اخر الروايات

رواية بين احضان قسوته الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم سارة احمد

رواية بين احضان قسوته الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم سارة احمد


                                    

أجمل ما قيل عن الأمان ..

وإن رأيتني يوماً ما أبكي لا تواسيني ، فقط قف أمامي وأحجب جميع البشر عن رؤيتي منكسر


2



وبــــــــــعد....


+



لا تصدقوا أن المشاعر تتغير فجأة

حتى وإن أراد أصحابها ذلك

المشاعر عملية تراكمية  تتغير بالإهمال

والعناد  بالصمت المتعمد  والكبرياء الأعمى..... 

‏الشيء الذي لم يدرسه طبيب القلب أن هناك قلــــــــــوباً تسمع

‏  وترى عن بُــــــــــعد


1




                      


                    

في اليوم التالي في قصر الباشا ..


+



كان القصر يضج بالحياة ،والأضواء الفاخرة تتلألأ في كل زاوية.. والموسيقى الراقصة تنساب في الأجواء، تمتزج مع ضحكات الحاضرين ..وأصوات الحديث المتداخل.. في الحديقة الواسعة التي تحولت إلى مساحة ساحرة مزينة بالورود والبالونات، والطاولات امتلأت بأشهى الأطعمة والمقبلات الفاخرة ..


+



في وسط الحفل وقفت جيلان بثوبها الفيروزي اللامع القصير.. بتصميمه الأنيق أبرز جمالها البتول وعيناها تلمعان بحماس طفولي..

كانت الليلة ليلتها، والجميع هنا من أجلها..


4



تحركت بين الحضور تتلقى التهاني.. حتي اقتربت من ونس وضمتها بحنان وبحب ..وهتفت جيلان بحماس : الله يا ونس الحفله تجنن أنا متشكره اوي!!

ربتت ونس علي وجنتها وقالت: كل سنه وانتي طيبه يا قلبي عقبال ميت سنه ..


+



مالت عليها جيلان وهمسة : عارفه اصحابي مش مصدقين انك مرات بابا ..وبيقولو عليكي جميله اوي !!

ضحكت ونس ووضعت يدها علي فمها وهمسة : اششش يا مجنونه!! وبعدين ليه مش مصدقين بقا؟ 

ده حتي بابا يجنن!!


5



غمزتها جيلان وهمسة: يجنن اه!! بس بخوف وكل اصحابي بيخافوا منه !

شهقت ونس وجيلان علي صوته العميق : هو مين ده يا جيلان اللي كل اصحابك بيخافوا منه؟!


4



جحظت عينين جيلان ..ونظرت الي ونس بالنجده ..

وردت ونس بتلعثم : ده!! ده مدرس عندهم في المدرسه !!

رفع حاجبه وتمتم: يبقي مش شايفين دروسهم كويس عشان كده بيخافوا منه!! وهو راجل محترم عشان حكمكم..


+



هزت جيلان راسها وهمسة: عندك حق يا بابي.. أنا هروح اسلم على أصحابي!! عن اذنكم.. 

هرولت جيلان وهي تضع يدها على قلبها ونظرت ونس له بتوتر ..

اوما برأسه وقال: بتكدبي يا فاليروز ..مش قلتلك الكدب ملهوش رجلين!!


6




                

عضت شفتها وهمسة بخبث لذيذ : مش بكدب يا جبري! أنا قلت بابا يجنن !!

نظر لها بعبث وقال: يا روح بابا انتي!! اعملي حسابك بعد الحفله هنروح سوا عايزك في موضوع مهم اوي !!

قطبت حاجبيها وقالت: موضوع ايه؟!


2



رفع حاجبه وتمتم بخبث: لا مش هينفع هنا.. ده حوار مش بيخلص علي الواقف!! 

اقترب منها وهمس: محتاجين سرير !!

تراجعت وهي تنظر حولها وهمسة: أنت مش هتجيبها البر ابدا ...


3



هرولت من أمامه وضحك بخفه وقال: أنا هغرقك مفيش بر خلاص يا ونس دنيتي!!


1



في احد زاوية الحديقة الفسيحة، وسط أنوار الحفل المتراقصة، وقفت جيلان تتحدث مع زميلها، وضحكتها  تنساب من بين شفتيها بينما تبادله الحديث...


+



كانت الأجواء خفيفة، عادية… لكنها لم تكن كذلك في عينين آدم الواقف من بعيد، يراقبها بصمت قاتل، وعروقه تتصلب مع كل لحظة تمر وهي واقفة معه. نفس الشاب الذي رآها معه سابقا أمام المدرسة. نفس الابتسامة، نفس العفوية… لكنها هذه المرة كانت أمام عينيه، في أرضه، وسط حفلتها التي لم يكن يريد أن يراها تبتسم فيها لأحد غيره....


5



لم يشعر بنفسه إلا وهو يقترب بخطوات غاضبة، ونظراته تلتمع بنيران لم يستطع السيطرة عليها...

وقبل أن تدرك جيلان ما يحدث، وجدت آدم يسحبها من معصمها بقوة، يجذبها بعيدا عن الزحام، متجها بها نحو نهاية الحديقة حيث الظلام يخفي غضبه المتفجر...


3



حاولت التملص من قبضته، لكنه كان أقوى، وأكثر إصرارا حاولت سحب يدها وهتفت : أبيه ادم في ايه؟!

وصلا إلى الزاوية المعزولة، وأفلت يدها بعنف، واستدار لها بعينين مشتعلة، وصاح بصوت متحشرج بالغضب:مين الواد ده؟ وليه كل شويا اشوفك واقفه معه؟! في ايه بينك وبينه؟!


1



رفعت حاجبيها بدهشة وصاحت بغضب: إنت بتتكلم بجد؟ ولا ده جنان ولا ايه!! ده زميلي في المدرسه عادي  ايه الكلام ده؟!


+



زم شفتيه بقوة وزادت نبرته حدة: عادي؟! آه طبعا كل حاجة عندك عادي! مش فاهمة إن ده بيضايقني ويحرق دمي وانتي عندك عادي ..

تراجعت للخلف من حدته وهتفت: ليه بقى؟ هو انت  أخويا؟ ولا أبويا انت إبيه وخلاص؟


1



شعر بكلمتها الأخيرة ضربته في مقتل، استشاط غضب واقترب منها أكثر، حتى كادت أنفاسه الساخنة تحرق بشرتها وهدر بفحيح: قوليها تاني وهندمك يا جيلان!!

