اخر الروايات

رواية رجفة من نوع خاص الفصل السادس عشر 16 بقلم بسملة محمد

رواية رجفة من نوع خاص الفصل السادس عشر 16 بقلم بسملة محمد 

"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة السادسة عشر_لَم أغفل عنكِ"

1


"____"

+


_شوف مين بيكلم؟، أنتِ فاكرة عشان لبستي لينا خمار هتبقي شيخة!، ياضحك بجد، لأخر مرة هقولك تبعدي عن"عبدالرحمن"أرفضي أنه يتقدم أصلًا، إلا وأقسم بالله فضيحتك مش هتبقا قدامه هو بس، لاء قدام المنطقة كلها، وحصري، وشوفي بقا هنا كام واحد بيحب الفضيحة، هتبقي تريند الحارة واللهِ.
ضحك بجملتهُ الأخيرة، يسخر منها، وكان ردها هي؟!

2


تركته وذهبت من أمامهُ، ليسير خلفها يلحقها متحدث بنبرة حادة"أنا قولتلك، أبعدي عنه بقا وأرفضي كدا زي الشاطرة عشان الست والدتك متستهلش الفضيحة".

+


_حرام عليك أنا معملتش ليك حاجة، روح قوله هو أنا بتقولي ليه؟، هو إللي جي يتقدم مش أنا!!!
سألت متعجبة منهُ، كانت على وشك البُكاء لكنها سيطرت على دموعها، أكملت بنبرة مختنقة_:
_أنت أصلًا متعرفش أنا لما عرفت حصلي أيه، أنا قبلت أقابله عشان ماما لكن أكيد مش موافقة، أبعد عني بقا أرجوك، بسببكم واللهِ مش عايزة أنزل نهائي من بيتي.

2


قالتها مغمضة عيونها بقهر، محاولة السيطرة على دموعها، فشلت، لتستدير مُتجه للمغادر، هبطت دموعها أخيرًا لكنها أزالتها سريعًا تُسير مُبتعدة عنهُ، مِن ارتباكها سارت مِن طريق الورشة الخاصة بِـ"باسم"، ظلت تلعن نفسها ألف مرة، سترها الله معها وكانت الورشة مُغلقة تنفست بإرتياح تحمد ربها، بعد دقائق كانت مُستقلة الباص، هبطت بعد وقتٍ مُناسب، دلفت المشفى ومِن ثم غرفة الأطباء تُبدل ملابسها بملابس عملها، دلفت المَعمل الخاص بالمشفى تُلقي التحية برسمية على الطبية، تليها جملتها المتوترة_:
_خير يادكتورة نتيجة التحاليل فيها حاجة؟ 

+


_ السكر عالي جدًا، أنتِ أزاي سايبة نفسك كدا يا"ساجية"أنا المفروض حالًا أحجزك.

2


قالتها الطبيبة بنبرة حادة للغاية، تحدثت فورًا الأخرى بترجٍ"لاء يادكتورة بالله عليكي ماما متعرفش أي حاجة".

+


_ومتعرفش ليه!، قولي ليها يابنتي وأهتمي بصحتك وبعدين أنتِ بتاكلي أيه يخلي السكر يبقا عالي كدا.

+


قالت جملتها ومازالت نبرتها حادة، شبكت أصابعها العشر بيدها دلالة على توترها، أردفت بنبرة خافتة_:

+


_مش باكل يادكتورة واللهِ غير مرة واحدة في اليوم، ممكن عشان مش منتظمة بالعلاج أوي.

+


حركت يدها تجاهها بغيظٍ شديد، مردفة"هتفرسيني، مش بتاكلي ليه يابنتي!، حرام عليكي أنتِ عندك أنيميا حادة، شوفي شفايفك بيضة أزاي!، ولا تحت عينك أسود لون النيلة، انا لحد الآن مراعية أنك مش عايزة تعرفي حد من هنا لكن كمان مش ماشية على العلاج!!"

4


_واللهِ يادكتور كانت الفترة إللي فاتت صعبة أوي عليا عشان كدا مكنتش مهتمة أوي بالأكل والعلاج.

