رواية خيوط القدر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة المصري
الفصل التاسع عشر
لم يستطع ادهم منع نفسه من الضحك على هيئة ندى وهى تعرج بقدمها بوجهها المتأفف من حذائها الذى اشترته للتو ، كان يدفع العربة وهو يحاول ان يمنع نفسه دون جدوى حتى وضعت يدها فى خصرها وقالت فى تذمر ” انت بتضحك على ايه دلوقتى ؟؟؟“
توقف ادهم ونظر اليها وقد دمعت عيناه من الضحك قائلا ” فرحان فيكى ...تستاهلى ...بقا انا اخد اجازة لاول مرة من خمس سنين والاقيكى ممرمطانى معاكى فى الشوبينج من الصبح ...اقولك نروح مكان هادى نتعشى فيه تصرى نشترى الاول حاجات من السوبر ماركت قبل ما نروح ..يلا بقا اشترى اللى انتى عاوزاه ”
اغتاظت ندى من لهجته الضاحكة فقالت ” مش عارفة والله انت على قلبك مراوح كدة ازاى ...ولا كأن فرحنا باقى عليه اسبوعين ؟؟“
هز ادهم رأسه قائلا ” اتوتر ليه انا ؟؟؟....اسبوعين باقيين على اليوم اللى طول عمرى بتمناه ..انا فعلا مش متوتر خالص ” ومال عليها وهو يضيف فى خبث ” انا طاير من السعادة ”
وضحك من جديد وهو يراها تنظر الى حذائها فى تأفف واضح وفى حركة سريعة اذهلتها ، حملها بين ذراعيه فى خفة وكأنها عصفورة صغيرة ، انتفضت هى بينما هو لم يتأثر تماما ، نظرت حولها وهى تقول ” ادهم ..انت بتعمل ايه نزلنى“
هز كتفيه قائلا ” بعمل ايه ؟؟؟“
بدا الناس ينظرون اليهما بين الدهشة والحنق والاعجاب فقالت ندى فى غيظ من بين اسنانها وهى تتلفت حولها ” الناس بتتفرج علينا نزلنى ”
ضحك ادهم قائلا ” يتفرجو ” ونظر اليهم ورفع صوته قليلا وهو يقول ” دى مراتى يا جماعة على فكرة ..ورجليها واجعاها بس شوية ”
حملق به الجميع فى ذهول من جرأته وبالطبع نال وجه ندى الكثير من الدهشة وهى تقول ” انت مجنون ؟؟“
هز رأسه وهو يهمس فى اذنها بصوت حنون ” بس بحبك ” ، ابتسمت ندى دون ان تشعر واتسعت ابتسامتها وهى تنظر الى وجه احدى الفتيات التى تتابعها فى حنق وغيرة واضحة وتنظر الى ادهم باعجاب بالغ ، شعرت بالزهو من جديد بان هذا الذى تتمناه الكثيرات ويقعن فى حبه من اول نظرة يحبها هى بل يهيم بها عشقا للدرجة التى لا تجعله يرى ويشعر بمن حوله ، حبا يجعل ادهم الصارم الذى رأت قوته بعينيها يتحول الى هذا العاشق الحنون ، وهى اصبحت لا تقل عنه عشقا وجنونا ، بل تخطت عشقه لها بمراحل ، كانت تريد ان تبقى هكذا بين ذراعيه ولم يعد يهمها كل ما حولها ولكنها تنفست فى عمق وقالت بصوت متحشرج لا يدل على رغبتها ابدا ” نزلنى يا ادهم ”
نظر لها نظرة طويلة كانه يتاكد انها تريد هذا اكثر منه فتنهدت قائلة فى شرود ” طيب بطل تبصلى كدة ”
دقق النظر فيها اكثر قائلا ” انا ببصلك ازاى ؟؟..انا تايه بس فى عينيكى اللى بتلمع زى النجوم ومش قادر ابعد عينى عنهم ”
ابتسمت وهى تمرر يدها على وجنته فى حب وقد نسيت العالم وكل شىء من حولها وتشعر فقط به وقالت ” مش بيلمعو غير ليك وبس وانت جنبى ومعايا ” اغمض ادهم عينيه بقوة وفتحها من جديد وهو يقول بابتسامة عابثة ” تصدقى انى كنت متخلف لما خليت الفرح بعد كتب الكتاب بشهر ..انزلى ” ولم يضعها على الارض بل وضعها فى العربة التى يدفعها فقالت فى ضحك ” ادهم انت بتهزر والله ” وحاولت الخروج من العربة فاجلسها قائلا ” شوفى انتى عايزة ايه ..يلا ”
المشهد كان غريبا على المتواجدين بالمتجر تماما ، شعرت ندى بالخجل من هذا الوضع فى البداية ولكن السعادة ضغطت على خجلها وجعلتها تشاركه جنونه ، كان يقربها من السلع لتاخذ ما تريد وتضعه فى حجرها وهو يدفع العربة فى سعادة ، تذكرت فجاة عمر شقيقها الذى يواجه والدته من اجل ياسمين اليوم فطلبت من ادهم ان يتوقف لحظات ريثماا تطمان عليه .