رفعت ذقنها بعناد وغمغمت : هقولها تاني… أَبـيـه آدم..


4



في لمح البصر اقترب منها ..وحاوط خصرها بذراعه وسحبها إليه ..وحدق بها وهو يحاول كبح الانفجار بداخله.. تنفس أنفاسها بعشق ..وعينيه تفضح زلزالا من المشاعر قبل أن يلفظها أخيرا، الكلمات التي كان يكتمها طويلا: أنا بحبك يا جيلان!!


6



وضعت يدها علي صدره وشهقت بصمت.. وتجمدت في مكانها وهو يحدق بها بثبات، وكأنه ينتظر أي رد… أي كلمة… أي شيء ينقذه من هذا الجنون.

لكنها لم تستطع… لم تستطع سوى النظر إليه بذهول، وعقلها يعجز عن استيعاب ما سمعته للتو...


+




        

          


                

أما هو… اكتفى بالنظر لها للحظة أخيرة، ثم استدار بعنف، وابتعد بخطوات غاضبة، وتركها هناك… بين النبضات المتسارعة، والأسئلة التي لن تجد لها إجابة الليلة...


2



علي جانب آخر 

تمايل سليم مع دمع علي انغام الموسيقى الهادئه وهمس : بعد بكره هنرقص في فرحنا ياقلبي..

اومات بصوت ناعم محمل برهبه: بعد بكره!! 

رفع حاجبه بدهشه وغمغم: مالك كل ما اجيب سيرت الفرح تتخضي كده ليه؟!

عضت شفتها بخجل وردت : ماهو انت كلامك وعمايلك بتخوفني ياسليم!!


4



بدأت موسيقى تقديم قالب الكيك نظر حوله وقال : طيب يلا نطفي الشمع مع چيچي.. ونشوف عمايلي دي بعدين,!!


+



التف الجميع حول جيلان أمام قالب الكيك وهي عينيه تلمع بفرحة طفولية.. وهي تتأمل الشموع المضيئة، تلك الأضواء الصغيرة التي تراقصت أمامها كأنها تعكس أحلامها أو بالأحرى، ما تبقى منها...


1



لكنها تشعر وكأن شيئا ما ناقص لا تشعر بفرحه كامله 

لا، ليس شيئا بل شخص!! 

تجولت عينيها بين الحضور هناك وجوه باسمة، وضحكات متناثرة، وتهاني دافئة… لكن هو لم يكن هنا.. 

آدم ذلك المجنون الذي الق بها في دوامة لا نهاية لها بكلمة احبك ثم رحل ..وتركها وحدها في وسط إعصار من المشاعر وغاب !!


1



كانت تبحث عنه بلا وعي، بلهفة مكبوتة تحاول إخفائها شعرت وكأنها تائهة وسط الزحام… حتى وجدت نظرات ونس تستقر عليها بتركيز.

هزت ونس راسها دون كلام هي لم تكن معها لكنها رأت كل شيء رأت الشرود في عينيها، والانطفاء البطيء لفرحتها..


+



ربتت نظلي علي منكبها وهمسة بحنو : يلا يا جيلان، طفي الشمع يا حبيبتي!

ابتسمت جيلان ابتسامة واهنة، وهزت رأسها بخفوت، ثم أغمضت عينيها وهي تتمنى…تتمنى أن يهدأ قلبها.

تتمني أن تتوقف هذه الدوامة عن الدوران...


+



أن تعود الأيام إلى الوراء، إما إلى حيث لم يكن، أو إلى حيث لم يرحل ..

ونفخت الشموع، فانطفأت، تمامًا كما انطفأ شيء ما داخلها...


1



بعد لحظات

وقفت ونس بجانب جيلان وربت علي يدها بلطف وقالت : مالك يا جيلان؟! 

نظرت لها جيلان.. وامتلات عينيها بالدموع الحارقه وهزت راسها بالنفي.. 

اقتربت منها ونس وقالت بدهشه : يااه ده الموضوع كبير بقا في ايه يا حبيبتي مين زعلك؟!


+



نظرت جيلان حولها بتوتر وغمغمت بدموع: آدم!! قصدي أبيه آدم !!

وضعت يدها على كتفها بحنان واقتربت منها أكثر وهمسة بحزم دافئ: تعالي هتباتي معايا النهاردة!!

مش هسيبك لوحدك وانتي زعلانه يا چيچي؟!


1



تنهدت جيلان براحه وكان روحه تحترق بصمت لكن أمتدت يد ونس لها قبل أن تسقط تماما ...


+



بعد مرور وقت ..

داخل شقة جبران الباشا ...


+



جلس الجميع لبعض الوقت قبل أن يقرر جبران ترك الفتاتين وحدهما، متفهم أن جيلان تحتاج لونس أكثر منه الآن. غادر إلى غرفته، تاركا ونس تراقب جيلان التي كانت تجلس على الأريكة، تحاول أن تبدو بخير، لكنها لم تستطع إخفاء نظراتها الشاردة، وكأن عقلها في مكان آخر… مع شخص آخر...


1




        

          


                

اقتربت ونس منها وجلست بجانبها دون أن تضغط عليها للكلام فقط انتظرت بصبر، حتى غمغمت جيلان بصوت  خافت مهزوز كأنها تتحدث لنفسها أكثر مما تتحدث لها : 

قال لي إنه بيحبني!!

همسة بها وكأنها اعتراف محمل بعاصفة من المشاعر والارتباك..


1



نظرت لها ونس ورفعت حاجبها وانتظرت المزيد ..

فركت جيلان جبهتها بارتباك واكملت بحيره ودهشه لا تزال عالقه بقلبها : بس بعدها مشي!! مشي وكأنه ماكانش لازم يقولها.. أو كأنه ندم أو يمكن كان خايف، أو مش عارفة بجد مش عارفه يا ونس !!


1



نظرت إلي ونس ودموعها تنزل ببطئ وتمتمت بحزن : طول الحفلة كنت بدور عليه بعيني، من غير حتى ما أخد بالي، كنت مستنية أشوفه بس هو اختفى مره واحده كده.. طيب ليه؟! ليه قالها؟! وليه مشي ؟!


