رواية خيوط القدر الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة المصري
الفصل السابع عشر
نظرت ندى الى التاريخ فى هاتفها وهى تجلس لتحاول انجاز عملها الذى ترى انه اخذ من الوقت اكثر مما يلزم ، مر اسبوعان فقط وتبقى مثلهما على عودته ، لم تكن تعلم انها ستفتقده الى هذا الحد ، افتقدت فيه كل شىء ، مكالماته ، اهتمامه ، مزاحه ، رائحة عطره ، صوته الذى تشعر انه يضمها بنبراته ، كانت الفترة الماضية كافية لان تثبت لها بلا شك بانها تعشقه اكثر مما كانت تتوقع ، ندمت على كل لحظة مرت من حياتها وهى تحاول ان تبعده عنها ، تعجبت من حبها له ، لا يمكن ان يكون كل هذا الحب هو وليد لحظة لا بد انه بداخلها منذ زمن وهى كانت تعاند لا اكثر ، اعماها هذا الوهم عن رؤية الحقيقة ، تذكرت احمد وهذه المرة ذكراه تصيبها بالاشمئزاز ، تشعر بكم كانت حمقاء وساذجة وغبية ، فكرت ان تخبر ادهم بكل شىء ، فكرت كثيرا فى هذا الامر دون ان تصل الى قرار ، ولكن حينما اعادت التفكير فى الامر قررت انها لن تخبره ، فهى لم تتجاوز الحدود مع احمد ولو لمرة ، فى الجامعة لم يتجاوز كونه مجرد معيد ، وحين عاد وطلب منها العمل فى الفيلا رفضت وحاولت الابتعاد وحين اصر اكملت دون اى تجاوز ، لم تعطه فرصة لينفرد بها ابدا ، لم تخبره بكلمة حب واحدة ، وحتى حين علمت بصداقته لادهم اتخذت قرارها بالابتعاد عن كليهما لولا ما حدث وغير كل شىء ، ، لقد اقتنعت تماما ان ماكانت تحمله تجاهه لم يكن حبا ابدا فربما انجذابا لشخصيته الغامضه ، وحبها للفضول ، هى على ثقة انها لم تحبه ، فالحب الحقيقى قد شعرت به الان ولم تشعر به من قبل يسرى هكذا فى عروقها ، ثم انها لن تحتمل ابتعاد ادهم عنها ولو للحظة وتخشى لو علم لاتهمها باخفاء الامر من البداية ، وماذا لوصدق ما قاله خالها عنها ، بانها كانت على علم بزواجه ، الف سؤال يطرح نفسه على عقلها وشىء واحد يمنعها ، لن تقوى على فراقه ، اسبوعان باكملهما كانا كافيين لتعرف كم تحبه والى اى حد لا يمكنها احتمال بعده ، لقد انتهى الامر وهى لم تخطىء فى حق احد وستبدا حياتها مع ادهم منذ اللحظة التى اقرت فيها بحبها له .
********************************************************************
فى مكان هادىء جلست ياسمين على كرسى مقابل لعمر الذى اصبحت تثق فيه اكثر من روحها ، فهذه هى المرة الاولى التى تخرج فيها بصحبة شاب الى اى مكان ، حين طلب منها عمر ذلك لم ترفض فقد اولته كل ثقتها واصبح هو من يشاركها سرها الذى تخفيه عن كل البشر ، كل ما اصبحت تخشاه ان تكون مشاعره قد تبدلت من الحب الى الشفقة ، فعلى الرغم من محاولتها فى الماضى اقصاءه بكل طريقة الا انها فى قرارة نفسها كانت تطلب منه البقاء والاقتراب اكثر ، وبالفعل قد قالتها فى لحظة توسل وضعف ، عمر قد أصبح اهم ما فى حياتها الان بل هو حياتها ذاتها ، فالمشاعر التى لم تعرفها فى حياتها تذوقت معناها معه ، وعرفت كم هى سامية وراقية وتدفع احيانا الانسان ان يبذل حياته بكل رضا وسعادة .
رات يده تتحرك امام عينيها وهو يقول ” ها وصلتى لفين ؟؟“
ابتسمت فى خجل قائلة ” كنت بتقول ايه ؟؟“
هز رأسه قائلا بابتسامة ” طول ما انتى معايا عايزك تبطلى سرحان ”
زفرت فى الم وهى تقول ” هحاول ..كنت بتقول ايه بقا ؟؟“
قال وهو يعبث بالهاتف امامه ” كنت بقولك لو تيجى تشتغلى معايا فى المستشفى الخاص اللى بشتغل فيها ..احنا بقا عندنا وقت ونبطشيتنا قلت بعد ما ناس جديدة جت المستشفى ”
رفعت نظرها اليه ، تريد ان ترى كيف اصبح ينظر اليها ، خيل لها احتياجها اليه انه يشفق عليها ليس الا ، فنظرت الى الارض فى الم ، اما هو فكان يعرف كم التردد الذى تعانيه ، لم تعرف الحب من قبل وان وجدت بداخلها مشاعر فسيصعب عليها ترجمتها ، وما يمنعها اكثر خوفها ، قال وهو ينحنى للامام قائلا ” قولتى ايه ؟؟“
ردت دون ان ترفع عينيه ” هقول ايه ..فعلا محتاجة ده ...محتاجة اى فرصة اهرب من كل حاجة ...“
آلمه ان تسىء فهمه فقال مدافعا ” ومين قالك انى عاوزك تهربى من كل حاجة ...انا بساعدك تعيشى حياتك الطبيعية ..انتى دكتورة شاطرة جدا فى مجالك ..ليه مبتفكريش تستغلى ده ؟؟“
احتضنت نفسها بذراعيها وهى تقول“ مش هتفرق كتير ”
تنهد عمر وهو يرى اليأس لازال يحيط بها رغم كل شىء ولم يعد يعرف من اين يبدا طريقه معها فقال وهو ينحنى قليلا اليها ” ياسمين ..عاوزك تعرفى حاجة ..انا عمرى ما هتخلى عنك ولا هسيبك ابدا ولا هسمح لحد انه يأذيكى تانى ...انا هفضل جنبك عشان تعملى اللى انتى تختاريه وتعوزيه ..مش اللى انا اختاره واعوزه ”
ضحكت فى سخرية وقالت ” هوا انا عارفة انا عايزة ايه ؟؟“
ولكنه كان يعرف جيدا ماذا يريد ، اراد ان يطلب الزواج منها مباشرة ، ولكن ردها بهذه الطريقة احبطه ، ياسمين فى حاجة لاستعادة توازنها ، فى حاجة لاستعادة ثقتها فى نفسها من جديد ، فى حاجة لتشعر بانها تملك القدرة على اتخاذ قرار لذا قال وهو يعتدل فى جلسته ” خلينا نبدأ مع بعض خطوة خطوة ..ولا انتى لسة بتخافى منى ؟؟“
نظرت له ياسمين نظرة ذات معنى وقالت ” انا مش بثق فى حد فى الدنيا دى كلها غيرك ..انت الوحيد اللى فتحتله قلبى ..انت الوحيد اللى شاف دموعى بعد ما خبتها عن الناس كلها ...بس ” ولم تكمل عبارتها واطرقت فى حزن
فواصل عوضا عنها ” بس ايه ..خايفة تندمى ؟؟؟“
رفعت رأسها بعينين حزينتين وقالت فى الم ” خايفة انت اللى تندم ”
تاهب ليرد عليها لولا ان رن جرس هاتفه فابتسم وهو يشير لياسمين به قائلا ” دى ندى ”
ابتسمت ياسمين وهى تخفى وجعها تمنت الا يقاطعهما رنين الهاتف ، تمنت لو اجاب على سؤالها وطمانها بانها ستظل فى امان معه، تحتاج الى ان تسمعها منه مرات ومرات ، لم تعهد هذا القرب من قبل مع اى انسان ، ولم تعهد هذه المشاعر التى لاتعرف الى اين تاخذها ، تخشى على قلبها من التعلق بالامل لقد تكيفت مع اليأس ونسيت كيف تكون السعادة تخشى اان تتذوق حلاوتها ولا تستطيع ان تعود الى مرارة حياتها من جديد ان انتهى من حولها كل شىء ، نظرت الى عمر وتاملته بعينين متوسلتين وكل جزء فيها يترجاه الا يتركها .
