدم تصديق_:
_كنتي بتعيطي؟، ليه؟، أنتِ بتحبي حد يا"ساجية"؟، قوليلي ياحبيبتي انا مامتك، لو كدا نشوف حل.
قالتها بحنان شديد، أبتسمت لها بسخرية لكنها أخفتها، لتتحدث بنبرة باكية_:
+
_لو كان ليا أب مكنش سي"عبدالرحمن"يبقا عايز يتصدق عليا كدا.
5
تفاجأت والدتها من جملتها، لتمسك وجهها بلطف مصلحة جملتها"لاء ياحبيبتي، عبدالرحمن بيطبق إللي المفروض الكل يعمله، مش عشان معندكيش اب، وبعدين ما أنتِ شوفتي أهو بنت صحبتي جوزها كان مخليها تجيب حاجات قد كدا رغم انها يتيمة الأب برضو، المسألة مش مسألة يُتم، المسألة مسألة الشخص نفسه، وانا مشوفتش حد كويس زي "عبد الرحمن".
+
حاولت نهي النقاش سريعًا لتردف بنبرة عادية"معاكي حق، هخرج أحط ناكل".
+
قالتها ومن ثم نهضت مغادرة غرفتها متجه للمطبخ، دلفتـهُ وبدات دموعها من جديد بالتساقط، المُصيبة إن "عبدالرحمن"لا يُعيبه شيء، كل شيء والدتها قالته عنه لا يُفي حقه، لكنها هي المذنبة، لو كان جاء قبل مقابلتها ل"باسم"!، هيَّ من سبقت الأحداث وتسرعت وأختارت الحرام، لكنها الآن تريد الموت قبل معرفة عبد الرحمن ووالدتها لأختيارها الحرام هذا!
+
_اعرف بس يابنت بطني بتعيطي ليه ؟، لو هو زي ما بتتكلمي كدا عشان معندكيش أب فلو كان واحد تاني كان باع واشترى فيكي وطلع عينك وعيني، أيشي طلبات أيشي مجايب كذا وكذا ومكناش هنلاحق إحمدي ربنا إنتِ في نعمة.
عاتبتها والدتها بجملتها، تحظثت الأخرى بنبرة خافتة يطغي عليها الخوف"أنا خايفة أوي من عبد الرحمن، أنا كنت مطمنة ليه لكن مش عارفة خايفة أوي".
+
تفهمت والدتها خوفها على إنه طبيعي ككل الفتيات!، أردفت بنبرة هادئة متفهمة"دا طبيعي إنتِ داخلة على مرحلة جديدة، ومسؤولية وبيت وعيلة وناس جديدة عليكِ، لكن صدقيني مش عبد الرحمن إللي تخافي منه".
+
والدتها بحياتها لن تشعر بها، وهي لن تشرح ما بها، ولن تُبيح عن كوابيسها التي تراودها دائمًا، ستظل صامتة تشاهد حياتها وهي تسير على هوى الجميع.
"_____"
+
_هتوديني النادي ولا لاء يعني!!
سألته بملل شديد وهي تقلب عيونها بلا مبالاة، اغتاظ منها ليصيح فيها بقلة صبر"بعد كل الرغي دا عايزة تروحي!، يابت إنتِ مش أخر مرة اتخانقتي مع صحابك خناقة لرب السما!، رايحة بردو تعزميهم زي الهبلة!؟"
+
"ياتيم مش هينفع أقاطع صحابي مرة واحدة، أنا مش متعودة على كدا".
بررت بنبرة يأسة حزينة، هز رأسه بغيظ منها، يشير لها على رقبته بمعنى إنه سيقتلها، متحدث بغيظٍ"دول مش صحاب، ولو قولتي إنهم صحابك تاني هقتلك، مفيش صحاب بيركبوا صاحبهم المسرح وياخدوه تريقة".
+
زفرت زفرة طويلة حزينة، تخبره بـ"بيهزروا معايا، أنا إللي قماصة".
1
_أيوة طبعًا إنتِ قماصة، إزاي يعني تزعلي وتتقمصي إنهم بيقولوا ليكِ أم أربع عيون، ولا بيتريقوا على لبسك، ولا بيستغلوكِ، ولا بيتعاملوا معاكِ مصلحة وعلى حسب هواهم.
بدأ في تذكيرها بحديث صديقاتها التي تقصه عليه في كل خروجة لهم، ضمت شفتيها وحاجبيها مردفة بنبرة مغتمة_:
+
_مش عايزة ميبقاش عندي صحاب ياتيم، دول صحابي من زمان وأهلهم صحاب أهلي، وعمار بيحبهم ومتأقلم معاهم.
