رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
|الحلقة الاثنين والعشرون_سممـتهُ!|
4
"______"
+
_آه محن وتلزيق وأنا مش بحب كدا، وبعدين إعمل حدود بينا، أنا معرفكش وولا أنت تعرفني وقاعد تقول حافظ قرآن وعامل وأنت ماشاء الله مش عامل حدود نهائي.
2
تملك منها الغضب لتُلقي بجملتها دفعة واحدة بدون عرضها على عقلها ولو لثانية واحدة، بينما هو عرف الغضب ملامح وجهُ دفع هو الآخر الحلوى من يدهُ أمامهُ، تحدث بنبرة منفعلة، لتخشى منهُ، تنكمش في نفسها تضم نفسها بيديها بخوفٍ
+
"تمام مش هكلمك تاني"
3
لم تُجيبه لكنها شعرت إنها تخطت حدودها معه، أكمل هو حديثه بنفس نبرته المنفعلة"وأنا فعلًا غلطان إني بهتم بيكِ، عشان أبقا حافظ القرآن أسيبك تموتي حاضر".
+
_متزعقليش.
خرج صوتها خافت، أعطته ظهرها تدفن وجهها في ذراعها الأيمن تبكي، كل ثانية تبكي!، لا تستطيع العيش بدون بُكاء!، ردد هذا في عقله بضيقٍ، صدقت "شهد"عندما قالت عليها كئيبة، مشكلتهُ إنه لا يحب الحزن، يكره البُكاء، أصدر تنهيدة يائسة، ليحمحم لاسترجاع نبرة صوته الهادئة، أردف بنبرة لطيفة تلك المرة"خلاص متعيطيش أنا آسف، بصي أنا مش بحب أكون عنيف خالص بجد مع أي حد فـأنتِ مبقتيش أي حد فحقك عليا، بس عايز أقولك حاجة أنا حقيقي مش ملزق ولا الكلمة إللي قولتيها التانية، إنتِ بجد بتتهميني إتهامات باطلة، ولو عيزاني متكلمش معاكِ خالص حاضر، بس بجد أنا في طبعي مش بحب حد يعيط أو يبقا جعان ومش بيقول فأنا جبتلك أكل، لو دا مضايقك مش هعمله".
17
من بين بُكاءها أردفت تنفي برأسها"مش مضايقني أنا بس مضغوطة شوية، أنا آسفة إني غلطت في حضرتك".
3
نطقت بها بنبرة متوترة بعدما شعرت بلطافتهُ معها، قَبل اعتذارها ببساطة، تابع بنفس نبرتهُ، يأخذ الحلوى المُلقي بها يضعها أمامها على السيارة"بعدين على فكرة أنتِ فاهمة التلزيق والحنية غلط، أنا أصلًا مش بعرف أقول كلمتين حلوين على بعض، هبقا أسرق من النت لما نتجوز هقولهم".
1
استدارت لهُ وبدأت واضحة علامات الاطمئنان على وجهها تجاهُ، جففت دموعها بالمنديل المُمسكة بهُ، سألها باهتمام واضح"هو أنتِ عندك فيس؟، أوعي تبقي نرم ميغركيش بقا جو محامي والكلام دا أنا جوايا ميم لورد قد الدنيا وبجيب ريتش، شكلك نرم يا"ساجية"وبتنزلي بوستات الوردة الحمرا إللي مكتوب عليها صباحكم معطر".
9
أردف بكلمات كثيرة وهي لا تفهمها، معانٍ تسمعها منهُ لأول مرة، عقدت حاجبيها باستغراب تسألهُ بعدم فهم"يعني إيه نرم ولوردر؟"
16
وضع يدهُ على فمه بصدمة، شهق بعدم تصديق، سألها بعدم رضاء"طلعتي نرم؟"
2
_أنا بجد مش فاهمة حاجة، هو أنت عنصري؟
استفهمت بكلمتها الأخيرة بـعيونٍ متذمرة، أضافت على جملتها بجدية"وأصلًا معنديش فيس، وولا عمري نزلته".
6
انبهر بها حتى ظهر الانبهار مرتسم على شفتيه، عقد حاجبيه من جديد يسألها بعدم تصديق"أنتِ بجد معندكيش فيس؟، دا الفيس أساسي في كل موبايل!"
3
"واللهِ مش عندي هكدب ليه!"
استنكرت بحديثها، ليبتسم تلقائي، متحدث بنبرة حانية"أنتِ نادرة بجد".
+
رسمت بسمة صغيرة على وجهها ولم ترد عليه، سمعت جملتهُ المتذمرة"كلي بقا حلويات".
+
_طب معلش أخر سؤال لو مفيهاش قلة أدب.
قال جملتهُ وهو يحك فروة رأسهُ متصنع الإحراج، رمقتهُ بعيون ضيقة مستغربة، تسأله باستنكار"قلة أدب؟، أنت هتسألني في حاجات قليلة الأدب؟"
11
سمع جملتها المستعجبة ليرمش بعيونه لعدة مرات بعدم استيعاب، وضع يدهُ على عيونه لا يتحمل أكثر، ضحك ضحكات متتالية، مسح على وجهُ يهز رأسه بقلة حيلة يسألها"هو أنتِ ليه مصممة تطلعيني زبالة؟، يعني ملزق ومرة تانية هسألك في قلة أدب أرحميني بالله عليكِ".