***************************************************************
رن جرس هاتف عمر فاغلق المكالمة فى عصبية وهو ينظر الى والدته التى اصبحت فى ثورة عارمة منذ اخذها مع ندى لتقابل ياسمين ، قالت لبنى فى غضب ” انت اكيد جرا لعقلك حاجة ...لا ليها اصل ولا فصل وكمان مطلقة ”
امسك عمر بكتفى والدته وهو يقول ” ماما اقعدى بس واسمعينى للاخر ”
زفرت لبنى فى ضيق وهى تجلس قائلة ” اسمع ايه فى الجنان اللى بتقوله ده ”
جلس على طرف الفراش قائلا ” مكنش ده رايك قبل ما تشوفيها وبعدين يا ماما هيا دى اللى انا عاوز اتجوزها ..ايه مشكلتها بالنسبالك ..ذنبها ان اهلها ماتو او انها مرت بتجربة فاشلة ”
ردت لبنى وهى تقطب حاجبيها ”اولا انا روحت اشوفها بس عشان اريحك كنت عايزة اشوف ايه اللى فيها زيادة مخلياك تتجنن عليها كدة ولقيتها عادية جدا مش بالجمال اللى يطير عقلك ...ثانيا وضعها ده ربنا يعينها عليه بعيد عننا تروح تعيش حياتها مع حد يناسبها ...يا بنى الجواز ده تكافؤ قبل اى حاجة ..على الاقل اتجوز واحدة من مستوانا ”
ابتسم عمر فى سخرية ونهض قائلا ” مستوى مين يا ماما ؟؟؟...احنا مبقاش حلتنا حاجة ..انا عايش فى شقة بالايجار ..عربيتى اتباعت وبركب مواصلات عادى زى اى حد مبقاش حيلتى غير مرتبى والفلوس اللى بحسن بيها دخلى من شغلى الخاص ..“
اشاحت لبنى وجهها عنه فى الم قائلة وهى تحاول ان تواسى جرحها ” كفاية انك ابن حسام عمران الله يرحمه ”
قال عمر فى غيظ حاول كبته ”اديكى قولته الله يرحمه ... ماما ..كل الكلام ده خلاص انتهى ..عيشى الواقع بقا ”
ـ على فكرة خالك كذا مرة عرض عليك ..“
قاطعها عمر فى غضب وقال فى حدة ” خالى ده متخيلة اقبل منه مليم بعد اللى عمله فى بابا ”
التفتت له امه وقالت فى دفاع ” عمر ما تكبرش الموضوع دى كانت مجرد صفقة ”
تنهد عمر فالامر مؤلم له حين يتذكرهولا يريد ان يثور على امه او يفقد اعصابه فتابع فى هدوء ” عامة مش موضوعنا ...بصى يا ماما انا وياسمين تقريبا اتفقنا على الجواز ”
قالت لبنى فى استنكار ” اتفقتو !!!.....“ وهتفت فى ثورة ” ولما انتو اتقتو على كل حاجة ..تاعب نفسك وجاى تكلمنى ليه ..بتبلغنى بقرارك يا دكتور ”
ضرب عمر الحائط بقبضته وقال ” انا مش فاهم وجه اعتراضك عليها اصلا ولا مقتنع بيه ”
قالت امه وهى تقترب منه بوجه متجهم وبنبرة كلها الم ” روح اتجوزها يا عمر ...بس يكون فى علمك لو عملتها لا هتبقى ابنى ولا اعرفك ..سامعنى ؟؟“
تطلع عمر اليها للحظات قبل ان ياخذ نفسا طويلا ويغادر الغرفة وهو يتساءل فى نفسه هل كان هذا ما ينقصه ؟؟، بالكاد اقنع ياسمين بالموافقة وجاءت والدته لتعيد المباراة الى نقطة البداية من جديد ، هو لا يفكر فى التخلى عن ياسمين مطلقا او التراجع عن قراره ولكن غضب والدته وسخطها عليه ليس بالشىء الهين على قلبه او اعصابه .
