رواية رجفة من نوع خاص الفصل السادس والعشرين 26 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة السادسة والعشرون_هو مَن أفسده"
4
"_____"
+
الظلام عم المكان من حولها رغم إن النور مُضيء في كل مكانٍ، لكن هي الحياة أمام عينيها سوداوية مُظلمة كاحلة الظلام، لا تُريد الحياة الظالمة المُظلمة تلك، أخر ما شعرت بـهُ في تلك الدوامة السوداوية صوت رجولي حاني لين للغاية لم تعتادهُ، وبالأخير ذراعين تحملها وفقدت وعيها مُستسلمة للظلام…!
3
أنفاسها عالية، سريعة، غير منتظمة، جسدها يرتجف بلا توقف، حمحم بخشونة يجذب انتباهها"دا مش ذنبك أهدي".
+
_بتموت بسببي أنا.
تمتمت بها من بين لهاثها وكإنها ركضت لأميال بلا توقف، وهو يمتلك حنان يفيض بلا ثمن، هون عليها بجملته"جرح سطحي وواضح جدًا، من خوفك عليها إنتِ مش مركزة، هوني على نفسك دا مش ذنبك".
1
رفعت عيونها تقابل عيونه ومزالت تُتمتم بنبرة خافتة"أنا خايفة أوي".
+
_خلاص بقا يا"ساجية"الدكتور مطمني عليها واللهِ، تعالي أقعدي.
1
أشار على المقعد الطبي أمامه، انصاعت له وهي تجلس على المقعد بانتهاك شديد، تردد في طلبها، لكن بالأخير طلبت على استحياء"أنا دايخة أوي ممكن تجبلي عصير؟"
6
_عيني ليكِ، خليكِ قاعدة هنزل أجيب وأطلع بسرعة.
نطق بها بلطف شديد، لم يستغرق كثيرًا وكان يحمل بين يديه حقيبة حلوى كعادته، مد لها الحقيبة، لتأخذها بامتنان ومن ثم ولأول مرة تتصرف كعادتها، بدأت في ارتشاف العصير المُعلب، كانت تحتاج لأي شيء لجعلها تقف على قدميها، بعد وقتٍ جاء الطبيب يطمئنهم على"ليل"نهضت مسرعة بفرحة عارمة كطفلة صغيرة ركضت تجاه غرفتها وهو فضل ألا يدلف، فضل ترك الصديقات مع بعضهم، والأخرى لم تهتم، كل أهتمامها يصب تجاه المسكينة الراقدة بالداخل، صدرت زفرة مرتاحة من فمها عندما وجدتها أمامها تجلس بسكينة وعلى رأسها شاشة بيضاء طبية، توقفت قدميها عن السير وكإنها خجلة منها!، حستها الأخرى على التقدم بهمهمة منخفضة، وكإنها كانت تنتظر إذنها لتطلق قدميها وصلت لها وبين ذراعيها احتضنتها، متحظثة بآسف"آسفة دا كله بسببي".
2
_بلاش تحملي نفسك ذنب غيرك، الذنب كله ذنب بابا.
اخبرتها بمنتهى التبلد، تلك المرة لم تشعر بألم في قلبها، بـل الألام كلها تجمعت في جسدها، تبًا للقلب فجسدها بسبب ذلك الصغير اللعين تدمر، بنبرة عادية أخبرتها"عايزة أروح لـحاتم، لو جه هنا مش هيحصل كويس".
5
_ماهو مينفعش، عبد الرحمن اثبت واقعة ورفع قضية على حاتم وكان مستنيكِ تفوقي عشان يسألك لو عايزة ترفعي قضية خُلع وهو هيتكفل بكل حاجة.
اعترفت بكل شيء، والثانية قلبها سقط بين قدميها، تسألها بفاه مفتوح أثر الصدمة"إزاي؟"
+
نهضت من جانبها تُنادي عليه، سمحت له بالدلوف متحدثة لـه"فهمها إنت عملت إيه".
+
_بإختصار يا مدام ليل أنا سجلت واقعة التعدي والضرب والآثار إللي على جسمك وخليتهم يرفعوا قضية عليه، وكنت منتظرك تفوقي عشان قضية الخلع، إنتِ دلوقتي لو استغليتِ الأمر هتتخلصي منه.
6
لو كانت في وضع أخر لكانت السعادة لم تسيعها، لكنها لا تفكر إلا في عائلتها!، سيؤذيهم، سيدمر شقيقها وشقيقتها، سيجل والدتها تركع تحت قدميه كما اخبرها من قبل، أهون لها الموت بين يديه إلا إنه يؤذي عائلتها، كالعادة ومنذ طفولتها هي المُضحية، بشفاه مرتعشة أردفت"أنت تعرف تلغي القضية؟"
8
صدم منها كثيرًا، لم يتوقع رد فعلها، سألها مستنكر، عاقد حاجبيه بحدة"ليـه!!، أنا بقدملك مساعدة، مش إنتِ عايزة تطلقي؟؟، أنا هساعدك وهقف جنبك."
