رواية رجفة من نوع خاص الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة الخامسة والعشرون_لماذا قُتلت"
2
"____"
+
_إيـه رأيك نحـكي ليهـا ونحكـيله هو كمان عن وشك اللي محدش يعرفـه غيري أنـا، ونعـرفهم إنتِ إيه وبتعملي قدامهـم إيه؟
+
صـمت يُتابـع تعابير وجـهـها إلى الذعر، لـيُتابع حديثُه مُستهـزاء بهـا بـنبرة مُـشاكسة"إنتِ ملاك الرحمة!، إنتِ "ساجية"إللي أخويا مُتيم بيـها!، ليه كدا ياملاك الرحمة بس!!!
+
"إنتِ عارفة الأحسن من إني أنا إللي أحكي لعبدو إيه؟، الأحلى إن حبيب القلب باسم هو إللي يحكيله وبأدق التفاصيل"غمـزها في النهاية، لـتـتهاوى أرضًا بـعدم تصديق، أخذ جسدها يرتجف بـشدة، سيفضحوها بتلك الطريقة...!
2
_يوسف، يوسف بالله عليك متدخلش باسم في كل دا، بالله عليك أنا ما صدقت خرجته من حياتي وبعد عني، والله العظيم هعمل أي حاجة بس بلاش تدخل باسم.
توسلته بجملتها المرتعشة الباكية، رمقها بنظرات يغلفها الاحتقار، مردف بنبرة صلـبة"سيبتك كتير تبعدي عنه ومعملتيش يبقا تسبيني أتصرف أنا بقا".
1
بـكت بقوة أكثر عقب إنتهاء جملته، لـتدفن وجهها في يديها متحدثة بنبرة صارخة مكتومة"بقولك بعدته عن حياتي بالعافية، إنت مستحيل تكون أخو عبد الرحمن".
+
_لاء أنا أخوه، وعشان أخوه ببعده عن واحدة زيك، فاكرة أول مرة قابلتك وإنتِ خارجة من ورشة الصايع بتاعك؟، ساعتها ضربتيني بالقلم وقولتيلي نفس جملتك إني مستحيل أكون أخو عبد الرحمن وساعتها عشان افتكرت تربية عبد الرحمن ليا بعدت خالص ومبقتش أخلي خالد يضايقك، لكن تلفي على أخويا!!، لاء دا أنا أدخل وأدخل أوي، وهروح كمان أحكيله أمجادك.
5
كان قاسي معها للغاية، يحدثها وكإنها فتاة ليل، لكن هو معه كامل الحق؛ هي من وضعت نفسها في ذلك الوضع بإقترافها كارثة تحت مُسمى"الحُـب"اللعنة على الحُب ومَن يُحب، ماذا تريد منه؟؛ أن يتخطى الأمر وكإن ماضيها أبيض!، كان ماضيها أبيض، لكنه تلطخ بـبصمة على جسدها ودِماء مُتناثرة في ليلة واحدة، ليلة واحدة فقط بدلت حياتها إلى كابوس،كابوس أسود لن تستيقظ مِنه إلا بفاجعة أكبر مِما تتخيل، ابتلعت لُعابها تتحامل على يديها ناهضة تنفض الغبار عن فستانها، متحدثة بنبرة حاولت بصعوبة جعلها شرسة قوية_:
+
_إنت عارف مُشكلتك مش معايا، مشكلتك مع باسم إللي إنت عايز تاخد حقك منه، مش باسم بردو إللي إنت وهو وصاحبك الصايع التالت كنتوا علطول مع بعض؟، ولما حصل خلاف بينكم كنت عايز تلوي دراعه بيا، أو كنت عايز تشغلني لحسابك ما أنت ماسك عليا ذلة، أنت عارف إللي يضحك إني أنا أول ما روحت قولتله اتخلى عني في ثانية وكإنه مش لسة الصبح واخد مني فلوس، حتى لو كنت هددتني ومشتني على دماغك مكنتش هتعرف تاخد فلوسك منه لإني أنا مسواش عنده مَليم حتى وأنت عارف كدا كويس، فلوسك مش عندي يا"يوسف" فلوسك عنده هو.
