اخر الروايات

رواية رجفة من نوع خاص الفصل السابع عشر 17 بقلم بسملة محمد

رواية رجفة من نوع خاص الفصل السابع عشر 17 بقلم بسملة محمد 


                                    
"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة السابعة عشر_اللعنة!"
"_____"

+


دفع يدها بطريقة مستفزة مُقترب مِن ساجية الواضح عليها التوتر، أردف ببسمة على ثغره، مع نظراتهُ الكفيلة بـرُعبها_:
_ما تبطلي قلة ذوق يا"ليل"يعني الضيفة عندنا وتطرديها كدا!، حطي لينا ناكل عشان يبقا عيش وملح، أصلك متعرفيش أنا ليا ذكرى مع صحبتك دي لحد الآن مش ناسيها، ولا ناسي طولة لسانها هي والواد إللي فوق.

1


لماذا الرِجال أوغاد إلى ذلك الحد!، تبًا لهم، وهذا الوغد كفيل بجعلها تبغض الرِجال أكثر، خرج تلك المرة صوتها قويًا حاد_:

1


_وهيبقا ليك ذكرى تانية معايا لو مبعدتش حالًا.

2


مِن أين أتت لها الجُرأة!!، تقسم أنها لا تعلم، نطقت بجملتها بدون وعي، قوة أكتسبتها في ثوانٍ!!، سمعت قهقهاتهُ مُتحدث إلى "لـيل":
_صحبتك قوية زيك طلعت.

1


أعاد نظرهُ مرة ثانية لها، يتحرك بعيونه عليها مِن أعلاها لأسفلها، مُتحدث بنبرة ساخرة"أنا بحب الذكريات جدًا".

+


رمت عليه بنظرات احتقار، معها كامل الحق "ليل"ليس سوي نفسي، مريض، مختل، تملك الغضب مِن "ليل"الوقح لا يستحي!، لا يمتلك ذرة إحساس واحدةٍ!، دفعتهُ بكل قوة بها بعيد عنها صائحة عليه بعصبية مفرطة"دي مش زي المقرفين إللي تعرفهم، أبعد عنها".

+


_دي!!، دي كل يوم هي وأمها يرجعوا في أنصاص الليالي، دي أمها مش بتقعد في شقتها أصلًا، متصاحبيش ياحبيبتي الناس دول هيشوهوا سُمعتك.
قالها ببسمة مستفزة، صافعها على وجهها لعدة مرات ببساطة، توسعت عيونها بصدمة بعدما أستوعبت حديثهُ، أكمل بجملتهُ المتهكمة_:
_من ساعة ما سكنتوا هنا وأنتو علطول مش موجودين وبتيجوا بالليل ياترى ليه؟
سألها بإستمتاع شديد ظهر على ملامحـهُ وحديثهُ، لم تعُد تتحمل كل هذا، كل تلك الإتهامات بالباطل، صرخت بجملتها المُنفعلة_:

6


_بشتغل أنا وأمي عشان منشحتش، بنشتغل وبنجيب لُقمتنا بعرق جبينا، بنشتغل مُمرضين لما أنت كنت بتموت الناس بالقرف إللي بتبيعه كنا أحنا بمحاول نساعد الناس، أظن شغلانة شريفة مفيهاش أي حاجة، واللي يتكلم ويقول نص كلمة أقطعله لسانه، عشان مش على أخر الزمن واحد زيك بيعمل كل حاجة مقرفة يجي يتكلم عليا أنا وأمي.

11


أنهت جملتها وتنفست بصوتٍ عالٍ، صِدرها يعلوا ويهبط وكأنها كانت في سباق ركضٍ، تلك المرة هي مَن أقتربت منهُ، فَاجَأتهُ بـإمساكها لتِيشرتهُ الأسود، ضاغطة عليه بعنف، متحدثة من بين أسنانها بغليلٍ بالغ_:
_بدل ما أنت ماشي كدا تتكلم على دا ودا روح شوف أنت فيك أيه، روح أتعالج، روح صلح نفسك الأول وأبقى تعالى صلح الناس بعد كدا.

11


ختمت حديثها بتركها لـلتيشرت بعنف، مِن المُفترض إنها كانت ستفتح الباب وترحل، لكنهُ أمسكها من رسغها متوعدها بحديثه القوي"خَلي بالك أنا حطيتك في دماغي، قبل ما هتغير هغيرك أنتِ، هخليكِ كل أما تشوفيني تترعبي مني".

6



                      
أمتدت يدها تبعد يدهُ عنها، تحدثت بلا مُبالاة ظاهرية"مبقتش فارقة، مش أنت أول حد يهددني، مش مشكلة يزيدوا واحد".

