اخر الروايات

رواية نشوة العشق اللاذع الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم سارة علي

رواية نشوة العشق اللاذع الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم سارة علي 


                                    

الفصل الخامس والعشرون


+



( الجزء الأول ) 



+



منعزلة في جناحها كعادتها لا رغبة لديها في مغادرته ...


+



مشاعرها مضطربة مثل أفكارها تماما ...


+



لن تشعر بالراحة حتى يسامحها راغب ويغفر لها خطأها الجسيم ...


+



تبحث عن فرصة مناسبة تتحدث معه من خلالها وترجوه أن يسامحها ..


+



علمت ليلة البارحة بخطبة الآخر على فتاة من عائلة أرستقراطية معروفة  ...!


+



تجاهلت شعور الغضب الممزوج بالحقد إتجاهه إلى جانب السخرية التي شعرت بها وهي تراه يسعى للإرتباط سريعا فقط كي يثبت لها ولنفسه قبلها إنه لا يهتم برفضها بل أتى بمن هي أفضل منها ...!


+



بكل الأحوال هذا الأمر كله لا يعنيها فجل ما يهمها الآن هو راغب وكيفية مصالحته ...


+



قررت المواجهة أخيرا ...


+



مواجهة لا مفر منها بكل الأحوال ...


+



غادرت جناحها بخطوات ثقيلة ومشاعر متأهبة ...


+



سألت عنه الخادمة لتخبرها إنه في مكتبه يراجع أعماله كعادته في هذا الوقت من المساء ...


+



إضطربت أنفاسها بينما تطرق على باب الجناح ليصدح صوته الرخيم يسمح للطارق بالدخول ...


+



دلفت إلى الداخل بملامح خجلة سرعان ما شحبت حالما رفع عينيه نحوها ...


+



إحتل الوجوم ملامحه بينما تحاملت هي على نفسها وشحنت كل القوى التي تحملها داخلها وسارت نحوه بثبات مصطنع قبلما تقف قبال مكتبه تهمس بصوت متحشرج :-


+



" أنا آسفة .. أرجوك سامحني ..."


+



طالع ملامحها المتوسلة بصمت ...


+



لاحظ مدى شحوب ملامحها والضعف المسيطر على تقاسيم وجهها  ...


+



أشفق عليها والضيق تمكن منه بسبب حالتها الرثة تلك والتي لا تشبهها أبدا ولا تليق بها ..


+



في النهاية هي هالة غاليته التي لا يحب أن يراها بهذا الشكل المزري والمثير للشفقة ...


+



صمته الذي طال قليلا مع عدم طرده مباشرة لها كما فعل سابقا خفف من حدة توترتها وخوفها فسارعت تضيف بأنفاس متوترة :-


+



" أعلم إنني إرتكبت خطئا كبيرا ... في حقكم وحق نفسي كذلك ..."


+



" نعم خطأ فظيع لم أتوقع أن يصدر منك أنتِ تحديدا ..."


+




                

تشنجت ملامحها بينما نهض هو من مكانه وتقدم نحوها لتخفض ملامحها على الفور فيهتف بها آمرا :-


+



" لا تخفضي عينيك ... إنظري إلي.... إنظري جيدا ..."


+



رفعت عينيها بنظراتها المترجية نحوه ليهدر من بين أنفاسه المتصاعدة :-


+



" هل كنا نستحق منك أنا وشقيقتك تصرفا كهذا ...؟! هل كانت والدتي تستحق ذلك ..؟! ووالدي ..؟! هل كنا جميعنا نستحق أن تخونين ثقتنا وتطعنينا في ظهرنا بهذه الطريقة ...؟!"


+



ملأت العبرات عينيها بينما سأل هو بقهر خفي :-


+



" لماذا يا هالة ..؟!"


+



تأمل العبرات التي كست عينيها بجمود ...


+



عقله يرفض الاستيعاب ...


+



ما يحدث هراء ...


+



" سنوات وأنت تخدعيننا ... كنت تقابلينه سرا .. تتبادلين الغراميات معه من وراء ظهورنا .. "


+



خفتت نبرته والطعنة كانت أقسى مما تتخيل ..


+



هي كانت بمثابة ابنته وليست فقط ابنة خالته وربيبة عائلته ..


+



مكانتها كانت مختلفة لديه ...


+



مختلفة كثيرا ...!


+



" طعنتني في ظهري ... ليس وحدي فقط ... ووالدي أيضا ... "


+



استطرد بوجه جامد يخالف تلك الجمرات المشتعلة في صدره  :-


+



" وأنا الذي وثقت بك دائما .. وثقت بتربيتك ... بنباهتك ورجاحة عقلك ... حتى إنني لم أتردد لحظة واحدة وأنا أرسلك خارج البلاد تدرسين هناك ... "


+



أنهى حديثه بتهكم لاذع :-


+



" وأنت كنت تنتهزين الفرص لتلتقيه .. يسافر هو إليك ... أليس كذلك ..؟!"


+



وأخيرا نطقت بصعوبة :-


+



" كنت غبية ...أعلم ذلك ..."


+



" لم تكونِ غبية بقدر ما كنت مستهترة .. هذا الوصف أدق بكثير ..."


+



قالها بقسوة جعلت عبراتها تتساقط بغزارة لتهتف بصوت باكي :-


+



" معك حق ... لا يمكنني قول سوى ذلك ولا يمكنني تقديم شيء غير الاعتذار منك .."


+



ثم قبضت على كفه ترجوه من بين شهقاتها :-


+



" أنا آسفة ... آسفة حقا .. أرجوك سامحني ..."


+




        


          


                

أكملت وهي ترفع عينيها اللتين سيطر عليها اللون الأحمر :-


+



" أنت بالذات لا يمكنني تحمل خصامه لي ... أعترف إنني خذلتك ولكنني لم أقصد ... أرجوك سامحني ... أنت يا راغب دائما ما كنت بمثابة أبي الذي فقدته مبكرا وأخي الكبير .... أتحمل خصام الجميع لي ... أتحمل نبذهم جميعا لي عداك أنت ..."


+



تنهد بصعوبة وكلماتها تؤلم روحه كثيرا ...


+



حرر كفه من قبضتها بينما يتذكر نصيحة والده رغما عنه بعدم الضغط عليها بشكل مبالغ ...


+



هتف ببرود :-


+



" كفكفي دموعك يا هالة ..."


+



شهقت باكية بعنف هذه المرة ليزفر أنفاسه بتعب قبلما يطلب منها بهدوء :-


+



" توقفي عن البكاء ...."


+



أكمل مشيرا إلى الكرسي خلفها :-


+



" إجلسي وإرتاحي ..."


+



جلست فورا على الكرسي وقد تمكن التعب منها بينما إتجه هو يصب المياه الباردة لها لتتناولها منه و ترتشف الماء تدريجيا ...


+



سارعت بعدها تمسح عبراتها لتجده يجلس على الكرسي المقابل لها فتهتف سريعا :-


+



" سأفعل ما تريده وسأتحمل أي عقاب يصدر منك فقط كي تسامحني وتغفر لي ..."


+



سأل بتجهم :-


+



" هل تعنين ما تقولينه ...؟!"


+



هزت رأسها مؤكدة حديثها فيخبرها بثبات :-


+



" لا سفر مجددا ... ستمارسين عملك هنا وتقدمين الدراسات العليا هنا ..."


+



طالعته بتردد فهي كان حلمها أن تأخذ شهادة الدكتوراة في أحد التخصصات الطبية من إحدى الدول الأجنبية ..


+



لم يغب عنه ترددها ليهتف بحزم :-


+



" لا سفر بعد الآن يا هالة ... "


+



إبتلعت ريقها بصعوبة قبلما تحسم قرارها :-


+



" موافقة ..."


+



أومأ برأسه مرددا :-


+



" حسنا .."


+



ثم أضاف بذات الثبات :-


+



" وهناك نقطة أخرى .. ستعديني ألا تخفي عني أي شيء يخصك أو يحدث معك ... وألا تتصرفي بأي شيء مهم دون علمي .."


+



" أعدك ..."


+



قالتها دون تفكير ليخبرها قاصدا :-


+




        

          


                

" لو كنت أخبرتني بتهديداته لكنت تصرفت بنفسي وحللت الأمر و إستمر زواجك كما أردت دون مشاكل ..."


+



" كنت حمقاء ... وكنت خائفة من ردة فعلك ..."


+



تمتمت بها بنبرة بائسة ليخبرها ببرود :-


+



" نعم كنت سأغضب منك وربما أقاطعك لفترة لكنني كنت سأنهي كل شيء وأجعل ذلك الغبي يبتعد عنك نهائيا لكنك إعتدتِ أن تتصرفي لوحدك دون مشورة أحدهم وهذه هي النتيجة ..."


+



كانت تعلم إنه معه حق بل معه كل الحق ..


+



سألها بعدها :-


+



" علام تنوين الآن ...؟! هل قررت ما ستفعلينه ..؟! بالتأكيد لن تبقي تبكين على الأطلال .."


+



أخبرته بهدوء جاهدت لتصل إليه :-


+



" سأبدأ في العمل .. سأتحدث مع راجي ... سأعمل في المشفى الذي يعمل به ... وسأنتظر بضعة أشهر وأقدم على الدراسات العليا ...."


+



" هذا جيد ... ركزي في مهنتك ودراستك فهما أهم شيء حاليا ..."


+



" معك حق ..."


+



همست بها ليخبرها بجدية :-


+



" إذهبي وجهزي نفسك لتتناولي العشاء معنا هذه الليلة وتوقفي عن الإنعزال في جناحك ..."


+



نهضت من مكانها تهتف بطاعة :-


+



" حسنا ..."


+



تحركت خطوتين قبلما تعاود النظر نحوه لتتقدم نحوه وتعانقه بشكل جمده لحظيا قبلما تبتعد عنه قليلا تخبره بصدق لمس قلبه :-


+



" أشكرك يا راغب ... أشكرك كثيرا .. وآسفة مجددا على كل شيء .."


+



ثم تحركت تغادر المكان تاركة إياه يتابعها بنظرات حزينة متمنيا داخله أن تتخطى المرحلة السابقة على خير ..!


+



**


+



دلف راغب إلى جناحه بملامح مرتاحة قليلا ليتفاجئ بها تنهض من مكانها سريعا راكضة نحوه ...


+



دون مقدمات عانقته ليندهش من تصرفها الغير مفهوم قبلما يبادلها عناقها محاوطا جسدها بذراعيه يضمها إليه أكثر ...


+



إبتعدت عنه بعد لحظات لترفع عينيها اللامعتين بدموع حبيسة وهي تهمس له بإبتسامة محبة :-


+



" شكرا ... شكرا كثيرا لأنك سامحت هالة ... "


+



إبتسم بمهادنة :-


+



" كان يجب أن أفعل ... صحيح وضعت شروطا .."


+



قاطعته بجدية :-


+




        

          


                

" ليس مهما ما وضعته من شروط ... هي فعلا تحتاج أن تتعلم من خطأها ولكن المهم إنك غفرت لها ..."


+



أضافت بحزن :-


+



" لو رأيت مدى سعادتها وهي تبلغني بما حدث بينكما ... كادت تطير من فرحتها ... هالة تحبك كثيرا ومتعلقة بك أكثر ..."


+



" وأنا أحبها جدا وأعتبرها بمثابة ابنتي التي لم أنجبها ..."


+



قالها بصدق لتهمس بنبرة تحمل وجعا :-


+



" هي ترى فيك والدها الذي غادر عالمها وهي ما زالت طفلة صغيرة ..."


+



تمتم بجدية :-


+



" رحمه الله ... أنت فقط لا تبكي .."


+



إبتسمت بنعومة ثم قالت بجدية :-


+



" هناك شيء آخر ..."


+



طالعها بإهتمام لتخبره بصدق :-


+



" أعتذر مجددا عما بدر مني من كلام سخيف بخصوص هالة ... أنا آسفة حقا يا راغب ..."


+



" وأنا قبلت إعتذارك مسبقا يا همسة وأتمنى أن نغلق هذا الموضوع نهائيا بعد الآن ..."


+



هزت رأسها موافقة ليخبرها بعدها وهو يتجه نحو الخزانة ليخرج له ملابسا :-


+



" هالة ستبدأ عملها في المشفى مع راجي ..."


+



" هذا رائع ..."


+



قالتها قبلما تخبره بجدية :-


+



" دعني أنا أخرج ملابسك ..."


+



أكملت :-


+



" الحمام جاهز ... "


+



" ما كل هذا الدلال ...!!"


+



قالها ممازحا لتبتسم بشقاوة مرددة :-


+



" ما زال هناك الكثير من الدلال ..."


+



جذبها نحوه يخبرها من بين أنفاسه التي إشتعلت كليا بسبب شقاوتها المحببة والتي لم تظهر عليها مسبقا  :-


+



" ما رأيك أن نذهب إلى السرير و ..."


+



قاطعته سريعا :-


+



" كلا ، خذ حمامك أولا ... "


+



أضافت تغمز له ثم تهمس بمكر لا يشبهها :-


+



" السرير له وقته ..."


+



بدت مختلفة هذه المرة ...


+



كانت همسة أخرى غير التي يعرفها ...


+



ورغم إنها تتحدث بطريقة لا تشبهها ولا تشبه شخصيتها المعتادة إلا إنها كانت صادقة في تصرفاتها عفوية لا تدعي ما ليس بها ...


+




        

          


                

إستسلم لرغبتها وإتجه إلى الحمام كما كان مقررا بينما هي أخذت تختار له ملابس خروج مناسبة ثم جهزت ملابسها هي الأخرى عندما سقطت عينيها على صورة مرمية بإهمال في الخزانة التي تضم ملابسها لتسارع وتسحبها حيث كانت صورة لهما من حفل خطبتهما ...


+



تأملت نفسها وإبتسامتها الرقيقة بينما يقف هو جانبها مبتسما بثقة والغريب إن عينيه كانتا تفصحان عن فرحة صادقة وهي نفسها كانت تبتسم بخجل ولم تكن تحمل مشاعرا سلبية وإن كانت ما زالت مستغربة الوضع الذي تعيشه وقتها ...


+



شردت في الماضي متذكرة كيف تمت خطبتهما ...


+



قبل سنوات ..


+



فوجئت بشدة عندما وجدته يطلب منها التحدث على إنفراد مستغلا غياب والديه عن القصر في رحلة قصيرة خارج البلاد وإنشغال البقية في دراستهم ...


+



تبعته إلى الحديقة الخلفية لتقف أمامه بإرتباك كان يشعر هو الآخر به ...


+



كانت المرة الأولى التي يشعر بها بالإرتباك ...


+



لطالما كان رجلا قويا واثقا من نفسه وقراراته لا يرتبك ولا يتوتر إطلاقا لكنه اليوم وفي هذه اللحظة هو مرتبك ومتوتر للغاية ...


+



" إسمعيني يا همسة ..."


+



قالها بهدوء لتتمتم بتوتر :-


+



"أسمعك ، تفضل ..."


+



تنهد بصوت مسموع ثم قال مقررا طرح الموضوع أمامها دون مقدمات لن تفيده بشيء :-


+



" قبلما أقول ما لدي تأكدي إن القرار لك وسأحترمه في جميع الأحوال .. بإختصار أنا أريد خطبتك ...."


+



لم تستوعب ما سمعته ...


+



بهتت ملامحها كليا ...


+



ما قاله كان صدمة حقيقية ...


+



لم تتوقع يوما أن يعرض عليها راغب بنفسه الزواج ...


+



كان من الممكن أن تتوقع عرضا كهذا من أي شخص تعرفه عداه هو ...


+



" تخطبني أنا ...؟!"


+



نطقتها بعدم تصديق ليهتف بذات الجدية :-


+



" نعم يا همسة ، أخطبك ..."


+



أضاف بسرعة :-


+



" وأنت حرة في قرارك ... تقبلين أو ترفضين ... وعليك أن تتأكدي بأن رفضك لن يغير أي شيء في وضعنا الحالي ... أنا حتى لم أخبر أحدا بهذا ولن أخبرهم إلا في حالة واحدة وهي قبولك لكن غير ذلك سيبقى هذا الطلب سرا بيننا إن رفضتيه ..."


+




        

          


                

تنهد مجددا :-


+



" يعني لا تفكري بأي شيء سوى قرارك النابع من داخلك وأكررها مجددا أنت حرة في قرارك وإذا رفضتني فهذا لن يغير أي شيء ولن يعلم أحد بما دار بيننا ... يعني لا تشعري بالإحراج أبدا ..."


+



هزت رأسها بمشاعر متضاربة والصدمة ما زالت كبيرة عليها ...


+



هتف بحيادية :-


+



" خذي الوقت الذي يكفيك لتتخذين قرارك ... وبعدها أخبريني به ..."


+



غادرت المكان سريعا وعقلها مشوش بالكامل ...


+



سهرت طوال الليل وهي تفكر في طلبه ...


+



طلبه الذي لم تستوعبه بعد ....


+



لماذا هي ...؟!


+



على أي أساس إختارها ...؟!


+



لماذا هي دونا عن البقية ...؟!


+



نهضت من مكانها وتوجهت بآلية نحو المرآة تتأمل نفسها بإهتمام ...


+



لا تنكر إنها تحمل جمالا يثني عليه الجميع ببشرتها الثلجية وعينيها الخضراوين وملامحها الرقيقة لكن هناك الكثير ممن أجمل منها وأولهم يسرا خطيبته السابقة ..


+



يسرا أجمل منها بل أكثر فتنة منها بمراحل ناهيك عن قوة شخصيتها وصلابتها ...


+



لطالما كانت تليق به وبكل هيمنته وقوته عكسها هي ...!


+



مالذي جرى ليترك يسرا التي تناسبه في كل شيء ويختارها هي بينما لا تناسبه هي إطلاقا ...؟! 


+



أرادت أن تبحث عن سبب مقنع لكنها لم تجد سببا وافيا يريح قلبها ...


+



وفي خطوة جريئة لا تشبهها غادرت جناحها باكرا دون أن تنام لحظة واحدة متجهة إلى جناحه فهو بالتأكيد مستيقظا مبكرا كعادته ...


+



لوهلة أرادت أن تهرب بعدما طرقت على باب جناحه بخفة لكنها تراجعت بثبات مصطنع عندما فتح الباب فتمكنت منه الدهشة للحظة قبلما يبتسم مرحبا بها لكنها تجاهلت ترحيبه وهي تطرح سؤالها :-


+



" لماذا تريد خطبتي ...؟! لماذا أنا تحديدا ...؟! "


+



سؤالها كان متوقعا مما جعله يبتسم بذات الهدوء وهو يخبرها ببساطة :-


+



" هناك عدة أسباب ... معظمها سأتركها للوقت المناسب ..."


+



تنهد مضيفا :-


+



" لكن برأيك لماذا يسعى الرجل لخطبة فتاة معينة ..؟! "


+



إرتبكت كليا ولم تستطع قول حرف واحد ليضيف :-


+




        

          


                

" أنا أريدك يا همسة ... أريدك زوجة وشريكة حياة وأم أطفالي مستقبلا ... أريدك كثيرا ...."


+



أنهى حديثه بصلابة :-


+



" ولكنني كما قلت البارحة .. أنت حرة قرارك ... فكري جيدا قبلما تعطيني جوابك ..."


+



عادت بعدها إلى جناحها وعقلها شارد تماما ...


+



إنزوت عن الجميع طوال اليوم التالي في جناحها حتى غفيت وقت الظهيرة بعدما تمكن النعاس منها لتستيقظ مساءا فتعود ذات الأفكار تقتحم عقلها مباشرة حالما إستيقظت من نومها ...


+



وهذه المرة إنفجرت في البكاء بعدما عجزت عن الوصول لقرار معين ...


+



بكت بعدما تمنت وجود والدتها جانبها في موقف كهذا بل شعرت بالحاجة إليها بشدة ...


+



بالتأكيد كانت ستساعدها في إتخاذ القرار المناسب ...


+



هو يريدها وهي لا تعرف ما تريد ...


+



ليتها كانت معها ... ليتها فقط ...


+



لا تعرف كم بقيت تبكي من الوقت حتى نهضت من مكانها وغسلت وجهها وجففته بالمنشفة ثم غادرت إلى الحديقة الخارجية بعدما إنتصف الليل فأخذت تسير هناك تفكر مجددا ولكن بعقلانية أكثر ...


+



لا تنكر إن راغب رجلا مميزا وحلم لأي امرأة ...


+



رجل حقيقي ذو وسامة رجولية جذابة وشخصية قوية ...


+



شخصية تهابها رغما عن كونه لم يؤذها يوما لكنها كانت ولا زالت تهابه بسبب قوته وهيمنته و صرامته الدائمة مع الجميع ...


+



كيف ستتزوج منه وهي تهابه لهذه الدرجة ..؟!


+



سألت نفسها ثم عادت وفكرت إن رفضه سيكون صعبا فهو إبن خالتها التي ربتها هي وزوجها وعاملها كلاهما كإبنة لهم هي وشقيقتها الصغرى ..


+



هل تجرؤ على رفضه بعدما قدماه والديه لها بل حتى هو كان له دور في رعايتهما ...؟!


+



هي لن تجرؤ على الرفض أبدا ...


+



لن تستطيع نطقها حتى ...


+



هو يخبرها إنها حرة تماما في قرارها لكنه لا يدرك إنها أضعف من أن تقول لا للرجل الذي عاشت في كنف عائلته لسنوات طويلة قدموا لها ولشقيقتها خلالها كل الحب والرعاية...


+



في النهاية أدركت إن الأمر لا يحتاج إلى تفكير فقرارها محسوم منذ البداية ...


+



هي ستقبل ولا حل آخر أمامها ...


+



ستقبل دون أن تفكر فيما ينتظرها ودون أن تسأل نفسها إذا ما كان هو الشخص المناسب لها ...


+




        

          


                

ستقبل فقط لأنها مجبرة لا مخيرة ...!



+



أفاقت من شرودها على صوت باب الحمام يفتح فأعادت الصورة سريعا إلى مكانها بينما تقدم هو نحوها وهو يلف خصره بالمنشفة لتبتسم سريعا وهي تمنحه ملابس خروج ليرفع حاجبه متسائلا :-


+



" هل سنخرج ...؟!"


+



اومأت برأسها ليجدها تقول بحماس :-


+



" سنخرج ... ولكن على ذوقي أنا ..."


+



" أمرك يا همسة هانم ..."


+



قالها بخفة قبلما يبدأ بإرتداء ملابسه بينما سحبت هي ملابسها وباشرت بإرتدائها ... 


+



غادرا القصر بعدما إطمئنا على الأولاد ليقضوا السهرة سويا وقد إختارت هي كل شيء بنفسها بداية من المطعم الراقي المطل على مياه البحر الصافية مرورا بالتنزه سويا في إحدى الحدائق العامة الشهيرة حيث تناولت هي الذرة المشوية بينما اكتفى هو بالقهوة ليتجها أخيرا إلى السينما بإصرار منها حيث شاهدا أحد الأفلام الرومانسية الشهيرة ..


+



 كانت هي بكامل تركيزها مع الفيلم بينما يتأملها هو بين الحين والآخر مستمعا بحالة التأهب التي تتمكن منها كلما ظهر حدث مهم في أحداث الفيلم وحالة التأثر الشديد التي تسيطر عليها كلما ظهر مشهدا عاطفيا أو حزينا ..


+



في النهاية غادرا السينما وهي في قمة سعادتها وهو سعيد لأنها سعيدة ..


+



ركبت جانبه في سيارته لتتفاجئ به يتجه إلى طريق مختلف عن طريقهم المعتاد ...


+



سألته بجدية :-


+



" إلى أين سنذهب ...؟!"


+



أجاب بمكر :-


+



" مفاجئة ...."


+



هتفت بحماس صادق :-


+



" متحمسة جدا ..."


+



إبتسم دون رد عندما وجدته بعد حوالي نصف ساعة يقف بسيارته أمام الساحل ثم يهبطان سويا لتتأمل المركب الفخم بينما يحاوطها هو من الخلف مرددا بأنفاس حارة :-


+



" سنقضي ليلتنا هنا ... "


+



استدارت نحوه تسأل بعدم تصديق :-


+



" حقا ..؟!"


+



أومأ برأسه لتسأل بحذر :-


+



" والأولاد ...؟!"


+



" سنعود مبكرا .. أساسا غدا إجازة ولن يستيقظوا قبل العاشرة صباحا ..."


+




        

          


                

" معك حق .."


