رواية اسرار الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم اميرة السمدوني
__________________________________________________
فى الطابق الأرضى من مبنى الشقة المستأجرة
شعرت تسنيم بالتخمة لتناولها الحلويات بفرط كعادتها ،كما ضغط عليها القولون لمشاداتها مع صديقاتها منذ قليل،فوضعت كفه على بطنها لتكبشها وهى تطبق على فمها بقوة لكى لا تتناثر فضلات الجاتوه من ثغرها الوردى الصغير ،وطارق إلى جوراها مشمئز من تقيؤها بين لحظة وأخرى ،منحها ذراعه لتستند عليه فى وهن ،أحست وكأن رأسها قد بدى فى الفوران عليها ،فحاصرته بأناملها بعدم تركيز وقد بدأ الدوار يداعبها ،وقلقها من الصعود ومن تلك المهمة وكذلك توبيخات شلتها لها أهاجت قولونها العصبى بشكل أكبر ،لمحتها بوابة العمارة وهى تنهج بشكل مخيف فأعطتها كرسي لتجلس عليه ، وهى تحاول إلتقاط أنفاسها المثقلة المتعبة ،حتى قال طارق بسأم وقرف:_
طارق:_
_ تخشي الحمام طيب..؟
ردت تسنيم بتأوه شديد وغثيان :_
_ أأأأأأأأأأه حموت مش قادرة ،القولون قايم عليا
وبخها طارق بتلقائيته:_
_ ما انتى ال ظلمتى نفسك فى الأكل يا حبيبتى
علقت تسنيم بعصبية وهى تتقدم بوجهها على الأضية القذرة لتفرغ معدتها المنكمشة قائلة بضيق:_
_ تقصد إنى طفسة ...!!
أشار طارق بسبابته فى نفى :_
_ لا مش قصدى ...
قاطعته تسنيم وهى ترفع طرف فستانها لتجلب الهواء المتوقف إليها :_
_ أعمل أيه يعني ما أنا بتوتر باكل كتير
لامها طارق وهو يمط شفتيه :_
_ كتير بس، ده أنتى كلتى الجاتوه كله يا مؤمنة
هتفت تسنيم بصوت متقطع وضعيف:_
_ ده أنت مركز معااي أأأعع أأأعع
زفر طارق لعنادها قبل أن يقول :_
_ خشي الحمام طيب وبطلى عناد
كمشت تسنيم وجهها قبل أن تقول بتقزز:_
_ لا لا ده بلدى موت يععععععععع
كان إياد مع رانيا فى السيارة وخلفهم عربيات الشرطة فى إنتظار إشارة الرائد لإقتحام المكان ،فلمح طارق اسمه على الشاشة ليشدد على تسنيم فالخوف كل الخوف منها ،لكنه ضغط على زر التجاهل وهو يحاول ان يساعد حبيبته على النهوض:_
_ خلينا نطلع طيب وأسندى عليا عشان زيزي زمانها بتدعى علينا فوق
تناهى إلى مسامعهما صوت ضحكات زيزي خليعة مشحونة بتوتر فهتفت تسنيم بفزع كادت أن تتعثر منه على درجات السلم وتنزف دماغها :_
_ يالهوى يلا طيب بسرعة أأأأأأأأه بطنى
عقب طارق بوجوم لتعب مذيعته الحسناء :_
_ألف سلامة عليكى أروح أجيب لك فوار يهدى معدتك...؟
أعادت تسنيم كبشتها لتحاوط بها قولونها الهائج وهى تستند برسغيها على طارق بألم :_
_ لما نطلع وأحط الأمانة أبقى انزل هاتى لى
فى غرفة نوم ببلاوى
بدت الغرفة غير مرتبة فاعقاب الجسائر مفترشة للأرض،وكذلك القمصان المفتوحة ملقاة بعدم إهتمام على الأرائك العريضة ، كحال اى شقة عازب ،كما ان الإضاءة الحمراء تشحن النفس بالخوف والفزع والرهبة ،دخلت زيزي على مضض مع ببلاوى الذى يتفحص جسده الأسمر فى المرأة وهو يضع عليه كريم ترطيب ، ويطالعها فى مرأة التسريحة بزيها المريب ،والتى لم تخلع منه ولو قطعة واحدة فقط :_
_ مش يلا بقى ..؟
مددت زيزي ساقيها المتوسطين على السرير المنخفض قبل أن تتسائل :_
_ أنت مستعجششل على أيه هى الدنيا حتطيششير ..؟
أردف ببلاوى بسأم وقد ضاق صدره بمماطلتها :_
_ شكلك حتغلبينى معاكى
أصدرت زيزي ضحكة خليعة لتدارى هواجسها الداخلية :_
_ لا ده أنا حخليك تقضى ليلة من ألف ليلة وليلة .
