اخر الروايات

رواية بين احضان قسوته الفصل العشرين 20 بقلم سارة احمد

رواية بين احضان قسوته الفصل العشرين 20 بقلم سارة احمد



                                    
"أنتِ لي… شئتِ أم أبيتِ، نظرتِ لغيري أم لا، هربتِ أم بقيتِ… في النهاية، ستعودين لي وحدي!"
"لا تحاولي أن تلعبي معي، فأنا من يضع القواعد، ومن يملك اللعبة، ومن ينهيها كما أريد!"

1



"أما جبران فكاد ينفجر من الداخل ، نسي أنه كان يتأملها بعشق منذ لحظات ، كل ما يسيطر عليه الآن هي فكرة واحدة!! كيف يجرؤ هذا الحقير على الاقتراب منها أمام عينيه بهذا الشكل ..
لم يفكر ،لم يحلل ، لم يهتم بشيء سوى أن هذا المشهد الذي امامه يجب أن ينتهي فوراً...

+


كانت نظراته تبتلع ونس ووائل بغضب ، كل خلية في جسده تصرخ برفض هذه اللحظة ،
اندفع بغضب حارق ،وفتح باب السيارة بعنف وترجل منها بخطوات ثقيلة، الغضب يتطاير من عينيه دون أن يدرك أنه لا يزال في منتصف الطريق !!
ولم ينتبه حتى الي تلك السيارة المسرعه القادمة نحوه بسرعة مرعبه...
وهدر بصوت مشحون بالجنون : وووونس!!!
نظرت له وجحظت عيناها وهي تشعر أن الزمن توقف  وكل شيء تباطأ أمام عينيها وكأنها أصبحت حبيسة مشهد مريع لن تستطيع الخروج منه..

+


شهقت برعب عندما رأت السيارة تتقدم بسرعة، وإضاءتها الساطعة تلتهم الطريق ،تنعكس على ملامح جبران الذي كان يعبر دون أن يدرك الخطر  ،دون أن ينتبه أن الموت كان يقترب منه بكل عنفوانه ..

3


توقف قلبها تماما ،كما توقف الهواء في رئتيها ، وكأن روحها انفصلت عن جسدها لوهلة، وهي تشاهد المصيبة تتجسد أمامها ، شل الرعب تفكيرها ، لكن لم يشل أقدامها 
صرخت بزعر وركضت بكل قوتها ، وكأن المسافة بينهما كانت بحجم عمر كامل  ،وكأن كل ذرة في جسدها تصرخ باسمه :  جبرااااااان!!!

+


لم تفكر ،لم تتردد، لم تحسب العواقب ، لم تهتم بشيء سوى أن تصل إليه، ألقت بنفسها نحوه ، ودفعته بجسدها بكل ما تملك من قوة ، ضمها إليه وقبل أن يعي ما يحدث، كانا يسقطان معا بعيدا عن طريق الموت ...

4


في تلك اللحظة العالم كله اختفي ، لم يعد هناك شارع و ولا سيارات ،ولا أضواء ، فقط إحساس مفاجئ بأن جسدا صغيرا اصطدم به بقوة ، وذراعين دفعتاه بعيدا عن شيء لم يدرك وجوده حتى ...

+


قبل أن يفهم ،قبل أن يعترض، أو يستوعب كان جسده يسقط لكنه لم يكن يسقط وحده ونس كانت معه...
اصطدم جسديهما بعنف لكنه لم يشعر بالألم، لم يهتم  كل ما كان يملأ كيانه في تلك الثانية هو إدراك واحد صادم ومرعب !! ونس ألقت بنفسها أمام الموت لأجله ...

3



عقله لم يستوعب الفكرة فورا ، لكنه شعر بها بكل جوارحه ، شعر بها في رجفة أصابعه ،وهو يرفع رأسه عنها في ارتجاف أنفاسه ،وهو يراها ممددة تحته، في الصدمة التي شلت كل أفكاره وهو يرى الدم ينزف من جبينها بسببه ....

+


دق قلبه بقوة كادت تكسر ضلوعه ،مزيج غريب من الهلع والذهول والهوس اجتاح كيانه، لم يكن قادرا على الحركة لم يكن قادرا حتى على التنفس بشكل طبيعي..

+


مد أصابعه ببطء ولمس جرح جبينها ، وكأنه يحتاج أن يتأكد  أنها لم تختفي ،أنها ما زالت معه أنها لم تفقد حياتها بسبب جنونها ..
فتحت عينيها ببطء ونظرت إليه بنظرة مرتبكة متألمة لكنها لم تكن خائفة ..
وهنا  انهار اخر شئ بداخله انهار اخر ما حصن به نفسه منذ سنوات ..