+
_حاتم مش هيرحم إخواتي، حرام هما لسة صغيرين أوي أنا كبيرة، أنا هستحمل لكن هما لاء، مش عيزاهم يتعذبوا.
+
ونبرتها كانت مقهورة، تتحمل الإهانة والعذاب من أجل أشقاءها وبالأساس زوجها طالهم منذ زمن، والمسكينة لا تدري!!، تظن إنها بزواجها منه أبعدت الخطر عنهم، لكنها لا تعلم إن الخطر يُلاحقهم جميعًا، وهو شعر بالحزن عليها وعلى حالها، من كان يتخيل بكـوابيسه حتى إن "القطة الشرسة"كما لقبها "قصي"من قبل تنغمس في الوحل تحت بـند التضحية!
2
تنهد بيأس مع هزات رأسه الـمكتئبة، سألته بنبرتها الخائفة"هتلغي المحضر صح؟"
+
_حاضر، بس بالله عليكِ في أي وقت تحتاجي فيه مساعدة إنتِ أو أخواتك أنا موجود، اعتبريني أخوكي الأكبر.
حدثها بنبرة حنونة للغاية، ادمعت عيونها امتنان له، تشكره عن عدم تخليه عنها، مكملة بـجملتها"لو احتجت أي حاجة أكيد هقولك، ممكن نروح عشان حاتم؟"
5
_مدام "ليل"أنا آسف إني معرفتش أوقف الجواز من زمان.
تحدث بها بخجل من حاله، يحك فروة رأسه دلالة على استياءه، هونت عليه بجملتها الهادئة"بالعكس واللهِ أنت ودكتور تيم عملتوا كل حاجة عشاني، أهلي حتى معملوش كدا، أبويا رماني والباقي وقف ساكت، مفيش حد غيركم ضحى بنفسه عشاني".
+
ساعدتها ساجية بالنهاية على النهوض واستبدال ملابسها الطبية، ومِن ثم ذهبوا جميعًا، صعد معهم"عبد الرحمن"، وقف أمام منزل"ليل" ولم يتركها كان يعلم ما ينتظرها، وجاء"حاتم" من الأسفل يقف أمامهم على عتبة منزله بمنتهى الجبروت، يعلم بكل شيء، رجاله مُتراصين حول منزله، شاهدوا زوجته في أحضان ذاك المُحامي مُدعي الفضيلة يحملها بين ذراعيه، ومِن بعدها علم بخبر القضية ضده، لكنه يعلم إن زوجته ذكية ولن تسمح بأي مكروه يصيب مُدللها"سيف"ومدللتها"منة"، هو يعلم ثغراتها ونقاط ضعفها وجاد التلاعب بهم، احتدت نظراته، الآن تقابل في مواجهة مع مُدعي الفضيلة، سخر بنبرته رغم عيونه الثاقبة الحادة_:
3
_أهلًا بشيخنا إللي كان من شوية بس شايل مراتي.
3
أقترب منه للغاية، لا يفصل بينهم شيء، قابلته جملته المُستاءة"لمرة واحدة يا"حاتم"خليك راجل".
+
"أنت إللي هتعلمني الرجولة؟، ولا هتعلمني التمثيل؟"
سأل بحيرة، باهر هو في دوره، رمق ساجية خلفه وكانت تحتمي فيه، شعرت بنظراته تجاهها، أمتدت يدها تُحيط بقميص الآخر، تحتمي فيه، وهو طوق النجاة بالنسبة لها، لم تشعر براحة إلا اليوم وهي معه وهو يقف يساندها، حدثه الأخر بنبرة محتدة شرسة"للأسف ناقصك تربية ورجولة، حتى لو حاولت تمثل هتفشل، إتقي شري، إنت واقف تتكلم كدا عشان أنت وسط رجالتك لكن صدقني لو خرجت من جُحرك هناكلك".
2
ختم حديثه بتحدٍ واضح، تابع حديثه للخائفة وراءه"يلا يا"ساجية".
+
هزت رأسها فورًا تسير أمامه، سمعت سخريته بـ"ياشيخ مش قدامنا".
+
استدار له يخبره بثقة"أنا مش زيك بستخبى في جُحري زي الفيران".
4
أوصلها حتى باب منزلها، رأى جسدها ينتفض بقوة، طرح سؤاله عليها بنبرة مستغربة، عاقد حاحبيه بعبوث_:
_إنتِ بتتنفضي كدا ليه أما تشوفي"حاتم"؟؟
+
ابتلعت لُعابها بشيء من التوتر، ظهر على تقاسيم وجهها زعزعتها، نطقت بعدما بللت شفتيها بلسانها"عشان بيضايقني".
