رواية بين احضان قسوته الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم سارة احمد
: العلاقاتِ لا يُبقيها الحُب ...
+
ما يُبقيها هُو .... الأمان
+
و عَدم الخَوف مِن الغدر و تقلُب الرأي
+
فحيثُما كان الأمَان وُجد الإستِقرار و الأطمَّئنان
+
"شعرت أنها ضائعة أكثر من أي وقت مضى، بين عشقها له ،وبين هذه الصدمة التي لم تعرف كيف تتعامل معها وهمسة بصوت مرتجف : انت كنت مخطط لكل حاجه؟!
+
نظر لها طويلا وقال بهدوء قاتل وثبات يحسد عليه: مش تخطيط يا ونس ده الصح، وإنتي عارفة كده!!
همسة بصوت مختنق : الصح ازاي؟! الصح إنك تاخد القرار لوحدك من غير حتي ما تسألني كأني مليش لازمه؟!
اقترب منها وتنهد ببطء، وغمغم بهدوء حاسم : أنا ما باخدش قرارات غلط يا وِنس إحنا لسة ما أعلاناش جوازنا وده عشانك! ولو حصل حمل دلوقتي الوضع هيبقى صعب عليكي انتي أكتر مني، انا راجل في الآخر!!
13
شعرت كأن الأرض تميد تحت أقدامها وبلعت لعابه بصعوبه وتمتمت : يعني انت مش عايز طفل مني؟!
دنا منها وقبض علي ذقنها برفق أجبرها علي النظر في عينيه الداكنه وغمغم : أنا عايز منك كل حاجة! بس مش كده! مش بالطريقة اللي تخليكي ضعيفة قدام الناس..
لما تحملي، الكل هيكون عارف إنك مراتي من غير همس ولا لمز ..ولا أسئلة ولا حد يتجرأ ويجيب سيرتك حتي بينه وبين نفسه يا قلبي!!
3
شعرت ونس بأن عقلها في دوامه، صراع بين رفضها لفكرته ،واحساسها بأنه يحميها لكن بطريقته الخاصة،، طريقة جبران الباشا.. نظرت له وردت : بس يا جبران أنا… أنا حاسه إنك فارض عليا ده، من غير حتى ما تناقشني وده مضيقني اوي!!
9
مرر يده علي وجنتها وهمس أمام شفتيها: أنا ما بفرضش! أنا بحميكي حتى لو انتي مش شايفة ده دلوقتي!!
نظرت له بتخبط وهمسة بتردد : ولو رفضت؟!
ابتسم ابتسامه بارده لكنها تحمل خلفها كل سيطرت العالم وهمس وهو يميل عليها : ما ترفضي!! بس انتي عارفة إن اللي بقوله صح، حتى لو مش عاجبك!!
حلاوه روح يعني..
4
سحبت أنفاسها باضطراب ..وهي تشعر أنها عالقة بين مقاومته والاستسلام له ..وبين غضبها ويقينها بأنه لن يؤذيها ابدا همسه : جبران انت بتخوفني وانت مش سهل ابدا!!
مرر إصبعه فوق شفتيها وضحك بصخب وهمس بخطوره : وانتي بتحبيني كده ولا ايه؟!
5
هزت راسها بالايجاب دون وعي ثم ببطء وضعت الحبة بين شفتيها، وحاولت بلعها، لكنها وجدت نفسها غير قادرة للحظة وكأنها تبتلع قرارا وليس مجرد دواء..
+
نظر لها بنظره لم تفهمها ثم مد يده الي عنقها برفق ومرر أصابعه علي بشرتها وهمس بصوت محمل بالسيطرة والاغراء : ابلعيها يا ونس!!
وكأن جسدها استجاب له رغما عنها ..وابتلعتها ببطء، ابتسم هو ابتسامة صغيرة راضية، قبل أن يضع قبلة ناعمة على زاوية شفتيها وهمس بصوت خشن: شطورة يا فاليروز !
2
شعرت بقلبها يتهاوي وبلعت دموعها مع احساس ثقيل علي صدرها وهمسة بعجز : مش عارفة ليه حاسة إنك بتحطني في قفص من غير ما أحس والغريب اني راضيه ؟!
7
مل بها ومرر يده علي ذراعيها ..وشبك أصابعه باصابعها وهمس في أذنها بصوت أجش مثير : عشان انتي أصلا كنتي ضايعة وأنا بس بحاول أرجعك في مكانك الصح… معايه وفي حضني لاخر يوم في عمري.. هتفضلي بتاعتي وحتي بعد ما اموت هحفر جواكي عشقي اللي يخليكي متقدريش تشوفي راجل غيري!!
3
شهقت برعب وهتفت بزعر : بعد الشر متقلش كده انا مقدرش اعيش من غيرك يا حبيبي!!
غمز له بعبث وهمس : هو ده اللي انا عايزه اصلا !!
وقبل أن تتمكن من الرد قبل أن تستوعب كلماته، وجدت نفسها بين ذراعيه مجددا ووجدت نفسها تضيع فيه تماما كما يفعل بها دائما !!
1
جذبها إليه بجنون وكأنها الشيء الوحيد الذي يقدر على إخماد نيران اشتعلت بداخله منذ وقت طويل...
شفتاه سقطتا على شفتيها بعطش محموم، وأصابعه تغلغلت في شعرها، بينما يده الأخرى حاوطت خصرها بقوة، وسحبها إلى عالمه الذي لم يكن له مفر.
شهقت بين شفتيه وارتعش جسدها بين يديه، لكنها لم تستطع مقاومته لم تستطع حتى التفكير...