+


أجتاحه شعور أقوى من الغيرة ، أقوى من الغضب ،أقوى من الحب ،اقوي من أي شيء عرفه من قبل ، شيء يشبه الهوس يشبه التملك ، يشبه الخوف من فقدانها بطريقة لم يختبرها في حياته وفي داخله ترسخ قرار لا رجعة فيه ...
هذه الفتاه أصبحت له وانتهي الأمر ...

4


مسح علي جسدها يتأكد خلوها من اي إصابات آخره وغمغم بصوت متحشرج مشحون بمشاعر مختلفه : ايه اللي عملته ده!! انتي اتجننتي ؟!!
حاولت النهوض بتوتر وساعدها علي النهوض وهمسة : أنا اللي اتجننت!!  انت ازاي...

+


قطعت جملتها عندما رأت وائل يعبر الطريق ملامحه مليئة بالقلق.. نظر جبران إلي ما تنظر إليه وعاد كل شئ عاد الغضب وعادت الغيرة بجنون أشد..
نظرة واحدة من جبران إلى وائل كانت كافية ليحترق بالكامل .. وشعور شرس اجتاحه رغبة عنيفة في أن يزيل هذا الرجل من أمامه أن يمحو وجوده بالكامل..

+


لكن قبل أن يتحرك ، قبل أن يفقد السيطرة تمسكت ونس  به وشدته نحوها بقوة لم تتوقعها ، وهمسة بصوت مرتعد  متوسل بالكاد يخرج من حلقها:  جبران عشان خاطري مش دلوقتي ! مش هنا بلاش مشاكل أرجوك.!!

+


نظر لها والي الدم الذي يقطر من جبينها .. 
قهرته نبرة  التوسل في صوتها ، وشعر برعشه يدها التي تتشبث بمعصمه بضعف ، وكأنها ترجوه أن يتحكم في غضبه ، ولم يعد قادر ا على رفض هذا الرجاء...
دون أن ينطق بحرف أمسك بيدها، سحبها وضمها إليه للحظة كأنه يحتاج أن يتأكد أنها ما زالت بخير، ثم فتح باب السيارة بعنف..
ودفعها للداخل بلطف قاس  وكأن يديه تقسو بينما قلبه ينهار.. ثم أغلق الباب ونظر إلى وائل نظرة كادت تقتله ..
هز وائل رأسه بذهول وقبل أن يتحدث نظر له جبران نظره جمدته بأرضه وأشار له بحزم وهدر : ابعد عن طريقي احسنلك !!

+


ثم صعد السياره وانطلق  بسرعة جنونيه ، والغضب الحارق يتصاعد داخله ..
وقف وائل يحدق في السياره وهو يسحب شعره بغضب وهو لا يستطيع تصديق ما حدث.. ولكن لم يكن وائل فقط من يحترق في الجانب الآخر كانت مها..
تتاكل من الغيره وهي تراقب كل ما حدث بذهول بحسره مخلوطه بالحيره من طبيعية تلك العلاقه التي تجمع جبران بتلك الفتاه وهي تنوي علي الاطاحه بها حتي تستطيع لفت نظره لها فقط ..
..................................
في شقه جبران ..

4



        
          

                
دفع الباب بعنف ،ودلف وخلفه ونس وهي بالكاد تلتقط أنفاسها ، اغلق الباب بعنف خلفه ،وحاول الابتعاد عنها كأنه يحاول السيطرة على نفسه وغضبه ،
نظر لها بنظرات حارقه يملأه الغضب والخوف وكانه على حافة الانفجار ...
بلعت لعابها بصعوبه وهمسة بضعف: جبران!!
هدر بصوت عاصف لكنه محمل بالوجع :  كنتي عايزة تموتي يا ونس !! ايه ناوية تروحي من حياتي كده وبكل بساطة؟!
أنها جملته وهو يضرب الطاوله بعنف حارق كان كالعاصفة الهوجاء حطم كل ما طالته يده بدون وعي، عاصفة من الجنون انفجر في صورة تحطيم، وكأن كل ما حوله يجب أن يشعر بنفس الدمار الذي يفتك به من الداخل وهو يصيح بالألم : ليه!  ليه عايزه تموتي وتسبيني ليه ؟!

+


تراجعت للخلف بزعر وهي ترتعد بخوف يفتك بقلبها ..
جلس اخيرا بعد أنا دمر كل شي تقريبا وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه مفزعه يحاول السيطره على حريق اعصابه ..
اقتربت منه بحذر وهمسة :  جبران أنا كنت بحاول أنقذك!!
ضحك بسخريه موجعه وغمغم بوجع يفتك به : 
تنقذيني!!  تنقذيني إزاي؟! وانتي كنت هضيعي قدامي عيني؟ انتي مش قادرة تستوعبي إنك كنت هضيعي مني في ثانية؟!