3
تجعدت ملامحه يسألها بدهشة"إنتِ كنتِ عارفة إنه ناصب علينا في فلوس؟"
2
"تؤتؤ اسمها كان ملاعبكم بيها قُمار".
صححت جملته بملامح حادة ونبرة قوية واثقة، أكملت وهي توزع نظراتها المتشفية عليه من أعلاه لأسفله"قبل ما تُنصب ليا المحكمة وتكون أنت القاضي والسجان راجع نفسك، شوف أنت كمان غلطت في إيه، هي مش الفلوس دي بتاعت عبد الرحمن بردو؟؟"
26
توتر للغاية منها، هل قص عليها باسم كل هذا !!، تهرب بنظراته منها، مردف بدفاع عن حاله"باسم ضحك عليا أنا أول مرة العب قمار وكانت آخر مرة".
+
_جبت الخُلاصة زي ما باسم ضحك عليك وأنت اسمك راجل أنا كمان ضحك عليا بمشاعره المزيفة، وزي ماهي كانت أول مرة أنا كمان كانت أول مرة وكانت غلطة، أنت أخوك مش جي يتقدملي من الشارع، ولو كنت كدا مكنش عمره فكر يتقدملي، وزي ما أنت خدت عبد الرحمن في الرجلين أنا كمان خدت عبد الرحمن في الرجلين، بس هصلح غلطتي، أنت بس أبعد عني.
4
حديثها أصبح بارد للغاية، بداخلها شعرت بالانتصار، مَن هو ليأتي ليُحاسبها وهو وقع في شباكه أيضًا!!، استدارت للرحيل، لكن قبل رحيلها أردفت بسخرية"مش باسم إللي حكالي، باسم مستحيل كان يحكيلي إنه بياخد فلوسي وشقايا يتقامر بيها مش يسد ديونه، تقدر تقول فوقت وفهمت بعد أما رماني برا ورشته زي الكـ***".
+
استدارت له تحدثه بنبرة معاتبة"كلكم كنتوا عارفين إنه واخدني تسلية ومحدش جه حذرني ولا فوقني ويوم ما حبيتوا تتسلوا إنتوا كمان جيتوا تتسلوا عليا وإنتوا بتحدفوني في الشارع لبعض، كنت تعالى وقفني وقولي بيضحك عليكِ، مش بيحبك، مش تيجي تعرفني الحلال والحرام إللي إنت أصلًا بتعمله يا أخو إمام الجامع".
15
نهت الحديث ذاهبة من أمامه عالقة بعيونها الدموع، لم تهبط سيطرت عليها وهي مبتسمة، وضعته عند حدوده مِن الآن لن يجرؤ على التحدث معها، واحدة أمام واحدة، أما عبد الرحمن فـالمسكين لا يستحقها، لكنها لن تجد بحياتها مثله، حتى أخيه المُبجل لم يصبح نصفه حتى!
2
"____"
+
دلفت المنزل وهي تتمنى أن يَكُن زوجها العزيز رحل إلى عمله، لكن كيف يذهب بدون تعكير صفو نهارها!!، دلفت لغرفتها لتجده يقف أمام المرآة يُمشط شعرهُ، حدثها ببسمة مردف بـ"صباح الجمال، عملتي إيه في حوار أختك؟"
+
_أهلًا، روحت خلصت الحوار الحمدلله.
أجابته مختصرة بفتور وهي تنزع وشاحها الأسود عن شعرها، ابتعد عن المرآة مقترب منها يُهندم خُصلات شعرها الأمامية بمراوغة، متحدث ببسمة مرحة"كنت مستنيكي عشان نفطر مع بعض، بس المرة دي متكتريش في السم عشان بيتعب".
9
_وياريته بيأثر فيك.
سخرت بجملتها دافعة يدهُ بلا مُبالاة، ضحك بصوتٍ عالٍ هاتف بـدهاء وهو يقترب من ٱذنها"المُمرضة جيبالك سم هفأ ميأثرش فيا، أنا مش بتأثر حطيها حلقة في ودنك".
ابتعدت عنه باشمئزاز متحدثة بحنقٍ من بين أسنانها"مش"ساجية"إللي جبته أفهم بقا".
