رواية اصفاد العشق والهوس الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم سارة احمد
سـ أحبـــــــــــكـ...
كما يشاء قلبي لا يهمني عقلي..
سـ أعشقـــــــكـ...
مثلما يوحي لي نبضي..
ﻋﺸﻘـــى ﻟﻴــﺲ ﻋﺸﻘـــﺎ ﺑــــﻞ ﺣﺘﻤـــــﺎ..
ﺟﻨــــــﻮﻥ.....
ﻓﺄﻧــــﺎ ﺣﻴــــﻦ ﺃﻋﺸــــﻖ ﻻ ﺃﻋــــﺮﻑ..
ﻣـــــﻦ ﺃﻛــــﻮﻥ...
ﺃﻧﺴــــى ﻛــــﻞ ﻣـــﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘــــﻪ..
ﻣــــﻦ ﻓﻨــــﻮﻥ....
ﻭﺃﺑــــﺪﻝ ﺍﻟﻌﻘـــﻞ الحكيم بالعقل..
المـجـنــــــﻮﻥ......
ﻓـﻼ ﻳﻌـﺪ ﻳﻬﻤﻨــى ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻭﻛـﻞ ﺍﻟـﺬى..
ﻳﻘﻮﻟــﻮﻥ......
ﻭﻻ ﻳﻌــــﺪ ﻳﻬﻤﻨـى ﻛــﻞ ﺗــﻠﻚ ﺍﻷﻟﺴﻦ..
ﻭ ﺍﻟﻌﻴـﻮﻥ.....
ﻓﺄﻧـــﺎ حقاً ﺣﻴـــﻦ ﺃﻋﺸــــﻖ ﻻ ﺃﻋـــﺮﻑ..
ﻣــﻦ ﺃﻛـــﻮﻥ ..
بعشقــــــــــــــــــك ..
حبيبـــــــــــــــــــــــتي..
2
في اليونان في منزل جلال..
"دلف وهو يحملها علي ذراعيه، واغلق الباب بقدمه بعنف.. وتحرك بها الي غرفه النوم.. وهو ينظر لها بعشق ممزوج بشوق جارف..
2
انزلها علي الفراش .. وهو يتأملها كأنها معجزة تحققت بعد سنين من العذاب.. بعد معارك أنهكته ..بعد صراعات لم يكن واثقا أنه سينجو منها..
ها هي الآن أمامه زاد ملكه تماما كما أرادها منذ اللحظة الأولى...
6
اقترب منها حتي أصبح يتنفس أنفاسها المضطربة بانفاسه المشحونة..
ارتعشت أنفاسها.. وشعرت بقلبها يضرب بقوة لم تعرفها من قبل.. بعاطفة لم تتوقع يوما أن تغرق فيها .. أو في هذا الرجل الذي كم كرهته.. كم قاومته ..كم حاربته بكل الطرق الممكنة...
+
لكنه كان دائما أقوى ..دائما أسبق ،واسرع ،
دائما يعرف كيف يقلب الطاولة عليها...
همسة بصعوبه: احنا هدومنا!!
اقترب من شفتيها حتي أصبحت شفتيه تلامس شفتيها بخفه وهمس : هدومنا مالها؟!
5
رمشت بعينيها تحاول استعادة السيطرة على نفسها وغمغمت : كلنا مايه!!
بلع لعابه بصعوبه وهو يشعر بنار حارقه تسري بجسده جعلت حلقه يجف تماما وهمس : احنا كلنا نار مش مايه؟!
عضت شفتها بتوتر ..ورفعت عينيها إلي عينيه..
وشعرت برجفة تجتاحها .. لم تكن رجفة خوف بل رجفة عشق.. رجفة أنثي أخيرا وجدت الرجل الذي يعرف كيف يهزمها، كيف يحتويها ..
8
مسك يدها وقبلها عدة مرات وهو يتنفس عطرها ونظر لها بعشق وهمس : اخيرا بين أيديه يا عشقي!!
تأمل عينيها وتذكر كم مرة رمقته بتحدي.. كم مرة قابلته بلسانها الطويل ..بحاجزها الذي لم يسمح لأحد بتجاوزه، كم مرة وقفت في وجهه رافضة.. مصدومة.. غاضبة..
+
والآن!! الآن عيناها تلمع بعشق لا يمكنها إخفائه.. بارتباك لم يرها فيها من قبل.. بقلب استسلم له أخيرا..
هزت راسها وهمسة: جلال!
مسح على وجنتها برفق وهمس: روحه!!
أغمضت عينيها وفتحتهم ببطئ وهمسة: حاسه قلبي بيدق اوي!
نظر الي موضع قلبها ..ووضع يده عليه وشعر بدقات قلبها تضرب بعنف بجانب صدرها.. رفع عينه وهمس : بيدق اوي يا روحي!
هزت راسها وهمسة: اوي يا جلال..
مرر يده وسحب رابطة فستانها وفتحه ونظر الي بروز نهديها وزفرا بشوق : اوف يا بت..
تنهدت بصعوبه وصدرها يعلو ويهبط بشده نظر لها واردف: متخفيش يا عمري!
مرر يده تحسس دفء بشرتها ..كأنه لا يصدق أنها أخيرا له.. أن حربه انتهت.. أنها لم تعد تهرب ..بل أصبحت له..
هبط على نهديها وقبل موضع قلبها عدة قبل متفرقه وغمغم : لسه بيدق يا روحي؟!
