رواية رجفة من نوع خاص الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم بسملة محمد
رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة الـواحد والعِـشرون_يلين قلبهُ!؟"
3
"______"
+
لـم تُشعر بجسدها إلا وهو يُدفع خارج ورشتهُ يُصيح بها بانفعال!، سيفضحها الآن...!!!
+
_يلا غـوري يا"ساجية"بدل أقسم بالله ما أنشر غسيلك الـ***قدام الكُل، وهـقول كـل...
قطعت جـُملتهُ مُبادرة بـوضع كفها فوق فمهُ تمنعهُ من التحدث، نظراتها تشُع كراهية، كانت تمتلك أمل بسيط إن "باسم"مَن أحبها وأحبتهُ ليس بذلك السوء، كانت تُريد فقط زواج على ورق ليس أكثر!، لكنهُ يظهر لها يومًا بعد يوم أسوء ما فيه، يظهر لها وجهُ المخفي، في ليلة وضحاها تغير تمامًا!، أظافرها غـرزت في لحم فمهُ، تُحدثهُ بنبرة قوية حادة، ماسحة دموعها المتساقطة بيدها الأخرى بمنتهى العُنف_:
1
_بس بس، ربنا هو إللي عارف الحقيقة، بس الغلط غلطي من الأول، إني حبيت حد زيك، أقولك أنا أقسم بالله منتظرة اليوم إللي هشوف كل حاجة عملتها فيا بتترد فيك، أقسم بالله هزغرط من الفرحة، هتبقا شماتة.
+
نظراتها تغيرت إلى واثقة، تدفع يديها من فوق فمهُ، مستديرة للمغادرة، عَلت نبرة صوتهُ، مُتهازِئ بجُملتهُ"طب أبقي أتعلمي تزغرطي بقا".
+
لـم تستدير لهُ مُكملة طريقها تردف بنبرة واثقة"هتعلم، أقسم بالله هتعلم".
+
فرت دمعة من عيونها وهي تسير، ومِن جديد بدأت دموعها بالتساقط، تلك المرة لـم تأخذ الباص بـل كانت تسير بمفردها على قدميها تبكي بقهرٍ، كُلما يراها أحد يتعجب من حالتها، تعبت مِن السير، لم تضع لُقمة واحدة في فمها منذ أمس، وليل لـم تصعد لها كعادتها؛ تقززت منها بالتأكيد، هي غبية لتقص عليها شيء كهذا، رمت بحالها بين يديها، مَن لا يعرف بموضوعها الآن!، الجميع يعلم تبقى والدتها وعبد الرحمن وهو قريبًا سيعلم، الغبية فضحت نفسها أمامها!
3
اتجهت تجلس على أحد الأرصفة بعقلٍ مُغيب، هيئتها مُريبة بالنسبة للمارين، تتمنى أن تستطيع القاء بجسدها أمام أقرب سيارة لها، تمنع نفسها بصعوبة، تذكر نفسها بـإن المُنتحر كافر، سترتكب كبيرة من الكبائر ألا يكفي جريمتها!!، لن تستطيع مقابلة الله وهي هكذا، منتحرة، كافرة، أهون عليها أن يقتلها زوجها أو والدتها وهي تائبة وليست بكافرة!، لـم تنتبه لحالها إلا عندما شعرت بيد تُربط فوق ذراعها، نظرت لها بفزع، لتجدها سيدة مِن عمرها وتحمل بيدها الأخرى طفل في شهورهُ الأولى، سألتها باستغراب ونبرة متعاطفة_:
2
_في حاجة يا آنسة؟، مالك قاعدة كدا ليه؟
+
"هه!، أنا بس قاعدة...قاعدة عشــ، أنا هقوم حاضر".
حديثها متلجلج، لا تستطيع التحدث، نهضت بصعوبة تتحامل على يديها بكُل قوة باقية لها، أمسكتها من يدها تُحدثها بلين، مبررة"اصبري بس مقولتش تقومي، عايزة أساعدك لو في أيدي واللهِ".
1
أبعدت يديها عنها، تردف بجملتها بانهيار_:
_محدش في أيده أي حاجة أنا السبب.
+
تركتها وذهبت مُبتعدة عنها، تعجبت الأخرى متحدثة بنبرة شَفِقة حزينة"لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يشيل عنك، ويريح بالك"
+
فقدت عقلها تُقسم، جففت دموعها سريعًا بظهر يديها، عدلت خِمارها، نفضت الغُبار العالق بفستانها، أخذت نفسٍ عميقٍ أخرجتهُ بعد ثوانٍ مُقررة أن تبتعد عن"باسم"للأبد، لا لن تنهي حياتها، ولن تسمح لأشباه الرِجال يتحكموا بها، غـيرت طريق سيرها، ولن تذهب إلى المشفى بعد الآن؛ لـن تـمس قدمها بعد الآن منطقتهم، هي بالأساس غريبة بتلك المنطقة، من الأساس هي منطقة"باسم"و"يوسف"و"خالد"السبب الرئيسي في تدميرها، الثلاث أصدقاء كانوا مُتفقين عليها، باسم اشتغلها ومِن ثم تركها لأصدقاءه يُلاحقوا بها، بعد كل هذا الصِراع كانت تجلس في القِطار، شاردة نظراتها مُعلقة بالنافذة تنظر منها بعقل مشوش، أمسكت هاتفها بيد مُرتعشة ترسل رسالة لوالدتها مُختصرة"أنا رايحة المنصورة؛ مش طايقة المنطقة هغير جو".
16
تعلم إن والدتها لـن تتوقف عن الإتصال بها؛ لتغلق الهاتف، ومِن ثم ألقت بهُ في حقيبتها بلا مُبالاة، غير مُبالية بأي شيء سيحدث بعد سفرها لعائلة والدها، لا تهتم كل ما تهتم بهُ إنها عانت في تلك المنطقة أكثر من أي شيءٍ أخر.
+
"_____"
+
وصلت الرسالة لوالدتها ولـم تهدأ، تدور حولها بقلق بالغ، ابنتها متهورة، ضعيفة، غبية، حساسة، هشة، لماذا لا تُفكر في الشيء مرتين قبل فعلهُ!، ستجعلها تتواجه مع تلك العائلة مرة أخرى، اللعنة عليها، أخذت إذن من عملها عنها وعن ساجية بِـعطلة لمدة يومين فقط، أجرت معها أكثر مِن أتصالٍ لكن هاتفها مغلق، ستُجلط منها، قطعت علاقتها مع تلك العائلة منذ زمنٍ بعد أكل إرثهم ومع ذلك الغبية رجعت لهم وتركتها وتركت خطيبها مُستقبلًا، أمسكت بهاتفها من جديد لكن تلك المرة هاتفت شخصٍ أخر؛ أجابها وبعد التحيات تحدثت بتوتر ظاهر في نبرتها_:
2
_بقولك إيه يا"عبد الرحمن"ساجية راحت تزور عيلة أبوها لوحدها، إيه رأيك تيجي معايا تتعرف عليهم هناك وتطلب أيدها من عمها، عشان هو كبيرها وكدا.
+
استحسن الفكرة وخصوصًا إن قلبهُ ألمه عليها بسبب بُكاءها الهِستيري، تحدث ببسمة موافقة"تمام بس ممكن نأجل السفر دا لبعد ساعتين عشان ورايا قضية مهمة أوي، دا لو مش هزعجك".
