اخر الروايات

رواية اسرار الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم اميرة السمدوني

رواية اسرار الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم اميرة السمدوني 



                          
فى منزل حسام السنهورى 

+



                          
كانت الأجواء هادئة ورمانسية للغاية  ،فقد أطفأت جميع أنوار المنزل للحصول على الراحة النفسية وكذلك لمشاهدة كرتون رابنزبول المدهش للتخفيف عن هبة وعنه هو الأخر من مشاغل الحياة وضغوط الدراسة،أسند حسام ظهره إلى مسند مرتبط بمقدمة سريره وهبة إلى جواره يأكلان سويا من التسالى من الفول السودانى والفشار واللب وغيرها ،وهما ينظران لشاشة العرض بشغف وطفولية أراد حسام تعويض زوجته عنها ، حتى أتى فاصل إعلانى ،فقال حسام وهو يمد يديه فى وعاء الفشار الواسع الشهى :_

+



                          
_ تعرفى إنك فيكى شبه من رابنزبول..؟

+



                          
تسائلت هبة بعبائتها المنزلية وهى تأزز اللب :_

+



                          
_ إزاى يعنى..؟

+



                          
رد حسام بغموض :_

+



                          
_ يعنى إنطوائية وغامضة ودايما حابسة نفسك جوه دايرة معينة 

+



                          
علقت هبة وهى تتقدم بظهرها للأمام بيأس :_

+



                          
_ مش يمكن لأن العالم بره قاسي جدا ،والناس حقودة وأنانية وشريرة ولما بيلاقوا أصغر شعاع من الشمس بيلمع لازم يتطفى(جملة شهيرة بالكرتون المشهور)

+



                          
رمقها حسام بود ونشوة قبل أن يعقب بحكمة :_

+



                          
_ العالم من غير إختلاط وصداقات وعلاقات وصدمات ميبقاش عالم يبقى ظلام بيبلع أى حاجة حلوة 

+



                          
مطت هبة شفتيها بحزن متذكرة والدها وطفولتها التعيسة:_

+



                          
_ أهى الصدمات دى هى ال بتخلينا طول الوقت مش حاسين بالأمان تجاه حد ودايما معالمنا تائهة،ثم واصلت بنبرة صوت واهنة يشوبها الإنكسار لأنك مبتبقاش متوقع أن أقرب الناس ليك ممكن يأذوك .

+



                          
ضيق حسام عينيه فى مكر وقد فهم ما تفكر به فقال :_

+



                          
_ مممم ،بس رابنزبول رغم أن الساحرة ال ربتها فهمتها انها والدتها وانقبلت عليها بعدين وكانت عاوزة تقص شعرها ال بيلمع ،إلا أن ربنا عوضها بيوجين .

+



                          
إبتسمت هبة قبل أن تسأل فى خبث :_

+



                          
_ تقصد أنك يوجينى...؟

+



                          
وجه بصره صوبها وهو يقبض على كفيها الباردين :_

+



                          
_ شايفة أيه ..؟

+



                          
تنحنحت وهى تهم بالنهوض :_

+



                          
_ أحم حقوم أصحى ماما تصلى القيام 

+



                          
أبقاها بقبضة يديه السمراء القاسية وهو يقربها إليه بحنان ، تقترب أنفاسهم فيه بقوة ،حتى أردفت فى إستفسار لذيذ وهى تنظر فى عمق عينيه بحب:

+



                          
_ بتعمل أيه يا مجنون ..؟

+



                          
ضمها إليه بحنان وهو يسحب الغطاء فوقهما قائلا بنشوة وإثارة:_

+



_ حوريكى أنوار السماء يا رابونزبليتي 

+



فى مبنى القناة الفضائية:_

+



غدت الأمور سيئة للغاية فتسنيم لم تعد الأسكريبت الخاص بها(موضوع حلقتها) ،يجيش قلبها بمشاعر متناقضة واجمة لما حدث مع زيزي مساء الأمس لكنها فى ذات الوقت تتذكر توبيخاتها وتهكمها فزفرت تسنيم وهى تنظم بعض الأوراق الهامة ،جاذبة لإحدى الجرائد المستلقية على سطح مكتبها لتبحث عن أى موضوع إجتماعى لتلقيه فى أستديو التصوير ،أخذت تهز قدميها بتوتر لتأخيرها وفريق الإعداد والإضاءة يستعدون بينما تعالى هاتفها بالرنين ،جائها صوت رانيا المعاتبة لها على ما حدث بالأمس محاولة الإصلاح بين رفيقاتها بلين:_

+



قالت تسنيم بإعتراض وهى تزيح الملف جانبا :_

+



_ وهى متكلمنيش ليه تتأسف..؟

+



تنهدت رانيا مبررة :_

+



_ عشان أنتى ال غلطانة يا تسنيم

+



دقت تسنيم بالقلم الجاف على السطح الزجاجى للمكتب قبل أن تهتف :_

+



_ تانى حتقولى لى غلطانة،ثم زفرت بقوة قبل أن تضيف يا رانيا أنتوا دايما تتريقوا على وعملني الفاكهة بتاعة القعدة لحد ما أفقدتونى ثقتى بنفسي حتى الزفت الأسكريبت بتاع الحلقة ال كمان ساعة دى مش عارفة أكتبه ...!!

+



صححت رانيا مفهوم صديقتها قائلة :_

+



_ يا تسنيم أحنا لما بننقد حاجة فيكى فعشان احنا صحاب بجد ،ولو واحدة شافت عيب فى التانية تعدله مش تتغاضى عنه ونصقف لك ونقولك برافو....!!!