اومات برأسها وهي تلعب بأزرار قميصه وهمسة : اه بيدق بيقول !!
23
نظر الي أصابعها التي تعبث بأزرار قميصه ..ووضع يده علي يدها وسحب بعنف قطع الازرار وهمس بتحشرج : بيقول ايه؟!
نظرت إلي صدره الصخري ومررت يدها نزعت قميصه وهمسة أمام شفتيه: بحبك يا جلال وبعشـ ..
10
قطع جملتها وقبض على شفتيها.. قبلها بعنف ،بقوة امتلاك ،وكأنه يعلن سيطرته الكاملة عليها ..كأنه يترك بصمته داخلها للأبد.. لم تكن قبلة هادئة.. كانت حربا لكنها هذه المرة حرب من نوع آخر.. حربا خسر فيها كلاهما أمام العشق..
+
وحين ابتعد أخيرا بالكاد ترك شفتيها.. كانت أنفاسهما تتداخل وهو يلهث بعنف ..ويحدق الي انتفاخ شفتيها ..
رفعت عينيها ونظرت إليه وهي تلهث بعنف.. وسحبته من عنقه دون تفكير.. دون مقدمات.. دون خوف أو تردد..
6
اصطدمت شفتيها بشفتيه في قبلة نارية.. لم تكن ناعمة، لم تكن مترددة بل كانت عاصفة.. اجتاحته بلا رحمة..
لم تمنحه فرصة للسيطرة.. لم تسمح له أن يكون الطرف الأقوى هذه المرة.. بل كانت هي العاصفة ،هي النار ، هي الجنون الذي انطلق من كل القيود التي كبلتها طويلا...
2
ابتسم بصدمه.. لكن الصدمة لم تدم.. بل تلاشت مع اندفاعه في تقبيلها .. انغرست أصابعه في خصرها ومددها.. واعتلها وشدها إليه بجنون يضاهي جنونها.. قابلها بندفاع أضعاف اندفاعها .. وكأنه يحاول أن يستعيد السيطرة.. لكنه أدرك سريعا .. أنها لم تكن تقبله فقط..
بل كانت تهاجمه.. كأنها تحاول أن تغرقه كما أغرقها، أن تسلبه أنفاسه كما فعل بها...
2
كانت قبلة معركة.. قبلة صراع.. قبلة حب متوحش لا يعرف الهدوء ...وكلاهما كان يرفض أن يكون الطرف الأضعف..
1
ابتعد عنها قليلا ببطء ..وهمس بأنفاس ساخنة ..وعينيه مشتعلة وهو ينظر الي شفتيها الحمراء المرتعشة.. بنظرات مظلمه بعاصفه من الشهوه.. لم يختبرها من قبل
ثم ابتسم ابتسامة بطيئة خطيرة رجولية حد الجنون
وهمس بصوت مشحون بالشهوه والانتصار : انتي بتلعبي بالنار يا عمري؟!
رفعت منكبها وهمسة بصعوبه : نلعب سوا بالنار يا قلبي!!
مرر يده ع جسدها وسحب فستانها بعنف.. والقي به أرضا ..ومرر عينيه علي جسدها المرتجف بنعومه.. ولكنه فتاك الانوثه دفن وجهه في عنقها وهمس: هنتحرق سوا مش هنلعب!!
7
دفنت أصابعها بشعره ..وشهقت وهي تتلو تحته ..وهو يمتص عنقها بعنف .. وانزلق الي نهديها وعضها بخفه.. ولعق بشرتها وامتصها بشفتيه ..
+
جعلها تتأوه بصوت مسموع .. انزلق الي جسدها وهو يلتهم بشرتها الرقيقه ويترك علامته المميزه عليها..
غير ملامح جسدها ..حتي صرخت بضعف عندما التهم أنوثتها وارتشف شهدها.. وهي تتلو وتشهق وجسدها يرتجف بقوه.. وتصرخ صرخات متقطعه وهي تضع يدها على فمها تحاول كتم صرختها..
3
اقترب منها وهمس بأنفاس منقطعه وابعد شعرها عن وجهها بحنان : اششش أنا لسه عملت حاجه لصراخ ده كله؟!
لكزته بخفه وهمسة: ااااه اخس عليك يا جلال انت بتعمل كده قاصد تجنني؟!
هز رأسه وهمس : انتي من روحي يا زاد!!
1
مرر يده علي جسدها ..حاولت القبض على يده ولكنه انزلق الي أنوثتها وداعبها براحه وهمس : سبيني يا زاد أنا في تار بيني وبين جسمك! ياما جنني وطير النوم من عيني وجاي دوري بقا ..
5
صرخت وهي تشهق وتحرك راسها للاعلي وهو يحرك رأسه مع حركت رأسها .. وينظر لها بعبث مجنون وهمس : ايه يا روح قلبي حلو كده !!
هزت راسها بالايجاب .. وهي تتلو بهستري تحت لمسته وتململت بنعومه وهمس: اااه يا جلال يا حبيبي انا بتاعتك يا حبيبي !!
+
سحب يده ،واخترقها بتملك مجنون ،صرخت بالم وهي تقبض على منكبيه ،ودموعها تنهمر ع جانب وجهها.. مسح وجهها بشفتيه وقبلها بعمق علي جبهتها..
وابتسم ابتسامه رجلا غارق في انتصاره.. في عشقه ..في امتلاكها كما أراد دايما ..
3
ابتسم وهو يشعر بدماء عذريتها يلامس رجولته الجائع الثائر المجنون بها.. لحظات واعتادت عليه وتحرك جلال ودفع بداخلها بقوه ..لحظات وكان قد امتلاكها بالكامل..