11


عضت شفته وردت : بس ما ضعتش أنا هنا اهو معاك أنا كويسه !!
نهض والتهم الأرض بخطواته المحمله بعاصفه من المشاعر المكبوته وهدر  : لأ مش كويسه!! مش إنتي اللي كنت مرمية على الأرض والدم نازل من جبينك من شويه؟! مش إنتي  اللي كنتي بين الحياة والموت من دقايق ؟!
صمت لحظات وهتف بقهر : وانا! أنا اللي حسيت بروحي بتطلع لما شفتك وانتي بيترمي نفسك قدام العربية؟!

+


تجمدت ونس بأرضها وأخترقت كلماته قلبها ببطء زلزل كيانها ، اقترب منها وعينيه تموج بوجع دفين لم تره من قبل وقال  :إنتي فاكرة إني هتحمل بعدك ؟!
فاكرة إن قلبي هيستحمل أشوفك بتضيع قدامي؟!
لو كان حصلك حاجه كنتي هتسيبيني بإيه؟؟
  بالجنون ده!  بالوجع ده اللي مالوش آخر !! ليه يا ونس؟!

+


هزت راسها بالنفي ودموعها تنهمر على وجنتيها وهمسة :
أنا مكنتش بفكر اصلا أنا بس كنت خايفة عليك؟!
حدق بها بذهول مخلوط بالغضب وهدر بصوت منخفض لكنه خطير بجنون العشق والخوف : خايفة عليا عشان كده عايزه تسبيني!! واعيش ميت لو حصلك حاجة؟!
شعرت بصاعقه إصابة جسدها بقوه وهي تشعر بتلك العاطفه تحطم الحواجز بينهما ...

+


تراجع جبران وهو ينظر لها بجنون وهتف بصوت ملىء بمراره ،وكأنه يتحدث الي اشباح الماضي لا يتحدث إليها : أنا شفت الموت قبل كده، شفته بيخطف الغالي في حياتي ،شفته بياخدها مني في ثانية ، شفت الدم ، شفت الرعب ،شفت العجز ،ومكنتش قادر أعمل حاجة...

6


أشار لها وصاح بوجع دفين وكأن الكابوس يعود من جديد :وانتي النهاردة جبتيلي الكابوس ده تاني!!  رجعتيهولي بنفس الألم بنفس الرعب بس أسوأ، أسوأ بكتير يا ونس عشان انتي !!
نظرت له وهي تغرق بعينيه وكأنها تتوسل لها أن يقولها :
أنا إيه يا جبران؟
اقترب منها ووضع جبهته على جبينها وقبض علي وجنتيها برقه مدمره وخرج صوته وكأنه سر من اعماق قلبه :إنتي أغلى عليا من روحي ؛ولو كان حصلك حاجه  النهاردة كنتي هتاخدي روحي معاكي!!

12



        
          

                
شعرت برجفة تسري في جسدها، شعرت بكلماته تلتف حول قلبها وتخترقه وتملؤه بشيء يشبه الجنون ، لكنه أجمل وأقسى شعور اختبرته في حياتها ، نظرت له وفجأه دارت الشقه بها وارتخ جسدها بين يديه، جحظت عينيه وهو يراها تسقط بين يده لف ذراعيه حول جسدها برعب وهدر : وووونس !!
حملها بين ذراعيه ،وسار بها الي غرفه النوم وانزلها علي الفراش وهتف برعب لم يختبره من قبل : ونس !! ونس اصحي يا حبيبي !

+


فتحت عيونها بثقل شديد وغمغمت: جبران مش قادرة دايخها اوي !!
حدق بها وهوي قلبه وهو يري شحوب وجهها يزداد سحب الهاتف وهمس : متخفيش يا قلبي هجيب الدكتور حالا!

+


عبث بالهاتف ورفعه على أذنه وهو يمسك بيدها وعيناه تطوف بوجهها بقلق قاتل وهتف : ايوه دكتور ايوب تعالي بسرعه! 
صمت لحظات وهتف: لا مش القصر هبعتلك لوكيشن !!

2


اغلق الهاتف واقترب منها بعينين لا تعرفان سوى الهوس بها ..
مر الوقت وحضر الطبيب وقام بالكشف عليها وقطب جرحها كل هذا تحت نظرات جبران الثاقبه نهض الطبيب وهتف : مفيش حاجه يا باشا الخبطه بس كانت جامده شويا عشان كده داخت بس هي كويسه !!
اوما جبران وهتف : مش محتاجه اشاعه اوي اي فحوصا؟
هز الطبيب رأسه وتمتم: لا مش محتاجه !!