*****************************************
لم تستطع ندى ان تقاوم سعادتها منذ دقائق فقط اخبرها ادهم انه على وصول ، انتقت اجمل ثيابها ، كان من اللون الموف الهادىء الذى يفضله ادهم ، تركت شعرها الكستنائى الفاتح ينساب على كتفيها فى نعومة فبدت خلابة للغاية ، حملت بعض الاوراق معها واتجهت الى المكان الذى يحبه وقررت ان تفاجئه هناك ، كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءا حين وصلت بها السيارة الاجرة الى هناك ، جلست على المقعد الذى اعتادا ان يجلسا عليه سويا ، امسكت بهاتفها لتحدثه وارسلت له رسالة ” انا فى المكان اللى انت بتحبه ..مستنياك ” وابتسمت وهى تضع الهاتف فى حقيبتها ، وتطالع رسما على ورقة امامها رسمته لادهم فى غيابه ، تاملته فى سعادة ، وتمنت لو اعجبه ، رن هاتفها برقم ادهم ففتحت المكالمة وتلاشت ابتسامتها مع صوت صيحته وهو يقول ” انت فين يا ندى ..ازاى تروحى المكان ده لوحدك وباليل انا مش حذرتك ؟؟وقلتلك المكان ده باليل بيبقى وحش جدا وميتقعدتش فيه ..انا جايلك حالا ..ولو لقيتى اى تاكسى معدى عندك اركبى على طول ومتستنيش ..سلام ”
نظرت ندى حولها وتأملت المكان ، حقا ليس له اى مذاق ولا معنا ليلا ، نهضت فى خوف وهى تفكر لا يوجد سيارات اجرة ستمر من هذا المكان ، عضت على شفتها فى يأس ، واستسلمت للامر ستجلس فى انتظار ادهم فلم يعد لديها اى بدائل ، حاولت ان تتغلب على خوفها فأخرجت الرسم الذى صممته له تتأمله ولكنها لم تستطع ان تقاوم خوفها اكثر ، انتفضت واقفة وهى تشعر بصوت غليظ يقول ” طب بصيلى انا كدة مش يمكن اطلع احلى منه ”
التفتت ندى فى ذعر فوجدت ثلاث شباب ينظرون اليها بوقاحة وهم يتغامزون ويضحكون بشدة وصفر احدهم قائلا ” يخربيت كدة ..ده انا عمر ماشوفت مافى حلاوة اهلك دى ”، تراجعت ندى فى هلع وقالت ” على فكرة ..انا خطيبى جاى حالا ..وهوا ظابط كمان ومش هيرحم اى حد فيكو لو قربلى ”
ابتسم احدهم وهو يقترب منها قائلا ” يا شيخة ..خطيبك وظابط كمان ..هوانت متعرفيش انى انا ابقى وزير الداخلية هنا ولا ايه ”
وضحك فى سخرية ، فتعالت انفاس ندى ووضعت يدها على صدرها فى حركة لا ارادية للدفاع قائلة ” على فكرة انا بتكلم جد ..وزمانه جاى دلوقتى وهيوريكو ”
لم يدع احدهم لها فرصة لتكمل حديثها فجذب ذراعها ليقربها اليه قائلا وهو يتطلع اليها فى وقاحة ” يا بخته ..بس مش حرام عليه يتمتع بالجمال ده لوحده ”، صرخت ندى وهى تدفعه بكفيها وتقاومه بشده ، فى تلك اللحظة كان ادهم يهبط من سيارته ، وما ان سمع صوت صرختها حتى ركض كالمجنون الى مصدر الصوت ، رآها وحقير منهم يحاول ان يقربها اليه وهى تقاومه باستماتة ، اندفع الدم الى رأسه وامسك بكتفيه ولكمه فى عنف بعيدا عنها ، فى نفس اللحظة اخرج واحد من الاثنين مطواة حاول ان يرفعها فى وجهه فأمسك ادهم بذراعه وقيده خلف ظهره فى نفس اللحظة التى سدد فيها ركلة الى معدة الرجل الثالث وعاد الى الثانى من جديد ليلكمه بقوة ويحمله ليسقطه فوق جسد الاول الذى كان يحاول النهوض وهو يصرخ فيهم ” كلااااب ”
فر الثلاثة من امامه كالفئران المذعورة ، اما ندى فرغم هلعها الا انها تابعت ما يفعله باعجاب بالغ ، استدار لها ادهم فوجدها تضم كفيها الى صدرها فى خوف وترتعد فسألها وهو يلهث ” انتى كويسة ؟؟“
هزت رأسها بالايجاب فواصل فى غضب ” انتى اتجننتى ؟؟...هوا مش قولتلك متجيسش المكان ده باليل ..عارفة لو اتأخرت دقيقة بالظبط كان ايه اللى هيحصل...دايما كدة متهورة وبتعملى اى حاجة تخطر على بالك ”
ارتعد فكها واجهشت بالبكاء فكانت تلك هى المرة الاولى التى يتحدث اليها بهذه النبرة ، تنهد ادهم واقترب منها فما حدث كاد ان يفقده صوابه كلما تخيل ما كان سيفعله هؤلاء الاوغاد بها ، وضع يده خلف رأسها ووضعها على صدره محافظا على مسافة بينهما وقال ” اهدى خلاص ..خلاص ياندى متعيطيش ”
رفعت رأسها من على صدره قائلة ” نسيت موضوع باليل ده خالص ..كنت عاوزة اعملك مفاجاة وعارفة ان ده اكتر مكان بتحبه ”
تراجع ادهم قائلا ” ايوة بس انا قلتلك المكان ده باليل بيبقا غير النهار ..النهار بيبقا ناس بسيطة جاى تاكل عيش ..لكن باليل زى ماشوفتى كدة خمورجية وقطاعين طرق ”
نظر الى دموعها التى اهدرتها منذ دقائق على خدها فمسحها بانامله وهو يقول بابتسامة عذبة ” وحشتينى ”
ابتسمت وقالت فى تذمر ” وحشتك ايه بقا ..انت لسا فاكر ”
امسك بذراعها فى رفق قائلا ” طيب نمشى من هنا ونتكلم فى الموضوع ده براحتنا ”
والى جواره فى السيارة جلست وهو يسألها ” اختارى يا ستى ..تحبى تروحى فين ؟؟“
شردت ندى قليلا وخطر على بالها فكرة مجنونة وليدة اللحظة فقالت ” ادهم ..فاكر المكان اللى اتعملت فيه حفلة دفعتنا من تلات سنين ..لما ات جتلى هناك ”
هز ادهم رأسه قائلا ” اه وده يوم يتنسى ..ده انتى كبستينى فيها كبسة العمر ”