+



قالتها بعينين لامعتين قبلما يساعدها في الصعود على سطح المركب لتتأمله بفضول فهذه  المرة الأولى التي ترى فيها المركب الذي كان يمتلكه منذ أعوام ...


+



دلفت إلى داخل فوجدت كل شيء موجود فيه كما توقعت ...


+



غرفة نوم ومطبخ وحمام وغير ذلك ...


+



" هل أعجبك ..؟!"


+



سألها بإهتمام لتجيب بصدق :-


+



" إنه رائع ..."


+



إبتسم متأملا إطلالتها الرقيقة حيث ترتدي تنورة واسعة ذات لون أبيض  تنتهي أسفل ركبتيها بقليل فوقها بلوزة وردية عليها نقوشات لامعة جذابة ...


+



تقدم نحوها لتتلاقى عينيها بعينيه فتعرف جيدا ما يريده في هذه اللحظة ...


+



هو يريدها وباتت تعرف ذلك من نظرة عينيه ...!


+



قبض على خصرها يجذبها نحوه لتبتسم بخجل بينما إنحنى هو يقبلها بنعومة وبطأ مستمتعا بمذاق شفتيها لتحاوط هي بدورها رقبته بكفيها تبادله قبلته بذات الشغف الذي بات ينتصر عليهما دائما ويتحكم بهما ...


+



إستيقظ في صباح اليوم التالي ليجد جانبه فارغا فنهض بتكاسل مرتديا ملابسه متجها خارج المكان فوجدها تستند فوق سور المركب الحديدي تتأمل مياه البحر بشرود عندما عانقها من الخلف فإبتسمت بعفوية وهي تهمس :-


+



" صباح الخير ..."


+



" صباح الرقة والجمال ..."


+



تمتم بها وهو يديرها نحوه ثم يسألها بعدما طبع قبلة بطيئة فوق وجنتها :-


+



" هل نمت جيدا ...؟!"


+



" نعم ، "


+



قالتها بصدق وهي تضيف بعد تنهيدة صامتة :-


+



" المكان هنا رائع ... ليتنا نبقى هنا للأبد ..."


+



" نستطيع أن نأتي بشكل مستمر ..."


+



قالها وهو يضيف بجدية :-


+



" ما رأيك أن نخرج مع الأولاد اليوم ..؟!"


+



" فكرة رائعة .."


+



قالتها بجدية وهي تضيف :-


+



" لنخفف عنهما ضغط الدراسة ..."


+



أومأ برأسه وهو يضيف :-


+



" متى موعد مسابقة سيف ..؟!"


+



" بعد ثلاثة أسابيع ..."


+




        

          


                

قالتها بجدية ليخبرها بإهتمام :-


+



" يجب أن أكون متفرغا تماما يومها ..."


+



طالعته بنظرة غريبة ليسأل بإستغراب :-


+



" ماذا هناك ..؟!"


+



تمتمت ببسمة هادئة :-


+



" أحب أبوتك يا راغب .. أنت أب رائع ..."


+



سأل عن قصد :-


+



" نعم أنا أب جيد وأسعى دائما لأكون كذلك مثلما أسعى لأكون زوج جيد .."


+



طالعته بتردد قبلما تهمس :-


+



" أنت بالفعل كذلك ... "


+



" حقا يا همسة ...؟! هل ترينني زوجا جيدا ...؟!"


+



سألها بلهفة خفية لتخبره :-


+



" نعم يا راغب ... "


+



مال قربها يسأل بإصرار :-


+



" هل أنتِ سعيدة معي ...؟!"


+



أخفضت عينيها أرضا وهي تهمس بخفوت :-


+



" نعم ..."


+



" قوليها وأنتِ تنظرين لعيني .."


+



هتف بها بثبات لترفع عينيها نحوه وهي تسأله :-


+



" هل يهمك أمر سعادتي معك إلى هذا ...؟!"


+



" يهمني أكثر مما تتخيلين ..."


+



" لماذا ...؟! لمَ يهمك ذلك ...؟!"


+



سألته بلهفة ليتنهد ثم يقول :-


+



" أحب أن أراك سعيدة ... وأحب أكثر أن تكوني سعيدة معي وبسببي مثلما أكره رؤيتك تعيسة بسببي أو بسبب غيري ..."


+



ترددت لوهلة قبلما تحاوط وجهه بكفيها تخبره بصدق:-


+



" إطمئن إذا لأنني سعيدة معك ... سعيدة للغاية .. سعيدة بطريقة لم أشعر بها يوما ..."


+



وفي غضون ثواني كانت تقبل شفتيه بنعومة تجاوب معها على الفور ..


+



" هي امرأة تمنحه الحياة في قربها وتطفئ عالمه تماما عندما تنأى بنفسها بعيدا عنه ..." 


2



**


+



كانت جيلان تتحرك بعشوائية داخل جناحهما بشكل أزعجه وشتت إنتباهه وهو الذي يعمل على حاسوبه بتركيز شديدة تبخر بسبب وجودها وحركتها المستمرة مما جعله يهتف بعصبية خفيفة :-


+




        

          


                

" ماذا تفعلين يا جيلان ...؟!"


+



توقفت عن حركتها مستديرة نحوه ترمقه من أسفل رموشها بنظرة مريبة بينما تجيب ببرود :-


+



" لا شيء ... أتحرك هنا وهناك من شدة مللي ..."


+



هتف بجدية :-


+



" من الطبيعي أن تشعري بالملل طالما لا تغادرين الجناح أبدا ... لماذا لا تجلسين مع البقية لا أفهم حقا ...؟!" 


+



إحتدت ملامحها وهي تسأل من بين أسنانها :-


+



" لماذا تريد مني الجلوس معهم ...؟! هل تحاول التخلص مني ..؟!"


+



أدرك إنه أخطأ بحديثه فقال سريعا :-


+



" بالطبع لا ..."


+



أضاف متسائلا :-


+



" فقط أخبريني مالذي تريدين فعله كي تتخلصي من هذا الملل الذي يلازمك طوال الوقت ..؟!"


+



أجابته بوجوم :-


+



" لا شيء ... ركز في عملك ودعني وشأني ..."


+



ثم اتجهت نحو السرير تجلس فوق السرير تقلب في هاتفها ...


+



مرت أكثر من نصف ساعة لتجده يغلق الحاسوب وهو يردد براحة :-


+



" وأخيرا إنتهيت ..."


+



ثم طالعها بينما تستند بظهرها على السرير خلفها تحمل هاتفها بيدها وتطالعه بنظرة مبهمة فسأل :-


+



" هل هناك مشكلة ما ..؟!"


+



هزت رأسها نفيا قبلما تنهض من مكانها وتتجه نحوه تجاوره في جلسته وهي تخبره :-


+



" هل تصدق إنني وجدت حساب صديقتك ...؟!"


+



" صديقتي ...؟!! عمن تتحدثين ...؟! أنا لا صديقات لدي ..!!"


+



تهكمت على حديثه وهي تجيب :-


+



" الحمراء شبيهة الطماطم ..."


+



" جنى ..!"


+



قالها إسمها بعفوية لتهدر بجنون :-


+



" تتذكر إسمها أيضا ..."


+



قال بسرعة :-


+



" نعم أتذكره لكنها ليست صديقتي ولا أعرفها .. كل ما حدث إنني ساعدتها في إيجاد أغراضها التي ضاعت في المطار .. هكذا فقط ..."


+



فتحت هاتفها ووضعت إحدى صورها أمامه ليخبرها بعدم فهم :-


+



" نعم إنها هي ... لا أفهم ما تريدينه .."


+




        

          


                

" هل هي جميلة ...؟!"


+



سألته بوضوح ليجيب بإعتيادية :-


+



" نعم جميلة ... يكفي لون شعرها ..."


+



" نعم ..."


+



صاحت بها مستنكرة ليهتف سريعا :-


+



" أقصد إنها تبدو جميلة بسبب لون شعرها النادر ... لكنها في المجمل عادية ..."


+



" عادية جدا ...وشعرها عادي أيضا ... لا داعي للمبالغة به ..."" 


+



تمتمت بها ببرود ليهتف ساخرا :-


+



" عادية لدرجة إنني أجزم إنك وجميع من حولك من الفتيات تتمنين لو تمتلكن شعرها بلونه الأحمر الناري الجذاب والنادر للغاية ...."


+



رمقته بنظراتها لوهلة قبل أن تسأله :-


+



" هناك سؤال يشغلني منذ فترة ..!"


+



" سؤال ماذا ..؟!"


+



سألها باهتمام لتسأله بجدية :-


+



" أنت قليل الذوق بطبعك ولا تجيد التحدث برقي ولباقة خاصة مع الفتيات أم إن قلة ذوقك المعتادة تظهر معي على وجه التحديد ...؟!إذا كنت هكذا دائما فعليك أن تسجل في دروس خاصة تتعلم فيها كيف تتحدث مع الإناث وتتعامل معهن لإنني أشك إن هناك أنثى عاقلة يمكنها أن تستمر مع رجل بارد جلف وغليظ الحديث والتصرفات مثلك ..."


+



" هل تعلمين إنني أتفق معك ...؟!"


+



قالها ببساطة لتسأل بدهشة :-


+



" كيف تتفق معي ...؟!"


+



أجاب بصدق :-


+



" أنا بالفعل شخص غليظ ولا أجيد التعامل مع الفتيات ... ربما لهذا أفضل دائما أن أكون عازبا ... "


+



أخبرته بتهكم :-


+



" يا لها من طريقة رائعة للتخلص مني .. تقول هذا أمامي كي أطلب الطلاق ..."


+



" مالذي تقولينه ..؟! أنا أساسا من عرضت عليك الزواج أم نسيتِ ..؟!"


+



" يعني لن تتخلى عني ...؟!"


+



سألته بحذر ليتنهد بضجر ثم يجيب :-


+



" لن أتخلى عنك ..."


+



إبتسمت براحة سرعان ما تبخرت وهي تتذكر حديثه عن شعر تلك الحمراء ...


+



تمكنت الغيرة الحارقة منها ...


+



هل يراها جميلة حقا ..؟!


+



هل يعجبه لون شعرها الناري ..؟!


+




        

          


                

" مهند ..."


+



نادته بنبرة محادة ليهتف بملل :-


+



" نعم يا جيلان ..."


+



فوجئ بها تقبض على كفه مديرة وجهه نحوها مباشرة ... 


+



غيرتها عمياء ... مجنونة ... شرسة مثلها تماما ...


+



بإبتسامة باردة بينما يدها تعتصر فكه بقسوة سألت بنبرة إعتيادية لا تشبه عينيها المشتعلتين بنظرات محتدة :-


+



" الشعر البني أم الأحمر ..؟! أيهما أجمل ..؟!"


+



إبتلع ريقه قبلما يهمس بخفوت :-


+



" عن نفسي أحب الشعر البني أكثر ... "


+



حررت فكه من قبضتها وقالت ببرود :-


+



" جيد ..."


+



نهض من مكانه سريعا وهو يخبرها :-


+



" سأعود بعد قليل ..."


+



تابعته بعينيها عندما غادر زافرة أنفاسها بملل قبلما تتجه أفكارها لجهة مختلفة حيث تتسائل عن سبب عزوفه عنها وعدم محاولته التقرب منها ...


+



ألا يرغب بها ...؟!


+



ألا يريدها ...؟!


+



بينما سارع هو يتصل بصديقه يشكوها له يخبره عما تفعله وذلك الإضطراب القاسي على كليهما ...


+



يبحث عن وسيلة تساعده في التخفيف من حدة تصرفاتها ...


+



هتف بحدة خفيفة :-


+



" أنا في ورطة ... جيلان تتعامل معي وكأنني غرض تمتلكه ... ملكية حصرية لها كما تقول ... تحاصرني طوال الوقت .. تلاحقني دون ملل .. تريدني أمامها طوال الوقت ولا تغفل عني لثانية ..."


+



" جيلان تراك محور عالمها .."


+



" هنا تكمن المصيبة ... هي تريدني كل شيء وتريد أن تكون لي كل شيء ... أحاول أن أكون صبورا عليها قدر المستطاع لكنها تفقدني تعقلي .. تجعلني أجن ... "


+



" هي تحبك وأنت .."


+



قاطعه بوجوم :


+



" كلا هي لا تحبني .. هي فقط متعلقة بي بشكل مرضي ... وأنا لا أعرف كيف أتصرف مع هذا التعلق المبالغ فيه  .. سئمت حقا .."


+



هتف عادل بحكمة :-


+



" حسنا ما تقوله صحيح ... الأمر أقرب للتعلق ولكن .."


+



صمت لوهلة فيسأله بنفاذ صبر:-


+



" لكن ماذا ..؟!"


+




        

          


                

أخبره عادل بجدية :-


+



"قد يتحول ذلك التعلق إلى شيء أكبر وأعمق .. تعلق جيلان المرضي وارد جدا أن يتحول إلى حب .."


+



شحبت ملامحه وهو يهمس بعدم إستيعاب :-


+



" حب ...!"


+



" لم لا ..؟!"


+



سأل عادل بجدية وهو يضيف :-


+



" كل شيء ممكن ... في النهاية جيلان إنسانة لديها قلب يحب بل يعشق كذلك وأنت أمامها طوال الوقت ... زوجها شرعا وقانونا ... "


+



" هذا لا يمكن ..."


+



هتف بها مهند رافضا هذه الفكرة غير متخيلا ما يتفوه به عادل بينما قال عادل بمنطقية :-


+



" بلى ممكن وكثيرا أيضا .."


+



أضاف يسأل بإهتمام :-


+



" أنت لا تحبها ، أليس كذلك ..؟!"


+



" أنت تعرف مشاعري جيدا يا عادل ... "


+



" وماهي مشاعرك يا مهند ...؟!"


+



سأله عادل بثبات ليزفر مهند أنفاسه بضيق قبلما يجيب :-


+



" لا أحبها ... بمعنى آخر لا أحبها بهذه الطريقة التي تتحدث عنها ... مشاعري ناحية جيلان مقرونة بالتعاطف والشفقة والرغبة الدائمة في حمايتها خاصة إنني تسببت بهذا العذاب لها ... "


1



أكمل بخفوت :-


+



" أنا معها لمساعدتها ... لتعالج نفسها ... وجودي جانبها مؤقتا ..."


+



هتف عادل بإهتمام :-


+



" هل تنوي تطليقها بعدما تشفى تماما ..؟!"


+



أجاب مهند بجدية :-


+



" نعم يا عادل ... هذا ما سيحدث ... "


+



تنهد عادل ثم قال بآسف :-


+



" توقعت غير ذلك ولكن .."


+



أخذ نفسا طويلا ثم قال :-


+



" عليك أن تمهد لها ذلك بعدما تتحدث مع طبيبتها وتشرح لها الوضع كاملا لا أن تفاجئها بقرارك حالما تتحسن نفسيتها ... قرار كهذا قد يعود بها إلى نقطة الصفر .."


+



إرتبك كليا مما يسمعه والحمل بات ثقيلا عليه ...


+



" سأفعل .."


+



قالها بخفوت ليخبره عادل بجدية :-


+



" لا تفكر كثيرا ... أنت فقط دعها تبدأ العلاج وتحدث مع الطبيبة وإتبع نصائحها وكل شيء سيكون بخير إن شاءالله ..."


+




        

          


                

" إن شاءالله ..."


+



أكمل عادل بتروي :-


+



" وتعامل معها بشكل حيادي ... لا تنفذ لها كل شيء تريده ولا ترفض لها كل شيء ... مرة هكذا ومرة هكذا ... حاول أن تمسك العصا من منتصفها كما يقولون ...."


+



" حسنا ..."


+



قالها بنبرة متعبة قبلما يودعه ثم يقرر الخروج للترفيه عن نفسه قليلا ..


+



وجدها كعادتها في جناحهما تقلب في هاتفها عندما قفزت من مكانها تهتف بحماس وهي تراه يخرج ملابسا له :-


+



" هل سنخرج ....؟!"


+



" أنا من سيخرج ..."


+



قالها دون أن ينظر نحوها ليتمكن الإحباط منها وهي تسأل :-


+



" هل لديك عمل مهم ..؟!"


+



أجابها نافيا :-


+



" كلا ، سأخرج مع أصدقائي للترفيه عن نفسي قليلا ..."


+



سألت بضيق :-


+



" وأنا ..؟! هل ستتركني ..؟! "


+



استدار نحوها يخبرها ببرود مقصود :-


+



" نعم يا جيلان ... ما بالك تتحدثين وكأنني سأترك طفلة صغيرة لوحدها ...؟!"


+



تشنجت ملامحها برفض :-


+



" أنت تعرف إنني لا أحب ذلك ... لا أريد أن تتركني و ..."


+



هتف بثبات :-


+



" أنا حر يا جيلان ... ومن حقي أن يكون لي حياتي الخاصة بعيدا عنك مثلما يحق لك ذلك ..."


+



أكمل بجدية :-


+



" لا يوجد منطق يقول ألا أفعل شيئا سوى الجلوس معك ... إستوعبي ذلك يا جيلان كي ترتاحي وأرتاح أنا بدوري ..."


+



تركها واتجه إلى الحمام يغير ملابسه بينما جلست هي فوق السرير تبكي بصمت ...


+



غادر الحمام بعدها ليتوقف لوهلة وهو يلاحظ عبراتها الصامتة قبلما يقرر تجاهلها عمدا حيث عدل هندامه وسرح شعره ثم غادر ليرتفع صوت شهقاتها ما إن أغلق الباب ...


+



لوهلة أراد أن يتراجع ويدخل إليها لكنه عاد إلى وعيه وقرر أن يتجاهلها كليا كي تعتاد على هذا الوضع ليندفع مغادرا المكان بضيق شديد بينما بقيت هي تبكي طوال اليوم دون توقف ...


2



**


+



ممددة فوق سريرها تتطلع إلى السقف بشرود ...


+




        

          


                

لم تستطع النوم طوال الليلة السابقة فبقيت مستيقظة حتى الفجر ...


+



منذ تلك الحادثة وهي تعاني من تقلبات مزعجة في النوم ...


+



تارة تنام لساعات طويلة بلا وعي كامل منها وتارة تعجز عن النوم ولو لساعة ...


+



مشتتة هي وضائعة وتشعر بغربة شديدة ...!


+



أحيانا تتمنى لو تتخلص من هذه الحياة التي لم ترَ بها يوما جميلا ...!


+



تتمنى لو تنتهي حياتها بأي طريقة كانت ولو كان الإنتحار حلالا لقتلت نفسها دون تردد فوجودها في الحياة لا أهمية له ...


+



هي كانت وستظل مجرد هامش لن يقدم أو يؤخر شيئا ...


+



هي مجرد إنسانة وجودها من عدمه غير مهم ..


+



شعرت بعينيها تحتقن بالعبرات فسارعت تعتدل في جلستها وهي تغمض عينيها بقوة رافضة أن تسمح لعبراتها بالتحرر من مكمنها ...


+



طالعت إنعكاس صورتها في المرآة فوجدت أمامها صورة لإمرأة فقدت كل شيء ...


+



امرأة باهتة تفتقد الحب والحياة ...


+



تفتقد السعادة ....


+



امرأة قتلتها مخاوفها ، قتلها ترددها وقلة حيلتها حتى أضحت نسخة باردة محطمة فاقدة للحياة ...!


+



سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فتصلبت ملامحها لا إراديا بينما دلفت والدتها إليها لتنتفض لا إراديا من مكانها وهي تهتف بحدة خافتة :-


+



" نعم ، ماذا هناك ...؟!"


+



لم تعلق والدتها على طريقة حديثها بل إبتسمت بسماحة وهي تخبرها :-


+



" ما رأيك أن نتناول الغداء سويا ...؟! تعلمين إن شقيقك في عمله وشقيقتك في الجامعة ..."


+



" لا أريد ..."


+



همست بها ببرود لتتنهد والدتها ثم تتقدم نحوها تهمس بصبر :-


+



" إلى متى يا إبنتي ...؟! حتى عملك لا تذهبين إليه ...!"


+



" أنا حرة ... لا أريد العمل ... أحتاج فترة راحة ..."


+



صاحت بها منفعلة لتهتف رحاب بحذر :-


+



" إهدئي يا أروى ... أنا فقط أشعر بالقلق .."


+



قاطعتها بعصبية :-


+



" لا تقلقي .. أنا بخير ...."


+



" كلا أنت لست بخير ..."


+



هتفت رحاب وهي تتماسك بصلابة باتت تحتاجها ابنتها بينما تضيف :-


+




        

          


                

" أنا أمك ولا يحق لك أن ترفضي قربي ورغبتي في مساعدتك ..."


+



هتفت ساخرة :-


+



" مساعدتي ..؟! مالذي سوف تساعديني به ..؟! أخبريني هيا ..."


+



أضافت تصيح بعبرات مكتومة :-


+



" ما كنتِ تريدنه بات مستحيلا ... لا أمل لديك فيه ..."


+



" مالذي تقولينه أنت ..؟!"


+



هتفت بها رحاب بتعب لتهدر بها :-


+



" أتحدث عن زواجي الذي بقيتِ تتمنينه وتريدينه بكل الطرق .. "


+



إسترسلت تقلدها بعبرات شقت طريقها فوق وجنتيها :-


+



" يجب أن تتزوجي .. قاربت الثلاثين عاما ... ستقل فرصتك في الزواج ... متى سأفرح بك ..؟! متى سترتدين الفستان الأبيض ...؟! متى سأرى أحفادي منك ..؟! لا ترفضي هذا ... هذا شاب ممتاز .... هذا طبيب مثلك .. هذا مهندس ناجح ... هذا إبن عائلة كبيرة ... هل جننتِ لترفضي شاب مثله ....؟!"


+



صرخت بعدها بصوت جهوري باكي :-


+



" طوال الوقت وأنت لا تفكرين بشيء سوى زواجي ولا تريدين شيء غير تزويجي ... والنتيجة كما ترين ضعت وإنتهيت ..."


+



" هل تلومينني لأنني أردت أن أفرح بك فأنت بكريتي و ..."


+



قاطعتها بإنفعال :-


+



" ضغطت عليّ كثيرا والنتيجة إنني قبلت بشخص حقير لا يمت للرجولة بصلة ..." 


+



طالعتها رحاب بدهشة لوهلة قبلما تسأل بعدم استيعاب :-


+



" هل نضال من فعل بك هذا ..؟!"


+



شحبت ملامح أروى تماما بينما إندفعت والدتها تقبض على ذراعيها وهي تصيح بها :-


+



" تحدثي يا  أروى ... هل هو من فعل ذلك ..؟! هو من إعتدى عليك ....؟!"


+



تماسكت بصعوبة وهي تجيب والدتها :-


+



" نعم هو ..."


+



شهقت رحاب بفزع بينما أضافت هي بصوت متحشرج :-


+



" لا أحد يجب أن يعلم وخاصة نادر ..."


+



" مستحيل ..."


+



قالتها رحاب وهي تهز رأسها برفض لتصيح أروى بها :-


+



" لن تخبرينه ... لن تعرضينه لأي خطر كان ..."


+



طالعتها والدتها بملامح ما زالت الصدمة تسيطر عليها عندما طرقت الخادمة على الباب قبلما تخبر أروى بحذر :-


+




        

          


                

" صديقتك بالأسفل يا هانم ..."


+



" صديقتي ...؟!!"


+



رددتها أروى بدهشة لتومأ الخادمة برأسها وهي تؤكد حديثها ...


+



**


+



دلفت أروى إلى صالة الضيوف لتجد أمامها نغم كما خمنت فهي لا تمتلك صديقات مقربات وعلاقاتها دائما كانت في حدود العمل ...


+



نهضت نغم من مكانها وهي تبتسم لها للحظة قبلما تختفي إبتسامتها وهي تلاحظ ملامح أروى التي يسيطر عليها الألم والضعف والتردد مهما حاولت إخفاء ذلك ...!


+



عادت تبتسم مجددا وهي ترحب بها بينما همست أروى بخفوت وضيق خفي :-


+



" أهلا نغم ..."


+



سارعت نغم تعانقها فشعرت بتصلبها بين ذراعيها لتبتعد عنها بعد لحظات وهي تسأل بحذر :-


+



" كيف حالك يا أروى ...؟!"


+



تمتمت بنبرة مقتضبة :-


+



" بخير ..."


+



ثم أشارت لها لتجلس :-


+



" تفضلي ..."


+



أخبرتها نغم بجدية :-


+



" لم أتِ لأجلس بل أتيت لأخذك معي إلى المشفى ..."