+



صمت لثوان وقد أحست بأن رنوشة على حق ،فقالت بإستسلام لتوبيخها :_

+



_ معاكى حق .

+



ندت من رانيا ضحكة قصيرة وهى تتذكر لقب زيزي:_

+



_ خلاص تعتذرى انتى والباندا هههههه على ال عملتوه 

+



نفخت تسنيم بعصبية :_

+



_ انتى كمان حتقولى باندا أأووف

+



رانيا:_

+



_ أيه يا توتى بتقفشى على أقل حاجة ليه....؟

+



أعتذرت تسنيم بخجل لفرط مزاجيتها :_

+



_ معلش يا رنوش أعصابى تعبانة شوية ،حقفل عشان طارق جاي عليا أهو

+



أوقفتها رانيا قائلة بسرعة:_

+



_ أستنى أستنى بصى عندى حل هو ده الوحيد ال ممكن يخلى زيزي تسامحك على عملتك ههههه 

+



تسنيم:_

+



_ قولى 

+



رانيا بمرح :_

+



_ يوسف الصياد خلى طارق يكلمه ويقوله أنكم عاوزين تعملوا معاه لقاء بس فى المكتبة ال زوزة بتروحها .

+



إستفسرت تسنيم وهى تضع رأسها بين يديها :_

+



_ تمام وبعدين...؟

+



        

          

                
واصلت رانيا بحماس لفكرتها :_

+



_ وأنا حقنع زيزي إنها تروح .

+



تسنيم بخوف :_

+



_ أفرضى رفضت...!!

+



قالت رانيا بسخرية :_

+



_ ما تبطلى تشاؤم يا بنتى ،ليه مصممة تكونى أيقونة النكد فى الشلة هههههه ،وبعدين دى مجرد ما حتسمع أسم يوسف مش بعيد تنزل بالبيجامة انتى عارفة زيزي

+



إبتسمت تسنيم :_

+



_ حتقوليلى ،خلاص حقول لطارق يلا سلام بقى

+



فى المكتبة العامة :_

+



القراء ملتفون حول طاولات خشبية ذات لون بنى لامع ،يطالعون بعض الروايات العالمية أو الكتب الأكاديمية ،مشرفة المكتبة تلقى بتنبيهاتها بين فينة وأخرى قائلة" الصوت من فضلكم،والتلفونات على وضع الصامت" ،إنها إحدى المكتبات التاريخية المرتبطة بالقاهرة وعبقها ،تجمع الكتب على مختلف أنواعها فمهما كان ما تبحث عنه لا بد وأن تجده فى ذلك المكان ،تمتد الحوائط الخشبية العازلة على طول الحجرة الكبيرة ،تستقر الكتب بين أرففها القديمة ،كانت زيزي عاشقة لذلك المكان لما له من قدسية فى قلبها،ولعشقها لعالم الأدب ودهاليزه المبهرة ،جلست فى ركن هادىء وبعيد وقد أتفقت مع أمينة المكتبة على كل شيء،ما أن وصل يوسف حتى رفعت لها أصبعها لتتقدم ،فهمت زيزي إلى ناحيته وهى تتصنع الشرود ،لم يلمح يوسف تسنيم فى قاعة الإطلاع فقرر قضاء وقت الإنتظار مع كتاب ثقافى لقتل الوقت ،وقفت زيزي على الناحية الأخرى للحائط الخشبى تنظر من بين ثغرات الكتب ليد يوسف حتى كبشت نفس الكتاب الممسك به قائلة بإستهبال:_

+



_ يوسف الصياد مش معقوووووووووووووول ،ده أيه الصدف الجامدة دى 

+



رد يوسف الترحيب :_

+



_ اهلا يا أنسة زيزي  ، ثم أضاف بإستغراب:_

+



_ بس هى مش صدفة غريبة شوية نتقابل فى نفس المكتبة وكمان نفس الكتاب

+



علقت زيزي بصوت خفيض وبنظراتها الهائمة وهى تطالع أناقته فى حالة من التوهان:_

+



_ أحم قولت أجرب تحويجة الروايات يمكن تنفع 

+



أفاقها منها صوت يوسف الجاد:_

+



_ أفندم...؟

+



تنحنحت زيزي قبل أن تشير له للجلوس على الطاولة المعدة لهما فى أقصى شمال حجرة الإطلاع :_

+



_ تسنيم بتعتذر لظرف طارىء، وأنا جيت بدالها عشان أعمل معاك حوار لجريدة الحقيقة 

+



سحب يوسف الكرسى المدور قبل أن يقول بذوق :_

+



_ اتفضلى 

+



حاولت زيزي كسب بعض الوقت إلى جواره والإستمتاع بكل ثانية تجمعها به فتلك الثوان هى الأكثر بهجة فى حياتها كلها:_

+



        
          

                
_ فى شوية أسئلة بس حابة أعرفها على المستوى الشخصى وبعدين نبدأ الشغل ممكن بقى تقولى كيف بدأ الخلق...؟ ،لماذا جئنا إلى هذا العالم ..؟

+



عقب يوسف بسخط كبير خاصة لعدم إعتذار تسنيم منه هاتفيا وتقليلها من قامته ففتح فمه ليقول بإستهجان:_

+



_ وحضرتك بقى مسيبانى ال ورايا وال قدامى عشان تسألينى عن نشأة العالم ..؟

+



ردت زيزي بهدوء  :_

+



_ فيها أيه يعنى ما أحنا بندردش خلاص بلاش السؤال ده طالما مزعلك ، وأخذت تفكر فى فتح موضوع معه حتى سقطت عينيها على ذراعها الممتلىء بالكدمات فأردفت وهى تضم شفتيها متصنعة الألم:_

+



أومأ يوسف بالإيجاب  ، فهمست زيزي بنظرات شاردة فى جماله :_

+



_ وجعانى أوى  .