6


قالتها ومِن ثم غادرت المنزل، صعدت إلى منزلها، علمت إن والدتها بالداخل، هندمت خِـمارها، مسحت حبات عرقها، حاولت تمالك نفسها، ومِن ثم فتحت منزلها بمُفتاحها، وجدت والدتها تجلس على الأريكة بصمتٍ، حتى استمعت إلى صوت فتح الباب، التفتت بوجهها لها تردف بنبرة ساخرة_:
_أهلًا بالهانم إللي كانت عند مرات بياع المخدرات.

+


"ماما أنا مش عايزة يحصل بينا خناقة دلوقتي، الله يديمك سبيني أنام وبكرة هصحى وهزقيني براحتك".
قالتها بنبرة مُجهدة واضحة على صوتها وهي تخلع خِمارها تُلقيه فوق أحد المقاعد، صاحت والدتها بغيظ_:

+


_أنتِ عايزة تشليني يابت؛ أقولك متكلميش البت دي تروحي بيتها وتقعديلي هناك.

2


_أول مرة واخر مرة، سبيني أدخل أنام بالله عليكِ مش قادرة.
نطقت بها بطريقة متعبة، قبل دلوفها إلى غرفتها لحقتها والدتها متحدثة فوق رأسها_:
_أنا بفهمك عشان الراجل جوزها ده معروف إنه مش كويس، أنا خايفة عليكِ.

+


هزت رأسها بدون التفوه بكلمة أخرى، سألتها والدتها"مش هتاكلي؟"

+


للمرة الثانية تُهز رأسها بالرفض، القت نفسها فوق الفراش، مردفة بنعاس
_عايزة أنام يا ماما.

+


"طب خُدي بالك أنتِ هتاخدي أجازة يوم الخميس عشان نروق الشقة عشان أما "عبد الرحمن"يجي يتقدم".

+


أستدارت برأسها تنظر لها بعدم أستيعاب، زفرت بضيق ومِن ثم دفنت وجهها في الفراش بعدما أردفت"مش موافقة يتقدم".

+


شهقت لها والدتها بإنفعال متحدثة"هو أيه إللي مش موافقة، لاء بقولك أيه أنا مش عيزاكي تفضلي قاعدة جنبي تعنسي، فوقي كدا لو رفضتي "عبد الرحمن"محدش هيتقدملك بعده، مش كفاية لابسة ليا خمار قدك مرتين!"

10


كانت جملتها عنيفة غاضبة للغاية، في النهاية ختمت بإستهجان من ملابسها الشرعية 

+


طفح الكيل، فاض بها، كل شيء يضغط عليها، اللعنة تعيش في تلك الحياة بلا هدف، بلا ثقة، بلا أبٌ، بلا حياة!!، حتى كَونها مُمرضة لَم يكن بهدفها، لكن والدتها أصرت عليها، ثقتها بنفسها وبالجميع منعدمة، حياتها خاوية، أوقات سعادتها قليلة للغاية، جلست نصف جالسة على الفراش، ضاربة بكفيها بقسوة على الفراش وإنفعالت واضحة، بدأت ببعثرة شعرها بيدها، غلاف رقيقٌ تكون على محجريها، ثم بعد ثوانٍ معدودة هطلت دموعها وكأنها في سباق، متحدثة بنبرة مُولولة_:

3


_سبيني في حالي بقا، حرام عليكم أنا تعبت أقسم بالله، مش قادرة بقا، حرام كدا واللهِ، مش عايزة لا أتجوز ولا أتزفت، عايزة أعنس ياستي سبيني.

1


ظهرت معالم الصدمة على وجه والدتها، صدمها ردها هذا!، صفعها لنفسها!، بعثرت شعرها !!، أي جنانٍ حل على رأسها!!!

+



        

          

                
وبختها والدتها بحدة، مُمسكة بمعصمها تمنع يدها بصفعها"أنتِ بتعملي أيه!، أنتِ أتجننتي خلاص؟، فوقي لنفسك، وتعنسي ده أيه!، أنا مش على أخر الزمن بنتي تعنس".

1


حاولت إفلات يدها لكن كانت ضاغطة عليها بقوة، تحدثت بنبرة باكية، عيونها مُغلقة، شفاها بالكاد تتحرك بـبُطءٍ"سبيني بقا".

+


_أسيبك أيه! أنتِ بتموتي نفسك بالبطيء، شوفي تحت عينك هباب إزاي، ولا شفايفك المصفرة، ولا جسمك إللي لو جبتلك واحدة في أعدادي تعمل منك عشرة.