+



" لن أعمل في تلك المشفى مجددا ..."


+



تمتمت بها بثبات لتهتف نغم بعقلانية :-


+



" لا تفعلي ذلك يا أروى ... عمر أقصد دكتور عمر كان عصبيا قليلا ولكنه حتما لا يقصد طردك ..."


+



صاحت بحدة :-


+



" هو لم يطردني بل أنا من تركت العمل لديه ..."


+



" ماذا يحدث معك يا أروى ...؟! لمَ كل هذه العصبية ..؟!"


+



سألت نغم بقلق لتشيح أروى بوجهها بعيدا عنها وهي تهمس بضيق :-


+



" من فضلك يا نغم ... لا رغبة لدي بالمزيد من الحديث ... أنا متعبة قليلا و ..."


+



" هل تطردينني ...؟!"


+



سألتها نغم بعدم إستيعاب فلم تجد جوابا منها لتهدر بعناد :-


+



" لن أتحرك خطوة واحدة حتى أفهم مالذي يحدث معك ..."


+



أضافت وهي تقبض على فكها تدير وجهها ناحيتها تنظر إلى عينيها بثبات فتخفض الأخرى عينيها أرضا وكأنها تهرب من شيء ما :-


+




        

          


                

" تحدثي يا أروى ... ما سبّب هذا التغيير ...؟! أنا لا أصدق ما تفعلينه ... الجميع يتحدث عن تغيرك المفاجئ و ..."


+



عادت الحدة تكسو ملامحها وهي تسأل :-


+



" من الذي تحدث عني ..؟!"


+



قالت نغم بسرعة محاولة تلافي الموقف :-


+



" دعكِ منهم الآن ...."


+



لتضيف بجدية :-


+



" أنا أريد أن أفهم ... أنت صديقتي التي أخشى عليها ... "


+



أكملت برجاء :-


+



" فقط أخبريني مالذي يحدث معك ..."


+



" لا أريد ..."


+



قالتها بإباء لتخبرها نغم معاتبة :-


+



" سبق وأخبرتك بالكثير عني ... حتى مرضي أخبرتك به قبل الجميع ..."


+



أضافت بنبرة حانية :-


+



" من فضلك تحدثي ... شاركيني همومك كما فعلت أنا سابقا ... ربما تجدين العون عندي .... أو على الأقل تشعرين بالراحة حينما تفضفضين لي بما يؤلمك لهذا الحد ..."


+



نبرتها الحانية مست شيئا ما في روحها ..


+



لوهلة أرادت أن تخبرها بما يحدث لكنها تراجعت وهي تهتف برفض :-


+



" لا أستطيع ..."


+



شعرت بالدموع تملأ عينيها فأكملت بسرعة :-


+



" لا أستطيع حقا .. ومن فضلك لا تصري عليّ أكثر وغادري فورا ...."


+



ثم إندفعت تغادر المكان وعبراتها تنهمر فوق وجنتيها لتنهار في غرفتها باكية بعنف كعادتها كل يوم ...


+



**


+



مساءا ...


+



غادرت نغم دورة المياه بعدما أخذت حمام دافئ طويل خفف من إضطرابها وهي التي قررت أن تخبر راجي اليوم عن عمر وإنه كان زوجها السابق ...


+



تنهدت بتعب وهي تتجه نحو المرآة تجذب المشط تسرح به شعرها بينما شرد عقلها في الماضي البعيد عندما وجدت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تتزوج عمر ابن صديق والدها بعدما أعلن والدها إفلاسه ولم يقف بجواره سوى والد عمر الذي دعمه بكل الطرق وبقي يسانده ليفاجئهم بعد فترة برغبته بخطبتها لعمر ولده الوحيد ووريثه فوافق والدها دون أن يأخذ رأيها حتى وعندما أخبرته عن راجي رفض أن يستمع لها مقررا تزويجها لإبن الرجل الذي سانده كثيرا وفعل معه ما لم يفعله أخوته وأقاربه ...


+




        

          


                

الخيار الثاني كان صعبا فلو إختارت راجي ستقف ضد رغبة والدها والأهم ستجعله يشعر بالخجل من صديق عمره ...


+



ترددت كثيرا لكنها في النهاية حسمت أمرها وقررت أن توافق على عمر وهي تخبر نفسها إنها ستنسى حبها الأول وتتخطاه بل ستحب زوجها فيما بعد ...


+



هكذا ظنت وظنونها جميعها خابت فهي لم تستطع أن تحب عمر وفي المقابل لم تستطع أن تنسى راجي رغم إنها حاولت كثيرا بعد زواجها من عمر أن تحبه ...


+



حاولت لأكثر من عامين مرت خلالهما حياتها ما بين شد وجذب حتى أدركت إنها لن تنسى راجي مهما حدث لتبدأ المشاكل الحقيقية بينهما قبلما يقرران الإنفصال بالتراضي ...


+



لا تنكر إن عمر رغم جموده وصرامته وقسوته أحيانا رجل محترم حيث لم يؤذها يوما ولم يستغلها والأهم إنه لم يعايرها بما قدمه والده لوالدها حتى عندما أرادت الطلاق نفذ لها ما تريده بهدوء بل ومنحها جميع حقوقها رغم رفضها لذلك ...!


+



تنهدت بضيق مفكرة إنها في الكثير من الأوقات شعرت بكونها ظلمته معها كونها تزوجته وفي قلبها رجل آخر لكنها حاولت كثيرا أن تحبه بل فعلت الكثير وهي تقنع نفسها إن الحب سيشتعل بينهما حتى وإن تزوجا بشكل تقليدي بحت وحتى لو كان في قلبها آخر غيره ...!


+



إنتبهت لراجي الذي دلف إلى الغرفة بملامح مبتسمة ليتقدم نحوها ويعانقها من الخلف مستنشقا رائحتها المميزة وهو يهمس بينما يقبل عنقها بشغف :-


+



" إشتقت إليك ..."


+



ضحكت وهي تخبره بمرح :-


+



" البارحة كنا سويا ... متى إشتقت إلي ..؟!"


+



أدارها نحوه وهو يخبرها بحب :-


+



" أشتاق إليك طوال الوقت يا نغم حتى وأنتِ بين ذراعيّ ..."


+



إبتسمت بعشق خالص وهي تهمس له :-


+



" أحبك راجي ..."


+



أضافت وأناملها تسير فوق وجنته بحركة رقيقة :-


+



" أريد أن أخبرك بشيء مهم .. من الأفضل أن تعرفه مني ..."


+



" ماذا هناك ..؟!"


+



سأل بتوجس لتجيب بتردد :-


+



" عمر الهادي ..."


+



أخذت نفسا عميقا ثم قررت ألا تماطل في الحديث :-


+



" يكون طليقي ..."


+



لوهلة سيطرت الصدمة عليه لكنه سرعان ما تماسك وهو يهتف بعدم تصديق :-


+



" لا يمكن ..."


+




        

          


                

" أنا أيضا لم أصدق عندما رأيته ..."


+



قالتها بصدق وهي تضيف :-


+



" لكنه أكد لي عدم معرفته بوجودي في نفس المشفى ..."


+



" هل تحدثت معه أيضا ..؟!"


+



سألها بوجوم لتومأ برأسها بحذر ليطلق تنهيدة بطيئة قبلما يهتف بذات الوجوم :-


+



" صدفة غريبة للغاية ..."


+



" لا تتضايق أرجوك ...."


+



قالتها برجاء وهي تقبض على كفه ليخبرها بجدية :-


+



" الأمر ليس سهلا يا نغم .. أصبحنا شركاء في مشفى واحد ... "


+



أضاف بجدية :-


+



" لكن لا بأس ... في النهاية ما يجمعنا مجرد شراكة عمل لا أكثر ..."


+



" أنا أثق بك وبهدوئك وحكمتك وقدرتك على التعامل مع الأمر برزانتك المعتادة ..."


+



إبتسم مرغما :-


+



" إطمئني ، لا أنوي إفتعال المشكلات ..."


+



أضاف بجدية :-


+



" ولكن من الأفضل ألا تتعاملي معه ... لأجلي يا نغم ..."


+



" سأفعل .."


+



قالتها دون تفكير قبلما تسأله مشاكسة :-


+



" هل تغار علي يا راجي ..؟!"


+



ضحك مرغما قبلما يقول :-


+



" ما هذا السؤال يا نغم .. أنت زوجتي وحبيبتي .. كيف لا أغار عليك ..؟! أغار بالطبع ... أغار كثيرا .."


+



إبتسمت بحب قبلما تختفي إبتساماتها الدافئة وهي تخبره مجددا :-


+



" هناك أمر آخر ..."


+



" ماذا هناك ..؟!"


+



سألها بقلق لتخبره بتردد :-


+



" بشأن الحمل ..."


+



سأل بحذر :-


+



" ماذا حدث ...؟! "


+



" أنت تعلم إنني أريد ذلك ..."


+



قالتها بخفوت ليخبرها مرغما :-


+



" وأنا تفهمت رغبتك ولم أمانع ..."


+



هزت رأسها موافقة قبلما تضيف مرغمة :-


+



" كما إنك تعلم إن أيامي في هذه الحياة تقل لا تزداد ..."


+




        

          


                

إبتلع غصته بصعوبة وهو يسأل :-


+



" ماذا هناك يا نغم ...؟!"


+



طالعته بعينين مرتبكتين قبلما تخبره :-


+



" يجب أن أحمل في أسرع وقت لذا أفكر باللجوء للتلقيح الإصطناعي ...."


+



صاح غير مصدقا :-


+



" ماذا ..؟! هل جننت ...؟!"


+



تجهمت ملامحها بينما يضيف بعصبية :-


+



" أنا حتى الآن لست مقتنعا بقرارك بترك العلاج لأجل الحمل ... والآن تطلبين مني شيء كهذا ...."


+



" أنا مقتنعة بقراري وراضية بنصيبي هذا ... كل ما أريده هو طفل أحمله داخلي يتمم سعادتي ..."


+



" وأنا ...؟!"


+



صرخ بها بصوت جهوري أفزعها قبلما يضيف بإنفعال نادرا ما يظهر عليه :-


+



" وأنا يا نغم ... ؟! ألا تفكرين بي ...؟! ألا تفكرين بحالي بعد رحيلك ...؟!"


+



" أنت قوي يا راجي ... وستتخطى رحيلي بعد فترة .. هذا حال الدنيا وليس حالك وحدك ..."


+



هتف معاتبا :-


+



" هل هذا ما ترينه حقا ...؟! "


+



" في كل الأحوال سأموت ..."


+



نطقت بها مرغمة ليقول بجدية :-


+



" لا يوجد ثوابت في هذا الأمر .. الأعمار بيد الله وحده ..."


+



مسحت على وجهها بعنف قبلما تخبره :-


+



" على أساس إتفقنا وأنت وافقت ..."


+



" لأجلك فعلت لكن داخلي لست موافقا أبدا ..."


+



أضاف بعدها :-


+



" دعك مني أنا ...ماذا عن الطفل ... ما ذنبه لتنجبينه ثم تتركينه وترحلي ... ؟!"


+



تجاهل العبرات التي ملأت عينيها مكملا حديثه عسى ولعل ينجح في تغيير قرارها :-


+



" فكري به على الأقل ... الطفل يحتاج لأم ..."


+



" يكفي حقا يا راجي ... "


+



أكملت بصعوبة :-


+



" هل يمكنك أن تتركني لوحدي قليلا ..؟!"


+



تنهد ثم قال :-


+



" كما تريدين ... "


+



إنسحب بعدها مغادرا الغرفة تاركا إياها لوحدها تبكي بصمت وكلماته تتردد داخل ذهنها وعقلها يخبرها بكل أسف إن كلامه منطقي للغاية  ...


+




        

          


                

**


+



أمام مرآتها وقفت يسرا تعدل أحمر شفاهها بلونه الأحمر القاني المميز ...


+



عدلت هندامها المكون من فستان من الستان الذهبي قصير يغطي بالكاد منتصف فخذيها ذو حمالات رفيعة وفتحة صدر واسعة قليلا ، يلتصق بجسدها كجلد ثاني مبرزا حنايا جسدها الجذابة طاغية الأنوثة كجمالها الطاغي ...


+



حملت حقيبتها الأنيقة والتي تحمل علامة إحدى أشهر الماركات العالمية وبالطبع إرتدت حذاء ذو كعب عالي جدا رغم طولها الذي يتجاوز المئة وثلاثة وسبعون سنتيمترا ...


+



غادرت جناحها وهبطت إلى الطابق السفلي ...


+



قابلت الخادمة في طريقها فرفضت أن تتناول شيئا مكتفية بفنجان قهوة خالية من السكر لتأتي به الخادمة سريعا فترتشفه وهي تقلب في هاتفها حيث ستغادر متجهة إلى شركتها ومنها إلى والدها لتطمئن على وضعه ...


+



أنهت قهوتها وتحركت بسيارتها متجهة إلى الشركة لتنغمس في عملها بتركيز شديد ...


+



بعد حوالي ساعتين شعرت بآلم في أسفل بطنها .. 


+



هذا الألم تكرر عدة مرات في الآونة الأخيرة دون سبب مفهوم ..


+



تنهدت بضيق قبلما تتذكر فجأة إن عادتها الشهرية تأخرت هذا الشهر..


+



تجهمت ملامحها وتمكن القلق منها لتسارع بالتواصل مع إحدى صديقاتها والتي تعمل كطبيبه نسائية فتقرر الذهاب إليها في ذات اليوم قبل زيارتها لوالدها حتى ....


+



هناك إستقبلتها صديقتها بترحاب شديد قبلما تشرح لها يسرا عن سبب مجيئها لتطلب منها بضعة تحاليل قبلما تأخذ السونار لرحمها ومبايضها ...


+



إنتهت من فحصها لتسأل يسرا بقلق خفي وهي تعدل ملابسها :-


+



" ماذا هناك يا ماجدة ...؟!"


+



" تعالي وإجلسي أولا .."


+



إتجهت يسرا إليها وجلست قبالها لتسألها ماجدة :-


+



" لماذا لم تحملي طوال فترة زواجك يا يسرا ..؟!"


+



أخبرتها بجدية :-


+



" في السنوات الأولى تناولت حبوب منع الحمل لأنني لم أرغب بالحمل مبكرا حيث كنا في بداية زواجنا .. أردت التأكد من نجاح زيجتنا قبلما أفكر في الإنجاب ناهيك عن كوني إنشغلت بتأسيس عملي الشخصي خارجا ... ولكن بعدها توقفت عن تناول الحبوب وقررت الحصول على طفل ..."


+



تنهدت بإحباط خفي :-


+



" لكن لم يحدث حمل والغريب إن فحوصاتي كانت سليمة وكذلك فحوصات طليقي .. حاولت كثيرا لكن للأسف لم يحدث الحمل ..."


+




        

          


                

أومأت صديقتها برأسها متفهمة ما تقوله لتسأل يسرا بنفاذ صبر :-


+



" ماذا يحدث يا ماجدة ..؟! أخبريني من فضلك .."


+



أخبرتها ماجدة بنبرة جادة :-


+



" لديك ضعف في المبيضين يا يسرا ..."


+



شحبت ملامحها لا إراديا وهي تسأل :-


+



" هل أستطيع الإنجاب أم فقدت فرصتي ..؟!"


+



أوقفتها ماجدة سريعا :-


+



" يمكنك إن شاءالله .. سنواجه صعوبات وربما نلجأ لتقنيات معينة ولكن ستحملين ..."


+



توقفت لوهلة قبلما تضيف :-


+



" ولكن التأخير ليس في صالحك .. كلما تأخرت كلما قلت فرصتك في الإنجاب..."


+



" ماذا أفعل يعني ...؟! أنا عزباء حاليا ..."


+



قالت ماجدة بجدية :-


+



" أعلم ، أنا فقط أخبرك الواقع .. كلما سارعت بالحمل كلما كان أفضل لذا عليك أن تفكري في كلامي ..."


+



" أبحث عن زوج مثلا ...!!"


+



تمتمت بها يسرا بعدم رضا لتخبرها ماجدة بثبات :-


+



" أنت امرأة جميلة وألف رجل يتمنى الإرتباط بك ... ربما لا ترغبين في الإرتباط حاليا أو ربما لا تريدين الإرتباط بأي رجل كان بل تريدين رجل بمواصفات معينة وغيره من ذلك ولكن إنتظارك يعني المجازفة بفرصة حملك .. أنا أخبرتك كل شيء بوضوح كي تستعدي لما هو قادم ..."


+



تنهدت صديقتها ثم قالت بذات العملية :-


+



" بإختصار أنتِ أمام خيارين ، إما أن تتزوجي سريعا حتى لو تنازلت عن بضعة أمور أو تجازفي بأمر حملك ..."


3



قالت يسرا بوجوم :-


+



" أنا أريد طفلا يا ماجدة وأنت تعلمين ..."


+



" أعلم ولهذا أخبرك كل شيء بوضوح ..."


+



هزت يسرا رأسها بصمت لتخبرها ماجدة بملامح داعمة :-


+



" لا تقلقي .. ستجدين الرجل المناسب وتنجبين منه الكثير من الأطفال بإذن الله ..."


+



إبتسمت بشحوب قبلما تنهض مودعة صديقتها متجهة إلى المشفى التي يمكث بها والدها ...


+



هناك مالت عليه تطبع قبلة فوق جبينه وهي تهمس له بحنو :-


+



" سامحني بابا ... آسفة لما تسببت به لك ..."


+




        

          


                

تمتم والدها بضعف :-


+



" أنا كنت خائفا عليك أكثر من أي شيء آخر يا يسرا ..."


+



" أعلم ..."


+



همست بها بخفوت ليهتف بقلق ما زال يسيطر عليه :-


+



" جلال ليس هينا ولن يمرر  فعلتك هذه بسهولة ... يجب أن تعتذري منه وتساوي الأمور بينكما ..."


+



هتفت بضيق :-


+



" لن أفعل يا بابا ... لن أعتذر أبدا ..."


+



" كيف يعني ..؟! هل تريدين قتلي يا يسرا ...؟! إفهمي كلامي .. جلال لن يكتفي بما فعله ..."


+



همت بمعارضته مجددا عندما إلتقطت إشارة والدتها بعدم معاندته والتسبب بإنتكاس حالته مجددا لترسم إبتسامة فوق شفتيها سريعا وهي تخبره :-


+



" حسنا يا بابا .. سأفعل ما تريده فقط إهدأ وكن بخير ..."


+



" ستعتذرين منه ..؟!"


+



سألها بحرص لتهز رأسها مجيبة رغما عنها :-


+



" سأفعل ..."


+



دقائق قضتها تتحدث مع والدها وتطمئنه وكذلك والدتها عندما دخل شريف إليهم ليطمئن على حالته فوقفت هي جانبا ومعها والدتها بينما يفحصه شريف الذي أخبره بإبتسامة مطمئنة :-


+



" الحمد لله .. اليوم أنت أفضل بكثير ... وضعك يتحسن مع مرور الأيام ..."


+



" متى سيخرج من المشفى ..؟!"


+



سألته يسرا بإهتمام ليجيب وتركيزه ما زال مع والدها :-


+



" ليس الآن .. سيبقى عندنا حتى تستقر حالته بشكل نهائي ..."


+



تنهدت بصمت عندما غادر هو لتتبعه مرغمة وهي تسأله مجددا عن صحة والدتها وإذا ما كان هناك خطر على حياته ..


+



طمأنها بأجوبة مقتضبة قبلما يغادر سريعا وهو يخبرها :-


+



" لدي حالات أخرى ... عن إذنك ..."


+



راقبته بوجوم قبلما تعاود الدخول إلى الغرفة التي يرقد بها والدها تتبادل الأحاديث معه حتى المساء حيث سيأتي شقيقها ليبيت ليلا معه كعادته في الأيام السابقة ...


+



**


+



مساءا ...


+



تحرك جوار شقيقته التي حاولت أن تقنعه بالعودة إلى القصر مع والدتهما ليستريح الليلة بينما تبقى هي مع والدها لكنه رفض بشدة مصرا على بقاءه مع والده وعودتها هي ...


+




        

          


                

في طريقهما قابلا شريف لتتفاجئ ببراء يحييه بحميمية والآخر يرحب به ترحيبا حارا وكأنهما يعرفان بعضهما جيدا ...


+



إبتسم براء وهو يشير إلى يسرا :-


+



" ربما تعرفت عليها ... إنها يسرا شقيقتي ..."


+



" نعم ، تعارفنا يوم مجيئها بوالدك إلى هنا .."


+



قالها وهو يمنحها إبتسامة مقتضبة ليخبرها براء :-


+



" دكتور شريف من أمهر الدكاترة في البلاد ... لا أثق بسواه كطبيب لمتابعة حالة بابا الصحية ..."


+



" أهلا بك مجددا ..."


+



قالتها وهي ترسم ذات الإبتسامة الباردة ليهز رأسه بعدم إكتراث قبلما ينشغل مع براء بأحاديث مختلفة وهي تقف بينهما تتابع ما يحدث بإنزعاج ...


+



غادر شريف بعدها لتسأله بوجوم :-


+



" من أين أتت هذه العلاقة القوية بينك وبين هذا الطبيب ..؟!"


+



أخبرها بجدية :-


+



" إنه الطبيب المسؤول عن حالة والدي منذ سنوات لذا أعرفه جيدا ..."


+



أضاف بعدها :-


+



" إنه طبيب ممتاز وشخص رائع .. محترم للغاية وملتزم في عمله .."


+



هزت رأسها بعدم إكتراث قبلما تخبره :-


+



" لأغادر أنا ..."


+



أضاف بجدية :-


+



" لا تدع ماما تتأخر ... "


+



" بعد قليل سأعود بها إلى القصر ..."


+



قالها بجدية قبلما تلتقط عيناه تلك التي تتقدم نحوهما بإبتسامة هادئة عندما إنتبهت يسرا إليها بدورها فوجمت ملامحها لا إراديا ...


+



هتفت ماذي بعدما وقفت أمام كليهما :-


+



" مساء الخير ..."


+



أضافت بنبرة ودودة :-


+



" الحمد لله على سلامة والدكما ..."


+



أضافت بآسف :-


+



" أعتذر لتأخري في المجيء لكنني لم أعلم بما حدث حتى صباح اليوم ..."


+



راقبت يسرا إبتسامة شقيقها السمحة وهو يرد عليها :-


+



" لا بأس يا ماذي ... أساسا لم يكن هناك داعي لمجيئك ..."


+




        

          


                

قاطعته ماذي على الفور برفض :-


+



" كيف لا آتي ..؟! كان يجب أن آتي وأطمئن عليه ..."


+



أكملت وهي تنظر نحو يسرا :-


+



" أنتما ساعدتماني كثيرا وقدمتما لي معروفا لا ينسى ..."


+



هتفت يسرا مبتسمة رغما عنها :-


+



" نحن لم نفعل شيئا عظيما إلى هذا الحد ..."


+



أكملت بصلابتها المعتادة :-


+



" على العموم شكرا على مجيئك للإطمئنان على بابا والذي أصبح بحال أفضل الحمد لله ..."


+



إبتسمت برقة :-


+



" الحمد لله .. حفظه الله لكما من كل شر ..."


+



أشار لها براء أن تدخل إلى الغرفة ليعرفها على والده بينما إحتقنت ملامح يسرا كليا لكنها إضطرت أن ترافقهما عندما فوجئت والدتهما بولدها يعود مجددا ومعه فتاة تراها للمرة الأولى ..


+



هتف براء معرفا عنها :-


+



" هذه ماذي نجيب ... الفتاة التي صدمتها بسيارتي دون قصد .. أتت لتطمئن على صحة بابا ..."


+



طالعتها منيرة بنظرات غير مرتاحة عندما تقدمت هي نحو والده تخبره بإبتسامة رقيقة :-


+



" الحمد لله على سلامتك يا بك ... "


+



شكرها الأب بنبرة متعبة بينما وضعت ماذي باقة الورد على الطاولة جانبه عندما تقدمت نحو الأم التي عرف براء عنها :-


+



" وهذه والدتي يا ماذي ... منيرة هانم ...."


+



مدت ماذي كفها نحو المرأة وهي تتحدث بمودة :-


+



" أهلا بك يا هانم ... سررت بمعرفتك ..."


+



ردت منيرة تحيتها على مضض بينما قال براء بجدية :-


+



" تفضلي واجلسي يا ماذي .."