+
عمار!!عمار أخيها يتعامل مع صديقتها الحمقاء "نانسي"بطريقة مستفزة بالأساس!!، سخر بجملته وبملامحه منها"مش عايزة يبقا عندك صحاب!، يعني دول إللي صحاب أوي؟، يحسرة يختي دا إنتِ لو شوفتي معاملة العيال إللي في ابتدائي هتلاقيهم بيعملوا بعض أحسن ما صحابك بيعملوكِ، دول مش صحاب يا"دانية"الصحاب إللي بجد ميفضلوش يتريقوا ويهينوا في صاحبهم، أنتم كلكم على بعضكم علاقتكم ببعض سامة أوي، أنا لما كنت معاكم في المصيف لاحظت إن كله بيتريق على كله وبيهين كله وبيستغل أي فرصة يثبت إنه أحسن، الصحاب العلاقة بينهم مش بتكون كدا، بيكون فيها ود ودفء وحب بلا مقابل، الصحاب أه بيعدلوا على صحابهم لو هما غلط بس مش بالسخرية والتريقة ولا التنمر، لاء دول بيصلحوا الحاجة بطريقة ودودة وحنينة متزعلش صاحبهم، مش صحاب دول إللي إنتِ معاهم".
9
صدرت منها تنهيدة حارة، لتـتحدث بنبرة مؤيدة خافتة"معاك حق، أنا عمري ما حسيت معاهم بالراحة ولا الحب، حتى أما باجي أتكلم لازم اتكلم بحذر ومقولش أي حاجة عشان محدش يحسبها عليا".
+
_هو دا إللي أنا بتكلم فيه.
+
هزت رأسها بهدوء، لتتحدث بعد وقت قليل بحماس"تيم أقف قدام الكافيه دا ريحة القهوة فيه تجنن، أنزل هات لينا اتنين قهوة".
+
ابتسم تلقائي يرمي بجملته عليها وهو يقف أمام الكافيه"أنا كدا أحبك بقا".
2
ضحكت بخجل وهي تُشيح بيدها، هبط من السيارة ليأتي بعد وقتٍ وهو يحمل الكوبين، أخذت منه قهوتها ترتشفها باستمتاع شديد، وهو مِن عشاق القهوة مزاجه يعكر إذا لم يرتشفها، لكن مع دانية القهوة مختلفة للغاية!، وكإنه لأول مرة يشعر إنها رائعة!، سمع جملتها المتحمسة"تعالى نصور القهوة قبل ما تخلص".
+
_بس هبل ياماما.
نطق بها بطريقة سخيفة وهو يرتشف قهوته بتمزج، امتدت يدها تسحبها من يدهُ بعنف حتى سقطت على تيشرته الأبيض!"سيب ياتيم بطل طفاسة..."توقفت عن التحدث عندما وجدت القهوة كلها فرغت! لكن على ملابس تيم!!، تصنعت الضحك وبداخلها تحترق من شدة الخجل، متفوهة بجملة حمقاء"دلق القهوة خير".
1
طالعها بنظرات منفعلة، يصرخ عليها بـ"بس مش على هدومي".
1
_آسفة مكنش قصدي.
تفوهت بها بنبرة محروجة وهي تكاد تبكي، أدار السيارة متمتم بكلمات منفعلة، يدعي عليها أيضًا!!، صرخت عليه بِعلو صوتها"ما قولت آسفة، اسكت بقا".
+
استدار لها نصف استدار يحدق بها باشتعال، يشير على فمها بمعني الصموت مردف"إنتِ إللي تسكتي خالص، من حظك إن بيتي قريب من هنا وإلا كنت عاقبتك ومسكت قهوتك لبستهالك في وشك".
+
_على فكرة دا مش أسلوب، روح بيتك طب عشان ترجعني عند بيتي.
+
انطلق بها جهة منـزله وهو يـكاد يبكي على تشيرته المفضل التي أفسدته بغباءها!!