*****************************************************
انهت ندى الاتصال وهى تزمر شفتيها فى ضيق واضح لا حظه ادهم وهو يقطع الطعام امامه فقال فى اهتمام ” برضه مش بيرد ”
هزت ندى رأسها وقالت ” شكلها خربت ...مش عارفة ماما دى مش هتتغير ابدا ..روحت انا وهيا نشوف البنت وااللى طالع عليها مش ممكن يتجوزها ابدا ولو الدنيا اتطربقت..مفيش فايدة فى طريقة تفكيرها ابدا خسرنا كل حاجة ولسة بتبص للناس من فوق
اراد ادهم ان يغير من مجرى الحديث فقال فى تلذذ ” على فكرة الاسكالوب ده حلو جدا ”
فهمت ندى طريقته فى تغيير الحوار فقالت وهى تتلفت وتنظر للمكان قائلة ” المكان كله على بعضه تحفة ” وتنهدت فى غيظ وهى تنظر الى ملابسها قائلة ” يعنى معقول حد ييجى مكان زى ده بهدوم كاجوال كدة ..مش كنت تسيبينى اغير هدومى والبس حاجة مناسبة الاول ”
همهم ادهم قائلا ” لو كنت سبتك كان هيبقا فطار مش عشا ”
ضحكت ندى وقالت ” يا سلام ..انا حاسة ان الناس كلها بتبصلى وتقول شوف الهبلة لابسة ايه ”
ترك ادهم شوكته وقال وهو ينظر لها فى حب ويمسك كفها ” الناس بتبصلك عشان اجمل واحدة هنا ” احمر وجهها وارتبكت وهى تسحب يدها من يده التى قبض عليها اكثر فجذبتها منه فى مزاح قائلة ” عاوزة آكل“
ضحك وهو يترك يدها قائلا ” اتفضلى ”
وبينما يتجاذبان اطراف الحديث دخلت فتاة رائعة الجمال ، لفتت انتباه جميع الحاضرين التى طالعتها بفضول ونهم وبلاهة اثارت ضحك ندى التى تابعتها بدورها ونظرت الى ادهم تتابع نظراته فوجدته ياكل دون ان يلتفت لها ، فعاودت النظرفوجدت عيون كل رجال المكان بلا استثناء تتوجه اليها اما عيون النساء فقد اختلفت بين الانبهار والغيرة والحنق من وقاحة ازواجهن فى التطلع لامراة بهذه الطريقة ، لحظة فضول انتابت ندى فنادت ادهم وسألته وهى تشير الى الفتاة قائلة ” حلوة اوى البنت دى با ادهم ”
التفت ادهم وضيق عينيه للحظات وعاد لينظر اليها قائلا فى عفوية ” اه جميلة فعلا ”
اثار ذلك تعجب ندى وسعادتها ، نظرة واحدة اكتفى بها وعلق على جمالها بمنتهى الصدق ودون مواراة وتعامل بعدها على انها فتاة عادية فقالت فى محاولة لجعله يتحدث اكثر ” دى تجنن ..شايف الناس بيبصو عليها ازاى ؟؟“
ادر ادهم عينيه لينظر لهم قائلا وهو يضحك ” شكلهم تحفة بصراحة ”
واصلت وهى تنحنى للامام قليلا ” بس تستاهل يتجننو عليها ”
صمت ادهم للحظات وقال وهو ينحنى للامام بدوره ” هيا اى واحدة حلوة المفروض والطبيعى انها تطير من الواحد عقله ”
تابعته فى ترقب وهو يواصل ” وبعدبن اغلب الجميلات شكلا مخهم فاضى ”
قطبت ندى حاجبيها وقالت ” قصدك ايه بقا انى مش جميلة ولا مخى فاضى ؟؟“
التقط كفها قائلا ” انا قولت اغلب مش كل ..يعنى انا حبيبتى نادرة فى كل حاجة فى جمالها واخلاقها وموهبتها ...وبعدين مفيش واحدة ينفع يتقال عليها جميلة اصلا فى مكان انتى فيه ”
خجلت ندى واحمر وجهها وارادت ان تغير مجرى الحديث فتذكرت امراوسحبت يدها من كفه وهى تقول ” بمناسبة موهبتها ..بقا كدة تروح من ورايا وتوصى عليا عشان يقبلونى فى الشغل ”
تراجع ادهم وهو يحك رأسه فى توتر قائلا ” هوا قالك ؟؟“
ترددت ندى قائلة ” مش هوا اللى قالى بصراحة السكرتيرة بتاعته هيا اللى وقعت بلسانها قدامى ” واضافت فى رجاء ” ارجوك بلاش ده يأثر على شغل الراجل معاكو ”
قال ادهم بسرعة ” مين قال كدة ؟؟..انا اكدت عليه ميقولكيش بس مش معنى كدة انه غلط للدرجة اللى تخلينى أاذيه فى شغله ”
تنهدت ندى فى ارتياح وقالت ” وليه خليتو ميقوليش ”
رد فى بساطة ” وهتفرق فى ايه ”
هزت كتفيها وقالت ” على الاقل وقتها كنت هعرف انت بتعمل ايه عشانى ...وممكن ده كان يعزز مكانتك عندى ”