+



قالت ماذي سريعا :-


+



" لا أستطيع .. أنا فقط أتيت للإطمئنان على والدك ... يجب أن أعود إلى شقتي سريعا قبلما يتأخر الوقت ..."


+



" كما تريدين ..."


+



قالها براء بهدوء قبلما يتحرك معها لتشير منيرة إلى إبنتها التي تقدمت نحوها فسألت بحذر :-


+



" من تلك الفتاة يا يسرا ..؟!"


+



أجابت يسرا بملل :-


+




        

          


                

" ألم يخبرك عنها قبل لحظات ... الفتاة التي صدمها بسيارته ..."


+



" وماذا تفعل هنا ولماذا تبدو وكأنها تجمعها علاقة قوية مع شقيقك ..؟!"


+



سألت منيرة بضيق شديد لتبتسم يسرا بسخرية جعلت والدتها تهدر بخفوت :-


+



" إسمعيني جيدا .. لا ينقصني سوى أن تدخل حياة ولدي فتاة لا  نعرف عنها شيئا سوى إسمها ... ما حدث قبل قليل لم يعجبني أبدا ... وشقيقك هذا دائما ما يقلقني بسبب طريقة تفكيره المختلفة والغير مقبولة في أغلب الأحيان ..."


+



أكملت بخوف بديهي :-


+



" ماذا سنفعل لو أحبها وتزوجها ..؟!"


+



قاطعتها يسرا بجدية :-


+



" لا تبالغي من فضلك .. من سيسمح له بذلك أساسا ...؟!"


+



أكملت تطمئن والدتها :-


+



" عامة لا تقلقي ... أنا أتصرف بهذا الأمر وسوف أنهيه تماما ... إطمئني ..."


+



إبتسمت منيرة براحة مبدئيا بينما في الخارج وقفت ماذي قباله تستمع لحديثه :-


+



" ما كان يجب أن تأتي .. مكالمة هاتفية كانت تكفي ..."


+



" كيف ذلك وأنت ساعدتني كثيرا .."


+



قالتها بخفوت وهي تضيف :-


+



" هذا أقل شيء أساسا ..."


+



إبتسم بتروي بينما سألته بإهتمام :-


+



" كيف حالك أنت ..؟! آثار التعب واضحة عليك ..."


+



" أحاول أن أكون بخير ..  قلقت على والدي بشدة لكن الحمد لله وضعه تحسن ..."


+



" الحمد لله ..."


+



تمتمت بها قبلما تهتف بتردد :-


+



" إذا ما إحتجت أي شيء فأنا موجودة ..."


+



أضافت تضحك بخفة :-


+



" صحيح ستقول بداخلك مالذي يمكن أن تفعله فتاة في وضعي ولكن أجيد تقدم الدعم والمساعدة جيدا .."


+



إبتسم بهدوء مرددا :-


+



" لن أقول ذلك ... وشكرا على إهتمامك مجددا ..."


+



تنهدت بصمت قبلما تخبره :-


+



" يجب أن أغادر الآن ..."


+



" سأوصلك أنا ..."


+



قاطعته فورا :-


+




        

          


                

" لا يمكن .. إبقى مع عائلتك فهم يحتاجونك ..."


+



ثم ابتسمت بصفاء وهي تخبره بخجل :-


1



" وإعتني بنفسك جيدا ..." 


+



إرتبك لوهلة بسبب نظرات عينيها الساحرة وتلك البراءة التي غزت ملامحها بطريقة مختلفة ليهتف مبتسما بتوتر خفي :-


1



" لا تقلقي بشأني ... أنا بخير ..."


+



ودعته وتحركت مغادرة المكان بينما شرد هو فيها لا إراديا قبلما يستيقظ على سؤال شقيقته :-


+



" هل رحلت ..؟!"


+



التفت نحوها يجيب بجدية :- 


+



" نعم ، رحلت ..."


+



" جيد ، ماما تتجهز للمغادرة ..."


+



أومأ برأسه متفهما وتحرك متجها إلى غرفة والده بينما بقيت يسرا واقفة مكانها عاقدة ساعديها أمام صدرها تهمس بتحفز :-


+



" سنرى ما قصة ماذي هذه أيضا  وأتمنى ألا تكون شكوكي في محلها ..."


+



**


+



في كندا ...


+



يجلس ثلاثتهم يناقشون أمر المشروع الخاص بشراكتهما الجديدة ...


+



وكعادتها كانت تطرح آراء مثيرة للإعجاب وأثارت إعجابه هو تحديدا وهذا أمر جديد لم يسبق أن حدث من قبل ..


+



" ما رأيك أنت يا نضال ..؟!"


+



سأله سيمور بإهتمام عن رأيه بتلك الفكرة التي طرحتها رانيا ليفاجئه بجوابه :-


+



" فكرة جديدة .. أنا موافق عليها ..."


+



طالعه سيمور بدهشة لحظية قبل أن يبتسم بصمت بينما نهضت رانيا تحمل ملفاتها وهي تخبر كليهما بعملية معتادة :-


+



" سأرتب الأمور التي تخص ما إتفقنا عليه ..."


+



أخبرها سيمور بجدية :-


+



" سنتناول العشاء ثلاثتنا سويا الليلة  ... "


+



أرادت أن تعتذر لكنه سبقها :-


+



" ممنوع الإعتذار ..."


+



رمقته بنظرات متوعدة تجاهلها وهو يتعمد الحديث مع صديقه ....


+



مساءا إجتمع ثلاثتهم على طاولة العشاء ...


+



تبادلوا الأحاديث العامة ...


+



تحدثا كليهما عن تاريخ صداقتهما طويل الأمد ...


+



عن علاقتهما المتينة منذ الصغر ...


+




        

          


                

إستمعت لهما بإهتمام ونالت تلك الصداقة التي لم يفرقها أي شيء إعجابها ...


+



داخلها تمنت لو وجدت صديقة تكون بهذا القرب الشديد منها ...


+



تفهم عليها وتدعمها عند الحاجة ...


+



لكنها عاشت وستموت وحيدة ....


+



فقط سيمور من رافقها في عالمها المظلم ونجح في أن يخفف من وحدتها القاتلة ورغم ذلك تعرف إن وجوده في حياتها مؤقتا وكم تخشى تلك اللحظة التي سيغادر بها حياتها ..


+



إستأذنت منهما لتغادر إلى دورة المياه بينما هتف نضال ببرود :-


+



" رانيا تلك ذكية للغاية ... الآن فهمت سر تمسكك بها ومنحها مكانة مهمة لهذه الدرجة في شركتك ..."


+



إبتسم سيمور يخبره :-


+



" ألم أخبرك ..؟!"


+



إبتسم نضال بمكر وهو يسأل :-


+



" ولكن لا أعلم لماذا أشعر بأن علاقتكما أكبر من علاقة المدير وموظفته ...؟!"


+



ضحك سيمور بخفة قبلما يتنهد بصوت مسموع وتظهر معالم الضيق على وجهه ...


+



" ماذا حدث ..؟!"


+



سأل نضال بإهتمام ليهتف سيمور بتردد :-


+



" سأخبرك سرا لن يعرفه سواك ..."


+



أضاف بعد صمت قصير :-


+



" لا أستطيع أن أخبر غيرك أساسا ... "


+



" أنت تثير قلقي ..."


+



سأله نضال بضيق ليهتف سيمور بخفوت :-


+



" أنا ورانيا ..."


+



توقف لوهلة قبلما يحسم أمره قائلا :-


+



" متزوجان ..."


+



جحظت عينا نضال بصدمة ليتراجع سيمور بجلسته إلى الخلف وهو يضيف بوجوم :-


+



" متزوجان منذ فترة طويلة ولا أحد يعلم بهذه الزيجة ..."


+



" لماذا ...؟!"


+



سأله نضال بإستغراب ليجيب سيمور بإختصار :-


+



" بسبب ظروف تخص كلينا ..."


+



أضاف بسرعة وهو ينتبه لعودتها :-


+



" لقد أتت رانيا ... نكمل حديثنا فيما بعد .."


+



عادت تجلس قبالهما وهي تبتسم بتحفظ بينما يطالعها نضال بنظرات محللة مفكرا في السبب الذي جعل صديقه يختارها كزوجة له ولمَ جعل زواجهما سرا ....


+




        

          


                

إنتهى العشاء وعادا بعدها إلى شقتهما لتتفاجئ رانيا به يقول بنبرة جادة :-


+



" يجب أن نتحدث ..."


+



طالعته بإستغراب قائلة :-


+



" سأغير ملابسي أولا ..."


+



" ليس الآن ..."


+



قالها بحزم غريب لترمي حقيبتها جانبا ثم تجلس على الكنبة جوارها تسأله بحيرة :-


+



" ماذا هناك يا سيمور ...؟! أسمعك ..."


+



" عائلتي يريدون تزويجي ..."


+



قالها دون مقدمات لتسيطر الدهشة عليها لثواني قبلما تتمالك نفسها وهي تهتف :-


+



" يزوجونك ...؟!"


+



هز رأسه مؤكدا ما قاله لتهتف بتماسك :-


+



" حسنا ، وما المطلوب مني ..؟!"


+



" عفوا ، تسألين بكل لا مبالاة ... أنت زوجتي يا هذه ..."


+



صاح بها بعصبية لتنتفض من مكانها تهدر بحزم :-


+



" لا ترفع صوتك يا سيمور ... وبالفعل لا أعلم ما هو مطلوب مني ... نعم أنا زوجتك ولكن سرا ..."


+



 " إذا لا يجب أن يبقى زواجنا سرا ..."


+



قالها بجدية وهو يضيف :-


+



" لمَ يبحثون لي عن زوجة بينما أنا متزوج بالفعل ...؟!"


+



قالت معترضة :-


+



" لقد تحدثنا بهذا مسبقا ... من فضلك يا سيمور..."


+



قاطعها بإصرار :-


+



" وأنا لم أعد راضيا بهذا الوضع والأهم إنني محاصر من قبل عائلتي لأتزوج بأقرب وقت وبدوري لست مستعدا للزواج من أخرى غيرك ..."


+



" أنت تعرف يا سيمور وضعي .."


+



حاولت التبرير ليقاطعها بثبات :-


+



" ما أراه إنك تبالغين .. قد ترفضك عائلتي في البداية لكنني سأقف في وجههم حتى يتقبلونكِ و ..."


+



صاحت برفض :-


+



" ولم سأفعل بنفسي هذا ... ؟! لم سأضع نفسي في موقف سخيف كهذا ..؟!"


+



" مالذي تريدينه إذا ..؟! أن يبقى زواجنا سرا ..."


+



" نعم ..."


+



طالعها بعدم إستيعاب ليسأل بجدية :-


+



" هل مللتِ من زواجنا ..؟! هل تريدين الإنفصال ...؟! "


+




        

          


                

" الأمر ليس كذلك ..."


+



قالتها بثبات قبلما تضيف بوضوحِ:-


+



" لا أريد الإنفصال حاليا ولكن إن بدأ هذا الزواج يؤثر على إستقراري فسيكون الإنفصال أفضل حل بالنسبة لي .."


+



طالعها بخيبة آلمت قلبها ليخبرها بإقرار :-


+



" أنا سأسافر لعائلتي مساء الغد .. عندما أعود ستكونين إتخذتي قرارك النهائي إما أن نعلن زواجنا أو ننفصل رسميا ..."


+



غادر بعدها منفعلا تاركا إياها تفكر في كلماته بآلم تمكن منها ..


+



لقد وضعها أمام قرار صعب لكن لا مفر منه ...


+



على ما يبدو إن ما خشيت حدوثه لسنوات بات قريبا للغاية ... أقرب مما تصورت ...! 


+



**


+



بعد مرور أسابيع ...


+



يوم الحناء ...


+



أمام مرآتها وقفت تتأمل فستانها الأحمر الطويل بفرحة عارمة ...


+



خلفها تقف هالة التي رافقتها في كل خطوة بل هي من تولت مسؤولية ترتيب حفل الحناء الذي يسبق الزفاف بيوم ...


+



كانت هالة قد إستعادت جزءا لا بأس به من حيوية روحها خاصة بعد صلحها مع راغب ورغم ذلك ترددت توليب في إقامة حفل الزفاف وكادت أن تحدث بينها وبين إياس مشكلة بسبب رغبتها بذلك خوفا على مشاعر هالة التي فاجئتها وهي تقول :-


+



" لا تكوني حمقاء ... لن تؤجلي شيئا .. الزفاف سيتم في موعده المحدد ..."


+



" ولكن ..."


+



قاطعتها بجدية :-


+



" لا يوجد لكن ... أنا بخير .. لا تقلقي بشأني .. ليكن بعلمك أنا متحمسة لزفافك جدا بل وسأبدأ بالتجهيز لبعض المخططات التي تخص حفل الحناء ..."


+



وقتها عانقتها بقوة وهي تهمس لها بحب :-


+



" أنا أحبك كثيرا يا هالة ..."


+



" وأنا كذلك يا روح هالة ..."


+



وبالفعل تم تجهيز حفل حناء ضخم جدا أشرفت هالة بنفسها عليه بينما كانت توليب تتابع معها التفاصيل وكذلك خالتها بينما إنشغلت كلتاهما بتجهيز عدة أمور تخص الزيجة من ملابس وترتيبات أخرى ..


+



تحركت توليب نحو هالة تسأل وهي تحاوط خصرها بكفيها :-


+



" كيف أبدو ..؟!"


+




        

          


                

تأملها هالة بإبتسامة محبة ثم أجابت :-


+



" رائعة ... مذهلة حقا يا تولاي ..."


+



أضافت بجدية :-


+



" المكياج رائع ... والشعر المموج يليق بك جدا .."


+



ثم عانقتها برفق :-


+



" أنت أجمل عروس رأيتها في حياتي ..."


+



هتفت توليب بعدما إبتعدت عنها :-


+



" وأنتِ تبدين رائعة .."


+



تحركت هالة نحو المرآة تتأمل إطلالتها بفستانها الذهبي القصير وهي تردد :-


+



" بالطبع ، إنه حفل حناء أختى ورفيقة عمري ..."


+



أضافت وهي تستدير نحوها مرددة بإبتسامة تخفي حزنا :-


+



" صديقتي التي ستدخل الحياة الزوجية أخيرا ..."


+



تمتمت توليب بملامح مختنقة :-


+



" سأشتاق لك كثيرا بل سأشتاق للجميع ..."


+



هتفت هالة محذرة :-


+



" إياك أن تبكي وتدمري زينة وجهك ..."


+



أضافت بجدية  :-


+



" كما إنك لن تهاجري خارج البلاد ... تستطيعين التواجد هنا دائما ..."


+



إسترسلت بشقاوة :-


+



" إلا لو أعجبك البقاء مع إياس بك وفضلتي صحبته علينا ..."


+



" لن أفعل ..."


+



قالتها توليب بوجوم لتغمز لها هالة بمرح :-


+



" سنرى ..."


+



دلفت في نفس اللحظة همسة إلى الداخل وهي ترتدي فستانا مكشوفا للغاية فوقه معطف طويل يغطي ما يظهر من جسدها ستخلعه في الحفل فقط حيث لا يوجد غير النساء ...


+



هتفت هالة وهي تتقدم نحو شقيقتها بحماس :-


+



" تبدين رائعة ... أريني فستانك ..."


+



هتفت همسة سريعا :-


+



" دعيني أرى العروس أولا ..."


+



ثم تقدمت نحو توليب ...


+



قبضت على كفها وهي تخبرها بصدق :-


+



" كم تبدين جميلة بل فاتنة ..."


+



عانقتها توليب بمحبة وبادلتها همسة عناقها قبلما تخلع المعطف فيظهر فستانها المكشوف بلونه السمائي عاري الأكتاف وينسدل بنعومة على جسدها النحيل ...


+




        

          


                

تنتهي بطانة الفستان عند منتصف فخذيها بينما يصبح قماشه شفاف بعدها فيظهر ما تبقى من فخذيها وساقيها العاريين بوضوح من خلف قماش الفستان ...


+



صفّرت هالة بحماس وهتفت توليب :-


+



" مذهلة يا همسة والفستان رائع ..."


+



بينما هتفت هالة بحماس :-


+



" كان الله في عونك يا راغب هذه الليلة ..."


+



لم تزجرها همسة على تلميحها الوقح بل تمكنت منها فرحة خفية وهي ترى إنطلاق شقيقتها التي بدأت تعود لسابق عهدها تدريجيا ...


+



غادرت بعدها همسة لترافق خالتها وتستقبل الضيوف معها بينما أخذتا كلا من توليب وهالة تلتقطان الصور لتوثيق هذه اللحظات السعيدة ...


+



**


+



بدأ حفل الحناء مساءا ....


+



إجتمعن العديد من النساء والشابات من أقارب العروسين وأصدقائهما ...


+



بدأ الحفل وصدحت الأغاني الشعبية الخاصة بالأعراس والإيقاعيّة كذلك ...


+



بدأت شابات الحفل بالرقص مع توليب التي كانت ترقص بحماس وفرحة شديدة جعلت والدتها تتأملها بسعادة بينما داخلها تقرأ المعوذات خوفا عليها وتدعو لها بالسعادة الدائمة مع زوجها ...


+



جانبها تجلس ألفت تبتسم بفرحة غامرة وتتبادل الأحاديث بين الحين والآخر مع زهرة وكذلك مع زمرد التي أتت مع كنتها المستقبلية والتي بقيت جالسة جانبها تراقب الحفل بإبتسامة رقيقة عندما همست لها زمرد :-


+



" لماذا لا ترقصين ...؟! إنهضي وإرقصي مع البنات ..؟!"


+



أجابت أفنان بخجل ملازم لها :-


+



" لا أحب الرقص .."


+



إبتسمت زمرد بتفهم :-


+



" كما تريدين حبيبتي ..."


+



ثم إتجهت ببصرها نحو هالة التي كانت ترقص مع مجموعة من صديقاتها بحماس أجج حقدها عليها وهي التي بسببها يخاصمها شقيقها حتى اليوم وكذلك إبنه الأكبر ...!


+



أشارت هالة إلى الفتاة المسؤولة عن الدي جي لتشغل إحدى الأغاني الشهيرة المناسبة لأجواء الحفل قبلما تجذب شقيقتها التي تجلس جانب خالتها لترقص معهن بينما جذبت توليب جيلان تشاركهن الرقص ..!





+



اهو جه بنفسه لحد عندى عشان يقلى عايزنى معاه


+



 ماجاش لوحده جه بعد حوارات جانى بعد ياناس معاناة


+




        

          


                

 خد منى مجهود لكنى برده وقعته فيه وجات رجلية


+



 وادينى جيبته على ملى وشه وقع فى حبى اسم الله  عليه





+



إلتف جميع الفتيات حولهما بدائرة بينما هي وهالة ترقصان سويا عندما بدأ المقطع الذي جعل جميعهن يطلقن الزغاريط العالية :-



+



باركولى يابنات بعد محيلات 


+



 بشوية تخطيط وقعته


+



 حبة تكتيك 


+



 وباسلوب شيك 


+



 ولحد البيت هنا طلعته



+



دلفت نغم إلى الحفل متأخرة قليلا بسبب إرهاق العمل لتستقبلها زهرة بترحاب شديد قبلما تعاتبها على تأخرها فتعتدز منها الأخيرة ثم تتجه نحو توليب تبارك لها بمحبة صادقة قبلما تأخذ مكانها بجانب همسة التي عادت لمكانها جانب خالتها فتتبادل الأحاديث معها وكلتاهما تتابعان رقص الفتيات وتصفقان لهن بين الحين و  الآخر ...


+



**


+



أتى موعد وضع الحناء ...


+



جلست توليب على كرسي يتوسط المكان وأمامها صينية ضخمة تحوي عدة أشياء توضع كتقليد معتاد من ضمنها الحناء ...


+



أشارت زهرة إلى الموجودين بأن العريس سيدخل بعد قليل فنهضن بعض النساء الموجودات في المكان يرتدين شيئا ما يخفي أجسادهن المكشوفة بسبب الفساتين العارية اللواتي إرتدينهن بسبب كون الحفل نسائي بحت ...


+



تحركت ألفت بجانب زهرة وقد طلبت منها الأخيرة أن تضع الحناء بنفسها للعروسين لتميل ألفت نحو توليب تقبلها من وجنتيها وتعانقها بمحبة خالصة ...


+



بعد حوالي خمس دقائق دخل العريس لتنطلق الزغاريط من أفواه الفتيات بينما إستقبلته ألفت بعناق حار وهي تجاهد لكبت دموعها ....


+



جلس إياس جانبها وعيناه تتأملانها بإنبهار ...


+



كانت فاتنة بشكل مهلك وهي ترتدي فستان أحمر طويل يحاوط جسدها الرشيق ضيق عند منطقة الصدر يظهر بداية نحرها وعنقها ...


+



شعرها البني مسترسل بخصلات مموجة مبهرة على جانبي وجهها بينما لون حمرة شفتيها المطلية بالأحمر الطاغي منحها جاذبية خطيرة ...


+



إبتلع ريقه بصعوبة وهو يتخيلها بين ذراعيه مساء الغد ينال قربها الذي يتوق إليه بشدة ....


+



إطلالتها المهلكة لمشاعره جعلته يهمس لها بخفوت :-


+



" أنت اليوم تبدين رائعة بشكل يجعلني أرغب بأخذكِ معي عند خروجي من هنا ..."


+




        

          


                

ضحكت برقة ثم همست له :-


+



" توقف يا إياس ..."


+



تقدمت ألفت وهي تحمل الحناء لتشير إلى توليب التي مدت يدها لها فتضع الحناء لها ثم لولدها الذي لم يغب عنه تأثرها الواضح بهذه اللحظة ...


+



ما إن إنتهت من وضع الحناء لكليهما حتى إنطلقت الزغاريط العالية مجددا ...


+



سارعت هالة تجذب توليب وهي تشير لإياس أن ينهض ويراقصها لتصدح الموسيقى العالية بينما جذبها إياس من كفها يراقصها بحماس :-


+



سلامات سلامات انا بحبك يا


+



يا ابو قلب جميل بيدق حياة


+



يا ابو ضحكة جنان وعيون غزلان


+



حلم انا طول عمري بتمناه



+



 دار بها حول نفسها قبلما تتعلق بعنقه للحظات ثم تبتعد عنه وهي تميل بجسدها وتردد كلمات الأغنية بينما تشير نحوه بشقاوة سلبت لبه :-


+



عنك مش لاقيه كلام





+



ولا صحية ولا حتى انا بنام


+



ده خيال ولا في الاحلام


+



انا عايشة احلى ايام


+



يا سلام يا سلام يا سلام



+



إبتسم بسعادة قبلما يجذبها من خصرها الذي يتمايل يقبض عليه بكفيه بينما وضعت هي كفيها فوق كتفيه وتمايلت بين ذراعيه هذه المرة :-


+



سلامات سلامات من غير اسباب دخلت القلب كسرت الباب مش باستئذان وقعدت كمان وف ثانية بقيت اغلى الاحباب



+



وقفت المصورة التي أتوا بها تصورهما بينما الجميع معجب بحالة الإنسجام بينهما ...


+



غادر بعدها إياس مرغما فوجوده يقيد النساء بينما عادت أغلب الفتيات للرقص وبعضهن بدأت تضع ألفت لهن الحناء ...


+



**


+



غادرت جيلان مكان الحفل متجهة إلى جناحها لتعديل مكياجها عندما فوجئت بمهند موجودا في جناحهما ممددا فوق السرير يدخن السيجار ويعبث بهاتفه ...


+



" مهند ، ماذا تفعل هنا ...؟!"


+



سألته بدهشة ليخبرها بجدية :-


+



" مللت فعدت إلى القصر ومكثت في ..."


+



توقف لوهلة وهو يطالع فستانها الشبه عاري لينتفض من مكانه وهو يصيح بعصبية :-


+




        

          


                

" هل خرجت من صالة الضيوف بهذا الفستان ...؟!"


+



إرتبكت كليا وهي تجيب ببعثرة :-


+



" أنا فقط ... يعني ... لم يراني أحدهم ..."


+



صاح بعدم تصديق :-


+



" كيف يعني ... ؟! من الوارد جدا أن يراك أحد أشقائي أو أحد العمال و ..."


+



قاطعته سريعا :-


+



" والله نسيت ..."


+



صاح معترضا :-


+



" هذه أشياء لا يمكن نسيانها يا هانم ..."


+



أضاف وهو يرمق ساقيها العاريين تماما حيث ينتهي الفستان عند بداية فخذيها وكذلك أكتافها العارية تماما :-


+



" ألم تخجلي من نفسك وأنت تسيرين داخل أرجاء القصر بحرية ...؟!"