5


صدرت منها شهقات عالية، ضمت قدميها بذراعيها تتحدث بـنبرة منخفضة"مش عايزة أتجوز، وعايزة أعزل من المنطقة دي".

+


انكمشت ملامح الأخرى بإستغراب، تسألها بنبرة حادة، عيونها تتفحص ملامحها"بت أنتِ هو أنتِ أيه إللي فيكي بقالك قد كدا، وبعدين هو مرة تقوليلي عايزة أسيب الشغل ومرة عايزة أعزل، المرة الجاية هتيجي تقوليلي عايزة أهاجر، ليه يختي!!، ودلوقتي بقا عايزة تعزلي ليه".

+


_مش حابة المنطقة، أعمل أيه!
سألتها بعيون متوسعة بغضبٍ مع دمعاتها المتساقطة.

+


_مفيش عِزال أنا مش قعدالك على تل فلوس.
صاحت بها بغيظٍ، أكملت بوصلتها المُعتادة_:
_لو واللهِ يا"ساجية"ما قابلتيش عبد الرحمن وقعدتي معاه لا هغضب عليكِ.

+


"مش هقابل حد، أنا أصلًا معرفوش، معرفوش ينــاس".
صرخت بقلة حيلة، وضعت يديها تُحيط بشعرها ومِن ثم تُرجعه للخلف.

+


"يعني أنتِ مش بيهمك!!، وبعدين متعرفيهوش أنا أعرفه، أدب وأخلاق وقيمة وسيما لكن أنتِ بصي شوفي نفسك، الواد اتعمى في عينه واللهِ، وبعدين ده ياما عمل لينا مصالح وخلصلنا أوراق بالهبل".

3


كان حديثها قاسٍ معها، والدتها لَم تُمدح بها منذ زمنٍ بعيد، دائمًا تراها قبيحة، تجاهلت كل هذا وسألتها بإزدراء"هو الجواز بالمصالح والاوراق!، أنا أصلًا معرفش حد منهم، وبعدين أنتِ عرفاه يبقا أتجوزيه أنتِ".

6


نطقت بها بعصبية مفرطة، أنهت جملتها لتجد صفعة تهوي على وجهها بقوة، أستدار وجهها للتجاه الآخر، توسعت عيونها بعدم تصديق، قليل ما ضُربت منها، قليل للغاية منذ عامها العاشر ولَم تُضرب منها، أستمعت إلى حديثها القوي المستنكر_:
_أنتِ بقيتي قليلة الأدب، أتغيرتي أوي، هتقابليه يا"ساجية"انتِ مش هتقعدي تعنسيلي كلها كام شهر وتتمي الاتنين وعشرين مش ناقصة بقا الناس ينسلوا عليكِ بالكلام، مفيش نقاش.

22


قالت جملتها ومِن ثم رمت عليها نظراتها المشتعلة، نهضت ومِن ثم غادرت غرفتها متمتمة ببضع كلمات الغضب.

+


وضعت يدها أثر الصفعة بجمود، تُريدها أن تقابلهُ؟، ستقابلهُ وسيكون الرفض منهُ هو، ستجعله يلعن اليوم الذي قرر فيه أن يتقدم لخطبتها.

11


وضعت رأسها فوق وسادتها وبعد دقائق كانت ذهبت في نومٍ عميقٍ، كان يوم مُهلك لها، بالصباح"يوسف" وتليه الطبيبة، وبالليل"حاتم"ثم والدتها، كُل شيء يجعلها تتمنى الموت، حياتها ليست حياة، كانت هادئة للغاية قبل مقابلتها لـ"باسم"، اللعنة عليه وعليها وعلى قلبها، وعلى خالد ويوسف صديقه، اللعنة على "عبد الرحمن"!!، وماذا بذنبهُ هو!!!
"______"

2



        
          

                
في الساعة الواحدة بعد مُنتصف الليل، الشوارع هادئة، نسمات الهواء مُنعشة، مع رائحة البحر، جوٍ مليء بالدفء، أستغلت إن الشوارع فارغة هادئة، لتردف بتأدب غريبٌ عليه

+


"تيم مُمكن أطلب منك طلب وأنت مش هترفضه صح؟"تساءلت متصنعة الخجل، ليجيبها بـنبرة عادية"أعرف الطلب أيه الأول"!

+


_عايزة أنا إللي أسوق.

+


_لاء طبـعًا أنا مش مستغني عن حياتي، أحسن نقع في البحر ولا حاجة.
أجابها سريعًا برفض، لتُلح عليه بـدلال مُصطنع وهي ترمش بعيونها عدة رمشات مُصطنعة"واللهِ هسوق حلو، بليز بليز نفسي أجرب، لو سمحت لو سمحت*.