قال فى حب ” انت ليه مش قادرة تستوعبى انا قد ايه بحبك وعاوزك تكونى سعيدة وناجحة ومش فارق معايا ابدا تعرفى انا عملت ايه ومعملتش ايه ”
عانقته بعينيها للحظات وهى تتساءل ” هلى هناك حد اكثر من هذا لتعشقه ، كيف لها ان تعوض كل لحظة مرت من حياتها دون ان تستمتع بعطفه وبحبه هذا ، رفع رأسه بعد لحظات ليجدها لازالت تتامله وقبل ان يسألها قالت مباشرة ” ادهم ..انا بعشقك...ب.ع .ش.ق.ك ”
ابتسم وهو يقرب اناملها من شفتيه ويقبلها قائلا ” مش اكتر منى ابدا ” للحظة شرد ادهم وامتعض وجهه وهو ينظر لشىء خلفه فاستدارت ندى فى تلقائية لترى مالذى ينظر اليه فوجدت احمد سليم خلفها ومعه رجلين ويبدو انه عشاء عمل ، شعرت بتوتر يسرى فى اوصالها ، فلابد انه سياتى الان ليصافح صديقه ، ولكن لم يطل قلقها طويلا واستبدل بدهشة حين زفر ادهم فى ضيق ومسح فمه بمنشفة امامه ونظر اليها قائلا وهو يقطب حاجبيه ” يلا نقوم نمشى يا ندى ”
حاولت ان تعترض لتعرف السر فيما حدث فلم يجبها بل اشار الى النادل ليحضر الحساب ، نظرت ندى الى طاولة احمد نظرة سريعة وعاودت النظر اليه قائلة فى تلعثم ” انت تعرف الراجل ده ؟؟“
فى تلك اللحظة وصل النادل فدفع ادهم الحساب والتقط كفها ليخرجا دون ان ينطق بحرف ، وحين جلست الى جواره فى السيارة سألته من جديد ” فى ايه يا ادهم ..احنا ليه خرجنا بالطريقة دى وايه اللى ضايقك مرة واحدة كدة ؟؟“
تنهد ادهم وهو يشيح بوجه عنها فواصلت ندى فى ترقب ” انت تعرف الراجل ده ..اول ما دخل بصتله بشكلل غريب وصممت ان احنا نمشى ”
هز ادهم رأسه وقال ” عارفه ..احقر انسان على وجه الارض ”
تراجعت ندى فى مقعدها فى صدمة وهى تتذكر ماقاله احمد لقد اخبرها انهما صديقين ، كان يخدعها بل فكرت فيما هو ابعد كان يستغلها ، ياله من حقير ، حاولت ان تخفى اثار الصدمة البادية على وجهها وتتماسك لتسأله ولكنها لم تستطع ، لقد وضعها هذا الوغد فى مازق حقيقى .
***************************************************
فتحت ندى باب شقة عمر والقلق والتوتر لازال يحدد ملامحها ، نظرت الى عمر الذى جلس واضعا رأسه بين كفيه فى حزن ، أغمضت عينيها وهى تتذكر مواجهته اليوم مع امه ، ووضعه هذا كان كفيلا بمعرفة نتيجة هذه المواجهة ، حاولت ان تتناسى ما حدث لتؤازر اخاها ، فربتت على كتفه فى رفق قائلة ” عمر ” ، رفع طرفه اليها فقالت فى اشفاق ” كان متوقع يا عمر ان ده يكون رد فعلها ”
هز عمر راسه فى اسى واعادها لظهر المقعد قائلا ” كان عندى امل ولو بسيط ..مش عارف ياسمين دلوقتى هيكون رد فعلها ايه ”
جلست ندى على طرف المنضدة امامه وهى تقول ” رد فعل ايه ..بتحبك طبعا وهتكمل معاك ”
لم يكن احد يعلم مثله بالدهاليز والمتاهات الكثيرة فى عقل وقلب ياسمين ، لذا فلم يشا عمر ان يناقش معها الامر اكثر وقال وهو يتنهد ” اتمنى ”
عادت ندى تتذكر ما حدث بينها وبين ادهم فقطبت حاجبيها فى ضيق فلاحظ عمر هذا فسألها فى لهفة ” مالك يا ندى ؟؟“
نظرت ندى اليه وهى تفكر وحده ربما من يملك الاجابة عن سؤالها ، عمر اقرب صديق لادهم ويعرف عنه اشياء لا تعرفها هى فقالت وهى تحاول ان تفتح الامرمن جديد ” النهاردة حصلت حاجة ضايقت ادهم وانا مش لاقيالها مبرر ”
رفع عمر حاجبيه فواصلت ندى ” كنا بنتعشى مع بعض وظهر واحد كدة اول ماشافه وشه قلب وقومنى نمشى على طول ”
ضيق عمر عينيه قائلا ” واحد مين ؟؟“
ازدردت ندى ريقها وقالت ” بيقول عليه احقر انسان فى الدنيا ...اعتقد اسمه احمد سليم ”
تنهد عمر وقال وهو يتراجع فى كرسيه ” كلمة حقير دى قليلة عليه ”
تصاعدت الحرارة الى وجه ندى حتى كادت تحرقه ولم تستطع اخفاء توترها وهى تقول ” عمر قولى عمل معاه ايه ”