+



" أخبرتك إنني نسيت ..."


+



صرخت بنفاذ صبر ليهتف بعصبية :-


+



" لا تنسي مجددا ... ولا تنسي كذلك إنك لم تعدِ صغيرة بعد الآن .. كبرت يا جيلان وأصبحت طالبة جامعية ... إنتبهي لملابسك بل وحتى تصرفاتكِ .."


+



" ما بها تصرفاتي إن شاءالله ...؟؟"


+



سألته وهي تضع كفها على جانب خصرها ليهتف بوجوم :-


+



" تصرفاتك أحيانا لا تليق بعمرك .."


+



اتسعت عيناها وهمت بالرد لكنه سبقها وهو يقول :-


+



" والآن إبحثي عن شيء ترتدينه فوق فستانك وإلا ستبقين هنا ولن تخرجي إلى الحفل مجددا ..."


+



وجمت ملامحها كليا من عصبيته معها ولكنها سرعان ما خطرت فكرة  على بالها جعلتها تبتسم داخلها ..


+



ربما يغار عليها ويعبر عن غيرته بهذه الطريقة ...


+



" حسنا ، سأفعل .."


+



تمتمت بها بخفوت فاجئه فسأل متهكما :-


+



" منذ متى وأنت مطيعة لهذه الدرجة ..؟!"


+



تقدمت نحوه ودون مقدمات حاوطت عنقه بكفيه وهي تخبره بذات النبرة الخافتة :-


+



" ألست زوجي ...؟! أليس من الواجب أن أنفذ ما تطلبه مني ..؟!"


+



إحتقنت ملامحه كليا بسبب قربها المغوي ورائحة عطرها المميزة ليتملص مبتعدا عنها وهو يخبرها :-


+



" هذا الأمر لا يتعلق بي فقط ... الإحترام مطلوب بشكل عام .. "


+



سألته وهي تكتم ضحكتها بصعوبة :-


+




        

          


                

" هل تغار عليّ يا مهند ..؟!"


+



أجابها دون تفكير :-


+



" بالطبع أغار... ألست إبنة عمي ..؟! تحملين إسم عائلتي ودمائي ..."


+



صاحت بعدم تصديق وقد تبخرت سعادتها :-


+



" إبنة عمك ..؟! هل هذا فقط ما أمثله لك ..؟!"


+



سارع يصحح موقفه :-


+



" وزوجتي بالطبع ..."


+



تنهد ثم قال :-


+



" أنا بطبيعتي غيور قليلا يا جيلان ... وما فعلته معك قبل قليل وطريقتي الحادة كنت سأفعلها بنفس الطريقة مع توليب أو هالة أو حتى همسة ..."


+



" إذا أنت تتعامل معي كتعاملك مع شقيقتك ...؟!"


+



سألته بخيبة لم تخفَ عنه لكنه تمسك بجوابه كي لا يمنحها آملا لن يتحقق :-


+



" نعم يا جيلان ...والآن إبحثي عن شيء ترتدينه فوق ملابسك ..."


+



أنهى حديثه وتحرك مغادرا المكان لتجلس فوق السرير بإحباط وهي تقاوم عبراتها بصعوبة ...


+



بقيت في الجناح لفترة لا بأس بها حتى سمعت طرقات على باب الجناح فتنهدت وهي تهتف :-


+



" تفضل ..."


+



فوجئت بزهرة تتقدم إلى الداخل وهي تقول :-


+



" أين أنتِ يا جيلان ..؟! إفتقدك يا إبنتي ..."


+



توقفت وهي تطالع عينيها الحمراوين بينما تجيب بحشرجة :-


+



" أنا هنا ..."


+



تقدمت زهرة نحوها تسألها بقلق :-


+



" هل أنت بخير ..؟! ماذا حدث ..؟! هل تشاجرت مع مهند ..؟!"


+



" كلا ، "


+



توقفت غير قادرة على إكمال المزيد لتجلس زهرة جانبها وتقبض على كفها تخبرها :-


+



" أعلم إن مهند عصبي للغاية ولكن قلبه طيب .."


+



أضافت بحزم :-


+



" ورغم هذا أخبريني كيف ضايقك وأنا سأتصرف معه ..."


+



" لا داعي لذلك .. شكرا ..."


+



قالتها بخفوت لتتنهد زهرة وهي تخبرها :-


+



" مشواركما طويلا يا جيلان ويحتاج إلى الصبر والتفاني ..."


+




        

          


                

طالعتها جيلان قائلة بصعوبة :-


+



" ربما سينتهي قريبا ..."


+



" لماذا تقولين هذا ..؟!"


+



سألتها زهرة مستغربة لتهتف جيلان بيأس :-


+



" هذا ما يبدو لي ..."


+



" يبدو إنه حدث الكثير بينكما ليجعلك تقولي هذا ..."


+



لم تبدِ جيلان أي ردة فعل لتربت زهرة فوق خصلاتها بحنو وهي تخبرها :-


+



" إسمعيني ، يمكنك أن تعتبريني مكان والدتك رحمها الله وتخبريني بما يؤرقك ويؤلمك وأنا سأمنحك نصيحتي بل سأساعدك كذلك ... "


+



أضافت تبتسم بدعم :-


+



" تذكري دائما إن كل شيء له حل بإذن الله ..."


+



تلألأت العبرات مجددا في عينيها بسبب حنو هذه المرأة معها لتجذبها زهرة نحو أحضانها تخبرها بصدق :-


+



" أنت بمثابة إبنتي يا جيلان ... لا أريد أن تحزني أبدا ... عندما تحزنين أحزن كثيرا ..."


+



إستسلمت جيلان لعناقها الأمومي الدافئ حيث كانت تحتاجه بشدة ...


+



بعد دقائق همست لها زهرة وهي تبتسم بذات الحنو :-


+



" الآن دعينا نعود إلى الحفل ... لا تحزني بسبب ولدي العصبي الجلف .. إفرحي وإرقصي ... وأنا أعدك إنني سأساعدك في أي شيء تريدينه .."


+



أكملت بجدية :-


+



" سنتحدث بعد الزفاف ونحل كل شيء وأنت لا تقلقي طالما أنا معك .. إتفقنا ..."


+



هزت جيلان رأسها بصمت قبلما تهمس بنبرة ممتنة :-


+



" أشكرك كثيرا ..."


+



" لا شكر بين الأم وإبنتها...."


+



إبتسمت جيلان بصمت قبلما تنهض من مكانها وهي تخبرها :-


+



" مهند لا يقبل أن أخرج مجددا بهذا الفستان ... يطلب مني إرتداء شيء فوقه كي لا يراني أحد العمال أو أشقاؤه ..."


+



" معه حق ..."


+



" لكنني لا أمتلك شيئا ألبسه ... "


+



قالت زهرة بسرعة :-


+



" سأجلب لكِ عباءة من عندي ... إرتديها عندما تتحركين خارج صالة الضيوف ..."


+



ثم تحركت سريعا نحو جناحها تجلب لها العباءة بينما جيلان تتابعها بصمت وداخلها ممتن للطف هذه المرأة ودعمها الواضح لها ...


+




        

          


                

**


+



إتجهت هالة نحو الفتاة المسؤولة عن دي جي الحفلة وهمست لها بشيء ما قبلما تعود إلى توليب وهي تغمز لها بعينيها لتطالعها الأخيرة بعدم فهم قبلما يصدح صوت الموسيقى الخاصة بالرقص الشرقي لتهز توليب رأسها نفيا بسرعة رافضا ما تقدم عليه بينما أصرت هالة على ما تريده وهي تحاول جذبها من كفها عنوة لتستسلم توليب لها في نهاية المطاف لكنها همست لها وهي تنهض معها :-


+



" سنرقص سويا ..."


+



إبتسمتا كلا من زهرة وهمسة وهما تريان توليب وقد بدأت تتمايل بخصرها بأنوثة على أنغام تلك الموسيقى تقف قبالها هالة التي أخذت بدورها ترقص وتتمايل بخصرها هي الأخرى بمهارة ...


+



إشتعلت الأجواء بعدما جذبت زهرة جيلان لتشاركهما الرقص فترددت أولا لكنها سرعان ما إندمجت معهما وبدأت ترقص ببراعة عالية ...


+



تقدمت زهرة نحو المصورة تخبرها بجدية :-


+



" صوري رقصهم جيدا ...."


+



ثم عادت إلى مكانها لتجد هالة تشير إلى همسة أن تنهض لكن الأخيرة هزت رأسها برفض وإكتفت بالتشجيع والتمايل في مكانها مع أنغام الموسيقى ...


+



كان ثلاثتهن يرقصن ببراعة آثارت إعجاب الموجودين لتهمس همسة لخالتها :-


+



" الفتيات يتقن الرقص الشرقى بمهارة حتى جيلان ..."


+



" أنت وحدك لا تجيدينه ..."


+



همست بها زهرة ضاحكة لتضحك همسة وهي تتمتم :-


+



" للآسف ..."


+



" إنه حظ ولدي المسكين ..."


+



قالتها زهرة مشاكسة لتخبرها همسة بمرح :-


+



" بل محظوظ يا خالتي ... "


+



حاوطتها زهرة بذراعها وهي تخبرها :-


+



" بالطبع محظوظ ... يكفي إن نصيبه  كان أنتِ .. إبنة شقيقتي الغالية ...."


+



ربتت همسة على كفها بمحبة بينما هتفت همسة لنغم التي كانت تجاور زهرة من الجهة الثانية :-


+



" لماذا لا تشاركينهم الرقص ...؟!"


+



سارعت هالة تتقدم نحو نغم بعدما رأت شقيقتها لتجذب نغم من كفها فتنهض الأخيرة وتشاركهما الرقص بجماس دب فيها لتبدأ بالتمايل على صوت الموسيقى بمهارة جعلت الموجودين يتأملونها بدهشة فهي تفوقت على الشابات الثلاث ورقصت بشكل محترف وقد خطفت البصر برقصها المثير إلى جانب جمالها وفستانها الأنيق بلونه الأزرق الفاتح كلون عينيها ...


+




        

          


                

أخذت تحرك خصرها ببراعة وخصلاتها السوداء الغجرية تتمايل خلف ظهرها مع حركة يديها مما جعل كلا من الفتيات الثلاث تنسحبن ويقفان جانبا يشاركن الموجودين في التصفيق ...


+



إبتسمت زهرة وهي تتأمل كنتها الجميلة بهذا الرقص لتبدأ بقراءة المعوذات تخشى عليها من نظرات الموجودين المنبهرة برقصها الشرقي وكأنها راقصة محترفة بينما همست همسة ضاحكة :-


+



" يبدو إن طبيبنا هو الأكثر حظا خالتي ..."


+



ضحكت زهرة بينما نهضت إحدى المدعوات ومنحت نغم شالا ترددت في أخذه قبلما تصيح هالة :-


+



" هيا إربطيه حول خصرك ..."


+



لفت نغم الشال حول خصرها وإستمرت في رقصها بين المدعوين ثم تحركت نحو حماتها التي كانت تصفق لها بسعادة لتميل نحوها وهي تتمايل بشعرها وجسدها فتعانقها زهرة من الخلف وتقبل وجنتها ....


+



إستمرت الرقصة لفترة لا بأس بها حتى توقفت نغم وسط تصفيق الحضور الحار فضحكت بنعومة وهي تخلع الشال بينما صدحت الأغاني الإيقاعيّة الراقصة مجددا لتدلف بعد لحظات سولاف وتتقدم نحو توليب تعانقها وتبارك لها بينما تعاتبها الأخيرة :-


+



" لماذا لم تأتِ منذ بداية الحفلة ..؟!"


+



أجابت سولاف مبررة :-


+



" آسفة والله ... كان لدي درس خصوصي لا يمكنني تركه ..."


+



ثم اتجهت وألقت التحية على زهرة و وهمسة والبقية قبلما تسارع وتمنح حقيبتها لوالدتها وتشارك الفتيات الرقص ...


+



**


+



" كانت ليلة من العمر ..."


+



كتبتها توليب لإياس الذي أرسل لها بدوره :-


+



" وغدا ستكون كذلك ... "


+



أضاف :-


+



" لو تدركين مدى حماسي لليلة الغد ..."


+



كتبت له بدورها :-


+



" أنا كذلك متحمسة ومتوترة في ذاك الوقت ..."


+



كتب لها :-


+



" لم متوترة ..؟!"


+



أضاف بمكر :-


+



" لا تقلقي ... إنها مجرد شكة دبوس .."


+



" أنت سافل ..."


+



كتبتها وهي تكتم ضحكتها بصعوبة عندما جاورتها هالة وهي تسأل بتعب :-


+



" تتحدثين مع إياس ..."


+




        

          


                

اومأت توليب برأسها لتخبرها هالة بجدية :-


+



" يجب أن تنامي يا توليب ... غدا سوف تستيقظين باكرا جدا ..."


+



" معك حق ..."


+



قالتها ثم كتبت له :-


+



" يجب أن أنام الآن .. تصبح على خير ..."



+



ثم إلتفتت إلى هالة تخبرها بأسى :-


+



" غدا سأبيت خارج جناحي بل خارج القصر بأكمله ..."


+



" سيبقى جناحك كما هو تستطيعين أن تأتي بين الحين والآخر ..."


+



إبتسمت توليب بصمت بينما عانقتها هالة بقوة وهي تخبرها :-


+



" سأشتاق لك كثيرا ..."


+



" وأنا كذلك ..."


+



قالتها توليب بصدق بينما تنهدت هالة وهي تقول :-


+



" سأبدأ عملي في المشفى بعد الغد ..."


+



" هكذا أفضل .... "


+



" نعم تأخرت كثيرا في هذه الخطوة أساسا ..."


+



قالتها بخفوت وشردت لا إراديا في أحداث الفترة الماضية لتسارع توليب تنتشلها من أفكارها :-


+



" يجب أن ننام فغدا لدينا يوم طويل ..."


+



هزت هالة رأسها ونهضت تطفئ الضوء قبلما تعود وتنام بجانب توليب التي أصرت أن تقضي ليلتها الأخيرة معها ...


+



**


+



وقف أثير بجانب سيارته ينتظر خروجها بعدما إتفق معها أن يلتقيان مساء اليوم بعد حفل الحناء ليتناولان العشاء سويا في أول موعد رسمي لهما بعد الخطبة ..!


+



إعتدل في جلسته وهو يراها تتقدم نحوه بإبتسامتها الرقيقة مرتدية فستان من الشيفون الناعم ذو لون ذهبي بأكمام مربعة قصيرة تغطي بداية كتفيها فقط ينسدل حول جسدها الرشيق متسع قليلا من منطقة خصرها حتى ينتهي أسفل ركبتيها بقليل ..


+



خصلات شعرها الملساء بلونها الأشقر الغامق المائل للون العسلي  جعلتها مموجة قليلا بشكل منحها جمالية أكبر ...


+



وقفت قباله فبادلها إبتسامتها بهدوء وهو يتمتم :-


+



" مساء الخير ..."


+



" مساء النور ..."


+



قالتها بخجل ووجنتين توردتا كالعادة ليتنحنح وهو يفتح الباب لها فتدخل إلى سيارته يتبعها هو عندما سألها بجدية :-


+




        

          


                

" هل ترغبين في الذهاب إلى مكان معين ..؟!"


+



ردت بحيادية :-


+



" إختر أنت المكان الذي تحبه .."


+



أومأ برأسه متفهما ثم شغل سيارته وقادها إلى أحد المطاعم الشهيرة ...


+



هناك تناولا عشائهما وتحدثا قليلا وكان إرتباكها واضحا ...


+



أراد أن يخفف من إرتباكها وإستيحائها الشديد فسعى ليبدد شعورها هذا وجعلها تعتاد عليه ليقرر أن يتجها إلى أحد السواحل يسيران هناك ويتبادلان الحديث ...


+



سارت جانبه على إستيحاء بينما هو يتعمد أن يتحدث معها حول الكثير وبالفعل بدأت تتجاوب معه ...


+



سألها وهو يقف أمام أحد المحلات التي تقدم المثلجات :-


+



" هل تتناولين ...؟!"


+



لمعت عينيها بحماس عفوي وهي تجيب :-


+



" نعم أريد ..."


+



جلسا على إحدى الطاولات حيث إختارت هي المثلجات بطعم الفانيلا بينما إختارها هو بطعم الليمون والفراولة  ....


+



" تحبين المثلجات كثيرا ...؟!"


+



سأل مبتسما بهدوء وهو يلاحظ تلذذها بالمثلجات الباردة لتومأ برأسها قبلما تخبره :-


+



" أعشقها ..."


+



تحركا بعدها يغادران المكان يستمران في سيرهما عندما قررا العودة فقد تأخرا كثيرا ...


+



وفي طريق عودته إشترى لها حلوى بطعم الشوكولاتة تفضلها عادة ...


+



جلست جانبه في سيارته تتناول الحلوى ولم تنتبه لشفاهها التي تلطخت بالشوكولاتة ...


+



سألته بعدما إنتهت منها :-


+



" ألن نتحرك ...؟!"


+



إبتسم بهدوء وهو يسحب المنديل لتتجمد مكانها وهي تراه يمسح شفتيها بحرص ...


+



تلاقت عيناها بعينيه فرأى التوتر يتمكن من عينيها اللتين ينتبه لجاذبيتهما للمرة الأولى ...


+



عينان بلون العسل الجذاب وقد منحها الكحل الأسود جاذبية خاصة ...


+



بتردد مال نحو شفتيها يسعى ليستكشف تجربة هي الأولى معها وداخله فضول شديد لتجربة هذا الشعور معها عله يجد بعدها شيئا ما يعبر إلى روحه ويقربه منها أكثر ...


1



إستسلمت لإحتلال شفتيها من قبل شفتيه ...


+



قبلها ببطأ مترويا عن قصد وداخله يبحث يل يستجدي شعورا معينا قد يناله معها ....


+



إبتعد عنها بعد لحظات بتنهيدة صامتة وكل شيء داخله يصدح باللا شيء ..


+



إبتلع ريقه مرددا بأنفاس هادرة :-


+



" أنا أعتذر إذا ما كنت .."


+



أوقفته بعينين منخفضتين :-


+



" لا تعتذر ... "


+



ثم أشاحت بوجهها بعيدا ليطالعها بينما تبتسم بخجل وأناملها تلمس شفتيها برقة ...


+



بدت سعيدة بتلك القبلة وسعادتها ظهرت بوضوح رغم خجلها الصريح ليرتبك أكثر ويشعر بذنب أكبر فهو معها لم يشعر بشيء ...


+



تنهد بتعب متذكرات مذاق قبلات أخرى كانت تطيح بكيانه كله وتجعله غارقا بها حد الموت ...


+



لعنها بسره وهو يدرك لأي مكان إتجهت أفكاره بينما تلك الجالسة جانبه تبتسم بخجل وبراءة آلمته بشدة ...


+



تحرك بسرعة عائدا بها إلى منزلها لتستدير نحوه بعدما وقف بسيارته أمام القصر الفخم الذي تحيا به :-


+



" كانت سهرة رائعة سعدت بها جدا ..."


+



إبتسم مجاملة وهو يردد :-


+



" وأنا كذلك ..."


+



ظهر التردد في عينيها فطالعها بحيرة ليتفاجئ بها تميل نحوه طابعة قبلة رقيقة فوق وجنته قبلما تهمس بصوت متحشرج :-


+



" تصبح على خير ..."


+



ثم غادرت بسرعة تاركة إياه يطالعها بضيق خفي من نفسه أولا قبل أي أحد ...


+



أما هي فإندفعت سريعا إلى جناحها وقد أراحها عدم رؤيتها لأحد فوالديها على ما يبدو ناما مبكرا ..


+



إندفعت داخل جناحها بسعادة شديدة سرعان ما تبخرت وهي تراه يجلس فوق فراشها بإسترخاء يطالعها بإبتسامة ماكرة لتشهق بصوت مرتفع من شدة الصدمة ..


+



صدمتها بوجودها جعلها تنهار في ذات اللحظة وتسقط أرضا فاقدة للوعي ...


1



يتبع في الجزء الثاني من الفصل


+


                                    

الفصل الخامس والعشرون


+



( الجزء الثاني )


+



" أفنان ..."


+



صاح بلهفة وهو يركض سريعا نحوها يحملها بين ذراعيه ويتجه بها نحو سريرها الواسع ...


+



يمددها فوق السرير بحرص قبلما يغرق لثواني في تأملها ...


+



يتنهد بحسرة خفية وكفه تهبط فوق وجنتها برفق بينما صوته المنخفض يناديها ....


+



" أفيقي يا أفنان ..."


+



تمتم بها بصوت أعلى قليلا ليجدها ترمش بعينيها أخيرا قبلما تفتحهما ببطأ وحالما إستوعبت وجوده إنتفضت بفزع وهي تصيح بنبرة عالية وطريقة أقرب للجنون :-


+



" أنت ماذا تفعل هنا ..؟! كيف دخلت هنا ..؟! كيف ...؟!"


+



عادت السخرية اللاذعة تكسو ملامحه بينما نهضت هي سريعا من فوق السرير مبتعدة عنه قدر المستطاع بجسد يرتجف وملامح مذعورة ...


+



" إخرج من هنا ... حالا ..."


+



صاحت به بصوت مهتز لينهض بدوره من فوق السرير يهندم ملابسه بطريقة مستفزة ثم يخبرها بمكر مقصود :-


+



" لن أخرج قبلما أقول ما عندي ...."


+



أضاف وعيناه تهبطان نحو خاتمها الماسي فتحترق روحه بغيرة شنيعة أجاد إخفائها وهو يردد :-


+



" مبارك خطبتك على إبن الوزير ... أجادت شهيرة هانم إنتقاء عريسك كعادتها في إنتقاء كل ما يخصها ...."


+



" إذا لم تغادر من هنا حالا سأصرخ بصوت عالي و .."


+



قاطعها ببرود :-


+



" لا أحد هنا .. والديك ليسا هنا .. سافرا مساء اليوم في رحلة عمل سريعة دون أن يخبرانك كعادتهما ..."


+



كان يذكرها بواقعها المرير بكل قسوة ممكنة ...


+



تجاهلت حديثه وهي تصيح مجددا :-


+



" إخرج حالا ..."


+



" سأخرج ..."


+



قالها بذات البرود وهو يضيف :-


+



" أخبرتك عن سبب مجيئي ... أتيت للمباركة ليس إلا ... "


+



أضاف عن قصد :-


+



" أتمنى لك السعادة مع عريسك والأهم أتمنى أن تستمر هذه العلاقة وتكلل بزواج ناجح كما كنتِ تطمحين دائما ..."


+



كلماته الأخيرة شعرت بها تحمل تهديدا خفيا فسألت دون تفكير :-


+



" هل تهددني ...؟!"


+




                      


                

" إطلاقا .."


+



قالها بجدية وهو يضيف :-


+



" أتمنى فقط أن تكوني حذرة ... عريسك إن أدرك حقيقة ما تخفينه عنه لن يرحمك أبدا وسيتحول الأمر إلى فضيحة علنية ... "


+



أضاف بصراحة قاسية :-


+



" هو لن يتقبل الحقيقة أبدا وأنت بكل آسف أخطأت للمرة الثانية ولجأتِ للحيلة والخداع ... "


+



" أثير ليس مثلك ..."


+



قاطعها هادرا بقوة :-


+



" بل هو أسوأ مني ... على الأقل كان لديك عندي ما يمكنه أن يشفع لك بينما عنده لا تمتلكين أي شيء .."


+



" وليته شفع لي عندك ..."


+



تمتمت بها بحسرة وهي تضيف بعينين محتقنتين بالعبرات :-


+



" ربما يحدث العكس ... ربما يتفهم ..."


+



تمتم بخفة :-


+



" مالذي سيتفهمه يا أفنان ... إن تفهم حقائق الماضي بل فضائحه فكيف سيتفهم خداعك له ...؟! "


+



تنهد ثم قال بصدق :-


+



" أخبرتك ألا تسيري خلف كلام شهيرة فهي سوف تتسبب في دمارك لكنك لم تسمعيني ..."


+



" إتركني وشأني ... أنا حرة فيما أفعله ... أنت فقط إتركني وشأني ."


+



" سأفعل ..."


+



قالها وهو يهم بالتحرك مضيفا بتهكم :-


+



" مبارك الخطبة مجددا .."