+



يوسف بفظاظة :_

+



_ مش فاهم أعملك أيه يعنى...؟

+



صاحت زيزي بصدمة :_

+



_ أيه ده أنت مش حتبوس أيدي زى جاسر...؟،متخافش أنا مش مقشفة زى تهانى فى العشق الأسود حتى بص كده داهنة كريم إنما أوز اللوز.

+



لاحظت صمته المفاجأ وإتساع عينيه ، فحسست على ذراعها قبل أن تقول بإغراء ممزوج بالمزاح حتلاقى ملمس حريرى ناعم وعيونى بص عيونى كالليل المظلم ولو عاوزاها كالبحر الهادىء أنا ممكن أجيب لينسز وشعرى كستنائى بس مجهد شوية وثغرى وردى إزاى ،يعنى انثى الكمال 

+



عقب يوسف بسخافة:_

+



_ أنتى هبلة يا بنتى ولا شكلك كده....؟

+



هتفت زيزي بحماس :_

+



_ أيه ده وكمان مميزة الله .....؟

+



زفر يوسف:_

+



_ عن إذنك مش فاضى للجنان ده عندى مواعيد مهمة

+



صححت زيزي من لهجتها :_

+



_ خلاص أخر سؤال والله بجد وحنبدأ الشغل .

+



يوسف:_

+



_ أتفضلى 

+



تابعت زيزي بإعجاب وإنبهار :_

+



_أنا عجبتني أوى روايتك الأخيرة  ،تقريبا كده أكتر رواية عجبتنى فى رواياتك 

+



تسائل يوسف بفضول  :_

+



_ أشمعنى...؟

+



أجابت زيزي بإرتياح تجس من خلفه النبض لشيء تفكر به منذ زمن :_

+



_ يعنى حاسة إن فيها نوع من الجرأة أن البطلة تعترف للبطل بحبها 

+



لو ده حصل على أرض الواقع مثلا مثلا مع شاب رد فعله أيه.؟

+



فهم يوسف ما ترمى إليه ، فأقترب منها ليقول :_

+



_ بصى يا أنسة زيزي  ،الحب حاجة جميلة جداً 

+



        
          

                
زيزي:_

+



_ تمام 

+



واصل يوسف بجدية أكبر  :_

+



_ بس لو متبادلة يعنى ممكن الشاب ده يصدمها برد فعل مش متوقع يطلع بيحب أو متعقد أو مش فى دماغه الجواز ،وإعترافها ليه مش حيخليه يتراجع عن قراره كل ال حيحصل أنها حتنزل من نظر نفسها .

+



أحست زيزي بالإحباط لكنها أصرت على السؤال وطرح كل ما فى ذهنها عليه  :_

+



_ طيب وليه الشاب ميديش مساحة للطرف التانى مش يمكن يحبها.. ؟

+



رد يوسف بشفقة :_

+



_ ولو محبهاش..!،يبقى كسرها وعقدها..؟

+



لوت زيزي شفتيها بيأس:_ 

+



_ مش عارفة بس شايفة إن أحيانا بنظلم نفسنا بالقرارت المسبقة ،بيقرر من قبل ما يدخل فى العلاقة أصلا أنه مش حيحبها .

+



قال يوسف وهو يحتضن فنجان الشاي الساخن بين يديه بلهجة مريرة :_

+



_ مش مسبقة ولا حاجة بالعكس دى بتبقى تجارب واقعية مر بيها،ومش عاوز حد تانى ينذل بيها زى ما حصله .

+



رفضت زيزي نظريته معللة :_

+



_ بس الحب مش ذل ،ومش معنى إننا مرينا بتجربة صعبة يبقى كل الناس وحشيين..؟

+



إبتسم يوسف لسذاجتها ولأحلامها الوردية التى يخطها للمراهقين من أمقالها فى عالم الروايات الحالم المنتهى بسعادة وبنين ورفاق فقال :_

+



_ حقولك حاجة أو حدوتة صغيرة ،مرة كان فى نجار قال لابنه يجيب شاكوش ويدق المسامير فى الباب وبعدين يخلعهم.

+



هزت رأسها فى إهتمام ليستكمل قائلا:_

+



_ بعد ما خلعهم لقى الباب مشوه متحطم ومهما عمل مش حيرجع زى الاول تانى،ال عاوز أقولهولك إننا بنمر فى أى علاقة بحاجات صعبة كتير كل حاجة بتشيل جزء من روحنا وبتخلينا بعد كده غير صالحيين للأستخدام الأدامى ولا حتى قادرين نصدق أى أمال 

1



زيزي برفض شديد:_

+



_ يعنى الشاب ده حيعيش مترهبن..؟

+



قال يوسف بتردد:_

+



_ مش بالظبط الفكرة كلها فى الحب الأول وبيت الشعر وما الحب إلا للحبيب الاول،مهما عمل بنفضل من وقت للتانى بنحن له . 