4
وجعلها تترك كل شيء خلفها ..وتصبح فقط زاد المرأة التي تعشق جلال حد الجنون.. وهي تتلوي بدون توقف وتتاوه بدون وعي.. وتأني بدون عقل ..
استمر بالدفع بجنون.. ووضع يده علي ذقنها.. ورفع وجهها جعلها تنظر إلي عينيه.. ولكن نظرتها كانت مختلفة، ليست نظرة التحدي المعتادة، ليست نظرة الغضب، ليست نظرة التمرد بل كانت نظرة استسلام، استسلام لا يشبه الهزيمة، بل يشبه الراحة، كأنها أخيرا وصلت إلى حيث يجب أن تكون...
1
اشتدت أصابعه حول خصرها وهو يقربها إليه ويندمج بداخلها لاعمق نقطه.. وكأن جسده نفسه لا يصدق ما يحدث كأن هذا الجنون الذي انتظره طويلا ضربه في الصميم، جعله يشعر بلذة الانتصار أكثر من أي معركة خاضها من قبل..
+
سند جبهته على جبهتها وهمس بأنفاس منقطعه وكلماته تلامس روحها : دلوقتي تقدري تقولي إنك بتاعتي يا روحي!!
همسة زاد بضعف وصوت بالكاد مسموع لكنها تعنيها بكل كيانها : أنا بتاعتك جلال ..
2
ولأول مرة هي التي تخلت عن مخاوفها، عن ترددها عن كل شيء، وسمحت لنفسها أن تغرق معه أن تترك كل شيء خلفها، أن تصبح فقط زاد التي تعشق جلال بلا قيود، بلا حواجز، بلا حروب..
زمجر بعنف وهبط على شفتيها مزقهم بأسنانه بعنف وسحب لسانها وامتصه بشغف ..ودفع بداخلها لاعمق نقطه وأطلق حمم مشتعله بلهيب بركاني.. جعل جسدها يرتفع عن الفراش بدون وعي وصرختها بلغت عنان السماء ..
3
وهو ينظر لها بعشق وقبلها على جبهتها بعمق وهمس: مبروك مدام جلال المجنون بعشق زاد!!
ابتسمت بوهن واغمضت عينيها وهي لا تستطيع تحرك جسدها قط..
مسح على شعرها وارجعه للخلف بحنان وسحب الغطاء عليهم ودفن وجهه بعنقها وغمغم: بحبك اووي..
هزت راسها وهي لا تستطيع الكلام واغمضت عينيها بارهاق ووهن
..................
في مكتب ڤيكتور..
6
جلس فيكتور في غرفة شبه مظلمة، تتراقص ظلال شاشات الحواسيب أمامه، وأصابع يده تنقر بإيقاع متزن فوق سطح المكتب. تنبعث إضاءة خافتة من شاشة سوداء تتوسطها أرقام وخرائط، قبل أن يعلن إشعار صغير على الجانب بمكالمه دوليه يلتقط هاتفه بلا تعجل، ويرفعه على أذنه، ويجيب بصوتٍ هادئ لكنه يحمل صرامة خفية.غمغم فيكتور ببرود: ما الجديد؟!
هتف الآخر: نعم، بحثت في كاميرات المكتب الرئيسي في اليونان لدي ما نبحث عنه!!
ارجع ظهره الي الخلف قليلا وتابع باهتمام بالغ : تحدث!!
+
غمغم الآخر: شاكر لم يختفي من تلقاء نفسه. لدينا تسجيل واضح يظهر فيه جلال التهامي ومعه أيضا مراد الجندي وسامح الجارحي ، أعتقد أنك تعرفهما جيدا؟!
3
ضيق فيكتور عينيه وكور قبضته وغمغم بصوت يحمل تهديد خطير: هم من خطفوه إذا!! وأين أخذوه؟!
تمتم الآخر بتردد طفيف : هذا ما لم أتمكن من معرفته بعد؟! لا توجد تسجيلات خارجية تكشف إلى أين توجهوا بعد مغادرتهم المبنى ؟؟يبدو أنهم خططوا لذلك مسبقا جميع الكاميرات تم التشويش عليها!!
+
ظل ڤيكتور صامتا للحظات ..وكأنه يستوعب الموقف ثم نطق بصوت حاد كالنصل: ولماذا لم يشوش كاميرات المبني إذا ..استمر بالبحث لا أريد ثغرات ..ولا أريد أعذار إن كانوا قد اختفوا فلابد أن هناك أثرا لهم!! في مكان ما!!
3
هتف الآخر: سأواصل البحث سيدي..
هدر ڤيكتور بتهديد واضح : لا تجعلني أكرر طلبي وأنت تعلم العواقب إن أخفقت؟!
بلع الآخر لعابه بصعوبه وهتف سريعا : مفهوم نعم !! سأوافيك بأي جديد فورا..
+
اغلق ڤيكتور الهاتف ببطء والقي به علي سطح المكتب.. ثم عقد ذراعيه وهو يتأمل الشاشه أمامه وشبح ابتسامه بارده تلوح علي شفتيه وهمس : حسنا جلال… يبدو أنك تحب اللعب في الظلام حسنا فلنر من سيحترق أولا فقواعد اللعبه أنا من وضعها من البدايه!!
....................
في سيارة إيهم ..