+
اذبهلت ملامحه يسألها بـعدم فهم"بيضايقك إزاي يعني؟"
+
_عشان أنا مرة سمعت ليل قبل ما نتصاحب بتعيط وبتصوت فنزلت حوشتها وعالجتها وكدا فهو من ساعتها بقا كل أما يشوفني مع ليل بيضايقني بالكلام.
+
هتفت بنبرة منخفضة للغاية، واضعة عيونها بالأرضية باستحياء، شعر بـغليان بداخله، ليستفسر منها بحدة"ضايقك بالكلام بس ولا مد إيده عليكِ؟"
2
هزت رأسها ببطء، تخبره بـ"طلع إنهاردة عندي عشان ليل وشدني من إيدي جرجرني على السلم، آه ومرة شدني من أيدي بس أنا هزقته ساعتها".
4
كور قبضته بـاهتياج وهو يسبـه بداخله، لـن يرحمه يقسم، وتلك المرة لم يخطط لها، هو رَجل طبعه حامي، ودمه يغلي، تركها وهبط بإعصار، وأمام منزله بقدميه ضرب بابه، فتح له بعد ثوانٍ ليجد لكمة من نصيبه، وهو الآن رجاله في جحورهم، كل منهم مُلتهي في مصيبة يفعلها، والأخر وصل لأخر ذرة عقل يمتلكها، لا يتخيل كم مرة تعرض لها هذا الحقير وهي كانت خائفة منه، لكمه لأكثر من مرة بغضب وهو يتوعد له بالويل، والأخر لا يُهاب شيء هو بالأخير مَلِك السوق، ردد لهُ اللكمات بهمجية، يـردد بعض الكلمات الفظة البذيئة، في ثوانٍ كان يهبط "تيم"مُنضم إلى نصفه الأخر يسدد له اللكمات، وللحق الكُترة تغلب الشجاعة والاثنين كانوا يتوعدوا له، والأخر مَل واللعبة لم يستصيغها، نهى تلك المهزلة بـتوعده لهم بالموت وهو يتجه تجاه أحد الأدراج يُخرج منه مُسدسه الأسود الغير مُرخص!، يحتمي خلف لعبتهُ، لن يقدر عليهم لكن في رفة جفن سيجعلهم يرتعبوا منه، وتيم وعبد الرحمن للحق بجانبه وبجانب بلطجته لا شيء، هم تربوا تربية مثالية وهو خَريج سجون، تربية شوارع، لكن لن يجعلوه يتغلب عليهم، أقترب منه"عبد الرحمن"يخبره_:
6
_ساجية خط أحمر، لو اتعرضت ليها مش هرحمك، ولعبتك دي مش هتخوفنا، لو راجل أضرب.
8
وقبل أن يشهر مسدسه أمام وجههم، كانت ليل هي مَن تحدثت"أظن كفاية مهزلة لحد هنا يامتر أنت وهو، جاين تتهجموا علينا في بيتنا!"
9
اقتربت من زوجها تسحب منه مسدسه برقة تضعه في مكانه مرة أخرى، وبيدها الأخرى تجفف قطرات الدماء الساقطة من فمه وأنفه، مكملة حديثها بنبرة حادة"عايز جوزي يبعد عن مراتك أبعدها هي الأول عني وعن بيتي".
3
وهو يعلم إنها تفعل كل هذا من أجل إنقاذهم من بين يديه لكن استحسن لعبتها، هو بالأخير لا يحب استخدام مسدسه، لا يحب إظهار نفسه في الصورة، يقتل من وراء الستار، وهو ذكي ويجيد دائمًا استغلال الفرصة، لا يريد قتلهم الآن، ويريد استغلال فرصة دراما زوجته لصالحه، وكانت والدت تيم تستميل عبد الرحمن في الذهاب من بيته ونظراتها تجاه مسدسه خائفة، جميع من بالبناية تجمع، لكن لا أحد يقدر على التدخل، طردتهم ليل بجملتها"برا كلكم انا وجوزي عايزين نرتاح".
+
سحبت والدت "تيم"عبد الرحمن"و ابنها سريعًا تُغادر من عندهم، ما إن خطت قدميها خارج المنزل وأغلقت الأخرى بوجههم الباب بعنف مصدر صوتًا عالٍ للغاية، اقتربت منه تحدثه بـمنتهى الرضوخ والذُل"أنا قدامك أهو أعمل أي حاجة أنت عايزها، كمل إللي كنت بتعمله قبل ما عبد الرحمن ينزل تاني".
1
"حلوة تمثليتك إللي من شوية، كل دا عشان تنقذيهم مني؟"
استفسر منها بعيونه الحادة التي تخترقها، هزت رأسها سريعًا تنفي حديثه متحدثة فورًا بـخوفٍ"لاء والله أنا مكنتش عيزاك تقتل حد منهم وتدخل السجن".