+



زيزي بإندهاش من نظريته رغم كم الروايات الرومانسية الهائل التى لا تصدر إلا عن توم كروز وفلانتينو :_

+



_ بس الحب المفروض يكون للحبيب الأوفى والأصلح مش لحاجة عدت وماتت خلاص

+



يوسف بإقناع :_

+



_ معاكى ده المفروض والقلب والمشاعر عموما متعرفش لغة المفروض واللازم والمنطق ،متعرفش غير الحب وبس ،والحب الأول أول لمسة أول ضحكة أو مشاعر كتير جدا حلوة بنعيشها فطبيعى بنفتقدها ولو جربناها تانى مبتبقاش بنفس أول مرة مش نفس حماس ولا نفس الاندفاع. 

+



        
          

                
ستله هاتفه بالرنين حتى غادر المكتبة على عجلة محددا لقاء أخر بينهما، لذهابه لندوة هامة مقامة تحت إشراف وزارة الثقافة

+



فى قسم مدينة نصر 

+



جلس إياد المتقدم بطلب لنقله من الأداب إلى قسم مكافحة المخدرات فقط للإستفراد ببلاوى، تجلس حبيبته على الطرف الأخر وقلبها يخفق من شدة الخوف والَإضطراب وهى تدقق النظر فى ببلاوى متذكرة أحداث تلك الليلة المظلمة ، تتمدد أوراق القضية على سطح المكتب ،فيما قطع إياد أجواء الصمت قائلا وهو يطالع ببلاوى بتساؤل:_

+



_ أنت عارف القضية دى فيها كام سنة سجن..؟

+



هز ببلاوى فى نفى ، فتابع إياد بجدية :_

+



_ دى مش قضية تعاطى حتاخد فيها سنة ولا حاجة لالا ،بالكميات الكبيرة المظبوطة فى شقتك دى حتبقى قضية رأى عام لأنك بتدمر مستقبل جيل بحاله 

+



كانت أقدام ببلاوى تهتز فى توتر حتى واصل إياد وهو يرفع حاجبيه فى ظفر:_

+



_ يعنى بالميت مده نصف عمرك حتقضيه بين أربع جدران،وكل ده ليه عشان أنت مش متعاون معايا .

+



ببلاوى بنفس إصراره فقد أخبر محاميه بضرورة التقاء مع معتز لتأمين حياته:_

+



_ بس أنا فعلا معرفهاش ده هى ليلة عابرة كده يعنى وهى ال جت برجليها 

+



إعترضت رانيا بإستهجان:_

+



_كداب ،ده كلب معتز أكيد هو ال وصاه يقول كده.

+



تنهد إياد قبل أن يقول بجدية :_

+



_ ممممم ،بص أنا مفيش حاجة بكرهها قد الكدب 

+



علق ببلاوى بثقة كبيرة :_

+



_ حضرتك حتصدقها يا بيه وتكدبنى ، دى ولية خرفانة وبترمى بلاها عليا

+



كزت رانيا على أسنانها بغيظ وهبت لتلكمه لكن حركة إياد المفاجأة أوقفتها حين قذف وهو على كرسيه الجلدى الزيتي دفتر زيتونى بقسوة فى وجه ببلاوى وهو يقول بإستنكار :_

+



_ وحسابك ال أنضاف لله بتاريخ 2/4 ،2 مليون جنيه و ده نفس اليوم ال أتقبض عليك فيه ده كمان بيخرف ...!!

+



صعقت رانيا لكلمات إياد والتى لم يصارحها بها من قبل ،ففتحت فمها للتعقيب بإندهاش لكن إياد أشار لها وهو يضع سبابته على طرف أنفه لتؤجل الحديث وأستطرد ببلاوى بتلعثم:_

+



_ دى دى صدفة يا باشا 

+



أقترب إياد بكرسيه الدوار من المكتب مضيقا عينيه فى خبث ممزوج بوعيد :_

+



_ نفس الصدفة ممكن تخليك تخسر روان بنتك ،أتسعت عينى ببلاوى بذعر حتى واصل إياد متنهدا:_

+



_ حادث سير بسيط جدا لا من شاف ولا من درى...!!

+



كان ببلاوى على وشك الإعتراف بما حدث فى تلك الليلة المقيتة لكنه تذكر تهديد معتز له بالقتل أن تفوه بحرف،فأردف بإضطراب:_

+



        
          

                
_ مش حتكلم غير فى حضور المحامى بتاعى 

+



لوى إياد شفتيه بإستسلام وهو يضغط على زر الإستدعاء قائلا :_

+



_ حقك ،خده على الحبس يا ابنى 

+



بعد مرور لحظات إلتفت إياد لرانيا بزيه الرسمى قائلا بهدوء وإنتصار:_

+



_ كده الخطة أ خلصت ،ببلاوى سواء أعترف بال حصل فى الليلة دى أو معترفش حياخد جزائه ،قضية الإتجار دى لو محامى عالمى طالما فى حالة تلبس مش حيعرف يخرجه منها.

+



لامته رانيا بوجوم:_

+



_ أزاى يبقى معاك دليل برائتى ومتأكد منه وتسيبنى فى أكتر وقت محتاجة لك فيه وتذلنى...!!

+



عاد إياد بظهره المشدود الرياضى للخلف وهو يشبك كفيه خلف رأسه معلقا فى تبرير:_

+



_ بصى يا رانيا منكرش إنى فى البداية صدقت خصوصا إنى شوفتك بعينى، وكمان اللعبة كانت معمولة بمهارة عالة جدا ،بعد ما هديت بمدة بدأت أبحث فى الموضوع تانى خصوصا لما تعبتى اليوم ال قابلتك فيه فى شركة معتز ،حسيت أن قهرتك دى بسبب سوء ظنى فبدأت أدور فى الأدلة والأوراق تانى وأكثف البحث .