كان إيهم يقود السيارة بصمت تام.. يحدق إلى الأمام بهدوء.. لكن بداخل عقله تدور عاصفه هوجاء لا تهدئ ..
منذ أمس منذ أن عادت من جلسة العلاج مع حنين وهي ليست على ما يرام.. يشعر بها شيء غريب تغير فيها ..
6
لكنه لم يكن تغييرا بسيطا بل أشبه بتحول كامل وكأن شيئا ما عاد ليسكنها من جديد..
يشعر بها خائفه لكن لا لم يكن مجرد خوف عادي..
بل رعب رهيب يسكن عينيها ..وهي تتجنب النظر له..
4
لكنه يشعر به في ارتجاف أصابعها حين تمسك بأي شئ في أنفاسها التي أصبحت مضطربه دون سبب ..
حاول معها كثير ولكنها تلتزم الصمت بطريقه مخيفه ..
نظر لها وهي جالسه بجواره تلتصق بالباب.. وعيناها مسمره علي النافذه لم تتحرك أو تنطق بحرف منذ أن ركبت السياره ...
+
قطع أفكاره صوت رنين الهاتف ..نظر للشاشه ونفخ بضيق ورفع الهاتف علي أذنه وغمغم : الو!!
ردت حنين بهدوء : إيهم محتاجه اشوفك ضروري؟
رد إيهم باهتمام : ليه؟
حنين: بخصوص وتين الجلسة اللي فاتت لازم نتكلم!!
1
تشنج فكه وانقبض قلبه لا إراديا وكأن يشعر بشئ ما سئ علي وشك الحدوث وغمغم بحده : حصل حاجة؟
تمتمت حنين بخبث : ممكن نقعد ونتكلم.. الموضوع كبير ومينفعش في التليفون..
+
صمت لحظات وهتف: مش هينفع دلوقتي رايح مع وتين الأتيليه عندها بروفة فستان الفرح...
غمغمت حنين بنزق : ومقلتش ليه أنا عندي اصحابي عندهم !!
5
قطعها إيهم بعدم اهتمام : ومدام فرح اكبر مصممه في البلد شكرا يا دكتوره!!
حنين: ماشي مكان جميل برضو!! نتكلم بعدين بس يا إيهم بلاش تتأخر الموضوع مهم !
اوما برأسه وغمغم : تمام.
+
اغلق الهاتف والقا به جانبا وقال : وتين ..
نظرت له بتوهان وردت بخفوت : نعم!
مسك يدها وقبلها وتمتم: أنا حاسس انك مش مرتاحه من امبارح من ساعة الجلسه.. أنا شايف بلاش الجلسات دي !!
تمسكت به وهتفت بسعاده وامتلاءت عينها بالدموع : بجد!! يا ايهم بجد!؟
نظر لها بذهول وهتف: هي حنين ضيقتك في حاجه؟!
هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: لا بس انا مش مرتاحه!!
5
مسح دموعها وهمس بحنان يقطر قلقا عليها : خلاص! خلاص بلاش !مش مهم.. المهم تكوني مرتاحه !
هزت راسها واقتربت منه وضعت راسها علي منكبه وابتسم بحب وانطلق بسرعه وهو يفكر عليه معرفة ما
حدث في تلك الجلسه...
1
علي الجهه الاخري ..
صعدت حنين سيارته وهي تبتسم بخبث وغمغمت بسخريه : تمام يا إيهم ! أنا مش مستعجلة الخوف اللي زرعته جواها هيعمل شغله لوحده!!
4
وصل ايهم الي الاتيليه ..وترجل من السياره ..وفتح الباب لها ومسك يدها وسحبها اليه ..وتحركا الي داخل الاتيليه بهدوء ..
دخلا إلى الأتيليه واستقبلتهم مدام فرح بابتسامة عريضة.. حتي وقعت عيناها على وتين واتسعت ملامحها بدهشة صادقة ..وهتفت بمرح: يا خبر! الجمال ده مش طبيعي ..العروسة ولا القمر.. لا وكمان فيها حاجة كده تخلي الواحد مش عارف يشيل عينه عنها!!
2
نظر إيهم إلى وتين بعينين تلمعان بالعشق.. ومد يده وأمسك يدها بحركة مفاجئة وجذبها نحوه.. وهو يقول بثقة لم يخفيها: مش بس كده دي أجمل حاجة حصلتلي في حياتي كلها!!
احمر وجه وتين خجلا ..وشعرت بحرارة تسري في أوصالها.. لكن قلبها كان مثقل بالخوف لدرجة أنها لم تستطع الاستمتاع بكلماته ..كما كانت تفعل دائما..
1
ضحكت فرح بلطف وهتفت : يا بختك بيها ويا بختها بيك .. يلا يا عروسة الفستان مستنيكي هيطلع عليكي زي الحلم بجمالك ده ..
أشارت إلى إحدى العاملات لتأخذ وتين إلى غرفة التبديل.. أفلت إيهم يدها ببطء ..وضغط على أصابعها بلطف كأنه يخبرها أنها بأمان وتركها على مضض..
+
تابعها بعينيه وهي تسير نحو الغرفة ..ونظرت له بدموع متحجرة في عينيها .. وابتسمت بحب ... ثم اختفت خلف الباب.. شعر بوخزة في صدره وإحساس غريب بعدم الارتياح هز جسده ..
+
بعد مرور وقت قصير في الخارج..
وقف ايهم وهو ينظر الي ساعته وباب الغرفة ويسأل نفسه لماذا تأخرت؟
شعر بعدم ارتياح فتحرك نحو الباب وطرقه بخفة ثم فتحه وهتف : وتين!!