4
_ما أنت إللي بتقول واللهِ.
نطقت بها بنبرة متذمرة منخفضة، وضح لها ومازال يضحك"دي هي جملة بتتقال على بعض، أنتِ إيه يا"ساجية"محسساني إن طول السنين دي مقطوع عنك ماية ونور".
1
عضت على شفتيها بحرج شديد، مخفضة نظرها مسيطر عليها خجلها، تذكرت جملتها الحمقاء تلعن نفسها بداخلها، سمعت سؤالهُ، لتنتبه ومازالت على نفس وضعيتها_:
_طب عندك انستا، تليجرام أي وصيلة تواصل، عندك واتس طب؟
2
شبكت أصابعها ببعضهم تجيبه بنفي"لاء معنديش أي حاجة، كان عندي واتس بس مسحته".
2
_حاسس إنك بتكدبي عليا، لو عرفت إنك بتكدبي عليا أزعل، بصي قوليلي عادي ولو طلع عندك فريند رجالة أنا راجل ديمقراطي open mind وهقولك أمسحيهم بالزوق بدل ما أمسحهم بقلة الزوق، وبعدين يعني يرضيكي يبقا عندك هيثم زميلك في الشغل وأنا الميم لورد مش عندك؟
12
ما به هذا! كتب قصة كاملة عنها وهو جالس أمامها ؟!، نفت برأسها للمرة الثانية، تمد يدها بهاتفها لهُ، مردفة"خد شوف واللهِ مافي".
1
ابتسم لها، يردف بنبرة مراوغة"عارفة يابنتي بهزر معاكِ، بس أنا مستغرب لأن في عيال لسة في خمسة ورابعة ابتدائي عندهم وأنتِ لاء فاهمة؟"
7
_أيوة فاهمة بس أنا مش بفهم في الحاجات دي، تحسني كدا ست عجوزة.
أجابتهُ بهدوء، لتستفهم منهُ بـ"طب أنت كنت عايزني يبقا عندي فيسبوك؟"
+
هز منكبيه ببساطة مردف بنبرة هادئة"أنا عادي واللهِ، عايزة تعملي أعملي بس ضفيني عندك، مش عايزة تعملي براحتك بردو".
+
"ماما، ينهار أسود ماما كل دا هناك لوحدها"وكأنها للتو انتبهت، تحدثت بها متذكرة بنبرة نادبة، تصنع ملامح باكية طفولية يسألها بتذمر"نهار أسود لييه!؟لسة إحنا في المغرب متسوديش اليوم حرام عليكِ".
2
_بالله عليك أرجع ليها بسرعة أحسن تسود نهاري أنا مش أنت.
+
كانت متوترة للغاية، تترجاه بنظراتها، تضرب بيدها بتلبُك على باب السيارة بخفوت، انطلق بالسيارة يحرك رأسهُ باستعجاب من تصرفاتها، تخشى والدتها للغاية واضح عليها، ووالدتها أيضًا عنيفة معها بعض الشيء، ليست كعلاقة أم بابنتها في النهاية وضع تركيزه بالقيادة حتى وصل إلى والدتها، صعدت في المقعد الخلفي تسألها بتهكم_:
_بطلتِ عياط خلاص الحمدلله؟
2
جمعت الهواء في صدرها تُخرجه بضيق واضح، مغلقة عيونها بقلة حيلة، أكملت والدتها وصلة توبيخها وكإن لا يجلس معهم شخصٍ غريبٍ عنهم!، وكإن من العادي توبيخها أمام مَن سيصبح خطيبها!!_:
+
_إنفخي أوي ما أنتِ مش عاجبك كلامي، في نفس اليوم رايحين جاين، قطمتي ضهري وتلاقي لحد دلوقتي على لحم بطنك، خليكِ كدا بقا لحد ما تموتي.
+
اختنق صوتها، تحاول السيطرة على نبرتها ودموعها، نظرت لملامح الآخر وجدت مُرتسم عليها الضيق، بادلها هو الآخر النظرة عندما شعر بنظراتها وكإنهُ يواسيها_:
_أنا بجد مش قادرة أتكلم ياماما.
+
نهت جملتها تضع برأسها على النافذة المغلقة بجانبها، اغمضت عيونها مستعدة للنوم، وبالفعل بعد وقتٍ ذهبت في نومٍ عميقٍ لا يعلم هو كيف نامت وهي بتلك الوضعية المُتعبة!، حمحم بصوته يستعيد انتباه والدتها، انتبهت لهُ ليردف بجملتهُ بنبرة رازنة مُتئدبة للغاية…:
"طنط ممكن لما تروحوا حضرتك وساجية متتخانقيش معاها؛ هي كفاية عليها كدا وحضرتك قُومتِ بالواجب وزيادة".
1
"بتفرسني واللهِ، مش ببقا عايزة ازعلها ولا أقولها أي حاجة بس هي إللي حركتها بتفرسني، يعني عارفة إنها لو رجعت لأهل أبوها هتفتح علينا أبواب جهنم، أبواب إحنا تعبنا أوي عقبال ما قفلناها من خمس سنين، دلوقتي الدم نقح وحن!"