1
_ليه بتتحديني يا ليل؟
وهو يعلم تمامًا إنها تحترق إذا لم تطلق عليه لسانها السليط، لكنها أردفت بصدق ونبرة باكية عالية"مش هتحداك تاني واللهِ، هعيش خدامة ليك واللهِ بعد كدا".
4
ومن جديد استفسر منها بنبرة خافتة"عاجبك إني كنت هموتك إنهاردة؟"
+
_لاء، أنا آسفة، خلاص واللهِ مش هدخل ساجية تاني ولا هروح ليها ولا أي حاجة، بس أنت بلاش تعملها حاجة.
لأول مرة يرى ليل منهزمة ضعيفة، شعر بنشوة وهو يراها تقف أمامه مذلولة مكسورة الجناح، من جديد سحب المسدس الخاص به من الدرج، يجلس على الأريكة بمنتهى الأرياحية، أشار لها لتجلس تحت قدميه، بالفعل نفذت له ما أمرها به، جلست تحت قدميه بمنتهى الرضوخ، قرب لعبته من رأسها يحدثها بـقسوة"أنا زهقت منك، إنتِ هتفضلي كدا كتير كدابة؟، أنا قادر أموتك حالًا".
10
أغمضت عيونها للغاية، تضم شفتيها ببعضهم بقسوة، متحدثة بنبرة مجهدة خانعة"مش هفضل، هتغير".
+
_إنتِ مش كنتِ دلوقتي مع الزفت هو وصحبتك؟
سألها بحدة، لتهز رأسها بفزع، مرددة بنبرة هلوعة"لاء لاء أنا صحيت لاقيت ساجية جنبي وخدتني وخرجنا لعبد الرحمن وقالي إنه رفع قضية وأنا رفضت وقولتله يسحبها، والله كنت بقول لنفسي إني هسمع كلامك دايمًا".
+
ضربها على وجهها لعدة مرات بخفة، يشجعها بكلمته"جدعة كدا أنا أحبك".
11
"____"
+
وبالأعلى كانت الأنفاس فقط هي المسموعة، لا أحد يعلم سبب شجار عبد الرحمن مع ذلك المجرم، ولا حتى يعلموا ماذا فعل لساجية، لا أحد يخبرهم بشيء، تحدث تيم بنبرة ساخرة مرحة"جي تتخانق مع حاتم!!، كان هيقتلنا يخربيتك، فاكر نفسك مسجل خطر!، دا لو كان عمل مكالمة في ثانية كان زمان العمارة مهدودة فوق راسنا".
3
_تيم أنا مبخافش من حد ولولا النمرة إللي ليل عملتها تحت مكنش قادر يدوس على الزناد حتى، وبعدين أنا مش هشوفه بيتمادى مع ساجية وأقعد ساكت، دا أنا أموت ولا إني اسيبه يبصلها حتى.
كان حديثه غاضب قوي للغاية، هدأ من روعه الثاني بجملته الجادة"أنا كنت بهزر واللهِ، أنا معاك حتى لو هموت، أنت أخويا وهي هتكون مرات أخويا".
2
_أنا ليل صعبانة عليا أوي، ليل بتموت معاه.
قالها بوجهٍ مختنق ونبرة حزينة، سخر تيم بـ"آه حتى بالأمارة وقفت تهزق فينا وقفلت الباب في وشنا".
1
والأخر يفهمها وهي طائرة، ويفهم تلك الدراما"كل دا كان عشانا إحنا مش عشانها، كانت خايفة لا يقتل حد فينا"
+
اقتربت والدت تيم تمسد على ظهر الخائفة بحنان، تسأله بهدوء"مالك يحبيبتي؟"
+
_عايزة أروح بيتنا بس عبد الرحمن قالي لاء.
زفرت بيأس، لتتحدث بمراوغة"مش عجبك بيتنا ولا إيه؟، دا أنا حتى بعمل الأكل عشان ناكل مع بعض".
9
"شكرًا ياطنط بس أنا ماما هتزعقلي لو عرفت إني كلت برا"تحججت بجملتها بأدب، دفعتها بحنق في ذراعها"أسكتِ خالص، أنا حماتك مش حد غريب".
+
حكت ذراعيها وهي تشعر بـبرودة تسري في جسدها، توجهت تجلس بجانب"عبد الرحمن" على مقعد قريب منه، وكإنها تحتمي بهُ!، حمحمت بنبرة منخفضة"ممكن نتكلم".
+
وتيم من طبعهُ حَاسيس نهض من مقعده يتحدث بـنبرة عادية موجه حديثه لهم"هدخل أعمل حاجة وأجي، خدي راحتك يا أنسة ساجية بيتك".