أستدار ببلاوى وهو يتجه صوبها بشغف كبير :_
_ أيوة بقى يا فاهمانى أنتى
طوقت زيزي ركبتيها إلى صدرها قبل أن تقول بدلع :_
_ بس الأول أحكى لك السلسلة كاملة أه معلش أنا بحب كل حاجة تاخد حقها
عقد ما بين حاجبيه:_
_ مش فاهمك
فرقعت بأصابعها بحماس لحبها للأدب ولتضييع الوقت لحين صعود تسنيم مع باندتها :_
_ ده مجلد أدبى كتشششششه إنما أيه أوز اللوز حيعجبشششك أوى
ببلاوى بنفاذ صبر :_
_ بس أنا مليش فى الأدب
مدت زيزي العلكة فى فمها حتى شكلت بالونة كبيرة :_
_ أمال ليك فى أيشششه يا دلعشششدى..؟
دنا منها بشهونيته وهو ينقض عليها :_
_ فى قلة الأدب
إرتدت البالون لوجه زيزي من هول خوفها وهى تصرخ :_
_ يالهوتششششششششششى
فى منزل حسام السنهورى
لم تكن هبة كعادتها منذ عودتهم من منزل والدتها ،غدت تائهة وفى حالة من الشرود المبهمة ،لا تود إستذكار دروسها،تشعر كأن سوء الحظ حليفها فى كل شيء،كما أن حفلة صديقاتها لم تخرجها من المود كما ظن حسام ، فأعدت العشاء لحسام قبل أن تنسحب بهدوء لغرفتها وهى تغلق الباب بحذر لكى لا توقظ حماتها المتلصصة على أبسط الأشياء، حتى دفع حسام الباب ببيجامته البيضاء المهندمة وعطره المميز أثر الحفل قائلا بإستفسار :_
_ أنتى حتنامى...؟
شدت عليها الغطاء حتى ذقنها قبل ان تغمض عينيها قائلة بإستسلام للإجهاد:_
_ اه
جلس حسام على طرف السرير وهو يشد وجنتيها بحنان :_
_ جتك أوه قومى .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهى تنفخ :_
_ فى أيه يا حسام..؟ ، مش حطيتلك الأكل بره ...!
صمت لثوان لتمالك أعصابه قبل أن يعلق بعينين دافئتين:_
_ وهى الحياة أكل بس..!!
زفرت هبة بقوة وإنزعاج من إعطائه حقوق للتدخل فى حياتها :_
_ عاوز ايه يعنى ...!!
إعتدل فى مجلسه مردفا بإبتسامة جميلة:_
_ مش الجميل عنده إمتحان بكرة ،مذاكرش ليه...؟
ضغطت على زر الإضاءة الخفيفة بجانبها(الوانسة ) لتقول بلهجة واهنة :_
_ حسام أنا مش قادرة بجد وراجعة مرهقة من تجهيزات اليوم وعاوز أنام .
مط شفتيه بإحباط من عنادها الدائم:_
_ وامتحانك..؟
هبة بلا مبالاة :_
_ مش مهم أبقى أخدها فى السمر كورس
علق حسام بإستنكار وهو يفتح فمه :_
_ ال أيه يا ختى...؟، اسمه الملحق وبلاش الاسماء الصايصة بتاعتكم دى .
اخذت نفسا طويلا قبل أن تقول :_
_ أيا كان بقى أطلع واسحب الباب وراك
إعترض حسام وهو يعيد الإضاءة بل ويقويها بالضغط على عدة أزار فى عناد أكبر:_
_ مش طالع واتفضلى قومى عشان تزاكرى
نفخت هبة بعصبية وإنفعال :_
_ أأأأأأأأأأووووووف فى أيه يا حسام انت حتخاف على مستقبلى اكتر منى...؟
رد عليها بثقة وثبات :_
_ أكيد مش بنتى ...؟، ولا مليش حق أخاف
تراجعت عن حدتها قليلا وقد أحست بالخجل :_
_ مقولناش حاجة ،ثم واصلت بوجوم بس أ نا بجد تعبانة نفسيا ومش طايقة نفسي ولو قعدت على كتاب حبقى بخدعك .
ضيق حسام عينيه السودواين ليقول بلؤم:_
_ عشان اليوم ال قضناه مع والدتك وحكتى لى عن طفولتك يعنى .