+
_معلش ياطنط هما بردو أهلها وطبيعي تحن ليهم.
أردف بنبرته الهادئة المتفهمة، لـيلتوي فمها بتهكم تحدثه بسخرية حزينة_:
"دا لو هما كانوا بيحبوها ولا بيعبروها، كانت بتفضل قاعدة لوحدها بالساعات ومحدش من بناتهم كان بينزل يكلمها".
+
تابعت حديثها بنبرة مبطنة بالحزن متلاشية سخريتها"انت أصلك متعرفش إحنا شوفنا إيه منهم، يلا منهم لله بقا".
+
تنهد تنهيدة طويلة لا يعلم ماذا يقول، رمق بطرف عينه"ساجية"النائمة وكإنها لم تنم من قبل، ملامحها مجهدة للغاية، لازال بُكاءها منذ سويعات يؤلمهُ، لم يراها تبتسم من قبل حتى يوم قراءة فتحتهم ولم تبتسم، دائمًا يراها تبكي، حزم الأمر في نفسهُ، من اليوم ساجية لن تبكي أبدًا سيجعلها دائمًا سعيدة، فـ هل سيستطيع!؟؟
20
"_____"
+
مـر عليهم أسبوعين سريعًا وكل منهم مُلتهي في مصائبه، بينما في منزل"سيف" كانت تسير خلفه"منه" تحدثه بثرثرة
+
_يا"سيف"بالله عليك بابا مش عايز يِدِي ماما فلوس المراجعة، بالله عليك روح خد منه الفلوس كإنها ليك عايزة أروح المراجعة كدا هضيع في الإمتحان.
+
تحدثت بجملتها بترجٍ، ليضع الغطاء يخفي به جسده ووجه أيضًا متحدث بصوتٍ منخفض"لاء يا"منة"سبيني أنام".
+
ضربت الأرض بقدميها بغضبٍ، تقترب من فراشهُ تنزع الغطاء من فوق رأسه، تحدثه بانفعال"بقولك المادة معرفش فيها حاجة عايزة أروح المراجعة".
+
_روحي قوليله إنتِ أنا مش هقول.
تحدث بها بنبرة ناعسة، لتدفعه بيديها بعنف متمتمة بسخط"نام نامت عليك حيطة، ما أنت مبقتش فالح في حاجة غير الصياعة والنوم".
1
نطقت بجملتها مغادرة غرفته غالقة بابها بعنفٍ، اتجهت صوب غرفة والدتها تدق بابها بهدوء عكسها تمامًا، اذن لها بالدلوف لتدلف متحدثة بنبرة مهذبة غير عادتها إطلاقًا_:
_بابا ممكن تديني خمسين جنيه حق حصة المراجعة؟
+
ضحكت بسخرية، يتحدث بنبرة مستهزِءة بها"وأنا بردو بقول إيه الأدب دا؟، مفيش فلوس يامنة".
+
"يابابا بس أنا مش باخد دروس خالص وعايزة بس فلوس الشهر دا عشان هاخد مراجعات والمدرسين هما إللي بيحطوا الامتحانات".
حاولت استعطافه بنظراتها، وعيونها، لكن كان ردهُ قاسٍ للغاية، لم تسمعه يحدث به سيف من قبل، فقط هي من يحدثها هكذا"ما عشان أنتِ فاشلة مكنتيش بتذاكري منتظرة تغشي الإمتحان".
3
دبدبت بقدميها بغضبٍ تردف بنبرة مغتاظة"ما أنت عشان مش مدخلني ولا درس ومدخلني مدرسة مقرفة محدش بيشرح ولا حد بيروح أصلًا".
+
_وأنتِ كنتِ عايزة تروحي مدرسة بعيدة عننا عشان تصيعي براحتك؟، تدوري على حل شعرك إللي سيباه للي رايح وجي يتفرج عليه صح؟
سألها باستفزاز مع بسمة سمجة مرتسمة فوق ثغره، ليؤلمها قلبها بعد جملته لها هل يظنها مقرفة إلى تلك الدرجة!، ادمعت عيونها تشعر بإهانته لها!!
2
غادرت الغرفة مسرعة من أمامهُ قبل أن تجهش بالبكاء أمامه، دلفت غرفتها ترمي بجسدها فوق فراشها، تدفن وجهها في وسادتها تبكي بقهر، حتى أخيها خذلها، أصبح مثل والده، يتلاشى التحدث معها، يكرهها مثله، وهي الآن أصبحت لا تطيق التحدث معه، ولا مع والدتها الضعيفة الجارية لوالدها، توقفت عن البكاء بعد وقتٍ مستمعة إلى صوت إغلاق باب منزلهم، علمت فورًا إن والدها رحل، الرجل الظالم رحل أخيرًا، نهضت من فراشها تخرج من غرفتها قاصدة غرفة والدها، دلفتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء شديد حتى لا يصدر صوتًا، اتجهت تجاه الأدراج تبحث فيها تتلفت حولها كل ثانية كاللصة حتى أخيرًا وجدت عملة ورقية بـمئتين جنيه في أحد الأدراج، ابتسمت بخبث تضعها في جيب بنطالها مع نظرة ماكرة ظهرت في عيونها، ابعدت شعرها عن وجهها ترجعه للخلف بثقة
4
خرجت من غرفة والدها متجه لمغادرة المنزل لكن توقفت عندما وجدت والدتها تدلف من باب المنزل، تبسمت لها بسخرية تسألها مقلبة عيونها بمللٍ"كنتِ فين؟"
+
_كنت عند جارتنا إللي تحت كانت تعبانة شوية.