9
"______"
+
بداخل حـي مُشتهر بالـتلفاز مُـنذ زمـانـًا، شـوارعـه هادئـة ليـلـًا، أقدام كثيرة تـأتي عليـه صبـاحـًا، رائحـة أطعمة شـهية تـَفـوح من جمـيع الإتجاهات، أذا تـعمقت أكثر بداخـل شوارعهـا تـُشاهد العديـد والعديد من الازياء والملابس، لـيست كل المـعمارات عديدة الطـوابق؛ تـجد أكثر من منزل عـتيق مـُكون من طابـقين، جـلست بـه أسر من العثمانيـن والمـماليك الشهيرة، لا يوجـد بـهم أحد، فـقط تـتجول في شوارعهـم لـتقع عينك عليـهم يـُذكرك بذلك الزمن الذي لازال مُـحتفظ بتلك الـألوان الـمُكونة من اللونين"الأبيض والـبُني"، نـوافذ مُصنـعة من الخـشب، تصميم يعلمك فـورًا إنـه منذ عصر بعيد، وأيضًا منازل منذ عدة أعوام تـهالكت وأيضًا تهالكت أعمار مافي المنزل ولكـن رغم كل ذلك لـم يؤثر على إطلالة الحي، من خلف سيارتها تتطلع إلى كل تلك الأشياء بـانبهار شديد، يُغلفه الحماس الزائد لمشاهدة الحي بكاملهُ، أوقف السيارة امام أحد البنايات المكونة من أربع طوابق، وقبل ان تستدير تسأله عن سبب توقفه، سمعت صوته المشاكس_:
_منطقتنا أحسن من منطقتكم صح؟
7
استدارت له تسأله بذهول"هي دي منطقتك؟، أنت قولتلي إنك ساكن في منطقة شعبية".
+
أجابها مؤكد مع بسمته"أيوة دي المنطقة الشعبية إللي ساكن فيها، هي مش شعبية أوي الحارات الشعبية أوي من جوا".
+
_أنا كنت فاكرة إننا لسة موصلناش منطقتك، أصل الحتة دي حلوة أوي، مكنتش متخيلة بجد إنك ساكن في المنطقة دي.
+
أجابته بعفوية شديدة، ليضحك بقوة يستفهم منها بتذمر"يابنتي هو حد قالك إني شحات؟، أنا كنت دكتور وأمي وأبويا مُدرسين، يعني مش شحاتين واللهِ".
6
أشاحت بيدها بخجل شديد مردفة بنبرة ضاحكة"ما أنت مفهمتنيش بقا".
+
_وعارفة القهوة إللي فاتت دي إللي أنا وعبد الرحمن بنقعد فيها.
+
صححت جملته بـقولها"تيم اسمه كافيه كفاية جهل".
2
قلد نبرتها بسخرية"لاء اسمها قهوة كفاية جهل".
كانت ستصرخ عليه، لكن قبل جملتها أردف هو بـ"فكك دلوقتي هطلع الشقة أغير التيشرت وأنزل، وهلففك المنطقة كلها، دا لسة في مناطق جامدة أوي وأماكن خروج بقا وبصي جمدان؛ كتعويض عن خروجتك مع صحابك".
2
صفقت بيدها بحماس شديد، مردفة بـ:_يلا هطلع معاك الشقة.
13
تتطرق لرؤية عائلته، رفع حاجبٍ لها مُستنكر"أيه يابنتي جُملتك دي!، هنتقفش أداب كدا يخربيتك".
صاح بها مع ضحكاتهُ، ضحكت هي أيضًا بحرج متحدثة"خلاص خلاص يالا نطلع من غير كلام كتير".
1
_أنتِ عادي كدا تطلعي الشقة! سألها بغيظٍ، لترد عليه متذمرة"يابني ما مامتك واختك فوق"ببساطة هكذا!
+
رفع حاجبيه الاثنين مع بسمة ساخرة مرتسمة، يسألها بسخرية_:
_أنتِ عادي بتصدقي كدا!، متفرجتيش على مسلسلات وأفلام مصري خالص!، ده حتى المهرجانات بتقول الجُملة واللهِ.
ضحك في النهاية يتذكر المهرجانات الشعبية وكلماتها، هزت رأسها بجدية رافضة"لاء بتفرج على تركي وأجنبي أكتر، ومش بسمع أغاني شعبي إطلاقًا، بلص يعني أنا واثقة فيك".
+
أبتسم لها أبتسامة صفراء متحدث"أهي الثقة دي بيبقا وراها مقلب عنب بردو في الأفلام، وبعدين المفروض تقلقي مني جايبك يوم الحد بالليل منطقة مبهورة بيها وموقف العربية قدام عمارة راقية وإنتِ أصلًا كنتِ فاكرة إني عايش في منطقة متكحرتة، يعني المفروض يبقا في دم وتقلقي يابنتي أحسن تطلع شقة مفروش وجايبك فيها".