أحست هبةبغنه ضغط تحديدا على موضع الجرح فهى لا تحب أن يراها أحد فى موضع ضعف،كما إن كلمات حسام لها (إزاى واحد بيغير على حاجة مش بتاعته ) أثارت غيظها ،فمدت كفها ليقابل وججه الأسمر قبل أن تهتف برجاء:_
_ حسام أرجوك متفتحش موضوع ده تانى
حسام بإستسلام وهو يمد يديه فى حقيبة كبيرة إلى جواره :_
_ ماشى يا ستى بس شوفى جوزك حبيبك جايب لك أيه...؟
توردت وجنتيها من الخجل قبل أن تستل الكيس المتربع به علبتين من الهدايا مزقته بطفولية لتقطع لفافة الهدايا قائلة بعدم رضا:_
_ أيه ده إسدال ..؟؟
قال حسامبلين :_
_ أه عشان حتقومى تتوضى وتصلى ثم تابع ليشعرها بمشاركتها له القرار وإن كان بسيطا ولكى لا تركب رأسها بس تفتكرى نصلى القيام 2 و4..؟
وضعت يديها على خصرها قبل أن تعترض :_
_ ده على أساس إنى عيلة حقوم واسمع الكلام..؟ .
حسام:_
_ نفسي أصلا متسمعيش وشوفى ال حيحصل
رفعت له حاجبين ناريين :_
_ بتهددننى .....!!
هم حسام بالنهوض من مجلسه قبل أن يثير فضولها :_
_ لا، أصل انا حصلى وحروح اتفرج مع ماما على الأميرة والوحش(وهو البوستر الذى لمحه حسام على جدار غرفتها) ،طالما انتى مش وش نعمة على رأى صحابك ههههه
قفزت هبة بملائكية من على الفراش لتفكيره بها وبما يسعدها لتقترب منه وهى تقبله بنشوة شديدة لعودتها لطفولتها الضائعة:_
_ لا ماما أيه أنا حتوضى وأصلى فوريرة أهووووووو
حسام بمكر وقد شعر بالخجل قليلا:_
_ لو أعرف كنت جيب لك محل الشرايط كله ههههههه
هبة ثم إستطرد بتحفيز وجدية:_
_ الليلة حنزاكر سوى بس جهزى لنا بقى برميل قهوة كبير أوى
نكست رأسها بإحباط وقد بدى حماسها يتلاشى:_
_ تفتكر حلحق
إبتسم بعذوبة :_
_ دايما فى وقت بس يلا روحى أتوضى وتعالى
عند ببلاوى
كانت زيزي تركض فى أرجاء المنزل بهستيريا وهى تصرخ وعروق رقبتها بارزة فى ذعر ،وببلاوى إزادادت رغبته بها لتمنعها عليه ،كما أنه ظن إنها تلاعبه الإستغماية ، قطع جريهما فى أطراف الصالة صوت الجرس، ألتقطت زيزي أنفاسها وهى تنسحب نحو الغرفة باحثة عن منفذ للخروج ودقات قلبها تتصارع والدموع محتبسة بعينيها ،لكن صوت طارق المميز أوقفها عند عتبة باب الغرفة حين سمعت ببلاوى وهو بهتف بفرح :_
_ اتفضل اتفضل يا بيه
حاوط طارق بذاعيه خصر تسنيم المجهدة ، بينما زيزي لا تزال متسمرة فى مطرحها وهى تصيح بشكل مفأجأ من فوق كتف ببلاوى الأصلع بغيظ وإنفعال كبير :_
_ ده أنا حقطششششششعك نهاردة يا ببلاوى ،ده أنا حسلشششخك كده ،وأبقى قابلنى لو حد عرف يسلك شعرك من إيدى النهاردششششة .
بالرغم من الألم والتعب الجسدى لتسنيم إلا غنها ندت منها ضحكة قصير ،بينما يتحسس ببلاوى صلعته بإستغراب قبل أن يخبط كفيه ببعضهما بإستهجان :_
_ لا حول الله بحالات دى ولا أيه ثم أضاف فى نفسه معللا :_
_يمكن سكرت .
ثم واصل وهو يودع طارق للذهاب بصوب زيزي ذات الوجه المحتقن بالدماء :_
_ عن إذنك يا باشا
أغلق ببلاوى الباب بإحكام قبل أن يردف بنشوة:_
_ ليلتنا فل ولا حاجة ..؟
ترتعش أقدام زيزي على طرف أخر خلف السرير وهى تصيح :_
_ لا ليلتنا طين مطشششين
قال ببلاوى بغضب:_
_ ليه بس ما كنا حلوين ....؟
حاولت العودة لهدوئها لحين لتخلص منه بعقلانية ولكى لا تثير جنونه فقالت برقة:_
_ الجو حر أوى اووى ....
عض ببلاوى بصف أسنانه العلوى على شفتيه السفلى قبل أن يضيف:_
_ طيب ما تقلعى وانتى تحسي بطراوة كده .