قالتها بهدوء متجه صوب الأريكة تجلس عليها، قابلها انفعال ابنتها متحدثة بنبرة عالية"ما أنتِ مش بتعملي حاجة غير إنك تساعدي الغريب لكن أنا أولع بجاز****صح؟"
+
حدقت بها بحدة تنهرها على قلة أدبها بجملتها"احترمي نفسك وبطلي قلة أدب".
+
_أنا هغور خالص من وشكم.
+
قبل مغادرتها من المنزل استمعت لجملة والدتها المستغربة"راحة فين؟"
+
زفرت بانفعال، ترد عليها بقلة حيلة ونبرة غاضبة_:
"الدرس، رايحة الدرس يكش تيجي عربية تدهسني وتريحني من همكم كلكم".
+
"درس إيه وأنتِ معكيش فلوس؟"
+
رمقتها بعيونٍ مشتعلة، مقتربة بوجهها منها تحدثها بنبرة مغتاظة"اتصرفت، من بكرة هنزل أدور على شغل عشان أصرف على نفسي، ما الولد قاعد ياكل ويشرب ويروح بدل الدرس ألف وأنا إللي لازم أنذل لاء يبقا ذُلة بذُلة بقا".
+
_أكملت بتوعد ونبرة مبطنة بالخبث"بس متزعلوش بقا أما تلاقوني مع راجل كل يوم والتاني، ولا رقاصة بالليلة"غمزتها في نهاية جملتها ببُطء، لم تكمل ثانية وكان كف والدتها يقع على وجهها بشراسة، مُمسكة بشعرها بغضبٍ متحدثة بإحتداد_:
12
_أنتِ قليلة الأدب ومشوفتيش رباية، أعملي كدا عشان ميصبحش عليكِ نهار.
4
دفعت يدها المُمسكة بشعرها بحِنقٍ، تُردف بنبرة مغلولة"وأنتِ ضعيفة، معندكيش شخصية سمحتي لراجل زي دا يعمل فيكِ وفينا كدا، بقيتِ جارية عنده، يضرب فيكِ زي ماهو عايز وبردو بتفضلي تحت رجليه، خليكِ أنتِ كدا، لكن أنا لاء".
صرخت بكلمتها الأخيرة راحلة من المنزل بكامله تاركة والدتها مسيطر عليها صدمتها، هبطت دموعها على وجنتيها بصمتٍ، جلست على أقرب مقعد لها تشعر بالحسرة، ابنتها معها كامل الحق، هي من فعلت كل هذا بهم، لكن هل كان بيدها شيء ولم تفعله؟؟؟
2
"_______"
+
ذهبت"منة"إلى المراجعة مع ذاك المُعلم المستفز بالنسبة لها، لأكثر من ساعتين كُلما يريد استخفاف دمهُ الثقيل يسخر من فتاة ما، يضحك بعد سخريته ضحكة سمجة مستفزة، لا يراعي شعور أحد!، تتأفأف كلما تسمعه يحادث فتاة بطريقة وقحة وكإنه يمزح معها، تمنع نفسها من سبهُ بصوتٍ عالٍ، لكن بداخلها كانت تود إبراحه ضربًا وليس سبهُ فقط،
6
سخر من فتاة تجلس بجانبها متحدث بـ"وأنتِ إيه اللبس دا واقعة في شربة عدس!!"ضحك في نهاية جملته وضحك الجميع، شعرت الفتاة إن وجنتها ستنفجر من شدة الإحراج ولم تُعلق، انفعلت"منة"تحدثه بطريقة محتدة_:
1
_مستر على فكرة أنت ملكش دعوة هي واقعة في شربة عدس ولا واقعة في شربة خضار، إحنا جاين نتعلم مش جاين نقيم لبس بعض.
1
لم تستطيع زميلاتها مسك ضحكاتهم، لينفجروا في الضحك يتهامسوا على ملامح المعلم، رسمت هي بسمة منتصرة عندما ضحك الجميع عليه، ليسألها بنبرة حادة_:
_وأنتِ بقا المحامية ولا إيه؟
1
"لاء مش محامية ولا حاجة بس بفهمك إنه مش موضوعنا".
+
_انتِ ملكيش دعوة، أنا بهزر براحتي أنتِ هنا تقعدي زي الكرسي.
انفجر بها بعصبية شديدة، لتبادله بأخرى باردة وعلى وجهها بسمة جعلته يشتعل غيـظًا منها، نهض من مقعده يتجه صوب "السبورة"يدون عليها سؤالًا يصعب حلهُ وبعدة خطوات، كان السؤال موجه لها وهو يعلم إنها لا تفقه في مادته شيء، وتلك الحصة الأولى لها في المراجعة، لكنه صمم أن يهينها بطريقته لجعلها تصمت تمامًا.