+


رد عليها ببرود، وبسمة سمجة مرتسمة على ثغره"لاء بردو"

+


صاحت بـه بعنف، وهي تُـلوح بيدها بضيق"لاء ايه!!، انا صاحبة العربية، وبقولك أهو أنزل أقعد في الكرسي التاني عشان انا هسوق".

+


"عايزة تسوقي عشان تموتيني!، ده انتِ أخر مرة سوقتي فيها العربية ادشملت"اردفها بنبرة حادة وهو يطالعها، لترد عليه بنفس نبرة صوته"مـأدشملتش ولا حاجة أنت وبابا إللي أوڤر، هو بس الفانوس أتكسر والمراية اليمين وآه الشمال بردو، وجنبها أتخربش بس".

4


_كل ده وبس!، ده انتِ كان ناقص تنطي بينا في النيل عشان تتأكدي أنك دشملتيها، مفيش حد هيسوق العربية دي طول ما أنا موجود.

+


تشدق بـها ناهي ذلك النقاش وهو يرجع برأسه للأمام، ليندهش من فعلتها عندما أمسكت بوجه بيدها اليُمنى مُشيرة سبابتها أمام عيونه تمـامًا وتلوح بها"كلمني كويس عشان واللهِ ممكن أموتك دلوقتي فعلًا، وقولت هسوق يعني هسوق".

3


كانت تتحدث وسبابتها لعدة مرات كادت أن تخترق عينه، توسلها بـبُكاء مصطنع"عيني واللهِ هتعمي بسببك، انتِ مفترية كدا لمين ياشيخة، بالله عليكي مش عايز اموت".

1


_ماقولت مش هتموت هي شُغلانة، أنزل بقا.
صاحت في نهاية جملتها، ليردف بأستياء وهو يصرخ بها"ماهو يا انتِ حد مسلطك عليا، يا أنتِ إللي متخلفة !، هو يا عايزة تعميني يا تقتليني يا تطرشيني، وأقسم بالله ما حد هيستحمل صوتك ده غيري، حافظي عليا عشان ما أموتش ولا أتعمي".

1


للمرة الثانية أشارت سبابتها أمام عينه بتحذير، متحدثة بنبرة عالية"متزعقليش، وربنا لو زعقتلي تاني هعمل بيك حادثة".

+


"انتِ معكيش رخصة سواقة أصلًا، لو وقفنا في كمين هنتهان، احنا في محافظة غريبة ومش عايزين نموت حد".

+


سألته بسخرية"ويعني لو موت حد في القاهرة يبقا عادي!"

1


أكملت حديثها مُشيرة على رأسها مُدعية الذكاء"عيب عليك فكرت فيها، اول ما هنلاقي كمين هنبدل الأماكن، هي دي تغيب عن عقلي بردو"!

+


_ياليلتي السودا، تعالي طب.
أردفها وهو يُريد البُكاء، فـالآتي ليس بخير أطلاقًا، هبطت من السيارة ومِن ثم صعدت مكانه بفرحة عارمة، ليجلس هو بالمقعد المجاور لها، متحدث بتوعد"عارفة لو أتكلمتي كلمة زيادة هنزل واللهِ، انتِ قاعدة جنبي وهتطرشيني".

+



        
          

                
_لاء لاء متخافش. 
أردفت بها مُحاولة بث الأمان به، لكنه نظر لها بتفحص مُمتزج بالغيظ، ليتساءل"عارفة بقا هتعملي ايه ولا هتموتينا".

+


صفقت بيدها ومن ثُم تحسست المقود بأنبهار ممزوج بالسعادة"عيب عَلـــيك هشرفك".

+


أبتلع لُعابه بخوف حقيقي وهو يردف في نفسه بتحسر"ربنا ينجدني".

+


"______"

+


اليوم أخيه مُقرر أن يُعاقبهُ تقريبًا، يطهي الطعام لأكثر مِن أربع ساعات، عصافير بطنهُ تُزقزق، صاح بنبرة عالية يسألهُ_:

+


_عبد الرحمن أنت ناوي تأكلنا ستة الصبح!، الساعة واحدة، حرام عليك ما أكلتش غير من سبع ساعات.

+


خرج مِن المطبخ مُتذمر بحديثهُ"هو أكل وبحلقة، واللهِ خسارة فيك أكلي، محروم من حتة بانيه".

6


_ياعم أعمل اكل عِدل الأول بدل ما أنا باكل بقالي سبعة عشر سنة أكل بايظ.
قالها بصياح مُستنكر، ضيق عيونه يتحدث بغيظٍ"خير تعمل شر تلقى، لولا أكلي إللي بتخلصه كل يوم كان زمانك بتاكل تراب".