1




                
هزت رأسها بتفهم، متحدثة بعملية"يبقا السكر عِلي مِن توترك إذا كان نفسي أو جسدي وده خلىَّ العلاج ميساعدش على خفض السكر في الدم، أنا عايزة أقولك يا"ساجية"صحتك أهم من أي حاجة، فكري في نفسك كدا وفوقي، شوفي شكلك بقا عامل أيه، أنا دكتورتك وعارفة أنا بقولك أيه كويس، أنتِ مش مريضة سكر بس أنتِ كمان مريضة أنيميا فَخُدي بالك، لو الشهر الجي السكر عالي كدا هحجزك أنا بلغت".

+


تنهدت بقلة حيلة متحدثة بنبرة شاكرة"تمام، شكرًا يادكتورة".

+


دَونت الطبيبة بعض أسماء الأدوية على ورقة زرقاء متحدثة بطريقة عملية"بتمنى يا"ساجية"تنتظمي في العلاج ده مع القديم، مش تيجي الشهر الجي تبقا حالتك أسوء".

+


"بإذن الله لاء يادكتور"قالتها مع بسمة صغيرة على شفتيها، أبتسمت لها الطبيبة متحدثة بنبرة مُعجبة"الخِمار جميل أوي فيكي يا"ساجية"بتمنى ربنا يثبتك، ألف مُبارك عليكي".

6


توسعت أبتسامتها بسعادة ظهرت على ملامحها، متحدثة بنبرة حماسية سعيدة"بجد يا دكتورة؟، الله يبارك في حضرتك، بجد فرحت أوي من كلامك".

9


_ربنا يفرحك دايمًا يا"ساجية"، بالله عليكي أهتمي بصحتك، أنتِ بتاخدي كمية أدوية فظيعة بلاش تأثري بيهم على نفسك بالسلب.

+


قالتها بنبرة شبه مترجية بعيونها المعلقة بها، هزت رأسها لها بتفهم، تُغادر غرفة الطبيبة مع بسمتها، الطبيبة لاحظت ارتداؤها للخِمار، وأبدت أعجابها بهُ، وليل أيضًا، جيد لا يَهُم رأي الآخرين، لَم تتأثر كثيرًا بكَون نتيجة التحاليل سلبية لتلك الدرجة، بالنسبة لها الأمر عادي للغاية، لا تهتم بالأساس بكَونها مريضة

+


ولا أحد يهتم إلا"باسم"، لطالمًا تشاجر معها بسبب إهمالها في عِلاجها، كان حنون للغاية! كان!!، للأسف لَم يَكُن يومٍ حنون، كان صائد ماهر، يعلم كيف يصطاد فَرِستهُ، كيف يَوقعها في شباكهُ، ومِن ثُم سَلب حياة فرِيستهُ بمنتهى القسوة، نجح وظهر وجهُ الحقيقي، نفضت أفكارها تلك عن رأسها مُتجه صوب غرفة إحدى المرضى.

10


"______"

+


لا تعلم لماذا مُنزعجة إلى تلك الدرجة، عابسة الوجه، ملامحها مُحتدة أيضًا، وكُل هذا بسبب حديث أصدقاءها عليه، اللعنة لا تعلم لماذا هو!، لماذا لا تُطيق أن يبتعد عنها، أو حتى ألا تراه في يومها!، لا تُطيق سماع كلمة واحدةٍ عليه حتى!، اللعنة يا"تيم"أستحوذت على عقلِها بكاملهُ، أستمعت إلى حمحمة خِشنة بجانبها"يعني تسمحيلي يا آنسة أمشي جنبك على الرَملة قدام البحر؟"

8


وجهت نظراتها لهُ بملل متحدثة بضيق مصطنع"لاء مش مسموح".