8
للمرة التي لا تعلم عددها يُكتب سيناريو في رأسه ويُـطلقه عليها، لماذا يفتعل كل تلك الدراما!، هي تثق به لأبعد الحدود، وحتى إذا لا تثق به فـمِن المستحيل شخصٍ يعمل عند عائلتها بـاسمها الكبير ويفكر بـإذاءها!
1
زفرت بضيق، ترفع سبابتها تجاه أنظاره، متحدثة بحدة_:
_قولي الحقيقة مش عايزني اطلع معاك ليه أتعرف على أهلك!، آه تلاقيك ياحبيبي معرفهم إني وحشة ولا حاجة".
+
_فَشر، ده أنتِ قمر.
رددها بطريقة بيئة للغاية مُتفقة مع نبرتها الأخيرة، ضحكت بخجل، لتهبط مِن السيارة تزامنًا مع هبوطه، تحرك أمامها ثم دلف إلى البناية الخاصة بهم، صفقت دانية بسعادة حقيقية متحدثة بـ"عمارتكم شكلها جميل".
3
هز رأسه مع ضحكاته ولم يُعلق، صعدوا لدورهم، ليدق على الباب بضع دقات، فتحت لهُ شقيقتهُ بعد ثوانٍ متحدثة_:
+
_جيت بدري يعني، دانية راضية عنك ولا أيه، رحمتك شـ....
قبل أن تُكمل وضع يدهُ على فمها يمنعها من التحدث، أردف من بين أسنانه بغيظٍ"الله يخربيتك، ما بتصدقي تفتحي في الكلام، أعرفك بدانية".
5
أشار على "دانية"الغارقة في الضحك الشديد، شعرت الأخرى بإحراج شديد من ثرثارتها، بدون وعي منها هندمت شعرها المُهندم بالأساس، متحدثة له بنبرة منخفضة متوعدة"بتجيبها ومش بتقولي أتزوق، عايزها تطلع أحلى مني!، وربنا هوريك يا ابن اسراء".
+
لَم يهتم بجملتها، لكنه علق على جملتها الأخيرة مُردف"إلا بالحق فين إسراء".
+
_شش سيبني أسلم على دانية، أنا هقولك دانية كدا وبس، آه أنا مش بحب الاغنيا المغرورين، وكمان تكلميني عادي ها، أصلي أنا لو لاقيت حد معاه فلوس بيتمن...
للمرة الثانية منعها من التحدث لكن تلك المرة أبعدها عن طريق "دانية"دافعها بحدة متحدث"أخرسي بقا، ده أنتِ مقولتيش ليها اتفضلي حتى، عمالة رغي رغي رغي لحد ما صدعت".
4
يِظهر إن"تيم"وشقيقته لديهم حِس الفكاهة، ليس هو فقط، أقتربت منها مرة أخرى تفرد ذراعيها تُشير لها بالدلوف"أتفضلي يعسل، بس أستحلفك بالله ما تتريقي على شقتنا أحنا نضاف واللهِ بس تيم هو إللي مقالش أنك جاية فَمَاروقناش أوي".
11
دلفت دانية تجلس على أقرب مقعد لها، أدمعت عيونها ضحك عليهم، الجو بالنسبة لها غريبٌ لكنهُ يُعجبها، أحبتهُ، دلف "تيم"تقريبًا يبحث عن والدتهُ، خرج معها بعد وقتٍ، سبقها صوتها قبل خروجها تُرحب بها بحرارة"وأنا بقول البيت نور ليه!، أتاري زينة البنات عندنا"أقتربت منها في نهاية الجملة تضمها، وأستقبلت الأمر بصدر رحب متحدثة ببسمة خجولة"شكرًا ياطنط ده من ذوق حضرتك".
8
أبتعدت عنها تُقيمها بنظراتها سريعًا، متحدثة بِوجنتان متوردتان كالطبيعة، مع بسمتها البشوشة"يختي يختي على القمر، الواد تيم مكدبش، قمر فعلًا".
11
تلقائي وجهت أنظارها لتيم بتعجب!، هل تيم قال عنها لهم قمر!، حاولت ألا تظهر لهُ لكن نظراتها فضحتها، وهو أيضًا خجل، والدتهُ إذا جلست معها بضع دقائق ستفضح أمرهُ في كل شيء، تدخل سريعًا يُغير مجرى الحديث"أيه يماما أومال بابا مجاش من الشغل؟"
+
قبل أن تُجيبه سبقها صوت غِناء يقترب عليهم، خَرج والد تيم مِن الطُرقة يُدندن وهو يمسك بِفِنجانٍ صغيرٍ مِن القهوة، ويتحرك حركات سَلِسة وكأنهُ يتراقص"ياسلام على طاجن بامية وعليه حتة موزة، فينك ياكابتشينوا وفين أيام فومك!، وقفص مانجة عِ.."