إنتفض جسد زيزي المتصبب بالعرق :_
_ لا أحنا من عيلة محافظششة بالك لو أبويا عرف إنى هنا حيطلقنى .
ببلاوى بإستهجان:_
_ إييه...!!
رسمت زيزي إبتسامة بلهاء:_
_ قصدى حيطلق أمى الغلبانة ال بتجرى على 3 عيال .
ببلاوى بعدم فهم :_
_ يعنى عاوزة أيه دلوقتى...؟
حكت زيزي جسدها بقوة قبل أن تقول بخبث:_
_ عاوزة شور لقته متنح (دش يعنى )عشان أرجع لك على نضشششافة وكده بدل العرق بقى والبصشششل ال لسه ضرباه قبل ما أجى ،أنفخ فى وشك بيه اموتك
أذن لها بالدخول فأخرجت هاتفها من كمها الطويل لتتصل على إياد تشكو له تسنيم بعصبية:_
_ الله يخربيت تسنيم على اليوم ال شوفتها فيه مش قولت لكم حتودتشيينا فى داهية ..!!
ضحك إياد بقوة على لكنتها :_
_ أهدى بس وايه لهجة غريبة ال فى صوتك دى
زيزي بإنفعال:_
_الهانم من ساعة إلا ربع لسه طالعة لى ،بس أطولها والله لأامسح بكرامتها الأرض
فى غرفة مجاورة
وهى غرفة الزبائن كانت مرتبة بعض الشيء،الإضاءاة الحمراء المثيرة لا تتركها ،إقتعدت تسنيم بعد ان أنهت وضع المخدارت فى الأدراج إقتعدت على طرف السرير ولجوراها طارق وهو يهدهدها بمواساة وضيق لتعبها ،فقال بعد لحظات:_
_ خلاص رصيتى الحاجة كويس عشان أبلغ إياد...؟
تأوهت تسنيم بصوت متقطع :_
_ اه بس بطنى سكاكين بتق طعها
ربت على كتفها بمواساة :_
_ معلش يا بيبي ،ثم أمسك بهاتفه لإتمام باقى الخطة والخروج سريعا من هنا ليتصل بإياد ،لكنه زفر بضيق:_
_ تؤ تؤ مش معقول كده
تسنيم بتوتر :_
_ فى أيه...؟
لوح طارق بيديه:_
_ تلفونه مشغول
قالت تسنيم بإستسلام _
_ خلاص أنزل بلغه وبالمرة هاتى لى الفوار بتاعى
هز طارق رأسه رافضا :_
_ مستحيل أسيبك فى المكان القذر ده لوحدك
تسنيم بحدة من تقلصات معدتها :_
_ طاااااارق متعصبنيشش أأأأه
همس بهدوء:_
_ خلاص خلاص نازل متصوتيش
__________________________________________
فى اوضة تانية :_
كان ببلاوى فى حالة من السكر ،ولا زالت زيزي بالمرحاض ،حتى كدا أن ينهى نصف زجاجة فهم ليدق الباب عليها لكنها خرجت أمامه بنفس زيها المتسخ ، فشهق بعدم تصديق:_
_ بقالك تلت ساعة فى الحمام عشان تطلعى بنفس لبسك....!!
تلعثمت زيزي مفسرة :_
_ المياه قاطعة حتى روح شوف كده ...؟
ما أن دلف بخطواته الثقيلة إلى الحمام حتى ركضت زيزي بقوة للخارج لتنقذ صديقتها وليهربان بأسرع ما يمكن ، اعصابها مرتعشة ودمائها قد تحولت لكرة نارية إقتحمت الباب فجأة على تسنيم الممدة بجسدها وهى تعبث بهاتفها ،فصاحت زيزي بإنفعال كبير وهى تشدها من يديها :_
_ يلا نهررررررررررررررررررررب بسررررررعة الله يحرققققققققك ،انا قولت مجيئك زي عدمه محدش صدقن
أفلتت تسنيم كفها بسخط قبل أن تقول :_
_ متزعقليش كده ،وبعدين مش كفاية إنى تعبانة ومع ذلك جيت معاكم المهمـــ
بتر دخول ببلاوى المفاجأ لكلماتها ،وقد إنتبه لجملتها الأخيرة فدلف للداخل وهو يكز على أسنانه، بينما زيزي وتسنيم قدميهما ترتعشان فى توتر من غموض الموقف ، وزيزي تحاول الإيضاح :_
_ أسششششتنى حفهمشششك .