4


_كنت هبقا باكل دليڤري عادي جدًا.
أجابهُ ببساطة شديد، لحقتهُ جملة الآخر المتهكمة_:
_طب ياحبيبي روح أشتريلك دليڤري بقا كل يوم وأنا هاكل أكلي ومش هتمد أيدك.

+


_على فكرة أنت بتمسكني من أيدي إللي بتوجعني.
كشرت ملامحهُ مع جملتهُ المنزعجة، أكمل بضيق بعدما علق عيونه بـلعبة كرة القدم الخاصة بهُ_:
_سيبني عشان أنا دلوقتي بلعب بطلة مهمة.

+


علق عليه بسخرية منهُ:
"بتخسر أنت كل شوية، مش حَريف زيي، هات دور جديد وهتشوف إني هكسبك".
حديثهُ واثق للغاية، بالفعل فعل "يوسف"ما قالهُ أخيه، بدأ الاثنين بلعب المباراة وتنسى "عبد الرحمن"أمر الطعام تمامًا، بعد وقتٍ ليس بقليل بدأت تتسرب رائحة غريبة لأنفهُ

+


"الرُز شاط يا"يوسف"أردفها بفزع وهو يقفز من فوق الأريكة ينطلق صوب المطبخ، خرج مِن المطبخ بعد وقتٍ، ليردف"يوسف"وعيونه مازالت مُعلقة بالمُباراة_:
_شدة وتزول يا"بودي"مش أول رز يشيط يعني.

4


"أحترم نفسك، أنا طول عمري بعمل أكل ولا أروع، انت بس اللي حسدتني، وبعدين هتاكله وتشوف هو حلو قد ايه"صاح به بعنف مُبخه على مُزاحه الثقيل منذ ثوانٍ، دلف مرة أخرى للمطبخ ليعود وهو مُمسك بـ"صنية"فوقها طبقين من الأرز وطبق مِن "البطاطس بالصلصة"، نـظر"يوسف"للأكل ببسمة مُصطنعة لكنه كان يَود البُكاء مِن حالة الأرز المُفترض أكله!!

2


تحدث"عبد الرحمن"بنبرة مُتصنعة البُكاء"دي مكيدة، أنا أكيد حد خطط إن أكلي يفشل، الشيفات غيرانين مني، مقهورين، عشان عارفين إني لو نزلت التلفزيون هقعدهم في بيوتهم".

4


أيد حديثه أخيه، متحدث بشيءٍ من السُخرية الدفينة، وبداخله يندب حظه"أيوة أيوة ياحبيب أخوك، أكيد الشيف شربيني وأبنه علاء هما اللي عملوا المُأمرة دي، انت فُل متزعلش نفسك، كُل أكلك المحسود ياحبيبي".

1



        
          

                
تلاعبت برأس"عبدالرحمن"فكرة يقولها فورًا بحماس"انت صح، أيه رأيك اما نعمل زي زمان".

+


أستفهم منه، ليرد عليه فورًا بـ"يعني نشوف مين هيخلص طبقه الأول، ولو انت اللي خلصت طبقك الأول ليك مني خمسة جنيه".

+


أخيه يُساومه، يظنه طفل وسيقتنع بذلك المبلغ!!، يظن إن الأموال تُغريه!!! وتلك الأشياء!!، عارٌ عليك يا"عبد الرحمن" عار عليك!، أردف بأحتداد"أنت بتقول ايه!، فاكرني بتاع فلوس!، طب يا أخي زودهم شوية".

2


تحدث الاخر ببسمة مُراوغة"لو أكلت طبقك كله ليك مني خمسين جنيه ومعاها زيادة مصروف الأسبوع ده".

+


إنكب"يوسف"على الطعام أمامه، متحدث بنبرة مُتصنعة النغم الشديد وهو يأكل"الله يا"أبو الرحيم"لما تعمل أكل بالطعامة والحلاوة دي!!، وربنا عالمي يابني، ده ولا تقولي الشيف حسن ولا الشربيني، انت خسارة أكلك ده فيا، الله الله على طعم الرُز بالشياط، عجب".

16


ضحك على مِزاحه الـمُضحك هذا، ليُهز رأسه بخفة، ليستمع بعد وقتٍ قصير أخيه يقول بتقزز ونبرة مُنخفضة"ده أكيد ذنب، حتى الملح قليل!!".

+


أعلى صوته في جملته مُردف بترجٍ طفولي"ينفع أما تديني الخمسين جنيه أنزل أجيب كسين أندومي من أبو خمسة جنيه"؟

10


أخذ"عبد الرحمن"الطعام من أمامه مُردف بتذمر"هات، أنت خسارة فيك حاجة، قوم مفيش فلوس، أبقا هات أكل جاهز، محروم من أكلي أسبوع".