3
كل ما شعرت به هو جبران، لمساته، همساته، الطريق الذي يعرفه جيدًا إلى أعمق زواياها، ويوقظ فيها مشاعر لم تكن تعرف أنها موجودة....
سقطت كل اعتراضاتها، كل أسئلتها، كل شيء تبخر في تلك اللحظة… ولم يتبق سوى عشقهما المسعور، الذي لا يعرف حدودا ولا قوانين..
1
انزلق الي عنقها وامتصه بشغف وهو يضغط عليها بقوه وينزع ملابسها ..وهي تنزع قميصه وتمرر يدها على ظهره باثاره وافتنان.. قبض على خصرها بحميميه واخترقها وكأنه يخترق حصونها ..
صرخت بالم وهمسة بغنج : عنيف يا جبري بس ؟!
شهقت وهي تتلو تحته وهو يدفع بكل قوتها بداخلها بعنف وغمغم بأنفاس لاهثة : بس ايه يا فاليروز؟!
ارتجف جسدها وعالت صرختها دون وعي وحاولت دفعه قليل وهمسة : حلو اوي!! بس.. حلو اوي بس!! براحه اااه ..
3
سحبها من شعرها وغاصت أصابعه في فروت راسها وقبض علي رجولته .ودفعها داخل فمها شهقت بالم ولكنها تمسكت به ولعقته بجنون ..جعلته يزمجر بعنف وهدر: شطوره يا فاليروز بتتعلمي بسرعه يا لـ***
2
سحبها واجلسها علي خصره.. ودفع بداخلها بقوه وعنفوان ..صرخت بمتعه مخلوطه بالم.. وقبضت علي وجنته وقبلته على شفتيه وامتصتهم بين شفتيها..
2
رفع حاجبه بدهشه وغمغم: تجنني! اول مره احس اني مبسوط وانا تحتك مش انتي اللي تحتي!!
انزلقت الي عنقه وامصت بشرته وهمسة : أنا تحتك أو انت المهم في حضن بعض يا جبري !!
6
لم يستطيع التحمل واشتعل الدم في عروقه .. وقبض على شعرها ..ودار بها واعتلاها واخترقها بتملك وهوس قاتل.. عالت أنفاسهم واهات ملأت المكتب كانت لحظات مشبعه بالجنون والعشق والتملك..
5
فاحت رائحة العشق في أرجاء المكتب.. مع صرخات ونس.. وزمجرات جبران القويه.. مر الوقت سريعا وسقطت علي صدره .. تسحب أنفاسها بصعوبه وهو يلملم شعرها بحنان ويقبلها بشغف علي راسها ..
1
خيم الهدوء اخيرا علي المكتب لكن لم يكن هدوءا عادي بل كان هدوء الذي يسبق العاصفه.. العاصفه التي تتشكل في عيني جبران وهو يتأملها بعمق يحفظ كل تفاصيلها كما لو كان يراها لاول مره ..
5
حتي لفت انتباهه من جديد هذه الجرح الصغير بجانب أذنها لطالما لاحظه.. لكنه لم يسأل عنها من قبل... هذه المرة، لم يستطع منع نفسه ومد يده مرر أصابعه عليه برفق.. وكأن لمسته قد تعيد فتح الجرح من جديد...
همس بصوت منخفض حازم: العلامة دي من إيه يا قلبي؟!
2
تصلب جسدها فورا.. توتر تحت أصابعه وكأن لمسته أيقظت شيئا كانت تحاول نسيانه.. رفعت يدها بسرعة لتغطي جرحها وكأنها تحاول إخفاء ماضيها كما فعلت دائما..
لكنه لم يسمح لها أمسك بمعصمها بلطف يغلفه الحزم، وعينيه لم تفارقا وجهها ..وهو يعيد سؤاله بصوت أكثر إصرارا هذه المرة: ونس مين اللي عملك الجرح ده؟!
+
لم تستطع التهرب هذه المرة.. ولم يكن أمامها سوى الحقيقة.. أغمضت عينيها لوهلة، وكأنها تجمع شتات نفسها، وهمسة بصوت بالكاد خرج منها: أبويا!!
4
تجمدت يد جبران عليها وكأنه تلقى ضربة غير مرئية، لكن عينيه لم ترمشا وهو ينتظر منها أن تكمل
تنفست بعمق وكأنها تعود إلى ذلك اليوم المشؤوم
فلاش باك –
كانت الليلة مشحونة بالتوتر، الهواء داخل البيت مختنق برائحة الخوف والقهر. وقفت ونس أمام والدها ترتجف، وعيناها الواسعتان تلمعان بالدموع لكنها حاولت التماسك.
وصرخت بفزع وتحدي : الف مره اقلك مش هشتغل الشغل ده مش هسكت المرة دي!!
اقترب بغضبه المعتاد وقبض على ذراعها وصرخا : مش هتسكتي يابت الكلب!! يعني هتعملي ايه؟!
1
دفعها إلى الحائط وقبض علي زجاجة الخمر والقاها عليها وتهشمت وتسببت في جرح حاد بجانب أذنها. لم تستوعب في البداية، فقط شعرت بالحرارة، ثم بألم لاذع، ثم بالسائل الدافئ الذي انساب على رقبتها..
+
ترنحت بالم ولكنه قبض على شعرها وهدر بفحيح: هتشتغلي واستفاد من جمالك ولا اشوه احسن لو مش هستفاد منه!!
صرخت، ليس من الألم الجسدي فقط، ولكن من الظلم… الظلم الذي خنقها منذ طفولتها..