+
سمعت جملته الساخرة من جديد لكن تلك المرة منها هي!!_:
_طب يا أم شعر مشبك يا محامية قومي كدا.
+
أمرها لتنهض بمضضٍ، تسالهُ بمللٍ"نعم، وعلى فكرة اسمي منة ودا كيرلي ها"
+
_ومالك مفتخرة بيه أوي كدا ليه وكإنه سايح على وشك!
استفسر منها بتهكم، لتجيبه بقدرٍ كبير من النرجسية"بحبه، مميز بيخليني حلوة".
4
من جديد سخر بها يحدثها"حلوة إيه وأنتِ شبه البلطجية كدا، ناقص بس تطلعي الموس من بوقك، المهم أخرجي جاوبي السؤال إللي على السبورة".
ضحكات الجميع تعالت، تعالت على شيء سخيف لمجرد إنه قاله من يدعى بمعلم!
1
هزت رأسها بهدوء، تتحرك تجاهُ بُبُط، توقف أمامه مباشرةً، تردف بنبرة عالية قوية"هجاوب، بس جاوب أنت الأول، عمر حد قالك إن دمك خفيف؟"
+
ضحك، يجيبها بثقة، مع حركات يدهُ العشوائية"كتير أوي أوي بيقولوا ليا، صح يولاد؟"
+
طرح سؤال والجميع أجاب بنعم، سخر من الجميع ورغم ذلك يجيبوا بنعم، الضُعفاء!، تحدثت بإزدراء تخبره بنبرة مستحقرة"معلش معذورين أنا بقا هصلح كدبتهم وأقولك إنك دمك يلطش".
3
صمت الجميع ولم يتحدثوا، كانت الصدمة مسيطرة عليهم، كيف تجرأت!، نهض من مقعده بغضب، يصيح بها بعنفٍ_:
_أنتِ إزاي تكلميني كدا؟، دا أنا هسقطك على قلة أدبك دي.
1
تملك منها الغضب، ليتحول وجهها الأبيض بالكامل إلى اللون الأحمر، تضغط على يديها بعنفٍ، لكن لم تستطيع تحمله أكثر من ذلك، لتنفجر به تخبره بجملتها المحتقرة"إللي يبقا بيتنمر على خلق الله وماشي يزرع طاقة سلبية وكلام سم على الناس ميبقاش مدرس محترم ولا يبقا يستاهل الاحترام طلاما أنت محترمتنيش أنا مش ملزمة احترمك نهائي، دا حتى أنت المفروض قدوة لينا فعايزني احترمك ازاي وأنت مش محترم؟"
4
نهت جملتها تتنفس بصوتٍ مسموع، تحاول التقاط انفاسها تحدثت لوقتٍ طويل بدون توقف، في ثوانٍ كان من نصيبها ضربة فوق رأسها بالـ_عصاه_ الخاصه بهُ، تليها صفعات متفرقة على أنحاء جسدها، يستحلفها بالرسوب بجانب حديثه المحتد عليها، ونعته لها بالوقحة والقاب كثيرة، ابتعدت عنه ترمي عليه بنظرات نارية، رغم تألمها من ضربه القاسي لها إلا إنها وقفت بجانب باب فصلها تهندم شعرها المبعثر بيد مرتجفة، تردف بنبرة متبجحة ونبرة عالية
2
"ياعم سقطني، شايفني واقعة في حب مدرسة الصنايع بتاعت الرقاصين دي!، ياعم شوف المدرسة هتلاقيها خرابة، مش فالحين بس غير أنكم تاخدوا فلوس مننا"
تبجحت في جملتها، الجميع صدم من وقاحتها معه فهو بالأخير معلم!، وفي مقام والدها، لكن لا يعلموا إن منة بسبب والدها تبغض أي رجل! وبالفترة الأخيرة أنضم لهم أخيها، كان رد المعلم عليها هو بـدفعه لها خارج فصلها، يتوعد لها برسوبها، منعها من دخول المدرسة إلا بـوالي أمرها ولم يسمح لها تعود، وبالنهاية كان ردها على كل هذا؟
1
سخريتها منه بطريقة وقحة"على أساس إني هموت وأدخل المدرسة، دا يوم السعد واللهِ، عايزة حالًا جواب طردي من المدرسة الجامدة دي".
+
_انتِ بت قليلة الأدب وأنا هعرف إزاي أعلمك الأدب إللي أهلك معرفوش يعلموه.
سحـبها من يدها يجرها خلفه بقوة، جارت خطواته تسير خلفه سريعًا، اتجه بها تجاه مديرة مدرستهم يُلقيها أمام بابها متحدث بنبرة غاضبة حازمة"البنت قليلة الأدب دي تطرد من المدرسة حالًا".