+



ربتت ونس على يدها وهمسة بلطف : يعني انتي حسيتي بايه لما ملقتهوش في الحفله؟! 

تجمدت جيلان لثوان ورفعت عينيها إلى ونس نظرته لها بمزيج من الضياع والصدمة وهمسة : حسيت إن فيه حاجة ناقصة!! حسيت إن المكان ناقص!! وإني أنا نفسي ناقصة حاجه كبيره اوي!! حسيت اني ضايعه ...


3



ابتسمت ونس بهدوء وضمت يدها على يد جيلان، وضغطت عليها بلطف مشجع وقالت : جيلان يا حبيبتي الحب مش دايما واضح من الأول، وساعات القلب بيفهم قبل ما العقل يستوعب كمان !!


+



بلعت لعابها بصعوبه وكأن ونس أصابت موضع الألم وتمتمت بحيرة: بس إزاي؟ أنا عمري ما فكرت فيه كده، عمري ما تخيلت حتى إن اللي بينا ممكن يكون… أكتر من أنه أبيه ادم زي أبيه سليم كده!!


1



ضحكت ونس بهدوء ولمعت عينيها وهي تميل نحوها قليلا وقالت :إنتي متأكدة؟ ولا كنتي بتهربي من الفكرة يا چيچي؟!

تسارعت دقات قلبها وتنهدت ببطء وهمسة : هو كان بيتحكم فيا بطريقة مستفزة!! وكان بيدخل في لبسي، وفي خروجي، وفي كلامي مع الناس!! واصحابي كمان ..

أنا كنت فاكرها أنه بيحب يفرض سيطرته زي أبيه سليم  بس دلوقتي، بعد اللي قاله، بقى عندي تفسير تاني ..


+



اومات ونس وسألتها بهدوء : وإنتي مكانش عندك رد فعل تجاه كل ده؟ مكانش فيه جزء جواكي بيتحرك بسبب اهتمامه يعني كنتي مبسوطه ولا مضيقه ولا ايه؟!


+



رمشت بعينيها وكأنها تحاول النبش في ذكرياتها وهمسة بصوت يكاد يكون غير مسموع:كنت بحس إنه بيخليني مميزة اني مهمه عنده!!

اومات ونس وهي تشعر بالصدق والحب من نبرته وقالت : اممم يبقى إنتي كنتي حاسة بحاجة…بس كنتي خايفة تعترفي بيها!!


2



ارتجفت جيلان قليلا وكأن ونس انتزعت منها اعترافا لم تكن مستعدة له وذمة شفتيها ونظرت إلى ونس برجاء، وكأنها تستنجد بها من هذا التيه العاطفي الذي ابتلعها فجأة وهمسة:ونس الحقيني أنا مش عارفة أنا ضايعة، ومش فاهمة حاجة ؟!


+



سحبتها ونس برفق، وضغطت على كفها بين راحتيها وقالت :متقلقيش يا قلبي ومتحاوليش تفهمي كل حاجة دلوقتي.. الحب مش قرار بناخد، ولا لغز محتاج يتفك. الحب بيتولد جواكي على مهل، وبينكشف قدامك واحدة واحدة !


+




        

          


                

رفعت جيلان عينيها لها فاكملت ونس بحنو: إدي نفسك فرصة من غير استعجال من غير خوف… وسيبي قلبك يتكلم، وهو هيقولك الإجابة الصح.. بس تحافظي علي نفسك ومتفرطيش في قلبك، ومشاعرك ،ولا شعره منك!! ولازم تكوني غاليه علي نفسك عشان خاطر تبقي غاليه عنده كمان !! وكمان كل ده ميخلكيش تهملي دروسك ومدرستك .. انتي ثانويه عامه يعني مستقبلك هيتحدد السنه دي لازم تركزي اوي فاهمه يا قلبي ؟!


2



ساد الصمت بينهما للحظة، قبل أن تهمس جيلان:  أتمنى قلبي يريحني يا ونس!! لأني حاسة إنه رماني في دوامة ومشي وزعلانه منه كمان !!


+



ابتسمت ونس بحنو، وسحبتها في حضنها، وربت على ظهرها بلطف وكأنها تمنحها بعض الأمان وسط هذه العاصفة من المشاعر التي لم تفهمها بعد وهمسة : ربنا يريح بالك وقلبك يا قلب ونس!! آدم بني ادم كويس وابن حلال وهيحافظ عليكي انا متاكده .. يلا قومي نامي وحاولي متفكريش كتير يا قلبي؛


1



اومات جيلان وهمسة : ربنا يخليكي ليا أنا بحبك اوي اول مره احسن اني عندي مامي زي اصحابي!!

ضمتها ونس وغمغمت بدموع: ويخليكي ليا يا قلبي ..


1



تحركت جيلان الي غرفتها ..وخلفها ونس الي غرفه جبران ..

دفعت الباب بحذر ..فوجدته يجلس على طرف السرير ظهره منحني قليلا ..ويستند بمرفقيه علي ركبتيه ويشابك يديه معا ..وينظر إلى الأرض بصمت ثقيل ووجه عابث بشده !!


+



اقتربت منه بخفة وجلست بجانبه وأسندت رأسها على كتفه بلطف ..زفرا ببطء وأبعد كتفه قليلًا كأنه يتهرب من لمستها بحنق ..


3



كتمت ابتسامتها وتمسكت بذراعه وهزتها بخفة وهمسة : مالك يا حبيبي ؟ مزاجك متعكر ليه؟! 

اغمض عينيه وقطب حاجبه وهو يحاول الثبات أمام دفء لمستها مالت عليه أكثر وهمسة : انت بجد زعلان يا جبري؟! طيب انت وحشتني؟!


1



ذم شفتيه بقوة وقال بحدة وهو ما زال يتجنب النظر إليها: مش زعلان!!

ضحكت ونس بخفة، وقبلته على وجنته وهمسة: لا واضح يا حبيبي.. انت مش زعلانه خالص! ولا حتي غيران مش كده؟!


3



التفت إليها أخيرا وعينيه الداكنه مشتعلة بغضب مكبوت وغيرة واضحة وتمتم بغيظ: ممكن افهم ليه كل الوقت ده مع جيلان؟! وانا اصلا ما بصدق اتلم عليكي وتباتي ليله معايا !!