1
"ليل فكك بقا ما أنا عارف كل حاجة، تعالي للأسئلة المُهمة"
_مش ناوية بقا تجبيلي طفل صغير نـلعب بيه؟
سألها بطريقة ماكرة مقترب منها بخطورة، تراجعت للخلف بـاضطراب، وقبل أن تعترض أردف بـنبرة مُـشاكسة"مع إني مش بحب خلفة البنات أوي، بس لو خلفتِ ليا ولد فـهنخلف بعدها بنت، عشان نرضي الطرفين".
11
غمزها في النهاية بـنفس مكرهُ، لـتردف بعدم استيعاب محاولة الإبتعاد عنه"إنت عبيط؟، هو أنا هروح أشتريلك من السوبر ماركت؟"
+
هز رأسه متصنع البراءة، مردف بـتذمر"أيوة اتصرفي هتيلي ولد وبعدين بنت".
1
_إنت مادة الأحياء دي معدتش عليك ولا إيه!، ولا درس الكروموسومات في تالتة إعدادي حتى!؟، أنا هنقي طماطم!
سألته باستنكار، رافعة حاجبيها بعدم تصديق، ليبتعد عنها منـفجر في الضحك الشديد، رفع وجه لها محاول السيطرة على ضحكاته يحدثها بـمراوغة"طب ما تعلميني عشان أنا جاهل".
11
ضحكت بسخرية، ترمي عليه بنظرات يغلفها الاحتقار، مبتعدة عنه، مغادرة الغرفة، مردفة بجملتها الـمتهكمة"إللي اتعلم اتعلم".
1
تركتله الغرفة بعد كل هذا المرح معها!، يحاول التغير معها وينجح ولكنها لا تبالي؟؟، لماذا كل هذا!، ماذا فعل لها لـتبغضه إلى تلك الدرجة؟، زفر مطولًا يسحب تـبغه من جانبه يُفرغ شحنته بـه وهو يضعه في فمه، أفكاره مشوشة، مضطربة، عقله ينتقل من شيء لأخر، كان سيظن بمعاملته الجيدة لـ"ليل"ستلين لهُ، في ليلة وضحاها قرر مُعاملتها بـلين حتى يحصل عليها، هو ليس من طبعه المُحايلة والرومانسية لكنه سيفعل أي شيء ليحصل عليها، صحيح إنه حَصل عليها مِن أول يوم في زواجهم لكنه يطمح بقلبها، سيجعلها تنسى إبن خالتها التافه ويمتلك قلبها هو، سيفعل أي شيء حتى يمتلكها إلى الأبد!
52
دلفت عليه بعد قليل لـتجد الغرفة مُعبئة بغيمة كبيرة ضارة من السجائر ورائحته، بدأت بالسُعال وهي تـحرك يدها يمينًا ويسارًا أمام وجهها لابعاده عنها، اقتربت من جانب فراشها، تتجه لـفتح نافذة الغرفة وهي تصيح عليه بانفعال_:
+
_بطل القرف دا بقا أنا صدري بقا يوجعني.
+
"عقبال ما يموتك خالص".
قالها بـشبه بسمة ساخرة منها، أمتدت يدها تحركها أمام عينيها تأمن على حديثه بمنتهى البرود"أمين، يارب اليوم دا يقرب بقا عشان تعبت".
9
نهض يقابل وجهها، يسألها بقلة صبر"عارفة هتبقي حلوة أمتى؟"لم تجيب وهو لم ينتظرها، ليكمل جملته بتسلية وهو يُطوق وجهها بين يديه"لما أقطعلك لسانك إللي بينقط سم دا".
+
_أقطعه؛ عشان أودي إللي جابوك في داهية.
قالتها بنبرة متحدية ونظراتها مُعبئة بالكراهية، بادلها ببسمة صفراء مع هتافه الساخر"خوفتيني أوي".