4
"طبعًا براحتك، شوف أنت هتفضى أمتى وأنا معاك".
+
نهت المُكالمة مع بسمة مُمتنة لكنها تلاشت تمامًا مُحتلة مكانها معالم ضيق واضحة من تصرفات ابنتها المتهورة!
+
"______"
+
عيون عسلية مُحدقة بكل إنشٍ بوجهها، تحسست يدهُ ملمس بشرتها، تنهد بحرارة تنهيدة يخرج بها كل ما يحملهُ، شعرت هي بحركة على وجهها، فتحت عيونها سريعًا لتجد عيونهُ المُقززة تُحدق بها، تثائبت بـنعاس متحدثة بنبرة حادة مُغمضة عيونها_:
"أيدك بقرف منها شيلها، عيونك بقرف منها أبعدها من عليا".
9
_حاضر، صباح الخير.
بالفعل رضغ لأمرها لهُ بمنتهى اللين، قال جملتهُ بنبرة حنونة لـم تعتاد عليها، شعرت بهُ ينهض من فوق الفراش، بعد وقتٍ شعرت بهُ يجلس عليه من جديد، زفرت بانفعال تكور يديها بغضبٍ تضربها بالفراش، صدمها هو بـوضع شيء سائل على وجهها، يُدلكهُ بكفهُ بحنان، نفضت بفزع الغِطاء الخفيف من عليها بحركة لا إرادية، جلست نصف جلسة تمسح سريعًا ما وضعه فوق وجنتها، سألتهُ بنبرة مغلولة_:
"عايز تشوه وشي أكتر ما شوهته!"
2
هز رأسه بيأس، مغمض عيونه بتألم ضاغط عليها بكل قوة بهُ، أردف من بين شفتيه بهدوء"دا مرهم مُسكن الألم، وشك مليان كدمات".
19
رفعت حاجبها بسخرية لاذعة أثر جملتهُ، اطلقت ضحكة عالية للغاية تسخر بها منه، حدثته بعدم استيعاب"أنت أصلًا إللي عامل الكدمات دي، أمي هتيجي تعملها وتمشي ولا إيه!؟"
ختمت جملتها تسألهُ بتهكم واضح، موزعة عليه بنظرات مشمئزة، ابتسم لها مُحاول السيطرة على أعصابه يخبرها بنبرة منخفضة هادئة"وأنا بعالج أهو الكدمات".
4
_ياحِنَين!
رمت بكلمتها ناهضة من فوق الفراش بعدم اهتمام، نهض خلفها يحدثها بـتنهيدة آسفة_:
_عارف إنك مش طيقاني، بس هقولك حاجة إحنا مضطرين نعيش مع بعض، يبقا أكيد مش هفضل طول عمري أضربك وأتخانق معاكِ.
6
تملكت منها الدهشة، أستدارت لهُ ترمقهُ بدهشة من حديثه الحنون ولأول مرة!، استفهمت بعدم تصديق"أنت إللي بتقول كدا!"
+
حرك رأسهُ بِبُطء مؤكد على سؤالها، أقترب منها واضع كفيه الاثنين على ذراعيه متحدث بنبرة دافئة"آه أنا، أنا تعبت ياليل من كل دا، وتعبت من الخناق واللهِ، لما نتخانق هيحصل حاجة جديدة؟؛ لاء أنا وأنتِ بردو هنفضل في بيت واحد، ومش معقول الحياة كلها تبقا كدا!، حقك عليا أنا غلطان".
2
ختم حديثهُ ناظر لعيونها المصدومة، سيطرت عليها الصدمة، مَن يتحدث!، كيف في ليله وضحاها تغير!، أمس صفعها، استحلف لها!!، لماذا نبرتهُ حنونة لينة!، لماذا لا يغضب؟؟
6
حاولت تنظيف حلقها مِن أثر الصدمة قبل أن تردف أردف هو بنبرة نادمة حزينة"أنا آسف يا"ليل"حقك عليا، أوعدك عمري ما هضربك أبدًا".
16
منعها من التحدث مرة أخرى، مُخرج من جيب بنطاله علبة قطيفة زرقاء صغيرة، فتحها لها ليظهر أمام عينيها خاتم ذهبي رقيق للغاية، وزعت نظراتها المدهوشة بينهُ وبين الخاتم، أمسك بيدها بين يديه، يخرج الخاتم بهدوء من العلبة، ومن ثم بمنتهى الرقة وضعهُ في أصابعها، مُقبل ظهر يديها بحنانٍ غريبٍ، تحدث بعيون يلمع بها كل معانٍ الحُب_:
4
_أنا بحبك أوي، أنا آسف.
19
كل شيء سريع، سريع لدرجة رعبتها، ثوانٍ ووعت لحالها، خلعته له تُلقيه بوجه متحدثة بنبرة شرسة_:
_مهما تعمل مش هرضى بيك، وولا هحبك، هتفضل طول عمرك بالنسبة ليا زبالة، ديلر، ديلر الصغير قبل الكبير بيشتري منه، تحت أيده ناس شبهُ مقرفة، فاتح البيت دا كله بمال حرام، فكرك أما تعمل الحركتين دول هقول أووه يااه دا انا شكل قلبي رق ودق!، مش أنا إللي أحب ديلر، بياع مخدرات، أهون عليا تضربني وتموتني ولا إني أتجنن وأحبك.
6
كانت متوقعة أن يغضب، ينفعل، يثور عليها، لكن خالف توقعاتها وأنحنى بجذعه يلتقط الخاتم مِن أسفل قدميهم، أعتدل في وقفتهُ يضع الخاتم مرة أخرى في العلبة واضعها فوق أيد الأريكة، دلف غرفتهُ مغمغم بنبرة مغتمة حزينة_:
+
_ماشي، دي حريتك.
14
ضغطت على شفتيها بعنف تُخرج بها غضبها، يظنها بتلك الأفعال المقرفة يشتري رضاءها، لا يعلم إنه زادها حنقٍ منهُ، لا أحد يستحق أن يكون زوجها إلا قُصي، يظن إنه سيأخذ مكانهُ، تقسم إنها لن تفعل وإذا قلبها خانها وشعر بشيء تجاهُ ستخلعه تضعه تحت قدميها، ستدهس على قلبها إذا دق لشخصٍ غير حبيبها.