+


شكره جبران وانصرف الطبيب وعاد جبران بجانبه ومسك يدها وهو ينظر لها. ولا يستطيع ابعاد عينيه عنها وكأن مجرد غمضة عين قد تسرقها منه!!
اقترب منها وطبع قبلة علي جرح جبينها وداخل قلبه كان هناك وعد لا رجعة فيه تلك الونس لن تمسها يد الفقدان طالما أنه يتنفس لن يسمح لها ابدا بذلك!!
..................................
في فيلا حازم صفوان
دلف عيسوي بخطوات متردده وهتف  : تحت امرك يا باشا!!
هتف حازم بنبره حاده من خلف مكتبه الفخم وهو ينظر من الشرفه الزجاجيه الواسعه أمامه: أتمنى إنك داخل عشان خبر يستاهل!! أنا مش فاضي لكلام فارغ يا عيسوي...

+


اقترب من المكتب ورفع حاجبه وغمغم بخبث وشر : 
على قد مقامك يا باشا. الخبر اللي معايا ممكن يغير حاجات كتير كل الخطه تقريبا !!
دار بكرسيه ونظر له بفضول مغلف بالبرود وقال : هات اللي عندك وخلصني!!

+


اوما برأسه وغمغم : جبران الباشا حصل معاه حادثة قدام الفندق عربية كانت هتخلص عليه!
نظر له حازم بدهشه ممزوجه بالشماته وهتف  : ومات !!! 
هز رأسه بالنفي وقال: للاسف الموظفة اللي شغالة عنده أنقذته في آخر لحظة..

+


اغمض حازم عينيه وصك أسنانه بغضب وهدر: طيب غوري من وشي ده خبر زي وشك يا بغل!!
اشاره له عيسوي وهتف : اصبر بس يا باشا اسمع 
بعد اللي حصل جبران طلع على شقة في زايد معاها!!

+


نهض حازم وتغيرت تعابير وجهه وقال : انت متاكد جبران في شقة مع موظفة عنده؟!
اوما لها بالايجاب وهمسة: طبعا يا باشا عيب !
قطب حازم حاجبيها وقال : غريب اوي جبران مش متجوز !! وعمر ما كان له ف العلاقات دي! ولا حد شافه مع واحده في مكان خاص! وكمان موظفه عنده دي اول مره تحصل!!

+



        
          

                
نظر له عيسوي بخبث وهمس بفحيح : واهي حصلت يا باشا نستفيد منها بقا !
جلس حازم مره آخره وسند ظهره ومرر يده علي فكه بتفكير عميق وغمغم : طبعا معني كده أن جبران الباشا مش بس عنده نقطه ضعف لا وكمان في السر يعني عصفورين بحجر واحد يا عيسوي !!

6


رد الآخر : بالضبط كده يا باشا ؛ وكمان ولو مرافق الموظفة دي يبقى دي حاجة لازم نستخدمها ضده.. خصوصا أن البت تحل من على حبل المشنقة !!
ضحك حازم بخبث وغمغم : انت نمس ياض يا عيسوي! 
صمت حازم لحظات وغمغم بهدوء قاتل: 
راقبهم وميغبوش عن عينك !!اعرف كل حاجة عنها عن ماضيها، حياتها ،عيلتها وكل خطوة بتاخدها مع جبران،،

2


اوما عيسوي وابتسم بشر وهز رأسه وانصرف بينما جلس حازم في صمت وعيناه تتوهجان بأفكار لا يعرفها سوى عقله.. اخيرا جبران الباشا فتح له بابا كان موصدا طوال السنوات الماضية والآن جاء وقت اللعب ..
...............................
صباحا في شقه جبران 
رمشت بعيناها وهي تشعر بألم حاد في جبهتها ..
فتحت عينيها ببطء وهي تحاول أن تستوعب أين هي، لكن الألم في جسدها ذكرها سريعا !!
السيارة، سقوطهم تذكرت كل شيء ...
  حاولت تحريك يدها  لكنها شعرت  بضغط دافئ حول يدها، نظرت له بدهشة عندما وجدته ممسكًا بيدها ورأسه منحنيا قليلا، عينيه مغلقتان وكأنه لم يفارقها طوال الليل....

+


تململت قليلا وقبل أن تهمس باسمه شعر بها ورفع رأسه ونظر لها بترقب وغمغم : صحيتي اخيرا عامله ايه؟!
هزت راسها وهمسة بضعف : كويسه،  هو انت !!
اقترب منها وطبع قبلة علي جبينها وتمتم بصوت متحشرج: اه.. فضلت جمبك طول الليل !