+


_بالله عليك يا أخي!
سأل بعدم تصديق، هز رأسه مؤكد ليردف الاخر بحركات حماسية بيده"الحمدلله ربنا نصرني".

+


_أنت قليل الأدب، خسارة أكلي إللي بعمله، وعلى فكرة أنت غيران مني. تحدث لهُ بحنق شديد، أستمع إلى سُخريته منه"ياعم هغير من الرُز الشايط ولا من الرز المعَجِن، ....لاء خلاص آسف أقسم بالله"تحدث بجملته الاخيرة بعدما أمسك"عبد الرحمن"بزجاجة المياه وقبل أن يلقاها عليه دلف غرفته بسرعة مُغلق بابها، أستمع إلى حديث أخيه من الخارج مردف_:

2


_شوف مين هيعملك أكل، ده انا أكلي ده ياما عرضوا عليا أطلع أعمله على التلفزيون وأنا إللي رفضت.

+


فتح باب غُرفتهُ فتحة صغيرة للغاية، متحدث بسخرية"ده أنت لو طلعت هتوقعلهم القناة".

3


_لما أتجوز إن شاء الله هحرمك من أكل مراتي، وهحرمك من اكلي هه بقا.
نطقها بطريقة متذمرة كالأطفال، على أثر الجُملة خرج من غرفتهُ يسألهُ بترقب"هي"ساجية"وافقت؟"

+


_خالتي إسراء بتقول مامتها في قبول من نحيتها وكانت فرحانة، وقالتلي إنها أكيد هتوافق.
قال جملتهُ بهدوء، توترت معالم وجهُ، إذا الرفض لن يكن منها سيكُن من أخيه، تحدث بنبرة منخفضة خائفة بعض الشيء_:
_بلاش يا"عبد الرحمن"البنت دي أحنا منعرفش أخلاقها، وبعدين صراحة بقا شكلها مش كويسة وبت شمال.
نطق بها دفعة واحدة بعدما كان خائف!!

5



        
          

                
رفع الآخر عيونهُ بصدمة، طال الصمت دقيقة، سألهُ بهدوء مُخيف مُردد كلمتهُ"بت شمال؟!"

+


قبل أن يُجيب، أستفسر منهُ بملامح تغيرت تمامًا، مِن مرحة إلى حادة غاضبة"من أمتى بنقول على بنات الناس شمال؟، من أمتى بنرميهم بالسوء كدا؟، شوفتني عمري أتكلمت عن بنت؟".

13


_مكنش قصدي بس بقول إللي شوفته.
رد بها مدافعًا، ردهُ أشعل الثاني عليهُ، صائح بنبرة غاضبة_:

+


_شوفت أيه!، هو أحنا بنشوفها أصلًا!، البنت محترمة وباين عليها هي ومامتها، أحترم نفسك بقا، البنات المحترمة بيبان عليها، والله يا"يوسف"لو قولت عليها نص كلمة تاني ولا على أي بنت غيرها كلمة بترميها بيها هتشوف مني وش تاني، على أوضتك عشان مش طايقك.

3


كأنهُ ابنهُ وهو أبيه، عاقبهُ للتو، هز رأسهُ بصمت يدلف إلى غرفتهُ مجددًا، يدلف وقلة حيلتهُ يجرها خلفهُ، زفر بإختناق، لَم يجد سوى"خالد"يتصل بهُ يخبره عن خبر حُب أخيه لتلك الوقحة، فتح معه الإتطال وقبل أن يردف بكلمة كان الآخر مُلقي جملتهُ_:

+


_عبد الرحمن طلب أيد ساجية، ومامتها موافقة وهو شكله بيحبها ومخدوع فيها، والبت لبست الخمار، يعني ماشاء الله مثلت الدور صح....

16


"_____"

+


_قَلِلي السُرعة يخربيتك هنـمــــوت.
صرخ بها بأرتيعاب بسبب قيادتها السريعة تلك، لتردف هي بنبرة عالية مُستمتعة"متهدمش فرحتي بقا انا فرحانة اوي".

+


نهرها بحدة:_هموت وانتِ بتقولي فرحانة، ياشيخة منك لله، قَللي السرعة.

+


دارت بنظرها في الأرضية متحدثة بتذمر"انا مش لاقية الفرامل عشان أقلل السرعة".

+


لطم وجنتيه متحدث بهلع"لاء فرامل ايه يخربيتك وانتِ طايرة بالعربية كدا، لو دوستي فرامل هنطير ننزل نعوم في البحر".