4
شخصٍ يُتاجر في كل شيءٍ ممنوع، يجعل الشباب المُراهقين يعملوا تحت يدهُ، يدمرهم، يدمر أجيال، يدمر الصغير قبل الكبير، هل لـتاجر مُخدرات أن يُحب؟؟، يلين قلبهُ!؟، يؤلمهُ!؟، لا كان ألمهُ في كل مرة يعطي تلك الأشياء المدمرة إلى الشباب الصغيرة، كان ألمهُ عندما ترجتهُ أن يبتعد عنها ويتركها بحالها، كان ألمه وساجية تقف أمامهُ مذعورة، كان ألمهُ عندما صراخها وبُكاءها وصل إلي مسامع الجميع من ضربهُ المبرح لها، كان ألمهُ مع كل شاب يشتغل معه أخذتهُ الشرطة بدلًا عنهُ، كان ألمه عندما خان صديقهُ مع زوجتهُ!، كان ألمهُ عندما حاول شخصٍ من رجاله قتل"تيم"، كان ألمهُ عندما علم أول مرة بخبر وفاة شاب في مقتبل عمرهُ بسبب ذلك السُم، كان ألمهُ في كُل مرة بكت بسببهُ، في كل مرة ارتجفت منهُ بخوفٍ، كيف يألمهُ وهو لا يملك قلب مِن الأساس؟!، كيف؟
13
"_____"
+
ما أن خطت قدميها داخل قريتها وهي خائفة، متوترة، تلعن نفسها ألف مرة على تهورها!، كيف تأتي لهم مرة أخرى!؟، شعرت بالرهبة تسيطر عليها ما أن وصلت إلى بناية عائلتهم، بناية مكونة من أربع طوابق، كل طابق يحتوي على أربع منازل، عائلة أبيها بـأولادهم كبيرة مُحتلين كل البناية حتى منزلهم الوحيد!، تنهدت بآسى، تبتلع غصة مريرة، صعدت بأقدام مرتجفة، حتى وصلت إلى الطابق الأول، ترددت كثيرًا أن تطرق بابهم لكن بالأخير استسلمت، دقت على الباب ليفتح لها بعد دقيقة، كانت فتاة صغيرة بجدائل، سألتها بعيون مستغربة_:
_أنتِ مين ياطنط؟
+
_ستي ماجدة موجودة؟
ردت عليها بسؤال لطيف، هزت رأسها، لتتفوه بعد ثوانٍ وهي تدلف سريعًا"ستــي في واحدة غريبة بتسأل عليكِ".
+
دلفت وخرجت بعد وقتٍ قليل، مُمسكة بكف جدتها، سيدة في أواخر العقد السابع، يظهر العجز على تقاسيم وجهها، شعرها بالكامل أبيض، جاء عليها الزمن لتحني لها ظهرها، تستند على عُكازها، وبيد أخرى تستند على كف الصغيرة ذات الست أعوام، دلفت ساجية بأقدامها تتقدم نحوها، تفوهت بـاشتياق واضح_:
_ستي أنا"ساجية"بنت أبنك "مصطفى"فكراني؟، أنتِ وحشتيني أوي ياستي.
+
ثوانٍ وكانت مُلقى داخل أحضان جدتها تُحتضنها باشتياق حقيقي، تمسد فوق ظهرها بحنان بالغ، عاتبتها بجملتها ونبرتها"كدا يا ساجية يفوت كل دا ومتجيش تسألي عليا؟، أخس عليكِ دا أنا كنت بحبك أكتر من بنات أولادي كلهم".
9
_آسفة ياستي واللهِ، أنتم قسيتوا علينا أوي وجيتوا على أمي.
قالتها محاولة السيطرة على دموعها، دقائق مرت عليهم بين عِتاب واشتياق، لتخرجها جدتها من أحضانها موجه حديثها للصغيرة المندهشة من هذا المشهد، ثوانٍ وانفجرت بها بغيرة واضحة"مين دي ياستي!، أنتِ بتحبي حد غيري"؟!
1
ضحكت جدتهم مُمسدة على شعر الصغيرة توجه حديثها لساجية"دي بقا بنت بنت عمك خالد"فرحة"أنتو مشيتوا وسبتوها وهي عندها شهور، كبرت وبقت متعلقة بيا زيك زمان بالظبط، ونفس الغيرة وبتيجي تنام جنبي زي ما كنتِ بتعملي زمان، بس أنتِ كبرتي ياساجية وبقيتي قاسية".
1
عاتبتها بنظراتها منهية جملتها، ومن ثم عرفت الصغيرة بها بقولها"بت يافرحة دي "ساجية"بنت عمك مصطفى الله يرحمه ابني بس مات، سلمي عليها واطلعي عرفي الكل إن ساجية وأمها رجعوا".
+
_ستي أنا جيت لوحدي، ماما هناك في مصر.
+
نهت جملتها لتتحول ملامح الأخرى إلى الغضب، تستفهم بحنق"وأمك مجتش ليه!، داهية لا تكون مش عايزة تعرفنا تاني!"
3
هزت رأسها تنفي التُهمة الباطلة الموجه لوالدتها، تسرد لها الأمر ببساطة"لاء طبعًا ياستي، بس هي وراها شغل كتير وأنا أنتِ وحشتيني جيت أطمن عليكِ".
+
_بقالك خمس سنين مش بتسألي عليا، أمك قطعتك عني.
قالتها بتبرم حانقة عليها، زفرت"ساجية"بضيق تُقبل أعلى رأسها متحدثة بحنان"مقدرش بس أنتِ عارفة إللي فيها، أنتم طلعتونا برا بيتنا، برا ورثنا وأنتِ متكلمتيش، عيزاها تعمل إيه يعني وأنتو بتعملوا فينا كدا؟!، وأهو إحنا بعدنا زي ما كنتم عايزين، زعلانين ليه!".
+
لوت فمها تتحدث بتأفأف"متفتحيش في المقفول يابنت مصطفى".
+
"حضرتك إللي بتفتحي، المهم هدخل أنام شوية عشان تعبت من القطر وكدا".
+
قالتها مُتثائبة، مرتسمة على وجهها ملامح الإجهاد، ربطت على ظهرها بحنان مردفة"أدخلي ياحبيبتي، ممكن تلبسي جلبية من الجلاليب بتاعتي".
+
حركت رأسها حركة بسيطة، دالفة أحد الغرف مغلقة بابها خلفها بهدوء، تهاوت على الفراش المُرتب بضعف، وضعت يدها فوق طرحتها تُحيط برأسها، تشعر بدوار يجتاح رأسها، أحاديث كثيرة مسيطرة على رأسها، جَلبة، ألف حوار مُسيطر على رأسها، أغمضت عينيها مستسلمة لتلك الدوامة، وبعد قليل غابت عنها لوقتٍ مؤقت بالنوم، لكن لم تدوم راحتها لساعات معدودة حتى!، استيقظت على صوت جدتها، تململت في الفراش بنعاس متحدثة بنبرة متذمرة"خمسة دقايق ياستي كمان".
+
_يابنتي قومي عشان تطلعي تسلمي على مرتات عمامك منتظرينك فوق.
+
فتحت عيونها تفرك بها، متحدثة بنبرة واضح عليها النوم"حاضر، هقوم أغسل وشي واطلع".
+
ابتسمت برضاء عليها، مغادرة الغرفة تدعي لها بسترها، جملتها الشهيرة، تنهدت بآسى؛ تتمنى أن يسترها الله، نهضت من الفراش بتكاسل تسير بـبُطء تجاه المرحاض، تغسل وجهها سريعًا، ترتدي خمارها ومِن ثم خرجت لجدتها تُخبرها بـانتهاءها، قبل صُعودها تذكرت هاتفها المُغلق، بالتأكيد والدتها أجرت معها ألاف الاتصالات، وبالفعل فتحت هاتفها لتُقابلها مُكالمة مِن والدتها، أجابت ومِن ثم أبعدت الهاتف عن أُذنها لتُنهي والدتها وصلة التوبيخ متحدثة بنبرة جافة_:
+
_جيت وخلاص يا ماما.
+
"طب يا"ساجية"أنا كمان جاية وعشان حرقة الدم دي وخوفي عليكِ؛ هاخد عبد الرحمن معايا وهعرفهم عليه وهما أما يشوفوا أخلاقه شوفي إزاي هترفضي بقا، وربنا يحرق دمك زي ما بتحرقي دمي دايمًا".
