اخر الروايات

رواية عزف السواقي الفصل الثامن عشر 18 بقلم عائشة حسين

رواية عزف السواقي الفصل الثامن عشر 18 بقلم عائشة حسين 


                                    

الـــثـــامـــن عـــشــــــر♡


+



اللهُمَّ وجّهنا لما خلقتنا له، واصرفنا عمّا نهيتنا عنه، ولا تشغلنا بما تكفلت لنا به،

اللهُمَّ اجعلنا من جند الخير،

دُلنا عليك، أرشِدنا إليك، علّمنا منك، فهمنا عنك، واعِذنا من مُضلات الفتن ما أحييتنا. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذُهل فهد مما حدث وضربته صاعقة الصدمة فوق رأس وعيه  فتشتت، تعجب من صراخها واستنجادها بالغير وطرقاتها فوق باب الشقة بتهالك، شدها من خصلاتها عدة مرات يعنفها قولًا وفعلًا «اخرسي» 

لكنها أضافت توابلها الحارة من توسل عالي «خلاص يا فهد حرام عليك هموت فأيدك» 

التقى يونس برجب أمام شقتها وهبط المعزولين بالأعلى لرؤية الحدث، تساءل الجميع عن ما يحدث وحرضوا يونس بمصمصة شفاههم وشفقتهم المنطوقة كسهام أصابت مروءته فطرق  الباب مناديًا «يا دكتورة افتحي في إيه؟» 

صفعها فهد صارخًا فيها «عاجبك كدا ارتحتي للفضايح دي؟» 

لكنها تجاهلت كلماته وواصلت التوسل بحرقة «حرام عليك سيبني» 

ضرب فهد رأسها في الحائط فصرخت صرخة مزقت ثبات الجمع المتجمهر فتكاتفوا لكسر الباب وإنقاذها، أحاطتها النساء بينما انفرد يونس بفهد الذي زاد ذهوله وبقيّ حائرًا يمسح أنفه بتوتر «هي دي المرجلة يالا؟»صاح يونس بجملته بعدما  ألمّ بصورتها بين الناس. 

زاغت نظراته على المقتحمين قبل أن يقترب ليهرب بفعلته لكن يونس سحبه من ملابسه ممسكًا به في غلظة  وتشبُث، دفع فهد كف يونس عنه صارخًا «إبعد إيدك» 

ابتسم يونس بسخرية قبل أن يعيد فعلته مما دفع فهد لأن يبادر بلكمه  ، اعتبرها يونس بادرة يستحق عليها الشكر فقد حقق له بفعلته مبتغاه، سحبه يونس من ملابسه في قوة هزت ثباته ثم أعاد إليه  لكمته «مش هتمشي غير لما تيجي الشرطة» 

بدأ القتال سجالًا وفيروز تتابع بخوفٍ وقلق فيبدو أنها ورؤوف لم يحسبا حسابًا لوجود يونس وتدخله. 

حتى وقع فهد هامدًا تحت أقدام يونس اللاهث، ضربت فيروز خديها ليس خوفًا عليه ولكن جبنًا من القادم وزعرًا من مصيبة قادمة لم يحسبا لها حسابًا. 

جاءت الشرطة وأخذت ثلاثتهم فتحقق جزءًا مما خططاه. 

في طريقها تذكرت كيف هاتفها رؤوف وطلب مقابلتها بعيدًا عن المكتب، وكيف استقبلها بودّ ومراعاة واعتذر لها عن قوله وطلب منها أن تحكي باستفاضة ولا تترك شيئًا للصدف. 

حين فرغت من الحديث أخبرها بدعمه الكامل ومساعدته حتى تحصل على ما تريد لكن في الخفاء، سيحركها دون أن يظهر في الصورة خوفًا عليها، وليكن عينًا لها عند عمها تتلصص وتأتي لها بالخبر اليقين ، كما يمكنه حينها توجيهه  بمواربة وكف الأذى عنها بحنكة.. وأول شيء سيفعله ليثبت لعمها حسن نيته هو أن يخبره بمجيئها وطلبها  ليكسب أولًا ثقته.. وثانيًا لأن فهد من المحتمل أن يعود إليها بعدما يبلغه والده بفعلتها وإن صح ظنه وقتها فعليها أن تستفزه وتستغل ذلك لصالحها ليصبح الأمر علنيًا بواقعة وشهود عيان على ضربها وأذيتها،وحين يأتي لها رجب بالشرطة وتذهب تطلب كشف طبي لتثبت الحالة ومراجعة كاميرات العمارة بعد ذلك سيصبح الأمر سهلًا وميسرًا، لكنهما لم يحسبا حسابًا لتدخل يونس نسيّ رؤوف أمره تمامًا وهي أيضًا. 

بعد قليل انشغلت بالحدث وترتيب أفكارها عن التفكير في أمر يونس وما ستؤول إليه الأمور.. 