1
لم تتحدث حتى اختفى عن أنظارهم، بدون وعي منها امتدت يدها تتحسس فمـه المجروح، من صدمته وبدون تفكير دفع يدها بعنف يستنكر بكلمته"بتعملي إيه!؟"
10
_بشوف الجرح.
أجابته بعفوية، لـينتقل إلى مقعد أخر بعيد عنها يخبرها بـ"شكرًا بس كدا مينفعش".
2
بدأ الخجل يحتل وجنتيها، أردفت بنبرة محرجة"واللهِ مش قصدي، أنت ليه عملت كدا؟، أنا خوفت عليك واللهِ، مكنتش عيزاك تنزل تتخانق معاه أفرض قتلك؟"
احتدت جملتها في النهاية، تسأله بانفعال، ابتسم رغمًا عنه يحدثها بنبرته الحنونة"متخافيش عليا، المهم لو أي حد اتعرضلك قوليلي ومتخافيش".
+
_أنا خايفة تتأذي، مش هسامح نفسي.
نطقتها بتوجس، حقيقي تخشى عليه، طمأنها بنفس نبرته"متخافيش أنا معايا ربنا، ممكن بقا تبطلي خوف؟"سألها في النهاية ببسمة، هزت رأسها بهدوء وصمتت، لكنها تحدثت بعد برهة من الزمن بـامتنان"شكرًا يا عبد الرحمن أنا انهاردة لأول مرة أحس بأمان، حسيت بأمان لما أنت أول حد جه في بالي واتصلت بيك ومخذلتنيش وجيت في أقل من عشر دقايق، ولما وقفت جنبي في المستشفى وطمنتني، مكنتش أتوقع إنك هتيجي كنت فاكرة إن كدا ليل هتضيع، أنت أنقذتها وأنقذتني، وحسيت بالأمان لما استخبيت وراك من عيون حاتم وأنت مبعدتش، وحسيت بالأمان أما نزلت تتخانق معاه عشان بيتعرضلي، من غير ما تفكر حتى هو قد إيه خطر، أنا أول مرة أحس بالأمان، والإحساس دا بسببك، شكرًا".
10
بداخلها مستريح للغاية، وحديثها راضٍ عنه، وهو بكلماتها نزعت عنه ألمه وإنشغال تفكيره، ورده عليها كان بسيط، بسيط جعلها تبتسم بخجل وتناست كل شيء!"مستحيل أخذلك، إنتِ كلها كام يوم وتبقي على ذمتي".
5
ولأول مرة لم تتوتر من كونها ستكون زوجته بعد عدة أيام، حاولت الفصل الأن بين لحظات ارتياحها ولحظات خوفها من الزيجة، غريب الحنان في ثوانٍ جعلها تعيش في عالم أخر!!
+
"_____"
+
"كنت شايل ميتين جنيه في الدرج أنتِ خدتيهم؟"
سأل والدتها بطريقة منفعلة، تدخلت"منة"سريعًا تهتف بنبرة متصنعة التذكر مبطنة بالخُبث"سيف خدها، أنا شوفته إمبارح الصبح أصل بعيد عنك كان وراه لف كتير، على الدروس والحصص يعني".
+
توجهت جميع الأنظار تجاهها، رمى "سيف"عليها بنظرات نارية، يسألها بعدم فهم"فلوس إيه مخدتش حاجة أنا"!
+
_لاء أنت ناسي يا"سيف"إمبارح الصبح أنا شوفتك ها.
ذكرته بطريقة مستمتعة ماكرة، تلف خصلة من شعرها على سبابتها، قابلتها جملة والدها الحادة"هو انا وجهت ليكِ كلام؟"
5
هزت منكبيها بلا مبالاة، تُرجع رأسها مرة أخرى صوب هاتفها تتصنع الإندماج به، سمعت شقيقها يؤكد حديثها متصنع التذكر"أيوة صح هي صح أنا كنت ناسي، خدتها عشان كان ورايا دروس كتير".
+
رفعت والدته حاجبيها بتعجب، تسأله بنبرة حادة"وأنت مش هتبطل اخد فلوس بقا، وياريتك بتذاكر ولا فين الملازم إللي بتشتريها، ياريتك بتفتحهم وكنت هقول معلش الفلوس تغور لأجل الواد ينجح لكن أنت بقيت تاخد فلوس وميبنش فيك حاجة".
+
ارتسمت فورًا على وجه"منة"بسمة متشفية، ثم حدقت به مُشيرة برأسها بمعنى أن يُجيبها، لكن فورًا تلاشت بسمتها عندما استمعت إلى صوت والدها العالٍ، ناهر والدتها بجملته الساخطة_:
_وأنتِ مالك أنتِ كمان؟؟، أنتِ هنا ملكيش دعوة تقعدي زيك زي الكرسي.