قالتها بطريقة منفعلة للغاية، تتوعد لها بغيظٍ، هتفت الأخرى بحنقٍ بعدما زالت برودتها"أنتِ مصممة بقا!!"
4
_آه يلا أقفلي أنا جاية في الطريق ومعايا عبد الرحمن.
أغلقت في وجهها تلعنها في نفسها، بينما أمسكت الثانية برأسها تشعر بالدوار يجتاحها، والدتها مصممة تزيد من ضغطها النفسي، دلفت غرفة جدتها تردف بطريقة متوترة_:
_ستي ماما جاية، ياريت بعد إذنك تعرفيهم محدش يضايقها.
+
ابتسمت لها تُخبرها بنبرة مبتهجة"تيجي يختي تنور، إحنا نطول تنورنا بعد الغيبة دي كلها!؟"
1
رسمت بسمة مهزوزة على وجهها، تعلم إن المقابلة لن تمر بسلام أبدًا، بغباءها ستجعل والدتها تتقابل معهم من جديد بعد تلك السنوات، تنهدت تصعد مع جدتها تجاه منزل عمها الأكبر، تحاول رسم بسمة مغتصبة على وجهها لكنها فشلت، دلفت وكان جميع النساء مجتمعة كعادتهم،
+
ألقت التحية عليهم فقط، لم تكلف نفسها حتى وتمد يدها لأحد، سيطر على الأجواء الصمت، قطع ذلك الصمت بعد وقتٍ زوجة عمها الأصغر تتحدث ببسمة مرحبة بعد خروجها مِن المطبخ_:
_يا أهلًا ببنت الغالي، كبرتي يا"ساجية"وبقيتِ عروسة.
+
ابتسمت لها بسمة مهزوزة متوترة، كان الجميع يحدق بها، وهي ألقت نظرة خاطفة على الجميع، فتيات عائلتها جميعهم مازالوا يتمتعوا بالجمال الساحق، إلا هي، أخرجها من صمتها صوت الصغيرة"فرحة"تتحدث بـبراءة إلى والدتها_:
_ماما طنط دي نامت في سريري عند ستي، وستي حضنتها كتير أوي.
كانت حانقة للغاية منها!، تحدثت والدتها تُجاريها في الحديث متصنعة الصدمة"أخس عليها الوحشة، ليه كدا يا"ساجية"متعرفيش إن فرحة بتغير أوي على ستها!"
+
زوجة عمها الوحيدة المرحبة بها، الجميع صامت، شعرت إنها تريد أن تبتلعها الأرض الآن، كيف تأتي إلى ذلك المكان من جديد!، تركت نار باسم وذهبت لنار عائلتها بقدميها، ماذا سيفعلوا بها إذا علموا بمصيبتها؟
+
"هناء جاية هي كمان بعد شوية، ياريت تعملوا ليها أكل يليق بيها وبينا كـترحيب بعد كل الغيبة دي".
كانت المتحدثة جدتها، تأمرهم بجملتها الصارمة، تعلم إن لا أحد سـيعصي كلمتها، سألت ابنة عمها الأكبر باستغراب_:
_وليه مجتش معاكِ؟
1
حمحمت بارتباك تخبرها"كان وراها شغل كتير وكانت بتخلصه".
+
_بس مش غريبة أنكم مرة واحدة تيجوا كدا بعد السنين دي؟
سألت زوجة عمها الأكبر، ردت عليها بهدوء شديد"هو مفيش حاجة غريبة غير ذهولكم دا إن أنا وأمي جاين شقتنا، شقة أبويا الله يرحمه، بس معلش معذورين ما أنتم فاكرين إنها شقتكم".
5
جملتها اغاظت الجميع، نهضت زوجة عمها تسألها بغضبٍ ونبرة عالية"شقتكم!؟، شقة إيه يابت هو إحنا هنكدب الكدبة ونصدقها؟، شوفي ياما بنت"هناء"كُتر قاعدتها في مصر شالت بُرقع الحيا خالص وبتبجح فينا".
1
_مرات عمي أنا مش جاية أقول حقي ومش حقي، أنا جاية أقعد مع ستي وماشية علطول، بس أنا فعلًا غلطانة إن بعد كل الوقت دا جيت هنا تاني"
قالتها بنبرة منفعلة مع نبرتها الحادة، أكملت مُغادرة المنزل_:
_أنا نازلة لتحت ياستي.
+
قالتها وهبطت للأسفل تاركة الجميع يتهامس عليها وعلى ردها، ما أن اختفت من أمامهم تحدثت فتاة مِن عمرها باندهاش"مش مصدقة إن دي"ساجية"إللي مكنتش بتقول كلمتين على بعض وعلطول متوترة".
1
_هي مش قعدت في القاهرة؟، يبقا خلاص أتعلمت منهم البجاحة.
نطقت بها فتاة أخرى من عمرها بطريقة متهكمة، قبل أن يضيف أحد منهم شيء جديد، نهرتهم جدتهم بحدة، ناهضة من مقعدها توجه حديثها المحتد لهم"كفاية كلام عليها البنت زينة البنات واللهِ، وقعدتها في مصر صلاحتها أكتر، وأنتِ ملكيش دعوة بيها تاني، انا مردتش أتكلم عشان هحرجك قدامها وأنتِ مرات عمها الكبير، مش عايزة مشاكل خالص".
5
أشاحت بيدها مُبتعدة عنهم تدلف للمطبخ متمتمة بـحنقٍ"مش هنكلم، هنخرس حاضر".
+
"_______"
+
شاردة منذ الصباح، لا تتحدث كثيرًا، جدية أيضًا للغاية، زفر بغيظٍ ناظر لها في المرأة بضيق، سألها بنبرة هادئة مصطنعة_:
_هو حصل حاجة امبارح مع مدام "نجلاء" بعد ما مشيت؟
1
نفت برأسها برأسها، متحدثة بـنبرة لا مبالاة"لاء عادي".
+
"أومال مالك؟"استفهم بنبرة مُحبطة، لوت فمها تتحدث بنبرة منخفضة بطيئة"هو أنت هتعلمني السواقة أمتى"؟
+
عقد حاجبيه باستغراب من سؤالها، أجابها بسؤالٍ مندهش"أنتِ زهقتِ مني!؟"
+
_لاء واللهِ مش قصدي بس عايزة أتعلم بقا أسوق عربيتي عشان أنت تعبت معايا جامد أوي ومن المدرسة للبيت لـِ مشاوير ملهاش نهاية.
+
نطقت حديثها باندفاع وسُرعة كبيرة، ضحك بنبرة عالية يُوجه أنظاره لها يستفسر منها بسخرية"وهو أنا بعمل المشاوير دي ببلاش!؛ لاء أنا ليا مرتب شهري، يبقا غصب عني أجي معاكِ في أي حتة، وبصراحة مش عايز أعلمك السواقة لأني كدا هسيبك وامشي وأنا مش عايز كدا".
1
في النهاية حديثه مُراوغ مَرِح، تبسمت برقة تردف بـنبرة خبيثة منخفضة متصنعة المشاكسة، محدقة بعيونه"قولتلي بقا مش عايز تعلمني، خلاص هروح أتعلم مع حد تاني".