+


بلع الغصه المسننه بحلقه وقال : مش قادر اتخيل انك كنتي هضيعي مني في غمضه عين يا ونس!! 
أشاح بوجهه للجهه الاخري وقلبه يدق بالم خالصا وخوف لم يمر به من قبل، مسح وجهه وكأنه يحاول السيطره على مشاعره ثم نظر لها وهمس بصوت متحشرج  : ليه ونس؟ ليه عملتي كده؟ ليه رميتي نفسك قدامي؟!

2


تارجحت عيونها وهمسة : ما كنتش هقدر أشوفك بتتأذى!!
نهض بغضب يغلفه العتاب واللوم وهتف : يعني أنا اللي اقدر اشوفك بتتاذي؟! لا يا ونس لازم تعرفي اني مقدرش!! ولازم تفكري فيا لو خسرتك اعيش ازاي؟
نظرت له وامتلات عينيها بدموعه صامته حدق بها للحظات وقلبه يدق بالم،  وتحرك الي المرحاض واغلق الباب بعنف ، 
بلعت غصتها بصعوبه وتحركت من الفراش وخرجت تبحث عن حقيبتها ،واخرجت هاتفها وشهقت برعب عندما وجدت العديد من المكالمات من اميره ودمع ..
عبثت بالهاتف ورفعته علي أذنها لحظات واتاها صوت اميره الغاضب والقلق : ونس فينك يا بنتي وجعت قلبي طول الليله ليه كده حرام عليكي!! 
أغمضت عينيها بقهر وردت: حقك عليا يا ابله التلفون فصل شحن وكان عندي شفت ليلي ونسيت اقولك !!

+


في الداخل ..
خرج من المرحاض عاري الصدر ،ويضع منشفة حول خصره ،والماء يقطر من جسده، نظر الي الفراش لم يجدها تحرك الي الخارج ،وجدها تتحدث الي اميره اقترب منها ووقف خلفها وعينيه تموج بمشاعر مختلطه من عشق وخوف، الي عتاب وحزن ،
أنهت مكالمتها ودارت حتي تعود ولكنها اصطدمت بصدره العريض عضت على شفته بخجل وتراجعت للخلف واخفضت عينيها وهمسة: مختش بالي! 
اقترب منها وتمتم: من ايه بالظبط؟!

+



        
          

                
رفعت راسها ونظرت إليه وقالت: أنا كنت بكلم اميره عشان قلقانه عليا!!
هز رأسه وتمتم: ياريت كمان تعملي حساب قلقي أنا كمان؟! 
رمشت بعينيها وهمسه: حاضر!

3


نظر لها مطولا وتحرك ثم توقف عندما همسة بضعف: النهارده حفلة جيلان!! 
حدق بها بذهول مخلوط بالغضب وهدر: انتي شاغله نفسك ليه بكل الناس دمع وجيلان وسليم؟!

2


اقترب منها وقبض علي ذراعها وهتف: ونس فين من حساباتك؟! وانا فين في حياتك يا ونس!!
وضعت يدها ع صدره الصخري وشعرت بدقات قلبه تضخ بعنف قاسي وتطرق كطبول الحرب رفعت راسها ونظرت إليه بنظرات تائهة مشحونه بالألم والحرمان وهمسة بإصرار ناعم : مش عايزه جيلان تحس بالحرمان!! أنا جربت الاحساس ده مفيش اصعب منه!! البت لازم تطلع شبعانه بحب ابوها عشان...
صمتت لحظه اقترب منها وهمس: كملي !!

+


بلعت غصتها وقالت: الاحساس ده مش هيفرقها ابدا اسالني أنا؟!
حدق بها لحظات وعينيه تموج بمشاعر مختلطه وهز رأسه بيأس وغمغم: يلا البسي عشان تروحي معايه!
نظرت له بدهشة وقالت: برضو ازاي مش هينفع !!
رفع حاجبه وتمتم ببساطة: يبقي مش هروح !
تمسكت به وهتفت : خلاص هلبس.. 
تحركت بسرعه الي الداخل وهو يحدق ف طيفه بدهشه وغمغم: لازم يكون ليكي نصيب من السعاده والفرح يا ونس لازم ...
.........................
في الحفله ..
اخيراا ظهرت جيلان علي المسرح بوجه عابس حزين.. توقف وهي تنظر في كل الوجوه بحسره !!
حتي شقت ابتسامه واسعه شفتيها وانارت وجهها عندما وجدت والدها يجلس أمامها في الصف الاول وينظر لها بحب ..
رفعت حاجبها بذهول واشاره لهم والقت لهم قبله في الهواء وهي تضحك بسعاده وبدأت بأداء دورها في الحفله..