2
قبل أن تعترض شعرت بيده تهوي عليها مجددا، لتسقط أرضا بلا حول ولا قوة بالم حاد في قدمها وكأن عظامها تصرخ بجنون ..
+
لكنها لم تستسلم في اليوم التالي، وبينما كانت تمشي بصعوبة بسبب إصابتها، جمعت شجاعتها واتجهت إلى قسم الشرطة، وقلبها كان يخفق بجنون، لكنها كانت مصممة. هذه المرة، لن تسكت.
دخلت القسم، ويدها ترتعش وهي تمددها أمام الضابط، تظهر له كدماتها، جرحها المغطى بالضمادات، نظرتها كانت مستجدية للعدالة. قدمت بلاغ ، كتبت كل شيء، روت ما حدث، للمرة الأولى شعرت وكأنها ستنال حقها.
لكن ذلك الأمل لم يدم طويلًا…
2
بعد يوم واحد فقط، عاد والدها إلى المنزل… لم يمكث في الحجز سوى ليلة واحدة، وكأن شيئًا لم يحدث!
استيقظت علي صوته المشبع بالسخرية وهو يسحبها بعنف من ذراعها وهتف : كنت فاكره انك هتخلصي مني بالبساطة دي يا بت الحرام؟؟
+
وقبل أن تفهم ما يحدث، تلقت الضربة الأولى… ثم الثانية ثم الثالثة وهدر بفحيح: هتتعلمي إزاي ما تفتحيش بقك تاني؟!
كان الألم وحشيا لكنه لم يكن الأسوأ الأسوأ كان شعورها بالعجز، بالخيبة بإدراكها أنها وحيدة تماما ..
1
وفي النهاية، وجدت نفسها حبيسة مرة أخرى في الغرفة التي كان دائما ما يستخدمها كسجن لها. نفس الجدران، نفس الظلام، نفس الوحدة القاتلة نفس البرد الساحق
لقد حاولت، حاولت بكل ما أوتيت من قوة لكن لا شيء تغير!
عودة ...
+
انسحبت من ذكرياتها ببطء، وعينيه غارقه بالدموع لكنها لم تبكي.. فقط ظلت صامتة، تحاول استجماع نفسها بعد أن بعثرت الماضي أمامه!!
1
لكن جبران تصلب جسده بشده.. وكأنه نحت من حجر واسودت عينيه بجحيم حارق.. وكأن الشياطين الحمر تتصارع داخله الان .. شعرت بهذا الصراع في عينيه القاتمه بشده.. في قبضته التي كادت تعتصر بقوه وكأنه علي وشك الانفجار ..
3
نظرت إليه ورات فيه وحشا مستعدا للقتل مستعدا لتمزيق أي شيء يقف في طريقه بلعت لعابها
وهمسة بحذر وكأنها تحاول إيقافه قبل أن ينفجر: جبران!!
1
لكنه هدر بصوت منخفض لكنه محمل بتهديد بارد، جعل قشعريرة تسري في جسدها: أنا مستحمل الوضع ده عشانك يا ونس عشانك بس ، بس بعد ما سليم يتجوز!!
2
نظر في عينيها بعينين مظلمة بشكل مخيف وهو يتمتم بصوت محمل بوعد دامي : بعدها كل كلب أذاكي في يوم، هيتمنى إنه ما اتولدش أصلاً !!
نظرت له ودموعها تنزل ببطئ والقت نفسها باحضانه وضمها بحضنه وهي تشعر كأنه سد منيع يمنع عنها أي شىء
...............
في شركة الحراسه الخاصه بسليم الباشا ..
جلس شارد الذهن ف أحوال دمع الغريبه منذ يومين وحالة الحزن ..والسكون المسيطره عليها.. يشعر بخطب ما بها ..ويعلم أنها تخفي عنه شىء..
زفرا بحنق وفاق من شروده علي طرقات خفيفه علي الباب ودلوف السكرتيرة وقالت: الانسه دمع عايزه تقابل حضرتك!!
2
قطب حاجبه بدهشه وهدر بغضب: انتي اتجننتي!! انتي متعرفيش دمع دي مين؟!
اومات برأسها وهمسة بتوتر : عارفه طبعا يا فندم!
نهض بغضب وهدر: يبقي بعد كده دمع هانم اول ما تيجي تدخل علي طول!! انتي فاهمه ولا هعلمك شغلك يا انسه؟!
1
اومات برأسها بسرعه وتراجعت للخلف وهتفت : آسفه اوي يا فندي غلطه ومش هتتكرر..
فتحت الباب وهتفت : اتفضلي يا هانم.. أنا اسفه اوي وقفت حضرتك بره.. آسف يا هانم !
1
نظرت لها دمع بدهشه وقالت: أنا ؟!
اومات لها وهتفت: طبعا يا فندم؛ أنا اسفه اتفضلي!
اقترب سليم من الباب بدهشه وغمغم: في ايه مدخلتيش ليه علي طول؟!
نظرت له بدهشة وعدم استيعاب.. وهي تنظر إلي السكرتيرة.. وتحركت الي الداخل واغلق سليم الباب.. وسحبها اليه وضمها بحضنه وهمس: وحشتيني اوي يا ديمو !!
4
وضعت يدها علي صدره وغمغمت : وانت كمان يا قلبي..
ضمها بحنو وقبلها اعلي راسها وغمغم: مالك يا دمع؟! حاسس انك متغيره ..كانك متوتره من حاجه.. قلقانه ليه يا قلبي؟!
أغمضت عينيها بقهر وتمسكت به وهمسة : مش عارفه يا سليم قلقانه شويا!!
