رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثامن عشر 18 بقلم بسملة محمد
"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة الثامنة عشر_نظراتٍ شامتةٍ"
+
"_____"
+
أغلق معه، خرج من غرفتهُ مُقبل على أخبارهُ، أخذ نفس عميقٍ يُخرجهُ على مراحل، توسلهُ بجملتهُ_:
_بالله عليك أسمعني، "ساجية"مش زي ما أنت فاكر..
+
قطعهُ بطريقة حادة للغاية_:
"طول ما أنت بتجيب في سيرة بنات الناس مش هسمعك، وهي محترمة، عمري ما شوفتها إلا وكانت في حالها، معرفش أيه مشكلتك ومش عايز أعرف بس ملكش دعوة بيها نهائي".
1
_أنت بتحبها؟
كان هذا سؤالهُ، ضحك يرد عليه مُستهزاءً"يا أخي تخيل، ومِن زمان، مِن أول ما جت المنطقة، من أول ما قابلتها عند خالتي"إسراء".
1
أخيه للأسف قلبهُ أختار الشخص الخاطيء، أبتلع لُعابهُ، يحك أنفهُ بسبابتهُ، أردف"ماشي، تصبح على خير".
قال جملتهُ بحزنٍ حقيقي هو شعر به في نبرتهُ، لماذا قال عنها هكذا؟، لماذا يُحاول جعلهُ يكرها وهو لَم يرى منها إلا كُل خيرٍ!
4
"_______"
+
_"تيم"ممكن أقولك حاجة؟
+
تساءلت بِلُطف كعادتها، ليزمجر هو بـ"لاء متقوليش، لأنه هيطلع طلب وأنتِ طلباتك بتبقي قاصدة بيها تموتيني".
+
ضحكت بِرقة متحدثة بـنبرة هادئة"لاء ده مش طلب، ده شُكر، شكرًا يعني أنك أستحملتني أنهاردة، وآسفة لو كنت خوفتك".
+
عَدل مِن ياقة تيشرته الوهمية!، ليقول متصنع نبرة خشنة"إحنا الرجالة مش بنخاف من حاجة"رسمت ملامح ساخرة على وجهها مردفة"ده أنت كنت بتصوت صويت ولا أجدعها ست بتولد".
7
"أنتِ يابت إيه!، عمرك ما كملتي جُملة غير وانتِ رامية دبش!!، ياشيخة مش كفاية كنتِ هتموتينا!
أستنكر بحدة، وكالعـادة كانت ستصرُخ عليه، لكنها توقفت فجأة، لتتحدث بِـلين وهي تبتسم_:
_لاء خلاص خلاص مش هنتخانق وأحنا هنا كمان، بجد شكـرًا وأقبل آسفي بقا.
+
أبتسم هو الآخر ليتحدث بـِأَنَاة_:
_العفو يـا"دانية"وبعدين دي عربيتك يعني فمـش محتاجة.
+
دبدت بقدميها بحماس، مُتساءلة بسعادة"يعني هتخليني أسوقها دايمًا ها يـا ..."لَم تُكمل جُملتها بسبب إستهجانـه الحاد"ده على جُثتي".
+
هزت رأسها بقلة حيلة، وهيَّ تُتمتم بنبرة مُنخفضة رقيقة مُضحكة"لاء ما لو على جُثتك هتبقا بسببي بردو، خلاص بقا نطلع بقا؟، اليوم كان مُتعب".
+
حمحم بخشونة وهو يهتف"طيب نطلع بقا، سلام".
+
أستدارت للمُغادرة ليـردف هو مرة أخرى بـبسمة تُزين شفتيه وصدق"على فكرة تسلم إللي رباكي أنتِ وأختك".
+
إلتفتت له، مُتساءلة بأستغراب"ده ليه بقا"؟
+
"عشان مُعظم الاغنيا زي ما بيقولوا عايشين حياتهم وآخر هيصة، وأنا اول ما عرفت إن انا هبقا سواق عند بنت أبوها من الأغنياء، يبقا أكيد هتبقا طايشة ومغرورة ولبسها لبس الناس إللي بنشوفهم في التلفزيون دول، بس أتصدمت من حجابك وأحترامك، فبجد تسلم إللي رباكي".
2
نظرت له بتفهم لتقترب منه، متشدقة بهدوء"مش معنى إن ربنا موسعها علينا أننا نغضبه مننا صح؟، أنا بابا وماما ربوني زي ما أي أب وأم مُحترمين عارفين أوامر ربنا، فمـيفرقش بقا أغنيا ولا فُقرا طلامة مُسلمين ومـؤمنين بالقرآن الكريم، أينعم أنا نص صُحابي زي ما أنت كنت فاكر لكن أنا وعيلتي بنختلف ولا ايه يـاحَضرِت"!؟
3
زادت بسمته أكثر، حديثها دائمًا جميل، مُتفهمة وحنـونة وعاقلة، ما يُميزها حقًا هو حديثها المُتفهم دائمـًا وطيبة قلبها، ليُردد جُملته من جديد"مش بقولك تسلم إللي رباكي"!
+
_دانية ! بقالك ساعة واقفة بتعملي ايه؟
كان صوت أخيها مِن خلفها، ليتحدث لها تيم بضحك"أهو جالك بقا إللي مترباش خالص، ابوكي وأمك وهما بيربوكي أنتِ وأختك ده وقع منهم".