+



رانيا بإعجاب :_

+



_ مممم يعنى اليوم ال كنا فيه على النيل أنت كنت عارف إنى بريئة 

+



إبتسم إياد بعذوبة:_

+



_ صحابك لما كلمونى الصراحة يعنى قالوا لى إنها حفلة على الضيق لتسنيم وكده ونفسهم أشاركهم ،بس أنتى طبعا عارفة تسنيم مبتكملش الحلو للأخر وقعت بلسانها بس أنا عملت عبيط عشان أشوفك 

+



ضحكت رانيا بإستغراب :_

+



_ أتاريك كنت حنين أوى وتقولى ريحانة وغزالتك رايقة 

+



بادلها الإبتسامة قائلا بأمواج ثائرة فى عينيه:_

+



_ يعنى أخدت هدنة اليوم ده والهدنة خلصت النهاردة..!!

+



رانيا بعدم فهم :_

+



_ تقصد أيه..؟

+



أردف إياد وهو يسند ذقنه بين يديه قائلا بغموض أكبر  :_

+



_ وقت العودة للملاعب بدأ، إزداد بهوت ملامحها فقال قدام شوية حتفهمى 

+



أما فى منزل زيزي البدرواى:_

+



كانت شوقية فى إحدى الأسواق القريبة تشترى بعض مستلزمات المنزل بينما مرام فى يوم عطلتها الأسبوعى تؤدى مهمتها الروتينية فى تلميع النوافذ الزجاجية وغسيل الملابس المتسخة المكومة طوال الأسبوع ، أما زيزي فعادت من عملها منذ قليل تجدد طاقتها بالمياه الساخنة فى المرحاض لترتدى البرنس او المنشفة القطنية الكبيرة ممشطة شعرها المبتل أمام المرأة وهى تفكر فى يوسف وحديثهما الأخير ،حتى دخلت عليها مرام قائلة بإجهاد:_

+



_ خلاص الشقة كلها خلصت مش باقى بقى غير الرز بقى تابعيه على النار ،عشان فى فيلم حيبدأ مستنياه بقالى سنة وخايفة أنسى الأكل.

+



        
          

                
ردت زيزي بلهجة لذيذة :_

+



_ ما تابعيه أنتى وتخليكى جدعة 

+



مرام بغيظ:_

+



_ أنتى فاكرة نفسك عايشة فى فندق، ما تخليكى فرد فعال فى الجماعة ومنتج بدل الأنتخة دى 

+



علقت زيزي وهى ترتدى النصف العلوى من المنامة الحمراء :_

+



_ بصى أنا راجعة تعبانة جدا ومش فايقة لنظريات الأقتصاد بتاعة كليتك دى وبجد مش قادرة وعندى شغل قد كده ولو الأكل أتحرق أمك حتنفخنا .

+



أومأت مرام بالموافقة :_

+



_ماشى ثم أضافت :_

+



_ بس بشرط فى فيلم هندى جاى الليلة تسمعيه معايا 

+



زيزي بمرح:_

+



_ والله على حسب البطل مين..؟

+



أردفت مرام بسعادة:_

+



_ شاروخان .

+



هتفت زيزي بنشوة مصطنعة :_

+



_ ياس قشطة عليكى ،بس روحى دلوقتى أعملى الأكل قبل ماما ما تيجى 

+



ما أن ولجت مرام خارج الغرفة حتى تسللت زيزي للتسريحة ممسكة بهاتفها الخلوى بإندفاع لمحادثة يوسف لتجديد اللقاء بينهما تحت مسمى العمل ،أعطاها جرس عدة مرات دون إجابة ففتحت الكاميرا الخاصة بها لتخرج ذاكرتها المحملة بصور الندوة لتشبكها فى اللاب توب لكى ترفعها على الموقع الإخبارى لجريدتهم ،وبعد أن أنتهت من أعمالها المستعجلة أتصلت على يوسف فجائها صوته الرجولى الهادىء:_

+



_ أزيك يا أنسة زيزي

+



ردت عليه متصنعة الحزن :_

+



_ مش تمام من ساعة أخر مرة كنا فى المكتبة 

+



أردف بإستغراب:_

+



_ أيه...!!

+



أجابت بتلقائية مرحة :_

+



_ يعنى عاوزنى أقولك تمام وأكدب عليك   ،وأنا نفسيتي مدمرة ..؟

+



يوسف بذهول  :_

+



_ليه بس...؟

+



زيزي بوجوم :_

+



_ المقابلة اتخصم منى عشان معملتهاش فى اليوم ده 

+



وبينما زيزي تواصل حديثها مع يوسف فى حالة من الإنعزال عن كل العالم ،وهى تشعر بالنشوة وكأن صوته مضاد للإكتئاب ،تعالى صويت والدتها بإنفعال وهى تصيح بعصبية :_

+



_ طبعا ما أنا مخلفة شوية بقر قاعدين لى على الروايات والهندى طول الوقت 

+



قالت مرام بصوت متلجلج:_

+



_ صدقينى نسيته والله 

+



فصاحت شوقية بنبرة حادة متجهة لغرفة زيزي :_

+



_ العيب مش عليكى ،العيب على الكبيرة المايلة ال فى سنها فاتحين بيوت ومعاهم عيال وهى نايمالى على نفسها هى فييييييين ...؟

+



        
          

                
تناهى الصراخ وكلمات شوقية لأذن زيزي التى غمغت بإعتراض:_

+



_ بنتك حرقت الرز بتمنشنيلي أنا فى الشتيمة ليه ، حسبي الله فى ده بيت 

+



علق يوسف على الخط بإرتياب:_

+



_ بتقولى حاجة يا أستاذة زيزي...!!!