3


نظر جبران إلي ونس بامتنان وعشق حقيقي ..
ثم نظر الي جيلان ابتسمت ونس برقه واقتربت من يده وقبضت عليها بقبضته الصغيره ودموعها تلمع بعينيه ..
علي الجانب الآخري قطبت مها حاجبها بذهول وهي تنظر إلي جبران وونس وتتارجح عينيه بينهم وبين جيلان وهمسة : هو ايه ده بالظبط؟!
اقتربت منها صديقتها وقالت : انتي بتكلمي نفسك ؟؟
نظرت لها وهزت راسها بالنفي وهي تشعر ببركان انفجر بداخلها من الغيره ..

7


انتهت الحفله وهرولت جيلان لحضن والدها وضمها بحب وقالت : شكرا لحضرتك انك جيت!!
مسح علي شعرها وقال : كنتي شاطره اوي يا حبيبتي 
ضحكت بفرحه وسعاده وخرجت من حضن والدها ضمت ونس وهمسة : شكرا اوي..
ربتت ونس على ظهرها وقالت: معملتش حاجه يا چيچي !
تحرك جبران وهتف : يلا يا ونس عندي شغل..
ردت ونس : حاضر !!

+


انصرف جبران خارج المدرسه وهمسة جيلان : عايزه اقلك أنا عارفه انك انتي اللي اقنعتي بابا يجي النهارده أنا عارفه انا كان صعب جدا خصوصا اليومين دول؟! 
قطبت حاجبيها وقالت: ليه يا قلبي اليومين دول ؟؟

+


هزت راسها بحزن وغمغمت: عشان ذكري وفاة ماما بعد بكره وكمان بكره عيد ميلاد بابي وهو مش بيحب يحتفل بيه ابدا !
اقتربت منها ونس وقد أعاد عقلها كلماته بالأمس وقالت : چيچي يا حبيبتي هي ماما ماتت ازاي؟؟ 
خيم الحزن علي وجهها وقالت : قالوا لي انها ماتت في حادثه عربيه !!

+



        
          

                
تجمدت أنفاسها في صدرها، كأن الهواء من حولها تحول إلى جدران تضغط على ضلوعها. اتسعت عيناها بصدمة قاتلة وهي تستوعب الحقيقة التي لم تتوقعها. حادث... حادث سيارة، تمامًا كما حدث لها، تمامًا كما كادت أن تفقد حياتها. لكن الفرق الوحيد أن زوجته الأولى لم تنج
نظرت إلي جيلان وهمسة: ربنا يرحمها 
هزت راسها وقالت : أنا همشي يا حبيبتي واسيبك مع اصحابك
اومات لها جيلان ،وانصرفت ونس وهي تتخبط بحزن ..
أدركت الآن ! أدركت أخيرا سر الغضب المشتعل في عينيه..
ذلك اللهيب الذي ظنته خوفا عليها لم يكن سوى وجع حزنه القديم .. وجعه الذي لم يندمل .. لم يكن غاضبا خوفا من فقدانها .. كان غاضبا لأن ما حدث أيقظ جراحه القديمة .. لأن رؤيتها في تلك الحالة جعلته يتذكرها ، لا هي...

6


فتحت باب السياره وصعدت واغلق الباب بشرود ووجهها شاحب بشده نظر لها بدهشة وقال: مالك في ايه؟!
أدارت وجهها عنه لم تعد تقوى على رؤية ملامحه، على رؤية كل تلك المشاعر التي لم تكن تخصها يومًا وهمسه : مفيش حاجه ابدا !
نظرت له بخواء وتمتمت : وصلني عند دمع في الفيلا كلمتني بتقولي محتاجاني ضروري..
اوما لها بعدم تصديق وتحرك بالسياره الي فيلا سليم الباشا ..
........................... 
في فيلا سليم الباشا 
اشاره دمع الي العاملين بوضع قطع الأثاث في أماكنها ..
اقترب منها وضمها بحضنه وهمس: اوضه النوم خلصت يا قمري تعالي شوفيها ..
تململت بخجل وهمسة: الناس حولينا يا سليم عيب كده!
لفها بين أحضانه وهتف: أنا عملت ايه؟ بقلك تعالي نشوف اوضة النوم بعد ما جهزت !!

1


سحبت يده من علي جسدها ورفعت منكبها بغنج وقالت : تعال ورايه!!
تحركت من أمامه وهي تسير أمامه نظر الي جسدها ورفع حاجبه وغمغم وهو يفتح ازرار قميصه : دي المفروض عيله!! دانا اللي عيل قدامها ..

3


دلفت دمع الي الغرفه ودارت فيها بفرحه وسعاده وهتفت: الله تجنن كل حاجه حلوه اوي !
دلف سليم واغلق الباب ونزع قميصه وغمغم : ودلوقتي هتحلو اكتر يا قلبي!!
اقترب منها وتراجعت للخلف بسرعه وهتفت: انت اتجننت بتقلع ليه يا سليم ؟؟
قبض على يدها وسحبها اليه وتمتم : اتجننت اه وهجننك 
يا قلب سليم !