+
مد يده ورفع وجهها ونظر في عينيها وقال : يا قلبي ليه طيب؟ انتي قلقانه من الفرح ولا ايه؟! أنا أعرف معظم البنات بيقلقوا كده لما فرحهم يقرب..
رفعت منكبيه واخفت عينيها وهمسة: يمكن! مش عارفه ؟
1
مرر يده علي ظهرها وهمس بعبث : ولا خايفه مني؟؟
تململت بتوتر وخجل وقبضت علي يده وهمسة: اه! لا .. بس والنبي بلاش قلة ادب!!
ضحك بمرح وقال : اقلك سر؟
+
هزت راسها وخفق قلبها بشده وقالت : قول طبعا!!
اقترب من أذنها وهمس ببطء خطير: أنا صعبان عليا اوي برائتك دي هجيب أجلها تحت ايدي!!
جحظت عينيها.. وشهقت ولكزته بقوه وغمغمت بدموع : انت اهو بترعبني اكتر يا سليم حرام عليك بقا!!
5
تراجعت بسرعه وهتفت بنحيب : أنا ماشي !!
وخلاص بطلت اتجوز ..
ضحك بمرح.. وهرول خلفها ..وقبض على خصرها وحملها بين ذراعيه وهو يضحك وهتف : بطلتي ايه؟ احنا هنلعب سلح ولا ايه!! خلاص تعالي انتي قفوشه اوي ..
+
جلس علي الأريكة ..وهي علي ساقيه مسك خصله من شعرها بحنان وقبلها بخفه ..ثم تنفس رائحتها بعمق وتمتم: ريحتك حلوه اوي وشعرك يجنن!!
تململت بتوتر وهمسة:سليم حبيبي انت مش مضمون خالص؟
مرر يده علي فخذها بعبث وهمس: أنا مش مضمون؟
انا حتي مؤدب خالص!!
رفعت حاجبها وضربته علي يده وهمسة: خالص مالص!!
2
ضحك بمرح وضمها بحضنه وشدد عليها وهمس: كلها كام يوم وهنبقي في حضن بعض خالص مالص بجد!!
تراجعت ونهضت بسرعه وهتفت: أنا لازم امشي !
مسك يدها وسحبها اليه وقال: علي فين يا ديمو؟؟
+
وضعت يدها على صدره وقالت: هنروح نشتري حاجات انا ونس وكده اتاخرت عليها !!
اوما برأسه وقال: تعالي اوصلك واساعدك ..
هزت راسها بالنفي وغمغمت: لا مش هينفع الحاجات دي ليا حاجات خاصه!!
3
ضحك بمرح وغمزها بعبث وقال: يا هبله الحاجات دي هتتلبس ليا مفيش حاجه اسمها خاصه دلوقتي!!
راجعت ونهضت بسرعه وقالت : برضو لا عيب حتي عشان ونس يا سليم!!
+
حك أنفه بغضب ونهض بخطوات ثقيله الي المكتب وسحب بطاقه الفيزا وقال : علي العموم هشوف كله في الآخر!! خدي الفيزا بقا عشان تخلصي كل حاجه عشان متنزليش تاني!!
هزت راسها بالنفي وقالت : لا يا سليم الحاجات دي أنا اللي هجيبها ونس عامله حسابها بزياده متقلقش !!
3
مسك يدها ووضع الفيزا بها وهتف : خدي يا دمع ومتجننيش؟!
فتحت فمها ولكنه سبقها وهتف بحده : بجد هزعل انتي بتعملي كده ليه؟! أنا جوزك يا دمع انتي هتفهمي امتي؟؟
+
هزت راسها بالنفي وردت: أنا فاهمه يا سليم ..
رفع حاجبه بدهشه وغمغم : طيب اتصرفي علي الاساس ده!!
ابتسمت برقه وتحركت بتجاه الباب وهتفت : حاضر يا سي سليم يلا باي!!
قبض علي ذراعها ..وسحبها قبلها بعمق ..
وهمس: باي يا قلبي سي سليم!!
ضحكت بمرح وهرولت بتجاه الباب واشاره لها وأغلقت الباب بسرعه نظر في آثارها وغمغم : مجنونه البت دي؟؟
....................
في المطبخ ..
وقف وائل في ركنه المعتاد منهمك في عمله بجسده فقد.. لكن عقله كان مشتت تمام بأفكار سوداء تفتك به.. كلما حاول أن يطرد الأفكار التي تطارده منذ يومين، وجدها تعود بقوة وتخنقه أكثر ...
6
اغمض عينيه بقهر وهو يحاول طرد صورتها وهي بين أحضان راجل اخر ولكنها لا تزول ...
كأن المشهد محفورا في ذاكرته بوضوح مؤلم.. وكأنه يعاد أمامه في كل لحظة.. ويعيد إحراقه مرة بعد مرة ..
+
فاق من شروده علي صوت خطوات كعب عال يقترب بخفة وسط الضجيج ..حتي وقفت مها أمامه وهتفت بابتسامه خفيفه خبيثه :شيف وائل مش كده؟!
لم يرفع عينيه وظل يكمل عمله وكأنها لم تكن موجودة من الأساس..
2
إشارة له بيده بهدوء مستفز وهتفت : أنا مها متدربة جديدة هنا.. بس تعرف أنا مش غريبة عنك خالص! بالعكس أنا شاهدة على حاجة تخصك!!
+
توقفت يده للحظة عن الحركه ونظر لها بتحفز صامت
مالت مها ناحيته وهمسة بخبث : ايوه ايوه انا كمان كنت هناك يومها .. لما كنت واقف علي الباب وشوفت الشرر وهو بيطق من عينيك.. لما جبران الباشا ..