+



وقبلما يغادر سمعها تقول بصعوبة :-


+



" مبارك لك أنت أيضا ... سمعت إنك ستخطب نارا قريبا ..."


+



إلتفت نحوها يخبرها ببسمة مقتضبة :-


+



" شهيرة هانم من أخبرتك بذلك ...؟!"


+



" أليس هذا صحيحا ..؟!"


+



سألته بأسى ليتمتم بخفة :-


+



" غالبا نعم ... نارا فتاة رائعة بل هي حلم لكل رجل في جمالها وذكائها وقوتها وأصلها الرفيع ..."


+



صاحت بإنفعال مجنون :-


+



" يكفي ... لا تتحدث عنها أمامي ... أنت تعلم إنني ..."


+



قاطعها ببساطة :-


+



" لا تطيقينها ... "


+



تساقطت عبراتها فوق وجنتيها بغزارة بينما تهمس بصعوبة :-


+



" نعم لا أطيقها ولا أطيقك أنت كذلك ..."


+




        


          


                

" طوال حياتك وأنتِ تغارين منها ..."


+



تمتم بها بسخط قبلما يضيف بقسوة متعمدة :-


+



" بينما هي لا تراك من الأساس .."


+



إندفعت نحوه تضرب صدره بعنف تصيح به بكره :-


+



" ماذا تريد مني ...؟! ألا يكفيك ما فعلته بي ...؟! مالذي تريده أيضا ...؟! لماذا لا تتركني وشأني ...؟! تريد نارا ... تزوجها ... تزوجا اللعنة عليكما .."


+



تركها تفرغ ما في جبعتها قبلما يقبض على معصميها فترفع وجهها المبلل بالدموع نحوه ليخبرها بثبات :-


+



" سنتزوج ... وستكونين أنتِ أول المدعوين ... أتمنى فقط أن يكون أثير بك جانبك وقتها ..."


+



ثم دفعها برفق وتحرك مغادرا المكان لتسقط فوق أرضية الغرفة منهارة تبكي بحرقة وقد تبخرت سعادتها القصيرة كعادتها حيث لم تدم يوما لها فرحة منذ أعوام ..!


+



**


+



على متن الطائرة المغادرة إلى أمريكا إسترخت نانسي في جلستها بعدما تأكدت من نوم صغيرها بعمق في كرسيه ...


+



جوارهما على مسافة قصيرة يجلس صلاح وجواره كاميليا التي رفضت النوم وما زالت مستيقظة رغم مرور ساعة ونصف على إقلاع الطائرة ...


+



منحتها نانسي إبتسامة جعلت الصغيرة تصيح بمرح وهي ترسل لها قبلة في الهواء بطريقتها الطفولية العفوية ...


+



كان صلاح يتابع ما يحدث بلهفة خفية وتلك الصغيرة بتصرفاتها المشاكسة تسلبه لبه ...


+



عادت كاميليا تستدير نحوه ترمقه بتلك النظرات الحذرة والتي لم تتغير أبدا رغم زيادة عدد مرات تواجده حوّلها هي وشقيقها بينما شردت نانسي لا إراديا في تصرفات صلاح التي باتت تفاجئها بشدة فهي بعدما علمت بسفر كرم المفاجئ وقراره بإجراء عملية يده قررت أن تسافر إليه فورا وتقف جانبه خلال الفترة القادمة والتي ستكون فترة عصيبة عليه مهما أنكر ذلك ...


+



كانت والدتها تريد الذهاب بدورها لكنها أقنعتها بصعوبة ألا تفعل فصحتها لن تتحمل هذا الكم من الضغط ...


+



في البداية إقترحت عليها والدتها أن تترك الصغيرين في عهدتها حتى تعود لكنها ترددت فهي لا تعلم كم ستبقى خارج البلاد وطفلاها متعلقان بها بشدة وهي بدورها لا تستطيع الإبتعاد عنهما أبدا لذا لم يكن أمامها حل سوى أن تأخذهما معها لتتفاجئ بصلاح وهو يخبرها إنه سيذهب معها فهي ستحتاج لوجود شخص جانبها يساعدها في تدبر أمورها هي والطفلين هناك ...


+



لقد صدمها بشدة وهو يخبرها برغبته في السفر معها وما زالت غير مصدقة تصرفه بل رغبته في الإقتراب من طفليه كما سبق وأخبرها ومحاولته للتعرف عليهما عن قرب ...


+




        

          


                

طالعته بإهتمام ليجده يمنح كاميليا الماء بعدما طلبته منه بحرص لتعاود كاميليا النظر نحوها وهي تحرك كفّها الصغير بتحية فتحرك نانسي كفها لها بدورها قبلما تربت فوق خصلات صغيرها النائم بعمق ...


+



مرت ساعة أخرى غفت نانسي فيها بينما بقيت الصغيرة مستيقظة بكامل نشاطها وصلاح مستيقظا بدوره لأجلها ...


+



بعد لحظات فوجئ بها تتحدث بشكل متقطع وتصرخ بين الحين والآخر بكلمات غير مفهومة وبصوت عالي قد يضايق الموجودين ...


+



لم يعرف كيف يتصرف فحاول إيقافها وهو يتمتم بخفوت :-


+



" توقفي يا فتاة .. ستفضحيننا ..."


+



بدأت تحاول النهوض من مقعدها ليجذبها من فوق كرسيها ويجلسها فوق فخذيه ليجدها تعبث بملامح وجهه ...


+



تارة تضغط أنفه بإصبعيها وتارة تضرب وجنته وتارة أخرى تقبض على خصلاته بعنف بينما هو يحاول إيقافها دون فائدة حتى إنطلقت ضحكاتها الطفولية المرحة عاليا ليبتسم لا إراديا وهو يهتف بخفوت :-


+



" أنتِ شقية للغاية يا كاميليا ..."


+



أضاف بنزق :-


+



" إسمك ثقيل للغاية يا فتاة ..."


+



سمعها تتحدث بكلمات غير مفهومة ليبتسم وهو يهز رأسه :-


+



" توافقيني الرأي أليس كذلك ..؟!"


+



هزت رأسها بإيماءة سريعة وهي تقبض على فكه بكفها الصغير فيخبرها مشاغبا :-


+



" ما رأيك أن نختار إسم دلع مناسب لك ...؟! ماذا نختار ..؟! كاميليا ... كوكي .. كامي ... كيكي .. "


+



توقف لوهلة قبلما يقول وهي تعبث بملامح وجهه دون توقف :-


+



" كاميليا .. كراميلا ... والله جميل ..."


+



صرخت بصوت عالي فرح وهي تضربه فوق عينيه بكفها الصغير ليتألم بشدة بينما إستيقظت نانسي بفزع وإستيقظ كريم بدوره باكيا لتحمّله نانسي بين ذراعيها تحاول تهدئته بينما تقدمت المضيفة نحو صلاح تخبره والأخير يمسح عينيه المتألمة :-


+



" من فضلك حاول أن تجعلها تصمت فهي تتسبب بإزعاج المسافرين ..."


+



" سأحاول ..."


+



قالها وهو يخبرها بصلابة بينما نانسي تتابعهما بقلة حيلة :-


+



" إهدئي بالله عليك .."


+



أكمل يسألها بلهفة :-


+



" ألا تريدين النوم ...؟!"


+




        

          


                

أشارت نانسي له ليغير مكانه معها حيث منحته الصغير بين ذراعيه بعدما عاد لغفوته بينما حملت هي الصغيرة التي رمت بنفسها داخل أحضانها بلهفة لتجبرها على النوم ...


+



راقب صلاح الصغيرة التي نامت أخيرا بين ذراعي والدتها ليعاود النظر نحو صغيره الذي ما زال نائما بسلام بين ذراعيه فيخبره مبتسما بحنو :-


+



" أنت أهدأ من توأمك بمراحل ..."


+



نبض قلبه بعنف وهو يرى كم الشبه الذي يجمع بينه وبين ولده ليتنهد بصمت عندما سمع نانسي تنادي عليه فتسأله بحذر :-


+



" ما بالها عينك اليمنى ...؟! حمراء للغاية .."


+



تمتم ساخرا :-


+



" إسألي كراميلا ..."


+



" من ..؟!"


+



تمتمت بها مندهشة ليشير نحو كاميليا بعينيه فتشهق بفزع :-


+



" هي من فعلت هذا ..."


+



أومأ برأسه لتبتلع نانسي صدمتها قبلما تهمس بوجوم :-


+



" لا تناديها كراميلا مرة أخرى ..."


+



" ماذا أناديها إذا ...؟! ألا يكفي إنك إخترت لها إسما ثقيلا كهذا ...؟!"


+



أخبرته ببرود :-


+



" إنه إسم مميز ... من الأسماء الراقية ..."


+



" توقفي بالله عليك .... "


+



قالها بتهكم وهو يضيف عن قصد :-


+



" بالنسبة لي ستبقى كراميلا ... صحيح هي والكراميل لا يتشبهان بشيء فإبنتك ماشاءالله تشبه الأسود والحيوانات المفترسة ..."


+



شهقت بعنف وهي تهدر من بين أسنانها :-


+



" أنت تشبه طفلتي بالحيوانات ..."


+



" أنا أشبهها بالأسود والنمور ... "


+



قالها محاولا تصحيح موقفه لتهدر به بتحذير :-


+



" إصمت يا صلاح .. إصمت من فضلك ..."


+



" سأصمت بالفعل ..."


+



أشاحت وجهها بضيق وهي تتمتم :-


+



" حيوانات يا متخلف ..." 


+



أضافت وهي تنظر إلى طفلتها :-


+



" وأنت يا روحي .. ستكبرين وتصبحين أجمل وأرق فتاة ..."


+



عبست وهي تضيف :-


+



" ووالدك الأحمق سيتعب كثيرا وهو يرى كم الشباب الذين يريدون وصالك بشدة ..."


+




        

          


                

**


+



في أمريكا ...


+



بين أركان الجامعة التي قضى خلالها سنوات من عمره كان يسير بملامح جامدة بينما عقله بل وقلبه يستذكران كل لحظة مرت هنا معها هي أولا قبل أي أحد ...


+



هنا تعارفا وهنا مال قلبه إليه بينما هناك أدرك إنه أحبها ...


+



تذكر ما جمعهما طوال سنوات دراستهما ...


+



أحاديثهما وضحكاتهما وصخبهما الدائم ...


+



كل شيء في هذا المكان يذكره بها ...


+



هو الذي لم ينسَ ولا يعتقد إنه سيفعل ...


+



تجاهل أفكاره التي لا ترحمه أبدا متوجها إلى مكتب العميد ليسحب بعض الأوراق التي تخص دراسته ...


+



أنهى الإجرائات المطلوبة وحصل على ما يريده ...


+



تحرك مغادرا المكان بأسرع ما يمكن هاربا من ذكريات ما زالت تمتلك السلطة العليا على قلبه ...!


+



كان يسير بخطوات سريعة قبلما يتوقف مكانه وهو يلمحها ...


+



إبنة العم المتيمة به ...


+



حنين التي أدرك مشاعرها منذ سنوات وتجاهلها كما تجاهل الكثير مسبقا ...


+



تأملها مرغما وهي تجلس بين شاب وفتاة تتمازح معهما بطريقتها المرحة المعتادة ...


+



لطالما كانت مرحة خفيفة الظل منذ طفولتها ...


+



كانت صغيرة العائلة ومدللة العم وقرة عينه ...


+



كان يراها في زياراته المتكررة لعمّه ... 


+



عندما كانا صغيرين كانت تحب أن تلعب معه وتبتهج بقدومه وعندما نضجت ووصلت لسن المراهقة باتت تتصرف معه بخجل غير مفهوم ...


+



لا ينكر إنه في فترة ما مال إليها ...


+



أعجبته كفتاة جميلة ومرحة ...


+



شقية ومحبوبة لكن سفره خارجا ولقائه بمن أسرت قلبه أنهى ذلك الإعجاب فهي لم تترك مكانا لسواها في قلبه ...


+



راقبها وهي تنهض من مكانها تحمل قنينة مياه وتهدد الشاب جانبها بأنها سترش المياه عليه بينما الصديقة تحاول إيقافها ...


+



ثواني وهربت بينما الأخير يلاحقها وهي تركض هربا منه بضحكات صاخبة سرعان ما إختفت وهي تراه أمامها ...


+



تمكنت الدهشة منها للحظات قبلما ترسم على شفتيها إبتسامة هادئة وهي تتقدم نحوه لتلقي تحيتها عليه ...


+




        

          


                

فهو كان ولا زال هو بطل حكايتها ...


+



نبض القلب وتوأم الروح ...


2



تجاهلت أفكارها تلك ...


+



نحت مشاعرها جانبا وهي تسأل ببسمة ودودة :-


+



" كيف حالك ..؟!"


+



رد بإقتضاب لم يخفَ عنها :-


+



" بخير ..."


+



شعرت بضيقه من رؤيتها والغريب إنها تفهمت ذلك ...


+



تفهمت معاناته ...


+



ما عاشه ليس سهلا ...


+



خسارة يده ثم زوجته ...


+



وبهدوء يليق بها قررت الإنسحاب وهي تهمس بخفوت :-


+



" عن إذنك ... سأغادر ..."


+



طالعها بعينيه وهي تتحرك خطوتين بعيدا عنه قبلما تستدير نحوه ترمقه بنظرات رقيقة ومختلفة عن النظرات المعتادة حوله  ...


+



لم تكن نظراتها تحمل ما يكرهه من تعاطف وشفقة ...


+



كانت نظراتها حانية ناعمة وبريئة ...


+



وقبلما تدير وجهها ماضية في طريقها هتف بتردد :-


+



" حنين ... انتظري ...."


+



" نعم .."


+



تمتمت بها بإستغراب بينما لعن هو نفسه في سره فهو لا يعلم لمَ ناداها ومالذي يريده منها ...


+



" هل تحتاجين شيئا ما هنا ..؟! درست لسنوات كما تعلمين في هذه الجامعة و .."


+



أوقفته بإبتسامة رقيقة :-


+



" كلا لا أحتاج .. أشكرك على إهتمامك ..."


+



أومأ برأسه بصمت ثم تحرك مبتعدا تراقبه هي بعينيها اللتين تلمعان بعشق خفي أدركه صديقها الذي تقدم نحوها بقلب متألم نهشته الغيرة فهو الآخر يحبها ويريدها لكنها لا تعرف ذلك ...


+



أما هو فغادر الجامعة عائدا إلى شقته لينام سويعات قليلة قبلما يقرر التوجه للمكان الذي بات ملاذا له منذ قدومه إلى هنا ...


+



قضى ليلته كالعادة في أحد النوادي الليلية يشرب الخمر حد الثمالة ولكن هذه المرة كان الأمر مختلف قليلا حيث ظهرت إحداهن من العدم وسعت للفت إنتباهه بعدما أعجبتها وسامته اللافتة وهو بدوره فسح المجال لها لتنتهي الليلة وهما في طريقهما إلى شقته ...


+



ما إن دخلا إلى شقته حتى سحبها بقوة نحو غرفة النوم وقد إستعاد جزءا من وعيه وفي لمح البصر كان يقيدها بجسده المنكب فوقها يقبلها ويده السليمة تخلع ملابسها عنها ...


+




        

          


                

والصورة من بعيد كانت لا تناسبه ولا تمثله أبدا ولكنه لم يعد كرم القديم بل هو شخص آخر ولد من جديد ...


1



شخص تناسبه هذه التصرفات الماجنة وهاهو بين ذراعيه فاتنة لا يتذكر إسمها حتى ...


+



يقبلها بشغف قاسي ...


+



يسحق جسدها بجسده غير مباليا بكونه ينحدر إلى مستوى لا يشبهه ولا يليق به ...!


+



" السقوط في وحل الآثام يبدأ بخيط رفيع تتمسك به بحماقة فيسحبك بلا إرادة منك إلى عالم ملطخ بالخطايا ..." 



2



**


+



وصلا إلى شقتهما التي إستأجرها صلاح منذ وجوده في البلاد ...


+



دلفت مع طفليها إلى الغرفة الأكبر بينما إتجه للغرفة الأصغر المقابلة لغرفتها ...


+



ناما صغيريها بعدما تمكن منهما التعب أما هي فلم تستطع النوم قبلما تطمئن على شقيقها ...


+



أخذت حماما دافئا ثم خرجت وهي تجفف شعرها بالمنشفة عندما وجدته يطرق على باب غرفتها لتتجه دون وعي إلى الباب بروب الإستحمام والذي من حسن حظها يستر جسدها جيدا ...


+



وجدته في وجهها ليهتف بحرج :-


+



" العشاء وصل .."


+



لم تفكر بأمر الطعام ولكن الآن بدأت تشعر بالجوع ...


+



هزت رأسها تخبره :-


+



" سأغير ملابسي وآتي ..."


+



ثم أغلقت الباب وسارعت ترتدي بيجامة محتشمة للغاية كجميع ملابسها البيتية التي أتت بها بعدما رأت إصراره بأن تسكن معه في نفس الشقة ...


+



ارتدت البيجامة وسرحت شعرها ورفعته عاليا بشكل كعكة ضخمة ثم غادرت لتجده ينتظرها والطعام موضوع أمامه على الطاولة ...


+



جلست قباله فبدئا بتناول الطعام قبلما يسألها :-


+



" ستذهبين غدا لشقيقك ...؟!"


+



اومأت برأسها ثم همست بتردد :-


+



" لكن الأولاد..."


+



أخبرها بخفوت :-


+



" سيبقيان معي ..."


+



أضاف بجدية :-


+



" لا تقلقي بشأنهما ..."


+



طالعته بشك فهو لا يجيد تحمل المسؤولية ليهمس بصدق :-


+



" أعلم ما تفكرين به ولكن حقا تقلقي ... "


+




        

          


                

وداخله كان قلقا بشدة فهو سيتحمل مسؤولية طفلين وهذه مسؤولية ثقيلة بالنسبة لشخص مثله ...


+



حاول تبديد أفكاره وهو يهتف مازحا :-


+



" كريم لا خوف منه .. أمنحه الألعاب وينشغل به .. الخوف من تلك الشقية المشاكسة .. كراميلا هانم ..."


+



ضحكت بعفوية :-


+



" كريم أيضا مشاغب ... لا يغرك ما رأيته عليه في المرات القليلة السابقة ..."


+



تمكنت غصة منه وهو يدرك إنه لا يعرف شيئا عن طفليه فقال بصوت متحشرج :-


+



" هذه فرصة للتعرف عليهما ..."


+



طالعته بتردد قبلما تسأل :-


+



" لماذا تفعل هذا يا صلاح ...؟! مالذي تغير الآن ...؟!"


+



" لا أعلم ..."


+



قالها بصدق وهو يضيف بضياع ظهر في عينيه :-


+



" ما أعلمه إنني أشعر برغبة في التعرف عليهما عن قرب ... عندما ولدتهما بالكاد ألقيت نظرة عليهما لذا إبتعادي عنهما كان منطقيا ولكن عندما جمعتني الظروف بهما ووجدت نفسي مجبرا على البقاء معهما ورؤيتهم صباحا ومساءا تعلقت بهما و ..."


+



توقف لوهلة بينما هي تطالعه بلهفة ليخبرها بتردد :-


+



" أحببتهما ..."


+



حك ذقنه وهو يضيف بخجل :-


+



" أساسا هذا ما يجب أن يحدث .. يعني أنا لم أكرههما يوما ... ولكن..."


+



توقف وهو يرى العبرات تملأ عينيها ليكح بحرج وهو يقول مرغما :-


+



" أنا لست شريرا يا نانسي ... أنا لم أؤذي يوما أحدا عن قصد ولم أكره يوما أي شخص .. أنا فقط إنسان غبي مستهتر .. أحب أن أحيا بحرية دون قيود ووجودهما كان قيد عظيم تعمدت الهروب منه ولكن القدر كان له الكلمة العليا ... تعلقت بهما رغما عني ..."


+



سارعت تمسح عبراتها الحبيسة داخل عينيها وهي تهمس بخفوت :-


+



" أعلم إنك لست سيئا إلى هذا الحد وأتفهم جميع ما قلته ... لكن ماذا إن مللت بعد فترة وتركتهما بعدما يتعلقان بك ..؟!"


+



" لن أفعل يا نانسي .. إنظري إلي ..."


+



طالعته بحذر فقال بصدق :-


+



" لن أعدك إنني سأكون أبا مثاليا ولن أعدك بمسؤولية لست واثقا من قدرتي على تحملها ولكن أعدك بأنني سأبقى أبوهما وسأحاول قدر المستطاع أن أكون حولهما دائما ولا أبتعد عنهما ..."


+




        

          


                

تنهد يضيف بأسف :-


+



" يعني لن أهرب منهما كما تعتقدين ... ربما لن أكون الأب المثالي الذي تحلمين به لهما ولكنني على الأقل سأكون في حياتهما ... فقط ..."


+



توقف لتهتف بإهتمام :-


+



" فقط ماذا ..؟!"


+



قال بتردد :-


+



" إسمحي لي بذلك وساعديني به ..."


+



تنهدت بصعوبة ثم قالت بخفوت :-


+



" سأفعل يا صلاح وأتمنى ألا تخذلني هذه المرة أيضا ..."


+



إبتسم مرددا :-


+



" تناولي طعامك هيا ..."


+



تناولا الطعام سويا ثم عاد كلا منهما إلى غرفته ...


+



لم تستطع النوم طوال الليل لتستيقظ مبكرا للغاية وتذهب إليه فتجده مستيقظا هو الآخر ...


+



منحته عدة وصايا بشأن طفليها اللذين ما زالا نائمين قبلما تغادر متجهة إلى الشقة التي يمكث بها شقيقها ...


+



أخذت ترن جرس الباب بلهفة قبلما تتسع عينيها بصدمة وهي ترى فتاة جميلة تفتح لها الباب مرتدية قميص رجالي بالكاد يغطي بداية فخذها ...


+



تأملتها نانسي بدئا من قدميها العاريين صعودا إلى القميص بأزراره العلوية المفتوحة لتهتف بعدم إستيعاب :-


+



" من أنت ...؟!"


+



وقبلما تضيف المزيد كان هو يطل من خلف الفتاة بصدر عاري مكتفيا بإرتداء بنطاله الذي ستر به نفسه سريعا ليرى القادم فتتشكل الصدمة على ملامحه للحظات قبلما تتحول لوجوم بارد لا يشبه ملامحها التي إحتقنت بقوة ...


+



**


+



وقفت نانسي قباله تطالعه بملامح حارقة بينما جلس هو بإسترخاء فوق الكنبة هاتفا ببرود :-


+



" أهلا بك ... متى أتيتِ إلى أمريكا ..؟!"


+



ردت بإنفعال مكتوم :-


+



" مساء البارحة .. وصلت ليلة البارحة وأتيت بسرعة ..."


+



قاطعها :-


+



" لماذا ..؟!"


+



" لأجلك ..."


+



نطقتها بأنفاس متصاعدة وهي تضيف بعصبية :-


+



" لأجدك في هذا الموقف ..."


+



توقفت عاجزة عن الإكمال قبلما تهدر :-


+




        

          


                

" أنا حتى لا أعرف ما أقول عما رأيته ..."


+



" لا تقولي شيئا ... لا أنتظر منك أساسا قول أي شيء ..."


+



قالها بجمود مستفز لتصيح به :-


+



" أنت لا تعي الموقف الذي رأيتك به قبل قليل ..."


+



أكملت بعدم تصديق :-


+



" أنت يا كرم ... منذ متى وأنت تقيم هذا النوع من العلاقات ..؟! "


+



" أنا حر ..."


+



أضاف بإقتضاب :-


+



" وأنت لا يحق لك محاسبتي ..."


+



" بل سأفعل ..."


+



" عفوا ..."


+



قالها بحدة وهو يضيف :-


+



" بأي حق ستفعلين ...؟!"


+



" بحق كوني شقيقتك الكبرى ...."


+



هتف بجدية :-


+



" من الأفضل لك ألا تتدخلي في هذا الأمر تحديدا دونا عن غيره..."


+



" المعنى ..؟!"


+



سألته بتجهم ليخبرها عن قصد :-


+



" لأن تدخلك سيؤول إلى شيء لن يعجبك إطلاقا ..."


+



عقدت ساعديها أمام صدرها تسأل بسخرية :-


+



" أنت تهددني ..."


+



" أنا أتحدث بواقعية ... أنت لا تستطيعين لومي على تصرف سبق وقمت به ..."


+



فكت ساعديها لا إراديا وسقطتا على جانبيها بينما بهتت ملامحها كليا ...