3



نظرت له وابتسمت بخبث ومسحت علي صدره بعبث وهي تلعب بازرار قميصه وهمسة برقه : حبيبي جيلان كنت محتاجه تتكلم مع حد!! وانا حاولت اكون الحد ده!!


+



قبض على ذراعها وسحبها بقوه علي صدره وغمغم  بصوت مكتوم بحنق : وإنا كمان محتاجك يا ونس.. أنا لازم اكون اول شخص في حياتك ..ومش هقبل بأقل من كده انتي فاهمه؟!


3



سرت رعشه طفيفه بجسده وسندت بيدها علي منكبيه ونظرت له بعمق وابتسمت بعبث وهمسة : أنا اصلا معنديش اغلي منك.. انت الاول والاخير وكل حياتي!!

همس أمام شفتيها بصوت أجش مشتعل: وانا مش عايز غيرك!!


+




        

          


                

شعرت ونس بأن قلبها ارتجف بشده لكنها لم ترد الاستسلام بسهولة، ورفعت حاجبها بمكر وهمسة بمزاح:

يا حبيبي، طب ما تقولي من الأول، بدل ما تقعد مكشر بجد بخاف منك وانت مكشر ومتعصب!!


1



لم يستطع جبران كبح ابتسامة صغيرة، لكنها اختفت بسرعة وهو يتمتم:مش بحب أقول!! بس بكره انك تبعدي عني!

شعرت ونس بأن حرارة جسدها ارتفعت، لكنها أخفت ارتباكها بسرعة، ثم رفعت يديها وأحاطت عنقه بذراعيها، اقتربت منه أكثر وهمسة عند شفتيه: خلاص… أنا هنا ..


+



نظر لها جبران طويلا ..وكأنه كان يحتاج فقط لهذه الكلمات حتى تهدأ عاصفته.. قبض علي خصرها وسحبها إليه وغمرها في حضنه بقوة.. وكأنه كان يحتاج أن يشعر بها بين ذراعيه حتى يعود إليه توازنه...


1



همسة وهي تدفن وجهها بعنقه: كل مره كده هتغير من جيلان وتزعل يا جبري؟؟


+



تمتم جبران بصوت خافت لكنه حاد: لو كل مره تبعدي عني يبقى أيوه! واخدك في حضني واكسر عضمك واستحملي بقا ..


+



ضحكت بغنج ، ورفعت وجهها  وطبعت قبلة خاطفة على وشفتيه وهمسة : وانا مقدرش علي زعلك يا روحي طيب خلاص أوعدك إني مش هبعد تاني ابدا !!


+



ضمها جبران إليه أكثر، وكأن كلمتها وحدها لم تكن كافية لطمأنته، وكأن جسده كان يطالبها بوعد أكبر… وعد بالبقاء دائما قبض على شفتيها اعتصرهم بين شفتيه.. ويده تعبث بجسدها ..حتي سحب فستانها بنعومه وانزلق الي عنقها.. وقطم بشرتها بجنون وهي تشعر بنار حارقه تسري بجسدها وهمسة: جبري براحه!!


1



انزلق الي نهديها ولعق بينهم وغمغم : هو انتي بتحبي براحه يا ونسي؟!

ضحكت بغنج وهمسة: امم.. لا يا حبيبي!!

نزع ملابسه وانغمس بها يعبث بجسدها وغمغم : امال ايه قلة مزاج وخلاص يا فاليروز؟!


1



حاوطت عنقه وقبلته على شفتيه وهمس: وكده مزاجك عامله ايه؟! 

رفع حاجبه وتمتم بخبث: لسه شويا!!

طبعت قبله اعمق على شفتيه وهمس: امم وكده!!


1



مرر يده وقرص فخذها بعبث ..فتحت فمها ولكنها التهم شفتيها بجوع وولج لسانه داخل فمها بعنف.. وارتشف شهدها وامتص لسانه براحه وغمغم: عسل وشهد كمان 

كل حاجه فيكي مسكره كده؟!


1



أغمضت عينيها وهمسة: طيب طلع لسانك كده ادوقه!!

رفع حاجبه بدهشه وغمغم: بجد؟!

اومات له وهي تنظر لها بخبث ..أخرج لسانه قليلا ونظر لها بعشق عضت شفتها ..واقتربت منها والتهمت لسانه ومصته بحنان.. زمجرا بعنف ورفع ساقه علي منكبه وولج رجولته الثائر بعنف.. شهقت بالم فكتم شهقتها بشفتيه وقبلها بعمق.. وهو يدفع بداخلها بقوه وعنفوان حاد.. تلوت من الشهوه وعالت أنفاسهم معااا ..وانغمس بها بدون وعي بدون توقف بدون رحمه حتي ساعات الصباح الأولى ..

....................

في شقه وائل ..


1



وقفت مها  أمام باب شقة وضغطت علي الجرس بعصبية... لحظات وفتح وائل الباب ،بوجه عابس ورمقها بنظرة حادة وغمغم ببرود ونفور : إنتي تاني !!

أنا مش قلتلك مش عايز اشوف وشك تاني!!

عاوزة إيه دلوقتي؟

دفعته بقوه ودلفت الشقه وهتفت : ادخل واقفل الباب معايا حاجة تقلب الدنيا وترجع حقك وحقي!!


4




        

          


                

اغلق الباب بعنف وزفرا بغضب.. وربع ذراعيه علي صدره وهتف : أنا مش عايز اعرف ايه اللي عندك ؟!

انا زهقت منك ومن العيبك!!

اخرجت هاتفه واشارة له.. وفتحت الفيديو ورفعت الهاتف أمام وجهه بتشفي وقالت بخبث :  بص بعينك وشوف الباشا وهو غرقان في حضن السكرتيره بتاعته!!


+



نظر وائل الي الشاشه لحظات وغيم الحزن عليه..

وهز رأسه وسحب الهاتف والقي علي الطاوله ..

وغمغم بهدوء مميت: وعاوزاني أعمل إيه؟ أفرح أزغرط؟ ده واحد ومراته وانا مش راجل ناقص عشان اشارك في لعبتك الوسخه دي!!


2



هدرت بغضب وغيره عمياء : لا لازم نفضحهم! ننشر الفيديو ده، نخليهم عبرة محدش يعرف انها مراته وطلما ماعلونوش جوازهم يبقي في مشكله في اعلان الجواز !!