+
_ششش معندناش بنات عائلات محترمات يتعلموا مع رجالة غريبة.
نطق بها بحنقٍ فور ختم جملتها، يرمي عليها بنظرات مشمئزة، ضحكت ضحكات عالية رنانة كعادتها تسألهُ بتهازُؤ"دا على أساس إنك أخويا في الرضاعة!، ما أنا معرفكش أصلًا".
3
رفع حاجبه الأيمن يرمقها بنفس نظراتهُ، أصدر صوت من فمهُ كالنساء متحدث"عيب عليكِ دا أحنا عِشرِة سنة ونص".
+
_هي بالسنين؟؟؛ خلاص هجيب حسن، هو أصلًا هيموت ويعلمني من زمان.
قالتها قاصدة إثارة انفعاله، لكنه ضحك ببساطة يُحدثها بـمرحٍ"طب إذا كان كدا بقا هاجي معاكم أحسن أنا مش بثق لا فيه ولا في أخوكِ واللهِ، مش بثق في أي حد عنده فانز ومتابعين واللهِ".
+
ضربت كف على الآخر متحدثة بقلة حيلة"بردو مصمم يكون مِحرم، يابني هو أنت أخويا في الرضاعة "!
+
"ما أنتِ مش فاهمة إللي فيها"مازالت نبرتهُ مَرِحة، صمتوا لدقائق بعد حديثها، لتقطع الصمت دانية بجملتها_:
2
_تصدق"ياتيم"إني بقالي كتير نفسي أسألك أنت معاك إيه بس مكسوفة، فـتسمحلي أسألك معاك إيه؟
+
صدرت جملة ساخرة من بين شفتيه"معايا خبتي، مش بتسيبني، أنا وهيَّ مُرتبطين".
3
حاولت عدم الضحك، لتقول بسخرية"خلاص ده أنت معاك خبتك جدًا".
+
_وربنا يا"دانية"أنتِ لو عرفتي أنا خريج إيه هتتصدمي، يابتاعت فنون جميلة أنتِ.
كان حديثه جاد في البداية، لكنه ختم جُملته بسخرية منها ومِن شهادتها، لتتوسع عيونها بغيظٍ هاتفة"أنت تعرف أصلًا تجيب كُليتي دي"!
+
_انا جبت كُلية القمة وحياتك بترتيب جيد جدًا، أنا المفروض أبقا دكتور يا أخت.
+
قالها ببسمة مُرتسمة مُتهكمة، شهادته وكُلية قمة!، وبالأخير هو سائق !، رائع، سألت مندهشة"دكتور!، دكتور إيه"!
1
_نسا وتوليد بإذن الله أول عيل أنا إللي هولدهولك.
قالها بنبرة سخيفة للغاية ساخر منها.
+
_بجد!
سألت بحماس، ليرد عليها بجدية"لاء مش بجد، أنا المفروض دكتور جراحة، بس حظي المهبب خلاني سواق عندك".
2
ضحكت على نهاية جُملته، مُردفة وهي تُشيح بيدها"أصلًا"!
+
"أصلًا"أكد على كلمتها، لتسألهُ من جديد بصدمة بعدما استوعبت ما تفوه به منذ ثوانٍ"إيه دا؟، أنت قولتلي دكتور جراحة ؟؟، أومال إيه فعلًا مخليك عندي سواق أنت المفروض تشتغل دكتور"؟؟
+
_صباح الفل صحيتِ من النوم؟
نطق ببسمة حمقاء، بعد ثوانٍ معدودة اختفت يردف بنبرة تحولت لأخرى حزينة"عشان مليش واسطة، مليش ضهر أسند عليه، فهمتِ ليه؟"
+
تجعدت ملامحها باستغراب، بداخلها تتساءل مِئات الاسئلة، تفوهت بتشوش"مش فاهمة حاجة نهائي".
+
_كل الحوار إن حظي وقعني في حوارات تخليني ملك عندي كل حاجة لكن معنديش قلب، فـللأسف تربية أبويا وأمي ليا مراحتش على الأرض وطلعت للأسف والله وأعلم متربي، مع إني واللهِ قليل الأدب والتربية بس أهو.
6
قهقهاتهُ ملئت السيارة، مع حديثه المازِح، لكنه كان بداخلهُ يتألم، كلما يتذكر ما حدث معهُ يُريد الإنهيار، عمرهُ فَنَى في تعليم لم يستفاد بهُ شيء، شعرت هي بهُ، ولم تضحك، على وجهها ظهرت تعابير الحُزن، امتدت يدها تِلقائي تضعها على ذراعهُ وكإنها تُواسيه، متحدثة بـ_:
_متضحكش يا"تيم"
2
مازحها بسؤاله"أعيط طب؟"
+
_بطل هزار أنا عارفة إنك زعلان، أنا مُمكن أخلي بابا يشوفلك شغل.
قالت جملتها بجدية كبيرة، هز رأسهُ ينفي بهدوء، يبعد يدها عن ذراعه، معتدل في جلستهُ، ناظر أمامهُ_:
_بلاش، أنا هتصرف.
+
تنهدت بآسى، مردفة بعقلانية، ونبرة هادئة"تيم مش هنضحك على نفسنا، أنت مش هتفضل سواقي كتير، أكيد هيجي يوم وتسيب الشغل وأنا هتعلم سواقة، أنت زي ما بتقول معاك كلية طب يعني قمة، على الأقل أشتغل في مستشفى حكومي مش خدت شهادتك ترميها، أنت عارف إن بابا يقدر يشغلك ويبقا معاك واسطة، فـليه متشتغلش بشهادتك ويبقا ليك دخل كبير، وعلى الأقل يبقا اسمك دكتور".
1
اختنق مِن كتم حزنه بداخله، زفر بـقلة حيلة مردف بنبرة يائسة"الموضوع أكبر مني يا"دانية"، فِكرِك يعني عاجبني إني سواق؟؟، أو فرحان ومبسوط بتنطيط أخوكِ وأصحابك عليا؟، ولا تنطيطك أنتِ شخصيًا عليا؟، ولا فِكرك مش عارف إن مامتك امبارح قالتلك اتعاملي معاه على إنه سواقك وبلاش هزار؟بس لو مع حسن فعادي لإنه من مستواكِ صح؟"
5
استنكرت جملتهُ، مرددة بصدمة"أنا؟، أنا بعمل معاك كدا؟"
+
_بصي يا"دانية"كلنا عارفين أنتِ فين وأنا فين وأنكم بسم الله ماشاء الله تبارك الله مستواكم المادي كويس وبـباكِ عنده سلسلة مطاعم معروفة في كل حتة، فأكيد في فرق مستوايات بينا، بس أنا كل إللي مزعلني إني انا متعلم وفاهم مش جاهل بس الظروف حطتني في مكانة غير مكانتي فـبقيت سواق، فأنتم فاكرين إني جاهل بقا والحوارات دي.
حديثه لأول مرة يكن جاد إلى ذلك الحد، تابع حديثه بمرحٍ، يشعر إنه لا يليق عليه الحزن، وحتى إذا حَزن ماذا يستفيد؟
_بعدين أنا أصلًا أمي مدرسة إنجليزي يعني بعرف أتكلم إنجليزي زيكم مش أنتم بس إللي بتعرفوا.