7
_متقولش عليه كدا هضايق بجد.
قالتها بنبرة متذمرة مغتاظة، ضحك بنبرة عالية ليُثير غيظ الآخر، متحدث وهو يسير مُبتعد عنها"أنا طالع بقا الأوضة بالله ما ناقصة "عمار"خالص".
+
بالفعل رَحل مِن امامها وأقترب منها أخيها يستفسر بطريقة ساخطة"البيه والهانم كانوا فين كل دا؟"
+
_بتهوى شوية بالعربية.
+
هتفت بها بإختصار، ليسأله ساخرًا، يرجع شعرهُ للخلف"ومخرجتيش معانا ليه؟، ولا هو الهزار والتهوية مع السواق دا وأحنا لينا الوش الخشب؟"
2
"أولًا اسمه"تيم"، ثانيًا مش كدا بس أنا فعلًا برتاح في الكلام معاه على عكس صحابنا مفيهاش حاجة".
+
جملتها كانت شبه متحدية، وهو لاحظ نبرتها، أنفعل عليها متحدث بإستهجان"بترتاحي معاه!، حلو نعرف بابا الكلام ده ويشوف هيقول أيه".
3
زفرت بإنفعال، متحدثة بتصحيحٍ لهُ بنبرة حادة"برتاح في الكلام معاه، وعرف بابا لأني مش بعمل حاجة غلط وكلكم عارفين أنه سواق وطبيعي نبقا مع بعض وبنتكلم، انما حسن بقا إللي كلكم عايزني أتجوزه ده مين!، سايبني أمشي واتكلم معاه بمناسبة إيه!، ولا هو عشان أغنى مِن تيم شوية؟"
4
سالتهُ بطريقة ماكرة في النهاية، دافع عن حالهُ بجملتهُ"حسن صاحب عمرنا، طول عمره معانا هو و"محمد"جوز أختك يعني دول مش غُربا".
1
_تؤتؤ حسن بالنسبة ليا غريب، تصبح على خير.
صححت جملتهُ بمنتهى البرود، مع بسمة متهكمة تُحيط بثغرها، راحلة من أمامهُ.
3
"______"
+
في تمام الساعة السابعة صباحًا صدحت نغمة هاتفها تُعلنها عن بدأ يوم جديد شاق، مُتعب، مُهلك، لَم تُبالي تلك المرة وأغلقت الهاتف بكاملهُ، أكملت نومها لكن لَم يَدُم طويلًا بسبب تعالي صوت والدتها الحاد مع أحد ما، انتفضت من فراشها بفزع، تهرول صوب بابها تفتحهُ وتخرج لوالدتها، آه الأمر يتعقد يومًا بعد يومًا والدتها تتشاجر مع"ليل"، أستمعت إلى حديث والدتها"بت أنتِ أبعدي عن بنتي خالص، مش ناقصة بقا تجيبي لينا مشاكل مع جوزك".
4
أقتربت منهم تستفهم بنبرة غير مدركة_:
_هو في إيه؟
+
"مامتك مش فاهمة مالها طلعت عشان أسأل عليكِ راحت بتزعقلي"قالتها بنبرة منفعلة للغاية، لتجد الأخرى تصيح بها_:
_وأنتِ من أمتى بتطلعي لينا!
+
هزت رأسها بيأس، سحبت يد الأخرى تردف لوالدتها"ماما بالله عليكِ ليل ملهاش أي علاقة بجوزها خليها في حالها".
+
_وأنتِ من إمتى بتكلمي جيران ولا بتصاحبي!
سألتها بحنق شديد، تُكاد تنفجر من أبنتها وأفعالها الغريبة، أجابتها بهدوء"نصيب".
+
في ثوانٍ أخذتها ودلفت غرفتها متحدثة لوالدتها"عن أذنك ياماما".
+
_حقك عليا، ماما بتخاف عليا أوي بس.
قالتها بنبرة معتذرة محرجة، حركت رأسها بتفهم تسألها"أنتِ حكيتِ ليها على أمبارح؟"
+
هزت رأسها سريعًا نافية، متحدثة بعيون متوسعة بخوفٍ"لاء طبعًا أنتِ قولتِ ليها حاجة؟"
+
تنفست بإرتياح متحدثة"لاء الحمدلله، "ساجية"أنا آسف أوي على إللي قاله حاتم امبارح"
+
_أنتِ مالك أصلًا!، ده واحد مريض وأنتِ ملكيش ذنب بس مستحيل أدخل شقتك تاني ده أنا كنت مرعوبة، المهم فكك من كل دا، أنا عبد الرحمن المُحامي أتقدملي وهقابله يوم الجمعة.
+
أخبارتها ببسمة ساخرة، تهللت ملامح الأخرى فورًا، متحدثة بنبرة سعيدة"الله الله، عبد الرحمن طيب أوي ويستحقك، وبعدين أدب وأخلاق اللهم بارك عليه، كان قصي بيقعد يحكيلي عنه وقد أيه كان شايل مسؤوليتهم ومسؤولية أخوه"يوسف"ومش بيتكلم، وكان هو أشطر واحد فيهم وكان بيشجع قصي علطول على حفظ أجزاء من القرآن، كان بيحكيلي كتير أوي عنه، كان بيقولي كمان أنه علطول بيضحك رغم أنه يتيم الأم والاب، انا كمان مشوفتش منه غير كل خير، هو السبب إن بابا يوافق أول مرة على خطوبة قصي ليا، راح خلى "قصي"يكلم عمامي وكلهم راحوا لـِبابا عشان يوافق، بحترمه جدًا هو ودكتور "تيم"عشان كان "قصي"بيحبهم أوي، كانوا علطول بيتجمعوا، أنتِ ممكن تبقي شوفتي "قصي"معاهم هما كانوا ثلاثي متفرقوش أصلًا غير من سنة ونص لما سافر".