1



ضحك بسخريه وهز رأسه بيأس وقال :  إنتي عبيطة ولا بتستعبطي؟! إنتي فاكرة نفسك بتلعبي مع العيال!!

ده جبران الباشا وعادي جدا يفعصك تحت رجله!!

وثانيا طلما هو اتجوز ونس يبقي راجل جدع !!

وونس تستاهل تكون مع احسن راجل في الدنيا عشان هي احسن بنت في الدنيا ...


6



صاحت بغضب وعصبيه : إنت جبان وخايف منهم؟! 

صاح بغضب واقترب منها وهدر :  أنا مش جبان، بس مش هسمح لواحدة زيك تجرني للوحل اللي إنتي عايشة فيه!! وتلعب بيا عشان مصلحتها ..

تراجعت مها ونظرت له بتحدي وهتفت : يعني هتسكت؟ هتسيبهم كده بعد ما سبتك عشانه!!


4



رد وائل بحزم وثقه :  اللي بيني وبين جبران مش هيخصك!! وفوقي كده بقا أنا مليش دعوة بحقدك وغلك.. أنا عارف أن ونس عملت كده عشان مصلحة!! أيه هي مش عارف بس انا عارف ونس كويس ...


+



صرخت مها بجنون : إنت أصلك مش راجل!

قبض وائل علي ذراعها وجرها لباب الشقه بعنف وهدر : بره!! اطلعي بره أنا لو مش راجل فعلا كان هيبقي لي تصرف تاني معاك!! بس حظك من السماء وقعتي مع راجل بجد !!


4



دفعها للخارج وهي تحاول المقاومه ولكنه دفعها واغلق الباب بعنف  تاركا إياها واقفة في الممر، تلهث بغضب وذل...

.............

في اليوم التالي في مكتب جبران الباشا 

كان المكتب غارق في سكون ثقيل إلا من صوت أنفاس متسارعة واهنة ..كانت ونس جالسة بين أحضان جبران على الاريكه الجلدية الواسعة.. ويحيطها بذراعيه كما لو كان يحبسها داخله.. وأصابعه تمر ببطء على بشرتها بعشق متملك، مايل رأسه وقبلها على منكبها وهمس : يلا نروح بقا!!

همسة بتوتر وهي تحاول إيقافه : جبران بس!


2



شدد احتضانها أكثر واجبرها على الالتصاق به واقترب بفمه إلى أذنها وهمس بصوت أجش  يذيب مقاومتها : بس إيه؟ مش ملاحظه كل مرة تقولي بس بتخليني أعوزك أكتر! واتجنن عليكي اوي!!


+



سرت قشعريره بجسده.. شعر بها وابتسم بعبث ..ويده تعبث بجسدها حتي توقف علي صوت طرق الباب..

اغمض عينيه بغضب قاتم ..وزفر بحده ونهض وسحبها معه وغمغم بنفاذ صبر : ادخلي الحمام… ظبطي هدومك يلا !!


1




        

          


                

شعرت ونس بحرج وقلبها دق بعنف في جانب صدرها.. قبض علي ذقنها ورفع وجهها إليه ونظر في عينيها وهمس : بحبك.. 

بلعت لعابها بصعوبه وهزت راسها بالايجاب.. وهرولت الي المرحاض وهي تحاول ترتيب أنفاسها، وإعادة تنظيم الفوضى التي تركها فيها..

 

وتحرك هو الي مكتبه وهتف بحزم : ادخل!!

دلف وائل ووقف بجانب الباب ..وهو يحاول بلع الغصه التي تشكلت ف حلقه وهو يري هيئة جبران التي تدل علي ما كان يفعله..


1



اغمض عينه وفتحهم علي صوت جبران الحاد والساخر : مافتكرش انك جاي تسمعني سكوتك؟! 

هز رأسه بالنفي وغمغم بهدوء محسوب : لا أنا جاي أحذرك مها معاها فيديو ليك مع…

فتحت ونس باب المرحاض وتجمدت مكانها للحظه ..

اشعل جبران سيجاره ورفع رأسه ببطء أشبه بعاصفة تسبق الاعصار ..


3



صمت وائل للحظه وغمغم : مها صورتك وانت مع و

قطع جملته عندما هب جبران بعنف.. وسحب سلاحه الخاص والقي به علي سطح المكتب بعنف...

وهدر بصوت خطيرا مشبع بتهديد بدمار كامل  : أنا قولتلك… اسمها ما يجيش علي لسانك!!


1



تصلب وائل وارتجف جسد ..ونس ولكنها فضلت الصمت 

ميل جبران جسده للامام.. ووضع كفيه علي سطح المكتب وحدق في وائل بعمق قاتم :  مها دي ايه؟! اللي جاي تحذرني منها هي فاكرة نفسها إيه؟ ولو معها فيديو، متخيل إنها هتلمح بيه بحاجة تخصني وهتفضل عايشة بعدها!! يبقي متعرفش جبران الباشا قادر علي ايه؟!


+



فتح أحد ادراج المكتب وسحب هاتف منه والقي به علي المكتب وهدر بفحيح حيه مرعب : تلفون مها اهو اتاخد منها وهي نازله من عندك اصلا !!


8



شلت الصدمه ونس ..وبهت وجه وائل بشده ...

 أشاح بوجهه لحظه ورافع يده بحزم وغمغم بجفاء مميت : خلصت كلامك؟! 

اوما برأسه وقال: ايوه ...

لوح له بيده بملل وغمغم : بره!!


1



نظر له وائل بدهشه من بروده المميت.. واستدار وخرج واغلق الباب.. وظلت الغرفة مغمورة في صمت ثقيل حتي أجبرت ونس أقدامها بصعوبه علي الحركه ..

واقتربت من جبران وهمسة بتردد : جبران… أنا السبب في اللي حصل لوائل؟!


+



نظر لها بنيران مستعار اقتربت أكثر وجلست علي قدمه وضمته بكل قوتها ..وكأنها تحاول تهدئته وهمسه :  حبيبي عشان خاطري بلاش عصبيه ..واسمعني هو كان شغال عندك بإخلاص.. وأنا.. أنا اللي اتصرفت بتهور ..


+



ضمها بقوه وغمغم ببرود أكثر مما توقعت : وأنا اللي شغلته وأنا اللي رفدته!!