*****

وقف أمام منزل أم جمال مناديًا فخرجت له «تعالى يا أبو قاسم» 

سألها بخوف «مشوفتيش قاسم يا أم جمال؟  معداش عليكي النهاردة؟» 

هتفت مستنكرة سؤاله «أنت متعرفش إنه هِنا؟» 

ابتسم وتنهد راضيًا قبل أن يستوي فوق الأريكة حامدًا الله مطالبًا بشربة ماء تروي ظمأه..«هاتيلي شوية مية» 

بسرعة أحضرت له المياه فتجرعها وترك الكوب لاهثًا، هتفت مشفقة عليه «عاملة إنه قالك والله يا أخوي» 

ابتسم مطمئنًا لها «لاه، بس الحمدلله أنه بخير، هو فين دلوك؟» 

أجابته وهي تشير لحجرة أخر الرواق «جوه فأوضة أخواته» 

نهض حامد فورًا تحرك بلهفة شديدة حتى وصل للحجرة وطرق مستأذنًا فأذن له قاسم الذي كان يجلس القرفصاء فوق الفِراش، نظر إليه نظرة عتب حزينة وهو يقف على عتبات الحجرة مُتهمًا بقسوته في نظرات قاسم، رق قلبه لرؤيته منكمشًا بائس النفس يتطلع للأعلى مناجيًا بدموعه فدخل وسار ناحيته لافظًا عتابًا محمومًا بالحزن «كدِه يا قاسم تمشي وتسيبني جلجان عليك وحيران؟» 

أعرض قاسم عن الرد في عتب موازي، فجلس حامد جواره وضمه لصدره كاتمًا تأوهه بين حنايا ضلوعه، لم يرفض قاسم بل لاذ بعناقه في فرارٍ من الألم يعاتبه فيه، مما أوجع حامد «ينفع تمشي ومتجوليش وتسيبني أدور عليك؟» 

صمت قاسم رافعًا راية الانسحاب من تلك المعركة، فقط يجاهر بمحبته الخالصة ورغبته «مش عارف أجعد في البيت من غير غزل، هي كانت بتستناني وتساعدني وتختارلي كل حاجة وتحكيلي» 

عاتبه حامد وهو يمسح على رأسه برفقٍ ولين متفهمًا لمعاناته وشعوره«وأنا روحت فين؟» 

هتف الصغير بوجع «هي غير يا أبوي أنت بتمشي وتسيبني كتير وحدي هي هتفضل معايا مش هتطلع تشتغل وتسافر» 

أفهمه بحنو وهدوء ملتمسًا له الأعذار «لازم تمشي يا قاسم واحنا لو عايزينها نجيبها مينفعش تجعد معانا» 

رفع رأسه بعدما صاد قوله بصنارة الأمل «طيب جيبها يا أبوي» 

صمت متحيرًا لا يحب أن يعده ويخلف ولا يعطيه أملًا يتبعثر على ممشى أيامٍ غير ممهد، فراوغ

«بعدين نتكلم يلا جوم دلوك نرجع لجدتك» 

ابتعد عنه قاسم رافضًا في عناد، مصرّا على رأيه «لاه هبيت هِنا» 

قال حامد بحزن «طيب يا ولدي براحتك» قبّل رأسه ورحل..سار بخطى  متعرجة كما أفكاره، أثقلت الحيرة خطواته حتى وصل، وجد عبود في انتظاره لكنه لم يهلل لمرآه كما عادته بل سأل بحنو أبٍ ومراعاة صديق  وبرزانة داست عليها المِحن ونثرتها خطوب الزمان «كيفك يا ولدي» 

نظر عبود لعينيه نظرة نافذة مفتشة في الأعماق، ثم نقل نظراته لجسده متفحصًا كطبيب، بينما جلس حامد جواره بثقل حيراته وتعاسته والأيام، تنهد مفصحًا عن وجعه منتظرًا العلاج «تعبان يا عبود» 

ربت عبود على كتفه قائلًا بحكمة «السماح دوا لعلة الظلم، وأغنى النفوس نفس تجدر تملكه» 

ضرب حامد فوق قلبه قائلا«اشمعنا هي وليه هي؟» 

أوضح عبود بنظرة مشفقة على حاله «من السم بيصنعوا الدوا» ثم أردف بحكمة «الي أنت فاكره أذى هو عين الخير» 

تدخلت تماضر التي جاءت تطرق الأرض بعصاها «عصيان القلب واعر يا ولدي، والي يعصى قلبه مكتوب عليه الحرمان» 

تنهد حامد وصمت تائهًا في سماء أفكاره كطير أعمى وحيد هائم يحلق في السماء لا يبصر طريقه لكنه لا يهتدي لغير الطيران سبيلًا. 

تمدد عبود جواره وعادت تماضر تدعو له بتضرع أن يربط على قلبه ويدله على الطريق ويعينه بحوله وقوته،

 بعد مرور مدة تسلل للداخل مفتشًا عن ريحها، لم يقبل طلب قاسم بمبيته بعيدًا إلا ليستنشق وحده آخر أنفاسها في المكان، لينعم ببعضٍ من دفء روحها بأنانية . 