9
_أنا فعلًا كنت بشوفهم هما التلاتة في شقة طنط "اسراء"بس مكنتش عارفة إن ده"قصي"ابن خالتك.
أجابتها بتأكيد، عقبها جملتها المرددة ببساطة_:
+
_شكل عبد الرحمن ده كويس أوي وميترفضش؛ بس أنا هرفض.
مع بسمتها الصغيرة الساخرة، تلاشت بسمة الأخرى مجعدة ملامحها تستفسر بدهشة"ترفضي مين!، ترفضي "عبد الرحمن"!، أنتِ مجنونة ولا إيه!، ده في مواصفات أي بنت تتمناها".
1
هزت ذراعيها مع ضحكة خفيفة حزينة"أي بنت غيري بقا، أنا هوافق أقعد معاه عشان ماما حكمت عليا مش أكتر لكن أنا مش بفكر في الجواز".
+
رمشت بعيونها لمرات عديدة تسألها بإستنكار"يعني إيه مش بتفكري في الجواز؟، بتهزري، طب حتى أقعدي معاه بعدين قرري، أنا واثقة أنك مش هترفضي".
+
_القرار مُنتهي ياليل.
قالتها بطريقة حازمة، زفرت بيأس متحدثة بنبرة لينة"بصي أنا مش هجبرك ولا أقولك وافقي وبتاع يمكن أنتِ معجبة بحد غيره، بس إللي هقوله ليكِ أقعدي معاه وبعدها استخيري ربنا؛ لو حسيتِ براحة وافقي".
+
مسحت على وجهها بعنف تردف لها بنبرة خافتة"مش معجبة بحد واللهِ، بس حاضر".
+
ثرثرت معها لنصف ساعة حتى رحلت مِن منزلها، خرجت والدتها من غرفتها تستفسر منها باستغراب"من أمتى وأنتِ بتصاحبي حد يعني وبالأخص الجيران؟"
+
_هي إللي صاحبتنِي؛ لما نزلت حوشت عنها طلعت ليا تاني يوم، هي طيبة أوي وكويسة ومتجوزة حاتم ده غصب عنها.
قالت لها المُقرر بطريقة مختصرة شديدة مع هدوءها في الحديث، أقتربت منها والدتها متحدثة بنبرة حانية، مع تَحسسها لِـوجنتيها"أنا بخاف عليكِ يا"ساجية"واللهِ، مش قصدي أبعدك عن العالم إللي برا ولا قصدي ما أخلكيش تصاحبي، أنا أمك وخايفة عليكِ، وضغطي عليكِ عشان تقعدي مع"عبد الرحمن"لأني واثقة أنه هيعيشك عيشة كويسة".
+
رسمت بسمة مصطنعة مهتزة متحدثة بجُمود"ماشي ياماما، بعد أذنك لو"ليل"جت تاني متعمليش معاها كدا، أنا بحبها ولأول مرة استريح في الكلام مع حد".
+
_حاضر بس ملكيش كلام نهائي مع جوزها، هاتي بوسة بقا.
قالتها بـبسمة واسعة للغاية تُزين وجهها السمين بعض الشيء، أخذت وجهها بين يديها تُقبلهُ بحنان أموي، مع جملتها"حقك عليا عشان ضربتك امبارح أنتِ كمان قليتِ أدبك عليا أوي بس مش مهم".
+
أبتسمت مع دمعاتها التي أخفتها سريعًا، سألتها الأخرى بـ_:
_أنتِ مروحتيش الشغل ليه انهاردة؟
+
"عشان مرهقة شوية، ممكن بكرة أروح نص يوم و استأذن بقا بقيت اليوم".
+
_ماشي ياحبيبتي، كملي نومك وأنا هروح أبلغ أم تيم بالموافقة.
+
نطقت بها بتحمس شديد، هزت رأسها بـالموافقة تدلف إلى غُرفتها مرة أخرى.
+
"_____"
+
الساعة الاثنين بعد الظُهر، كالعادة يجلس في منزل صديقه"فارق"يرتشف ذاك السُم بطريقة مفرطة؛ لكن الغريب إنه أعتادهُ وأصبح كَروتين يومي بالنسبة لهُ، لا يفعل أي شيء، لا يُغيب وعيهُ، حتى أصبح لا يشعر بتلك النشوى التي شعر بها في أول شهرٍ، فقط يشربهُ تعود؛ لأنه أدمنهُ، حتى السعادة المؤقتة التي كان يشعر بها تلاشت مع مرور الأيام، لكنهُ لا يستطيع التوقف عنهُ، أصبح سُم في دمهُ، وكُلما يُريد الشعور بالسعادة كالسابق يشرب بكميات مهولة وهذا يُكلفهُ أموال طائلة
3
أستمع سيف إلى رنين هاتفه، ليجد المُتصل صديقه في الدراسة منذ الإعدادية، أجاب بمضض ومزال السيجار على طرف شفاه"أيوة يا"محمد"
+
_ياسطا بقالك كتير مش بتيجي وانهاردة في مراجعة كاملة على إللي فات، تعالى الحقلك كام حاجة، أنت هتضيع كدا
1
_هشوف، هشوف.