نهض عمر من مكانه وبدأ يقص على ندى كل مافعله احمد وماسمعته كاد ان يعصف بعقلها تماما ، فالامر كان اصعب واخطر مما تخيلت
لم يستطع ادهم منع نفسه من الضحك على هيئة ندى وهى تعرج بقدمها بوجهها المتأفف من حذائها الذى اشترته للتو ، كان يدفع العربة وهو يحاول ان يمنع نفسه دون جدوى حتى وضعت يدها فى خصرها وقالت فى تذمر ” انت بتضحك على ايه دلوقتى ؟؟؟“
توقف ادهم ونظر اليها وقد دمعت عيناه من الضحك قائلا ” فرحان فيكى ...تستاهلى ...بقا انا اخد اجازة لاول مرة من خمس سنين والاقيكى ممرمطانى معاكى فى الشوبينج من الصبح ...اقولك نروح مكان هادى نتعشى فيه تصرى نشترى الاول حاجات من السوبر ماركت قبل ما نروح ..يلا بقا اشترى اللى انتى عاوزاه ”
اغتاظت ندى من لهجته الضاحكة فقالت ” مش عارفة والله انت على قلبك مراوح كدة ازاى ...ولا كأن فرحنا باقى عليه اسبوعين ؟؟“
هز ادهم رأسه قائلا ” اتوتر ليه انا ؟؟؟....اسبوعين باقيين على اليوم اللى طول عمرى بتمناه ..انا فعلا مش متوتر خالص ” ومال عليها وهو يضيف فى خبث ” انا طاير من السعادة ”
وضحك من جديد وهو يراها تنظر الى حذائها فى تأفف واضح وفى حركة سريعة اذهلتها ، حملها بين ذراعيه فى خفة وكأنها عصفورة صغيرة ، انتفضت هى بينما هو لم يتأثر تماما ، نظرت حولها وهى تقول ” ادهم ..انت بتعمل ايه نزلنى“
هز كتفيه قائلا ” بعمل ايه ؟؟؟“
بدا الناس ينظرون اليهما بين الدهشة والحنق والاعجاب فقالت ندى فى غيظ من بين اسنانها وهى تتلفت حولها ” الناس بتتفرج علينا نزلنى ”
ضحك ادهم قائلا ” يتفرجو ” ونظر اليهم ورفع صوته قليلا وهو يقول ” دى مراتى يا جماعة على فكرة ..ورجليها واجعاها بس شوية ”
حملق به الجميع فى ذهول من جرأته وبالطبع نال وجه ندى الكثير من الدهشة وهى تقول ” انت مجنون ؟؟“
هز رأسه وهو يهمس فى اذنها بصوت حنون ” بس بحبك ” ، ابتسمت ندى دون ان تشعر واتسعت ابتسامتها وهى تنظر الى وجه احدى الفتيات التى تتابعها فى حنق وغيرة واضحة وتنظر الى ادهم باعجاب بالغ ، شعرت بالزهو من جديد بان هذا الذى تتمناه الكثيرات ويقعن فى حبه من اول نظرة يحبها هى بل يهيم بها عشقا للدرجة التى لا تجعله يرى ويشعر بمن حوله ، حبا يجعل ادهم الصارم الذى رأت قوته بعينيها يتحول الى هذا العاشق الحنون ، وهى اصبحت لا تقل عنه عشقا وجنونا ، بل تخطت عشقه لها بمراحل ، كانت تريد ان تبقى هكذا بين ذراعيه ولم يعد يهمها كل ما حولها ولكنها تنفست فى عمق وقالت بصوت متحشرج لا يدل على رغبتها ابدا ” نزلنى يا ادهم ”
نظر لها نظرة طويلة كانه يتاكد انها تريد هذا اكثر منه فتنهدت قائلة فى شرود ” طيب بطل تبصلى كدة ”
دقق النظر فيها اكثر قائلا ” انا ببصلك ازاى ؟؟..انا تايه بس فى عينيكى اللى بتلمع زى النجوم ومش قادر ابعد عينى عنهم ”
ابتسمت وهى تمرر يدها على وجنته فى حب وقد نسيت العالم وكل شىء من حولها وتشعر فقط به وقالت ” مش بيلمعو غير ليك وبس وانت جنبى ومعايا ” اغمض ادهم عينيه بقوة وفتحها من جديد وهو يقول بابتسامة عابثة ” تصدقى انى كنت متخلف لما خليت الفرح بعد كتب الكتاب بشهر ..انزلى ” ولم يضعها على الارض بل وضعها فى العربة التى يدفعها فقالت فى ضحك ” ادهم انت بتهزر والله ” وحاولت الخروج من العربة فاجلسها قائلا ” شوفى انتى عايزة ايه ..يلا ”
المشهد كان غريبا على المتواجدين بالمتجر تماما ، شعرت ندى بالخجل من هذا الوضع فى البداية ولكن السعادة ضغطت على خجلها وجعلتها تشاركه جنونه ، كان يقربها من السلع لتاخذ ما تريد وتضعه فى حجرها وهو يدفع العربة فى سعادة ، تذكرت فجاة عمر شقيقها الذى يواجه والدته من اجل ياسمين اليوم فطلبت من ادهم ان يتوقف لحظات ريثماا تطمان عليه .