صفق يديه ببعضهما:_
_ تفهمشششينى ،ده أنتوا ليلتكم مش فايتة ،ثم خلع عنه الحزام الجلدى بإنفعال أكبر:_
_ بقى عاملين علييييا عصابة يا ولاد الك*** ،أنا حوريكم يا نسوان *****
فى الطابق الأرضى من مبنى الشقة المستأجرة
شعرت تسنيم بالتخمة لتناولها الحلويات بفرط كعادتها ،كما ضغط عليها القولون لمشاداتها مع صديقاتها منذ قليل،فوضعت كفه على بطنها لتكبشها وهى تطبق على فمها بقوة لكى لا تتناثر فضلات الجاتوه من ثغرها الوردى الصغير ،وطارق إلى جوراها مشمئز من تقيؤها بين لحظة وأخرى ،منحها ذراعه لتستند عليه فى وهن ،أحست وكأن رأسها قد بدى فى الفوران عليها ،فحاصرته بأناملها بعدم تركيز وقد بدأ الدوار يداعبها ،وقلقها من الصعود ومن تلك المهمة وكذلك توبيخات شلتها لها أهاجت قولونها العصبى بشكل أكبر ،لمحتها بوابة العمارة وهى تنهج بشكل مخيف فأعطتها كرسي لتجلس عليه ، وهى تحاول إلتقاط أنفاسها المثقلة المتعبة ،حتى قال طارق بسأم وقرف:_
طارق:_
_ تخشي الحمام طيب..؟
ردت تسنيم بتأوه شديد وغثيان :_
_ أأأأأأأأأأه حموت مش قادرة ،القولون قايم عليا
وبخها طارق بتلقائيته:_
_ ما انتى ال ظلمتى نفسك فى الأكل يا حبيبتى
علقت تسنيم بعصبية وهى تتقدم بوجهها على الأضية القذرة لتفرغ معدتها المنكمشة قائلة بضيق:_
_ تقصد إنى طفسة ...!!
أشار طارق بسبابته فى نفى :_
_ لا مش قصدى ...
قاطعته تسنيم وهى ترفع طرف فستانها لتجلب الهواء المتوقف إليها :_
_ أعمل أيه يعني ما أنا بتوتر باكل كتير
لامها طارق وهو يمط شفتيه :_
_ كتير بس، ده أنتى كلتى الجاتوه كله يا مؤمنة
هتفت تسنيم بصوت متقطع وضعيف:_
_ ده أنت مركز معااي أأأعع أأأعع
زفر طارق لعنادها قبل أن يقول :_
_ خشي الحمام طيب وبطلى عناد
كمشت تسنيم وجهها قبل أن تقول بتقزز:_
_ لا لا ده بلدى موت يععععععععع
كان إياد مع رانيا فى السيارة وخلفهم عربيات الشرطة فى إنتظار إشارة الرائد لإقتحام المكان ،فلمح طارق اسمه على الشاشة ليشدد على تسنيم فالخوف كل الخوف منها ،لكنه ضغط على زر التجاهل وهو يحاول ان يساعد حبيبته على النهوض:_
_ خلينا نطلع طيب وأسندى عليا عشان زيزي زمانها بتدعى علينا فوق
تناهى إلى مسامعهما صوت ضحكات زيزي خليعة مشحونة بتوتر فهتفت تسنيم بفزع كادت أن تتعثر منه على درجات السلم وتنزف دماغها :_
_ يالهوى يلا طيب بسرعة أأأأأأأأه بطنى
عقب طارق بوجوم لتعب مذيعته الحسناء :_
_ألف سلامة عليكى أروح أجيب لك فوار يهدى معدتك...؟
أعادت تسنيم كبشتها لتحاوط بها قولونها الهائج وهى تستند برسغيها على طارق بألم :_
_ لما نطلع وأحط الأمانة أبقى انزل هاتى لى
فى غرفة نوم ببلاوى
بدت الغرفة غير مرتبة فاعقاب الجسائر مفترشة للأرض،وكذلك القمصان المفتوحة ملقاة بعدم إهتمام على الأرائك العريضة ، كحال اى شقة عازب ،كما ان الإضاءة الحمراء تشحن النفس بالخوف والفزع والرهبة ،دخلت زيزي على مضض مع ببلاوى الذى يتفحص جسده الأسمر فى المرأة وهو يضع عليه كريم ترطيب ، ويطالعها فى مرأة التسريحة بزيها المريب ،والتى لم تخلع منه ولو قطعة واحدة فقط :_
_ مش يلا بقى ..؟
مددت زيزي ساقيها المتوسطين على السرير المنخفض قبل أن تتسائل :_
_ أنت مستعجششل على أيه هى الدنيا حتطيششير ..؟
أردف ببلاوى بسأم وقد ضاق صدره بمماطلتها :_
_ شكلك حتغلبينى معاكى
أصدرت زيزي ضحكة خليعة لتدارى هواجسها الداخلية :_
_ لا ده أنا حخليك تقضى ليلة من ألف ليلة وليلة .