3
تركته باقي جملتها معلقه بخبث واردفت بتأني موجع : شوفت الوجع في وشك.. شوفت الصدمه اللي قتلتك والحرقان اللي جواك!!
تشنجت أصابعه على السكين للحظة قبل ما يكور قبضته ورفع إصبعه بتحذير : ولا كلمه تاني! وامشي من وشي !!
2
هزت راسها بالنفي وردت: متقلقش أنا مش جايه أشمت فيك.. بالعكس إحنا اللي اتنين في نفس المركب !!
جبران خلى ونس تبعد عنك وحرمك منها ..
وأنا كمان مش هقدر أوصله غير لما هي تبعد عن طريقي الأول...
1
قطب حاجبه بغضب ونظر لها ببرود وغمغم بجفاء :وإيه المطلوب مني بالظبط؟!
اقتربت منه وفاح الشر والخبث من كلماتها : فكر معايا كده!! لو فرقنا بينهم ونس هترجعك.. وجبران يفضل ليا ..
3
غمغم وائل بفحيح حاسم وجفاء واضح : أنا مش عيل صغير عشان حد يلعب في دماغي بكلمتين خايبين وخصوصا لوطالعين من واحدة زيك!!
رفعت حاجبها بدهشة مصطنعة وضحكت بخفة وهي تتكئ على الطاولة وهتفت بسخريه : واحدة زيي! قصدك إيه يا شيف؟!
2
الق السكينه علي الطاوله بحده ورمقها بنظرة باردة وغمغم بحسم : قصدي انتي فاهمه كويس اوي!!
إنتي واحدة كل اللي يهمك مصلحتك مستعدة تدوسي على الكل عشان توصلي للي في دماغك، حتى لو هتستغلي واحد زيي عشان تنفذي خطتك صح !!
+
ضحكت بمرح مستفز وهتفت : لا انت مش بس طيب ده إنت غبي كمان يا وائل!! ونس باعتك!!
باعتك من غير ما تبص وراها حتى وإنت لسه واقف تدافع عنها فوق بقا !!
1
يصلب جسده بعنف وهتف بحده وحزم : وانتي مالك! انتي مين اصلا عشان تجيبي سيرتها علي لسانك!!
ونس مش زيك ونس عمرها ما كانت واحدة تبيع عشان مصلحتها.. ولو فاكرة إنك بكلمتين منك هتخلي الشك يدخل جوايا، تبقى بتلعبِي اللعبة الغلط مع الشخص الغلط !!
7
قفز الغضب بعينيها ونظرت له بحد ممزوجه بامتعاض واضح..
حدق بها وهتف بحده : وبعدين اسمعيها مني لو جيبتي سيرتي تاني في كلامك القذر ده، مش بس هكون ضدك، لا، هخليكي تندمي إنك فكرتي حتى تقربي مني!!
1
هزت راسها بغضب وسحبت حقيبتها بعنف من علي الطاوله وهتفت بسخريه : غبي وغلبان كمان!!
استدارت ورحلت بغضب حارق وظل وائل ينظر لها باشمئزاز اقتربت نرجس منه وهتفت : في ايه يا وائل؟! مالها دي! وعايزه منك ايه؟!
نظر لها وزفر بحنق وتحرك من أمامها بصمت وقهر نظرت له نرجس بدهشه وغمغمت : هي الناس كلها اتجننت ولا ايه؟!
...................
في اليوم التالي
في شركه الحراسه في مكتب ادم ..
3
رفع ادم رأسه من علي جهاز الحاسوب علي صوتها الناعم عندما طلت برأسها من باب المكتب وهتفت بمرح : فاضي يا أبيه؟!
غمغم بحنق : فاضي يا جيلان تعالي!!
+
دلفت وتحركت بخفه وهي تنظر في أرجاء المكتب وهتفت : ذوقك في ديكور المكتب يجنن يا أبيه!!
مسح وجهه بضيق ..والتزم الصمت.. وقفت أمامه وغمغمت وهي تعض علي شفتها بتوتر : محتاجه مساعدتك!!
1
رفع حاجبه وهو يستند بظهره إلى الكرسي، متفحصا إياها بنظرة طويلة جعلتها تتململ في وقفتها وغمغم :
اه قولي كده جايه عشان مصلحتك يا بنت الباشا !!
+
وضعت يدها علي المكتب وانحنت قليلا وقالت ببراءة : بصراحه اه ..
ضحك بتهكم واردف وهو ينظر في عينيها : صراحتك تجيب ذبحه صدريه يا جيلان !!
1
تسارعت أنفاسها للحظة من نظراته لكنها سرعان ما تماسكت ..وهزت راسها بالنفي وغمغمت: يعني اكدب يعني؟!
اقترب منها وتأمل ملامحها وهمس : تؤتؤتؤ الاميرات مش بيكدبوا ..
+
ابتسمت بخجل وهمسة : طيب بصراحة أنا عايزه أجيب فستان لفرح سليم .. وأنا ذوقي يعني مش أحسن حاجة، وبما إنك ذوقك بيعجب بابي فقلت تيجي تساعدني وتختار واحد!!
1
نهض وهو يضحك وسند بيده علي يدها فوق المكتب وهمس : حلوة الحجة دي!! بس ضعيفة !
عضت شفتها بخجل وحاولت سحب يدها من تحت يده وهمسة : إيه؟!
+
أخيرا ترك يدها وتحرك من خلف المكتب وغمغم : أنا مش غبي يا چيچي ..وانتي مش هتعرفي تكدبي عليا.. قولي اني وحشتك مفهاش حاجه صح؟!