لَم يُكمل بسبب رؤيتهُ لتلك الغريبة، صَمت ليستمع إلى جملة ابنه"محبكش روح الشيف والمغني يطلعوا دلوقتي!"
7
_كنت بعمل فنجان قهوة من أيدي لأمك، أصلها بتحبه مني أوي"قال جملتهُ موجهها للغريبة ببسمة مع غمزة منهُ.
2
تلك المرة لَم تتحمل أمساك ضحكاتها، تيم يشبه أبيه!، نفس البسمة والغمزة والغمازة!!، تيم نسخة طبق الأصل منهُ، أقترب منها يُقدم لها الفنجان ببسمة مرحة"خسارة في "إسراء"الجميل دي تاخده، خدي بالك بتشربي من أيد واحد البيت كله بيحلم يعمله فنجان قهوة، أصلي بعمله بمزاج".
4
ضحك جميعهم، لتتحدث والدة"تيم"بغضب مزيف"خليها تنفعك".
+
_هي مين دي أصلًا أنا معرفهاش واللهِ.
عقب انتهاء جملتها كان هو مردف جملتهُ بوجـهٍ مُصطنع البُكاء، أجابتهُ بتعريف عن حالها مع بسمة متحمسة وهي تمد يدها لمصافحته"أنا دانية، تيم بيساعدني في السواقة".
+
رمق يدها الممدودة ليحدثها بطريقة مرحة"لاء أنا مش بسلم واللهِ أنا بحضن علطول".
7
فهمت إنه لا يريد إحراجها لتسحب يدها سريعًا ضاحكة برقة، مردفة بـ"وأنا مش بحضن للأسف".
+
_ولما أنت شغال مع الهانم القمر دي صاحي تستنكر عيشتك ليه كل يوم!
تعجب منهُ وهو يصيح بهُ بنبرة حادة، ضرب كفهُ بوجهُ، أقترب مِن دانية يسحبها مِن يدها جاعلها تنهض، مردف"يلا نمشي بسرعة عشان مش ناقصين فضايح أكتر من كدا بجد".
4
رمقت والدتهُ يدهُ المُمسكة بمعصمها بحدة، لاحظ هو نظراتها ليترك يدها فورًا بإحراج، لعن نفسهُ ألف مرة، حتى إن شقيقتهُ لاحظت أيضًا، لتغمز لهُ بطريقة ماكرة، أستمع إلى سؤال دانية_:
1
_أنت فعلًا بتستنكر عيشتك؟!، واللهِ ياعمو ابنك هو اللي مكرهني في عيشتي، مفيش انتظام في المواعيد، وعمره في حياته ما احتاجته ولاقيته جه بدري، وقماص، قماص لأقصى درجة، بيتقمص على أقل حاجة، أنا واللهِ ما بتقمص كدا، وقلبه أسود، وكمان شايف نفسه محور الكون"ظلت تُعد لأهلهُ عن عيوبهُ!، صاح بها بطريقة مُفتعلة رديئة_:
3
_ياسلام!، يعني أنا فيا كل ده وأنتِ ملاك غلبانة مش بتعملي حاجة!،
+
أكدت بجملتها راسمة وجه حزين هاتفة بـ"يعيني عليا طول عمري غلبانة".
+
"دا إنتِ مفترية، هتروحي من ربنا فين بس على كدبك ياظالمة يكدابة!"
توسعت عيونها من حديثها، لتضرب الأرضية بقدميها بغضب متحدثة بنبرة متذمرة"يطنط شوفي ابنك بيهزقني وأنا عشان طيبة بيعمل معايا كدا".
2
ضحك الجميع عليها لتـقترب والدته منه ممسكه بٱذنه متحدثة بحدة مزيفة"عيب ياتيم".
+
قبلها تيم من أعلى رأسها مبتعد عنها وهو يدلف لغرفته، مردف بـ"عشان خاطرك ياست الكل، إنما دي محرومة من الفسحة إللي كنت هفسحها ليها، دا أنا كنت هلففها المنطقة كلها والمناطق المجاورة".
+
_لاء لاء خالص يا تيم دا إحنا حبايب.