+


_إذا كان كدا ماشي، قوليلي بقا بتفكري في أيه؟
سألها بطريقة عادية للغاية مُكمل سير معها!، تمكنت مِن أمساك ضحكتها، لتُحدق بالبحر الهادئ أمامها، أجابت بنبرة منخفضة شاردة"مش بفكر، عادي، المنظر هنا جميل"نهت الجملة بإبتسامة بشوشة منها، أيدها بجُملتهُ المرحة_:

+



        

          

                
_آه جميل فعلًا، واللهِ الواحد لو يعرف إن المكان عظمة كدا كان طَلع الكام حِتة إللي على الحبل، يلا مش خسارة الفلوس واللهِ.

3


"هو أنت لحد دلوقتي زعلان مني؟"
سألتهُ بنظراتها قبل أن تُنطق بها، هز رأسهُ رافع حاجبيه الاثنين مُتصنع التفكير، وبعد ثوانٍ أجاب ببساطة"لاء خلاص عفوت عنك، ما كله من قلبي الأبيض مش بعرف أشيل من حد"نهاية جملتهُ كانت مُتغصبة ساخرة، رفعت لهُ حاجبها الأيمن مع ضحكة خفيفة منها، تسألهُ بتدقيق_:
_لا واللهِ!، قلبك الأبيض!

5


"آه واللهِ مش بعرف أشيل من حد"قالها مؤكد على جُملتها وجُملتهُ السابقة، وكزتهُ في ذراعهُ متحدثة بتذمر_:
_أنت خَلتني نمت زعلانة بقلبك الأبيض دا.

+


فتح فمهُ بصدمة، يرمش عدة رمشات بعدم تصديق، سألها مستنكر"أنتِ إللي نمتي زعلانة!، يابت ده أنا شايفك بعيني في البوفيه واقفة بتهزري أنتِ وأخوكي وبتاكلي ولا كأن عمرك ما كلتي".

1


توسعت حدقتيها بذهول، أشارت بسبابتها عليها متحدثة بإستهجان"أنا!، أنا عاملة دايت أصلًا، وبعدين مين النهاردة إللي كان مِكَوِش على فطار البوفيه المفتوح كله!"

2


_اعوذ بالله مِن الإنسان بجد!!، وانا بقول أنا باكل ومش بيبان فيا ليـه!، اتاري حد عينه راشقة في أكلي.
تفوه بها بطريقة درامية للغاية، أشاحت بيدها مُبتعدة عنهُ بخطوات سريعة، ضحكت ضحكات متتالية ترمقهُ بطرف عيونهُ يسير خلفها مُصدر صَفيرًا مِن فمهُ مُنخفض بمنتهى الأرياحية؟، مابَالهُ أفعالهُ مُتقلبه في ثوانٍ!، لحق بخطواتها متحدث بسخرية_:
_أما أنتِ هتموتي وتمشي معايا كدا بتسبقيني ليه!!

1


حركت رأسها يمينًا ويسارًا بقلة حيلة من طريقتهُ، وضعت يدها فوق جبهتها متحدثة"يادي النيلة أستاذ محور الكون".

+


_مش محور الكون بس عارف بقول أيه يـا
قال جمـلتهُ بنبرة واثقة للغاية، غَمز لها بالنهاية مع قوله لإسمها: يـ"دانية"هانم.

+


_بتجيب الغرور ده منين يا أستاذ محور الكون بقا؟
سألت بطريقة شبه ساخرة، أجابها مع هزات منكبيه"ثقة يحلوة مش غرور".

2


_طب يحلو تعالى هعزمك على أيسكريم بدل إللي أترمى فوق دا.
قالتها مُتجه تجاه أحد المحلات الفاخمة لصناعة الآيس كريم، تحدث بنبرة منفعلة مزيفة"بترمي الآيس كريم!، أهي يارب أهي، بترمي النعمة!، مُبذرة واللهِ، منك لله".

+


كالعادة حركت رأسها بإستياء، مَر وقت عليهم قصير، أمسك كل منهم العُلبة الخاصة بهُ، أمسكت"دانية"بـ كارت الأموال الخاص بها، لحقها "تيم"يسحبهُ مِن يدها مردف بغيظ"مفيش بنات بيدفعوا طول ما الرجالة معاهم".