ليمسح بأنامله فوق كل أثرٍ لها، عبّق رئتيه أول ما دخل بهواء امتزج برائحتها، سلبه سلبًا بنهم واحتفظ به داخله كقطعة أثرية. 

ربما تكون آخر  مرة ينال فيها نصيبًا منها فلتعلق رائحتها مع ذكرياتها، سيبقيها داخله قصة تروى ولا تعاش، حلمًا نستشعر حلاوته ولا نملك تحقيقه. 

نظر للنافذة حائرًا عقله يستنكر على قلبه العشق فيجلده ليرتدع لكنّ قلبه يعلن التمرد والعصيان كل مرة مستشعرًا في جلده حلاوة العشق. 

فتش عن آثارًا ولم يجد، اهتمت هي بأن لا تترك ما يذكّره أو ينغص عليه راحة ضميره ،

رفع الوسادة وتشممها برغبة من قلبه، أغمض عينيه عن كل نور يسطع عدا نورها، وعطّل حواسه عن أي شيء سواها. 

انفردت رائحة عطرها بصدره تلاعبت به، وعزفت داخله لحنًا من شوق استمتع به ورقصت دقاته عليه طربًا حتى نبت والدها في خياله من العدم، دماء.. نار... صراخ وعويل... وألم لا ينتهى بل يرصف طريق العمر... فتح عينيه مفزوعًا يعاني حلمًا في يقظته، رمى الوسادة منتفضًا، رآها حية تسعى بين ذراعيه، حية تريد الالتفاف ونهشه.... فترك الحجرة زافرًا رائحتها هائمًا على وجهه.. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمرها علاء أن تهاتفه، أن ترسل له الرسائل معتذرة ونادمة وتطلب الصفح، وأن يهبها فرصة لتصحح أخطاءها معه، لكنه يقرأ ويتجاهلها حتى هاتفته وطلبت اللقاء، رفض فتوسلته بدموع وترجته بخنوعٍ ومذلة، ألحّت عليه بانكسارٍ فأنهى الاتصال. 

لكنها عازمة خرجت من البيت مصممة تريد محادثته تحت أي ظرفٍ وبأي طريقة. 

هو يحرص دائمًا على أداء الصلاة في المسجد فلتتبع خطاه حتى تصل إليه، دبرت أمرها واختبأت عن الأعين حتى رأته يخرج من المسجد كئيبًا على غير عادته وحزينًا، تتبعته بهدوء وحرص حتى وصل لمنطقة زروع فاصلة بين القرية وبيته نادته «رؤوف» 

توقف عن السير عابسًا، التفت يتأكد من ظنه حتى رآها، أقبلت عليه مرتبكة ترسم الآسى بريشة فنان... بينما امتطى هو الجمود مُستقبلًا لها بتعاسة أضحت عنونًا لإقامة مشاعره.. 

ربط كفيه خلف ظهره وانتظر قولها الذي لم يتأخر «أنا جاية أعتذرلك» 

تحدث في برود «تمام وصلني» 

فأردفت بإنكسار ودموع مزيفة «أنا غلطت فحجك يا رؤوف بتمنى تسامحني وتديني فرصة تانية أصلّح غلطتي» 

«مفيش» قالها بجفاء مُغلقًا باب النقاش قدمت فروض طاعتها وأظهرت ولائها التام لما تكنّه من مشاعر ندم وحرص على إرضائه «مستعدة لأي ترضية وأي حاجة تريحك هعملها وأنفذها» 

قال بنفور «راحتي فبعدك يا بت الناس وكفاية كِده مش بالعافية» 

ارتبكت من قوله أكثر وشعرت بحقارة نفسها أمامه وتدنيها اللحظة فانهمرت دموعها ليس ندمًا وحزنًا بل شفقة على حالها، فقال بحدّة «روّحي يا آيات وجفلي عالموضوع دِه خلاص» 

حاولت من بين شهقاتها المجادلة «يا رؤوف حرام من حقي فرصة تانية أنا مش عايزة الي بينا ينتهي كِده» 

رمقها بسخرية قبل أن يفك كفيه ويدسهما بجيب جلبابه قائلًا«بينا إيه؟  هي حتة ورجة وخلاص وخيط ضعيف اتجطع من أول مشكلة » 

انتفضت على صيحة والدها المتوعدة في طياتها بالهلاك «آيات» 

انكمشت بذعر  تتوسل بنظراتها رؤوف الذي لم تتعدى مدة شفقتة عليها اللحظة ثواني معدودة، امتثل والدها أمامهما قائلًا «أنت مش طلجتها يا واد الحفناوي عايز منها إيه تاني؟» 

شمله رؤوف بنظرة مستهينة محتقرة قبل أن يهتف «مش أنا الي عايز دي بتك» 

نطقت باسمه مستغيثة متوسلة بينما تابع رؤوف متجاهلًا «هي الي جات» 

أمسكها الرجل من ذراعها وسحبها وهو يهتف بقهر وغضب «ماشي يا واد الحفناوي» 

سارت خلف والدها غصبًا ترمي بنظراتها تجاه رؤوف الواقف بثبات مُغلقًا أمامها بابًا ينفذ منه التعاطف أو يتسرب إليها، لا يمنحها من مشاعره إلا الجمود... نادته لآخر مرة قبل أن يستدير «رؤوف» لكنه ركلها كالحصى واستدار عائدًا  يلقي بأفكاره المتعفنة بسيرتها على الطرقات، تاركًا ما حدث اللحظة يتساقط من ذاكرته  في سيره. 