أستدار ببلاوى وهو يتجه صوبها بشغف كبير :_
_ أيوة بقى يا فاهمانى أنتى
طوقت زيزي ركبتيها إلى صدرها قبل أن تقول بدلع :_
_ بس الأول أحكى لك السلسلة كاملة أه معلش أنا بحب كل حاجة تاخد حقها
عقد ما بين حاجبيه:_
_ مش فاهمك
فرقعت بأصابعها بحماس لحبها للأدب ولتضييع الوقت لحين صعود تسنيم مع باندتها :_
_ ده مجلد أدبى كتشششششه إنما أيه أوز اللوز حيعجبشششك أوى
ببلاوى بنفاذ صبر :_
_ بس أنا مليش فى الأدب
مدت زيزي العلكة فى فمها حتى شكلت بالونة كبيرة :_
_ أمال ليك فى أيشششه يا دلعشششدى..؟
دنا منها بشهونيته وهو ينقض عليها :_
_ فى قلة الأدب
إرتدت البالون لوجه زيزي من هول خوفها وهى تصرخ :_
_ يالهوتششششششششششى
فى منزل حسام السنهورى
لم تكن هبة كعادتها منذ عودتهم من منزل والدتها ،غدت تائهة وفى حالة من الشرود المبهمة ،لا تود إستذكار دروسها،تشعر كأن سوء الحظ حليفها فى كل شيء،كما أن حفلة صديقاتها لم تخرجها من المود كما ظن حسام ، فأعدت العشاء لحسام قبل أن تنسحب بهدوء لغرفتها وهى تغلق الباب بحذر لكى لا توقظ حماتها المتلصصة على أبسط الأشياء، حتى دفع حسام الباب ببيجامته البيضاء المهندمة وعطره المميز أثر الحفل قائلا بإستفسار :_
_ أنتى حتنامى...؟
شدت عليها الغطاء حتى ذقنها قبل ان تغمض عينيها قائلة بإستسلام للإجهاد:_
_ اه
جلس حسام على طرف السرير وهو يشد وجنتيها بحنان :_
_ جتك أوه قومى .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهى تنفخ :_
_ فى أيه يا حسام..؟ ، مش حطيتلك الأكل بره ...!
صمت لثوان لتمالك أعصابه قبل أن يعلق بعينين دافئتين:_
_ وهى الحياة أكل بس..!!
زفرت هبة بقوة وإنزعاج من إعطائه حقوق للتدخل فى حياتها :_
_ عاوز ايه يعنى ...!!
إعتدل فى مجلسه مردفا بإبتسامة جميلة:_
_ مش الجميل عنده إمتحان بكرة ،مذاكرش ليه...؟
ضغطت على زر الإضاءة الخفيفة بجانبها(الوانسة ) لتقول بلهجة واهنة :_
_ حسام أنا مش قادرة بجد وراجعة مرهقة من تجهيزات اليوم وعاوز أنام .
مط شفتيه بإحباط من عنادها الدائم:_
_ وامتحانك..؟
هبة بلا مبالاة :_
_ مش مهم أبقى أخدها فى السمر كورس
علق حسام بإستنكار وهو يفتح فمه :_
_ ال أيه يا ختى...؟، اسمه الملحق وبلاش الاسماء الصايصة بتاعتكم دى .
اخذت نفسا طويلا قبل أن تقول :_
_ أيا كان بقى أطلع واسحب الباب وراك
إعترض حسام وهو يعيد الإضاءة بل ويقويها بالضغط على عدة أزار فى عناد أكبر:_
_ مش طالع واتفضلى قومى عشان تزاكرى
نفخت هبة بعصبية وإنفعال :_
_ أأأأأأأأأأووووووف فى أيه يا حسام انت حتخاف على مستقبلى اكتر منى...؟
رد عليها بثقة وثبات :_
_ أكيد مش بنتى ...؟، ولا مليش حق أخاف
تراجعت عن حدتها قليلا وقد أحست بالخجل :_
_ مقولناش حاجة ،ثم واصلت بوجوم بس أ نا بجد تعبانة نفسيا ومش طايقة نفسي ولو قعدت على كتاب حبقى بخدعك .
ضيق حسام عينيه السودواين ليقول بلؤم:_
_ عشان اليوم ال قضناه مع والدتك وحكتى لى عن طفولتك يعنى .