+



إقتحمت والدتها الباب وهى تهم للإنقضاض عليها بعيون جمرية فصاحت زيزي بتوتر وضيق :_

+



_ أقفل دلوقتى عشان الحرب العالمية التالتة بدأتــ يالهووووو

+



فى الكافيه 

+



تلاقت الرفيقات فى الكافيه المعتاد لهم ،لبدء فعاليات النميمة الأسبوعية،تقص عليهم رانيا ما حدث منذ قليل فى شغف وسعادة لعودة ثقة إياد مجددا بها ، بينما زيزي غدت شاردة تعبث فى هاتفها ،كانت هبة فى فستانها الواسع الطويل تستمع فى تركيز وإلى جوراها تسنيم بشراهتها تلتهم طبق مقرمشاتها المفضل ، حتى قالت هبة بإنبهار :_

+



_ إياد ده محصلش بجد ،يا بختك بيه 

+



توردت وجنتى رانيا ثم أضافت لتغير مجرى الحديث ولجس الأوضاع :_

+



_ إياد ال محصلش ولا حسام...؟

+



علقت هبة بخجل :_

+



_ مش معنى..؟

+



شاركتهم تسنيم بتلقائية:_

+



_ يعنى اتغيرتى 180 درجة ،من بناطيل لفساتين وكمان إتحجبتى لا لا أكيد دى من عجايب الدنيا التامنة 

+



تابعت رانيا فى فضول :_

+



_ الحب يا ستى بيعمل المعجزات 

+



إبتسمت هبة قبل أن تواصل وهى ترتشف النسكافيه الساخن :_

+



_ لو جيتوا للحق هو يتحب إنسان محترم وحنين وذوق بغض النظر عن والدته يعنى 

+



صفقت تسنيم بحماسة  :_

+



_ هبة الشرقاوى وقعت ولا حدش سمى عليها 

+



غمزت هبة بعينيها بمكر :_

+



_ عقبالك ما تقعى مع طروق 

+



قالت تسنيم :_

+



_ طارق هههه ،يجنن بس مشكلته فى شخصيته الضعيفة بس 

+



لاحظت رانيا غياب زيزي عنهم وتوهانها فتسائلت:_

+



_ مالك يا زيزي مسهمة كده ليه. .؟ ، أنتى خارجة عشان تقعدى معانا ولا مع التلفون..؟

+



أجابت زيزي وهى تحدق فى شاشة هاتفها بتركيز :_

+



_ فى كام سؤال وجودى شغلنى كده  .

+



هتفت هبة بفضول  :_

+



_ قولى يا فيلسوفة 

+



ردت زيزي بتساؤلات ممزوجة بالمرح :_

+



_ من ساعة ما قعدنا وكل واحدة بتتكلم عن الجو بتاعها وأنا قاعدة كده وكمان فى الشغل هو انا ليه محدش فى يقولى من أول مرة شوفتك فيها حبيتك وواقع فى غرامك ومبنامش الليل والجو ده زي ما حصل مع تسنيم..؟،ليه ابن خالتى مش فى الجيش أو الكويت وبستنى إجازته عشان أشوفه وفى الأخر يطلع بيحب ويقولى خلينا أخوات وأنتحر وكده..؟،ليه مش بيجي لى كام شوكولاتاية من المعفنة دى أم 3 ج وأعمل على الفيس أشعر بالسهوكة ..؟،ليه ممشتش مع واحد وفى الأخر جالى واحد بكرش وفى الأخر أهلى غصبونى عليه ...؟

+



        
          

                
ندت من رانيا إبتسامة عابثة :_

+



_ لا حول الله حالتك متأخرة ههههه

+



قالت هبةفى تهكم :_

+



_ يا حرام الروايات لحست عقلك ههههههه

+



أردفت زيزي بسخرية :_

+



_ هو أنا مش حعيش الحاجات ولا أحسها ولا أحنا مش قد المقام يا أبو صلاح هههههه

+



أستفسرت تسنيم بإستهجان :_

+



_ ليه هو يوسف نفض لك...؟

+



لوحت زيزي بكبشتها :_

+



_ مش بالظبط كده

+



نصحتها تسنيمفى تحفيز :_

+



_ أوعى تيأسى

+



سخرت هبة :_

+



_ تيأس...!!، دى زيزي يا بنتى والأجر على الله 

+



قالت زيزي بإرتياب :_

+



_ لا طبعا مش بالسهولة دى ،الفكرة بس أنه غامض وغريب شوية بس على مين أنا حفك شفرته 

+



رانيا :_

+



_ إزاى ..؟

+



لوت زيزي فمها قبل أن تستفسر  :_

+



_ البداية من عندك ،سألتيلي إياد عن محل سكنه ..؟

+



أومأت رانيا بالإيجاب  ،فواصلت زيزي :_

+



_ كده أقدر أبدأ من موقع الحدث 

+



نكشتها هبة :_

+



_ أوعى تتهورى يا زوزة وتخطفيه هههههههههه

+



ضحكت زيزي قائلة بإندفاع:_

+



_ لا الموضوع ده اتهرس فى 100 فيلم أنا حبدأ رحلة تحرياتى عنه وحوقعه يعنى حوقعه ،أمال انتوا فاكرينى زى تسنيم وباندتها هههه

+



تسنيم:_

+



_ لا خفيفة يا بت ،على الأقل طارق بيحبنى وخطوبتنا الاسبوع الجاى الدور والباقى عليكى