9
"________"
+
مع آذان العصر وتعالي أصوات المكبر يدلف ذلك وذاك، يلحق الأطفال بـ أباءهم، طفلة تجر إسدال صلاتها مُمسكة بيد والدها، يركض بعض الأصدقاء يلحقوا بالصف الأول للصلاة، مساجد كثيرة والأشخاص أكثر، كل منهم يترك أعماله ومشاغله ودراسته ليركض يقابل الله في منزله، الجميع يذهب ليكونوا قريبين من الله…
2
بينما هُم يقفوا في أحد الحارات الضيقة مُستغلين انشغال الجميع بالصلاة، مبتعدين عن أعين الجميع، وتناسوا إن الله يراهم، الله الذي يخشاه الجميع، تصدح ضحكاتهم وصفع يدهم لبعض كل ثانية والأخرى، يتهامسوا على أي فتاة مارة أمامهم، بخمارها!، حِجابها!، شعرها!
2
التبغ لا يفارق يدهم، الفاظهم فجة جريئة للغاية_يحسبونها حركة روشين_اقتربت منهم فتاة مُمسكة بحقيبة ظهرها تبحث بشيءٍ ما، وقعت عيونها عليهم، توترت للغاية منهم، نظراتهم اتجهت صوبها، عيونهم تفحصتها بطريقة جريئة، ابتلعت لعابها تـكمل سيرها بخطوات مرتبكة، كادت تتعثر لكنها لحقت نفسها سريعًا، تعالت ضحكة عالية تليها صوتٍ خبيثٍ مَرِح_:
1
_واحدة واحدة ورانا إيه، بتدوري على إيه يا آنسة أنا معايا علبة سجاير على فكرة لو عايزة.
ضحك في نهاية جملته يضرب كفه بكف صديقه، لعنت الفتاة حالها وهي ترتجف بداخلها، بحركة لا إرادية منها امتدت يدها تجاه تشيرتها تسحبه للأسفل، ليلاحظوا فعلتها وبدأت تتعالى صيحات التهكم مع ضحكاتهم المستمرة، كانت ستبكي تقسم، لأول مرة تسير من ذلك الطريق وبمفردها، أصدقائها ذهبوا درس آخر وهي سارت بمفردها، صدح من خلفها صوت فتاة يحسها على السير مردفة بنبرة ساخرة_:
+
_أمشي ومتخافيش دول اخرهم كلام.
وبالفعل انطلقت وكإنها كانت منتظراها تأتي لتحتمي بها، سارت هي الأخرى أمامهم بمنتهى البرود تلقي عليهم نظرات مستحقرة، تريد شخصٍ منهم يقترب منها فقط لتقتلع رأسه عن جسده وستفعلها وليست جديدة عليها، لكنها صدمت عندما وقعت عيونها على أخيها!!، "سيف"؟؟؟، يستند بظهرهُ على أحد السيارات، يمسك بيدهُ عقب سيجار اقترب على الإنتهاء، ثوانٍ وتعرفت على"فاروق"و"فاروق"تعرف عليها وكيف لا يعرفها سريعًا وهي ابنة منطقتهم وشقيقة أكثر شخصٍ يحقد عليه!
4
من وسط كل هذا لفت انتباهها صوت شخصٍ آخر يتهكم"دا أنتِ هتموتي وتتعاكسي"
3
وكإن"سيف"انتبه للتو بها؟، نظر تجاهها سريعًا يُلقي بعُقب السيجار في الأرضية يدعس عليه بقدميه، اعتدل في وقفته ولم يتحدث، فقط تلقى نظراتها المدهوشة المخذولة بـنظرات آسف، لا يعلم مِن مَن يتآسف؟!، خانتها دمعة تسقط من عيناها ضحكت بنبرة عالية ساخرة، يالـلقدر حقًا!!، تُوبخ شباب الشوارع ليكن منهم أخيها؟!، أردفت من بين حالته تلك_:
_بس أتصدق طلعت أكبر ضربة خدتها في حياتي ووجعتني.
1
استغرب الجميع حالتها إلا سيف وفاروق الذي وقف يشاهد باستمتاع، عقد ذراعيه يبتسم برضاء عما يجري حواليه، سمع جملتها المشمئزة منهم، عيونها تدور حولهم بقرفٍ_:
_لو فاكرين نفسكم رجالة بالسجارة والرخامة على البنات فـللأسف أنتم لا تحتسبوا من الرجالة أبدًا، خد بالك بقا يا"سيف" إن اسم راجل بقا تقيل عليك.
2
نطقت بجملتها مغادرة من أمامهم لكن لحقها"فاروق"يعترض طريقها بوقوفه أمامها يمسك برسغها محدثها ساخرًا، عيونه تُدقق بجسدها من أعلى لأسفل"واقفة معانا ومش محجبة وجاية تدينا درس!!، اراهن إنك عايزة كدا".
2
وعى أخيرًا لنفسه، ينطلق تجاههم يبعد عنها، يدفعه بعنف مؤكد عليه بانفعال"دي لاء دي خط احمــر، أيدك ال**** دي متتمدش عليها أبدًا".
6
_لاء راجل.
رمت بكلمتها تبتسم شبه بسمة ساخرة، مبتعدة عنهم، دفعه سيف في صدره للمرة الثانية بعنف، يركض خلفها مُمسك بيدها يخبرها سريعًا"منة اقسم بالله أنتِ فاهمة غلط، دي أول مرة أقف معاهم، دي أول مرة أصلًا أحط في بوقي سجارة".