زفرت ندى فى الم وهى تتذكر وتتاكد انها اختارت المكان الصحيح ، ستفعل ماكان يجب ان تفعله منذ ثلاث سنوات ، واصلت فى ابتسامة طفولية ” هتودينى ولا لا ”
نظر لها ادهم بجانب عينيه قائلا ” طلبات حبييتى اوامر ”
وهناك جلسا على طاولة وتبادلا الحديث فى شوق بالغ ، حتى سألها ادهم ” ها فين المفاجاة بقا ؟؟“
ابتسمت ندى وهى تبسط امامه الورقة التى كانت معها ، كانت صورة له رسمتها بيدها ، ابتسم ونظر لها فى حب فأشارت باصيعها اسفل الصورة ليقرا ما كتبته ” مامر من الوقت كان كافيا لادرك حجم مشاعرى تجاهك ..لا اريد ان تمر لحظة من الان لا اشاركك فيها كل شىء ، اريد ان اشاركك كل تفاصيل حياتك حتى الهواء الذى تتنفسه ، لا اريد ان اعطى فرصة للزمن ليجعلنى اشتاق اليك فالشوق اليك مؤلم جدا ولا اريد ان اجربه بعد اليوم ، احبك جدا ..هل تقبلنى زوجة ورفيقة لسنواتك المقبلة ؟؟“
لمعت عينا ادهم وهو يقرا تلك الكلمات ، لهذا اختارت هذا المكان ، هى من تطلب منه الزواج وبسرعة ، رفع رأسه اليها ليجد عينيها تلمع شوقا ، اخفضت نظرها فى خجل فقال فى حب ” بجد ده يا ندى ”
ملات صدرها بالهواء وهى ترفع رأسها من جديد كانها تستمد من حبه قوتها وقالت ” وهيا فين ندى ؟؟؟....انت بقيت دنيتها وروحها وقلبها وكل حاجة ..تتجوزنى يا ادهم ؟؟“
عانق عينيها الزرقاوين بعينيه للحظات وقال ” انتى بتسألينى ”
لامست انامله باناملها قائلة ” مش عاوزة دقيقة تعدى عليا من النهاردة من غيرك ...مش عايزة ادى فرصة لاى حاجة توجعنى تانى ..انا عاوزة اتجوزك دلوقتى حالا ”
نظر ادهم الى اناملها التى تلامس كفه وضحك قائلا ” وانا اكتر منك ...بس مش سلق بيض هوا ..انتى لازم يتعملك فرح متعملش لحد ..ولسة على ما نبلغ عيلتك وعيلتى ”
سحبت ندى اناملها من على كفه وقالت فى غضب مازح ” بقا كدة ياادهم ..اقولك نتجوز دلوقتى تقولى مش عارفة ايه ؟؟“
زمر ادهم شفتيه قائلا ” انا ممكن اخلص ده كله فى وقت قصير ...اقولك على حاجة احنا ممكن نكتب الكتاب الاسبوع ده والفرح بعده بشهر على ما نكون حضرنا كل حاجة ..ايه رأيك ”
تنفست ندى فى راحة وقالت ” موافقة ”
ونظرت الى المسرح لحظة وقالت ” ممكن تستنانى دقيقة ..عاملالك مفاجأة ”
قطب ادهم حاجبيه فى مزاح قائلا ” مفاجأة تانى ..يا خوفى ...“
ضحكت ندى وهى تنهض قائلة ” هنشوف ” وبعد دقائق كانت ندى على المسرح وسمع ادهم الموسيقى الخاصة باغنيته المفضلة toi et moi (الاغنية مترجمة ..اسمعوها جميلة جدا هتعيشكو جوة الحدث https://www.youtube.com/watch?v=L-3JLpLFuSs
وتفاجىء بندى تغنى المقطع الاول منها
مثل الحياة والعالم
مثل الليل والنهار
مثل الضحك والبكاء
مثل الكراهية والحب
مثل الغنى والفقير
كما فى الماضى والحاضر
سأكون دائما هنا ..سأكون دائما بجانبك
مثل الام وطفلها
مثل الحزن والفرح
مثل نظرة والديك
كاخت كبيرة بجانبك
مثل عطر طفولتك الذى لاتنساه
ساكون دائما هنا ساكون هنا بجانبك
انت وانا
مختلفون جدا والحب هنا ايضا
انت وانا انا كنا نحب بعضنا فذلك لاننا مختلفين عن بعضنا البعض
دهش ادهم للحظات وتذكر يوم ان كان يوجه اليها الكلمات وهو يظن انها لاتعرف الفرنسيةولكن دهشته لم تطل اذ تخلص منها وعاش تلك اللحظة الجميلة معها كما يجب صعد الى جوارها واخذ الميكروفون منها واكمل المقطع التالى للاغنية بصوته وهو ينظر اليها موجها اليها كل كلمة تفاجئت ندى بصوته عذبا للغاية
مثل النار والجنة
مثل دموعك وابتسامتك
مثل الكثير من الاشياء التى تريدها
والتى لايمكن ان تنتمى اليك
مثل اولئك العشاق من حياة اخرى
الذين يحبون بعضهم كثيرا حتى الموت
ساكون دائما هنا سأكون دائما جانبك
مثل دائما الحب الموحد
دون معرفة اين سيقودنا
اسعى للخير تجنب الشر
انا النجم الذى يسعى اليك
انت نسيج حياتى
سأكون دائما هنا سأكون هنا جانبك
انت وانا مختلفون جدا والحب هنا ايضا
انت وانا
انتهت الاغنية التى عاش فيها كل منهما بروحه ، نعم كانت قصتهما ، كل منهما مختلف عن الاخر ولذلك حبهما كان مختلفا ومجنونا ، وقفا ينظران الى بعضهما للحظات فى حب ، وللحظات تمنى ادهم لو اخذها بين ذراعيه بقوة ولكن كعادته يريد ان يحافظ على حبيته حتى يكون جديرا بها للابد ، انتظرت ندى منه وربما تمنت نفس الشىء واقتربت خطوة منه بالفعل فتراجعها هو وأخذ بيدها ليهبط معها سلم المسرح وهو يدعو الله ان يلهمه الصبر ،اما ندى فرغم حنقها من ابتعاده الا ان ذلك عزز من قدره عندها ، حتى فى اكثر لحظات عشقه ليس متهورا ابدا مثلها .
***********************************************************
مر الاسبوع سريعا وجاء الموعد المحدد لعقد القران ، رفضت ندى ان يكون خالها هو وكيلها وصممت على عمر ونفذ لها ادهم ما ارادت فهو لا يحب خالها ابدا وبالكاد وافق ان يكون عقد القران فى الفيلا الخاصة به حفاظا على ماء الوجه لا اكثر .
