رواية عانقت رماد الذكريات الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم سمر محمد
عرف اليوم ان أباه فارق الحياه
دخل إليه حسام وجده يبكي مثل طفل صغير
اقترب منه بحنو : احمد كلنا هنموت بس بختلاف المعاد كل واحد ليه وقته بدل ما تعيط عليه ادعيله
أخبره بصوت متقطع يحمل كثيراً من الوجع : بدعي بس الفراق صعب وماما في المستشفي
: قوم يا احمد خلينا نروح اخوك محتاجك جمبه وبالمرة تطمن علي نور
نظر إليه بجمود : بس انا مش عايز أشوف داليا دلوقتي لو شفتها مش هقدر اسكت تاني
نفي الطبيب : مينفعش انتِ لو عملت كده هتضيع كل حاجه انت خلاص وصلت للمرحلة الأخيرة
سأله احمد بحزن : هو بابا مات إزاي
أجابه الطبيب بصراحه : اللي أعرفه أنها سكتة قلبيه
نكس رأسه فهو تعب يريد إصلاح حياته لكن القدر يخالفه كان بعيد عنه لكنه يحبه كان الدرع الأمن له
اقترب حسام بخوف فحالته هذه الأيام غير مستقرة : أحمد انت اقوي من كده متفكرش كتير ده قدر
ابتسم بوجع : متخفش عمري ما هرجع للأرف ده تاني
اطمئن الطبيب قليلاً فلا يوجد أسهل من القول
.....................................
اليوم ذاهب لرؤية العروس يعلم أنه مخطئ لكن لا يمكنه التراجع الآن فهي من دفعته إلي ذالك ببرودها
دخلت هنيه عليه بتردد : أدهم هو انت قلت لساره أنك رايح تشوف العروسة
حرك رأسه بمعني لا فتابعت هي : مينفعش من الشروط أن الأولى تكون عارفه
لم ينظر إليها فهو مشغول برابطه العنق : ماما ياريت تسكتي وأحنا هناك انا عارف أني اتسرعت في الحكاية ديه بس ساره كانت مخرجاني عن شعوري ودلوقتي هي اتعدلت معايا ديه هتولع فوق بس البنت حرام أني ارفضها من غير ماشوفها هنروح نقابل بعض وبعدها هنقول مفيش نصيب وانا واثق أنها مش هتوافق علي واحد متجوز مفيش بنت ترضي تدخل نفسها في صراع زوجه أولي
قاطع الحوار الدائر بينهم دخول ساره تبتسم بطريقة مستفزة
اقتربت من ادهم بدلال زائد اخذت منه رابطه العنق : هاتها انا هربطهالك معلش يا حماتي ممكن اكون مع دومي براحتي
رفع حاجبه بمعني مستغرب : دومي فين
ضغطت علي قدمه ونظرت إليه بطريقه ناريه : هههههههه أيه يا بيبي ده اسم الدلع بتاعك
نظرت اليها هنيه بمكر : طيب يا حبيبتي اسيبك مع جوزك
تركتهم هنيه وغادرت لتلتفت الأخرى إليه ابتسمت إليه بغل وهي ممسكه برابطه العنق : هي العروسة اسمها إيه
بلا مبالاة : ولا اعرف ومالك بتقوليها بغل كده ليه
ضغطت أكثر علي رابطه العنق كادت تخنقه فهي لا تري أمامها سوي أنثى تريد خطفه منها
ابعدها عنه بعنف : الله يخرب بيتك كنت هموت وبعدين مش مرتحلك حاسس أنك نويه علي مصيبه
تطلعت إليه بحزن مصطنع : انا يا بيبي انا وش كده
: لا يا حبيبتي انا عارف أنك ملاك بريء سلام يا حبي أتأخر علي العروسة
خرج وتركتها تبتسم بخبث : هنيالك يا عريس الغفلة
................................
وصلت السيارة أمام القصر أعطاه حسام ابتسامه مطمئنة : انزل انت دلوقتي انا هروح مشوار وهرجع لو حد قالك حاجه عشان غيابك وكده قول أنه شغل مهم وأنك لازم ترجع ملكش دعوه بداليا أبعد عنها قد ما تقدر
ترجل من السيارة بهدوء نظر إلي القصر بمشاعر مشتتة حنين واشتياق فهو اشتاق وبشده للذكريات وغضب علي حاله وما أوصل نفسه إليه
دلف إلي القصر وجد الحارس يقترب منه أعطاه نظره احتقار لم يفهم معناها وبعدها هجم عليه حاصره ولأن جسده ضعيف لم يقدر علي المقاومة
: في إيه يا عم علي انت ماسكني كده ليه
أخذ يصرخ في الحارس لكن لا حياة لمن تنادي
واخيراً خرج محمد إليه فتركه الحارس اقترب من اخوه يريد ضمه فهو اشتاق وبشده إليه قال ان بعد والديه هو السند يريد الاحتواء. والأمان منه لكن دفعه محمد بقوه فسقط ارضا ً ابعده بنفور وتقزز كأنه شئ ملوث
نظر إليه بتعجب : في إيه ما محمد
رأي نظره في عينه لم يراها من قبل اقترب منه لكن الصفعة كان لها تأثير عليه : انت اوسخ واحد شفته تخون اخوك يا زباله يا علي هات الحراس وتعالي انت عشان خاطر ابوك اللي مات بسببك وامك اللي بين الحي والموت هسيبك انت اللي زيك عايز القتل بس انا مش هوسخ أيدي بدمك
أتي علي ومعه الحراس قاموا بسحبه من قدمه وأمام اخيه هجموا عليه لم يشعر بشيء فجسده مخدر لم يكن يري سوي حبيبته تختبئ تضع يد علي فمها تبكي بصمت واليد الأخرى علي بطنها
واخيرا انتهوا سحبوه من قدمه مره أخري ليصرخ : يا نوررررر حرام عليكي اسمعيني انا مش وحش انا عملت كل ده عشانك متسبنيش أضيع من غيرك تاني حرام عليكوا اسمعوني طيب يا نورررررررر
أخذ يصرخ في الجميع لكن القرار اتخذ وعليه الأن انتظار تنفيذ الحكم
..............................
فاقت علي يد يضع شئ علي راسها حاولت الحركة لكن جسمها ثقيل نظر إليها الطبيب : ياريت متحركيش جسمك ده غلط
نظرت إليه بضعف : انا فين
أجابها الطبيب بهدوء : انتي في فيلا زيدان باشا
اتسعت عيناها بصدمه وخوف فالنهاية أتت ولا مفر منها
..............................
مال علي أمه قليلاً : هي ست الحسن اتأخرت ليه ؟؟
أجابته امه بحبور : عروسة يا حبيبي
قام بتقليدها : عروسة يا حبيبي ما انتِ عارفه اللي فيها
كانت علي وشك الرد لكن استمعوا صوت ضغطت امه علي يده : اسكت العروسة وصلت ابوس إيدك مش عايزه فضايح
نظر إلي الباب لتتسع عيناه فالعروسة لم تكن سوي الرجل المتنكر صاحبه تنتون وتنتن