حدق بالغرفه بذهول.. وتجمد بأرضه عندما وجد الغرفه فارغه الا من فستان الزفاف الملقي علي الأرض ..
تشنج جسده بالكامل ..وتجمد الدم في عروقه ..وقلبه يخفق بجنون.. قبض على الفستان ونظر حوله كالمجنون وهتف : وتين حبيبي انت فين؟؟
3
لحظات وبدأ يستوعب الأمر ..وركض إلى الخارج وعينيه تبحثان عن أي أثر لها..
خرج الي الشارع وهتف بصوت مخنوق محمل برعب هستيري: وتييييين !!
+
تحرك بجنون وسط الشارع ..وهو يجري بين المارة ويلتفت في كل اتجاه كالمهوس ..يتفحص الوجوه ويبحث عنها بجنون ..
هدر بصوت اقرب للصراخ وعينيه تموج برعب قاتل : وتييييييييين رد عليا يا قلبي ..
+
ساعات وهو يجوب الشوارع الجانبيه للاتيليه.. ويسأل عنها كل من يمر بجانبه كمعتوه فقد عقله.. وكميت فقد روحه ..
7
مر الوقت ولا أثر لها ..وكأنها كانت من عالم اخر وعادت الي عالمها بعد أن ذاب قلبه وعقله وكيانه بعشقها..
عاد إلي السياره وتحرك بها بأنفاس منقطعه.. وأطراف مرتجفه.. وعقل يرفض تصديق ما يحدث.. وشعور بالرعب لم يشعر به من قبل ..رعب مزق روحه الي أشلاء ..
.................
في منزل جلال
تململت زاد بنعومه وكسل.. وهي تشعر بصداع حاد يفتك برأسها.. رفعت راسها ونظرت الي صدر جلال الصخري الذي تتخذه وساده لها.. لحظه واحده وأدركت أنها تنام فوق جسده بالكامل ..وهو يضمها لحضنه بذراعيه..
5
نظرت له وهو مستغرق في النوم براحه.. وقبلته على صدره عدت قبل.. وعضت علي شفتها وهي تتذكر أفعاله معها ..وسيطرته عليها وجنونهم معا.. ابتسمت بمكر وهي تفكر بطريقه شيطانيه ونظرت له.. وصرخت بفزع وهي تنهض وتتمسك بالفراش حول جسدها العاري وصاحت : قوم يا قليل الادب ايه اللي انت عملته ده؟!
6
انتفض جلال جالسا وسحب سلاحه ونظر حوله بتوهان وهتف : في ايه؟!
عضت علي شفته تمنع ضحكتها وتمسكت بالغطاء وصاحت بزعر مصطنع : انت اتجننت؟! انت ازاي تعمل فيا كده ..
حدق بها بذهول مخلوط بالغضب.. ومسح على شعره يحاول السيطره على أعصابه وهدر : اللهم طولك يا روح!
+
لكزته بخفه وهتفت : جاوبني يا بني ادم؟
قبض علي ذراعها ودفعها علي الفراش واعتلها بعنف وغمغم بخبث : عايز تفهميني انك مكنتيش في وعيك! والحرب الأهلية اللي حصلت علي السرير ده مش فكرها؟!
2
ارتبكت زاد قليلا وهمسة بجراه : مش فاكره! كنت سكرانه اوي!!
نظر لها بعبث وهمس: طيب افكرك بكام جمله كده قولتيهم انما ايه يجننه!! مكنتش اعرف انك كده ؟؟
نظرت له بدهشة وردت بتردد : أنا قلت ايه ؟؟
2
ابتسم بمكر وهو يقلد صوتها : جلال بوستك حلوه اوي بس انت مش بتديني فرصه ابوسك!!
فتحت فمها بذهول وصاحت : لالاا أنا مستحيل اقول كده!!
اقترب من شفتيها وهمس: لا قولتي وكمان قولتي انك بتحبي بوستي اوي!!
تجمدت بخجل واحمرت وجنتيها وهمسة : ايه؟؟
2
قبلها بعمق قبله متطلبه الي المزيد من شهد شفتيها وهمس : زاد حياتي..
فتحت عيونها ببطئ وهمسة بصوت مثير: عمر زاد انت..
مرر شفتيه علي عنقها وعضمة الترقوه وغمغم : الليله اللي فاتت كانت بليالي عمري كله!
دفنت أصابعها بشعره وشهقت بغنج : ليالينا الحلوه لسه جايه كتير يا حبيبي!
اوما برأسه ونظر لها بعشق وغمغم: عايزك تخلي بالك من نفسك عشان خاطري يا زاد!!
3
نظرت له بدهشة وحاولت النهوض وهتفت: يعني ايه؟! بلعت لعابها بصعوبه وهمسة برعب ينهش قلبه: مش انت بتخلي بالك مني يا جلال؟
اوما لها بتأكيد ورد: طبعا يا حياتي! انتي كل حياتي!! وعيني عليكي مهما حصل.. بس برضو اوعديني تخلي بالك من نفسك!!
+
سحبت الملايه ولغتها حول جسدها.. ونهضت ودموعها تنهمر على وجنتيها وغمغمت: انت ليه بتخوفني؟؟
دلفت الي المرحاض وصاحت: لا أنا مش هخلي بالي دي شغلتك أنا في حمايتك!؟
هز رأسه بياس وغمغم : مجنونه بس بعشقها..