أحست هبةبغنه ضغط تحديدا على موضع الجرح فهى لا تحب أن يراها أحد فى موضع ضعف،كما إن كلمات حسام لها (إزاى واحد بيغير على حاجة مش بتاعته ) أثارت غيظها ،فمدت كفها ليقابل وججه الأسمر قبل أن تهتف برجاء:_
_ حسام أرجوك متفتحش موضوع ده تانى
حسام بإستسلام وهو يمد يديه فى حقيبة كبيرة إلى جواره :_
_ ماشى يا ستى بس شوفى جوزك حبيبك جايب لك أيه...؟
توردت وجنتيها من الخجل قبل أن تستل الكيس المتربع به علبتين من الهدايا مزقته بطفولية لتقطع لفافة الهدايا قائلة بعدم رضا:_
_ أيه ده إسدال ..؟؟
قال حسامبلين :_
_ أه عشان حتقومى تتوضى وتصلى ثم تابع ليشعرها بمشاركتها له القرار وإن كان بسيطا ولكى لا تركب رأسها بس تفتكرى نصلى القيام 2 و4..؟
وضعت يديها على خصرها قبل أن تعترض :_
_ ده على أساس إنى عيلة حقوم واسمع الكلام..؟ .
حسام:_
_ نفسي أصلا متسمعيش وشوفى ال حيحصل
رفعت له حاجبين ناريين :_
_ بتهددننى .....!!
هم حسام بالنهوض من مجلسه قبل أن يثير فضولها :_
_ لا، أصل انا حصلى وحروح اتفرج مع ماما على الأميرة والوحش(وهو البوستر الذى لمحه حسام على جدار غرفتها) ،طالما انتى مش وش نعمة على رأى صحابك ههههه
قفزت هبة بملائكية من على الفراش لتفكيره بها وبما يسعدها لتقترب منه وهى تقبله بنشوة شديدة لعودتها لطفولتها الضائعة:_
_ لا ماما أيه أنا حتوضى وأصلى فوريرة أهووووووو
حسام بمكر وقد شعر بالخجل قليلا:_
_ لو أعرف كنت جيب لك محل الشرايط كله ههههههه
هبة ثم إستطرد بتحفيز وجدية:_
_ الليلة حنزاكر سوى بس جهزى لنا بقى برميل قهوة كبير أوى
نكست رأسها بإحباط وقد بدى حماسها يتلاشى:_
_ تفتكر حلحق
إبتسم بعذوبة :_
_ دايما فى وقت بس يلا روحى أتوضى وتعالى
عند ببلاوى
كانت زيزي تركض فى أرجاء المنزل بهستيريا وهى تصرخ وعروق رقبتها بارزة فى ذعر ،وببلاوى إزادادت رغبته بها لتمنعها عليه ،كما أنه ظن إنها تلاعبه الإستغماية ، قطع جريهما فى أطراف الصالة صوت الجرس، ألتقطت زيزي أنفاسها وهى تنسحب نحو الغرفة باحثة عن منفذ للخروج ودقات قلبها تتصارع والدموع محتبسة بعينيها ،لكن صوت طارق المميز أوقفها عند عتبة باب الغرفة حين سمعت ببلاوى وهو بهتف بفرح :_
_ اتفضل اتفضل يا بيه
حاوط طارق بذاعيه خصر تسنيم المجهدة ، بينما زيزي لا تزال متسمرة فى مطرحها وهى تصيح بشكل مفأجأ من فوق كتف ببلاوى الأصلع بغيظ وإنفعال كبير :_
_ ده أنا حقطششششششعك نهاردة يا ببلاوى ،ده أنا حسلشششخك كده ،وأبقى قابلنى لو حد عرف يسلك شعرك من إيدى النهاردششششة .
بالرغم من الألم والتعب الجسدى لتسنيم إلا غنها ندت منها ضحكة قصير ،بينما يتحسس ببلاوى صلعته بإستغراب قبل أن يخبط كفيه ببعضهما بإستهجان :_
_ لا حول الله بحالات دى ولا أيه ثم أضاف فى نفسه معللا :_
_يمكن سكرت .
ثم واصل وهو يودع طارق للذهاب بصوب زيزي ذات الوجه المحتقن بالدماء :_
_ عن إذنك يا باشا
أغلق ببلاوى الباب بإحكام قبل أن يردف بنشوة:_
_ ليلتنا فل ولا حاجة ..؟
ترتعش أقدام زيزي على طرف أخر خلف السرير وهى تصيح :_
_ لا ليلتنا طين مطشششين
قال ببلاوى بغضب:_
_ ليه بس ما كنا حلوين ....؟
حاولت العودة لهدوئها لحين لتخلص منه بعقلانية ولكى لا تثير جنونه فقالت برقة:_
_ الجو حر أوى اووى ....
عض ببلاوى بصف أسنانه العلوى على شفتيه السفلى قبل أن يضيف:_
_ طيب ما تقلعى وانتى تحسي بطراوة كده .