جحظت عينيها بارتباك واضح ورفعت منكبيها بعناد وهتف :إنت واثق أوي كده ليه؟ أنا بس عايزاك تساعدني عشان الفستان مش أكتر..
2
اقترب منها حتي لفحت أنفاسه بشرتها وهمس : آه طبعا الفستان.. والذوق الحلو وكل الكلام ده ..
بس عارفه إيه اللي مش قادر أصدقه؟!
إنك بقالك مده مستخبية، ومش عايزة حتى تكلمني وفجأة جايالي عشان فستان!!
1
نظرت له بارتباك.. واخفت عينيها بسرعه ..رفع يده ببطء ونظر لها تلك النظره التي تربكها أكثر.. ولمس خصلة من شعرها ولفها حول إصبعه.. وشدها برفق قربها منه أكثر وهمس بصوت مؤثر: ايه اللي كان وحشك أكتر؟؟
صوتي! ولا ضحكتي! ولا نظراتي ليكي بالطريقة دي؟!
1
حاولت أن تتراجع ..لكنه رفع يده الأخرى سند كفه على المكتب بجانبها.. ليحبسها بينه وبين المكتب ..
جحظت عينيها وشهقت وهمسة بارتباك : آدم إنت بتعمل إيه ابعد شويا؟!
بلل شفتيه وابتسم بعبث وهمس بأذنها : وحشتيني يا چيچي
8
فتحت فمها واغلقته مره اخري.. وهي تشعر بجسدها ينصهر بحراره غير طبيعيه.. وضعت يدها على صدره وحاولت تحريك لسانه.. ولكن خفق قلبها بجنون عندما اكمل بهمس خطير: بفكرك انك مش هبطل توحشيني..
+
شعرت بقلبها يتسارع بجنون.. كيف يمكنه أن يكون بهذا القرب؟ ولا يترك لها مجال للهروب؟ ولماذا لا تحاول الابتعاد؟! نظرت له وبلعت لعابه وهي لا تستطيع قول شيء ..
+
أمسك يدها ببطء ومرر إبهامه فوق بشرتها ثم همس بصوت عميق كأنه وعد : تعالي، هنجيب الفستان اللي يجنن الكل في الفرح ..بس أنا اللي هختاره وأنا اللي هقرر انتي هتبقي أحلى واحدة فيه ولا لأ!!
2
تحرك وسحبها خلفه وكأن لم يكن يحاصرها منذ لحظات، سارت معه وهي تحاول فهم ما حدث وتحاول الأهم السيطرة على دقات قلبها المجنونة..
......................
في الفندق ..
وقفت مها وهي تنظر إلي وائل بحقد يتفاقم بداخلها بقوه حتي مر اول شخص بجانبها تمسكت به وقالت : ممكن تروح لشيف وائل وقوله الانسه ونس مستنيك في مكتب ١٢ بسرعه؟!
اوما لها العامل وتحرك الي المطبخ ابتسمت بخبث عندما اوما وائل الي العامل وتحرك الي خارج المطبخ ..
3
في نفس الوقت كان هناك أحدي العاملات عند ونس
دلفت وهتفت : آنسة ونس؟!
نظرت لها ونس وأمات برأسها وقالت: ايوه انا نعم!
+
اشاره بيده واردفت : الشيف وائل عايزك في مكتب ١٢ وبيقولك لو مجتيش هو هيجيلك هنا !!
شهقت برعب واشارة لها وهي تنظر إلي مكتب جبران وقالت بتلعثم : خلاص روحي.. انتي روحي !!
1
اومات لها وخرجت وضعت ونس يدها علي صدرها تحاول السيطرة على دقات قلبها.. التي تطرق بجنون وخوف وتحركت الي مكتب جبران وضعت يدها علي الباب.. ولكنها تراجعت بسرعه وغمغمت : يلهوي اعمل ايه لو قلتله ممكن يقتلوا!!
تراجعت بزعر وهتفت: لالالالا ..
+
تحركت الي الخارج وهمسة : أنا لازم افهمه يبعد عني بقا مش هينفع اهرب اكتر من كده؟!
تحركت ونس بسرعه وخرجت مها من خلف الحائط وغمغمت بخبث : غبيه اوي!!
2
وقفت وقت قصير ثم طرقت الباب بخفة قبل أن تدخل، ووقفت أمام جبران الذي كان مشغول بملف أمامه
غمغم بدون أن يرفع عينيه : خير !!
ابتسمت مها بريبه وقالت : كنت عايزه الأنسة ونس، مش المفروض تكون هنا؟!
+
رفع جبران رأسه أخيرا ونظر لها بتركيز وهتف برفعت حاجب : هي مش بره؟
هزت راسها ببراءة مصطنعه : لأ، أنا كنت شفتها من بدري مع الشيف وائل في المكتب التاني بس افتكرت إنها خلصت ورجعت بس واضح كده إن الكلام خدهم!!
3
تجمدت ملامح جبران ..واشتعلت عيناه بنيران مستعاره .. وشعور بغيرة قاتلة يذبح قلبه لم ينتظر لحظة نهض من مكتبه بعصبية وفتح الباب بعنف، وخرج يبحث عنها بجنون ..
..................
في مكتب ١٢
دلفت ونس المكتب ونظرت الي وائل بتوتر وهتفت : وائل أنا عايزه افهمك؟!
قطعها بصوت مليء بالسخرية والوجع: برافو يا ونس! طلعتي أشطر مما كنت متخيل كنت فاكر نفسي ذكي، بس الظاهر إنك ممثله شاطره اوي!!