5


_بلاش يا"تيم"هتتقهر.
قالتها بنظرات خبيثة مع بسمة جانبية، تحدث بتصميم"واللهِ أبدًا الحِساب كام يا أخ"قالها مُلتقط محفظتهُ مِن جيب بنطالهُ.

+



        
          

                
"الحساب 200يافندم".

5


_ماش.. أيه!، ليه200جنيه!!، تكونش فاكرنا سُياح ولا أيه!
صاح بهُ بصدمة مع تعبير وجهُ المُنفعلة.

2


_يافندم أحنا الآيس كريم بتاعنا معروف في كل حتة، والكل يعرف أسعاره، وبعدين دي فواكه طبيعية.

+


إلتوى فمهُ بإستهزاء مُردف"طب واللهِ "شهد"أختي بتنزل تجيب خمسة منه بـ خمسة وعشرين جنيه، بلا نصب بقا".

5


توسعت أعينها بإحراج، تحدثت سريعًا تمد يدها بكارتها الخاص"أتفضل حضرتك خد من هنا".

+


_آه أدفعي أنتِ يماما مش أنتِ إللي عزمانا أوي!، راحة تجيبي آيس كريم الواحد بحق تيشرت مِن وسط البلد؟؟
أستفسر منها بطريقة غاضبة أوڤر للغاية!

4


أبتعدت بهُ مِن أمام العامل متحدثة بضجر"متبقاش اتنشن بقا، ما قولتلك أنا إللي هحاسب فردتلي عضلاتك على الهوا".

+


_أتكلمي عِدل ها، عشان ما أعيطكيش دلوقتي.
قالها بتحذير موجه سبابتهُ لها، رفعت رأسها بشموخ متحدثة بثقة"دانية هانم متعيطش يابابا خليك فاكرها".

3


ضحك عليها، ليردف بإعجاب مَزِح"يواد يواثق، كُلي طب الآيس كريم إللي قاهرني دا".

1


_يا أتنشن!!
صاحت مستنكرة بنبرتها الضاحكة.

+


_بمناسبة الأتنشنة، متبقيش تزعليني تاني عشان أنا قماص والمرة الجاية بجد مش هتصالح خالص.
قالها بنبرة هادئة، يأكل من الآيس كريم بمنتهى الهدوء، ضربت الآخرى كف على أخر مردفة بتعجب متهكم_:

6


_طول عمري أعرف البنت هي إللي قماصة، إلا أنت علطول تتقمص وأنا إللي أصالحك.

+


قلب عيونه بملل، متحدث بتذمر"بفهمك عشان متقمصش وتصالحيني أنا غلطان واللهِ، وآه أنا كمان وطول عمري بتقمص".

+


_خلاص مِن هنا ورايح هسميك تيم القماص.
قالتها ببسمة فخر مُرتسمة، رمقها بغيظٍ وقبل أن يتحدث، قاطعته بضحكتها مع جملتها اللطيفة"خلاص بهزر، بهزر يقماص".

4


_طب واللهِ هقوم.
هتف بها ينهض من مقعدهُ تاركها وراحل، أكملت ضحكاتها وهي تلحقهُ مردفة بـ"خلاص طب تعالى، تعالى مش هقولك كدا تاني، ده إنت قماص فعلًا"في النهاية أنفعلت بها ضاربة الأرضية بقدمها بعدما رحل فعلًا!

10


"_______"

+


طفلة صغيرة لَم تُكمل التسعة أعوام، تُمسك بدُميتها تُمشط لها شعرها على هيئة جدائل عديدة، تُشبه جدائل شعرها الطويل، دُميتها مثلها، تركتها بعدما أستمعت إلى صوت جرس بابهم، ركضت مُسرعة تفتحهُ بـهدوء، ثوانٍ وتحول هدوءها إلى صيحات هِتاف حماسية_:
_قُصي جه، قُصي وخالتي جُم.

6


_على فكرة وأحنا كمان جينا معاهم.
صرخت شقيقتهُ المتوسط بها بغيظٍ، لتهتف الأخرى بـ"ورحمة و نرمين كمان معاهم".

1



        
          

                
خرجت والدتها مِن المطبخ وعلى وجهها معالم السعادة مُرحب بهم"نورتي يا"ليل"يَاختي، منورين يعيال".