دخل المنزل فوجد طاهر في استقباله نظر لعينيه يفتش عن طاهر القديم فلم يجد فغص في الألم وصمت، دخل المندرة بعدما باحت نظرات طاهر بالكثير، فقرر أنهما يحتاجان بقعة  تكتم كلماتهم وتحتفظ في جوفها بما سيتحدثان به، المندرة المنعزلة ستوفر الخصوصية المطلوبة وتحمي نفوسهما من شفقة الآباء وحتى لا يتسرب الكدر لنفوسهم ... سار طاهر خلفه في عزم دخل المندرة قائلا «رؤوف عايز اتكلم معاك» 

ابتسم رؤوف بقبول ولم يكن أقل منه حزنًا ولا تأثرًا بما يحدث، هتف طاهر بجدية «متدخلش صفوة وغزل فحربك مع أبويا» 

احتدت ملامح رؤوف، أبدى شراسة نظرات لم يألفها طاهر وصحح له بتحفز «جصدك مرتضى» 

صحح طاهر بسخرية مريرة ونفسه تتمزق كلما قالها «وأبويا» 

صاح رؤوف بغضب يرد له عقله «يمكن عالورج لكن احنا الي ربينا يا طاهر أبوك ميت ليك فاهم ولا لاه؟» 

أجابه طاهر بتوهة «لاه مش فاهم يا أخوي، أنا عشت عمري فاكر أبويا مات وفجأة تجولي عايش ومش بس كِده لاه دا هو الي جتل خالي وأذاك الأذى الي مكنتش عارف اتحمله عليك» 

لانت نظرة رؤوف، ضعف أمام كلمات طاهر التي اخترقت القلب، طاهر لم يكن ابن عمته فقط بل أخيه وابنه، تربى معه ورباه عاش معه طفولته وصباه، علمه وتعلم معه، اقترب منه وهمس بحنو «انسى يا طاهر» 

سأله وهو يرفع إليه نظراته المهزوزة «بسيطة كِده يا أخوي؟» 

بح صوته من وطأة مشاعره واقترح بسذاجة «كنك بتحلم» 

ابتسم طاهر قائلًا بسخرية «دا حلم مطوّل العمر كله» 

لم يجد رؤوف بدًا من معانقته، من ضمه لصدره والمسح على ظهره بصمت وبوجع لفظه مع تأوهاته الكثيرة.. ثم ابتعد مواسيًا «كله هيعدي متشلش هم حاجة» 

تماسك طاهر وقال ما جاء لأجله بنبرة توسلية «غزل وصفوة يا رؤوف» 

سأله رؤوف باقتضاب «مالهم» 

قال طاهر ونظراته ترجو وتتمنى «سيبهم فحالهم متدخلهمش فمشاكلكم» 

استفسر رؤوف بجهل متعمد «بمعنى؟» 

أوضح طاهر بمعاناة التصقت بروحه «سيب غزل ترجع هي مش حمل جدتي وحِزن أمي وجو البيت دِه» 

قال رؤوف بعصبية «غزل مش هترجع  دي جاتلي برجلها وبإرادتها» 

سأله طاهر بصبر «وبعدين ولغاية متى ؟ هتحبسها هنِا يعني» 

رمى قراره في وجهه  «هتجوز غزل يا طاهر رضيت أو لاه أنت أو هي، وأبوك هياجي يجوزهاني» 

استنكر طاهر قوله وصاح في رفض «غصب؟  وهي تتحمل ليه وتدفع التمن؟  وأنت ازاي تقبلها؟» 

تحرك رؤوف مبتسمًا بسخرية يؤكد ويوضح ويجيب «غصب يا طاهر وتدفع عشان هي كده الدنيا وأقبلها عادي» 

صاح طاهر رافضًا قوله لا يركع له ولا يستجيب «لاه هتمشي يا رؤوف غزل مش هتتحمل وأنا مش هسيبك تأذيها» 

أجابه رؤوف بتحدي «هتجعد يا طاهر وأنت هتسكت دا حقي وهاخده بالطريجة الي تريحني» 

سأله طاهر بذهول «حتى لو هتأذي حد بريء مالوش ذنب؟» 

أجابه رؤوف ببرود ظاهري «كل حرب وليها ضحايا يا طاهر أولها كنت أنت وأخرها غزل» 

صاح طاهر معترضًا ينظر لعينيه مؤكدًا بقسوة أوجعت رؤوف «مش هسمح بكده حتى لو فيها موتي» 

أشاح رؤوف هاربًا من نظراته وتنهد قائلًا بتحدي «وريني يا طاهر هتعمل إيه؟» 

خرج طاهر من المندرة بغضبه وثورته وعتاد حربه من الألم وانهار رؤوف مكانه بضياع وإرهاق، كانت ريح مرتضى خبيثة نفثت في محبتهم فأحرقتها،ريح أصابت حرث جمعتهم ففرقتها. 