3


صدح صوتها العالي مُبخ لهُ_:
_بس بقا أخرس مش عارفة أستمتع، وبعدين مش شايفني دلوقتي بدور على الفرامل!!

+


_فرامل لاء هنموت قللي السرعة بس

+


_مش عارفة أقلل السرعة ساعدني بدل ما أنت قاعد زي الكتكوت المبلول كدا 
سخرت منه وهي ترمق جلسته، كانت حقًا جلسته غريبة للغاية، كان مُمسك بحزام الأمان بقوة ومُغمض عيونه نصف غلقة، ويضرب بيدهُ على السيارة كلطفل الصغير!!

+


"أما انتِ مش بتعرفي تتنيلي، قولتي أسوق ليــه، يخربيتك هنموت وانا مدخلتش دنيا، لاء لاء اوعي تطلعي الكُبري، هنتحدف من فوقه ياغبية".

+


أردف بجملته الاخيرة بذعر وبدأ بالتشهد بنبرة عالية، لتنهره بحدة"ما تسترجل شوية بقا، الصِويت للحَريم".ضحكت في نهاية جملتها بسخرية شديدة.

3


أستهزأ بـ_:

+


_أنا قطعت الخَلف بسببك منك لله، أسترجل ايه بس.

+



        
          

                
_لاقيت الفرامل يا"تيم"انا فرحانة اوي.
صرخت بحماس شديد، ليصرخ هو بها بعنف"اوعي تدوسي عليها، لو أنتِ عايزة تنتحري انا عايز أعيش".

+


"خلاص خلاص مش هدوس"أردفت بها بهدوء بالغ!!، سألت بعد ثوانٍ"تيم هو ايه الحاجات دي!"

+


_اوعي تلعبي فيها، اوعي يابت انتِ واقسم بالله توقفي العربية وهخلي وشك مش باينله ملامح.
توعدها بـأنفعال مُبالغ فيه بالنسبة لها، لتضحك له بـسخافة مُحاولة جعله يستشيط أكثر، ومن ثم فتحت "الكاست الخاص بالموسيقى" دندنت مع الأغنية مُردفة بنبرة حماسية"وبشوقك عيش بشوقك" وكأنها توصل الرسالة له! صاح بها بأشتعال"مش أما نشوف هنعيش ولا نتنيل نتقلب !!، اقفلي الزفت ده مش عايز أموت على معصية الله يخربيت أهلك".

7


ثوانٍ وحاول استعادت ثباته وحتى إذا كان مصطنع ليقترب منها للغاية، حتى تلاصق ذراعه بذراعها، ليُمسك بالمقود متحدث بغضب"هاتي منك لله".

+


تحكم في السُرعة ومِن ثم أوقف السيارة بعد وقتٍ مناسب، تنهد بأرتياح متحدث بنبرة باكية مصطنعة"كنا هنروح فيها بسببك".

+


وجه نظراته النارية لها هاتف بأنفعال"بقا انتِ بتطلعي كُبري بالسرعة دي كلها!، اصبري عليا بس واللهِ لا أنزل من العربية وأخليكي تمشي لوحدك بيها، فرحنالي أوي يختي بعربيتك وانتِ مش عارفة ازاي تتحكمي في السرعة".

+


أنتظر منها أن تصيح هي كمان بغضب مثلما تفعل دائمًا لكنها لَم تتفوه بكلمة حتى!!، ما خطبها هل أخافها!!، رمقها بأستغراب، لكنهُ صُدم عندها وجد عيونها مـعلقة بهِ، وملامح الخجل مرتسمة على وجهها، أستغرب معالم وجهها تلك، ليتساءل بعدم فهم"بتبصي كدا ليه"؟

3


حاولت أن تستوعب تـقربه منها إلى تلك الدرجة!، وجهُ قريب من وجهها للغاية، حتى ذراعه مُلتصق بذراعها!، عندما وجه أنظاره إليها أنصدمت أكثر، تحدثت بعدم أستيعاب"تيم أنت قريب كدا ليه!"

4


"أنا قريب؟"سأل بأستغراب، لكن ثوانٍ وأستوعب فعلًا ليردف بصدمة وهو يحدق بها"انا قريب كدا ليه فعلًا"!!جملة بريئة صدرت منه، كان فقط يُفكر في أنقاذ حياتهم ولكنه تفاجأ بتقربهم هذا !!، أبتعد عنها بحرج، متحدث بنبرة مُحرجة"مكنش قصدي، آسف، آسف بجد".