عضت شفتها وهي تبحث عن طريقه لإقناعه وقالت بحنو: طب ممكن لو هيرجع مش الفندق،حتي لو  بس المصنع على الأقل!!


+



زفرا بعنف ومرر يده يده علي شعرها وغمغم بحده :  ماشي المصنع تحت عيني وأول ما يغلط، مش هيمشي… هيختفي من الدنيا كلها 


1



اومات بصمت .. وهي تعلم  أن هذا أقصى ما يمكنها الحصول عليه .. لكن جبران لا يفوت أي تفصيلة في تعابير وجهها حدق بها وحذرها بجدية :  بس ده مش عشانه. ومش عشانك ده عشان أنا اللي بقرر !!


5




        

          


                

أغمضت عينيها ..وهزت راسها بالايجاب.. وهي تعرف أنه 

عنيد، متسلط، ومجنون بها لحد الجنون.. لكنها أيضا تعرف أنه رغم كل ذلك، هو منح وائل فرصة فقط لأنها طلبت!!

وتعلم أيضا أنها بجانبه بأمان تام ..ولا مها ولا اي شخص يمكنه مسها بسوء.. وهي بين أحضان جبران الباشا ..

.......

في اليوم التالي في منزل ونس ..

في غرفة ونس ..حيث اختلطت رائحة الحناء بعطر الماضي، وقفت دمع أمام المرآة تتأمل انعكاسها وهي ترتدي فستان والدتها كان بسيطا، لكن في بساطته سحر لا يوصف يحمل بين ثناياه ذكرى امرأة لم تترك لابنتيها سوى الحب ممزوج بالحنان مغلف بجرح قديم ف قلوبهن...


1



جثت ونس عند أقدام دمع تعدل أطراف القماش وتسوي الثنيات ببطء، ثم رفعت رأسها وتأملتها بعينين تفيض  بالعاطفة مدت يدها، ومررت أناملها على قماش الفستان كما لو كانت تلمس بقايا دفء أمها الراحلة، ثم ابتسمت بحنين وهمسة: ماما كانت دايما تقول إنكي لما تلبسي الفستان ده، هتبقي أجمل عروسة في الدنيا!!


+



ابتلعت دمع غصة تكومت في حلقها، ورفعت يدها تلمس الفستان عند قلبها، وكأنها تحاول استشعار نبض أمها فيه.  لمعت بالدموع بعينيها لكنها قاومتها وأخذت نفس مرتعش ونظرت إلى ونس وقالت بصوت خافت: كنت بحلم باليوم ده وهي معايا.. نفسي كانت هي اللي تلبسني بإيديها، وتزغرلي، وتفرح بيا يا ونس وبيكي كمان!! 


+



لم تحتمل ونس أكثر، ونهضت واحتضنتها  دمع بقوة، وكأنها تحاول أن تمنحها دفء الأم الذي  افتقدته ..

 ورفعت عينيها إلي السماء وهمسة : هي معانا يا دمع… والله معانا شايفانه  وفرحانة بيكي أكتر من أي حد...


1



أخفت دمع وجهها في منكب ونس، وارتعش صوتها وهمسة:إحنا ملناش حد غير بعض، يا ونس إنتي ضهري وسندي، وإنتي اللي عمرك ما هتسيبيني.

شددت ونس عليها وهمسة في اذنها :  ولا يوم يا دمع ولا لحظة، ولا ثانية طول ما أنا عايشة، مش هسمح لحد يلمسك ولا يوجعك أنا أعمل عشانك اي حاجه في الدنيا يا حبيبتي !!


1



رفعت دمع رأسها مسحت دموعها سريعا وابتسمت رغم الوجع الساكن قلبها. ونظرت إلى المرآة مجددا ، لكن هذه المرة، لم تشعر بأنها وحدها… كانت ونس معها، تماما كما كانت دائما، وستظل دائما 

تأملت ونس انعكاس دمع في المرآة، وهي تدور بالفستان حول نفسها بفرحة طفولية، ثم توقفت فجأة وهتفت  بفضول: بس ازاي الفستان لسه بحالته دي؟ ده قديم أوي ومن وقت ما ماما ماتت! الله يرحمها ..


+



تجمدت يد ونس على طرف القماش، وشردت للحظات… ثم انسحبت إلى ذكريات لم يمض عليها وقت طويل.

فلاش باك ..


+



جلست ونس علي حافة السرير وهي تمسك بالفستان بين يديها تقلبه برفق كأنها تخشى أن يتفتت بين أصابعها. تنهدت بحيرة، ورفعت رأسها إلى أميرة التي كانت تجلس أمام ماكينة الخياطة، تراقبها بنظرة دافئة.

همسه بحيره : خايفة عليه يا ابله أميرة… ده الحاجة الوحيدة اللي باقيه لي من ماما 


1




        

          


                

مدت يدها وأخذت الفستان منها، وتفحصته بدقة وقالت : وأنتي فاكرة إنه هيبوظ ولا  ايه ؟ طب ده أنا عندي ماكينة سحرية هنا ..وهتخليه زي ما يكون ماما لسه مخيطاه بإيديها دلوقتي الله يرحمها !!


+



ابتسمت ونس بخفوت، لكن قلبها كان مثقلا بذكرى أخرى


+



أغمضت عينيها بقهر وهي تتذكر كلمات والدتها وهي تجلس أمامها، وتربت على يدها بحنان وعيناها تلمعان بالدموع وهي تمسك بالفستان الأبيض الناعم، ترفعه أمام ونس كأنها ترى فيه أحلامها المؤجلة وقالت بحنو :  لما ييجي يوم حنتك تلبسيه يا ونس… عشان أشوفك فيه حتى لو من السما يا قلب امك!!


2



ضحكت يومها ونس بفرحه وأخذت الفستان منها واضمته بفرح دون أن تدرك أن الأقدار لن تمهلها تحقيق هذا الحلم الصغير ويبقي بداخل قلبها يكوي قلبها بنار حارقه ..


1



فاقت ونس وهي تمسح دموعها بقهر وغمغمت : ربنا يرحمك يا قلبي ربنا يرحمك يا امي...

نظرت إلي أميرة وهي تمسك بأطراف القماش بحرفية، تمرر أصابعها عليه لتعيد له الحياة من جديد وقالت : 

كان نفسي أفرح بفرحك انتي الاول يا ونس انتي الكبيره يا بنت قلبي!!