6
غمز في نهاية جملتهُ، يضحك كعادتهُ، مستكمل حديثه بـغرورٍ مصطنع"وكان ممكن نبقا عايشين في التجمع عادي والزمالك والحتت الراقية بس أبويا لأنه بيحب منطقته هو وأمي قرروا يكملوا حياتهم فيها، تعالي بس شوفي شقتنا من جوة تحسي إنك عايشة في ڤيلا".
+
ضحكت بـمُجاملة لهُ، متحدثة بهدوء"ربنا يباركلك فيهم".
+
شبكت أصابع يدها ببعضهم، أكملت بنفس نبرتها"تيم أنت عارف أنا و"حسن"نعرف بعض من أمتى؟، من أول ما اتولدنا وإحنا مع بعض، مامته صاحبت ماما وبابا صاحب باباه مش عشان بقا غَني ولا فقير إحنا مش ساطحين للدرجة دي، ولما "رزان"اتجوزت"محمد"بقينا قريبين أكتر لأن بقا في صلة بينا، هما كانوا بيحبوا بعض من وهما عيال في إعدادي، عاشوا مع بعض عمرهم كله يعتبر، ماما وبابا بيحبوا حسن لأنه يعتبر مننا، متربي معانا، فهمت؟"
1
حرك رأسهُ بتفهم، يرجع مرة أخرى للقيادة ودوامة الصمت مسيطرة عليهم مرة أخرى.
2
"_________"
+
أخذها في أحضانهُ يمسد على ظهرها، مع جملتهُ المُرحبة بها بحرارة، وكإنه ليس هو مَن طردهم؟، ليس هو مَن أكل حقهم، ومـيراثهم!_:
_وحشتيني أوي يابنت أخويا، كل المدة دي ومترفعيش سماعا الموبايل وتقوليلي إزيك يعمي ياحبيبي؟
9
لـم تمتد يدها تضمه، كانت تقف في أحضانهُ كالصنم، خرجت من عناقهُ المزيف هذا راسمة على وجهها علامات امتعاض ممتزجة باشميئزاز، وجه أنظاره لـوالدتها محدثها بتهكم وفمٍ ملتوي"أمك كرهتك فينا خلاص وإحنا إللي ربناكِ؟"
+
_مفيش حد ربى"ساجية"غيري يا"سعد"، بس مش مهم أعرفكم دا المتر "عبد الرحمن"مُحامي.
قالت جملتها بطريقة معترضة حادة، وفي النهاية أشارت على عبد الرحمن تُعرفهم عليه، أصفر وجه جميع المتواجدين لـتخرج جملة مستنكرة من فم"سعد"عم "ساجية"جايبة لينا مُحامي؟"
3
ابتسمت بـأصفرار تُكمل حديثها بثقة"خطيب"ساجية"جي يتعرف عليكم".
+
ظهرت معالم الدهشة على وجه الجميع حتى ساجية نفسها رمقت والدتها بصدمة، كادت عيونها تخرج من محجرها وهي تطلع إليها، تدخلت زوجة عمها الأصغر الجالسة فوق أحد المقاعد تسألها ببسمة"دا بجد يا بت؟، مقولتيش ليه من أول ما جيتي؟"
+
قبل أن تُجيبها"ساجية"كان الهاتف"سعد"بنبرة منفعلة"مش دا المهم دلوقتي، المهم إزاي تتخطب وإحنا منعرفش؟، هو إحنا مش أهلها؟، مش المفروض يجي ويقعد معانا ونقرر أنا وأخويا إذا كان ينفع ولا لاء؟، دي أمانة في رقبتنا".
4
_آه وأنت عملت أوي بالأمانة.
نطقت والدتها بجملتها بسخرية شديدة، شعر عبد الرحمن بتوتر الجو من حوله، ليحمحم مردف ببسمة مادد كفهُ تجاهُ"وأنا جيت أهو عشان أتعرف على حضرتك، دي مش خطوبة دي مجرد قراءة فاتحة من قريب جدًا".
+
وضع كفه بيدهُ متحدث ببسمة مغتصبة"اتشرفت بيك، بس بردو مكنش ينفع الفاتحة تتقري وعمامها مش موجودين، مش نعرف حتى أنت مين؟"
+
_حقكم طبعًا، أي معلومة عايزين تعرفوها عني براحتكم ولو عايزين تسألوا في المنطقة عني زي بعضه.
رد عليه بطريقة عملية هادئة للغاية، بدأت الأحاديث معه يعرفه عن حاله، عمله، حالته الإجتماعية، وساجية ووالدتها انضموا إلى النساء، بعد وقتٍ ظهرت بسمة على وجه عمها مع جملتهُ الراضية_:
1
_أنت تشرف طبعًا أي حد، وباين عليك ابن حلال وهتشيلها في عينك بس نتفق بقا على الطلبات.
2
لم يرى"عبد الرحمن"إنه رَجُل ظالم أكل حقوقهم كما قالت ساجية من قبل ووالدتها في السيارة، بالـ بالعكس وجده رَجل خائف على ابنة أخيه الراحل، يحبها للغاية، وحنونٍ أيضًا، تبسم لهُ بهدوء، متحدث بطريقة رَزِنة هادئة_:
6
_الشبكة والدهب مش هحدد سعر، الآنسة ساجية تنزل تنقي إللي عيزاه، إنما حوار الشقة والعفش والأدوات الكهربائية فأنا الحمدلله حالتي المادية كويسة أوي ومش فارق معايا ساجية هتجيب إيه".
1
رمقتهُ"ساجية"بغيظٍ، توزع نظراتها عليه وعلى والدتها، الجميع منبهر بهُ، بشكـله، جالتهُ المادية، وظيفته أبهر الجميع، عريس رائع بالنسبة لهم، والدتها سبب كل هذا، سمعت حديث زوجة عمها الأكبر تُحدثهُ_:
_وأنت بقا عرفت"ساجية"منين؟
+
"جارتي في المنطقة، وماشاء الله سُمعتهم كويسة في المنطقة كلها، والكل بيحلف بأدب وأخلاق"ساجية".
8
كانت هذه جملتهُ المفتخرة، المسكين لا يعلم شيء عن ما فعلتهُ، أخيه لم يخبرهُ، ضحكت بسخرية تتذكر فضيحتها أمام شقيقه وصديقهُ، أدب وأخلاق!! غدًا يعلم بفعلتها وسيعلم إنهُ كان أكبر مُغفل!
+
_إحنا عينينا لـ"ساجية"نجيب ليها أي حاجة تعوزها طبعًا.
زين عمها"سعد"جملتهُ بثقة مع بسمة لطيفة زينت وجهُ، كان صوت والدتها حاد، تشعر بالغيظ من كونه يتصنع المثالية إلى ذلك الحد؟
"أنا جايبة لـ"ساجية"كل حاجة، مش محتاجين حاجة من حد".
+
تدخلت في الحديث زوجة"سعد"تُحرك يدها باستنكار، مع حديثها المنفعل"بس إحنا مش حد يا أم"ساجية"إحنا أهلها، أهلها إللي أنتِ خدتيها بعيد عنهم ودخلتي الكُره في قلبها من نحيتنا، يجي يشوف"مصطفى"لو كان يعرف إن بنته هتتربى في مصر بعيد عن أهلها كان طلقك قبل ما تخلفي حتى".