نطق بها بعدم إكتراث، صمم صديقه عليه بإنفعال"لاء مش هتشوف تعالى يلا، أقسم بالله هجيلك".
+
أعتدل في جلسته بخوف، متحدث سريعًا"لاء أوعى تيجي، أقصد يعني إني مش في البيت عشان كدا متجيش، هظبط الأمور وأجي"عدل جملته بتوتر واضح للغاية.
+
لاحظ نبرته المتوترة المُرتعشة، ليتنهد بقلة حيلة، صديقه تبدل حاله للغاية، توسله بحديثه"بالله عليك تعالى أحضر المراجعة الإمتحانات خلاص وأحنا عايزين كل درجة، وتعالى أحضر الدروس زي الأول بدل ما تضيع".
+
أغمض عيونه بإجهاد، ليخرج صوته تلك المرة خافت مُستسلم"حاضر".
+
نهض"سيف"من جلسته بعد دقائق وهو يطفئ سيجارته سريعًا بعدما أنتهت بالأساس، مُردف بنبرة عالية لـ صديقه"فاروق"_:
_أنا هروح الدرس، أنهاردة مراجعة مهمة أوي وأنا فاتني كتير.
+
أستنكر جملته، ليسأل بطريقة أشبه للسخرية"هتروح وأنت مسطول كدا!، هتفهم حاجة"!
1
حك مقدمة رأسه بضيق، ليزفر طويلًا وكأنه يخرج كل ما به"بقالي كتير مش بروح دروس ونسيت كل حاجة، وبابا و"ليل"فاكرين الفلوس إللي باخدها دي بروح بيها دروس، وأنت ماشاء الله بتاخدهم مني كلهم"سخر بالنهاية، ليردف الآخر بطريقة هادئة"لو زعلان عشان باخد منك التمن حقك عليا بس أنا كمان ببقا محتاج الفلوس، على العموم مش هاخد منك غير كل فين وفين".
+
_يا أجدع صاحب.
ضحك هاتف بجملتهُ المُتهكمة، ليلكمهُ بذراعه متحدث بمرح"أقعد ياعم نلعب بلايستيشن وبعدين نبقا نشوف حكاية الدروس دي".
+
جاء ليعترض، ليجد "فاروق"يردف بتصميم"واللهِ هنلعب، أقعد بقا وهلفلك كام سجارة حلوين".
3
أرتسمت على وجهُ معالم الحيرة، ضميرهُ ينهش فيه، عندما يأخذ الأموال مِن شقيقته وأبيه يشعر بتأنيب الضمير، لكن ما أن يضع تلك السيجارة في فمه ويشعر أنه لا يريد الاستغناء عنها، لأكثر من مرة حاول لكنه يفشل، عندما يتعلق الأمر بمـزاجهُ وعلمهُ يفضل مزاجه على كل شيء، حتى على ثقة أهله به الذي بعثرها في الأرضية داهس عليها، داهس على مبادئهُ، داهس على علمهُ، على دينـهُ، لكن كل هذا الـتأنيب أختفى في ثوانٍ بعدما وجد باقي أصدقاءهُ_الجداد_دلفوا منزل فاروق، ثلاث شباب أخرين، تحدث بضحك"الشلة جت، لاء شغلنا دور بلايستيشن بقا نشوف بيقول إيه".
8
_أيوة يا"سيف"دلعنا كدا.
نطق بها صديق لهم بمرح، جلسوا سويًا يتشاركهُ ذلك السُم بإستمتاع شديد، يُنسيهم كُل همومهم بالحياة، ليذهبوا إلي عالمهم الخاص، لفت نظرهُ "فارق"وصديقه الآخر!، يستنشقوا ذلك المسحوق الأبيض بنشوة غريبة!، شعر بجسدهُ المُرتعش، بدأت تظهر أمامهُ مُقتطفات في مسيرتهُ التعليمية مع أصدقاءهُ، أصدقاء متفوقين للغاية غير هؤلاء، شهادات تكريم لهُ، يحصل على مراكز كل عامٍ دراسي، صورتهُ المُوضوعة على كتاب الهندسة مع مُعلمهُ، يمسك بدرع تكريم منهُ لحصولهُ على الدرجة النهائية في اختبارات مادة الرياضيات للعام الدراسي الثاني الثانوي!!، يدون أسفلها المُهندس سيف!!، ماذا حدث ياسيف!!، ثوانٍ وتبخر السؤال مع صدح صوت الأغاني بصوتٍ عالٍ للغاية، لكن كان يُراودهُ سؤال آخر لا يذهب عن ذهنهُ، مِن أين يأتي"فاروق"بكل تلك المُخدرات وكُل يوم!!، الكميات كثيرة للغاية!!
7
أنتبه لصديق لهُ يدفعهُ بـمراوغة في ذراعهُ، يشير بعيونهُ على الصحن"جَرب، سيبك من السُجارة دي، دي مش بتعمل حاجة، ده هو المُتعة".
1
توترت نظراتهُ، متحدث برفض لكنهُ متلجلج"لاء مش عايز، انا مُكتفي كدا"
+
_سيبه ياعم"سيف"الصنف تقيل عليه، خايف لا يموت ولا حاجة، أصله صحته بردو مش زينا.