إنتفض جسد زيزي المتصبب بالعرق :_
_ لا أحنا من عيلة محافظششة بالك لو أبويا عرف إنى هنا حيطلقنى .
ببلاوى بإستهجان:_
_ إييه...!!
رسمت زيزي إبتسامة بلهاء:_
_ قصدى حيطلق أمى الغلبانة ال بتجرى على 3 عيال .
ببلاوى بعدم فهم :_
_ يعنى عاوزة أيه دلوقتى...؟
حكت زيزي جسدها بقوة قبل أن تقول بخبث:_
_ عاوزة شور لقته متنح (دش يعنى )عشان أرجع لك على نضشششافة وكده بدل العرق بقى والبصشششل ال لسه ضرباه قبل ما أجى ،أنفخ فى وشك بيه اموتك
أذن لها بالدخول فأخرجت هاتفها من كمها الطويل لتتصل على إياد تشكو له تسنيم بعصبية:_
_ الله يخربيت تسنيم على اليوم ال شوفتها فيه مش قولت لكم حتودتشيينا فى داهية ..!!
ضحك إياد بقوة على لكنتها :_
_ أهدى بس وايه لهجة غريبة ال فى صوتك دى
زيزي بإنفعال:_
_الهانم من ساعة إلا ربع لسه طالعة لى ،بس أطولها والله لأامسح بكرامتها الأرض
فى غرفة مجاورة
وهى غرفة الزبائن كانت مرتبة بعض الشيء،الإضاءاة الحمراء المثيرة لا تتركها ،إقتعدت تسنيم بعد ان أنهت وضع المخدارت فى الأدراج إقتعدت على طرف السرير ولجوراها طارق وهو يهدهدها بمواساة وضيق لتعبها ،فقال بعد لحظات:_
_ خلاص رصيتى الحاجة كويس عشان أبلغ إياد...؟
تأوهت تسنيم بصوت متقطع :_
_ اه بس بطنى سكاكين بتق طعها
ربت على كتفها بمواساة :_
_ معلش يا بيبي ،ثم أمسك بهاتفه لإتمام باقى الخطة والخروج سريعا من هنا ليتصل بإياد ،لكنه زفر بضيق:_
_ تؤ تؤ مش معقول كده
تسنيم بتوتر :_
_ فى أيه...؟
لوح طارق بيديه:_
_ تلفونه مشغول
قالت تسنيم بإستسلام _
_ خلاص أنزل بلغه وبالمرة هاتى لى الفوار بتاعى
هز طارق رأسه رافضا :_
_ مستحيل أسيبك فى المكان القذر ده لوحدك
تسنيم بحدة من تقلصات معدتها :_
_ طاااااارق متعصبنيشش أأأأه
همس بهدوء:_
_ خلاص خلاص نازل متصوتيش
__________________________________________
فى اوضة تانية :_
كان ببلاوى فى حالة من السكر ،ولا زالت زيزي بالمرحاض ،حتى كدا أن ينهى نصف زجاجة فهم ليدق الباب عليها لكنها خرجت أمامه بنفس زيها المتسخ ، فشهق بعدم تصديق:_
_ بقالك تلت ساعة فى الحمام عشان تطلعى بنفس لبسك....!!
تلعثمت زيزي مفسرة :_
_ المياه قاطعة حتى روح شوف كده ...؟
ما أن دلف بخطواته الثقيلة إلى الحمام حتى ركضت زيزي بقوة للخارج لتنقذ صديقتها وليهربان بأسرع ما يمكن ، اعصابها مرتعشة ودمائها قد تحولت لكرة نارية إقتحمت الباب فجأة على تسنيم الممدة بجسدها وهى تعبث بهاتفها ،فصاحت زيزي بإنفعال كبير وهى تشدها من يديها :_
_ يلا نهررررررررررررررررررررب بسررررررعة الله يحرققققققققك ،انا قولت مجيئك زي عدمه محدش صدقن
أفلتت تسنيم كفها بسخط قبل أن تقول :_
_ متزعقليش كده ،وبعدين مش كفاية إنى تعبانة ومع ذلك جيت معاكم المهمـــ
بتر دخول ببلاوى المفاجأ لكلماتها ،وقد إنتبه لجملتها الأخيرة فدلف للداخل وهو يكز على أسنانه، بينما زيزي وتسنيم قدميهما ترتعشان فى توتر من غموض الموقف ، وزيزي تحاول الإيضاح :_
_ أسششششتنى حفهمشششك .
صفق يديه ببعضهما:_
_ تفهمشششينى ،ده أنتوا ليلتكم مش فايتة ،ثم خلع عنه الحزام الجلدى بإنفعال أكبر:_
_ بقى عاملين علييييا عصابة يا ولاد الك*** ،أنا حوريكم يا نسوان *****