+


حملها بين ذراعيه وسار بها الي الفراش ووضعها وضعت يدها على صدره وقالت: لا يا سليم مينفعش يا مجنون !!
مال عليها ومرر يده تحت ملابسها وهمس : يعني موحشتكيش ؟
تراجعت وهمسة بتوتر وهي تحاول سحب يده: لا وحشتني اووي ..
دفن رأسه بعنقها وهمس: امال ليه بقا!! بتتقلي عليا يا بت ؟؟
شهقت ووضعت يدها على فمها تمنع صرختها عندما وصلت يده الي ملابسها الداخلية
وضحك سليم بعبث وهو يلمس أنوثتها وهمس : مولع ليه كده يا قلبي؟! 
تاوهت وحاولت سحب يده وهمسة ببكاء : يانهار اسود لا يا سليم ايدك عشان خاطـ..

+


كتم اعتراضها بشفتيه والتهم شفتيها بفجر..
ويده تسحب ملابسها بسرعه،  تململت بخجل ودموعها تنزل ببطئ بجانب عينيها ، وهي تشعر بيده تعبث بجسدها ، وهي لا تستطيع منعه لحظات واندمجت معه وأصبحت تتلوي بين أحضانه وهمس لها : لازم نحدد الدخله بقا يا قلبي مش هستحمل اكتر من كده أنا حايش نفسي عنك بالعافيه!!
هزت راسها وصدرها يعلو ويهبط بشده ، ويدها تقبض على ظهره بشكل مثير قبض على نهدها وابتلع شفتيها بعنف ..
.....................
في الخارج 
دلفت ونس وهي تنظر حولها وهتفت: دمع !
رفعت حاجبها وغمغمت: هي راحت فين دي؟!
اقتربت أحد العاملات وقالت : طلعوا فوق يا هانم ؛
فركت يدها بتوتر و أومات للعامله وقالت : طيب روحي انتي ..

+



        
          

                
نظرت حولها وهي تتذكر حلم من أحلامها كانت تتمني أن تقوم بترتيب منزلها بأقل القليل مع زوجها ..
دلف جبران ومسك يدها وسحبها الي الحديقه شهقت برعب وهمسة : جبران حد يشوفني؟؟
سحبها لصدره وهتف : مش فارق معاي!!

+


نظر لها واردف: ممكن افهم مالك ؟!انتي مش طبيعيه ليه؟!
بلعت غصتها بصعوبه وهزت راسها بالنفي وردت: مفيش حاجه أنا بس بشوف حلم من احلامي بيتحقق !!
ارجع شعرها بحنان خلف أذنها وقال : اي احلامك يا ونس؟!
نظرت أمامها بشرود وهمسه وكأنها تره أحلامها أمامها وهمسة : نص احلامي اتحققت لما أطمنت علي دمع والنص الثاني ..

+


قطعها بغضب وهتف : أنا بقلك احلامك انتي مش اخواتك احلام ونس فين ؟؟
نظرت له ودموعها تنزل ببطئ وتمتمت: كنت نفسي لما اتجوز افرش شقتي واختار كل حته فيها بنفسي واختار الحياه اللي أعيشه !!

+


نظرت له ودموعها تنهمر على وجنتيها وتحركت الي داخل الفيلا وقف مشدوه ينظر لها بمراره..
ابتلع جبران لعابه بصعوبه  لم يكن هذا ما أراده !
لم يكن هذا ما خطط له حين أجبرها على الزواج منه !!.
لم يكن يريد أن يكون القيد الذي يسرق أحلامها لكنه أصبح كذلك...وانصرف بغضب حارق ..
....................
في مكتب جبران الباشا 
جلس خلف مكتبه بذهن شارد ، لأول مرة في حياته، شعر جبران بالعجز. هو الذي لم يعرف سوى السيطرة وفرض الأمر الواقع، وجد نفسه الآن أمام حقيقة لم يستطع التحكم بها... الحقيقة أنه، رغم كل شيء، ربما لم يكن هو الرجل الذي تريده. عند تلك الفكره ضرب المكتب ونهض بخطوات ثقيله وفتح الباب وهدر : ووونس !!
فذت برعب وهتفت: في ايه؟!

+


نظر لها واشار بيده بحزم واردف: تعالي بسرعه..
نهضت وهرولت إليه فتحت الباب وغمغمت بتوتر: نـ نعم!!
وقف أمامها ونظر لها بغضب مخلوط بالحزن وغمغم بصوت منخفض لكنه كان حاد كالسيف : يعني طول الوقت ده وأنا عايش مع واحدة مش عايزاني؟!
بلعت لعابها بغصه وهمسة: أنا مش...
رفع يده بحسم وهدر بعنف: متكمليش، خلاص، فهمت. كنتي مغصوبة وعيشتي معايا بالعافية وانا للحظه فكرت انك ..