8


بعد ترحيب دام لدقائق، كانت تُمسك الصغيرة "ليل"بين يديها حقيبة بها بعض الحلوى، أبتسمت بسعادة وهي تطلع إليهم متحدثة بفرحة عارمة"قُصي جابلي حلويات".

+


_شش وطي صوتك ماما متعرفش، دول بحق مصروف الأسبوع وهتزعقلي.
قالها محذرًا بنبرة منخفضة، يتطلع هنا وهناك وكأنه يسرق شيءٍ ما، هزت رأسها بصمت، أشارت على فمها بمعنى الصموت، بعد ثوانٍ تحدثت بنبرة منخفضة"لما أكبر وأبقا قد ماما وخالتو ليل وأنت كبير زيهم هعملك حلويات كتير حلوة".

6


_لما تكبري هجبلك بيت أكبر من دا، وحلويات أكبر من دي كمان، وعروسة أكبر من عروستك، وهجبلك دهب كتير زي أبلة"سمية"جارتنا إللي لسة متجوزة.

5


قالها بصدق شديد، وعدها، وهو لا يُخلف بوعدهُ، لازال يتذكرهُ، ليل لَم تكُن حب طفولتهُ ومراهقتهُ وشبابهُ فقط، ليل كانت هي الداعم لهُ، كانت والدتهُ الثانية، معهُ خطوة بخطوة، وفي كل إنجاز تُشجعهُ، ذكرة لاتزال تحوم برأسه. تأتي على بالهُ يبتسم، كل شيء أصبح متوافر، مال ليجلب بهُ منزل كبير لها، مال لتُصبح هي العروس، مال لشراء المَصوغات، معهُ المال أما ليل!؟؛ ليل بعيدة عنهُ، لكن قريبًا سيعود لها، وسيتزوجها، قريبًا للغاية، سيتزوجها رغمًا عن أنف والدها، لكن تُراودهُ فكرة نسيانها لهُ!، هل يمكن أن تنسى ذكرياتهم في ذاك العام!، تتخلى عنهُ!، تتزوج بشخصٍ غيره!، بالتأكيد لا، هي لهُ، وهو لها، هُما شخصًا في روح واحدة، لولا والدها وإلقى دبلتهُ في وجهُ لكان تزوجها منذ شهران وأسبوع، لكن هو مُقتنع بمقولة"كل تأخيرة وليها خيرة".

11


لكن ذلك التأخير تلك المرة ليس خير أطلاقًا لهم!

1


أمسك بورقة أمامهُ، دون عليها جُملة صغيرة لكنها مفطورة"أقسم إنني لَم أغفل عنكِ يومًا، بذهني دائمًا".

7


ليس مِن هواه أن يُدون شيء، لكنهُ مُنذ دلوفهُ إلى تلك البلدة وهو يُدون لها تفاصيل يومهُ كاملة مع جُملة منهُ في دفتر، دفتر مُدون على أول صفحاتهُ"خاص بِـ"ليلي"، وبـعدها مُدون"لقد أفترقنا"،دفتر كامل بهُ يومياتهُ منذ سنة!، يكتب فيه أشتيقاهُ لها، حُزنهُ، خيباتهُ، أما سعادتهُ فلا توجد سعادة منذ أفتراقهم، سيعود قريبًا للغاية ليُدون في نهاية الدفتر"لقد أجتمعنا"، يالهُ مِن حُلم!!، يحلم وهي تحلم، إذًا وماذا بعد كُل تلك الأحلام !!، كابوسٍ…

15


"______"

+


أنهت"ساجية"اليوم عملها مُبكرًا، شاكرة ربها لإنها لا تتحملها قدميها وستهوى بهم مِن شدة الوجع، صعدت الأدراج بهدوء حتى أوقفها خروج"ليل"مِن منزلها تسحبها لتدلف للمنزل، دلفت معها بإستغراب متساءلة"مالك يا"ليل"في أيه؟"

+


وكأنها كانت تنتظهرها لتأتي لتنفجر باكية بنبرة عالية، أرتمت في أحضانها تبكي بقهرٍ، متحدثة بنبرة عالية مُتحسرة"أتجوز هناك يا"ساجية"، اتجوز من غير ما يعرف أنا فيَّا أيه، خان الوعد".