 

مسحت ونس دموعها وتنهدت ببطء شديد هي لم تفرح بحنتها، ولم ترتدي الفستان في زفافها، لأنها لم تكن هناك حنة أصلا! زواجها من جبران كان سرا، بلا زفة ولا فرحه، فقط عقد وقلب ينبض بجنون رجل واحد. لكنها لم تندم يوما لم تحتاج إلى زفة حين كان عشق جبران وجنونه بها يغنيها عن الدنيا وما فيها وقالت : أنا فرحتي ختها في فرحة دمع يا ابله !!


2



دمعت عينين أميرا  لكنها أخفتها سريعا وتابعت وضع لمساتها الأخيرة على الفستان قبل أن ترفعه أمامها وتبتسم برضا وقالت :أهو زي ما يكون طالع من تحت إيدين أمك دلوقتي!!


+



تأملت ونس الفستان بعيون دامعه وهمسة بصوت مرتجف: تسلميلي، يا ابله أميرة والله إنتي أحسن حاجة حصلت لنا بعد ماما الله يرحمها !!


+



ضحكت اميره واقتربت منها وربتت على وجنتها بحنان:

لا يا ونس دانتو هديه من ربنا.. أنا ربنا بيحبني اوي عشان كرمني بتربية ايتام واكون امهم كمان دي نعمه يا بت !!


1



عوده ...

عادت ونس إلى الواقع على صوت دمع وهي تمسك بطرف الفستان بين أصابعها وتتأمله بإعجاب وقالت :  أميرة اللي ظبتطه مش كده؟

ابتسمت ونس، ومدت يدها لتعدل طرحة دمع، قبل أن تهمس لها بنفس الحنان: أيوة عشاني وعشانك يا حبيبتي..


+



 نظرت لها دمع بحب وضغطت على يدها برفق، وكأنها تشكرها على كل شيء، دون الحاجة إلى الكلام...


+



ف الخارج 

وسط الزغريط والضحكات من أهل الحاره ..كانت دمع تتألق كزهرة في أوج تفتحها.. محاطة بصديقاتها اللاتي يرقصن حولها بفرح... كانت ليلة حنتها، ليلة العمر التي لطالما حلمت بها، وكانت تعيشها بكل ما فيها من سعادة.


1



على الجانب الآخر، كانت ونس تراقبها من بعيد، تتأمل الفرحة المشعة في عينيها، وتشعر بشيء من الرضا… على الأقل استطاعت أن تحقق لدمع ما لم تحققه لنفسها.

- ونس!

استدارت ونس على صوت مألوف لتجد أمل صديقته تتقدم نحوها بابتسامة ودودة وهتفت : مبروك يا قلبي! وحققتي الحلم اهو.. ودمع هتتجوز ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتي !!


+




        

          


                

ابتسمت ونس بحب وضمت امل وهتفت : عقبالك يا قلبي انتي كمان اختي وصحبتي ونفسي افرح بيكي.. 

جلست ونس وامل بجانبها وهم يتبادلون اطرف الحديث حتي هتفت ونس : مالك يا امل حاسة فيكي حاجه يا حبيبتي؟!

 

اومات امل وهتفت: الظروف صعبه وبابا تعبانه وانا كنت  عايزة أطلب منك طلب، يا ونس؟!

مسكت ونس يدها وربتت عليها وقالت :  قولي يا بنتي في إيه؟!


1



نظرت لها امل وقالت : عايزة شغل!! أي حاجة!! عارفة الدنيا بقت عاملة إزاي.. والفرص قليلة، فقلت أسألك يمكن تقدري تساعديني وتتوسطي لي في المكان اللي بتشتغلي فيه !!


3



تأملتها ونس للحظات وربتت على يدها بطمأنينة وقالت :

ولا يهمك يا قلبي هتصرف وألاقي لك حاجة قريب بس ادعيلي بس الدنيا تمشي زي ما أنا عايزة!!

زفرت امل بارتياح.. وابتسمت ونس لها قبل أن ينتفض جسدها على صوت هاتفها الذي بدأ يهتز في يدها...


1



نظرت إلى الشاشة وقلبها تسارع ونهضت بسرعه وهمسة بصوت ناعم: ألو؟

هتف جبران بغضب :  انتي فين كل ده يا ونس النهارده مشفتكيش خالص؟! وكل ما اكلمك تقولي عشر دقايق، وعديت نص ساعة!!


1



رمشت بعينيها وهمسه بهدوء لعله يهدي : معلش يا جبران يا حبيبي.. دمع فرحانة ومش قادره أسيبها كده فجأة !!

هتف بحنق وغيره قاتله : ونس متخلينيش أجي أخدك بنفسي!

 

غمغمت بحنان وهي تشعر بنبرته المشتعلة المليئة بالتملك والغضب المكتوم ..وتعرف جيدا أنه حين يصل إلى هذه المرحلة يصبح عنيدا بشكل لا يمكن التعامل معه...


+



حاولت أن تتنفس بعمق ثم همسة برقة:متعصبش نفسك يا عمري !! أنت عارف إنك أغلى عندي من الدنيا كلها ..

 بس الليلة دي مهمة لدمع، ومقدرش أكسر فرحتها!!


+



ساد الصمت للحظات على الطرف الآخر، قبل أن يأتيها صوته أكثر انخفاضا، لكنه لا يزال مشحون بالغيرة والتملك: عندك عشر دقايق يا ونس وبعدها عايزك جنبي وفي حضني للصبح مفهوم؟

ابتسمت بخفوت، وهمسة بمكر لذيذ : مفهوم يا جبري!!


1



أغلقت الخط ورفعت رأسها نحو دمع التي كانت تضحك مع صديقاتها وهمسة : استر يارب من الجنون ده!!


1



وسط زغاريد النساء وصوت الطبول انضمت ونس وامل واميره الي دمع وبدانا يتمايلنا بسعادة وفرحه معها عالت ضحكاتهم وعاشوا اللحظة بكل ما فيها من بهجة..


+



حتي اقتربت أحدي السيدات من اميره وقامت بتهنئتها ووضع مبلغ مالي في يدها وقالت : مبروك يا حبيبتي ربنا يتمم لها علي خير يارب!!