5
"ليه هو ابنك لوحدك ولا إيه؟"استهجنت بجملتها محتدة تزامنًا مع حركات يدها المنفعلة، استغلت"منة"شجارهم ودلفت إلى غرفتها غالقة بابها خلفها بهدوء للغاية، دلف خلفها"سيف" ومرتسمة على وجه ملامح الغضب، كانت تعلم إنه سيدلف خلفها، واجهته ببسمة باردة للغاية، سألها بسخطٍ"سرقتِ الفلوس ودبستيني أنا؟"
+
ارتمت فوق فراشها تضحك بانتصار، تستفسر منه بدهاء، مع عيونها التي لم تتحرك من عليه"كنت عايزني أضرب وأنا في إيدي كنز؟"تعجب من جملتها، يعقد حاجبيه بذهول يردد وراءها بتعجب"كنز!، كنز إيه؟؟"
3
مازالت على نفس وضعيتها ولم يرف لها جفن حتى، متحدثة ببطء قاصدة به توتره"أنا وأنت عارفين، وأنت فهمت أنا كان قصدي إيه برا يبقا بلاش لف ودوران ونلعب على المكشوف".
+
فهم مقصدها، وفورًا علم بتفكيرها وما يدور ببالها وكيف لا يفهمها وهو أقرب شخصٍ لها!، ضحك بسخرية ماسح على وجه بكفه، مردف بنبرة متهكمة"قولي المقابل".
+
صدرت منها شهقة مصطنعة واضعة يديها تلقائي فوق شفتيها متحدثة بطريقة منصدمة"يقطعني أنا بردو أخد منك مقابل؟"
+
أكمل ضحكه يهز رأسه بسخرية، رفع حاجبيه لتكمل حديثها، لتنهض تقف أمامه تلعب في خصلات شعرها المجعد، تتصنع الحيرة بقولها"المقابل إيه يا"منة"مقابل إن سيف اتلم على عيال ***** إيه يا منة، آه خلاص لاقيتها كُل مليم أبوك يديه ليك أخد نصه أصل معلش مش أنت إللي تكوش على الفلوس كلها، ينوبني من الحُب جانب ياحُب وإلااا"
+
هددته في النهاية ليبادرها هو بدفعه لوجهها يحدثها بغليل"سكتلك كتير وكفاية تهديد ومش هعمل أي حاجة وهخرج أقول لأبوكي إنك حرامية وشوفي أما يعرف هيعمل فيكِ إيه، وآه لو حاولتي تقولي له على السجاير مش هيصدق وحتى لو صدق وعرف مش هيعمل حاجة".
1
_خلاص وأنا هروح أقول لامك وليل وهما هيصدقوني وشوف بقا هيحصلك إيه.
قالتها بطريقة غاضبة للغاية متوعدة، استهزاء بحديثها يردف بـعدم اكتراث"مش فارقين معايا كلكم".
5
رفعت حاجبيها تتأكد منه بخبثٍ"طب ولو عرفوا إنك بتشرب حشيش؟؟"
+
وقعت الكلمة على مسامعه كالصاعقة، كيف علمت! هي فقط رأته يمسك بسيجار عادية للغاية، كيف!!!، فهمت ما يدور بباله لتوضح الأمر ببساطة"لو فاكر إني هبلة يبقا أنت غلطان أنا من بدري اوي كنت شاكة إنك بتشرب ولما شوفتك إمبارح اتأكدت وكمان كل أعراض الحشاش هي نفس أعراضك، عيب يا سيف أنا مش هبلة زي أختك وأمك وبطلع كل شوية مبررات هبلة متدخلش دماغ عيل في كي چي دا أنا صايعة وأنت عارف"غمزته في نهاية جملتها، تضحك بشقاوة في موقف متوتر لا يليق بالمزاح حتى!
7
_محصلش، وبعدين مفيش دليل تثبتيه عليا، وصياعتك دي مش عليا يامنة.
دافع عن حاله بكلماته المضطربة بخوفٍ، أخرجت مـن جيب بنطالها البيتي ورقـة صغيرة لامعة مغلفة بداخلها شيء سميك تُلقيها في وجه متحدثة بدهاء"بمناسبة الصياعة، الحتة دي تلاقيك هتقلب عليها الدنيا، غالية أصلها".
+
دنى بجسده يلتقط الورقة وبداخله يعلم ما تحتويه، قبل أن يعتدل في وقفته أردفت بسخرية"بس أنت ذكي لحد الأن بتعرف تشغل مخك وبتخبيها فوق الدولاب هي والولاعة، بس عيب عليك أنا من وأنا صغيرة وأنا صايعة ومتربتش وأنت عارف فـلما تحب تتعلم الصياعة على أصولها تعالى ليا".
1
_مش بتاعتي وحتى لو بتاعتي هاخدها ومش هيبقا معاكِ دليل.