10



        
          

                
حاولت ربط حديثها ببعضه، لتُجمع الخيوط أخيرًا، تفوهت بدون شعور"قُصي!، قُصي أتجوز"؟

+


_آآه يا"ساجية"أنا عايشة هنا أتعذب بسببه وبسبب حبه وهو راح أتجوز هناك.
نطقت بها بنبرة متحسرة، مسدت على ظهرها بحنان، تأكدت الآن إن لا يوجد حُب كما قالوا لهم، لا شيء يُسمى بـِحُبٍ، اللعنة على الحُب، الفتيات أكثرهم تعلق، الرِجال ينتزعوا كُل بسمة كانوا يومًا سبب رسمها بقسوة، لا يوجد حُبٌ حقيقي، اللعنة على الحب، كلمة كاذبة، أخذت نفسًا عميق متحدثة بنبرة مُترددة_:

+


_يمكن ده أحسن ليكم أنتم الاتنين، بدل ماهو كان يفضل عايش على ذكراكي وأنتِ متجوزة، دلوقتي أنتِ وهو كل واحد راح في طريق، حاولي يا"ليل"تنسيه، حبه لعنة أقسم بالله.

+


نطقت بها هابطة دمعة من عيونها متألمة، رمقتها الأخرى بنظرات حادة للغاية، أبتعدت عنها، تسألها بطريقة محتدة للغاية_:

+


_وأكمل حياتي مع حاتم!، أنتِ نسيتي هو عمل فيَّا أيه!، ما صحيح هتفتكري ليه هو أنتِ كنتي مكاني ولا تعرفي أحساسي!

4


أردفت سريـعًا مُدافعة عن حالها"مش قصدي بس أنتِ قولتي إن، إن..."

+


لا تجد حديث، لا دفاع حتى عن حالها، أكملت الأخرى بإشمئزاز_:
_إن حاتم بيحبني صح!، المفروض عشان بيحبني أعيش معاه يقتلني!، إللي بيحب حد مش بيضربه، ولا بيهينه، ولا بيخونه، واللهِ ما فارق معايا بيخوني ولا لاء، بس أنا مينفعش أفضل عايشة معاه.

2


"يمكن يتغير"قالتها مندفعة، حدقت بها الأخرى بإندهاش، مُتساءلة بصدمة"أنتِ بتتكلمي جد!، يتغير؟، يتغير في أيه ولا أيه ؟، أقولك حاجة أنا أبويا كان زيه كدا، مريض نفسي، أهله خلوه يتجوز ماما عشان يتلم ولا يبطل حركاته، ماما حولت تغيره سنين وسنين، لكن متغيرش، وولا هيتغير، أنتِ عيزاني اديلوا فرصة !، وأروح أجيب عيل للدنيا يشوف الويل إللي أنا وأخواتي شايفينه صح؟، بتهزري يا"ساجية"، مريض نفسي يتعالج، وهقولك حاجة كمان لو أتغير وبطل ضرب فيا هيبطل خيانة؟، هتقوليلي مش هيخونك وبلا بلا بلا، لكن هو عمره ما هيتغير، مريض بالخيانة زي ماهو مريض بكل اللي بيشربه، أنا شوفته زمان قبل ما نتجوز بسنتين كان بيخون صاحبه".

5


نطقت بأخر جملتها، بإنهيار شديد، أكملت بنبرة هادرة باكية_:

+


_كان هو ومرات صاحبه طالعين شقته الساعة اتناشر بالليل، صاحبه كان مسافر، وعلى فكرة هو لحد الآن صاحبه، أنا شوفته وأتخضيت وروحت قعدت أعيط عشان كان الدنيا ليل وهو شافني وهو طالع معاها وبيهزروا، خوفت يعمل فيا حاجة، وروحت حكيت لـقُصي وطمني، قالي الدنيا فيها الوحش والحلو، وقالي مظلمش حد، هو لحد الآن بيكلم مرات صاحبه، شوفتي بقا إنه مقرف ؟، عمره ما هيتغير لأنه بيعبدهم هما والقرف إللي بيشربه.