قطع جملة أميرا يد خشنة قاسية امتدت بسرعة، وسحبت  المال من يدها ودفعها بعنف وغمغم بشر  : اوعي يا وليه مالك متبته علي الفلوس كده جاتك الهم!!


+



تمسكت ونس بأميره قبل سقوطها.. وقبل أن تتدخل انصرف صبحي بين الحضور ..

تاركا خلفه غصة في الحلق ورجفة في القلوب ..


3



اوشك الفرح علي الانتهاء وبدأ الجميع بالانصراف حتي رن هاتف ونس من جديد نظرت إلى الشاشة..

بلعت لعابها وأجابت بصوت خافت: جبران!!

لكن هذه المره لم يكن صوته يملأه الغضب بكام كان إعصار :  ونس أنا زهقت!!


1




        

          


                

تجمدت في أرضها وارتعش قلبها مع صوته القاتل : أنا قلتلك عشر دقايق مش ساعة يا ونس؟! 

غمغمت بخوف :  جبران أنا ..

قاطعه بجنون : مش عايز أسمع حاجة قدامك خمس دقايق لو ما كنتيش عندي هاجي أنا أخدك بنفسي!!

 وهعرف كل الناس اللي حواليك إنك مراتي فاهمة...

هتنزلي تلاقي السواق قدام الباب فاهمه !!


1



ارتبكت وأدركت أن هذه المرة لا مجال للجدال وقالت :  أنا جاية يا حبيبي جاية حالا !!

أغلقت الهاتف وتسللت خارج المنزل بسرعة وقلبها ينبض بجنون وصعدت السياره واغلقت الباب وهتفت : اطلع لو سمحت بسرعه!!


+



اوما السائق وانطلق بسرعه.. على الجانب الآخر من الشارع في ظلام الليل كان هناك صبحي يجلس وحدق بها بدهشه من خروجها وهي مرتبكه بخطوات مسرعه وغمغم : رايحه فين البت دي أنا من الاول حاسس انك مش مظبوطه يا بت الحرام !!

نهض وصعد دراجته النارية وتبعها كأفعى تتربص بفريستها..


3



 تسارعت أنفاسها وكأنها تسابق الزمن.. تلهث بشدة وقلبها يخفق بجنون.. وكأنها تدرك أن ما ينتظرها ليس مجرد لقاء عابر ..وصلت بداية شارع الفندق حتي وجدت سياره جبران بجانب الشارع..


+



 أوقفت السياره وفتحت الباب.. وترجلت ولكنها اصطدمت بعينيه المشتعله بجحيم حارق وكأنه وحش مستنفر .. يقف بجوار سيارته كتفيه العريضتين مشدودتين بغضب واضح ونظراته تعريها قبل أن يصل إليها ...


+



دون أن يمنحها فرصة لالتقاط أنفاسها انقض عليها وجذبها إليه بعنف.. جعلها تلتصق به تماما حتى شعرت بحرارة جسده تحرقها من فرط القرب..  

قبضته حول خصرها كأنها أصفاد لا فكاك منها.. وأنفاسه المتسارعة تضرب عنقها..


2



 وهمس بصوت مخنوق من الغضب والعشق المتملك: ليه خلتيني استني كل ده؟! ليه تخليني أفقد صبري عليكي بالشكل ده !! أنا مجنون بيكي يا ونس مجنون لدرجة إن تأخيرك ده كان ممكن يخليني أدمر الدنيا عشان أجيبك لحضني !!


+



ارتعشت ونس بين ذراعيه ليس خوفا بل من إحساسها الجارف بسطوته بامتلاكه التام لها .. حاولت أن ترفع وجهها لتواجهه  لكنه لم يسمح لها بدلا من ذلك شدها إليه أكثر حتى اختفت أنفاسها داخل صدره العريض..


+



 حرك يده إلى شعرها وقبض عليه برفق لكنه لم يكن رحيم أو حنون .. أراد أن تشعر بجنونه أن تدرك فداحة ما فعلته عندما تركته ينتظر..

 همسة بصوت مذعور لكنه مفعم بالوله: جبران أنا كنت مع دمع الفرح لسه ما خلصش انـ..


3



كتم صوتها وضاعت كلمتها بين شفتيه.. وهو يحكم قبضته عليها أكثر ويلتهم شفتيها وأنفاسه الحارقة تحرق بشرتها..

 اخيرا حرر شفتيها وقال بحدة: وأنا مالي إنتي فاكرة نفسك تملكي رفاهية التأخير عني!! أنا هحاسبك الليلة على كل ثانية خليتيني استني فيها هدوبك في حضني ومفيش اعتراض ولا نوم!!

 

دون أن يمنحها فرصة أخرى للرد، فتح باب السيارة بقوة، دفعها للداخل برفق لكنه كان مهيمنا.. ثم استدار ليجلس بجانبها وأدار المحرك وانطلقت السيارة بينما ونس تحاول استعادة أنفاسها..

 ولكن كيف لها ذلك وجبران بجوارها، بجنونه، بغيرته، بنيرانه التي تتأجج بلا رحمة..


2



في الخلف كان صبحي يراقب كل شيء قبضته تتشنج فوق مقبض الدراجة النارية ..وعينيه الضيقتين تعكسان غضبا قاتل .. رأى جبران يقود السيارة بسرعة كأنه يهرب بها إلى عالم لا يشاركهما فيه أحد ..

ابتسم بخبث ثم تبعهم بصمت يحفظ كل تفصيلة يحسب كل خطوة..


1



حتي وصولهم إلى المبنى الفاخر ترجل جبران من السيارة أولا واستدار نحو ونس وفتح الباب وأمسك بمعصمها  شدها نحوه بقوة حتى ارتطمت بصدره مرة أخرى  وهمس بجانب شفتيها بنبرة وعيد ممزوجة بالعشق: إتاخرتي كتير يا ونسي وأنت عارفة كويس إن جبران عمره ما بيعدي حاجة زي دي بالساهل استعدي لليله هتحلفي بيها !!


2



تصاعدت أنفاسها وارتجف قلبها لكنها لم تستطع التملص، فهي تعرف أن الليلة لن تكون عادية..

دلفوا البنايه بسرعة ..بينما في الظل كان صبحي يراقب يقترب أكثر يحفظ العنوان.. يحفر المشهد في ذاكرته يدرك أن كل شىء تغير الان ووووو


14



الخامس والعشرين من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close