مر وقت قصير وهو يفكر ..ونهض وارتدي بنطاله وتحرك الي المرحاض وفتح الباب وهتف : زاد بلاش عند بقا اسمعي الكلام؟!
أغلقت الماء وسحبت المنشفه ولفتها حول جسدها وخرجت من المرحاض وقالت : أنا مش بعند! بس مش فاهمه انت تقصد ايه؟
1
نظر لها وهي ترتدي ملابسها وغمغم : لو مكنتيش كده مكنتش دوبت فيكي!!
اقترب منها وسحبها إليه وضمها بحضنه وهمس: يا حياتي انا مسافر الليله ضروري وعايزك تخلي بالك من نفسك لحد ما ارجع!!
+
نظرت له ودموعها تنزل ببطئ وهمسة: وتسبيني لوحدي يا جلال؟!
اوما لها وقال: حبيبي افهمي أنا معرفش ايه اللي هيحصل في السفريه دي!! وخطر جدا اخدك معايا..
انتي هنا في مكان آمن.. وكما اكتر من شخص في مصر عارفين مكانك.. ولو حصل حاجه هيجي اللي يرجعك مصر بأمان!!
دفعته بقوه وصاحت بغضب ودموعها تجرح عينيها : بس.. لا اوع تقول كده.. أنا معرفش اعيش من غيرك أنا أموت لو انت تبعد عني لاي سبب من الأسباب ..
حاول الاقتراب منها وهتف : يا عمري اهدي أنا هـ ..
2
قطعت جملته بهستريه وهتفت : لا والنبي الله يخليك متبعدش عني خدني معاك.
ضمها بحضنه وشدد عليها وهمس: خطر عليكي يا قلبي أنا بحاول اامنك باي شكل!!
+
هزت راسها بالنفي وصاحت وهي تدفعه عنها : يعني مش هتخدني معاك يا جلال؟!
هز رأسه بالنفي وقال: مينفعش يا قلبي ..
+
نظرت له بتحدي ودموعها تنهمر على وجنتيها
وهتفت : طيب شوف بقا!!
قبل أن يستوعب كلماتها ..ركضت الي خارج المنزل.. جحظت عينيه برعب عندما أدرك مقصدها ..وركض خلفها بجنون وصاح بغضب عندما وجدها تقترب من حافت المرسي : لا اوعي يا زاد!!
1
نظرت له وهتفت : هتخدني معاك ولا لا؟!
أشار لها بيده.. وقبل أن ينطق ألقت نفسها بالماء.. جحظت عينيها برعب وركض بسرعه والق نفسه خلفها.. وقبض عليه ورفعها الي سطح الماء وهو يصيح بعنف : انتي مجنونه رسمي؟؟
تعلقت بعنقه وهمسة بصعوبه : هتخدني معاك لنموت سوا أو نعيش سوا يا جلال!!
2
ضمها إليه وهو يستوعب ما مر به من لحظات مرعبه شيبة شعره من خوفه عليها ..وتوقف قلبه برعب..
اغمض عينيه وضغطها على صدره يحاول طمأنت نفسه بوجودها بين أحضانه وغمغم : امري لله بس تسمعي الكلام؟؟
اومات برأسها بسعاده وقفزت لحضنه بمرح وقبلته على شفتيه بسرعه وهتفت : حاضر حاضر!!
ابتسم بعبث وضمها بحضنه بقوه وغمغم : في المشمش يا عمرري!!
عض علي شفته بإحباط وهو متأكد أن السفر معها سيكون مغامرة من الجنون..
...................
في الحاره بعد منتصف الليل
توقف ايهم بالسياره أمام منزل وتين بسرعه مرعبه.. أصدر إطار السياره صريخ مرعب أثناء احتكاكه بـ الاسفلت.. وترجل من السياره وهو يهرول بجنون الي المنزل ..
1
صعد درجات السلم بخطوات ثقيلة غاضبة وقلبه يضرب بعنف في صدره.. وعقله يكاد ينفجر من الأفكار التي تحاصره ..
+
طرق الباب بعنف.. لا !! لم يطرق بل كاد أن يقتلعه من مكانه ..قبضته القوية تهوي عليه بجنون كأنه يحاول تحطيم الحاجز بينه وبينها..
وصاح بغضب وصدره يعلو ويهبط من فرط التوتر : وتييبين !!
+
في الداخل..
نهضت بدريه من فراشها وجسدها يرتجف وهمسة: استر يارب !!في ايه يا ولاد؟!
هرولت بتجاه الباب وقلبها يخبرها أن هناك خطب جلل
فتحت بسرعه واقتحم إيهم المنزل بجنون ..
+
شهقت برعب وصكت صدرها وهتفت: إيهم في اي؟! وتين حصلها حاجه ؟؟
اندفع داخل الشقة كان يبحث عنها وعقله يرفض أن يصدق أنها غير موجوده .. وبدريه تدور حوله برعب : فهمني يا ضنايا حصل ايه؟!
2
فتح باب غرفة المعيشة ونظره الي كل زاوية فيها ثم ركض نحو غرفتها..
دفع الباب بكتفه وفتحه بعنف.. ليجد الغرفة فارغة
تجمد لحظة وعيناه تجولان في المكان.. السرير المرتب الذي لم يمس.. والنافذة مغلقة ولا أثر لها هنا..
+
همس بإنكار ورفض قاطع : ازاي مش هنا؟!
استدار فجأة ليجد بدريه واقفة خلفه وملامحها تعكس قلق متصاعدا وزعر بدأ ينهشها ..