+



هناتها رفيقاتها فى سعادة 

+



فى شركة معتز 

+



إزدادت الأوضاع سؤءا،فألغى معتز جميع تعاقداته لذلك اليم والتفكير يكاد أن يفجر رأسه كيف سيخرج نفسه من تلك الكارثة..؟، ماذا لو أعترف ببلاوى..؟، هل ستكون نهاية عائلة الحديدى بشىء كهذا..؟، كما أن الصحف قد تسرب إليها الخبر وهم الأن يقفون أمام شركته فى مجموعات متناثرة بمعداتهم ،لا يعرف ان خرج لهم ماذا سيقول ،لا حل له سوى حماه كريم الحلفاوى أتصل به ينجده لكن رده كان صادما للغاية:_

+



_ المرة دى مش حقدر أتدخل ،انا مش عاوز شوشرة يا معتز ،داخل إنتخابات أهم حاجة فيها السمعة 

+



قال معتز بقلق :_

+



_ بس يا كريم بيه الضغط عليه كبير جدا أنا خايف يعترف..؟

+



أردف كريم خاصة بعد شكوى ابنته المتكررة من خطيبها المهمل بلهجة غير مبالية :_

+



_والله دى مش مشكلتى ،المرة ال فاتت ساعدتك عشان نفين اسمها ميجيش فى الموضوع لكن المرة دى خارج سيطرتى 

+



        
          

                
أستأذن معتز لدخول المحامى متسائلا بتوتر:_

+



_ ها عملت أيه..؟

+



رد المحامى بإستياء:_

+



_الأخبار كلها سيئة جدا للأسف

+



علق معتز بتحفيز :_

+



_ حزود لك العمولة بس طلعه برأة بأى طريقة ،ببلاوى يعرف عنى حاجات كتير لو قالها حتبقى نهاية الحديدى 

+



أعترض المحامى بيأس :_

+



_ المشكلة مش فى الاتعاب المشكلة المرة دى فى الرائد ال متابع القضية،حرر له قضيتين واحدة خطف والتانية إتجار 

+



أزاح معتز بكلتا يديه الأشياء القابعة على سطح المكتب بهستيريا وهو يصيح فى إحباط ممزوج بالهلع واليأس :_

+



_ أطـــــــــــــــــــلع بره 

+



هاتف ياسر دراعه الأيمن عبر الهاتف الداخلى للعمل وهو يأمره بصرامة وحزم :_

+



_ الليلة التصفية تتم بشكل طبيعى ،ثم واصل وأتعابك متقلقش عليها بس الأول أضمن أنك مش حتسيب أثر ،لأنه حيكلفك حياتك كلها

+



مكتب حسام

+



مدت الشمس خيوطها الذهبية لتدفئة ساحة الجامعة قرب وقت الظهيرة ،كان الحضور كثيفا فى ذلك اليوم لرؤية النتائج بشغف أو رهبة،أتصل حسام على حبيبته ليبارك لها على تقديراتها المرتفعة فى نشوة، تشكره على دعمه الدائم لها وكذلك إستيقاظه لأوقات متأخرة أيام امتحانتها بالرغم من إرهاقه ،وبينما هم فى حديثهم الرومانسى السعيد ،دلفت ولاء بهيئة مضطربة إلى الحجرة ،فأستأذن حسام من زوجته لإغلاق الهاتف ،فقالت ولاء بغضب :_

+



_ ينفع كده بقى هبة تجيب 20 وأنا 11

+



رد حسام بمنطقية :_

+



_ كل واحد بياخد على قد مجهوده يا ولاء

+



عقبت ولاء فى سخط:_

+



_ مجهوده ولا خبرته 

+



أردف حسام بإنفعال لتعرضها لشرف زوجته:_

+



_ أخرسى وألزمى حدودك 

+



ندت منها إبتسامة ساخرة قبل أن تتابع بغل:_

+



_ كان لازم أتوقع ده ما هى عرفت تعمل ال أنا معرفتش أعمله بقالى 3 سنين وتوقعك...!!!

+



واصل حسام بعدم تصديق للهجتها الغريبة :_

+



_ يا أما شاربة حاجة يا أما أتجننتى، اطلعى بره مش فاضى للتفاهات دى 

+



هتفت فى إستياء وهى تلوح بكفها :_

+



_ مشاعرى تفاهات ...!! ،من أول يوم فى أولى وأنا معجبة بيك وطول الوقت بلمح لك وأنت عامل مش واخد بالك وتقلان عليا 

+



تسائل بإندهاش مموج بالحيرة:_

+



_ تقلان عليكى أيه ..؟،وبعدين مش دي صاحبة عمرك ال جيتي لى عشان أساعدها...!!!

+



        
          

                
لوحت بكفها بإستنكار:_

+



_ أديك قولت تساعدها مش تتجوزها.

+



عقب حسام مدافعا ًعن زوجته وهو يعربإستهجانه لتصرفات ولاء:_

+



_ عارفة أتجوزتها ليه..؟،لإنى بحبها لإنها نضيفة من جوه مش ب 100 وش زيك

+



رفعت حاجبيها فى سخط ممزوج بالحقد:_

+



_ يا ترى بقى هى كمان بتحبك...!!