غمزهُ في نهاية الحديث، يتحدث بسخرية شديدة عليه، انفعل الآخر متحدث"لاء يابا مش بخاف بس كل الحكاية إني..."
4
قطعهُ الآخر بضحكاتهُ المتهكمة"إنه تقيل عليك، ياسطا قول عادي دي بتبقا قُدرات".
+
رمى بجملتهُ، لتلحقهُ جملة صديق آخر خبيثة"ياعم ولا يمكن خايف أهله يعرفوا، أحسن سيف ده جبان موت، لدرجة إنه بيخاف من أخواته البنات".
1
تملك منهُ الغضب، ليسحب منهُ الصحن متحدث بتحدٍ"أنا مش أقل من حد، ومش بخاف من حد".
1
صدحت صيحات الحماس منهم، يُشجعهُ على قولهُ!، مد"فاروق"يدهُ يعطيه كارت صغير متحدث بنبرة مُتلاعبة"خُد واستمتع".
5
أخذهُ من يدهُ، يفعل بالكارت ما كان يرى الآخر يفعلهُ، تدنى برأسهُ على الصحن يستنشق منهُ لأول مرة بحياتهُ ولن تَكُن الأخيرة، مَر خمس دقائق حتى بدأ يشعر بالإنتعاش، وصل إلى الشعور بالراحة النفسية والسعادة مِن أول مرة!، خطيرة هذه البُودرة، مَر أكثر مِن رُبع ساعة وتعالت ضحكاتهُ، حديثهُ زاد ثقة، رجفة خفيفة لاحقت بيدهُ، لكنهُ مستمتع، يشعر إنه أنشط شخصٌ في الوجود، تناسى كل شيء حزين مر بهُ، إحساس رائع لكنهُ لا يَدُوم !
4
بجانبهُ يجلس"فاروق"يرمي عليه بنظراتٍ شامتةٍ، سيف صديقهُ منذ الأبتدائية، دائمًا يتفوق عليه بجدارة، المُعلمين يمدحوا بهُ بلا توقف، بدأوا مرحلتهم الإعدادية ومازال سيف يتفوق على الجميع ومع تفوقهُ رفع أنفهُ بشموخٍ، مُتكبر عليهُ، لا يراه إلا فاشل ضائع، توقف عن التحدث معهُ، رأى نفسهُ كثير عليه؟!، صعد سيف إلى الثانوية والآخر أعاد السنة الثالثة لهُ، بدأت والدتهُ تُقارنهُ بـ"سيف"صديقهُ منذ الطفولة وابن جارتهم بالبناية المُجاورة، أزداد الكُره تجاههُ مع حديث والدتهُ حتى توفت.
7
التحق بعدها بالثانوي الفني، مع سفر والدهُ المُستمر تعرف على شلتهُ تلك، بدأوا أول عُقب سِيجار مع بعضهم، شلة ضائعة فاشلة بحق، بدأوا طريق الإدمان مِن أول الدرج واحدة واحدة، شاعت الأقاويل عليهم، في الصباح يجتمعوا بمنزل"فاروق"وبالمساء يجتمعوا بأحد الحَـارات وبدون خجل السيجار تَكُن في فمهم.
+
"فاروق"هو الوحيد الذي يشتري لهم تلك السموم، يشتري مِن"حاتم"زوج شقيقة"سيف"، كان الأتفاق بينهم بعد وقتٍ أن يسحب قدم"سيف"لطريقهم ويأخذ كل هذا بلا ثمن، وهو أستغل الفرصة، يكره سيف وخصوصًا عدم تحدثهُ معهُ في الفترة الأخيرة، كلما يراه يرفع رأسه في السماء بشموخٍ، يلقي عليه بنظراتٍ مستحقرة، يعاملهُ كحشرة سامة، الآن أصبح منهم، سحب قدميه معهم، يأخذ منهُ أموال ويدمرهُ أنتقامًا منهُ!
1
وزوج شقيقتهُ لا يسترخص بهُ شيء يتذكر جُملتهُ لهُ المغلولة منذ أن تجرأ عليه"سيف"وألقى عليه كوب الشاي الساخن"مش عايزك تخلي حاجة إلا ويدمنها، عشان مش حتة عيل إللي يجي ويتخانق معايا قدام المنطقة، عايزه يجي ليا ينزل تحت رجلي عشان أديله حاجة وساعتها هكسره هو وأخته".
3
ينظر لهُ بفرحة عارمة، نظراتٌ شامتةٌ مع بسمة خبيثة، نهض من جوارهُ يمسك بهاتفهُ يلتقط لهُ بعض الصور، جَمع لهُ تشكيلة صور لفضحهُ ستنال إعجاب الجمهور للغاية، وبالأخص"حاتم"سيضاعف أجرهُ ومُخدراتهُ!
8
"______"
+
_دانية هو مش أحنا المفروض لينا يومين!، الله يخربيتك دافع أنا كل الفلوس دي عشان أسيبهم وأمشي.
صاح بها بغيظٍ شديد، يقود السيارة بحنقٍ منها، قلبت نظراتها بملل متحدثة_:
_هدفعلك حق اليومين متقعدش تعمل حركاتك دي بقا!