+



خرج صوتها مشحونا ببحة متآلمة :-


+



" ماذا تقول أنت ..؟!"


+



هتف بقسوة :-


+



" أقول الحقيقة .. ألم تفعلِ نفس الشيء مع زوجك الحالي ...؟! ألم تمارسي هذا النوع من العلاقات قبل زواجك ..؟! ألم تحملي بطفليك أيضاً نتاج هذه العلاقة ...؟!"


+



تشكلت الدموع بعينيها لا إراديا بينما أنهى حديثه بسخرية قاتمة :-


+



" كلانا لديه مواقف مشرفة للغاية ... كلانا يرتكب الأخطاء لذا توقفي عن محاسبتي فأنا لم أعد كرم الصغير الذي تمثلين معه دور الأم الحازمة ..."


+



" لا أصدق ما أسمعه ... أنت لست كرم شقيقي الذي أعرفه منذ ولادته ..."


+



" كلا أنا لست هو.... أنا بالفعل لم أعد كرم شقيقك الذي تعرفينه جيدا ... أنا شخص آخر لستِ مجبرة أن تتقبليه ولكنك مجبرة على إحترام خصوصياته وحريته الكاملة في تصرفاته وقراراته ..."


+




        

          


                

مسحت على وجهها بقوة وهي تجاهد للتماسك بينما همست بصعوبة :-


+



" آخر ما توقعته يوما أن تعايرني بخطأ إرتكبته دون وعي ..."


+



ضحك بإستخفاف :-


+



" إنه المبرر الدائم لأخطائنا ... نرتكب الأخطاء ثم نبررها باللا وعي ... "


+



هزت رأسها نفيا غير مصدقة ما تسمعه بينما أكمل هو بثبات :-


+



" على الأقل أنا أصبحت صريحا وواضحا مع نفسي وأعترف بذنوبي وأخطائي ... "


+



" أنت جننت ... حتما جنت ..."


+



صاحت به باكية ليهدر بقوة :-


+



" عودي من حيث أتيت يا نانسي ... عودي وإتركيني وشأني .. فكري بنفسك ومشاكلك الشخصية وطفليك ودعكِ مني .. حسنا ..."


+



لم يعد بوسعها التحمل ...


+



ذكره لخطيئتها السابقة حطم كل ثبات تمسكت به قبل مجيئها ...


+



سارعت تحمل حقيبتها وتندفع مغادرة المكان بإنهيار صامت بينما بقي هو مكانه وفي عينيه تشكلت عبرات سرعان ما تجمدت وحلت محلها القسوة المظلمة القادرة على حرق الأخضر واليابس ..


+



**


+



يوم الزفاف 


+



غادر دورة المياه وهو يجفف خصلاته بالمنشفة ...


+



كان في قمة حماسه فاليوم زفافه أخيرا ...


+



الزفاف الذي ناضل لأجله ...


+



زفافه بمن ملكت القلب رغما عن أنفه ..


+



حمل هاتفه مقررا الإتصال بها ليستمتع قليلا بالحديث معها وكي يمنح نفسه القليل من الصبر حتى يحين موعد الزفاف مساء اليوم ...


+



لحظات ووجدها تجيبه بأنفاس متلاحقة :-


+



" إياس ..."


+



" هل أنت بخير ..؟!"


+



سألها بقلق لتهتف سريعا وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة :-


+



" أنا بخير ... فقط تأخرت قليلا على خبيرة التجميل ..."


+



" اللعنة يا توليب .. قلقت بسببك وأنت تتحدثين هكذا ..."


+



ضحكت برقة وأنفاسها هدأت قليلا ليضيف بوجوم :-


+



" كان من الأفضل أن تأتي هي إلى القصر ..."


+



أخبرته بجدية :-


+



" هذا نظامها ... إنها أهم خبيرة تجميل في البلاد بل الشرق الأوسط .. "


+




        

          


                

أكملت بحماس :-


+



" لو ترى كيف تظهر الفتيات في ليلة زفافهن ... قمة في الجمال ..."


+



" أنتِ بكل الأحوال جميلة ... وجهك جميل حتى لو كان خاليا من أي زينة  ..."


+



ضحكت برقة وهي تخبره :-


+



" إذا ستبقى تتحدث هكذا سأترك الخبيرة وأبقى أستمع إليك حتى ينتهي موعد الزفاف ونحن ما زلنا على الهاتف ..."


+



" كلا ، أساسا سأغلق الآن لكنني فقط أردت سماع صوتك قبلما تنشغلين في تحضير نفسك ..."


+



أضاف قبلما يغلق الهاتف :-


+



" سأشتاق إليك طوال الساعات القادمة ..."


+



ثم أنهى المكالمة تاركا إياها تطير من فرط سعادتها بكلامه ...


+



كل شيء بات أجمل وأكثر عفوية بعدما تحرر إياس من قيد مشاعره وإعترف لنفسه بحبه لها فبات أكثر عفوية ووضوحا مع نفسه ومعها هي كذلك وأكثر إنفتاحا في التعامل مع شعوره نحوها والتعبير عنه ...!


+



سحب المشط يسرح خصلاته عندما سمع صوت طرقات على الباب يتبعها دخول والدته التي إبتسمت سرعان ما وجدته يقف أمام المرآة ما زال مرتديا روب الإستحمام يسرح شعره ..


+



" صباح الخير حبيبي ..."


+



تمتمت بها وهي تتقدم نحوه ليرد بهدوء :-


+



" صباح النور ..."


+



ثم التفت يواجهها في وقفتها فأخبرته بفرحة :-


+



" وأخيرا ستتزوج يا إياس ... لا تعلم كم إنتظرت هذا اليوم طويلا ..."


+



تنهدت مضيفة :-


+



" عسى أن أرى أولادك قريبا أيضا بإذن الله مثلما كتب الله لي رؤيتك عريسا ..."


+



" بإذن الله ..."


+



تمتم بها بهدوء وبتعابير باردة معتادة لتسير نحو السرير وهي تخبره :-


+



" لنتحدث قليلا ..."


+



إضطر أن يسايرها وقد وجد نفسه في مزاج رائق لا يريد تعكيره لأجل أيا كان و داخله كان هناك جزءا خفيا لا يريد تعكير فرحتها هي الأخرى ...


+



تنهدت ألفت بصوت مسموع قبلما تخبره :-


+



" أعلم إنك أصبحت تكرهني بحق منذ سنوات ... منذ زواجي من ..."


+



قاطعها من بين أسنانه وما تشير إليه يشعل لهيب النيران داخله :-


+



" من فضلك لا تتحدثي عنه ..."


+




        

          


                

" حسنا لن أفعل ..."


+



قالتها سريعا وهي تضيف بجدية :-


+



" هناك شيء مهم يجب أن تعلمه بشأن الماضي يا إياس ..."


+



طالعها بوجوم فأكملت بصدق :-


+



" صحيح تزوجت والدك بشكل تقليدي وصحيح كانت هناك مشاعر خفية بيني وبين عارف ولكنني أقسم لك ... أقسم لك يا إياس إنني أحببت والدك بعد زواجنا لدرجة لا تتخيلها حتى إنني شعرت وقتها بأنني لم أحب عارف يوما .... أنت تظن إن مشاعر والدك كانت من طرف واحد ولكن هذا كان غير صحيح ...."


+



تأملته وهو يطالعها بوجوم فأضافت بتردد :-


+



" قل شيئا ..."


+



" هل تعتقدين إن هذا سيبرر لك ...؟! لنفترض إن ما قلته صحيح ... ما الفائدة منه وأنت تزوجت شقيقه بعد وفاته ...؟!"


+



" هذا الزواج كان لديه ظروف ولكن أقسم لك إنني لا أحب عارف وتزوجته بسبب ظروف مختلفة وإنني كنت ولا زلت أحب والدك ..."


+



سيطرت السخرية على ملامحه لتخبره بجدية :-


+



" ربما لا أمتلك دليلا يؤكد لك إن زواجي من عمك لم يكن بدافع الحب كما تعتقد ولكن لدي الكثير من الأشياء التي تثبت حبي لوالدك ..."


+



طالعها بإهتمام لتخبره وهي تشير نحو خزانته :-


+



" البارحة وضعت لك في خزانتك صندوق ستجد به الكثير من الأشياء التي تخص الماضي الذي جمعني بوالدك ... متى ما أردت يمكنك أن تفتحه ... عسى ولعل أن تصدق على الأقل إنني أحببته بحق ولم أخنه في مشاعري وأنا زوجته كما كنت تعتقد ..."


+



أضافت وهي تربت على جانب وجهه بحنو :-


+



" ليس كل شيء يمكن الإفصاح عنه يا إياس ... توقف عن الحكم عليّ بناء على رؤيتك الضيقة ... هناك الكثير مما لا تعلمه يا بني ..."


+



غادرت بعدها تاركة إياه يفكر في حديثه وداخله تمنى لو كان حديثها صادقا ...!


+



**


+



مساءا ...


+



تجلس مكانها كملكة متوجة تنتظر قدوم والدها ليخرج بها إلى المدعوين ويبدأ الحفل الذي تمت إقامته في أشهر فندق على مستوى البلاد ...


+



بجانبها هالة التي لم تتركها ولو للحظة واحدة تبتسم لها بحب وتساعدها فيما تحتاج ..


+



تطل همسة عليهما تطمئن عليها للمرة الأخيرة قبلما تشير لشقيقتها لتغادران حيث سيدخل والدها بعد قليل ويخرج بها للعريس ...


+




        

          


                

نهضت من مكانها بعدها بقليل تستقبل والدها الذي تمتم مبهورا بها وبحسنها :-


+



"بسم الله ماشاءالله ... "


+



ثم قبض على كفيها يضغط عليهما وقد تشكلت عبرات خفية في مقلتيه :-


+



" بارك الله فيك يا صغيرتي ووفقكِ في حياتك القادمة ..."


+



عانقته توليب تتشبث به فسارع يحاوطها بذراعيه بلهفة ...


+



لوهلة أرادت أن تبكي لكنها تماسكت بصعوبة لتغادر بعدها معه إلى الخارج هناك حيث ينتظرها عريسها بلهفة ...


+



طلت بجانب والدها بينما يقف هو أسفل الدرج ينتظر هبوطها إليه ...


+



تعلقت عيناه بها بينما تهبط هي بجانب والدها الدرجات ليغرق تلقائيا في تأملها مبهورا بها مأخوذا بجمالها وفتنتها الظاهرة بوضوح وبشكل جعله يتمنى لو يأخذها بعيدا عن عيون البشر جميعا ...


+



فستانها الذي تم تصميمه من قبل أشهر المصممين العالميين لاق بها بشكل خاطف للأنفاس ...


+



بصعوبة أبعد عينيه عنها وتوجه بكامل إنتباهه نحو والدها الذي يوصيه عليها ويحذره من إحزانها قبلما يعانقه إياس والأب يدعو لهما بالسعادة والموفقية في حياتهما سويا ...


+



عاد ينظر نحوها مآسورا بجمالها فجذب كفها ورفعه نحو فمه يطبع قبلة طويلة عليه قبلما يهمس أمام وجهها :-


+



" ماذا أقول ...؟! لا توجد كلمات تستطيع وصف التحفة الرائعة التي أراها أمامي ..."


+



إبتسمت بخجل قبلما يتحرك ليقف جانبها ويفتح ذراعه لها لتتأبطه ويتحركان إلى الداخل وسط تصفيق المدعوين لهما ليجلس كليهما أخيرا في المكان المخصص لهما بينما يبدأ الحفل وتصدح أصوات الأغاني في المكان ..!


+



**


+



تجلس زمرد بجانب زوجها تتابع الحفل ببسمة مصطنعة وداخلها حزين فشقيقها ما زال غاضبا منها يرفض محاولاتها للصلح وكذلك زوجته التي تتخذ نفس موقفه وبالطبع راغب ...


+



لم تتوقع يوما أن يغضب راغب منها لهذه الدرجة بل ويخاصمها كل هذه المدة وهو الذي كان لديه معزة خاصة عندها كونه الأكبر والحفيد الأول والذي يمتلك مكانة خاصة لديها لكن على ما يبدو إنه يتحول لشخص آخر عندما يتعلق الأمر بزوجته وشقيقتها ...


+



طالعته وهو يجلس برزانة بجانب زوجته التي بدت جميلة للغاية رغم بساطة إطلالتها ...


+



كعادتها لم تتغير همسة طوال سنوات زواجها حيث تميل إلى إرتداء فساتين بسيطة رقيقة تلائم رقتها وجمالها الهادئ ...


+




        

          


                

لم ترها يوما لائقة براغب كبير العائلة شبيه جده الراحل بل حزنت كثيرا عندما إنفصل عن يسرا التي كانت تليق به بقوة ...!


1



أشاحت بوجهها جانبا لترى هذه المرة شقيقتها التي على ما يبدو تعافت من صدمتها بسرعة وعادت بذات التوهج والإنطلاق ...


+



لم يغب عنها جمالها المبهر بفستانها المميز بلونه الأحمر الناري وخصلاتها السوداء التي جعلتها ملساء ورفعت جزءا بسيطا منها بينما تركت معظم خصلاتها حرة طليقة ...


+



ثقتها بنفسها وهي تتحرك وسط المدعوين تمنح التحية لبعض ممن تعرفهم قبلما تجذبها صديقة مشتركة بينها وبين توليب لساحة الرقص فترقص بمرح ثم يجتمعن عدة فتيات معهما يشاركنهما الرقص ولأول مرة تعترف بينها وبين نفسها إن ولدها معه الحق ليقع في غرامها فهي فاتنة وبها شيء مميز يجعلها تخطف الأنظار ...


+



شيء ورثته على ما يبدو من والدتها الراحلة والتي كانت تخطف الأنظار مثلها وتسرق القلوب بجمالها وإنطلاقها وروحها الجذابة ....


+



إنتبهت لخطيبة ولدها التي تجاوره بالكاد تتفاعل معه بينما يسيطر عليها الخجل الذي باتت تراه مبالغا فيه ...


+



تلك الفتاة خجولة بشكل مفرط ومرتبكة على الدوام وكأنها ليست إبنة أحد أشهر وأهم السياسيين ورجال الأعمال في البلاد ...


1



تنهدت بضجر وداخلها يعترف بكل أسف بأن الفتاة تمتلك شخصية هشة للغاية وخنوع مبالغ فيه ...


+



رمقت إبنتها التي تتابع الحفل بحماس لتلتقي عيناها بعينيها فتحذرها زمرد بنظراتها كي لا ترقص لكنها كعادتها لا تبالي حيث نهضت من مكانها وجذبت جيلان تجبرها على الرقص معها لتشير لزوجها :-


+



" ابنتك لا تسمع كلامي ..."


+



" ابنتي حرة ... تريد الرقص مثلها مثل جميع الشابات ... إتركيها تحيا سنها ولا شأن لك بها ..."


+



بينما كان أثير يتابع شقيقته بغيرة خفية ضائقا من إنضمامها لبقية الفتيات في ساحة الرقص قبلما ينتبه لقدوم عادل الذي وصل إلى الحفل متأخرا ليستأذن من خطيبته وينهض يستقبله فيتعانق الصديقان اللذين لم يريا بعضهما منذ فترة ثم يأخذه أثير ليعرفه على أفنان التي نهضت تبادله تحيته برقتها المعهودة عندما جذبه عادل بعدها يهمس له :-


+



" ما سر هذه الخطبة السريعة ..؟!"


+



أجابه بصدق :-


+



" أريد بداية جديدة من جميع النواحي يا عادل ... الآن أنا أضع كل تركيزي على مستقبلي المهني وكذلك أسعى للإستقرار وتكوين عائلة ..."


1




        

          


                

" أنت من إخترتها أم والدتك رشحتها لك ..؟!"


+



سأله عادل بإهتمام ليخبره :-


+



" والدتي رشحتها مسبقا ورفضتها وقتها ولكنني عندما قررت الزواج وجدتها مناسبة ..."


+



أضاف يشرح أسبابه :-


+



"إنها مختلفة ... رقيقة جدا وبريئة ... بريئة للغاية يا عادل ... "


+



" هل أحببتها أو على الأقل  أنت معجب بها ..؟!"


+



هتف سريعا :-


+



" ليس حبا بالطبع ولكن بها شيء مختلف يجذبني إليها .. ربما برائتها التي تصل إلى حد السذاجة أحيانا .. توترها الدائم ... اللهفة في عينيها والتي تؤجج حميتك إتجاهها بقوة .."


1



طالعه عادل بعدم إقتناع وهو يشعر إن صديقه يقنع نفسه بهذا الكلام ليس إلا  لكنه لم يعلق بل اكتفى بقول :-


+



" وفقك الله معها بما هو قادم ..."


+



ثم أخبره وهو ينظر نحو مهند الذي يتابع الحفل بوجوم :-


+



" سأرى مهند ..."


+



أضاف معاتبا :-


+



" لا أصدق إنكما لم تتصالحا حتى الآن ..."


+



" إتركها للزمن يا عادل ..."


+



قالها أثير ثم تنهد بصمت ليومأ عادل برأسه مفكرا إن هذا ليس الوقت المناسب لفتح مواضيع كهذه متوجها نحو صديقه الآخر الذي رحب به بوجوم مريب فسأله بحذر عما يحدث ليخبره مهند بنزق :-


+



" ماذا يحدث ..؟! شقيقتي الوحيدة تتزوج ... ومن تكون زوجتي ترتدي فستانا مكشوفا رافضة أن تسمع كلامي وترتدي شالا فوقه وهاهي ترقص به أمام الجميع بلا مبالاة ... "


+



ضحك عادل بعدم تصديق قبلما يتطلع إلى جيلان بشكل خاطف ثم ينظر إليه مجددا :-


+



" لا بأس .. إنها تعاندك وتتعمد إثارة غيرتك ..."


+



أخبره مهند بجمود :-


+



" ولهذا السبب لم أجبرها على إرتداء شيء عليه كي لا تفكر إنني أغار عليها بشكل معين لا وجود له ..."


+



هز عادل رأسه متفهما ثم قال مشاغبا :-


+



" طالما تتعمد ذلك تحمل إذا ..."


+



أضاف بعدها :-


+



" سألقي التحية على والديك وأبارك لهما ..."


+



ثم تحرك تاركا إياه يتابعها قبلما تشتعل عيناه وهو يرى شقيقته وزوجها يهبطان بدورهما يرقصان مع مجموعة من الأقارب والأصدقاء فتشتعل عيناه بغيرة على شقيقته التي باتت ملكا لهذا الرجل بشكل رسمي وسعادتها الظاهرة تضايقه فيهتف بينه وبين نفسه :-


+




        

          


                

"  متخلفة كإبنة عمها ... كلتاهما متخلفتان ..." 


+



**


+



جذب إياس توليب نحوها يهمس لها :


+



" لنعود إلى مكاننا ..."


+



" لم أرقص سوى قليلا ..."


+



قالتها برجاء ليهتف بغيرة :-


+



" يكفي ما رقصته البارحة ... "


+



" أريد أن أرقص ... إنه حفل زفافي ..."


+



قالتها بتذمر ليخبرها ببسمة مصطنعة :-


+



" لن ترقصي وسط الرجال يا توليب ..."


+



أضاف بإصرار :-


+



" هيا حبيبتي ... لنعد إلى الداخل ..."


+



تحركت جواره مرغمة حيث جلسا على مكانهما للحظات قبلما تطلب منهما منسقة الحفل الهبوط مجددا لتقطيع كعكة الزفاف ثم بدء رقصتهما الأولى ...


+



قطعا الكعكة ثم إتجها حيث منتصف القاعة ليبدئا رقصتهما ...


+



حاوط خصرها بكفيه وحاوطت هي رقبته بكفيها لتشتعل إحدى الأغنيات الكلاسيكية الهادئة التي إختارتها بنفسها ....


+



نهض أثير من مكانه بعدما أتاه إتصال مهم فتحرك يغادر الحفل متجها خارجا وتحديدا في الحديقة الخارجية خلف القاعة ليتحدث مع المتصل وهو يسير بخطواته بعدم إنتباه لتلك التي تقف على مسافة تتأمل غروب الشمس بأنفاس ضائقة وعينان ملأتهما العبرات فرغما عنها تأثرت بما يحيطها وأعاد هذا الحفل ذكريات لم يمر عليها سوى القليل ...


+



أنهى مكالمته سريعا وهم بالمغادرة قبلما يتجمد مكانه وهو يراها قباله تناظره بدهشة لحظية قبلما تتمكن السخرية منها ...


+



لم يغب عنه تلك الدموع العالقة بمقلتيها ...


+



أدركت إنه إنتبه لعبراتها فسارعت تحاول مسحهما قبلما تشمخ برأسها وهي تهتف ببرود ساخر  :-


+



" كم حظي سيء لأراك وجها لوجه ...."


+



ضحك بخفة وقال :-


+



" لم يكن بقدر سوء حظي ..."





+



ضحكت بصخب غريب رغم المرارة التي تملأ روحها حتى 


+



توقفت عن ضحكاتها مكتفية بإبتسامة باردة فوق شفتيها تخبره بعدما عقدت ساعديها أمام صدرها :-


+



" قل لديك ... أسمعك ... أساسا إنتظرت هذه المواجهة أو  بالأحرى إنتظرت اللحظة التي سأراك فيها مجددا وأنا أدرك جيدا ما سأراه في عينيك وأسمعه على لسانك ... "


+




        

          


                

ابتسامتها اتسعت وهي تسترسل بلا مبالاة كاذبة :-


+



" قل إنك سعيد بما أصابني ... لا داعي أن تخفي شماتتك بي فهي تطل من عينيك صريحة واضحة  .... "


1



" و هل يهمك ذلك حقا ...؟! "


+



حافظت على إبتسامتها الباردة وهي تخبره :-


+



" أبدا .. يمكنك أن تشمت بي كما تشاء ... صدقني لن أهتم ولو للحظة ... أنت لا تهمني وما تشعره ناحيتي من كره و شماتة لا يعنيني ... أنا فقط أمنحك الفرصة لتحرر ما تخفيه داخلك اتجاهي ... لتحتفل بإنتصارك عليّ أمامي كما كنت تتمنى ..."


+



تقدم نحوها خطوتين فبات قريبا منها إلى حد أزعجها بينما يخبرها بصلابة :-


+



" أحتفل بماذا ..؟!  إطمئني يا هالة .. لم أسعَ لذلك أبدا .. لم أفكر حتى في الظهور أمامك مجددا ولا تعكير صفوك ..."


1



أنهى جملته بهدوء ساخر :-


+



" يكفيكِ ما نلته حتى الآن من طليقك ... لست سيئا لهذه الدرجة كي أتجاهل ما عايشته معه وما مررت به على يديه ... لن أزيد من قهرك ومعاناتك يا هالة ...أنا مراعي للغاية يا هالة ...مراعيا لك وأنا أدرك جيدا  ما أهدرته لأجله والمقابل كان بشعا .. أنا حتى أشفق عليك لدرجة تحعلني  أفكر في غفران الماضي لك .." 


+



أثير أجاد الصفعة وبقوة  ...!


+



صاحت من بين أسنانها :-


+



" تغفر الماضي ...؟! كلا يا أثير ... إذا كان هناك من يحتاج الغفران فستكون أنت ... أنت من يجب أن تنتظر غفراني بعدما دمرت حياتي وحياة كرم ..."


+



" لم أفعل وأنت تدركين هذا جيدا ..."


+



قالها بقوة وهو يضيف :-


+



" أنتما كنتما أضعف من أن تبنيان علاقة متينة أساسها الثقة المتبادلة بينكما .. ولا تنسي إنني غادرت حياتك بالفعل ولست مسؤولا عن مجيئك إلي بعدها لأجل توديعي ..."


+



طالعته بعينين قاتمتين بينما أضاف :-


+



" ولست مسؤولا عن حقارة هايدي والتي بالمناسبة لم أمنحها أي وعد كان ولم أستغل مشاعرها بل تعاملي معها كان كصديق فقط لا غير وليس ذنبي إنها كانت تطمح للإيقاع بي منذ سنوات ... "


+



أنهى حديثه بثبات :-


+



" لا ترمي جميع أخطائكم فوق ظهري ... ربما أخطأت ولكن الخطأ الأكبر لم يكن مني ..."


+



هم بالمغادرة ليجد خطيبته تتقدم نحوه ببسمة متوترة ليهتف بدهشة :-


+



" أفنان ..."