رغم كل ما أردفت به ومازال على رأيه ومُصمم!، حركت منكبيها بمنتهى البرود، تبتسم متحدثه بثقة"خلاص فكك من الصياعة وندخل علمي، تعالى نقول لأختك الكبيرة وأمك وياخدوك يكشفوا عليك".
+
أغمض عيونه ضاغط عليهم بقوة، منه ذكية لأقصى درجة، لا يستطيع الكذب عليها، أكملت حديثها جالسة فوق فراشها متحدثة بغليلٍ دفين لاحظه في نبرتها"بس أنا مش هقول عارف ليه؟"سألها بنظراته لتجيبه بحقدٍ"لإني تعبت من كون إنك دايمًا محور الكون، فـهسيبك كدا".
3
مِن المفترض إنه يزفر بإرتياح إنها لن تخبر أحد لكن لسانه انعقد من الصدمة، كيف قلبها يحمل له كل هذا الكره!، استنكر بسؤاله"أنتِ إزاي بقيتِ كدا؟!"
+
_أنت وأبوك إللي خلتوني كدا، أنا بكرهكم.
هتفت بها بشراسة تشهر سبابتها أمام وجه، تابعت وهي تتطلع به بعيونٍ حاقدة"طول عمر أبوك بيعاملك على إنك ملك وانا مجرد خدامة، قاعد يقول باشمهندس سيف سيف سيف كل حاجة سيف أومال أنا فيـــن!، حتى أمك عندها سيف المقدس لكن تولع منة، كان نفسي أدخل ثانوي عام مع إني كان ناقصلي عشر درجات على الدرجة النهائية لكن ابوك قال إزاي إزاي منة البنت تتساوى بالراجل فدخلني حتة مدرسة معفنة، وبقا كل همه الباشمهندس سيف، قولي بقا هتبقا إزاي باشمهندس وأنت بتسيب الدروس وتروح تصيع تعاكس البنات"؟؟
سألته بسخرية لاذعة ترمي عليه بنظرات مستحقرة، ملتوي فمها بتهكم واضح
5
تكونت طبقة شفافة على عيونه لم تسقط، كيف تُكن له كل هذا الكُره!!، هو لم يفعل لها شيءٍ منذ طفولته تغير معها لشهر واحد فقط! أمس فقط تمادى معها لكنه يقسم يعشقها، يريد فعل لها أي شيء، كان يأخذ ضرب والده عنها، كان يخبئها من والده، كان يخشى عليها من أي شيء، تغير نعم بسبب ذلك السم لكنه سيظل سيف أخيها الذي لا يستطيع العيش بدونها، سقطت دموعه، يحدثها بدهشة_:
2
_كل دا كره في قلبك ليا؟، دا أنا كنت بعمل أي حاجة عشان اخليكِ مبسوطة، وقعدت اتحايل على ابوكِ عشان يدخلك ثانوي بس مسمعش مني، أنا مستهلش منك كل الكره دا، أنا بحبك اوي، وكان عندي استعداد من وأنا صغير اشوف ابويا بيعاملكم إزاي وأعاملكم بنفس المعاملة، أنتِ كنتِ أكتر حد برتاح معاه في الكلام، أنتِ يامنة إللي بتقولي كدا؟؟
1
دفعته في صدره لعدة مرات تصرخ به بغليلٍ"آه أنا يا"سيف"وعلى فكرة كله بسببكم، أنا إمبارح كنت هبوس أيدك عشان بس تاخد من بابا خمسين جنيه وأنت مرضتش، واستقويت عليا في الشارع، وكمان بقيت شخص تاني، فـمتنتظرش مني رد فعل تاني بقا، وزي ما قولتلك مش هقول لحد أعمل إللي عايزه إنشالله تضرب حقن هديهالك بإيدي".
+
هل لتلك الدرجة؟؟، هل الكره تغلب عليها وتلاشى حبها له!!، سألها بعدم تصديق"أنتِ مش خايفة عليا؟؟"
+
_اخاف عليك وأنت مخوفتش على نفسك؟؟، قولي تيجي إزاي؟، افتكر إني جيت من فترة وكلمتك وقولتلك لو بتعمل حاجة غلط أبعد عنها وووو وقولت كلام يلين الحجر وأنت مشيت ورا الصيع الحشاشين فـ اشرب بقا يا"سيف".
1
حرك رأسه بالموافقة على حديثها يغمغم بـ"تمام، لو شفتيني بولع قدامك متتكلميش".