3
انتفضت والدتها من مقعدها تصيح عليها بنبرة عالية حادة، تستهجن حديثها"أنا بردو!، دا لو كان يعرف إن أخواته الاتنين هياكله شقا عمره كان قطع علاقته بيكم وأمن مستقبلي أنا والبت لكن نقول إيه خايب دايمًا كنت بقوله إنكم لو تطولوا تسرقوه هتعملوا كدا وهو عشان بيحبكم سلم ليكم وساب الأراضي والبيت تحت رعاية جوزك النصاب".
+
دفنت "ساجية"وجهها في يديها الاثنين، تهز رأسها بلا توقف بقلة حيلة، تكتم شهقاتها، رجعت بقدميها للمصائب، اشتد الصراع بين والدتها وزوجة عمها وتدخلت جدتها، زوجة عمها الأصغر تُحاول فض الشجار، سمعت حديث عمها، حديث واثق!، يتحدث بمنتهى الأريحية!، وضع يدهُ في جيب بنطالهُ يردف"أنا مش هرد عليكِ عشان أنتِ في بيتي وكنتِ مرات أخويا الله يرحمه، ما هقول إيه دماغك فاضية، فاكرة إن كلنا كنا بنضحك على أخونا زيك".
3
أكملت زوجته خلفه، تتحدث بطريقة متهكمة"وما صدقت ياخويا حصل بينا خلاف صغير عشان تاخد البت وتنزل بيها مصر عايزة ترمح محدش يعرف هي فين، لا نعرف بتكلم مين ولا بنتها بتكلم مين".
+
لـم تتحمل لـتنفجر باكية بقلة حيلة، هي سبب كل هذا، ولم يتحمل أيضًا"عبد الرحمن"يعلم إنها مشاكل عائلية لكن قلبهُ ألمهُ بسبب بُكاءها، وجميعهم على والدتها، نهض من مقعدهُ بانفعالٍ متحدث بنبرة واضح بها الانفعال_:
+
_طنط خلاص إحنا ماشين مفيش داعي للخناق، وحضرتك دا مش أسلوب كلام نهائي، أنتِ بتتكلمي على بنت أخو جوزك يعني من عيلتكم مينفعش كدا.
2
حركت فمها بطريقة ساخرة للغاية، تفعل حركات تهكمية بيدها، تحدثهُ بنبرة مبطنة بالخبث"معذور ياحبيبي ما أنت أصلك مش عارف هما مشيوا من هنا ليه، هقولك ست الحسن والجمال إللي أنت بتقول مشوفتش في أدبها وأخلاقها دي مشيت لإنها كانت بتحب عيل وهي عندها خمستاشر سنة ولما إحنا جبنا ليها عريس رفضت".
+
في وسط كل تلك المُشاحنات ضحك هو، لم يستطيع السيطرة على ضحكاته، سألها بنبرة ساخرة"وهو حضرتك كدا فكراني هقول عليها حاجة؟، دا حقها أقسم بالله، عايزين تجوزوها وهي عندها خمستاشر سنة؟"
7
غضبت من سخريته منها، لكن قبل أن تتحدث هي كانت جدة"ساجية"تُحدثهُ بـنبرة حازمة"دا إللي إحنا متربين عليه، ما كل بنات عمها إللي قدها فاتحين بيوت من وهما عندهم أربعتاشر كمان وأهم اسم النبي حارصهم عندهم عيلين وتلاتة"
10
وضحت على ملامحه معالم الصدمة، هز رأسه بعدم استيعاب من كم الجهل، كان متخيل إن كل تلك الأشياء انعدمت لكن عائلة ساجية غيروا له تفكيره، استهجن بجملته"يعني هتتجوز وهي قاصر، لسة جسمها ونموها مكتملش، فكك دلوقتي من القانون إللي هو لعبتي هنرجعله بعدين، بس تعالي نتكلم كدا زي قاعدة المساطِب، أنتِ شايفة إن البنت وهي في السن دا ينفع تتجوز؟، طب لت هي قدرت تتجوز ودا إللي أشك فيه هل هتقدر تفتح بيت؟، دي عيلة!، لسة في تانية إعدادي هتتجوز وتخلف إزاي؟؟، ياستي نفترض حملت فـهتموت في الولادة ولو عاشت فهتعرف تفتح بيت؟، هتعرف تراعي طفلها وهي طفلة أصلًا؟، هتشيل مسؤولية هي مش فاهمة فيها حاجة، هاتوا كدا أي حد من بناتكم إللي جوزتوهم وهما أطفال يقول كلمة عكس إللي بقولها، أنتم بتعملوا جريمة وربنا نجد"ساجية"منكم واللهِ".
22
_أفرضوا طلقها وهي لسة مكملتش السن القانوني وأنتم عاملين عقد عرفي الطفل ميتسجلش!، حقها يضيع!، مش فاهم بتفكروا إزاي بجد، نيجي بقا للقانوني فـ...
+
قطع حديثه عم ساجية الغاضب، يقترب منهُ يسألهُ بانفعال"أنت مين أنت عشان تحاسبنا!؟، وأهو البنات كلهم قدامكم وزي الفل ومخلفين قد كدا، وكلهم فرحانين ومبسوطين بعيالهم، وبعدين جواز البنت سترة وإحنا مش بنعمل حاجة غلط وولا بنجوزهم لراجل كبير بنجوزهم لشب صغير بردو عشان ميعملوش حاجة من ورانا، ويلا يامتر خد خطيبتك وأمها وأتكلوا على مصر".
6
"ما إحنا فعلًا ماشين، يعني إحنا إللي هنموت نقعد هنا"!
سخرت بجملتها، مكملة لـ"عبد الرحمن"_:
_بلاش كلام معاهم دول مش هيفهموا.
+
فتيات العائلة كانوا يتابعوا حديثه بانتباه شديد، منهم مَن أجنى عليهم في سن صغير ومنهم مَن جاء دورهُ، أردفت أحدى الفتيات بصوت منخفض لـأخريات_:
+
_معاه حق، إحنا استفدنا إيه أما اتجوزنا في سننا دا؟، معايا تلات عيال وأنا لسة عندي اتنين وعشرين سنة، وساجية إللي من سني جالها أهو زين الشباب مثقف ومعلم وجمال وحلاوة مع إننا كلنا أحلى منها، ليه إحنا كلنا نتجوز وإحنا أطفال؟
+
احتد حديث الأخرى عليها، تنهرها بحدة"جرا إيه يا"شروق"أنتِ هتمشي ورا كلامه ولا إيه؟، دا إحنا معانا أحسن من اي حد ولادنا بالدنيا ومافيها، ساجية تطول تجيب زي عيالنا؟"
1
_وحياتك بكرة تجيب زي عيالنا وأهي تبقا عاشت طفولتها واتجوزت جوازة عدلة وخلفت، جدعة واللهِ مرات عمي إنها مشيت بيها.
كانت المتحدثة ثالثة غيرهم، تندب حظها وبـختها، تنهدت الأخرى تردف بآسى"خلاص يا عيال اتجوزنا وفتحنا بيت هنعمل إيه؟، هنقعد نعيط؟"
+
رمقتها "شروق"بسخرية، فرت دمعة خائنة من عينيها، تحدثها بنبرة متهكمة"ما بلاش أنتِ يا"دنيا"أنتِ لوحدك سقطتِ مرتين من كتر ما أنتِ ضعيفة، أكتر واحدة مكنش فيكِ حاجة واتجوزتي وكنتِ بتموتي".