7


حاولت تلاشي الخجل المُسيطر الآن، لتردف بنبرة مُنفعلة مصطنعة"أنت بتقولي أنا كل الكلام ده!!، هقول لبابا عليك واللهِ".

+


"بس يادلوعة بابا، كنتِ هتموتينا يارب ابوكي بقا يفرح بيكي أما كنتي تجيله بعاهة مستديمة ولا على نقالة".

+


سخر منها بجُملته، لتتغير ملامحها بضيق متحدثة"بعد الشر عليا، يارب أنت".

+


"_____"

+


لَم يجد منه هو الآخر إلا الصدمة والاستنكار، استنكر بحديثهُ_:
_نهار اسود هيتجوز مين!
مع لفظ بَذئ منهُ لها في النهاية.

10


"انا قولتله أنها شمال بس هو هب فيا، وطلع روح الشيخ إللي جواه، هو معاه حق بس أنا المفروض أقوله أيه!"

+


أقترح "خالد"بـ"طب ما تروح تقوله كل الحكاية وسيبك من خوار شمال ويمين ده، بدل ما يدبس".

+


توترت ملامح"يوسف" ليردف وهو يبتلع لُعابه_:

+


_ما أصلي خايف.

+


سأل مُستفهم"خايف من ايه؟، أنت يعني إللي كنت معاها!، ولا ساجية هتضربك؟"

+


هز رأسه برفض مُصلح جملته بحرج"لاء خايف من عبد الرحمن" توسعت عيون صديقه متحدث بغيظٍ"ليـــه!، هيعملك ايه!!، أنت مالك!".

+


أغمض عيناه ومِن ثم أخذ نفس عميق ليخرجه على مراحل مُوضح بِـ"مش حكاية كدا، حكاية أنه هيقولي اتقي الله، بنات الناس خط أحمر، حرام تجيب سيرتهم، ويقعد يقولي حاجات من دي كتير، وكمان هيقولي ترضى أختك يتقال عليها كدا!، ترضى على أمك كدا!!، ده قالي كدا وأنا قولت شمال بس أومال لو قولتله كل حكايتها هيقولي أيه!"

5


صاح بغيظ شديد، سيُجلط حتمًا بسببه_:

1


_أنت أصلًا ولا عندك أخوات بنات ولا بتاع، وأمك ماتت بقالها سنين، أصبر أصبر ممكن يقولك هيتردك في مراتك أو بنتك صح؟"سأل بجدية مصطنعة، حرك رأسه بإيماءة بسيطة مُردف"ممكن"،تحدث بأنفعال-:

+


_هو أنت لسة أتنيلت أتخرجت أصلًا عشان تتجوز ولا تخلف!!، تجيب الشلل.

1


"طب أنا أعمل ايه محتار، وبردو خايف أقوله يعمل فيها حاجة"أحتمالات كثيرة في رأسه ستجعلها تفتك. 

+


لَطم"خالد"وجنتيه مردف"هلطم وهلم الناس عليا، هيعمل فيها ايه!!، هو لسة حتى راح طلب أيدها !، هيعمل فيها حاجة فعلًا لو عرف لما يتجوزها، حرام يعني مش هتوصل للمشاكل دي كلها، فأنت أنجدها وأنجد أخوك في نفس الوقت، روح قوله ياعم أنها ماشية مع باسم وبتحبه وناوين يتجوزا، روح أعمل أي حاجة، أخوك يستاهل الأحسن منها بمليون مرة".

11


حديث صديقه صواب، لكنه مُشتت صعب عليه أن يخبر أخيه إن حُبيبته تُحب شخص آخر وفعلت معه ما حرمه الله!!، قلب أخيه حتمًا سيُكسر !، تنهد بيأس متحدث_:
_هخرج أقوله فعلًا واللي يحصل يحصل.

+


أغلق معه، خرج من غرفتهُ مُقبل على أخبارهُ، أخذ نفس عميقٍ يُخرجهُ على مراحل، توسلهُ بجملتهُ_:
_بالله عليك أسمعني، "ساجية"مش زي ما أنت فاكر..

8


"______"

+


بارت طويل أوڤر بجد😭😭😭

+


كتعويض يعني.

+


المُهم توقعاتكم

+


يوسف هيقول لـ"عبد الرحمن"؟

3


لو يوسف هيقول ليه أيه رد فعله؟

3


طب واللهِ لا أقول جملتي المفضلة المكررة"مدلعاكم مع تيم ودانية"دول القصة اللايت إللي بفصلكم بيها🤩

7


حاسة كدا إن ساجية بقت قوية، أثلن هي مش عارفة تلاقيهم من مين ولا من مين🤩

7


أثلن رأيكم في رد فعل أم ساجية 

3



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close