+




        

          


                

همست له بخفوت :-


+



" والدتك أرسلتني لأراك ..."


+



عقد حاجبيه بدهشة ليصدح صوت الأخرى مرددا ببسمة مستفزة :-


+



" صحيح نسيت .. مبارك الخطبة ..."


+



أضافت وهي تنظر إلى خطيبته بجمالها البريء :-


+



" خطيبتك جميلة للغاية ..."


+



قال أثير بهدوء وهو يشير نحو هالة :-


+



" هالة ... إبنة شقيقة زوجة خالي وربيبته في ذات الوقت ..."


+



إبتسمت أفنان برقة :-


+



" أهلا بك .. "


+



" أ هلا بك عزيزتي ومبارك لك أيضا ..."


+



قالتها هالة بمودة مصطنعة قبلما تتحرك مغادرة المكان يتابعها أثير بعينين غامئتين بمشاعر كثيرة مختلطة ليسمع أفنان تهمس له :-


1



" إنها جميلة للغاية ..."


+



إرتسمت إبتسامة ساخرة فوق شفتيه قبلما يقبض على كفها عائدا بها إلى الحفل ليجد رقصة العروسين قد إنتهت بينما هالة تجلس بجانب خالتها تمزح معها وتتبادل الضحكات مع فيصل كذلك بشكل مختلف تماما عما رآه قبل دقائق في الحديقة الخلفية ...


+



لطالما كانت لديها قدرة عجيبة على إظهار عكس ما تشعر والتعامل مع المواقف المؤلمة بقوة تستحق الإعجاب ....


1



**


+



مرت ساعة أخرى من الحفل عندما طلب الدي جي من الثنائيات الموجودة في المكان مشاركة العروسين رقصتهما الثانية ...


+



كانت قد غيرت توليب فستانها وإرتدت فستانها الثاني أما فيصل فهمس لهالة مرددا :-


+



" لنرقص سويا ..."


+



مازحته هالة :-


+



" يقولون الثنائيات وليس الأخوة يا بك ..."


+



ثم أشارت لمهند عن قصد :-


+



" إرقص مع جيلان يا مهند ..."


+



لعنها مهند في سره لتكتم ضحكتها بصعوبة بينما ظهرت اللهفة على ملامح جيلان ...


+



لهفة سرعان ما إنطفئت وهو يتمتم بأقتضاب :-


+



" لا أحب الرقص ..." 


+



وعلى الجانب الآخر قرر أثير أن يرقص مع خطيبته فنهض من مكانه يسأل :-


+



" هل ترقصين معي يا آنسة ..."


+




        

          


                

بخجل فطري أومأت برأسها بينما الأنظار بأكملها مسلطة عليها ...


+



هي المحظوظة التي إختارها أثير الهاشمي ليخطبها دونا عن جميع الفتيات حوله ..! 


+



جذبها نحو جسده يلف ذراعه حول خصرها بينما عيناه تنسجمان مع عينيها بنظرة هادئة جذابة آسرتها تماما ...


1



كانت تدور بين ذراعيه ببهجة صادقة ...


+



شعرت نفسها سندريلا بين أحضان أميرها الذي إنتظرته طويلا ...


+



العيون بأكملها مسلطة عليهما ...


+



كانا ساحرين ومتناغمين بشكل صريح ...


+



هي برقتها وبرائتها وجمالها الناعم وهو بكل جاذبيته وعنفوانه الخطير ...


+



ومن بعيد هناك من كانت تتابع الرقصة بملامح جامدة كليا ...


+



حتى عيناها كانتا جامدتين مثل روحها التي تبلدت وباتت لا تتأثر بشيء على الإطلاق ...


+



رفعت كأسها ترتشف القليل من عصيرها البارد ولم تكن تدرك إنها كانت تحت مراقبة عينيه في تلك اللحظة ...


+



وفي اللحظة التالية إلتقت عيناها بعينيه فمنحته بسمة هازئة قابلها هو بأخرى واثقة باردة قبلما يدور بها بين ذراعيه مجددا عندما وجدت نفسها تشير إلى فيصل :-


+



" لنرقص ..."


+



نهض فيصل ببهجة وإتجه نحوها مرددا :-


+



" سأرقص مع أجمل فتيات الحفل ... يا لحظك يا فيصل ..."


+



ضحكت بصخب وهي تقول عن قصد :-


+



" عقبال رقصتك مع زوجتك المستقبلية ..."


+



" لا تفعلي أرجوكِ ..."


+



قالها مؤنبا وهو يجذبها نحو مكان الرقص بينما تقدمت زهرة نحو مهند تهمس له بنبرة حادة قليلا :-


+



" إنهض وراقص زوجتك حالا ... الجميع يرقص مع زوجته عداك .. حتى شقيقيك الكبيرين يراقصان زوجاتهما .... "


+



إضطر مهند أن يصغي إليها فأشار لجيلان التي قفزت بسعادة ترقص معه ..


+



**


+



إبتسم عابد بمودة لزوج إبنته وهو يأخذ إبنته منه يراقصها لتتعلق توليب برقبته بسعادة بينما إلتفت إياس نحو عائلته ليرى سعادة جده و والدته جلية قبلما تلتقي أنظاره بأنظار إبن عمه الذي كان يجلس واجما طوال الحفل يتأملها بغضب حارق وغيرة عنيفة وقلبه يخفق بألم ومشاعر مؤذية للغاية وهو يراها بين ذراعي إبن عمه ...


+




        

          


                

تبادلا النظرات الباردة المحملة بسخرية ووعيد خفي عندما إتجه إياس نحو جده يعانقه بمحبة ...


+



أما عن توليب فراقصها والدها بحب قبلما يعانقها بقوة ولهفة لتجاهد هي كي تكتم عبراتها ...


+



قبل جبينها وتركها لشقيقها الأكبر الذي جذبها نحو صدره يراقصها بينما راقص عابد همسة بدوره ...


+



دقيقتان وجاء دور راجي يراقصها وعاد راغب يراقص زوجته بينما راقص عابد نغم بينما تقف زهرة تتابع ما يحدث بحب وسعادة ...


+



راقصها بعدها كلا من مهند وفيصل بالتوالي ليعود إياس ويأخذها بين ذراعيه ...


+



شعرت بنفسها ملكة بحق هذه الليلة والجميع يدور حولها بحب وحمية وحرص شديد ...


+



والدها جانبها وأشقاؤها خلفها في ظهرها دائما وحبيبها وزوجها يظهر حبه لها بوضوح ...


+



كانت في أوج سعادتها في هذه الليلة التي لن تنساها مهما حييت ...!


+



**


+



إنتهى الحفل وغادرت هي مع زوجها بملامح باكية ...


+



تأمل إياس عبراتها المنهمرة بعتاب لتخبره بنبرة باكية :-


+



" سأشتاق لهم كثيرا ..."


+



" سنذهب إليهم دائما ..."


+



قالها بهدوء لتهز رأسها موافقة وهي تمسح عبراتها بينما تخبره معتذرة :-


+



" آسفة ، أبدو كطفلة صغيرة ..."


+



إبتسم وهو يجذبها نحو صدره يخبرها بصدق :-


+



" لا تعتذري ... فقط توقفي عن البكاء فأنا لا أحب رؤية دموعك ..."


+



" حسنا ..."


+



همست بها برقة وهي ما زالت تميل برأسها فوق صدرها ليجدها تتثائب بعد لحظات بنعاس فهتف بجدية :-


+



" بالله عليك لا تفعليها وتنامي الآن ..."


+



ضحكت بنعومة وهي تبتعد من فوق صدره تخبره :-


+



" تعبت اليوم كثيرا ..."


+



أشار إلى السائق :-


+



" إسرع قليلا من فضلك ..."


+



ثم حاوطها بذراعيه وهو يخبرها :-


+



" عندما نصل إلى الفندق سيطير النعاس من عينيك ويختفي التعب بمساعدتي طبعا ..." 


+



إحمرت وجنتيها خجلا لتشيح بوجهها بعيدا بينما إبتسم برفق وهو يقبض على ذقنها مديرا وجهها نحوه مجددا خاطفا قبله سريعة من شفتيها جعلتها تؤنبه :-


+




        

          


                

" لسنا وحدنا يا إياس ..."


+



تنهد بحرارة :-


+



" هانت .. إقتربنا من الفندق ..."


+



**


+



شهقت وهي تشعر بنفسها مرفوعة بين ذراعيه لتحاوط رقبته بسرعة بينما تنهره برقة :-


+



" أفزعتني يا إياس ..."


+



أغلق الباب بقدمه وتقدم بها نحو الغرفة الداخلية حيث وضعها برفق فوق السرير وجلس جانبها لتخفض رأسها لا إراديا والخجل والخوف تمكنا منها ...


+



" تولاي ..."


+



همس بإسمها لتهمهم بخفوت فيرفع وجهها مجددا نحوه ليغرق في تأمل جمالها الذي لا مثيل لها ...


+



عيناها البنيتان الواسعتان  تناظرانه بخجل ممزوج بخوف بديهي ...


+



وجنتاها المتوردتان وأنفها الدقيق بجانب شفتيها اللتين تجذبانه بقوة ...


+



كان مأخوذا بها وبحسنها الطاغي والذي ضاعفه زينة وجهها الرقيقة ...


+



مال نحوها يقتطف قبلة من ثغرها المزين بلون زهري رائق ...


+



قبلة جعلته يغرق بها وبرائحتها الناعمة التي آسرت حواسه ....


+



لحظات ووجدها تهمس من بين أنفاسها المتصاعدة بتوتر :-


+



" لنغير ملابسنا أولا ..."


+



أوقفها سريعا :-


+



" كلا يا عزيزتي ... "


+



طالعته بعدم إستيعاب ليتحرك بأنامله الخبيرة فوق عنقها يهمس لها بعذوبة :-


+



" لا نحتاج لتغيير ملابسنا ..."


+



قاطعته بحرج :-


+



" الفستان ثقيل و ..."


+



" أنا سأخلعه بنفسي عنك ..."


+



قالها ويده تمتد نحو سحاب الفستان في الخلف ليفتحه ببطأ مقصود بينما يشعر بأنفاسها تتصاعد تدريجيا ....


+



يده إمتدت تلمس ظهرها بحرص لتنتفض من مكانها بشكل فاجئه فينهض بدوره يهتف بدهشة :-


+



"تولاي .. ماذا يحدث ...؟!"


+



ملامحها المتوترة بشدة أقلقته فهمست بتردد :-


+



" أريد تغيير فستاني بنفسي ... أرجوك ..."


+



تنهد بصبر وقال :-


+




        

          


                

" حسنا حبيبتي.. غيري ملابسك .... كما تريدين ..."


+



تحركت مندفعة إلى داخل دورة المياه ثم تذكرت بعد لحظة إنها لم تأخذ قميص نومها معها ...


+



خرجت بتردد من الحمام لتجده يفك أزرار قميصه فمنحها إبتسامة هادئة متفهما خجلها وإرتباكها لتتحرك بفستانها الثقيل نحو الخزانة تجذب قميص النوم خاصتها وتعود بخطوات متعثرة إلى الداخل ...


+



إبتسم لا إراديا على تصرفاتها بينما سارعت هي تخلع فستانها وترتدي قميص نومها الذي إختارته مع والدتها خصيصا لهذه الليلة ...


+



وقفت أمام المرآة تفك تسريحة شعرها لتنسدل خصلاتها خلف ظهرها بحرية ...


+



تحركت تغادر دورة المياه بتردد لتشهق بعنف وهي تراه عاري الصدر مكتفيا بإرتداء بنطاله وقبلما تعود إلى الداخل كان يجذبها نحوه بسرعة البرق يحاوطها بذراعيه يهمس لها :-


+



" لن تهربي مني ... ألا يكفي إنكِ أضعتِ عليّ فرصة خلع فستانك وأنا كنت أنتظر هذه اللحظة بشدة ... ؟!"


+



" إياس ..."


+



تمتمت بها بدلال عفوي جعله يتأملها بشغف وأنامله تتخلل خصلاتها الناعمة قبلما يبدأ بتقبيلها برفق وكفه تتحرك نحو روب قميص نومها تزيحه ببطأ من فوق جسدها ....


+



إستسلمت له وبدأت تتجاوب معه بينما كان هو حريصا للغاية معها مراعيا عذريتها وخجلها بل توترها الواضح رغم تجاوبها الخجول معه ...


+



ثواني وشعرت بنفسها محمولة بين ذراعيه نحو السرير فقررت أن تستسلم كليا له تمنحه الفرصة ليطبع جنون عشقه فوق كل جزء منها خاضعة لسلطة مشاعره ورغبته التي تحركه نحوها بقوة وشغف ...


+



**



+



أغمضت عينيها بخجل حالما طرح سؤاله عليها :-


+



" هل آلمتك ..؟!"


+



هزت رأسها نفيا ليهمس بأنفاس حارة :-


+



" لا تغمضي عينيك ... إنظري إلي ..."


+



فتحت عينيها بتردد ليبتسم بشغف وعيناه تتأملان ملامحها التي بات يعشقها بجنون ...


+



يحب ملامحها ...


+



يحب عينيها ...


+



يحب شعرها ...


+



يحب أنفها وفمها ...


+



يحب كل شيء بها ...


+



مال يقبلها بشغف ....


+




        

          


                

يغرق بها ويحيا بأنفاسها .. 


+



هو معها يجرب مشاعر جديدة لم تخطر على باله يوما ...


+



معها يعيش أحاسيس لم يتوقع يوما أن تطرق باب قلبه ...


+



معها يحب بل يعشق ..


+



يشتاق ويغرق ...


+



معها هو شخص آخر لا يشبه ما كان عليه ..


+



هي تصنع منه شخصا جديدا دون أن تدرك ...


+



تخلق داخله مشاعرا مختلفة وقوية للغاية بعفوية خالصة منها ...


+



وهذا الشيء ليس جيدا على الإطلاق .. على الأقل بالنسبة له ..


+



**


+



غادرت همسة دورة المياه بملامح منشرحة ...


+



كان راغب جالسا فوق سريرهما يعبث بهاتفه عندما تقدمت نحوه ودون مقدمات جلست أمامه تهمس بنبرة تحمل فرحة جلية :-


+



" أنا حامل ..."


+



" حامل ...!"


+



تمتم بها مدهوشا لتهز رأسها موافقة فيبتسم على الفور وسعادتها إنتقلت إليه ليجذبها نحو صدره يعانقها بينما تستسلم هي لدفء أحضانه تخبره بعد لحظات :-


1



" أنا سعيدة يا راغب ...."


+



أكملت وهي تنظر إليه بعدما إبتعدت من بين أحضانه :-


+



" هذه المرة مختلفة ... حملي هذه المرة مختلف مثلما كل شيء بات مختلفا ..."


+



جذبها نحوه يقبل جبينها بعشق بينما كفه تمتد نحو بطنها ليهمس بتمني :-


+



" ستكون فتاة .... تشبهك ... نسخة منك ..."


+



ضحكت بعينين تشكلت العبرات بهما قبلما تعود بجسدها داخل أحضانه تغرق بأحضانه الدافئة التي باتت ملاذها الدائم ...





1



**


+



في غرفتها في المشفى تقف نغم تتطلع إلى إختبار الحمل في كفها بذعر سرعان ما تحول إلى فرحة عارمة وهي ترى نتيجته الإيجابية ..


+



" حامل ..."


+



صاحت بها غير مصدقة ودموعها إنهمرت على الفور فوق وجنتيها ...


+



جذبت هاتفها تهم بالإتصال بزوجها لكنها تراجعت بخوف تمكن منها ...


+



ماذا لو لم يفرح ...؟!


+



ماذا لو تضايق من هذا الخبر ...؟!


+



ماذا لو لم يشاركها فرحتها ..؟!


+




        

          


                

تنهدت بصمت وهي تخبر نفسه إنه سيفرح .. بالتأكيد سيفعل ... هو يحبها وسيحب أن يكون لديها طفل منه ...


+



عادت بإنتباهها نحو جهاز الإختيار لتطالعه بسعادة وعبرات حارة ...


+



الآن فقط تحققت جميع أمنياتها ونالت السعادة التي تمنتها كاملة ...


+



هي تحمل طفله .. طفل الرجل الذي تعشقه حد الثمالة ... ماذا تريد أكثر من ذلك ..؟!


+



ليأتي الطفل سالما ولا يهم ما سيحدث بعدها ...!!



+



**


+



" طلقني .."


+



هتفت بها جيلان وهي تقف بثبات أمامه عاقدة ساعديها أمام صدرها وملامحها هادئة بطريقة مدهشة ...


+



إنتفض من مكانه يهدر بعدم تصديق :-


+



" ماذا تقولين أنت ...؟! هل جننت ...؟!"


+



نعم هي جنّت ...


+



جنّت بسببه ... 


+



قرارها هذا لم يكن سهلا وإتخذته بعد عناء وجاهدت لتصرح به بهذا الثبات ...


+



ثبات سرعان ما إنهزم لتنهار باكية وهي تخبره :-


+



" أنت لا تحبني ولا تريدني ... وجودي يخنقك كما هو واضح .."


+



" لا تقولي هذا ... وجودك لا يخنقني .."


+



قالها محاولا التبرير لتخبره وهي مستمرة في بكائها :-


+



" بلى ، هو كذلك ... "


+



أكملت وهي تمسح عبراتها بكفها :-


+



" أنت لست مجبرا على البقاء معي فقط لأجل مساعدتي ... لست مجبرا أبدا يا مهند ..."


+



" كلا يا جيلان .. أنا مجبر لأجلك أولا ولأجلي أنا كذلك ..."


+



طالعته بدهشة :-


+



" لأجلك أنت ..؟!"


+



هز رأسه مؤكداً كلامه وهو يخبرها بصدق :-


+



" هل تعتقدين إنك المستفيدة الوحيدة مما يحدث ..؟! كلا يا جيلان ... أنا أيضا أستفيد ومثلما أقدم لك المساعدة أنت بدورك تساعديني دون أن تدركي ..."


+



" مالذي تقوله أنت ..؟!"


+



سألته بحيرة ليخبرها بجدية :-


+



" بسببك أدركت الكثير مما كان غائبا عني وإكتشفت بنفسي أمور لم أكن على دراية بها .. بسببك أدركت إنني أمتلك ضميرا ومشاعرا وقوة وصبر  ... و بسببك تعلمت الكثير ... بسببك تعلمت ألا أحكم على أحد قبل سماعه وألا أسمح لغضبي أن يتحكم بي .. بسببك راجعت أخطائي وعيوبي وها أنا أحاول تغييرها لأجلي أولا قبل أي أحد حتى أصبحت أجيد السيطرة على غضبي قليلا عكس سابقا ... صدقيني يا جيلان ... وجودنا سويا يساعد كلينا ولا يساعدك وحدك كما تعتقدين ..."


+




        

          


                

كلماته منحتها هدوءا جعله يقبض على كفها وهو يخبرها بجدية :-


+



" سنعود إلى الخارج خلال يومين ... أنت سوف تلتزمين بدراستك وتنجحين بتفوق ناهيك عن إلتزامك بجلسات علاجك بالطبع  وأنا لدي عملي الذي سأسعى بكل قوتي لإثبات نفسي به ... سنسعى بقوة لمحي أخطاء الماضي والمضي قدما بحياة جديدة تحمل الهدوء والسلام لكلينا ...."


+



وأمام حديثه المختلف هذه المرة لم يكن بوسعها سوى القبول ...


+



**


+



على طاولة الإجتماعات يجلس بجانب والده يناقشون عدة أمور تخص الصفقة الجديدة ...


+



رنين هاتفه قطع الاجتماع فسارع يعتذر من الموجودين وهو ينهض من مكانه متحركا خارج المكان مجيبا على الإتصال القادم من خطيبته فيأتي صوت أنثوي مختلف يخبره :-


+



" أفنان هانم أغمي عليها وتم نقلها إلى المشفى ..."


+



غادر الشركة بسرعة متجها إليها ...


+



يعلم بسفر والديها إلى الخارج وبقائها وحدها ولكن ماذا حدث لها ..؟! وأين أغمي عليها ..؟!


+



هناك وجدها في غرفة خاصة نائمة بسلام والمحاليل معلقة جانبها ...


+



قابل طبيب العائلة الذي كان لتوه أنهى إتصاله مع والدتها فرحب به ليسأله أثير بوجوم :


+



" ماذا حدث يا دكتور ...؟! لماذا أغمي عليها ..؟!"


+



بتردد أخبره الطبيب بما صدمه بقوة ...


+



خطيبته تعاني من داء الصرع وما حدث إن النوبة أتتها وهي في صالون التجميل ليتم نقلها من قبل سائقها إلى المشفى الذي يعمل بها طبيبها المعالج ...!


1



**


+



دلفت هالة إلى مقر المشفى الذي ستعمل به بملامح منشرحة ...


+



إتجهت نحو غرفة المدير الذي رحب بها بحرارة فهي من طرف أحد مالكي المشفى دكتور راجي ...


+



تحدثت معه قليلا قبلما تذهب لمباشرة عملها ...


+



قابلت نغم في طريقها والتي رحبت بها بحرارة وباركت لها عملها ...


+



أخذتها إحدى الطبيبات إلى غرفتها الخاصة بها لتقرر بدء عملها بحماس ...


+



وفي طريقها إلى غرفة أحد المرضى رأت وجها تعرفه جيدا وتذكرته على الفور ...


+



" باسم ..."


+



تمتمت بها بعدم تصديق بينما صاح الأخير بذات الدهشة :-


+




        

          


                

" هالة الشامي ... " 


+



إبتسمت وهي تحييه فبادلها تحيتها وهو يردد :-


+



" لا أصدق إنني رأيتك مجددا ..."


+



" كيف حالك ..؟!"


+



سألته بإهتمام ليخبرها بصدق :-


+



" أنا بخير ..."


+



أضاف يسألها بإهتمام :-


+



" وأنت كيف حالك ..؟!"


+



" أنا بخير الحمد لله ..."


+



أخبرها بخفة :-


+



" سمعت إنك تزوجت ... "


+



ظهر التجهم على ملامحها للحظة قبلما تخفيه سريعا وهي تبتسم مرددة :-


+



" نعم لكنني تطلقت ..."


+



" أنا آسف ..."


+



" لا تعتذر ..."


+



قالتها سريعا ليهتف بخفة :-


+



" وأنا أيضا تطلقت ..."


+



تمتمت بدهشة :-


+



" كيف ..؟! تطلقت أنت ورؤى ...؟! لماذا ..؟! كنتما تحبان بعضكما كثيرا ..."


+



" إنه النصيب ..."


+



قالها ببساطة لتتنهد وهي تخبره  بأسف :-


+



" نعم إنه النصيب ..." 


+



" أنا سعيد لأنني رأيتك مجددا ..."


+



قالها بصدق ونظراته تحمل شيئا خفيا لم تنتبه له بينما تخبره بعفوية :-


1



" وأنا كذلك سعيدة جدا ..."


+



**


+



دلفت أروى إلى المشفى بملامح جامدة متجهة إلى مكتب المدير لتقديم إستقالتها بشكل رسمي ...


+



في طريقها قابلت نغم التي تقدمت نحوها تهتف بسعادة :-


+



" وأخيرا عدت إلى العمل ..."


+



تمتمت أروى بإقتضاب :-


+



" أتيت لتقديم إستقالتي ..."


+



" لا تفعلي يا أروى ...."


+



قالتها نغم برجاء لتهتف أروى بحدة خافتة :-


+



" هل تريدين مني البقاء في المشفى الذي تعرضت به للإهانة ...؟!"


+



" تعقلي يا أروى ... ما حدث أمر وارد و ..."


+



" مللت من التعقل يا نغم ..."


+



نطقتها بجمود يحمل حرقة خفية وقبلما تتحدث نغم سمعتا صوت صياح يصدر من أحدهم ...


+



" ماذا يحدث هنا ...؟!"


+



تسائلت نغم وهناك مجموعة من نساء ورجال يقفون أمام غرفة العمليات الموجودة في نهاية الممر وعلى ما يبدو إنهم يتشاجرون  ...


+



تحركت نغم وخلفها أروى لتهتف نغم بهم :-


+



" ماذا يحدث ...؟!"


+



وقبلما تفهم ما يحدث كانت أروى تتمسك بها بقوة فأحد الموجود كان هو بنفسه ...


+



الرجل الذي إغتصبها ... 


+



الرجل الذي دمر كل شيء ....


+



نضال مختار ...



1



إنتهى الفصل الخامس والعشرين


+



السادس والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close