***************************************************************
رن جرس هاتف عمر فاغلق المكالمة فى عصبية وهو ينظر الى والدته التى اصبحت فى ثورة عارمة منذ اخذها مع ندى لتقابل ياسمين ، قالت لبنى فى غضب ” انت اكيد جرا لعقلك حاجة ...لا ليها اصل ولا فصل وكمان مطلقة ”
امسك عمر بكتفى والدته وهو يقول ” ماما اقعدى بس واسمعينى للاخر ”
زفرت لبنى فى ضيق وهى تجلس قائلة ” اسمع ايه فى الجنان اللى بتقوله ده ”
جلس على طرف الفراش قائلا ” مكنش ده رايك قبل ما تشوفيها وبعدين يا ماما هيا دى اللى انا عاوز اتجوزها ..ايه مشكلتها بالنسبالك ..ذنبها ان اهلها ماتو او انها مرت بتجربة فاشلة ”
ردت لبنى وهى تقطب حاجبيها ”اولا انا روحت اشوفها بس عشان اريحك كنت عايزة اشوف ايه اللى فيها زيادة مخلياك تتجنن عليها كدة ولقيتها عادية جدا مش بالجمال اللى يطير عقلك ...ثانيا وضعها ده ربنا يعينها عليه بعيد عننا تروح تعيش حياتها مع حد يناسبها ...يا بنى الجواز ده تكافؤ قبل اى حاجة ..على الاقل اتجوز واحدة من مستوانا ”
ابتسم عمر فى سخرية ونهض قائلا ” مستوى مين يا ماما ؟؟؟...احنا مبقاش حلتنا حاجة ..انا عايش فى شقة بالايجار ..عربيتى اتباعت وبركب مواصلات عادى زى اى حد مبقاش حيلتى غير مرتبى والفلوس اللى بحسن بيها دخلى من شغلى الخاص ..“
اشاحت لبنى وجهها عنه فى الم قائلة وهى تحاول ان تواسى جرحها ” كفاية انك ابن حسام عمران الله يرحمه ”
قال عمر فى غيظ حاول كبته ”اديكى قولته الله يرحمه ... ماما ..كل الكلام ده خلاص انتهى ..عيشى الواقع بقا ”
ـ على فكرة خالك كذا مرة عرض عليك ..“
قاطعها عمر فى غضب وقال فى حدة ” خالى ده متخيلة اقبل منه مليم بعد اللى عمله فى بابا ”
التفتت له امه وقالت فى دفاع ” عمر ما تكبرش الموضوع دى كانت مجرد صفقة ”
تنهد عمر فالامر مؤلم له حين يتذكرهولا يريد ان يثور على امه او يفقد اعصابه فتابع فى هدوء ” عامة مش موضوعنا ...بصى يا ماما انا وياسمين تقريبا اتفقنا على الجواز ”
قالت لبنى فى استنكار ” اتفقتو !!!.....“ وهتفت فى ثورة ” ولما انتو اتقتو على كل حاجة ..تاعب نفسك وجاى تكلمنى ليه ..بتبلغنى بقرارك يا دكتور ”
ضرب عمر الحائط بقبضته وقال ” انا مش فاهم وجه اعتراضك عليها اصلا ولا مقتنع بيه ”
قالت امه وهى تقترب منه بوجه متجهم وبنبرة كلها الم ” روح اتجوزها يا عمر ...بس يكون فى علمك لو عملتها لا هتبقى ابنى ولا اعرفك ..سامعنى ؟؟“
تطلع عمر اليها للحظات قبل ان ياخذ نفسا طويلا ويغادر الغرفة وهو يتساءل فى نفسه هل كان هذا ما ينقصه ؟؟، بالكاد اقنع ياسمين بالموافقة وجاءت والدته لتعيد المباراة الى نقطة البداية من جديد ، هو لا يفكر فى التخلى عن ياسمين مطلقا او التراجع عن قراره ولكن غضب والدته وسخطها عليه ليس بالشىء الهين على قلبه او اعصابه .