+
نظرت له وتجمدت ملامحها بصدمه وهتفت : إنت بتقول إيه؟ قصدك ايه ؟!
غمغم بحنق وسخريه : عايزه تفهميني انك مش فاهمه قصدي؟ يا شيخه حرام عليكي دأنا شفتك بعيني في حضنه!! كنتي مرتاحة في حضن جبران مش كده؟!
آه طبعا الفلوس بتغير النفوس وتخلي أي واحدة تقع في حضن راجل زيه !!
2
حدقت به وهي تشعر وكأن الدنيا أظلمت أمامها لا تصدق أنه يقول هذا عنها.. كيف يتحول للحكم عليها بهذا الجحود.. ومتي رآها في حضن جبران من الأساس..
+
ارتعشت يداها من شدة الغضب واندفعت نحوه بحده
وهدرت بعصبيه وحنق : إنت إزاي تتكلم معايا كده؟!
انت نسيت أنا مين؟ انا ونس فاهمه يعني ايه؟!
+
هدر بحده ممزوجه بالقهر : فاهم طبعا! بس اللي مكنتش فاهمه انك ممكن تستغفليني؟!
ليه يا ونس أنا قصرت معاكي في ايه؟!
كنت فاكرك بنت مختلفة فاكرك بتحبني بجد..
بس طلعتي زي غيرك زي ما هاني قال عنك بالظبط؟!
أنا اللي كنت عامل راجل وبدافع عنك بس الظاهر كنت مغفل يا خساره يا ونس !!
3
صاحت ودموعها تنهمر بجنون وصفعته بقوه ارتد رأسه الجهه الاخر وهدرت : اخرس بقا بلاش حتي انت تيجي عليا !!
نظر لها بعيون مشتعله بالغضب والخذلان تحول الي ذهول عندما هتفت بحده : اللي كنت في حضنه ده جوزي! فاهم جوزي علي سنه الله ورسوله!!
أنا مش خاينه ولا بعت نفسي لحد..
بس لو الزمن رجع بيا هختار جبران برضو عارف ليه؟! عشان راجل بجد مش زيك! لما كان فاهمني غلط كان بيقولي في وشي عمره ملعب عليا زيك؟
1
وقف جبران علي الباب وعينيه تلمع ببريق غريب مزيج من الرضا والراحة والغيرة القاتلة لم تهدي ولكنه حاول تلجيمها بداخله..
3
فهي أخيرا قالتها أمام الجميع.. أمام وائل بذات...
نظر له ببرود مغلف بالنار وهدر : انت ايه اللي جابك هنا؟!
ارتجفت أنفاسها وهي تراه واقف عند الباب ونظراته مشتعلة بغيرة قاتلة.. تخبط قلبها بجنون،وعرق بارد تسلل إلى بشرتها بينما أصابعها انقبضت لا إراديا..
+
تعرف أن جبران ليس بحاجة إلى تفسير أو إلى سبب لينفجر..
لم تكن تعرف ما الذي يجب أن تقوله ما الذي يجب أن تفعله…كل ما تعرفه أنها أمام رجل مجنون بغيرته، وأن أي كلمة خاطئة قد تشعل حريقا لا يمكن إخماده!!
2
تحرك جبران إلى الداخل.. ونظر لوائل نظرة باردة ثم وقف أمام ونس وكأنه جدار يمنع عنها أي أذى.. وقبض علي ياقة قميصه وهدر بفحيح: كام مره احذرك تبعد؟ عنها ولا انت عايز تموت تحت جذمتي؟ ولا ايه حكايتك؟!
عارف لو كنت لمستها كنت حسرتك علي كل أعضائك!!
+
صاح بجنون وهو يحاول التملص من تحت قبضته: أنا ملمستهاش هي اللي ضربتني!! أنا عمري ما امد ايدي علي اي بنت !!
هزه بقوه وهدر ببرود قاتل: وكان لازم تتعلم الأدب وتسكت!! بس بما إنك مش عارف تحترم مراتي يبقى ماعدتش ليك مكان هنا !!
2
نظر وائل له بصدمة وفتح فمه ليعترض لكن جبران دفعه الي خارج المكتب وهدر بفحيح وعينيه تحملان تحذيرا واضح : إنت مرفود اطلع برا الفندق دلوقتي ومش عايز اشوف وشك تاني!!
شعرت ونس بالذهول.. بينما تجمد وائل في مكانه، يحاول استيعاب ما سمعه. لم يكن الأمر مجرد غضب لحظي، بل كان قرار نهائي لا رجعة فيه..
+
حاول وائل التحدث، لكن نظرة جبران كانت كفيلة بإخراسه
وقبض علي يدها ودفعه بعنف وتحرك بها دون أن يلتفت وكأن كل ما حدث للتو لم يكن له أي أهمية...
+
وقفت مها خارج المكتب تعض أصابعها بغضب وقهر وعينيها تعصف بلهيب وخبث فهذه لم تكن النهاية بل مجرد بداية جديدة لمخطط آخر
.........
في مكتب جبران ..
4
ضرب الباب بعنف ودلف وهي خلفه مررت يدها على قلبها تحاول سحب أنفاسها بصعوبه وهمسة: جـ جبران أنا ..
+
قطعت جملتها عندما نظر لها واقترب وقف أمامها كجبل يوشك أن ينهار على رأسها.. حدق بها بعينين مشتعلة بنيران الغيرة وملامحه يكسوها الغضب المجنون الذي تعرفه جيدا ..