+
"طب مش أنتِ كدا غدرتِ بصحابك؟، سبتيهم ومشيتِ وهما أصلًا جاين بعربيتك"؟
سألها بإستفهام، لتضحك بشماتة متحدثة"آه أحسن، أنا أتخانقت معاهم الصبح وبالليل أتخانقت مع"عمار"فأحسن يتعلموا بقا".
+
"يجامدة، أيوة كدا أديلهم فوق دماغهم"هتف بها بفخرٍ شديد مع بسمتهُ الحماسية.
1
_تموت في المصايب أنت بجد يا"تيم".
+
قالتها بطريقة ضاحكة، ليؤيدها بجملتهُ"وكمان بوقع الدنيا في بعضها".
+
بعد وقتٍ أوقف السيارة أمام منزلها متحدث ببسمة"أتفضلي يا هانم".
+
هبطت من السيارة، تتحدث بشُكر"شكرًا يا"تيم"تتردلك في الأفراح يغالي".
+
_أمشي يا"دانية"عشان بقيتي بيئة أوي.
+
قالها بطريقة غير راضية، لتسير للداخل وضحكاتها العالية تتعالى، فتحت لها خادمة فلبينية، ومِن ثم أنطلقت تجاه غُرفتها تاركة حقيبة سفرها على باب منزلهم، صعدت غرفتها ثم دلفتها، متحدثة ببسمة سعيدة "I miss you"
+
دلفت المرحاض تأخذ حمامها الدافئ ومِن ثم بعد وقتٍ طويلٍ خرجت منهُ تتهادى في خطواتها، تُلف شعرها بـمنشفة صغيرة، ترتدي الـبشكير الخاص بها، بدلت ثيابها سريعًا ومِن ثم غادرت غرفتها تهبط للأسفل بعدما أخبرتها خادمة فلبينية إن والدها بنتظرها بالأسفل، هبطت سريعًا تركض تحتضنهُ مِن ظهرهُ وهو جالس على الأريكة، متحدثة بدلالٍ حقيقي_:
_حبيب قلب وعين "دانية"من جوا.
+
_أقعدي يا"دانية".
طريقتهُ جادة لا تُحبها، توترت معالم وجهها، لتجلس بجانبهُ واضعة ذراعها تُحيط بذراعهُ بمرحٍ"قولي بقا أنا وحشتك قد إيه، أنت وحشتني قد البحر، دودو بقا إيه؟"
+
هز رأسه بطريقة غير راضية متحدث من بين أسنانه بحدة طفيفة"للأسف مش هقولك لأنك مزعلاني جامد منك".
+
توسعت عيونها بإندهاش، تسألهُ بعدم معرفة"ليه أنا عملت إيه؟"
+
_كلمتي "عمار"بطريقة وحشة امبارح هو وأصحابك، لاء وكمان يصحوا الصبح يتصدموا لما يلاقوكي مشيتي وهما جاين بعربيتك أصلًا.
عاتبها بجملتهُ، كانت جملة معاتبة أكثر مِن حادة؛ لكن غلاف رقيقٍ بدأ يلمع على عيونها، تحدثت بدفاعٍ_:
1
_هما إللي بيضايقوني دايمًا.
+
زفر بإختناق، لا يُطيق يرى دمعة واحدة تسقط من عيونها، أمتد كفهُ يُزيل دموعها سريعًا قبل هبوطها، مذكرها بجملتهُ"دانية هانم متعيطش"
1
_دموعك دي أنا مش معلمك أنها متنزلش نهائي قدام حد؟، أنتِ مش ضعيفة عشان تعيطي.
7
حمحمت تسترجع نبرة صوتها الطبيعي، أردفت بنبرة هادئة"أيوة يا"بابا"أنا آسفة، بس أنت مش حد، أنا بهرب من الدنيا كلها وأجي أترمي في حضنك أنت أعيط، أنا مش ضعيفة بس أنا مش عايزة تزعل مني".
+
ربط على ظهرها بحنان مع بسمتهُ"مش زعلان، أحكيلي حصل أيه؟"
+
_هما بيقعدوا يضايقوني أوي وأنا بسكت، ونانسي بتقولي كلام رخم، تيم رد عليها وهزقها ومن ساعتها وهما حاطينوا في دماغهم وكل شوية بيتكلموا عليه بطريقة وحشة، أنا مقدرتش أسكت وروحت زعقت فيهم، أنت وماما علمتوني لما أشوف حد بيتكلم على حد مش موجود أدافع عنهُ صح؟
+
سألتهُ بنبرة مستعطفة للغاية، بنظراتها تعلم إن عيونها نقطة ضعفهُ، صحح جملتها بُقولهُ الجاد_:
_بس مش تقِلي أدبك على أخوكي عشان خاطره!، وبعدين إيه حوار إنك تقارني "تيم"بـ"حسن"!، تيم مجرد سواق يا"دانية"لا أكتر ولا أقل، وأوعي تفكري لو لثانية واحدة بس فيه، أنا آه بحبه وجبته ليكِ سواق لكن ده مش معناه تديلوا حجم أكبر من حجمه.
17
حذرها بطريقة محتدة، أبتلعت لُعابها بخوفٍ، أستفسر من جديد بنفس نبرتهُ"وأيه حوار خروجاتك أنتِ وهو دي؟؟، بقولك أهو يا حبيبتي بمنتهى الهدوء لو كلامك مع"تيم"خد مُنعطف تاني غير سواق وهانم هيبقا ليا رد فعل ميعجبكيش خالص، أنا سايب ليكِ الحُرية وواثق فيكِ ثقة عمياء وعشان كدا جبتلك تيم؛ لأني متأكد أنك مستحيل تعملي حاجة غلط، واثق في تربيتي ليكِ، وهو كمان ولد كويس بس مش من مستوانا".