فى صباح هذا اليوم مرت ندى على ياسمين فى المنزل فقد ارادت ان تشاركها يومها وفرحتها ولكن ياسمين رفضت ، قالت لها ندى فى رجاء ” ياسمين بقا بطلى رخامة ...عايزاكى تكونى معايا فى اليوم ده ”
مسحت ياسمين على شعر ندى قائلة ” حبيبتى صدقينى ..انا فرحانالك اوى ..بس انا بقالى فترة فعلا مش بختلط بحد وبعدين هاجى بصفتى ايه ”
عقدت ندى حاجبيها قائلة ” ايه بصفتك ايه دى ...بصفتك صاحبتى ” واضافت فى خبث وهى تغمز بعينها ” ومرات اخويا مستقبلا ”
انتفضت ياسمين وقالت ” انتى بتقولى ايه يا ندى ؟“
اقتربت ندى منها وقالت فى هدوء“ مالك متفاجئة كدة ليه ..على اساس اللى بينك وبين عمر حب اخوى مثلا ”
ازردردت ياسمين ريقها وقالت ” انا مش فاهمة بتتكلمى كدة ازاى ؟؟“
ضغطت ندى على شفتيها فى غيظ وقالت ” انا اللى مش فاهمة توترك ده ..بتحبيه وهوا بيحبك ..مش قادرة تعترفى لنفسك بده ليه بقا ؟؟“
شعرت ياسمين بتوتر يسرى فى اوصالها ولم ترد ، هى تحبه ولكن الخوف ، تنفست فى سرعة وقالت لتغير الموضوع ” ندى ..النهاردة كتب كتابك متفكريش فى اى حاجة تانيه ”
هزت ندى كتفيها وقالت ” تمام يا ياسمين ...اهربو زى ما انتو عايزين ..بس الحب هوا الحاجة الوحيدة اللى مينفعش حد عاقل يهرب منها ”
تركتها ندى فى حيرتها ، نعم تحبه ولكن هناك الف لا تمنعها ، اولها حبها له الذى تخشى ان يكون سببا فى شقائه ، كانت ترى انه يستحق انثى طبيعية غير مشوهة المشاعر مثلها ، انثى تتفنن فى اسعاده ، لا امراة تحاول ان تلملم ما تبقى منها فقط لتعيش ، لا مريضة تحتاج الى المؤازرة ، لقد اعطاها الكثير ، اعطاها الامان والثقة والامل وهى لا تجد شيئا واحدا تعطيه له بالمقابل .
فى المساء كان عقد القران ارتدت ندى ثوبا من اللون الازرق بدت فيه جميلة للغاية ، جلست فى سعادة تستمع الى ما يقوله المأذون وهو يعقد قرانها على ادهم الذى يضع يده فى يد عمر وينظر له خالها فى غيظ ، كان وسيما جذابا كعادته ، يبادلها الابتسامة بين الحين والاخر ، وبعد ان انتهى الماذون من عمله ابتسمت ندى لادهم واتجهت الى الشرفة كانها كانت دعوة صامتة لينفردا معا لتهنئه على طريقتها ، تبعها بعد لحظات وابتسم لها بعشق صادق وهو يقف امامها ويتنهد فى راحة قائلا ” اخيرا ”
ابتسمت ندى وبادلته نظرة عشق لا يقل حرارة عن عشقه ابدا وهمست ” اخيرا ”
رفع كفها وقبل انا ملها فى رقة بالغة ، وتطلع الى عينيها اللامعتين الصافيتين للحظات قبل ان يرفع كفيها ليحيط بهما عنقه وضمها اليه بشوق جارف فاستسلمت بين ذراعيه وهو يرفعها عن الارض ويضمها بشوق انتظار هذه اللحظة فقد تمناها منذ ان صارحته بمشاعرها ، ضمها فى حب فى عشق فى شوق لا ينتهى ابدا ، اخذ يدور بها فى سعادة وهى تحيط عنقه بذراعيها وتتشبث بها اكثر تتمنى ان تدوم اللحظة الى مالا نهاية ، استقر بها اخير ا فى نفس اللحظة التى دخل فيها عمر اليهما قائلا ” الله الله ...ايه اللى بيحصل ده بقا منك ليها ؟؟“
احمر وجه ندى خجلا فابتسم ادهم وهو يبعدها بصعوبة عن صدره قائلا لعمر فى غيظ ” نعم ..جاى ورانا ليه ؟؟؟“
ضحك عمر وهو يعقد ساعديه قائلا ” نعم ...دى اختى على فكرة اللى انت بتحضنها دى ”
احاطها ادهم بذراعه وهو يقول ” وبقت مراتى ولا نسيت ..وكلمة زيادة والله لاخدها على البيت حالا ”
ضحكت ندى وهى تميل للامام وتضع يدها على ثغرها ، نظر لها عمر فى غيظ مفتعل وقال ” عاجبك الكلام ده يا ست ندى ”
نظرت ندى الى ادهم فى حب وقالت ” دلوقتى جوزى شرعا وقانونا ولو عمل اللى بيقوله محدش هيقدر يمنعه“
هز عمر رأسه وهو يقول ” من اولها كدة بتبعينى وش ” ، ورغم ان الكلمة كانت مزاحا الا ان اندى تركت ادهم واتجهت الى عمر قائلة فى حنان ” ابيع مين يا عمر ...انت هتفضل طول عمرك ابويا واخويا وصاحبى ....ربنا يخليك ليا” واحتضنته ودمعت عيناها فى تاثر واضح ، فتنهد ادهم محاولا اضفاء جو من المرح فقال ” لا لا لا ..انا بغير على فكرة ”
رفعت ندى رأسها من على صدر اخيها وابتسمت لادهم وهى تقول ” انا النهاردة اسعد انسانة فى الدنيا كفاية بس انى بقيت مراتك ”
مال عمر الى أذن ندى هامسا بصوت لايسمعه ادهم ” اللى يشوفك دلوقتى وانتى متشعلقة فيه وخايفة زى مايكون لو سيبتيه هيضيع منك ما يشوفكيش ايام زمان ...كانت لازمتها ايه الرخامة من الاول ”
خجلت ندى واحمر وجهها فربت عمر على كتفها قائلا ” ربنا يسعدك يا حبيبتى ”
نظر عمر الى ادهم فى رجاء وقال وهو يمسك بكف ندى ” ندى من النهاردة مسئوليتك يا ادهم ...امانة فى رقبتك ...انتى خدت روحى واغلى حاجة فى حياتى ”
قرب ادهم ندى منه وقال ” بس انا مش هحافظ عليها عشان امانة ولا عشان اختك ...ولا كل الكلام ده ..انا بحبها يا عمر حبى ليها هوا اللى بيحركنى ويخلينى عاوز اسعدها باى طريقة ” واقترب ليربت على كتف عمر قائلا ” اطمن على اختك يا عمر ”
اقترب عمر وعانق ادهم فى حرارة قائلا ” انا متاكد يا ادهم ...ربنا يسعدكو يا صاحبى ”
رن جرس عمر فجاة ، فترك ادهم وفتح المكالمة ليأتيه صوت ياسمين وهى تصرخ ” عمر الحقنى