11


سألتها تلك المرة بنبرة منخفضة"عيزاني أديلوا فرصة؟، أقسم بالله ما يِغُورك كلمة بحبك دي، هو بيحبني بس لأني حلوة، أنا عارفة واللهِ، قبل جوازنا أصلًا كان بيحاول يتقرب مني بس انا مكنتش بنزل نهائي بعد ما خلصت تعليم، لو بيحبني فهو بيحبني عشان شكلي بس، أنتِ بنفسك شوفتي أول مرة لما ضربني كان عامل فيا أيه، كان هيموتني".

+


تقززت أكثر مِنه بعدما أستمعت إلى ما قصتهُ لها عليه، باسم أهون بكثير منهُ، إذا كانت وقعت في يد"حاتم"لكان أستغلها بأبشع الطُرق، بـاسم لَم يفعل بها للآن شيء، لَم يفضحها، لَم يُهددها، لَم يجعلها تذهب لهُ منزلهُ مرة أخرى، حاجات كثيرة لم يفعلها، تقسم إن كان"حاتم"لكان أذاقها العذاب ألوان، لكن أيضًا"باسم"لَم يكن رحيم بها أطلاقًا، وللآن هي لا تعلم ماذا يكمن لها؟؟

11


لَم تجد طريقة لمواستها إلا بإحتضانها بقوة، تُمسد على خُصلات شعرها البُنية المائلة للأصفرار، حالها يصعب عليها، المسكينة تُعاني طوال حياتها، ظلوا هكذا لمدة طويلة، "ليل" تبكي و"ساجية" تُربط عليها بحنان بالغ، ليتك ياقُصي كُنت قاسٍ معها؛ كانت ستعتاد على القسوة، كانت لن تتعلق بك وبحنانك عليها، كانت سترضى بحياتها، تنهدت بآسى على حال صديقتها_الجديدة_، أنتفضت بفزع عندما أستمعت إلى فتح باب المنزل، رفعت وجهها سريعًا ترى مَن الفاعل، وجدتهُ"حاتم"زوج "ليل"، ما أن وقعت نظراتهُ عليها ولَم ينزلها، أعتدلت"ليل"في جلستها خارجة من أحضانها، تحدثت لها بنبرة منخفضة"خلاص أطلعي يا"ساجية"شكرًا".

+


نهضت مِن مقعدها بتوتر، مازال يُراقبها بنظراتهُ، ظل واقف عِند باب المنزل، حتى أقتربت لتُغادر، تحدث بطريقة مُستهزاءة مُشير عليها بسبابتهُ مِن الأعلى للأسفل"دي بقا البنت إللي اتلميتي عليها جديد"!؟

3


"عايزة أخرج"نطقت بها بنبرة منخفضة واقفة بعيدًا عن الباب المُلتصق هو بهُ، رفع حاجبهُ الأيمن، هازِز ذراعهُ الايمن بخُبث متحدث"أخرجي".

3


_هتخرج أزاي يا بني أدم وأنت سادد الباب!
نطقت بها"ليل"بحنق شديد ناهضة مُقتربة منهُ، سحبت يدهُ بعيدًا عن الباب متحدثة بنبرة هادئة"أخرجي يا"ساجية".

+


دفع يدها بطريقة مستفزة مُقترب مِن ساجية الواضح عليها التوتر، أردف ببسمة على ثغره، مع نظراتهُ الكفيلة بـرُعبها_:
_ما تبطلي قلة ذوق يا"ليل"يعني الضيفة عندنا وتطرديها كدا!، حطي لينا ناكل عشان يبقا عيش وملح، أصلك متعرفيش أنا ليا ذكرى مع صحبتك دي لحد الآن مش ناسيها، ولا ناسي طولة لسانها هي والواد إللي فوق....

21


"______"
خِلِص خلاص😂❤️

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close