3


اقترب منها ونظر لها ببرود قاسي وهتف بالم لم يستطع اخفاءه  : لا يا ونس مش انا الراجل اللي يعيش مع ست غصب عنها!!
حاولت الاقتراب منه لكنه أوقفها بنظره واحده حاده بلهيب حارق وهدر : لو مغصوبة الباب قدامك اهو!!
أشار بيده نحو باب المكتب وهدر بكلمات كانت كالصفعات المتتالية على وجهها : امشي يا ونس طالما عمرك ما كنتي هنا بإرادتك !!

+


حدقت به بصدمه جعلتها غير قادرة على الكلام. هل كان يعني ذلك حقا؟!  هل يريدها أن تذهب؟؟ 
تحركت الي الباب ودموعها تنهمر بصمت ولكنها توقفت وهمسة : أنا همشي ومش هتشوف وشي تاني !
وبرضو مش هطلب الطلاق عشان محدش هيدخل حياتي بعدك !! يمكن ده يكون احسن رد علي كلامك..
خطوه واحده كانت الفاصل وقبض على ذراعها وسحبها اليه وهتف بحرقه : امال ليه قولتي!!

+


قطعته بيأس ودموعها تنهمر على وجنتيها: عشان كنت فاكره اني لي مكانه عندك... وانك خوفت عليا بجد...
مش بس قلبت عليك حادثه قديمه ..وجرح لسه معلم في قلبك ..وحزن متخزن في عيونك!!

2


اقترب منها وهو يحاول التماسك لكنه فشل وبشده ..
لم يستطيع السيطره على المشاعر التي تتدفق بلا توقف رفع يده المرتجفة ومررها على وجنتها بحذر، كأنه يلمس شيئا هشا يخشى أن يتحطم تحت أنامله.
وهمس بشجن : لا يا ونس انتي فهمتي غلط أنا عمري ما اترعبت علي حد زي ما اترعبت عليك لما رميتي نفسك قدام الموت عشاني..
ايوه مراتي ماتت في حادثه ويمكن حادثة امبارح فكرتني.. بس الخوف والرعب اللي عشته كان مختلف واكبر بكتير ..

+


سحبت يده وحاولت الخروج وقالت : بلاش تكذب عليا ارجوك !!

+


في الخارج ..

+


دلفت مها بإصرار غريب علي روية جبران والحديث معه في اي شئ توقفت وهي تسمع كلمات جبران ...
تمسك بها بقوه وهتف: لا استني كفايه هروب وحواجز انتي لازم تسمعيني !!
هرولت مها بسرعه خلف الستاره خرجت ونس بصعوبه وهمسة بضعف: ارجوك سيبني امشي!!

2


خرج جبران خلفها وقبض على ذراعها وهتف : ونس استني أنا بعشقك عارفه يعني ايه يعني حتي لو كنت حبيت قبلك ..فانتي بعشقك  انتي روحي يا ونس أنا مقدرش اعيش من غيرك ..

+


تجمدت في مكانها ونظرت له ودموعها تنهمر على وجهه اقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وهمس بصوت أقل حدة: أنا آسف يا روحي متمشيش انتي كل حياتي ..
نكست راسها وهمسة: إنت مش مجرد حد في حياتي يا جبران... إنت حياتي نفسها! أنا في الأول كنت مغصوبة بس بعد كده أنت بقيت حياتي، وأماني، وسندي!!

+


اقترب منها وكور وجهها بين يديه وهمس بصوت مفعم بالعشق : لو بتحبيني كده… يبقى لازم تحافظي على نفسك عشاني!! اوعديني يا ونس تخلي بالك من نفسك اوعديني يا حبيبي.. 
هزت راسها بين يديه وهمسة بارتباك : اوعدك يا جبران أنا مش عايزك تقلقي عليها !!
لم يحتج جبران إلى سماع المزيد جذبها نحوه وضمها بقوة كأنه يخشى أن تهرب منه، أن يفقدها بالفعل هذه المرة....

+


نظر أمامه وجد وائل يقف على باب المكتب والصدمه تعلو وجهه نظر له جبران ببرود وهمس في إذنها : خلاص.. خلاص يا حبيبي متقوليش حاجة بس متبعديش عني تاني!!
هزت راسها بالنفي وغمغمت: حاضر يا قلبي.. 
نظر الي وائل بغرور مغلف بانتصار ثم نظر لها بحنان والتهم شفتيها بعنف ويده تمسح على ظهرها بتملك 
صعق وائل بصدمه وتحرك ووووو

9


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close