نظرت ندى الى التاريخ فى هاتفها وهى تجلس لتحاول انجاز عملها الذى ترى انه اخذ من الوقت اكثر مما يلزم ، مر اسبوعان فقط وتبقى مثلهما على عودته ، لم تكن تعلم انها ستفتقده الى هذا الحد ، افتقدت فيه كل شىء ، مكالماته ، اهتمامه ، مزاحه ، رائحة عطره ، صوته الذى تشعر انه يضمها بنبراته ، كانت الفترة الماضية كافية لان تثبت لها بلا شك بانها تعشقه اكثر مما كانت تتوقع ، ندمت على كل لحظة مرت من حياتها وهى تحاول ان تبعده عنها ، تعجبت من حبها له ، لا يمكن ان يكون كل هذا الحب هو وليد لحظة لا بد انه بداخلها منذ زمن وهى كانت تعاند لا اكثر ، اعماها هذا الوهم عن رؤية الحقيقة ، تذكرت احمد وهذه المرة ذكراه تصيبها بالاشمئزاز ، تشعر بكم كانت حمقاء وساذجة وغبية ، فكرت ان تخبر ادهم بكل شىء ، فكرت كثيرا فى هذا الامر دون ان تصل الى قرار ، ولكن حينما اعادت التفكير فى الامر قررت انها لن تخبره ، فهى لم تتجاوز الحدود مع احمد ولو لمرة ، فى الجامعة لم يتجاوز كونه مجرد معيد ، وحين عاد وطلب منها العمل فى الفيلا رفضت وحاولت الابتعاد وحين اصر اكملت دون اى تجاوز ، لم تعطه فرصة لينفرد بها ابدا ، لم تخبره بكلمة حب واحدة ، وحتى حين علمت بصداقته لادهم اتخذت قرارها بالابتعاد عن كليهما لولا ما حدث وغير كل شىء ، ، لقد اقتنعت تماما ان ماكانت تحمله تجاهه لم يكن حبا ابدا فربما انجذابا لشخصيته الغامضه ، وحبها للفضول ، هى على ثقة انها لم تحبه ، فالحب الحقيقى قد شعرت به الان ولم تشعر به من قبل يسرى هكذا فى عروقها ، ثم انها لن تحتمل ابتعاد ادهم عنها ولو للحظة وتخشى لو علم لاتهمها باخفاء الامر من البداية ، وماذا لوصدق ما قاله خالها عنها ، بانها كانت على علم بزواجه ، الف سؤال يطرح نفسه على عقلها وشىء واحد يمنعها ، لن تقوى على فراقه ، اسبوعان باكملهما كانا كافيين لتعرف كم تحبه والى اى حد لا يمكنها احتمال بعده ، لقد انتهى الامر وهى لم تخطىء فى حق احد وستبدا حياتها مع ادهم منذ اللحظة التى اقرت فيها بحبها له .
********************************************************************
فى مكان هادىء جلست ياسمين على كرسى مقابل لعمر الذى اصبحت تثق فيه اكثر من روحها ، فهذه هى المرة الاولى التى تخرج فيها بصحبة شاب الى اى مكان ، حين طلب منها عمر ذلك لم ترفض فقد اولته كل ثقتها واصبح هو من يشاركها سرها الذى تخفيه عن كل البشر ، كل ما اصبحت تخشاه ان تكون مشاعره قد تبدلت من الحب الى الشفقة ، فعلى الرغم من محاولتها فى الماضى اقصاءه بكل طريقة الا انها فى قرارة نفسها كانت تطلب منه البقاء والاقتراب اكثر ، وبالفعل قد قالتها فى لحظة توسل وضعف ، عمر قد أصبح اهم ما فى حياتها الان بل هو حياتها ذاتها ، فالمشاعر التى لم تعرفها فى حياتها تذوقت معناها معه ، وعرفت كم هى سامية وراقية وتدفع احيانا الانسان ان يبذل حياته بكل رضا وسعادة .
رات يده تتحرك امام عينيها وهو يقول ” ها وصلتى لفين ؟؟“
ابتسمت فى خجل قائلة ” كنت بتقول ايه ؟؟“
هز رأسه قائلا بابتسامة ” طول ما انتى معايا عايزك تبطلى سرحان ”
زفرت فى الم وهى تقول ” هحاول ..كنت بتقول ايه بقا ؟؟“
قال وهو يعبث بالهاتف امامه ” كنت بقولك لو تيجى تشتغلى معايا فى المستشفى الخاص اللى بشتغل فيها ..احنا بقا عندنا وقت ونبطشيتنا قلت بعد ما ناس جديدة جت المستشفى ”
رفعت نظرها اليه ، تريد ان ترى كيف اصبح ينظر اليها ، خيل لها احتياجها اليه انه يشفق عليها ليس الا ، فنظرت الى الارض فى الم ، اما هو فكان يعرف كم التردد الذى تعانيه ، لم تعرف الحب من قبل وان وجدت بداخلها مشاعر فسيصعب عليها ترجمتها ، وما يمنعها اكثر خوفها ، قال وهو ينحنى للامام قائلا ” قولتى ايه ؟؟“
ردت دون ان ترفع عينيه ” هقول ايه ..فعلا محتاجة ده ...محتاجة اى فرصة اهرب من كل حاجة ...“
آلمه ان تسىء فهمه فقال مدافعا ” ومين قالك انى عاوزك تهربى من كل حاجة ...انا بساعدك تعيشى حياتك الطبيعية ..انتى دكتورة شاطرة جدا فى مجالك ..ليه مبتفكريش تستغلى ده ؟؟“
احتضنت نفسها بذراعيها وهى تقول“ مش هتفرق كتير ”
تنهد عمر وهو يرى اليأس لازال يحيط بها رغم كل شىء ولم يعد يعرف من اين يبدا طريقه معها فقال وهو ينحنى قليلا اليها ” ياسمين ..عاوزك تعرفى حاجة ..انا عمرى ما هتخلى عنك ولا هسيبك ابدا ولا هسمح لحد انه يأذيكى تانى ...انا هفضل جنبك عشان تعملى اللى انتى تختاريه وتعوزيه ..مش اللى انا اختاره واعوزه ”
ضحكت فى سخرية وقالت ” هوا انا عارفة انا عايزة ايه ؟؟“
ولكنه كان يعرف جيدا ماذا يريد ، اراد ان يطلب الزواج منها مباشرة ، ولكن ردها بهذه الطريقة احبطه ، ياسمين فى حاجة لاستعادة توازنها ، فى حاجة لاستعادة ثقتها فى نفسها من جديد ، فى حاجة لتشعر بانها تملك القدرة على اتخاذ قرار لذا قال وهو يعتدل فى جلسته ” خلينا نبدأ مع بعض خطوة خطوة ..ولا انتى لسة بتخافى منى ؟؟“
نظرت له ياسمين نظرة ذات معنى وقالت ” انا مش بثق فى حد فى الدنيا دى كلها غيرك ..انت الوحيد اللى فتحتله قلبى ..انت الوحيد اللى شاف دموعى بعد ما خبتها عن الناس كلها ...بس ” ولم تكمل عبارتها واطرقت فى حزن
فواصل عوضا عنها ” بس ايه ..خايفة تندمى ؟؟؟“
رفعت رأسها بعينين حزينتين وقالت فى الم ” خايفة انت اللى تندم ”
تاهب ليرد عليها لولا ان رن جرس هاتفه فابتسم وهو يشير لياسمين به قائلا ” دى ندى ”
ابتسمت ياسمين وهى تخفى وجعها تمنت الا يقاطعهما رنين الهاتف ، تمنت لو اجاب على سؤالها وطمانها بانها ستظل فى امان معه، تحتاج الى ان تسمعها منه مرات ومرات ، لم تعهد هذا القرب من قبل مع اى انسان ، ولم تعهد هذه المشاعر التى لاتعرف الى اين تاخذها ، تخشى على قلبها من التعلق بالامل لقد تكيفت مع اليأس ونسيت كيف تكون السعادة تخشى اان تتذوق حلاوتها ولا تستطيع ان تعود الى مرارة حياتها من جديد ان انتهى من حولها كل شىء ، نظرت الى عمر وتاملته بعينين متوسلتين وكل جزء فيها يترجاه الا يتركها .