+
أنفاسه المضطربة تخبرها أنه على حافة الجنون وأن كلمة واحدة خاطئة قد تشعل البركان الذي يكاد ينفجر ..
+
بللت شفتيها و هي تشعر برجفة خفيفة أصابت أطرافها لكنها لم تتراجع ،لم تهرب ،لم تفكر حتى في الانسحاب. هي لم تفعل شيئا خاطئ ،لكنها تعرف أن غيرته عمياء مدمرة وأنها الآن في مواجهة العاصفة...
+
قبض علي ذراعها بعنف وقصف بصوته الرعدي : كنتي بتعملي ايه معاه؟! وايه اللي وداكي ليه؟!
فذ قلبها بجنون ولكنها حاولت التماسك وغمغمت بهدوء : هو اللي كان عايز يكلمني.. هو مش فاهم انا بعت عنه فجاه ليه؟ وطبيعي يبقي عايز يفهم عشان يرتاح؟؟
+
ضحك بسخرية سوداء واقترب منها حتى كادت تشعر بحرارة جسده تلسعها وهمس بصوت مميت: يفهم ايه؟ وليه مهم عندك أنه يفهم ؟ولا يرتاح؟ ومين قالك لو فهم هيرتاح ؟!
1
نظرت له بدهشة وفتحت فمها ولكنه قاطعها بنبرة حادة وشدها نحوه بعنف جعل أنفاسها تتلاحق : قالك ايه؟!
شهقت بفزع ولكنها لم تحاول التملص منه بالعكس، رفعت يدها وضغطت على صدره مباشرة فوق قلبه، كأنها تحاول تهدئة نيرانه وقالت بلين : جبران انت عارف إنه كان عايز يخطبني قبل ما تتجوزني!! انت عارف ده كويس؛؛
+
تجمد للحظة وأنفاسه الساخنة تحرق وجهها وهو يحدق فيها بجنون وغمغم بصوت مخنوق بجنون الغيرة: انتي كنتي بتحبيه؟!
نظرت في عينيه مباشرة وهمسة: كنت برتاح له!!
الحب اللي بجد ..اللي بيحرق الروح عرفته معاك انت وبس يا حبيبي.. انا بحبك انت يا جبران!!
2
شهقت عندما سحبها فجأة إلى صدره.. وطوق خصرها بذراعه كأنه يخشى أن تهرب منه.. وأصابعه تغوص في خصلات شعرها وهو يهمس عند أذنها بصوت مشبع بالجنون:إنتي بتطفي ناري ولا بتولعيها أكتر يا ونس؟!
+
رجفه عاصفه اجتاحت جسدها من وقع كلماته التي تخترق اعمق نقطه في قلبها لفت ذراعيها حول عنقه وهمسة بدفء : أنا بحتويك بحبك وبطمنك بس الغيرة اللي بتعميك دي هتضيعك وتضيعني معاك يا قلبي!!
10
أغمض عينيه وهو يشعر بكلماتها اخترقت أضلعه ونفذت الي قلبه وزفر بحدة وهو يضمها إليه أكثر لكن هذه المرة لم يكن بعنف بل كان عاشق يحاول أن يجد خلاصه في حبها..
+
ظل محتفظ بها بين أحضانه كأنه يحاول أن يمتص منها سكينته أن يهدئ عواصف روحه التي أرهقها الغضب والغيرة.. أنفاسه الثقيلة تداعب شعرها ..ويده ما زالت مغروسة في خصلاتها، بينما الأخرى تضغط على ظهرها، كأنه يخشى أن تختفي إن أرخى قبضته...
+
قبلها بعمق بجانب عنقها وهمس بعشق : بتحبيني اوي؟!
نظرت له وغرقت في بحر عينيه وهمسة : بموت فيك..
1
شهقت بخفة حين شدها إليه أكثر والصق جبينه بجبهتها
وغمغم بخفوت ممزوج بالعشق والغيره : بس متعرفيش أنا بعشقك ادي ايه؟! ولا ناري غيرتي بتعمل فيا إيه يا ونس؟؟
+
اومات بصوت ناعم واثق : لا عارفه بس أنا نارك وسكنك يا جبران!! بس إهدي واسمعني أنا لسه هنا أنا معاك وهفضل معاك لاخر يوم في عمري ..
أبعدها قليلا فقط وتأمل وجهها ورفع يده مررها علي وجنتها برقة تتناقض مع عنفه السابق وتمتم: مش هسامحك لو في يوم بعدتي عني يا ونس.. مش هسامحك لو سبتيني للنار دي تحرقني لوحدي !!
1
وضعت يدها فوق يده الملتصقة بوجنتها وضغطت عليه بحنان وهمسة :عمر النار دي ما هتحرقك وأنا جنبك!!
بس انت متخليش نارك تحرقني أنا كمان..
نظر إليها طويلا وكأنها ألقت عليه تعويذة أطفأت جحيم روحه ثم فجأة ودون أي مقدمات سحبها إليه مجددا ودفن وجهه في عنقها وامتصه بجنون وهمس : أنا هفضل أحارب الدنيا عشانك، بس انتي حاربيني لو شوفيني بغلط فاهمة يا ونس دنيتي!!
2
هزت رأسها وهي تغرق بين ذراعيه هذه المرة ليس خوفا بل غرقا في حضن عشق لا يشبهه شيء...
علي جانب الباب تراجعت تلك الكاميرا التي صورت كل ما حدث بمهاره ..ونظره خبيثه حاقده فتلك لحظات الضعف النادره لجبران الباشا في حضن السكرتيره الخاصه بيه فعلا حدث نادر الحدوث ووو
يتبع
10