4
أشاحت بيدها بانفعال تبتعد عنهم، لا تريد تذكر ما عانته، والديها وزوجها قتلوها وهي حية، قتلوهم جميعًا وقريبًا شقيقتها وابنة عمها، الوحيدة ذات الحظ الجيد"ساجية"والدتها نجدتها من بينهم، لماذا والدتها هي الأخرى لم تفعل!، لماذا سلمتها لعـريسها بيدها ليفترسها؟؟
2
"______"
+
كُلما تُجفف دموعها تهطل مرة أخرى بلا توقف، ضربتها والدتها في ذراعها بغيظٍ"دلوقتي بتعيطي؟، ما أنتِ عارفة إللي فيها، منك لله على حرقة الدم وقلة القيمة دي يا"ساجية"يابنت بطني".
1
_أنا معملتش حاجة أنتِ إللي جيتي ورايا.
دافعت عن حالها بتصميمٍ مع بُكاءها، لتدفعها مرة أخرى والدتها في كتفها متحدثة بعصبية مفرطة"ما أنا عارفة إللي هيحصل، هيحصل مصيبة سودا على دماغك فجيت عشان مخلكيش لوحدك، منك لله تعباني دايمًا".
+
أبعدها"عبد الرحمن"عن ساجية يحدثها بلين ونبرة استعطافية"ياطنط طب وهي إيه ذنبها؟، وبعدين دي صلة رحم أكيد مش هتتقاطعوا العمر كله".
+
_وهو العادي إنها تروح من غير ماتقولي؟، من أمتى بنروح هنا؟، وصلة الرحم دي لو هما ناس يعرفوا ربنا.
+
كان حديثها منفعل للغاية، تود الفتاك بها الآن بسبب تصرفاتها الغريبة، سمعت كلماتها الباكية"يا رب أموت عشان ترتاحي".
+
كور يديه يتمالك أعصابهُ، مُحدثها بالين ونبرة حنونة"بعد الشر عليكِ، بلاش تدعي على نفسك".
18
أكمل لوالدتها يحدثها بعقلانية"ودلوقتي ياطنط مش وقت للخناق خالص، هروح أجيب العربية إللي راكنها وأجي".
+
"خدها معاك مش طيقاها".
نطقتها بضيقٍ مُشيرة عليها، هز رأسهُ بهدوء يرجع بظهره للخلف مردف"اتفضلي قدامي".
+
سارت أمامهُ تُجفف دموعها بـكُم بلوزتها، تُحاول السيطرة على دموعها، وجدت"عبد الرحمن"يقترب منها، امتدت يدهُ بـمناديل ورقية، رمقتها بعدم فهم ولم تتحدث، لـيخبرها بـبسمة"خدي أمسحي دموعك".
6
أخذتها من يدهُ، تشكرهُ بنبرة مبحوحة من كثرة البُكاء، حمحم يسألها بحرج ناظر للأرضية"هو أنتِ كنتِ فعلًا بتحبي حد وأنتِ صغيرة؟"
3
رفعت عيونها صوبه، وصمتت، لم تتحدث، الكلمات لا تخرج من فمها، تحدث بنفس نبرتهُ بعدما طال صمتها_:
_بلاش تجاوبي خلاص، دي حاجة في الماضي وأنا مليش علاقة بيها.
10
اردفت سريعًا بنبرة صادقة"واللهِ لاء، مرات عمي قالت كدا عشان مكنتش عايزة أتجوز، ماما عارفة".
+
_واللهِ خلاص مكنتش عايز أعرف.
أجابها بطريقة متذمرة طفولية، توقف مرة واحدة أمام "سوبر ماركت"حجمهُ مناسب، أردف لها بتساؤل"تحبي تجيبي إيه؟"
+
_ولا أي حاجة، عايزة أمشي من هنا.
قالتها بملامح خاوية من أي تعبير، زفر بضيق ومن ثم تركها ودلف للداخل، خرج بعد وقتٍ بحقيبة كبيرة شفافة بها العديد من الحلوى المغلفة، مد يدهُ بالحقيبة لها يحدثها بمرح"جبت شوية حلويات لزوم الطريق".
5
تابع حديثهُ يخرج من الحقيبة علبة عصير يعطيها لها، أخذتها منهُ بصمت، ليسير أمامها يحدثها"العربية أهي".
+
_هو أنت أصلًا عندك عربية؟، مش أنت بتركب الاتوبيس معايا؟
استغربت من سيارتهُ المشير عليها، لتسأله بعدم فهم، اتجه تجاه السيارة يصعدها بعد دقائق معدودة، لتصعد هي الأخرى في المقعد المجاور له، رد عليها بـنبرة عادية"أيوة بركب دايمًا الأتوبيس بس عندي عربية بركنها في الجراچ؛ لأن مفيش داعي إني أروح بيها المكتب وهو قريب مني أصلًا، مش بحب أمرمطها دي بنتي".
5
نهى جملتهُ بمرحٍ، يتحسس مقود القيادة بحُبٍ واضح، انطلق بالسيارة بعد ثوانٍ معدودة أردف بجدية"أشربي العصير وفي الشنطة كيكة وبسكويت خديهم، شكلك ضعفان أوي".
+
_مش عايزة شكرًا.
تفوهت بنبرة حادة، ليقف هو بالسيارة مُمسك بعلبة العصير من يدها يفتحها لهـا ومن ثم أخرج من الحقيبة بعض الحلوى المغلفة يفتحها لها، تحدث بنبرة صارمة"كلي عشان متقعيش من طولك زي المرة إللي فاتت، عقبال ما نجيب أكل جاهز وإحنا ماشين".
+
هل يأمرها من ثاني يوم لهم؟؟، مَن هو ليأمرها؟، وفوق كل هذا يتحدث معها بحدة؟!، دفعت كفهُ الممسك بالحلوى بعنف، تدير وجهها للتجاه الأخر متحدثة بنبرة وقحة صُدم منها، حتى هى نفسها صدمت من حالها_:
_مش عايزة ومش بحب حد يأمرني، وكفاية محن بقا لحد كدا، رجعني عند أمي.
31
ردد كلمتها بنبرة منخفضة مستنكرة"محن؟!!"
+
_آه محن وتلزيق وأنا مش بحب كدا، وبعدين إعمل حدود بينا، أنا معرفكش وولا أنت تعرفني وقاعد تقول حافظ قرآن وعامل وأنت ماشاء الله مش عامل حدود نهائي.
10
تملك منها الغضب لتُلقي بجملتها دفعة واحدة بدون عرضها على عقلها ولو لثانية واحدة، بينما هو عرف الغضب ملامح وجهُ دفع هو الآخر الحلوى من يدهُ أمامهُ، تحدث بنبرة منفعلة، لتخشى منهُ، تنكمش في نفسها تضم نفسها بيديها بخوفٍ....
4
"______"
+
رجع الأسد اللهم لا حسد
+
مش عارفة أودي وشي منكم فين بجد، بس واللهِ مكنش عندي شغف نهائي أكتب حاجة، في دماغي الأفكار بس مش قادرة أكتب حتى السرد في البارت دا زي الزفت ودا لأن معنديش شغف نهائي، والمدرسة جت كملت ومش عارفة أكتب حاجة، أعذروني عقبال ما أظبط مواعيدي😔❤️
18