*****************************************
لم تستطع ندى ان تقاوم سعادتها منذ دقائق فقط اخبرها ادهم انه على وصول ، انتقت اجمل ثيابها ، كان من اللون الموف الهادىء الذى يفضله ادهم ، تركت شعرها الكستنائى الفاتح ينساب على كتفيها فى نعومة فبدت خلابة للغاية ، حملت بعض الاوراق معها واتجهت الى المكان الذى يحبه وقررت ان تفاجئه هناك ، كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءا حين وصلت بها السيارة الاجرة الى هناك ، جلست على المقعد الذى اعتادا ان يجلسا عليه سويا ، امسكت بهاتفها لتحدثه وارسلت له رسالة ” انا فى المكان اللى انت بتحبه ..مستنياك ” وابتسمت وهى تضع الهاتف فى حقيبتها ، وتطالع رسما على ورقة امامها رسمته لادهم فى غيابه ، تاملته فى سعادة ، وتمنت لو اعجبه ، رن هاتفها برقم ادهم ففتحت المكالمة وتلاشت ابتسامتها مع صوت صيحته وهو يقول ” انت فين يا ندى ..ازاى تروحى المكان ده لوحدك وباليل انا مش حذرتك ؟؟وقلتلك المكان ده باليل بيبقى وحش جدا وميتقعدتش فيه ..انا جايلك حالا ..ولو لقيتى اى تاكسى معدى عندك اركبى على طول ومتستنيش ..سلام ”
نظرت ندى حولها وتأملت المكان ، حقا ليس له اى مذاق ولا معنا ليلا ، نهضت فى خوف وهى تفكر لا يوجد سيارات اجرة ستمر من هذا المكان ، عضت على شفتها فى يأس ، واستسلمت للامر ستجلس فى انتظار ادهم فلم يعد لديها اى بدائل ، حاولت ان تتغلب على خوفها فأخرجت الرسم الذى صممته له تتأمله ولكنها لم تستطع ان تقاوم خوفها اكثر ، انتفضت واقفة وهى تشعر بصوت غليظ يقول ” طب بصيلى انا كدة مش يمكن اطلع احلى منه ”
التفتت ندى فى ذعر فوجدت ثلاث شباب ينظرون اليها بوقاحة وهم يتغامزون ويضحكون بشدة وصفر احدهم قائلا ” يخربيت كدة ..ده انا عمر ماشوفت مافى حلاوة اهلك دى ”، تراجعت ندى فى هلع وقالت ” على فكرة ..انا خطيبى جاى حالا ..وهوا ظابط كمان ومش هيرحم اى حد فيكو لو قربلى ”
ابتسم احدهم وهو يقترب منها قائلا ” يا شيخة ..خطيبك وظابط كمان ..هوانت متعرفيش انى انا ابقى وزير الداخلية هنا ولا ايه ”
وضحك فى سخرية ، فتعالت انفاس ندى ووضعت يدها على صدرها فى حركة لا ارادية للدفاع قائلة ” على فكرة انا بتكلم جد ..وزمانه جاى دلوقتى وهيوريكو ”
لم يدع احدهم لها فرصة لتكمل حديثها فجذب ذراعها ليقربها اليه قائلا وهو يتطلع اليها فى وقاحة ” يا بخته ..بس مش حرام عليه يتمتع بالجمال ده لوحده ”، صرخت ندى وهى تدفعه بكفيها وتقاومه بشده ، فى تلك اللحظة كان ادهم يهبط من سيارته ، وما ان سمع صوت صرختها حتى ركض كالمجنون الى مصدر الصوت ، رآها وحقير منهم يحاول ان يقربها اليه وهى تقاومه باستماتة ، اندفع الدم الى رأسه وامسك بكتفيه ولكمه فى عنف بعيدا عنها ، فى نفس اللحظة اخرج واحد من الاثنين مطواة حاول ان يرفعها فى وجهه فأمسك ادهم بذراعه وقيده خلف ظهره فى نفس اللحظة التى سدد فيها ركلة الى معدة الرجل الثالث وعاد الى الثانى من جديد ليلكمه بقوة ويحمله ليسقطه فوق جسد الاول الذى كان يحاول النهوض وهو يصرخ فيهم ” كلااااب ”
فر الثلاثة من امامه كالفئران المذعورة ، اما ندى فرغم هلعها الا انها تابعت ما يفعله باعجاب بالغ ، استدار لها ادهم فوجدها تضم كفيها الى صدرها فى خوف وترتعد فسألها وهو يلهث ” انتى كويسة ؟؟“
هزت رأسها بالايجاب فواصل فى غضب ” انتى اتجننتى ؟؟...هوا مش قولتلك متجيسش المكان ده باليل ..عارفة لو اتأخرت دقيقة بالظبط كان ايه اللى هيحصل...دايما كدة متهورة وبتعملى اى حاجة تخطر على بالك ”
ارتعد فكها واجهشت بالبكاء فكانت تلك هى المرة الاولى التى يتحدث اليها بهذه النبرة ، تنهد ادهم واقترب منها فما حدث كاد ان يفقده صوابه كلما تخيل ما كان سيفعله هؤلاء الاوغاد بها ، وضع يده خلف رأسها ووضعها على صدره محافظا على مسافة بينهما وقال ” اهدى خلاص ..خلاص ياندى متعيطيش ”
رفعت رأسها من على صدره قائلة ” نسيت موضوع باليل ده خالص ..كنت عاوزة اعملك مفاجاة وعارفة ان ده اكتر مكان بتحبه ”
تراجع ادهم قائلا ” ايوة بس انا قلتلك المكان ده باليل بيبقا غير النهار ..النهار بيبقا ناس بسيطة جاى تاكل عيش ..لكن باليل زى ماشوفتى كدة خمورجية وقطاعين طرق ”
نظر الى دموعها التى اهدرتها منذ دقائق على خدها فمسحها بانامله وهو يقول بابتسامة عذبة ” وحشتينى ”
ابتسمت وقالت فى تذمر ” وحشتك ايه بقا ..انت لسا فاكر ”
امسك بذراعها فى رفق قائلا ” طيب نمشى من هنا ونتكلم فى الموضوع ده براحتنا ”
والى جواره فى السيارة جلست وهو يسألها ” اختارى يا ستى ..تحبى تروحى فين ؟؟“
شردت ندى قليلا وخطر على بالها فكرة مجنونة وليدة اللحظة فقالت ” ادهم ..فاكر المكان اللى اتعملت فيه حفلة دفعتنا من تلات سنين ..لما ات جتلى هناك ”
هز ادهم رأسه قائلا ” اه وده يوم يتنسى ..ده انتى كبستينى فيها كبسة العمر ”