+
هزت رأسها بطريقة حزينة، طيف حزين أحتل نظراتها، لا تعلم سببهُ، تيم بالنسبة لها هكذا فعلًا، لكنها حزينة، أخذت نفسًا عميق تُخرجهُ على مراحل متحدثة بإيماء بسيط"حاضر يابابا".
+
_يلا هاتي بوسة عشان حبيبة قلب بابا وحشتني أوي.
تغيرت نبرتهُ مائة وثمانين درجة، رسم بسمة ممازحة على وجهُ، يغمزها في نهاية حديثهُ، أقتربت منهُ ببسمة مُضطربة تُقبلهُ، ومِن ثم أردفت معتذرة"هطلع أعمل حاجة فوق".
+
_ماشي يا حبيبة قلبي.
+
قالها سامح لها بالذهاب من أمامهُ، صعدت غرفتها ركضًا، أغلقت بابها خلفها وحديث والدها يصدح برأسها، زفرت باختناق تُم أمسكت بهاتفها تتصفح صورها، أو بمعنى أدق صورها مع تيم في الساحل، وقعت انظارها تلقائي على عيونها، عيونها تُحدق بـ"تيم"!!، تُشبه النظرات الهائمة!!!، ضحكتها مِن الٱذن للٱذن، لا يُمكن أن تَكُن تعلقت بهُ!!، كارثة تُقسم ستحل فوق رأسها مِن الجميع إذا فكرت به فقط إذن كيف إذا ٱعجبت بهُ!!!؟
10
"______"
+
جاء يوم الجُمعة سريعًا بالنسبة للبعض والبعض الآخر ثقيل للغاية، تسأل "عبد الرحمن"بمرح لـ"تيم"الواقف أمامهُ_:
_قولي يا"تيم"لو كنت بنت كدا وأسمك "تيمة"وأنا كنت أتقدمتلك كنت هتوافق، طبعًا هتوافق وأنت تطول واحد بجمالي يبصلك يامعفن، على فكرة كنت هتبقا بنت معفنة جدًا يع"قالها بطريقة مقروفة مصطنعة بالنهاية، صدحت ضحكات الآخر متشدق بسخرية_:
10
_واللهِ ما كنت بصتلك يامعفن.
2
رمى عليه بنظرات مستحقرة، ليستدير ينظر للمرأة يُعدل من ياقة قميصهُ الكُحلي بغرورٍ مصطنع، أردف بنبرة واثقة"ده أنا قمر يا بابا، ده أنا أبيض وعيوني بني ".
+
_طب ما أنا أسمر وعيوني عسلي أيوة عايز أيه بقا!
سألهُ مستنكر بطريقة همجية للغاية.
2
سخر منهُ بكلماتهُ"أسمر وعيونك عسلي إيه دا!"
+
_خلصت يا"عبد الرحمن"؟
+
_آه يا خالتي ثواني وخارجين.
قالها مُلقي نظرة أخيرة على نفسه بالمرآة بثقة، تُعجبهُ ملابسهُ الجديدة، بدايةً مِن قميصهُ الكُحلي البارز مِنهُ عضلات ذراعهُ، بنطالهُ أسود اللون، يُحط بخصرهُ حِزام جلدي أسود أيضًا، ينهي طقمهُ بـحذاء أسود، رائحة برفيومهُ تُعبء غرفة"تيم"، ظل يرمق نفسه بالمرأة بإعجاب وكأنهُ تناسى أمر موعدهُ!، وجد تيم يسحبه من ذراعه متحدث_:
_ياسيدي قمر خَلص بقا بعضلاتك إللي ظاهرها لينا دي، محسسني أنك رايح تعملها إغراء
8
تعالت ضحكاتهُ مُغادر غرفتهُ معهُ، خرجت"شهد"مِن غُرفتها تلقي عليه نظرة سريعة متحدثة بمرحٍ لكنه ثقيل للغاية_:
+
_راجع نفسك يا"عبد الرحمن"أنا خايفة بعد أما تخطبها تروح ضحكتك دي خالص وتتعظي منها.
7
_شهد أنتِ بتقولي إيه!
سألها"تيم" مستهجن بإنفعالٍ، شعرت بحماقة حديثها، لتردف بتبرير"مكنتش أقصد كنت بهزر".
+
_ياريت أما ندخل عندهم ما أسمعش صوتك الحلو ده خالص، عشان مش بحب حركات التنمر بتاعتك.
حذرها بنظرات مشتعلة، جاءت لتُدافع عن حالها من جديد لكن سبقها"يوسف"بدفاعهُ عنها_:
1
_مش تنمر دي حقيقة.
10
رفع"عبد الرحمن"حاجبهُ الايمن بسخرية يسألهُ"دلوقتي نطقت!، قاعد بقالك ساعة زي الصنم جيت وأتكلمت دلوقتي؟؟"
+
_بقول الحقيقة.