2
نهى جملته مغادر غرفتها يتركها تقف بمفردها بالغرفة، ظلت واقفة لعدة دقائق تطلع إلى إنعكاسها بالمرآة، ثوانٍ واجهشت بالبُكاء، وقعت على الأرضية بقوة، تُحيط بيديها وجهها، كان حديثها قاسٍ عليه، أصبحت قاسية، لا تعلم لماذا، من المفترض ان تحزن بسبب إنه أكد ظنونها، كانت تعتقد إن جزء بداخلها يشعر بالنصر"سيف"المدلل فسد، لكن لماذا تتألم بداخلها إلى ذلك الحد؟، أليس أبيها هو مَن أفسده!، أليس سيف هو من رمى بنفسه في الجحيم!!، الرجال جميعهم يركضوا وراء شهواتهم، الرجال مُقرفين يلقوا بأنفسهم في الجحيم، اللعنة على الرجال!، وعلى أخيها وأبيها وزوج شقيقتها وحبيب شقيقتها ومُعلمها السخيف.
6
خـلعت تيشرتها البيتي ترمق بالمرآة أثار الضرب على جسدها، معلمها الـ...ضربها بقسوة حتى تُورم جسدها، وشقيقتها بدلًا من هدم المدرسة فوق رأسه هو ومديرتها السخيفة ذهبت تُكافئهم، تعطيهم هدايا، اللعنة!!، تقسم إنها ستنتقم من الجميع وسـيف ومُعلمها انضموا اليوم إلى دائرة انتقامها!!
22
"____"
+
وعـبد الرحمن هُلك اليوم فعليًا، رجـع منزله يُلقي مفاتيحه بإهمال، دلف غرفة شقيقه يطمئن عليه، إنشغل اليوم ومع ساجية وهمله، وجد شقيقه منهمك في مذاكرة دروسه، ابتسم بخفوت يشجعه بنبرة عالية"ربنا يوفقك يا حبيبي، أكلت ولا لسة؟"
+
تـرك القلم من بين أنامله يحدثه بنبرة متذمرة منزعجة"لسة فاكر تسأل عليا؟، كلت يابابا هو أنا مكنتش هاكل لحد الساعة حداشر!!"
+
"ما أنا أتصلت أقولك تعالى لينا عند خالتي إنت إللي رفضت".
دافع عن نفسه بحنقٍ، ليحدثه الأخر بنفس نبؤته الحانقة"مش هروح مكان فيه خطيبتك، خلي بالك أنا مش موافق على الجوازة دي، وبعدين يابابا من ساعة ما اتقدمت ليها وأنت ملهي معاها، خليك فاكرها".
3
_دا أنت لو حماتها مش هتبقا بتكرها كدا، كمل مذاكرتك وأنا جبت جِبَن وفينو هخرج أعملك وأجي.
1
خرج من غرفـته ليزفر الأخر بضيق، ساجية بدأت تأخذ أخيه منه، هو ليس معترض على هذا لكن الإعتراض كله يكمن في ساجية نفسها!!
+
دلف شقيقه بعد وقتٍ يحمل صحن كبير ممتلئ بالشطائر، استغل فرصة اجتماعه مع أخيه ونطق بـ_:
_أنا عايز أقولك حاجة بس خايف منك يا"عبدو"
نطق بها بشبه نبرة مهزوزة متوترة، ضحك الآخر ليخفف من خوفه الزائد، متحدث بمرح"متخافش ياقلب أخوك قول العاملة السودة إللي عملتها وخايف إني أعرفها من برا".
3
من المفترض أن يعترف هكذا!!، عبد الرحمن أخافه أكثر، يوسف أذكى من ساجية ذهب لأخبار أخيه بفعلته بدلًا من ابتزازهُ بها، وجعل ساجية تتحداه وتمسكه من يده التي تؤلمه، هو لن يجعلها تفعل هذا وذهب لأخباره بنفسه إتقاء لـغضب أخيه عندما يعرف من الخارج وليس منه، هو أعلم بغضب أخيه، ابتلع لُعابه بإحراج من حاله مردف بـ"سبب خناقتي أنا وباسم وخالد إنه لاعبنا كُوتشينة بس قمار وإحنا مكناش فاهمين شروط اللعبة فـخسرنا وخد مننا فلوس، بس هو واللهِ كان غاشش في اللعبة بس".
+
وعـبد الرحمن صبرهُ نفذ، لم يكن يتوقع إن شقيقه يخيب ذنونه فيـه، توسعت عيونه شيء في شيء وهو يخبره، والأخر بدأ الندم يظهر على وجه بعدما رأى تغير وجه أخيه، أقترب على الخطر!!
11
"_____"
+
الانتظام فيا من وأنا قد كدهو🤩.
+
حاسة إني استاهل مكافأة إني نزلت البارت بدري عشان كدا كَـمُكافئة ليا هاخد راحة بجا.😾😾
+
ونستعد بقا عشان ساجية وعبد الرحمن هتبدأ أحداثهم مع بعض.🤩🤩
+
وأعملوا النجمة وقولوا رأيكم بطلوا كاريزما.
+
جماعة ورأيكم في ليل وحاتم؟
6
وساجية ورد فعل عبد الرحمن
+
ومنة وسيف وكدا بقا.
+
ويلا بـاي✨❤️