زفرت ندى فى الم وهى تتذكر وتتاكد انها اختارت المكان الصحيح ، ستفعل ماكان يجب ان تفعله منذ ثلاث سنوات ، واصلت فى ابتسامة طفولية ” هتودينى ولا لا ”
نظر لها ادهم بجانب عينيه قائلا ” طلبات حبييتى اوامر ”
وهناك جلسا على طاولة وتبادلا الحديث فى شوق بالغ ، حتى سألها ادهم ” ها فين المفاجاة بقا ؟؟“
ابتسمت ندى وهى تبسط امامه الورقة التى كانت معها ، كانت صورة له رسمتها بيدها ، ابتسم ونظر لها فى حب فأشارت باصيعها اسفل الصورة ليقرا ما كتبته ” مامر من الوقت كان كافيا لادرك حجم مشاعرى تجاهك ..لا اريد ان تمر لحظة من الان لا اشاركك فيها كل شىء ، اريد ان اشاركك كل تفاصيل حياتك حتى الهواء الذى تتنفسه ، لا اريد ان اعطى فرصة للزمن ليجعلنى اشتاق اليك فالشوق اليك مؤلم جدا ولا اريد ان اجربه بعد اليوم ، احبك جدا ..هل تقبلنى زوجة ورفيقة لسنواتك المقبلة ؟؟“
لمعت عينا ادهم وهو يقرا تلك الكلمات ، لهذا اختارت هذا المكان ، هى من تطلب منه الزواج وبسرعة ، رفع رأسه اليها ليجد عينيها تلمع شوقا ، اخفضت نظرها فى خجل فقال فى حب ” بجد ده يا ندى ”
ملات صدرها بالهواء وهى ترفع رأسها من جديد كانها تستمد من حبه قوتها وقالت ” وهيا فين ندى ؟؟؟....انت بقيت دنيتها وروحها وقلبها وكل حاجة ..تتجوزنى يا ادهم ؟؟“
عانق عينيها الزرقاوين بعينيه للحظات وقال ” انتى بتسألينى ”
لامست انامله باناملها قائلة ” مش عاوزة دقيقة تعدى عليا من النهاردة من غيرك ...مش عايزة ادى فرصة لاى حاجة توجعنى تانى ..انا عاوزة اتجوزك دلوقتى حالا ”
نظر ادهم الى اناملها التى تلامس كفه وضحك قائلا ” وانا اكتر منك ...بس مش سلق بيض هوا ..انتى لازم يتعملك فرح متعملش لحد ..ولسة على ما نبلغ عيلتك وعيلتى ”
سحبت ندى اناملها من على كفه وقالت فى غضب مازح ” بقا كدة ياادهم ..اقولك نتجوز دلوقتى تقولى مش عارفة ايه ؟؟“
زمر ادهم شفتيه قائلا ” انا ممكن اخلص ده كله فى وقت قصير ...اقولك على حاجة احنا ممكن نكتب الكتاب الاسبوع ده والفرح بعده بشهر على ما نكون حضرنا كل حاجة ..ايه رأيك ”
تنفست ندى فى راحة وقالت ” موافقة ”
ونظرت الى المسرح لحظة وقالت ” ممكن تستنانى دقيقة ..عاملالك مفاجأة ”
قطب ادهم حاجبيه فى مزاح قائلا ” مفاجأة تانى ..يا خوفى ...“
ضحكت ندى وهى تنهض قائلة ” هنشوف ” وبعد دقائق كانت ندى على المسرح وسمع ادهم الموسيقى الخاصة باغنيته المفضلة toi et moi (الاغنية مترجمة ..اسمعوها جميلة جدا هتعيشكو جوة الحدث https://www.youtube.com/watch?v=L-3JLpLFuSs
وتفاجىء بندى تغنى المقطع الاول منها
مثل الحياة والعالم
مثل الليل والنهار
مثل الضحك والبكاء
مثل الكراهية والحب
مثل الغنى والفقير
كما فى الماضى والحاضر
سأكون دائما هنا ..سأكون دائما بجانبك
مثل الام وطفلها
مثل الحزن والفرح
مثل نظرة والديك
كاخت كبيرة بجانبك
مثل عطر طفولتك الذى لاتنساه
ساكون دائما هنا ساكون هنا بجانبك
انت وانا
مختلفون جدا والحب هنا ايضا
انت وانا انا كنا نحب بعضنا فذلك لاننا مختلفين عن بعضنا البعض
دهش ادهم للحظات وتذكر يوم ان كان يوجه اليها الكلمات وهو يظن انها لاتعرف الفرنسيةولكن دهشته لم تطل اذ تخلص منها وعاش تلك اللحظة الجميلة معها كما يجب صعد الى جوارها واخذ الميكروفون منها واكمل المقطع التالى للاغنية بصوته وهو ينظر اليها موجها اليها كل كلمة تفاجئت ندى بصوته عذبا للغاية
مثل النار والجنة
مثل دموعك وابتسامتك
مثل الكثير من الاشياء التى تريدها
والتى لايمكن ان تنتمى اليك
مثل اولئك العشاق من حياة اخرى
الذين يحبون بعضهم كثيرا حتى الموت
ساكون دائما هنا سأكون دائما جانبك
مثل دائما الحب الموحد
دون معرفة اين سيقودنا
اسعى للخير تجنب الشر
انا النجم الذى يسعى اليك
انت نسيج حياتى
سأكون دائما هنا سأكون هنا جانبك
انت وانا مختلفون جدا والحب هنا ايضا
انت وانا
انتهت الاغنية التى عاش فيها كل منهما بروحه ، نعم كانت قصتهما ، كل منهما مختلف عن الاخر ولذلك حبهما كان مختلفا ومجنونا ، وقفا ينظران الى بعضهما للحظات فى حب ، وللحظات تمنى ادهم لو اخذها بين ذراعيه بقوة ولكن كعادته يريد ان يحافظ على حبيته حتى يكون جديرا بها للابد ، انتظرت ندى منه وربما تمنت نفس الشىء واقتربت خطوة منه بالفعل فتراجعها هو وأخذ بيدها ليهبط معها سلم المسرح وهو يدعو الله ان يلهمه الصبر ،اما ندى فرغم حنقها من ابتعاده الا ان ذلك عزز من قدره عندها ، حتى فى اكثر لحظات عشقه ليس متهورا ابدا مثلها .
***********************************************************
مر الاسبوع سريعا وجاء الموعد المحدد لعقد القران ، رفضت ندى ان يكون خالها هو وكيلها وصممت على عمر ونفذ لها ادهم ما ارادت فهو لا يحب خالها ابدا وبالكاد وافق ان يكون عقد القران فى الفيلا الخاصة به حفاظا على ماء الوجه لا اكثر .