ـــــــــــــــــــــــ

ثلاث ليالٍ تجلس منكمشة تفكر حتى اهتدت للسبيل، ما بالها تشتهيها الدنيا قربًا مرة للنار ومرة لرجل، ضحت بجمالها لأجل طفلة وستضحي اليوم لأجل صفوة وراحة رؤوف ورضا طاهر، ستتقبل البلاء كما أنزل دون جزع أو اعتراض فكيف لمثلها أن يعترض، الدنيا تريد نهشها فلتمنحها هي الفرصة فما عادت الحياة تجدي نفعًا كل الوجوه غائمة وكل الأيام حزينة، صفوة تستحق أن تخلصها من ذلك، هي تشوهت مرة فلا ضرر من الثانية 

لن يضر الشاة سلخها بعد ذبحها. 

نهضت في عزم، سيجت روحها بالصلابة وغادرت الحجرة متحلية بالحزم، تخطت الدور العلوي وهبطت للأسفل، طلّت عليه من علو فارتج قلبه وانقاد بصره مسحورًا. 

أشاحت الجدة داعية بحرقة جلبت لنفس رؤوف الكدر، وقفت أمامه في صلابة فتأملها ليدرك أن فيها ما تغير وأنها لم تعد هي «ممكن نتكلم» 

نهض بصمت متجاهلًا كلمات جدته، نظرت إليه والدته موصية فهز رأسه متنهدًا قبل أن يغادر للمندرة وهي خلفه وقد فهمت أنه قَبل طلبها بالحديث.. 

دخل وأغلق خلفه مدركًا أن الحديث سيطول والحرب بينهما ستندلع فلا حاجة لوقود جدته... جلست وبقيّ هو واقفًا أمام نافذة مفتوحة  يمنحها ظهره قائلًا «اتكلمي أنا سامعك» أراد منحها حرية الحديث دون قيد نظراته، أن تحلّق دون أن تخرسها رصاصات كراهيته الوليدة في سماء غضبه، ربما لو التفت لرشق قلبها بسهم مسموم أماتها... تذكر يوم أنقذها وضعفها فلان متأوهًا بخفوت وداخله اثنان يتنازعان بنفس القدر ولا يرحمانه أو يشفقان على حاله... نطقت بما استحق عليه العذاب ألف سنة في التيه يضل ولا يهتدي سبيلًا «أنا أسفة؟» 

قالتها فحطمت كل شيء، هدمته كليًا حتى ظن أن العمر ضاع هباءً، وأن الانتقام سيفًا سُيغرس في قلبه هو. 

تابعت برقة «عارفة مهما قولت مش كافي، أسفة إني جيت وحاولت، الي يريحكم أعمله بس ليا عندك رجاء» 

سألها بهدوء «إيه؟» 

بح صوتها وهي ترمي بطلبها، قدمت له قرباناً من انكسار ليعفو و يصفح ويتقبله «بلاش صفوة سيبها وأنا هنا موجودة وموافقة على أي حاجة تطلبها» 

سألها بنفس الهدوء «ولو جواز؟» 

صمتت قليلًا متذكرة حامد وجنته التي طردت منها، عضت شفتيها متأوهة والتشبيه يناسبها تمامًا، هي ابنة شيطان فكيف تطأ أقدامها جنة قلبه، هي آثمه ولا يحق لها ترف المشاعر ولا تستحق حبًا أو عاطفة... ولا يمكنها العودة له بعد ما عرفته فكيف تخبره بهويتها المشوّهة في نظرها؟ 

قالت بقوة ودون تردد «موافقة بس أوعدني متجيش ناحية صفوة خالص» 

ود الاستدارة والصراخ فيها، لمتى ستحمي غيرها؟ على ماذا جُبل قلبها ومما صُنعت هي؟  أي قلب هذا الذي تحمله.. يبدو أمامها الآن ضئيلًا صغيرًا بقلب لا يعينه على الحياة.. منحها وعده «تمام» 

ثم قال بجدية لا تعكس داخله«كلمي أبوكي وجوليله تعالى» 

فجأة أدار رؤوف رأسه على صراخ مرتضى «بنتي فين يا واد الحفناوي؟» 