+



زفر بحنق لحشريتها :_

+



_ دى حاجة متخصكيش

+



صاحت بحدة وهى تقترب من مكتبه مستنكرة :_

+



_ فوق يا حسام فوق هبة عمرها ما حبتك 

+



لامست كلماتها الوتر الحساس فى قلبه فلم يستطع التحكم فى نفسه حتى صفعها بتذمر :_

+



_ غورى من وشى

+



وضعت كفها على وجنتيها المكتنزتين لتقول بإنتقام :_

+



_ مش مصدقنى روح شوف الحبوب ال بتخدها كل يوم قبل النوم

+



فى عمارة يوسف الصياد

+



لم يكن يوسف محبا للضوضاء ولا للتجمعات الكثيرة ،فأختأر ان يسكن بإحدى الشقق فى مدينة أكتوبر حيث الهدوء والراحة ،كانت زيزي فى تلك الأثناء فى طريقها إلى بيته حيث تنكرت فى زى إمرأة طاعنة فى السن ،وساعدها على ذلك الشعر الصناعى الأبيض وعبائتها السوداء المهلهة المتسخة ،يسبق خطواتها عكاز خشبي أعرج ، وقفت لثوان تطالع واجهة المبنى الملونة باللون الطوبى الدافىء يجلس على مصطبة قريبة منها البواب عتريس ،أقتربت منه بعصاها وهى تنهج فسألها عتريس:_

+



_ أيوة يا حجة عاوزة مين.. ؟

+



أجابت عليه من بين أنفاسها المتقطعة  :_

+



_ ابنى فرغلى فى الدور التالت

+



عقد عتريس بإستغراب ما بين حاجبيه :_

+



_ بس مفيش حد هنه بالاسم ده ، تلاقيه فى العمارة ال حدانا 

+



قالت زيزي بثقة  :_

+



_ لع هو فى الحداية ال هنا دى 

+



نفى البواب بإصرار:_

+



_ لا يا أمى ال هنا فى الدور التالت أستاذ يوسف الصياد 

+



لكزته بعصاها فى مرح وسعادة حاولت مدراتها فى تمثيل الإعياء:_

+



_ حد يسيب أمه واجفة جده ، رمقها عتريس بإرتياب فواصلت وهى ترمى بنظراتها فى مدخل العمارة فى إرهاق مصطنع:_

+



_ أنتى حتجف تبصلى كتير جده ،ناولنى الكرسي ال هناك ده إلهى يسترك لأحسن جاية من البلد منيش شايفة جدامى 

+



أحضر لها المقعد بعد ثوان وهو يرتشف الشاى الساخن قائلا:_

+



_ وأنتى مننو عزبة..؟

+



أجابت بسخرية تصنعه بإنه أستاذ بالجغرافيا وسيعرف حقا معقبة :_

+



_بلد جنب أسيوط اسمها السحر الأسود 

+



عتريس بإندهاش وهو يضع كوب الشاى على منضدة خشبية مربعة :_

+



_ أول مرة أسمع عنيها .

+



تابعت زيزي بنفس جديتها وهى تتذكر لهجة الصعيد فى سلسال الدم:_

+



_ دى حكاية طويلة  ،ثم ستلت المشروب وعتريس يحدجها بقلق أزالته:_

+



_ معلش يا ابنى  بجالى 13 ساعة فى القطر وخرمانة

+



قال عتريس فى إستجاواب :_

+



_ وأيه حكاية البلد دهي 

+



ردت زيزي بخوف زائف وجسد يرتعس وهى تلوى فمها:_

+



_ إتسمت جده لأن فيها سحر بيحرج البيوت ،وبيتى إنحرج عشان جده جيت القاهرة عشان أعيش مع فرغلى 

+



حك عتريس فروة رأسه محاولا إستيعاب حديثها ثم علق:_

+



_ بس هنه دى شقة يوسف الصياد 

+



كادت زيزي أن تشرق حيث توقف الشاى فى زورها ،لتسعل بحماس وهى تمسك كف عتريس:_

+



_ عليك نور أحكى لى عنه شوية 

+



هب عتريس بإضطراب:_

+



_ ليه أنت مباحث ومتخفى...؟

+



أجلسته زيزي بعاتها وهى تزغده:_

+



_ أجعد يا عثمان _كما الأعتقاد الشعبي السائد لاسم البواب) ،بجى المباحث حتجعد تخمس معاك فى الشاى 

+



حك رأسه :_

+



_ أيوة صوح، محسوبك عتريس  ، أمال بتسألى عن يوسف بيه ليه ..؟

+



عقبت زيزي بتهكم :_

+



_ حتبناه يا عتريس بدل فرغلى ال مات 

+



إبتسم عتريس على خفة دمها فواصلت  :_

+



_ متخفش مرحش أأذيه ، بس جولى هو فوق دلوقتى ..؟

+



نهض عتريس مجددا فى ذعر :_

+



_ ست أنتى أنا مش مستريح لك ، لكزته مجددا بعصبية:_

+



_ جرى أيه يا عتريس حبلعك يعنى ،بندردش الدردشة حرمت...؟

+



هز رأسه وهو يدقق النظر فى لوحة رقمية مقتربة قائلا:_

+



_ أهو يوسف بيه جه أهو 

+



سحبته من ياقة العباءة لتقول مضيقة عينيها:_

+



_ عتريس أنا حدخل الأسانسير دلوجيت مع يوسف أول ما أدخل والباب يتقفل عطل الكهرباء 

+



تلجلج عتريس :_

+



_بس بس ــــ

+



قاطعته بحماسة:_

+



_ مراتك حلوة ..؟

+



أتسعت عينيه ليصيح :_

+



_ جرى أيه يا حرمة أنتى..؟،مالك ومالها..؟

+



لوت زيزي شفتيها بتصحيح:_

+



_ أقصد صحتها حلوة تدعكى لى السجاد ...؟

+



أومأ برأسه فتركت له مبلغا من المال بين يديه وهى تغمز له متجهة للمصعد

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close