*****************************************************
انهت ندى الاتصال وهى تزمر شفتيها فى ضيق واضح لا حظه ادهم وهو يقطع الطعام امامه فقال فى اهتمام ” برضه مش بيرد ”
هزت ندى رأسها وقالت ” شكلها خربت ...مش عارفة ماما دى مش هتتغير ابدا ..روحت انا وهيا نشوف البنت وااللى طالع عليها مش ممكن يتجوزها ابدا ولو الدنيا اتطربقت..مفيش فايدة فى طريقة تفكيرها ابدا خسرنا كل حاجة ولسة بتبص للناس من فوق
اراد ادهم ان يغير من مجرى الحديث فقال فى تلذذ ” على فكرة الاسكالوب ده حلو جدا ”
فهمت ندى طريقته فى تغيير الحوار فقالت وهى تتلفت وتنظر للمكان قائلة ” المكان كله على بعضه تحفة ” وتنهدت فى غيظ وهى تنظر الى ملابسها قائلة ” يعنى معقول حد ييجى مكان زى ده بهدوم كاجوال كدة ..مش كنت تسيبينى اغير هدومى والبس حاجة مناسبة الاول ”
همهم ادهم قائلا ” لو كنت سبتك كان هيبقا فطار مش عشا ”
ضحكت ندى وقالت ” يا سلام ..انا حاسة ان الناس كلها بتبصلى وتقول شوف الهبلة لابسة ايه ”
ترك ادهم شوكته وقال وهو ينظر لها فى حب ويمسك كفها ” الناس بتبصلك عشان اجمل واحدة هنا ” احمر وجهها وارتبكت وهى تسحب يدها من يده التى قبض عليها اكثر فجذبتها منه فى مزاح قائلة ” عاوزة آكل“
ضحك وهو يترك يدها قائلا ” اتفضلى ”
وبينما يتجاذبان اطراف الحديث دخلت فتاة رائعة الجمال ، لفتت انتباه جميع الحاضرين التى طالعتها بفضول ونهم وبلاهة اثارت ضحك ندى التى تابعتها بدورها ونظرت الى ادهم تتابع نظراته فوجدته ياكل دون ان يلتفت لها ، فعاودت النظرفوجدت عيون كل رجال المكان بلا استثناء تتوجه اليها اما عيون النساء فقد اختلفت بين الانبهار والغيرة والحنق من وقاحة ازواجهن فى التطلع لامراة بهذه الطريقة ، لحظة فضول انتابت ندى فنادت ادهم وسألته وهى تشير الى الفتاة قائلة ” حلوة اوى البنت دى با ادهم ”
التفت ادهم وضيق عينيه للحظات وعاد لينظر اليها قائلا فى عفوية ” اه جميلة فعلا ”
اثار ذلك تعجب ندى وسعادتها ، نظرة واحدة اكتفى بها وعلق على جمالها بمنتهى الصدق ودون مواراة وتعامل بعدها على انها فتاة عادية فقالت فى محاولة لجعله يتحدث اكثر ” دى تجنن ..شايف الناس بيبصو عليها ازاى ؟؟“
ادر ادهم عينيه لينظر لهم قائلا وهو يضحك ” شكلهم تحفة بصراحة ”
واصلت وهى تنحنى للامام قليلا ” بس تستاهل يتجننو عليها ”
صمت ادهم للحظات وقال وهو ينحنى للامام بدوره ” هيا اى واحدة حلوة المفروض والطبيعى انها تطير من الواحد عقله ”
تابعته فى ترقب وهو يواصل ” وبعدبن اغلب الجميلات شكلا مخهم فاضى ”
قطبت ندى حاجبيها وقالت ” قصدك ايه بقا انى مش جميلة ولا مخى فاضى ؟؟“
التقط كفها قائلا ” انا قولت اغلب مش كل ..يعنى انا حبيبتى نادرة فى كل حاجة فى جمالها واخلاقها وموهبتها ...وبعدين مفيش واحدة ينفع يتقال عليها جميلة اصلا فى مكان انتى فيه ”
خجلت ندى واحمر وجهها وارادت ان تغير مجرى الحديث فتذكرت امراوسحبت يدها من كفه وهى تقول ” بمناسبة موهبتها ..بقا كدة تروح من ورايا وتوصى عليا عشان يقبلونى فى الشغل ”
تراجع ادهم وهو يحك رأسه فى توتر قائلا ” هوا قالك ؟؟“
ترددت ندى قائلة ” مش هوا اللى قالى بصراحة السكرتيرة بتاعته هيا اللى وقعت بلسانها قدامى ” واضافت فى رجاء ” ارجوك بلاش ده يأثر على شغل الراجل معاكو ”
قال ادهم بسرعة ” مين قال كدة ؟؟..انا اكدت عليه ميقولكيش بس مش معنى كدة انه غلط للدرجة اللى تخلينى أاذيه فى شغله ”
تنهدت ندى فى ارتياح وقالت ” وليه خليتو ميقوليش ”
رد فى بساطة ” وهتفرق فى ايه ”
هزت كتفيها وقالت ” على الاقل وقتها كنت هعرف انت بتعمل ايه عشانى ...وممكن ده كان يعزز مكانتك عندى ”