فى صباح هذا اليوم مرت ندى على ياسمين فى المنزل فقد ارادت ان تشاركها يومها وفرحتها ولكن ياسمين رفضت ، قالت لها ندى فى رجاء ” ياسمين بقا بطلى رخامة ...عايزاكى تكونى معايا فى اليوم ده ”
مسحت ياسمين على شعر ندى قائلة ” حبيبتى صدقينى ..انا فرحانالك اوى ..بس انا بقالى فترة فعلا مش بختلط بحد وبعدين هاجى بصفتى ايه ”
عقدت ندى حاجبيها قائلة ” ايه بصفتك ايه دى ...بصفتك صاحبتى ” واضافت فى خبث وهى تغمز بعينها ” ومرات اخويا مستقبلا ”
انتفضت ياسمين وقالت ” انتى بتقولى ايه يا ندى ؟“
اقتربت ندى منها وقالت فى هدوء“ مالك متفاجئة كدة ليه ..على اساس اللى بينك وبين عمر حب اخوى مثلا ”
ازردردت ياسمين ريقها وقالت ” انا مش فاهمة بتتكلمى كدة ازاى ؟؟“
ضغطت ندى على شفتيها فى غيظ وقالت ” انا اللى مش فاهمة توترك ده ..بتحبيه وهوا بيحبك ..مش قادرة تعترفى لنفسك بده ليه بقا ؟؟“
شعرت ياسمين بتوتر يسرى فى اوصالها ولم ترد ، هى تحبه ولكن الخوف ، تنفست فى سرعة وقالت لتغير الموضوع ” ندى ..النهاردة كتب كتابك متفكريش فى اى حاجة تانيه ”
هزت ندى كتفيها وقالت ” تمام يا ياسمين ...اهربو زى ما انتو عايزين ..بس الحب هوا الحاجة الوحيدة اللى مينفعش حد عاقل يهرب منها ”
تركتها ندى فى حيرتها ، نعم تحبه ولكن هناك الف لا تمنعها ، اولها حبها له الذى تخشى ان يكون سببا فى شقائه ، كانت ترى انه يستحق انثى طبيعية غير مشوهة المشاعر مثلها ، انثى تتفنن فى اسعاده ، لا امراة تحاول ان تلملم ما تبقى منها فقط لتعيش ، لا مريضة تحتاج الى المؤازرة ، لقد اعطاها الكثير ، اعطاها الامان والثقة والامل وهى لا تجد شيئا واحدا تعطيه له بالمقابل .
فى المساء كان عقد القران ارتدت ندى ثوبا من اللون الازرق بدت فيه جميلة للغاية ، جلست فى سعادة تستمع الى ما يقوله المأذون وهو يعقد قرانها على ادهم الذى يضع يده فى يد عمر وينظر له خالها فى غيظ ، كان وسيما جذابا كعادته ، يبادلها الابتسامة بين الحين والاخر ، وبعد ان انتهى الماذون من عمله ابتسمت ندى لادهم واتجهت الى الشرفة كانها كانت دعوة صامتة لينفردا معا لتهنئه على طريقتها ، تبعها بعد لحظات وابتسم لها بعشق صادق وهو يقف امامها ويتنهد فى راحة قائلا ” اخيرا ”
ابتسمت ندى وبادلته نظرة عشق لا يقل حرارة عن عشقه ابدا وهمست ” اخيرا ”
رفع كفها وقبل انا ملها فى رقة بالغة ، وتطلع الى عينيها اللامعتين الصافيتين للحظات قبل ان يرفع كفيها ليحيط بهما عنقه وضمها اليه بشوق جارف فاستسلمت بين ذراعيه وهو يرفعها عن الارض ويضمها بشوق انتظار هذه اللحظة فقد تمناها منذ ان صارحته بمشاعرها ، ضمها فى حب فى عشق فى شوق لا ينتهى ابدا ، اخذ يدور بها فى سعادة وهى تحيط عنقه بذراعيها وتتشبث بها اكثر تتمنى ان تدوم اللحظة الى مالا نهاية ، استقر بها اخير ا فى نفس اللحظة التى دخل فيها عمر اليهما قائلا ” الله الله ...ايه اللى بيحصل ده بقا منك ليها ؟؟“
احمر وجه ندى خجلا فابتسم ادهم وهو يبعدها بصعوبة عن صدره قائلا لعمر فى غيظ ” نعم ..جاى ورانا ليه ؟؟؟“
ضحك عمر وهو يعقد ساعديه قائلا ” نعم ...دى اختى على فكرة اللى انت بتحضنها دى ”
احاطها ادهم بذراعه وهو يقول ” وبقت مراتى ولا نسيت ..وكلمة زيادة والله لاخدها على البيت حالا ”
ضحكت ندى وهى تميل للامام وتضع يدها على ثغرها ، نظر لها عمر فى غيظ مفتعل وقال ” عاجبك الكلام ده يا ست ندى ”
نظرت ندى الى ادهم فى حب وقالت ” دلوقتى جوزى شرعا وقانونا ولو عمل اللى بيقوله محدش هيقدر يمنعه“
هز عمر رأسه وهو يقول ” من اولها كدة بتبعينى وش ” ، ورغم ان الكلمة كانت مزاحا الا ان اندى تركت ادهم واتجهت الى عمر قائلة فى حنان ” ابيع مين يا عمر ...انت هتفضل طول عمرك ابويا واخويا وصاحبى ....ربنا يخليك ليا” واحتضنته ودمعت عيناها فى تاثر واضح ، فتنهد ادهم محاولا اضفاء جو من المرح فقال ” لا لا لا ..انا بغير على فكرة ”
رفعت ندى رأسها من على صدر اخيها وابتسمت لادهم وهى تقول ” انا النهاردة اسعد انسانة فى الدنيا كفاية بس انى بقيت مراتك ”
مال عمر الى أذن ندى هامسا بصوت لايسمعه ادهم ” اللى يشوفك دلوقتى وانتى متشعلقة فيه وخايفة زى مايكون لو سيبتيه هيضيع منك ما يشوفكيش ايام زمان ...كانت لازمتها ايه الرخامة من الاول ”
خجلت ندى واحمر وجهها فربت عمر على كتفها قائلا ” ربنا يسعدك يا حبيبتى ”
نظر عمر الى ادهم فى رجاء وقال وهو يمسك بكف ندى ” ندى من النهاردة مسئوليتك يا ادهم ...امانة فى رقبتك ...انتى خدت روحى واغلى حاجة فى حياتى ”
قرب ادهم ندى منه وقال ” بس انا مش هحافظ عليها عشان امانة ولا عشان اختك ...ولا كل الكلام ده ..انا بحبها يا عمر حبى ليها هوا اللى بيحركنى ويخلينى عاوز اسعدها باى طريقة ” واقترب ليربت على كتف عمر قائلا ” اطمن على اختك يا عمر ”
اقترب عمر وعانق ادهم فى حرارة قائلا ” انا متاكد يا ادهم ...ربنا يسعدكو يا صاحبى ”
رن جرس عمر فجاة ، فترك ادهم وفتح المكالمة ليأتيه صوت ياسمين وهى تصرخ ” عمر الحقنى