التقت نظراتهما لبرهة ارتجفت لها أوصالها وجف حلقه هو فبلله بدفقة سريعة قبل أن تتبدل نظراته لأخرى جحيمية متوعدة بالهلاك للذي تجرأ وجاء يصيح.. أمسكت بذراعه كأنما أرادت قول شيئ فتوقف مندهشًا متصلب الجسد يمنحها نظراته التي تبدلت كليًا لسماء رائقة تحتضن شمسًا دافئة انتقل دفئها لها عبر التلامس فتنهدت متأثرة قبل أن تبعد يدها معتذرة «أسفة» 

تخلل خصلاته بأنامله في ارتباك شديد تبدو صيحات مرتضى بعيدة جدًا الآن ومشوشة وسط ضجيج قلبه العالي، لا يعيها ولا يفهمها ولا يريد العبور من تلك اللحظة لأخرى، محبًا شغوفًا للاستمتاع بكل تلك الأحاسيس الجديدة والوليدة والتي تصم صرخاتها أذنه عن الدنيا.. 

مسحت جبهتها شاعرة بالندم والحرج وحالته تلك تزيدها اضطرابًا «هو جاي عشاني أنا هتصرف» 

ضحك بتهكم قبل أن يذيب المشاعر في ملوحة القسوة ويغادرعاصفًا، تحرك بهيبة ونظرات تترصد مرتضى كنذير شؤم، وجد جدته تبكي وتصرخ لاعنة متوعدة قبل أن تختفي في حجرتها  ووالده يقف في الصدارة صلبًا، تقدم رؤوف مرحبًا بالضابط «ازي حضرتك يا فندم» 

سلّم عليه الضابط بترحاب معتذرًا بود «أنا أسف يا متر بس في بلاغ متقدم من الاستاذ مرتضى أنك خاطف بنته ومحتجزها بالإكراه» تحركت نظرات رؤوف ببطء مثير للأعصاب ناحية مرتضى ثم ابتسم قائلًا «مفيش حاجة يا فندم دا شغلك.... 

قاطعته غزل التي جاءت ووقفت جواره بصلابة «أنا اهو يا فندم» 

صرخ مرتضى باسمها في لهفة «هي دي بنتي غزل» 

اقترب منها يحاول ضمها وسحبها بعيدًا عن محيط رؤوف وعائلته، لكنها انكمشت في رفض ونفور وأبعدته عنها، قبل أن ترفع نظراتها لرؤوف وتهتف بما زلزل أرض مرتضى «أنا مش مخطوفة يا فندم الأستاذ رؤوف خطيبي وأنا جاية زيارة عادية» 

خبأ رؤوف ابتسامته التقديرية لها ولقولها الذي فاجئه كثيرًا وأربك دواخله، أما عدنان فقال ساخرًا من الموقف «بتك أعجل منك يا مرتضى وأصيلة جاية تصالح خطيبها» 

صرخ والدها بغضب «ايه الي بتقوليه ده؟» ثم التفت للضابط قائلًا مبررًا قولها «أكيد أجبروها تقول كدا» 

استبقت هي الإجابة معاندة لوالدها بنظرة حارقة مُكحلة بالتشفي «لا خالص دا حتى فرحنا بكره يا فندم» 

ختمت قولها بمسكها لكف رؤوف، أدخلت قبضتها الصغيرة في كفه ليضمها ففعل، لا يعرف كيف وجدت طريقها إلى كفه العليلة وأي بصيرة قادتها لتفعلها وتُشعره أنها هنا دواءً للعلّة وترياقًا يشفي و تنشر  الدفء في روحه وتربت على خافقه مانحة له شربة من رضا . 

كاد مرتضى يجن من فرط ما يشعر به اللحظة من تآمر عليه، وتبديل لحال غزل وتحولها لسلاحًا يخترقه ممزقًا ببطء . 

قرر الضابط الانسحاب معتذرًا لرؤوف  بعدما زجر مرتضى بنظراته، لكن مرتضى صرخ يتوسله «خليني أكلمها لوحدنا» 

هز رؤوف رأسه بالموافقة وضحك عدنان ساخرًا منه فتجاهله الضابط وسلّم على رؤوف لكن مرتضى رجاه «أكلمها فوجودك مش ضامن يعملوا فيا إيه وفيها» 

هتف رؤوف بثقة من جانبها لا يعرف متى ولا كيف نبتت «استنى يا حضرة الضابط فرصة نضايفك أنت والعساكر والله أنت شرفتنا» 

كاد أن يرفض الضابط لكن توسل مرتضى وبكاؤه الكاذب أجبره فدخل مع رؤوف الذي غادر به للمندرة مرحبًا، أشار له عدنان ناحية حجرة جانبية «روح كلمها» 

سحبها مرتضى خلفه من ذراعها كالشاه حتى وصل للحجرة، فتح الباب ودفعها بقوة للداخل ثم وقف يستفسر بغضب «ايه الي قولتيه دا؟» 

أجابته ببرود وهي ترمقه شزرًا «الي هيحصل» 

استفسر وهو يقترب منها «يعني إيه؟» 