6
"____"
+
اتجهت صوب غرفة أخيها المُبجل، تعلم إنه ذهب إلى دروسه كما يزعم، دلفتها مغلقة الباب بـالقفل، لمـلمت شعرها المبعثر على وجهها بـربطة شعر صغيرة، تبحث بنظرها في كل إنشٍ، فتحت الخزانة الخاصة به، تبحث بين جميع ملابسه بسرعة شديدة، انخفضت تنبش بين أغراضه المدرسية في أسفل الخزانة، لـم تجد شيء، تـركته وذهبت تبحث تحت الفراش وبـالمـكتب ونفس الشيء، شعرت بالارتياح، إذًا سيف لا يكذب عليها؟، لكن لا قلبها يشعر تجاه بـالهلع، كل إنش بحثت به ولا يوجد وراءه دليل؟، قبل مغادرتها الغرفة رمت نظرة على الخزانة بـدهاء، سحبت مقعد المكتب تضعه أمام الخزانة، وقفت فوقه تُفتش بيدها فوق الخزانة، ووجدت مـا تبحث عنهُ، سحبت الصحن الموضوع فوق الخزانة، هبطت من فوق المقعد، تجلس فوقه بصدمة، أخيها لا يشرب سجائر مملؤة بتـبغ فقط، بـالـ أيضًا مـملؤة بشيء آخر!، امسكت الـورق الابيض الصغير تـقطعه بين يديها بغليلٍ...
4
انهمرت دموعها بغزارة على وجهها، كان قلبها يشعر به وبتغيره الجذري، أصبح شخصٌ أخر، شخصٌ غريب عنها، لا تشعر تجاهُ بالأمان، تصرفاته أصبحت غريبة، لماذا فعـل سيف هكذا!!، لماذا رمى نفسهُ في الـوحل!؟
4
"_______"
+
السـاعة الخـامـسة مساءً وقـفت"ساجية"أمام منزل"ليل"بعد رجوعها من عملها، تـتردد في دق الباب، لكنها لا تطيق الإنتظار حتى تقص عليها ما حدث أمس، بالنهاية طرقت الباب عدة طرقات؛ لتفتح لهـا"ليل"بعد ثوانٍ معدودة، ابتسمت لها بتوتر متحدثة بـ"ادخلي يا"ساجية".
+
_لاء لاء مش هدخل بيت جوزك المجنون دا، تعالي اطلعي معايا هحكيلك حصل إيه امبارح.
+
هزت رأسها بإيجاب، دالفة للداخل ساحبة خمارها المنزلي تضعه فوق رأسها، تحدثت بنبرة متوترة وهي تصعد معها"بس أنا مش عايزة أتأخر عشان حاتم حالف يطين عيشتي لو عِرف إني طلعت ليكِ".
2
_حاضر، ومتوترنيش عشان أنا بتوتر خِلقة
دلفت هي وساجية المنزل، لتـتحدث "ساجية"سريعًا وهي تقص عليها ما حدث ليلة أمس، انتهت بعد وقتٍ، لتسألها ليل بتعجب_:
_ليه مقولتيش لِيِه إنك بتحبي شخص تاني؟، كان هيسيبك وكدا تبقي خلصتي من كل الرعب دا.
+
انتفضت"ساجية"بفزع، متحدثة بنبرة مرتجفة"لاء طبعًا كان هيلغي كل حاجة في نفس الوقت وماما لو كانت عرفت ولا حد مِن عمامي كانوا يموتوني، إنتِ متعرفيش حاجة عن أهلي".
+
_مستحيل كان عبد الرحمن يقولهم، إنتِ بس إللي دايمًا في المواقف دي مبتعرفيش تفكري.
+
دفنت وجهها في يديها هاتفة بنبرة مختنقة مجهدة"عبد الرحمن شخص كويس أوي، أنا مش عيزاه يبصلي على إني وحشة، أنا مش وحشة واللهِ، أنا كنت فعلًا هقوله إني بحب وكدا بس أنا أمي مش هترحمني لو عبد الرحمن رجع في كلامه، كفاية إن بسبب غبائي دخلت عيلة بابا فينا من تاني".
+
"خلاص إهدي بقا، سبيها على ربنا".
+
غيرت مجرى الحديث ناظرة لها تسألها بإستغراب"هو أنتِ بتدي "سيف"ليه فلوس؟، أنا كنت عايزة أسألك من بدري بس كنت مكسوفة".
+
أجابتها ببساطة تزامنًا مع حركات يدها"الدروس غِليت وبيكسف يقول لبابا عشان مصاريفه كتير فَـ بيجي ياخد مني".