16
حدقت بعيونه بانكسار لأول مرة يراها به، ارتجفت شفتيها مردفة بنبرة مهتزمة مختنقة بالبُكاء"صادق يخويا".
+
"منة والله صدقيني أنا بتكلم الحقيقة، انا خرجت من الدرس لاقيتهم واقفين وقفت معاهم شوية"
بعد ما رأته بعيونها مازال يكذب؟؟، مستمر في كذبته وفوق هذا يحلف!، أي شخصٍ أصبح؟؟، رمقته بدهشة منصدمة من دفاعه وهو في موقف أي شخصٍ مكانه لا يتحدث، حركت رأسها بعدم اهتمام تدير رأسها للتجاه الآخر مردفة بنبرة خافتة_:
_أنا ماشية وارجع أنت ليهم.
+
"منة اسمعيني أنتِ فاهمة غلط"أمسك يدها محاول تبرير موقفه لكنها منعته بدفاع يدهُ عنها متحدثة بنبرة صارخة"أبعد عني أنا بكرهك".
+
صدحت ضحكات "فاروق"من بعيد يُنادي باسمهُ، مضيف جملة مَرحة مصطنعة"متعلقش الحلوة لوحدك".
1
تملك منها غضبها أثر جملة الآخر، لتدفعه في صدره بشراسة عدة دفعات مردفة بنبرة عالية، وصلت لمسامعهم"غور يا"سيف"ليهم، مش عايزة أشوف وشك".
+
تركته وذهبت من أمامه متمتمة ببعض كلمات الانفعال، رجع هو لهم يفرغ شحنة غضبه في"فاروق"دافعه على السيارة بعنف، بادله الآخر بلكمة يحدثه بانفعال"بتطلع عصبيتك فيا عشان الحلوة هزقتك صح؟"
+
_أنت بتستهبل يا"فاروق"عشان أنت عارف إن دي اختي.
حاول ضربه لكن أصدقائه أبعدوه عنه، تحدث الاخر بنبرة مستنكرة"لاء طبعًا معرفش إنها أختك، أنت عارف أنا مع أي حد من عيلتكم مش بلمسه، وبعدين أنا أيش عرفني إنها أختك".
2
تابع حديثه بسخرية مبتعد عن أصدقاءه يهندم ملابسه، مقترب منه يدفعه بذراعه بتهكم"أنت جي تشطر عليا انا يا"سيف"!، أنت أختك بهدلتك قدامنا وأنت أكيد خايف لا تروح تقول لأهلك".
+
ضيق عيونه يرميه بنظرات غاضبة، علق على كلمته الأخيرة بقوله"انا مش بخاف".
4
"كداب وخايف منها، أختك واضح إنها مسيطرة، أنا لو مكانك كنت مسكتها كسرتها على وقفتها وكلامها وبجحتها، لكن نقول إيه بقا".
4
رمى السُم في أذنه، لتتغير ملامحه إلى شاردة، زفر بانفعال مردف لصديقه الآخر"هاخد المكنة بتاعتك خمسة كدا".
+
أخذ منه المفاتيح، منطلق تجاه الدراجة النارية يصعدها منطلق بها، أبتعد عنهم يلحق بها قبل ذهابها إلى المنزل وفضح أمره، بعد دقائق معدودة لحق بها، كانت تسير في أحد الشوارع الفارغة تبكي، أوقف الدراجة النارية أمامها يحدثها بأمر"اركبي يا"منة".
+
"قولتك مش عايزة أشوف وشك، أنت مش بتفهم!!"
+
استهجنت بجملتها، ليهبط من دراجته يمسك يديها يضغط عليها بقسوة مردف بنبرة مغتاظة"متتكلميش معايا كدا، دي أخر مرة أسمعك بتعلي صوتك عليا، وبعدين أنا راجل أنا أعمل إللي عايزه، ولو روحتِ قولتي لأمك أنتِ حرة، هكدبك وهخلي ابوكِ يكسرك".
14
أين أخيها الحنون!!، أين"سيف"أحن شخصٍ عليها وعلى شقيقتها!!، صار نسخة طبق الأصل من أبيها، مسحت دموعها بأصابع يدها الأخرى تردف بنبرة ضاحكة ساخرة"أتصدق حلال فيك الأيام السودة إللي هتشوفها مني".
+
ضربها على وجهها عدة ضربات خفيفة، يتحداها بجملته وعيونه الحمراء"فوقي يا"منة"أنتِ الطرف الضعيف في بيتنا، أنا لولا بحوش أبوكِ عنك كان زمانك موتِ من زمان".
+
حدقته بنظرات مشتعلة، واضعة يديها في خصرها، ضغطت على شفتيها السُفلة بغيظٍ، متحدثة بنبرة مغلولة"وأخيرًا ظهرت على حقيقتك، طيب يا"سيف"منتظرة اليوم إللي أشوفك فيه شمام كبير قد الدنيا، مش أنت أتلميت على الصِيع دول؟، أنا مش هتكلم ولا هقول لحد وأنت إللي هتقع مش أنا، وأبقا خلي أبوك يرقص على السلم بقا أما تترمي في حتة مصحة".