نظرت له ودموعها تنهمر على وجنتيها وهتفت: في ايه يا بني؟! فين وتين مش كانت معاك؟!
1
لم تجد رد.. فصاحت وهي تتقدم نحو.. وتقبض علي ذراعه بقوة كأنها تحاول إجباره على تفسير ..
رفع رأسه لها .. وعينيه مشتعلتان بالغضب.. بالقلق بالعجز لأول مرة ..وغمغم : كانت معايا! فجأه اختفت قلبت عليها المكان !!
1
جحظت عينيها برعب ..وارتجف جسدها وهتفت :وتين راحت فين! رد عليا يا إيهم! دي اغلب من الغلب هتعمل ايه؟ وهتتصرف ازاي؟!
هز رأسه.. وأدار وجهه سريعا وعاد ينظر الي الغرفه مرة أخري ..كأنه سيجدها فجأة تظهر من العدم..
تجمد علي كلمات بدريه المذعورة: وتين ضعيفة ما تعرفش تمشي لوحدها.. مستحيل تكون خرجت ومشيت كده مستحيل!!اكيد اتخطفت اكيد !!
نظر لها إيهم ..وهو لم يعد قادر على الوقوف هنا أكثر.. يجب أن يفكر ..أن يتحرك.. أن يجدها قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه..
نظر إلى بدريه نظرة أخيرة ثم قال بصوت منخفض لكنه كان أشبه بعاصفة:هنلاقيها بس لازم نتحرك بسرعة قبل ما الوقت يفوت !!
2
هزت راسها وتحركت الي الخارج.. وأيهم خلفها حتي وصلت إلي منزل عنايات.. ودقت الباب بقوه وهتف: عنايات افتحي يا اختي الحقيني!!
نهض الجميع بصدمه وهتفت عنايات بزعر : بدريه!! الحق يا حمزه..
هرول حمزه وفتح الباب بسرعه ..واندفعت بدريه وأيهم بسرعه وهتفت: الحقوني يا ناس وتين مجاتش هنا ؟!
التفت حولها الجميع بدهشه وهتف حمزه : في ايه يا خالتي؟! مالها وتين !!
صاحت عنايات بخوف : البت فين ياختي ؟!
هتف إيهم بجنون : كنا مع بعض ودخلت تقيس فستان الفرح !وفجأة اختفت قلبت عليها المكان واللي حوليه ومفيش ليها اثر أنا عقلي هيشت !!
+
لطمت بدريه وجنتيها بزعر وهي تنحب وتشهق وجسدها يرتجف: البت ضاعت يا ناس حد ينجدني!!
تمسكت بها عنايات وهتفت : اهدي يا اختي ربنا كبير أن شاء الله هنلقيها ..
1
تمسك إيهم بها وغمغم بحده : خالتي اهدي وحاولي تفتكري اي حد قريب.. صاحب ..معرفه.. اي شخص ممكن وتين تروحله؟!
هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: احنا ملناش حد!! وهي طول عمرها في حالها ملهاش غير زاد وغرام ...
+
جحظت عينين غرام وهتفت: لا يا خالتي ليها زميلتها في الكليه اسمها ندي كانت دائما تحكيلي عنها !!
اقترب منها إيهم وحمزه وهتف : اسمها ندي ايه يا مدام غرام!! ارجوكي تفتكري !!
+
هزت راسها وهتفت: ندي القاضي ..هي من المنصوره بس كليتها هنا مع وتين!!
تحرك ايهم بسرعه وهتف : أنا رايح الجامعه اشوفها !!
+
تمسك به حمزه بذهول وهتف: إيهم اهدي احنا نص الليل !! هتروح فين؟ جامعه ايه دلوقتي يا صاحبي!!
نظر له إيهم بتوهان.. ورمش بعينيه.. يحاول فهم ما يقوله حمزه ثم نظر حوله حتي وقعت عينيها علي الشرفه والليل يسدل ستاره من حولهم..
وغمغم بجنون : هستنا قدام الجامعه للصبح اوع يا حمزه!!
تمسك به حمزه بذهول مخلوط بالحزن وهتف : إيهم استنا !!
1
دفع حمزه وهرول الي الخارج ..وحمزه خلفه حتي تذكر ما يرتديه.. تمسك به علي الدرج بسرعه وهتف: اصبر بس دقيقه واحده هغير وارجعلك ننزل سوا بالله عليك استنا يا إيهم !!
نظر له وهز رأسه بجمود وغمغم : بسرعه!
اوما لها وصعد راكضا وتحرك إيهم الي السياره ..
+
لحظات وخرج حمزه وصعد السياره وانطلق بسرعه الي الجامعه ..حتي توقف بجانب الطريق ونظر الي البوابه المغلقه ..ونظر الي الساعه وزفر بحنق وهو يشعر باحتراق قلبه بنار كأويه ..تنهد يحاول سحب أنفاسه المنقطعه بصعوبه.. وهو يشعر بروحه تنازع داخل جسده..
عقله يرفض التصديق ..يرفض احتمال أنها ليست هنا...
أنها بعيدة عنه أنها قد تكون بخطر بينما.. هو عاجز !!
هذه الكلمة وحدها كانت كافية لتدميره ..
2
لعنه كادت تفقده عقله.. كيف يعقل أن يكون عاجزا عن حمايتها ..عن إيجادها.. عن الشعور بوجودها حتى..
هز حمزه رأسه وربت علي ساقه وقال : اهدي يا إيهم اهدي أن شاء الله هنلاقيها!!