+
ضيقت نظراتها بعدم تصديق، أضافت سؤالًا بملامح معقدة"ليه يعني بيكسف؟، باباكي بيحبه أكتر حد وأكيد لو قالوا هيديلوا بـزيادة كمان لأنه حسب ما بتقولي بيعتبر الولد أهم حاجة، فَـ ليه بيجي ياخد منك؟؟"
1
سؤالها شوشها، لَم تطرح على نفسها مِن قبل هذا السؤال، أبيها دائمًا يضاعف لشقيقها مصروفه، إذن لماذا يأخذ منها!، فوق كل هذا أكملت الأخرى بطريقة مترددة_:
_آسفة يا"ليل"في إللي هقوله بس اخوكي شكله غريب أوي، وأنا مش عارفة أنتو أزاي مش واخدين بالكم.
4
شعرت بالقلق الشديد، لتحسها على التكملة بقولها"غريب إزاي؟؛ يمكن من الثانوي".
+
_ثانوي إيه دا يا"ليل" إللي يعمل كدا فيه!، محسساني إنه عمره ما كان بياخد المواد دي، وحتى لو صعبة فـمش هيبقا منظره للدرجة، ما علينا ياليل بس متديلوش فلوس لما يطلب، كُتر الفلوس في أيد شاب مراهق بتبوظ، دي نصيحة واللهِ.
3
حذرتها بنبرة هادئة، أردفت الأخرى بنبرة خائفة"ممكن يعني يكون بيشرب حاجة؟، بس ده عمره ما يعمل كدا أنا واثقة فيه".
7
تنهدت بقلة حيلة تردف"ميمسكش فلوس في أيده بردو كتير يا"ليل"أبقي أسألي مامتك هو بياخد كام لو روحتي ليهم، لو لاقيتي باباكي بيديلوا فلوس قليلة زودي أنتِ عليهم ".
+
"أنا خوفت أوي بجد يا"ساجية"يارب ميطلعش بيعمل بالفلوس حاجة"
قالتها بتوجس وهي تفرك يديها ببعضهم، جاءت لتتحدث الأخرى لكن أوقفها صدح طرقات على بابها، نهضت تفتح الباب لتجد في وجهها زوج ليل يقف بمنتهى الأرياحية يُمسك بهاتفه يعبث به، سَرت رجفة في جسدها، لتبتعد عن الباب بضع خطوات للخلف بحركة عفوية، ضحك عليها بسخرية، يأمرها بمنتهى البرود"روحي ناديلي الهانم".
4
_مش موجودة.
نطقت بها تلقائيًا، حتى لم تنتظر لثانية واحدة، شبح بسمة ظهر على ثغره متحدث بنبرة ماكرة"أنا كل دا عامل إحترام إن أمك مش في البيت ومش عايز أدخل، عايزة تعصبيني ليه؟"
3
ظهرت"ليل"من وراءها وهي تقترب منه متحدثة بـطريقة لا مبالية"خلاص خلاص أنت هتعملنا فيها عم الشبح، أبعد كدا عشان أنزل".
3
قالت جملتها وهي تدفعه بطريقة عادية متجهة للهبوط، رمق الآخر ساجية يُعيد جملتها على مسامعها"مش موجودة خالص".
+
_واللهِ يا أستاذ حاتم أأأ... أنا آسفة
تحدثت بجملتها وهي على وشك البُكاء، لا تعرف بماذا تتحدث لتـعتذر منه أفضل، سمعت سخريته منها من جديد"دا إنتِ من غير ما حد يلمسك مستعدة للعياط، بتضحكيني واللهِ".