5
"متطلعيش عقدك عليا يا"منة"، أنا في السليم قولتلك كنت واقف معاهم بس، ولا عاكست ولا أي حاجة".
وجه سبابته أمام عيناها يحذرها بغضبٍ، بالمقابل هي وجهت سبابتها تجاهُ أيضًا تحذرهُ بجملتها"أنا مبقتش معقدة من فراغ، أنا كنت إنسانة عادية كله بسببكم".
+
أدارت وجهها للتجاه الأخر، تمنع دموعها مِن الهطول، تتذكر جُملة مديرة مدرستها لها منذ قليل"إحنا مدرستنا هنا مش للمعقدين والمرضى النفسيين، روحي إتعالجي في مستشفى ومتقرفيناش".
+
_وأنتم كلكم محتاجين تتعالجوا معايا وتتربوا كمان، أما يبقا مدرس قاعد يتنمر ويتريق على الطالبات وعارف إنهم مش هيقدروا يتكلموا يبقا هو المريض النفسي، واما تبقا مديرة حاطة أحمر وأخضر في وشها ومش بتسمع غير من المدرس وعلطول شخط وزعيق وضرب يبقا هي كمان عايزة تتربى، أنا أصلًا ميشرفنيش أقعد في المدرسة دي.
+
انفجرت بها وكانت تريد صفعها أيضًا _لكنها فتاة مهذبة لا تفعل هذا أبدًا_ منتهي النقاش بـطردها نهائيًا من المدرسة مع تقرير سيء فيها، وهي بالمقابل استقبلته ببسمة مستفزة للمديرة، فاقت من شرودها على صوت أخيها مدافع عن حاله_:
+
_وأنا عمري ما كنت وحش معاكِ.
1
"بس بقيت وحش ووحش جدًا".
رمت جملتها تجهش في البُكاء، ترحل من أمامهُ تندب حظها، الدرس المشؤوم، ليتها لم تسرق، المال دخل عليها بالفقر، اليوم أخذت ضرب لم تأخذه من قبل، المعلم عديم الرحمة كادت تموت في يدهُ، والمديرة أكملت عليها، ثم أخيها، ليتها لم تسلك ذلك الطريق، كانت فقط تريد أن تسير بمفردها لتأخذها قدميها إلى أماكن بعيدة عن منزلها لتجد بالنهاية أخيها يقف في أحد الشوارع الفارغة يضع التبغ في فمهُ، أين وصل بهُ الحال!!!
4
"________"
+
_يعاملني بطيبة وإحساس، يدلعني قدام الناس.
دندنت بها وهي تُعد له الغداء متذكرة تغيرهُ المُفاجِئ معها بالفترة الأخيرة، يظنها ستحن وستلين، سيلين الحديد وهي لا، ألقت نظرة بالخارج لتجده يجلس أمام طاولة الطعام متابع التلفاز بتركيز شديد، استغلت الفرصة مُخرجة مِن بين أدوات المطبخ _قطرة_صغيرة الحجم وضعتها ليلة أمس، أمسكت بها تتفحصها بنظراتها، ارتسمت تلقائي بسمة ماكرة على وجهها، وضعت في صحنين فقط منه وباقي الطعام لم تلمسهُ، دارت مرة أخرى القطرة لكن تلك المرة في ملابسها، ومازالت البسمة لا تُفارق وجهها، خرجت لهُ بعد وقتٍ تحمل الأطباق تضعها أمامهُ، بدأ بالأكل كعادتهُ لتجلس بجانبهُ تسألهُ بنبرة خافتة ماكرة_:
3
_عمرك ما فكرت إني ممكن أعملك في الأكل سم؟
+
تـرك الملعقة من يدهُ، يرمقها بنظرات غير مصدقة، متحدث سريعًا"لاء طبعًا مش أنتِ".
+
_لاء أنا، وأعمل أكتر من كدا كمان.
قالتها بطريقة خافتة ماكرة مقتربة من جانب أذنه تهمس بـ"كُتر البُكا بيعلم القسى، وبعدين يعني لو سَميتك هيحصل إيه؟؛ هتعدم؟، عادي ما أنا كل يوم بموت وأنا معاك، موتة بموتة".
+
بالنهاية أخرجت القطرة من بين ملابسها تضعها فوق الطاولة أمامهُ، ابتعدت عنه تقابل نظراته المنصدمة بنظراتٍ شامتةٍ، سممـتهُ!
21
"_____"
+
شوفتوا البارت متأخرش خالث إزاي🥺🥺🥺🥺؟
+
والله إني ملتزمة🥳🥳🥳🥳
+
_شفتوني وأنا عايشة الدور_؟😂
1
يجماعة بجد مدرستي بعيدة وباجي من المدرسة أنام ومش بذاكر ومش بعرف بردو أمسك الفون🤦
2
ما علينا المُهم
+
رأيكم في"ساجية وعبد الرحمن"وشخصيتهم لحد الآن
7
و"سيف ومنة"
5
وصحاب سيف
1
وليل وحاتم
+
وهل فعلًا حاتم هيموت ولا إيه وبسكدا🙈🙈
5