هتفت بها سريعًا، ليُشير عليها بسبابته بمرح مردف بـ"جابت ورا".
1
دلف غرفته يـبـدل تـيشرته المُتسخ بسبب الحمقاء دانية، خرج بعد دقائق، دقائق قليلة يقسم، ليجد جميع أنواع الفواكه موضوعة أمام دانية، وحلوى والدته صنعتها وكوب كبير من البيبسي، نطق بجملته وهو يضحك على كرم والدته"ماشاء الله ياماما جبتي كل دا أمتى"!
+
_تيم الحقني مامتك عايزة تأكلني صنية بسبوسة وكيكة لوحدي، قولها إني عاملة دايت بالله.
نطقت بها مستغيثة راسمة على وجهها معالم البكاء، ضحك بقوة بعدما استمع إلى جملة والدته الحادة"طب واللهِ ما هتنزلي من هنا إلا أما تخلصي كل دول، دا أنا إللي عملاهم مش عايزة تدوقي أكلي!"
1
"كُلي يادودو بدل ما ماما تأكلك في بوقك، اعتبري إنهاردة اليوم الفري".
قالتها"شهد"بنبرة ودودة ممتزجة ببعض المرح، للحق شعر تيم بسعادة كبيرة من مُقابلة عائلته لـدانية، ودانية لم تستغرق كثير لتندمج معهم تضحك وتمرح وتأكل بنهم شديد مُبدية إعجابها بطعام والدته، لدرجة إنها أكلت مُعظم الطعام الموضوع أمامها والدهُ يمرح معها ودانية تضحك بصخب، مردفة بـ"أنا عرفت تيم طالع دمه خفيف لمين، أنتم دمكم خفيف أوي بجد، وطيبين جدًا كلكم".
5
ابتسمت والدت تيم لها بحنين متحدثة بودٍ كبير"دا إنتِ إللي بنت حلال واللهِ، ربنا يعلم بحبك من كلام تيم عنك وقد إيه إنك إنسانة محترمة".
+
_شكرًا واللهِ يا طنط، أنا سعيدة أوي إني قابلتكم.
قالتها بصدق وهي تنهض مهندمة ملابسها بطريقة رقيقة للغاية، تذمرت والدته بجملتها"كملي أكلك، واللهِ لو كنت عارفة إنك جاية لا كنت عملتلك أحلى غدا، بس تتعوض تاني ها".
+
ضحكت بـصوت منخفض رقيق، تحدثها بمشاكسة"وأنا قبلت العزومة، دا أنا ياطنط كلت كل الحلويات أكيد حضرتك بعد ما أمشي هتقولي عليا مفجوعة".
+
"لاء طبعًا ياحبيبتي بألف هنا وشفا، دا أنا فرحانة إن الأكل عجبك".
+
وصلة لا تنتهي من المدح، ليقترب والد تيم منه يحدثه بنبرة منخفضة مترجية، وهو يلقى النظرات عليهم"أقطع الحوار دا أبوس أيدك دول مش هيخلصوا كلام في مين فرحان أكتر غير بعد سنة".
+
أيدهُ بجدية متمتم بـ"معاك حق، دانية أصلًا رغاية ومش ناقصين".
نهى جملته مقترب من والدته، قطع سيل حديثهم بجملته السمجة"يارب نخلص من فيلم الفرحانين دا ونـنزل ياست دانية".
8
هزت رأسها ببساطة، لتنهره والدته بجملتها الحادة"وإنت مالك إنت!، وبعدين تقول إيه دلوقتي مش عايزينها تقعد معانا؟"
+
لطم وجنتيه باستياء يولول بكلماته"ينهاري عليا، مش هنخلص، ياست الكل سبيني أنزل دي عيلتها عيلة محافظة وعندهم البنت مينفعش ترجع بيتها بعد الساعة تلاتة الفجر أخرها الساعة اتنين ونص".
2
ختم حديثه ليجد لكمة من دانية في منكبه، تحذره بغيظ"لم نفسك أنا عيلتي محافظة فعلًا".
5
_أيدك طولت وهكسرهالك.
توعدها بحنقٍ، مكور قبضته متصنع لكمها كما فعلت معه، سخرت منه بتعابير وجهها، لتقترب من والدتهُ تضمها متحدثة بـ"هبقا أجي تاني لحضرتك، وأنا كدا كدا خدت رقم شهد هبقا أكلمكم دايمًا، همشي بقا باي".