قالها مشيح بنظراتهُ بضيق، بينما أبتسمت الأخرى لهُ مثل البلهاء، خرج والد ووالدة "تيم"من غرفتهم بكامل أناقتهم، أقترب عبد الرحمن منهم مُقبل مقدمة رأس والد"تيم"مردف بنبرة شاكرة ممتنة_:
_شكرًا ليكِ أنت وخالتي"إسراء"بتعاملوني كأني ابنكم من زمان أوي وعمركم ما حسستوني إني يتيم.
+
ضربتهُ الأخرى على ذراعه بغيظ مردفة بنبرة محتقنة"عب عليك تقول على نفسك كدا وأحنا كلنا معاك، أمشي ياواد تعبتني دا أنا هروح أقول لساجية هتتجوزي عيل واللهِ".
+
_لاء مش من أول مقابلة يا"خالتي"بالله عليكِ.
3
توسلها بنظراتهُ بطريقة مرحة، لتدفعه للأمام متحدثة بضحكة رنانة"خلاص أمشي طب وأنت ساكت، دا أنت أغلى من تيم واللهِ".
1
_يمكن دا مش مكاني أو الزمن ده مش زماني.
نطق بها"تيم"بتأثر شديد، متقن نبرتهُ الحزينة، يكور يديه يضعهم فوق جبهتهُ بتأثر شديد، ضحك الجميع عادا"يوسف"الجميع لاحظ إنه مُغتم، لا يتحدث إلا قليل للغاية، أخيه يعلم السبب، قطع حديث معهُ منذ تحدثهُ عن ساجية بالباطل.
11
الجميع جاهز، عبد الرحمن الابتسامة لا تفارق وجهُ، تظهر سعادتهُ على ملامحهُ، تيم يشاركهُ السعادة، الجميع سعيد، خرجوا مِن المنزل، ليسيروا خطوتان بالعدد ومِن ثم يدقوا على الباب المقابل لبابهم، فتحت بعد ثوانٍ معدودة والدتها، مبتسمة لهم، رحبت بهم بحرارة تُشير لهم بالدلوف، دلف بالأول عائلة تيم ومِن ثم خلفهم عبد الرحمن، مُلقي السلام بصوتٍ عالٍ على والدتها مع بسمتهُ، بالأخير دلف يوسف بتعابير وجهُ المتجهمة، يلقي نظرة على المنزل بسخطٍ، يقسم إنهُ سيخرب الزواجة ولن تتم إطلاقًا!
+
بعد كثير مِن التحيات، تحدث والد"تيم"بصوتٍ مبتهج لكنهُ مَرِح كعادتهُ"ندخل في الجد بقا، إحنا جاين انهاردة عشان بنتك القمر نطلب أيدها لابننا القمر بردو، عشان في المستقبل يجبولنا قمرات صغيرين يملوا علينا الدنيا، يشرفنا إن القمر بتاعنا يوافق".
16
_الشرف لينا طبعًا.
كانت أكثر من سعيدة بالحديث، ابنتها أصبحت عروس، زينة الشباب يتقدم لخطبتها، خرجت بعد وقتٍ "ساجية"تُحمل الصانية الموضوع عليها الـعصائر، يديها ترتجف، تشعر بالفزع مِن كل شيء، أقتربت منهم تضع الصانية على الطاولة أمامهم، ثم أخذت كأس كأس تقدمهُ، بدايةً بوالد تيم ووالدتهُ التي سَمت الله عندما رأتها، حتى مَدت يدها تعطي لـعريسها كما يقولوا كأسهّ، أخذهُ منها بسلام ومِن ثم أعطت تيم وشقيقتهُ حتى وصلت إلى "يوسف"مدت يدها بالكأس، ليأخذهُ بحدة منها، جلست بجانب والدتها تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها، بعد كثير مِن الحديث الطويل قال والد"تيم"الجُملة المعتادة في كُل مقابلة_:
2
_طب نسيبهم يتعرفوا على بعض.
+
_أدخلي يا"ساجية"أنتِ وأستاذ عبد الرحمن البلكونة دي.
قالتها والدتها مشيرة على الشرفة القريبة منهم، أبتلعت لُعابها تهز رأسها بالموافقة، سارت أمامهُ ومِن ثم دلفوا، جلست أمامهُ على المقعد، وظلت صامتة، قطع هو الصمت بجملتهُ الهادئة المُجاملة_:
_على فكرة في حاجة كنت متردد أقولها ليكِ، مُبارك عليكِ الخمار ربنا يثبتك.
10
زاغت نظراتها هنا وهناك، تحدثت بعد وقتٍ استجمعت بهُ قوتها"أنتو ليه مش بتساعدوا "ليل"؟؟، على فكرة هي متستاهلش كل إللي بيحصلها دا، المفروض دي إللي صاحبكم بيحبها تساعدوها مش تسيبوها الأربعة وعشرين ساعة تضرب، أنتو كدا صحاب يعني!!"
25
صدم صدمة عمرهُ، ليس كان على البال ولا الحُسبان _كما يُقال_أن تَكُن جلسة تعارفهم بدايتها هجومها لهُ!!
2
"_____"
+
مبدئيًا كدا البارت4000كلمة، يعني ألمح حد يقولي البارت الجديد أمتى😾😾😾
7
جماعة رأيكم في البارت والرواية، والناس الجديدة ياريت يظهروا😾
2
رأيكم في سيف وفاروق؟
6
دانية؟
2
ساجية؟
3
رد عبد الرحمن؟
1
أعملوا النجمةة
+
بسكدا باي 😭❤️
+