اوما برأسه بصمت ..وقهر وهو على حافة الانهيار ..
لكن لا!! لن ينهار سيجدها.. سيحطم الأرض بحثا عنها.. سيقلب العالم رأسا على عقب إن لزم الأمر ..
+
فهي ليست مجرد زوجته.. إنها نبضه ،روحه، حياته ،كيانه كله يدور بين يديها .. وإن لم يجدها فليذهب كل شيء إلى الجحيم..
+
مر الوقت بصعوبه حاده حتي ارتفع صوت إذن الفجر اغمض عينيه ..وضغطه على رأسه وهو يشعر بصوت المنادي ينادي عليه.. ولما يقوي علي التأخير هذه المره..
1
ترجل من السياره وركض إلى المسجد وحمزه خلفه
حين صدح الاذن كان قلبه يحتضر.. لم يكن مجرد خوف بل كان رعبا يتغلغل في أعماقه يفتك به كسم بطيء..
+
دلف إلى المسجد لأول مرة لا يتأخر.. لأول مرة يشعر أن هذا المكان هو ملجؤه الوحيد.. دخل بخطوات مضطربة.. جسده ثقيل كأن روحه تسحب منه ..
وحين كبر للصلاة شعر أن صوته يخرج مبحوح مرتعش كأنه يخشى ألا يصل..
وحين سجد.. انكسر بانهيار ...
+
انهمرت دموعه على سجادة الصلاة.. تساقطت بحرارة اشتعال صدره من الداخل.. لم يعد يملك إلا كلمات تخرج من أعمق نقطة في روحه.. من قلب ممزق.. من رجل لم يعرف الخوف من قبل ..لكنه الآن غارق فيه حتى الاختناق..
3
همس بضياع : يا رب يااارب ..أنا ضايع وضعيف ، ضعيف قدام خوفي ..قدام عجزي.. قدام احساسي اني مش قادر اوصلها .. أنا تايه من غيرها.. قلبي بيتقطع .. وصدري بيطحن .. روحي بتخرج مني وأنا مش عارف أوصل لها ..
7
يا رب افديها بعقلي.. افديها براحتي.. افديها بكل حاجه عندي.. بس رجعه ليا يا رب.. طمني! طمني عليها حتى لو ما شفتهاش ..حتى لو ما وصلتلهاش، بس طمني إنها بخير ..
+
أنا مش قادر أتنفس من خوفي عليها.. مش قادر أنام، مش قادر أفكر، مش قادر أعيش وهي بعيد عني أنا حتى مش قادر أصدق إنها مش هنا..
+
يا رب إنت أقرب مني ليها .. إنت شايفه .. سامعها، حاسس بيها ..طمني عليها.. رجعها لي خد من عمري، خد من روحي.. بس رجعها لي سالمة يا رب وانا مش عايز حاجه تاني من الدنيا دي يارب..
+
لم يكن مجرد دعاء.. كان نجدة كان استغاثة من قلب يحتضر..
ازداد ارتجافه ..ضغط جبينه على الأرض كأن روحه تحاول التشبث بأي رحمة ..كانت أنفاسه متقطعة.. صدره يضيق أكثر فأكثر.. كأنه على وشك الاختناق... رفع رأسه ببطء، لكن الدموع لم تتوقف.. بقي جالس وجسده يرتعش بصمت ..
+
وعيناه مغمضتان بشدة.. كأن الظلام خلف جفونه أهون من الظلام الذي يعيشه بدونها...
انتهت الصلاه وخرج من المسجد وجلس علي الأرض بجانب السياره وحمزه ينظر له بدهشة وذهول وغمغم : انت امتي عشقتها كده؟!
1
اغمض عينيه بقهر ورد : من اول ما عيني وقعت عليها.. علي احلي ملاك ..كمية البراءه اللي تخليك تحتار دي جنسها ايه؟ جنيه ولا ملاك ولا بني ادمه..
الحاجه الوحيده اللي عشقتها في عمري هي وتين!!
ولا عشقت ولا هعشق غيرها لاخر يوم في عمري!!
+
نظر له حمزه بذهول مخلوط بالحزن وتنهد بتعب وغمغم: هنلقيها أن شاء الله يا صاحبي ..
نظر إيهم إلي السماء وهمس : يارب..
مر الوقت بصعوبه ودلف إيهم وحمزه الي الحرم الجامعي بدا إيهم يدور حول الطلاب.. ويسأل عن ندي القاضي!! برعب يفتك به وينهار عندما لا يجد رد يريح قلبه المكوي بنار فراقها..
+
كان الذهول بادي على وجوه الطلاب من طريقة إيهم في سؤاله المولح عن ندي القاضي ..
+
حتي تمسك به حمزه بذهول وهتف : إيهم مش كده الناس بدأت تخاف منك!!
صاح إيهم بغضب: طب اعمل ايه؟ وانا معرفش حاجه غير. اسمها !!
+
ربت حمزه علي منكبه وسحبه وقال : تعال نروح مكتب العميد! وهو يجيبها ليك لحد عندك..
اوما برأسه وهرول أمامه الي مكتب العميد كطوق نجاه ..
بعد مرور وقت كان جالس علي مراجل من لهب .
ينتظر عوده الراجل الذي ذهب حتي يأتي بتلك الندي
لحظات ودق الباب .. وفتح وقف إيهم وهو ينظر إلي الطارق بلهفه ودموعه حبيسة عينيه وووووو
يتبع
11