+
ودعتها ورحلت ومعها تيم، صحبهم دُعاء والدته، استقلت المقعد الخلفي في سيارتها ومازالت تثرثر عن عائلته، بعد مدة من الزمن تـوقف تيم بسيارته أمام بناية كبيرة، ضيقت عيونها تحدثه بنبرة مُقلقة"أهو أنا كدا بقا إللي هبدأ أقلق".
1
تعالت ضحكاته العالية، يطمئنها بكلماته البسيطة"متقلقيش مش هنطلع، دا عبد الرحمن هو إللي هينزل، بما إنك شوفتي أفراد عيلتي يبقا باقي عبد الرحمن والعيلة تكمل، هنا المكتب بتاعه هتصله ينزل ".
2
تحمست لرؤية صديقه عبد الرحمن، لطالما قص عليها أشياء كثيرة تخصه، تحب صدقتهم، تحب ترابطهم، وتحب إيمان صديقه الذي لكالما تيم سمعه منه وجاء يخبرها به، سمعت جملة تيم له في الهاتف"إنزل ياعم المشغول أنا تحت مستنيك".
+
_في إيه اوعا تقول إن الموضوع ليه علاقة بعزمي؟
سأله بتوجس، ليخبره الاخر بشبه بسمة"متخافش موضوع رايق، يلا سلام".
أغلق معه سريعًا، ليهبط له بعد دقائق، مقترب منه يغمغم بتعجب ساخر"دا إنت رايق لدرجة إنك جايب عربية دانية معاك!، مركنتهاش في الجراچ يعني؟"
+
_أنا رايق لدرجة إني جايب العربية وصاحبة العربية نفسها.
ضحك بجملته وهو يهبط له من السيارة، هبطت الأخرى خلفه، وقعت عيون"عبد الرحمن عليها"،لتمتد يدها لهُ، لكن في ثوانٍ كانت تسحبها ضاحكة وهي تضرب جبهتها بقلة حيلة"مش عارفة طالبة معايا إحراج ليه!، أنت أكيد مش بتسلم، ياربي تاني مرة إنهاردة".
1
_المصيبة إنك مش بتسلمي أصلًا على حد ويوم ما تبقي عايزة تسلمي تسلمي عليهم.
تهكم تيم منها بجملته، لتقلب نظراتها بسخرية منه كعادتها، تحدث معها عبد الرحمن بعملية كبيرة"اتشرفت بحضرتك يافندم بجد".
+
_الشرف ليا، بمناسبة إننا اتقابلنا وكدا، مبارك على خطوبتك.
+
باركت له ببسمة سعيدة للغاية، تحدثت معه بعفوية كبيرة، ليرد عليها بجديته"الله يبارك فيكِ، هعزمك على كتب الكتاب أكيد وهتيجي، مبارك إنتِ كمان على اللوحة إللي روحتي بيها المعرض".
+
ضربت كف على الأخر وهي تحدث تيم بمرح"إنت إيه يابني مرسال بينا ولا إيه؟، إنت أي حاجة بتعرفها مني تروح تقولها ليه؟، وأي حاجة تعرفها منه تقولها ليا؟"
1
حك فروة رأسه يتمتم بـ"ما هو صاحبي وإنتِ…"صمت للحظات لا يعرف بماذا يخبرها!!، ليكمل بطريقة عادية مصطنعة"وإنتِ دانية".
+
رفعت حاجبيها بصدمة، ضاممة شفتيها إلى بعضها تسأله بدهشة"إيه دانية دي!، هي دانية دي شتيمة ولا إيه؟"
1
_مقدرش طبعًا.
هتف متصنع البراءة، راسم وجه بريء، كانت ستعنفه لكن ما أنقذهُ هاتفها، لتردد بـ"موبايلي نقذك، هرد على ماما ثواني".
+
عفوية للغاية بحق، كما أخبره تيم عنها، إنسانة بسيطة رغم ثراءها!!، لم يتخيل إنها بتلك البساطة والعفوية!، ملابسها أيضًا محتشمة للغاية، فستان لا يشف ولا يصف منها أي شيء، ينقصها فقط الخمار، لكن تيم بتلك السخفات التي يفعلها معها وتقربه منها إلى ذلك الحد يضيعها من بين يديه وهو لا يدري!، سأله بنبرة منخفضة"كنتم فين كدا؟"
+
_كنا في البيت عندي.
نطق بها هو الأخر بعفوية شديدة، ثوانٍ وتوسعت عيون الأخر يسأله بدهشة"كنتم بتعملوا إيه؟"
3
توسعت عيون تيم هو الأخر يوضح له سريعًا"لاء لاء إنت فهمت إيه دي والله كانت قاعدة مع ماما وشهد".