13
ابتلعت اهانته لها بصمت وهي تُغلق الباب في وجه ببُطء حتى لا يلفت إنتباه، وهو حتى لم ينتظر أن تغلق الباب هو هبط مِن نفسه إلى الأسفل، زفرت براحة وهي تغلق الباب بعنف، جلست خلف الباب انكمشت على نفسها، ضمت قدميها إلي صدرها، تفرك يديها الاثنين ببعضهم لتخفيف برودتهم بسبب رعبها قبل لحظات، تتعجب من لا مُبالاة صديقتها مع قسوة زوجها وهي الغريبة عندما تراه ترتجف منهُ، يُشكل خطر كبير في منطقتهم، رِجالهُ يقفوا في منتصف الليل في عدة مناطق يوزعوا كل أنواع المُخدرات، جميع المُشردين والمُنحرفين يعملوا تحت يدهُ هو، مُقزز الإعدام شنقًا قليل عليه، نهضت من مكانها بارهاق تنزع عنها خمارها متوجهة تجاه المِرحاض تتوضاء لإداء فرضها وهي تُتمتم ببعض كلمات الدعاء لـ"ليل"والتخلص من زوجها في أقرب وقت.
3
"______"
+
_أنت هتقرفني ليــه بقا؟؟، ما قولتلك كنت بسألها على حاجة.
صرخت به بضجر مشيحة بيديها، قبض على يديها بعنف مُحذرها بنبرة غليظة"بلاش أنا يا"ليل"عشان هتزعلي جامد مني، أنا كل دا مورتكيش وش البلطجي رد السجون تاجر المُخدرات".
8
ارتعبت منه بداخلها، حتى وجهها انكمش بخوف، يخبرها إنها لم ترى وجهُ القذر!، كيف وهي أكثر الناس معرفة بقذارته وقسوته، هي أكثر مَن ذاقت عذابه، لا أحد يعلم وجه مثلها...!
+
تلوت بيديها هاتفة بـشراسة لكن تلك المرة مزيفة، هي حقيقي تخشى بطشه وقسوته لكنها لا تستطيع إظهار ضعفها أمامه"بلاش نفخة صدر بقا، أنت بتيجي عندي أنا بالأخص ومهما بتعمل معايا مش بيفرق ومش بتأثر، عارف إن أي ضرب بضربه وأي حاجة بتعملها معايا مش بتأثر فيا".
1
تملك منه غضبه تلك المرة؛ ليسحب خصلات شعرها بقساوة حتى كاد أن يقتلعها بين يديه، جلجل صوت صراخها أرجاء المكان، وصل لأخر ذرة تفاهم معها، لـيصدم رأسها لأكثر من مرة في الحائط، توقف صُراخها فجاءة وخارت قواها بين يديه، ليتركها تسقط باهمال وهو يغادر المنزل، صعد لساجية يدق بابها بعنف، فتحت بعد لحظات بفزع، ليسحبها من يدها متحدث بأمر"انزلي عالجي صاحبتك".
27
لم يمهلها الفرصة حتى لتستفهم منه عن مابها، أخذ يسحبها خلفه وهي تحاول مُجاراته في السير، حتى وصل بها أمام منزله، دفعها للداخل مُشير لـ"ليل"المُغشي عليها وحولها بؤرة من الدماء"عالجيها".
1
شق صوت صراخها الهدوء المسيطر على نبرته، اقتربت منها بهلع مردفة بحـرقة ودموعها تتساقط بلا توقف"حرام عليك، مش هي السبب أنا إللي خليتها تطلع معايا، هي قالتلي إنك هتطين عشيتها بس أنا مسمعتش الكلام، ليه بتعمل معاها كدا".
1
_أنا داخل أنام تكوني إنتِ عالجتيها ياسوسو، يلا تصبحي على خير يحلوة.
نطق بها بنبرة جافة متجه تجاه غرفته بلا مبالاة، انتظرت ساجية حتى دلف وصعدت منزلها سريعًا تبحث عن هاتفها، التقطته بين يديها تدون أحدى الأرقام، وبداخلها يتسأل الف سؤال، لماذا ليل!!، لماذا تلك الجميلة الحنونة التي لم ترى منها إلا كل خير!، لماذا تفرقت عن حبيب عمرها؟، لماذا أبيها بمقابل حفنة من المال تخلى عنها لشخص لا يعرف معنى الرحمة، لماذا قُتلت !!
4
أجاب عليها بعد وقتٍ لتتحدث بتلهف ونبرة منهارة من كثرة البكاء_:
_عبد الرحمن الحق ليل والحقني، حاتم موتها أو أنا مش عارفة، مش عارفة حاجة خالص، هو عمل معاها كدا بسببي أنا....
2
"_____"
+
توقعاتكم
+