سألته متجاهلة قوله متحدية له «قولي الأول يا بابا أنت عملت فيهم كدا ليه؟» 

ضيق نظراته فوق وجهها وسألها «عملت إيه؟» 

أجابت وهي تشيح محافظة على صلابة نظراتها خلف واجهة زجاجية شفافة من الدموع «قتلت عمهم وضربت رؤوف وكنت عايز تخلص من مراتك» 

صاح شاعرًا بالخطر يحيطه بعدما أصبحت أسلحته فاسدة غير صالحة للقتال وربما توجهت لقتله فمات «كدابين» 

أحاط كتفيها بكفيه يستعطفها بقوله وهو يهز جسدها لتفيق كأنهم سحروا لها فسُكّرت بصيرتها «صدقتيهم يا غزل؟» 

تأوهت مبتعدة تنزع كفيه عن جسدها الواهن قائلة «وإيه الحقيقة يا بابا؟» 

قال بتلعثم وهي يواصل استعطافها «كدابين صدقتي الي قالوه عني  ومدافعتيش وكمان جيتي فصفه » 

سألته وهي تتابع رد فعله وملامحه بترقب شديد «ليه بيعملوا كده وليه رؤوف بيعمل كده؟» 

بحث في جُعبة باطله عن خيوط يغزلها دثارًا يستر به عورة كذبه «معرفش كره وحقد قديم» 

مال فمها ببسمة متهكمة خرجت على استحياء تغازل الألم «وطاهر يا بابا؟» 

سألها بزفرة حارقة «مين دا كمان؟» 

أجابته بتنهيدة شجن «ابنك وأخويًا» 

خرجت من فمه صيحة استنكار غليظة «نعم!»

استرخت جالسة فوق المقعد قائلة بعذاب بيّن «طنط سماسم ابنها عايش»  

تدارك الصدمة بسرعة وطواها بين صحف انفعالاته المخزية وصاح بها «كدب أنا ماليش ولاد منها» 

قالت ودموعها تنساب في حسرة على أخيها معذب الفؤاد الذي سيطعن بهذا الإنكار و الجحود «البيبي مماتش لما وقعتها لسه عايش وبقا شاب يفرح القلب» 

لوهلة ظهر التأثر و الحنين عليه لكن سرعان ما تجاهل وصاح فيها بغيظ أمات ضميره  «هما أثروا عليكي إزاي كدا وأقنعوكي بكلامهم وبتدافعي عنهم وتخبي الحقيقة ؟» 

استنكرت قوله واستخفت بغضبه ساخرة «أي حقيقة يا بابا؟» 

تجمدت نظراته فوق ملامحها الهادئة وتوقف تفكيره مفسرًا نبرتها الباردة وجفاءها غير المعتاد معه «إنه خاطفك وحابسك؟» 

سخرت منه في فظاظة وهي ترمقه بنظرة محتقرة جديدة عليه وموجعة «دي مش حقيقة دا الي أنت عايزه وأنا مش هضر الناس دي تاني» 

قالتها بلهجة شديدة الجدية والحزم ونظرات محذرة ألا ينجرف خلف قسوته والأ يسلك طريق الشياطين للجحيم، سألها بغضب «يعني إيه؟» 

صاحت بغضب «الناس دي اتأذت منك بما فيه الكفاية وأنا مش هشاركك فأذيتهم ولا أضر أخويا» 

هدر فيها وهو يمسك بذراعها «عايز يتجوزك غصب عشان يمرمطك هنا ويكسرني» 

نفضت ذراعها صارخة فيه بجنون فاقدة كل ذرة تماسك أو مراعاة «مش غصب أنا موافقة ودا حقه» 

جحظت عيناه في استنكار فتابعت بتشفي وحقد ما ظنت ستمتلكه تجاهه يومًا «الراجل ده اتأذى منك هو وعيلته أنت لا صونت عيش ولا ملح ولا حتى همك حتة منك ومن لحمك ودمك» 

نهض رؤوف من جلسته التي ظل فيها متوترًا نظراته تهرب كثيرًا لباب المندرة خائف يترقب، حتى نهض فجأة لا يطيق الجلوس ولا يصبر، خطا للخارج ناحية الحجرة تاركًا والده الذي ظل يراقبه بعين خبير حتى اختفى. 

وقف بالقرب من الباب يسترق السمع في قلق. 

بالداخل صفع مرتضى ابنته بقوة محذرًا لها أن تتابع «اخرسي خالص» 

لكنها واصلت لا تمنحه رضا نفس بانكسارها ولا هدوئًا بصمتها، بل تابعت البصق على ضميره الميت بغلّ تبخسه قدره في نفسها بعدما انكشفت الحقائق «والله لو دفنونا هنا ما هلومهم ولا هتكلم بحاجة» 

صفعها مرة أخرى فاهتز جسدها بضعفٍ ووهن،لكنها تماسكت في إدعاء ونظرت إليه بسخرية مريرة وحسرة نفذ سهمها لعمق القلب، فدفعها غير آسف مشتتًا قوتها بعدة ضربات على كتفها، حتى رأسها ضربها عليها ربما تستعيد وعيها وتعود لرشدها لكنها كل مرة يفعلها كان يؤكد حقارته ويختم على اتهاماتهم بختم المصداقية، ويوقظ داخلها كل ضميرها ويشعل كل مصابيح قلبها المطفأة. 