+
بدأ يضحك بعدم تصديق، يتذكر حديثهم من قبل، ذكرهُ هو به بجملته"فاكر أما قولتلي محسسني إني جبتها الشقة؛ أهو أنا بجملتك دي مجاش في بالي غير إنك عملت أخر حاجة بقا".
1
"ثق فيا شوية بقا يا أخي".
نهره بانفعال، ليتأسف له الأخر ومازال يضحك، لكنه تشدق في النهاية"روحت عند ساجية انهاردة، ومضايق أوي، على ما أعتقد ساجية مش موافقة، تقريبًا إحنا جبرناها لما كنا عندهم أخر مرة، دي لما أنا قولتلها على حوار الأجهزة هبت فيا هبة ولا كإنها بوتجاز، ودخلت اوضتها بمنتهى قلة الذوق".
2
زفر صديقه بضيق، يحاول تبرير ما تفعله، ليردف بـ"يمكن عشان فاكرة إنك فاكرها مش معاها تجهز الشقة معاك، إنت عارف البنات بيبقوا حساسين زيادة، وهي لو عايزة نجيب حاجة خليها تجيب لإنه بردو هيبقا بيتها".
+
_قررت أعمل كدا، أصلًا كنت مضايق أوي الصبح، دا أنا كنت فاكر إنها خلاص موافقة دي كانت بتقولي إنها أول مرة تحس بالأمان بسببي، فجأة تقلب عليا كدا؟
تفوه من بين أسنانه باختناق واضح على ملامحه، وضع تيم كفه على ذراعه الأيمن، يحاول التخفيف عنه بـ"هون على نفسك مش كدا، أقعد معاها قبل كتب كتابكم ولو مش موافقة سيبها".
3
_تيم إنت إللي فهمك إنك كدا بتواسيني ظلمك، وبعدين انا خايف أقعد معاها تتخانق معايا وتسيبني، أنا بحبها مش عايزها تضيع من إيدي.
جملته كانت مغلفها الحزن، الحزن تملك من قلبه بسبب فعلتها في الصباح، هو فقط لا يريد شيء سوى رضاها عنه!
6
"متخافش بقا ياعم، وابتسم كدا وبطل تشاؤم".
1
اقتربت دانية منهم تحدث تيم بتذمر"ماما زعقتلي وقالتلي أجي عشان أنت حسدتهم أنا عارفة، يلا نروح مفيش خروج".
+
هز رأسه لها بهدوء، متحدث له"خلاص هوصلها وهاجي أقعد معاك".
+
_ماشي، مع ألف سلامة، نورتينا يا"هانم".
ودعها وداع يليق بكونها هانم، بادلته ببـسمة ومن ثم رحلت مع تيم، من جديد بدأت في التحدث عن عائلته وصديقه بفرحة عارمة، كانت تشعر بينهم بالحب الخالص، مثل عائلتها تمامًا، عائلة هادئة دافئة!
+
بدون أي مقدمات طرح عليها سؤال جعلها تـتوتر وتتلبك، نظراتها زاغت، بدأت دقات قلبها تتعالى"يعني موافقة عليا؟"
9
استفهمت منه بتعجب، رغم إنها تفهم مقصده، لكن بماذا ستجيبه!!"مش فاهمة يعني إيه؟"
+
زفر بحدة، يرمقها بغيظٍ، صاح عليها بنبرة ساخطة مغتاظة:
_بلاش لف ودوران يا"دانية"إنت فهماني كويس، وعارفة إني بحبك، ولـو مش فاهمة أنا أهو بقولك أنا بحبك.
نبرته تحولت في النهاية إلى أخرى هادئة عاشقة!، يعترف لها بحبه وتلك المرة لن يتراجع، حتى إذا كلفه الثمن طرده من عمله لكن لن يتحمل أكثر من هذا!!
12
_لاء يا"تيم"مينفعش، مينفعش خالص.
قالتها مستسلمة غلقة عيونها بحزنٍ، لا تتمنى جرح مشاعره لكن كل شيء خطأ!!
10
"_____"
+
طب واللهِ منتظمة جدن في مواعيدي، بصوا أنا كدا في فترة الإمتحانات بيرجعلي الشغف🤩
2
توقعاتكم لـ"تيم ودانية"
+
"عبد الرحمن وساجية"
+
ورأيكم فيهم🤩