قال فى حب ” انت ليه مش قادرة تستوعبى انا قد ايه بحبك وعاوزك تكونى سعيدة وناجحة ومش فارق معايا ابدا تعرفى انا عملت ايه ومعملتش ايه ”
عانقته بعينيها للحظات وهى تتساءل ” هلى هناك حد اكثر من هذا لتعشقه ، كيف لها ان تعوض كل لحظة مرت من حياتها دون ان تستمتع بعطفه وبحبه هذا ، رفع رأسه بعد لحظات ليجدها لازالت تتامله وقبل ان يسألها قالت مباشرة ” ادهم ..انا بعشقك...ب.ع .ش.ق.ك ”
ابتسم وهو يقرب اناملها من شفتيه ويقبلها قائلا ” مش اكتر منى ابدا ” للحظة شرد ادهم وامتعض وجهه وهو ينظر لشىء خلفه فاستدارت ندى فى تلقائية لترى مالذى ينظر اليه فوجدت احمد سليم خلفها ومعه رجلين ويبدو انه عشاء عمل ، شعرت بتوتر يسرى فى اوصالها ، فلابد انه سياتى الان ليصافح صديقه ، ولكن لم يطل قلقها طويلا واستبدل بدهشة حين زفر ادهم فى ضيق ومسح فمه بمنشفة امامه ونظر اليها قائلا وهو يقطب حاجبيه ” يلا نقوم نمشى يا ندى ”
حاولت ان تعترض لتعرف السر فيما حدث فلم يجبها بل اشار الى النادل ليحضر الحساب ، نظرت ندى الى طاولة احمد نظرة سريعة وعاودت النظر اليه قائلة فى تلعثم ” انت تعرف الراجل ده ؟؟“
فى تلك اللحظة وصل النادل فدفع ادهم الحساب والتقط كفها ليخرجا دون ان ينطق بحرف ، وحين جلست الى جواره فى السيارة سألته من جديد ” فى ايه يا ادهم ..احنا ليه خرجنا بالطريقة دى وايه اللى ضايقك مرة واحدة كدة ؟؟“
تنهد ادهم وهو يشيح بوجه عنها فواصلت ندى فى ترقب ” انت تعرف الراجل ده ..اول ما دخل بصتله بشكلل غريب وصممت ان احنا نمشى ”
هز ادهم رأسه وقال ” عارفه ..احقر انسان على وجه الارض ”
تراجعت ندى فى مقعدها فى صدمة وهى تتذكر ماقاله احمد لقد اخبرها انهما صديقين ، كان يخدعها بل فكرت فيما هو ابعد كان يستغلها ، ياله من حقير ، حاولت ان تخفى اثار الصدمة البادية على وجهها وتتماسك لتسأله ولكنها لم تستطع ، لقد وضعها هذا الوغد فى مازق حقيقى .
***************************************************
فتحت ندى باب شقة عمر والقلق والتوتر لازال يحدد ملامحها ، نظرت الى عمر الذى جلس واضعا رأسه بين كفيه فى حزن ، أغمضت عينيها وهى تتذكر مواجهته اليوم مع امه ، ووضعه هذا كان كفيلا بمعرفة نتيجة هذه المواجهة ، حاولت ان تتناسى ما حدث لتؤازر اخاها ، فربتت على كتفه فى رفق قائلة ” عمر ” ، رفع طرفه اليها فقالت فى اشفاق ” كان متوقع يا عمر ان ده يكون رد فعلها ”
هز عمر راسه فى اسى واعادها لظهر المقعد قائلا ” كان عندى امل ولو بسيط ..مش عارف ياسمين دلوقتى هيكون رد فعلها ايه ”
جلست ندى على طرف المنضدة امامه وهى تقول ” رد فعل ايه ..بتحبك طبعا وهتكمل معاك ”
لم يكن احد يعلم مثله بالدهاليز والمتاهات الكثيرة فى عقل وقلب ياسمين ، لذا فلم يشا عمر ان يناقش معها الامر اكثر وقال وهو يتنهد ” اتمنى ”
عادت ندى تتذكر ما حدث بينها وبين ادهم فقطبت حاجبيها فى ضيق فلاحظ عمر هذا فسألها فى لهفة ” مالك يا ندى ؟؟“
نظرت ندى اليه وهى تفكر وحده ربما من يملك الاجابة عن سؤالها ، عمر اقرب صديق لادهم ويعرف عنه اشياء لا تعرفها هى فقالت وهى تحاول ان تفتح الامرمن جديد ” النهاردة حصلت حاجة ضايقت ادهم وانا مش لاقيالها مبرر ”
رفع عمر حاجبيه فواصلت ندى ” كنا بنتعشى مع بعض وظهر واحد كدة اول ماشافه وشه قلب وقومنى نمشى على طول ”
ضيق عمر عينيه قائلا ” واحد مين ؟؟“
ازدردت ندى ريقها وقالت ” بيقول عليه احقر انسان فى الدنيا ...اعتقد اسمه احمد سليم ”
تنهد عمر وقال وهو يتراجع فى كرسيه ” كلمة حقير دى قليلة عليه ”
تصاعدت الحرارة الى وجه ندى حتى كادت تحرقه ولم تستطع اخفاء توترها وهى تقول ” عمر قولى عمل معاه ايه ”
نهض عمر من مكانه وبدأ يقص على ندى كل مافعله احمد وماسمعته كاد ان يعصف بعقلها تماما ، فالامر كان اصعب واخطر مما تخيلت