«هتسمعي كلامي وهتنفذي الي هقولك عليه غصب عنك أنا مش هسيبك ليه هنا؟» 

نفضت ذراعه بعيدًا صارخة فيه بقوة «هفضل هنا لو وجودي هيوجعك، هفضل لو وجودي هيريحهم ولو جزء بسيط، هفضل لو دا تمن مناسب للي حصلهم ولو إني أشك.. أي وجع هتعيشه أنت أو أنا ميساويش، أنت مسيبتش حد فيهم إلا وأذيته» 

هبطت نجاة الدرج فوجدته جوار الباب فربتت على كتفه داعمة، رفع نظراته تاركًا مشاعره تتدفق دون حواجز أو كبت ابتسمت له نجاة مطمئنة حتى تجمد كلاهما على صوت مرتضى الصارخ. 

 «هتيجي معايا ومش هتفضلي هنا» 

لكمته بقولها مستبيحة دماء كرامته متشفية فيه «أنا معرفكش يا مرتضى  أنت غريب عني خلاص، هرجع ليه؟  كل أيامي خلاص غربة ووحدة فعادي أقضيها هنا مع أخويا تعويض له » 

ضربها بقوة حتى سقطت أرضًا متأوهةً صارخة من عمق قلبها في ألم، مما دفع رؤوف أن يدخل عليهما فجأة ويلكمه على وجهه بعنف.. جاعلًا من جسده منفذًا لغضبه وحقده وحيرته وشتاته، ككيس ملاكمة أفرغ فيه معاناته التي بدأت مع كلماتها.. 

نهضت متعكزة تسعل بقوة، تتوسله بضعف «سيبه لو سمحت سيبه» 

بعدها تملك في روحها الضعف فوقعت أرضًا فاقدة للوعي.. 

جاء عدنان راكضًا وظل الضابط واقفًا يتهيأ للهجوم أو المشاركة في هذا اللغط، حملها رؤوف بلهفة كبيرة ووضعها فوق الأريكة بينما سحب عدنان مرتضى الصارخ رغم ما أحدثته ضربات رؤوف بوجهه وجسده «مش هسيبها على موتي» 

تركها رؤوف لوالدته واندفع للخارج ممسكًا به هادرًا بقسوة «يبجى سهلتها عليَّ يا مرتضى» 

اقترب الضابط يفض الاشتباك ويهديء الأطراف الثائرة، بينما عمدت العجوز حين خرجت من حجرتها ورأت الشجار إلى البكاء والولولة والندب كخلفية حزينة لما يحدث اللحظة. 

اضطر الضابط أن يُخرج مرتضى بصحبة شرطي ويهدئهم جميعًا  ، رفع رؤوف هاتفه مقررًا عقد القران اللحظة لينتهي العبث ويحميها منه بحق مكتسب له. 

بعدما فرغ من الاتصال والتوصية، غادر ليطمئن عليها من والدته وقف يستمع لبكائها الكثير وانهيارها «يا ريتني موت قبل اليوم دا.. يارب مش قادرة اتحمل كل دا» 

حاولت نجاة تهدأتها لكن فيضان حزنها كان أقوى من أن  يوقفه أحد، ظلت ترثي حالها لدقائق قبل أن تطلب فجأة «فين طاهر عايزة طاهر يا طنط» 

نهضت نجاة طائعة لطلبها، وخرجت من الباب وقبل أن تناديه لتخبره وجدته أمامها حاضر الإجابة «طاهر مش موجود ومش هجدر أكلمه دلوك ييجي وزفت مرتضى موجود» 

أومأت نجاة بفهم وعادت للداخل مُفهمةً إياها بحنو «طاهر بره يا بتي ومجدرينش نبعتوله عشان أبوكي هِنا» 

أدركت خطأها  فقالت بحسرة ودموع «لا لا خلاص ميجيش حرام يشوف الي أنا شوفته طاهر ميستهلش» 

عاد رؤوف لجلسة الرجال منتظرًا بتوتر مجيء المأذون على أحرّ من الجمر وقبل عودة طاهر من الخارج. 


15



كل الأعمال بين القبول والرد 

الا الصلاه علي الحبيب فإنها لاترد 


+



و إنَّ آلُقَلبَ لَيَطِيب بِڪثّرةِ آلُصلَآةِ علَى آلُحَبِيبِ المُصطّفَىٰ ﷺ

فااكثرو من الصلاه على الحبيب المصطفى سيدنا محمدﷺ

#انتهى

مراجعة منة أحمد


1



التاسع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close