رواية اسرار الحب الفصل السادس عشر 16 بقلم اميرة السمدوني
الفصل ال 16
آرائكم مهمة

أتجه الجميع بسياراتهم إلى إحدى الكافيهات المشهورة والفاخرة لمشاركة تسنيم فرحتها ،بينما إنسحب الأهل إلى بيوتهم لإنجاز ما ورائهم من مهام وكذلك ليتركوا المجال لشلة الشياطين للإحتفال ،توقفت عجلات السيارات جميعا فى الساحة المعدة للإنتظار والمقابلة للكافيه المطل على منظر نيلى مبهر ومريح للنفس ،ما أن دلفت تسنيم خارج السيارة حتى أمسكت زيزي بقطعة قماش بيضاء لتغطى عينيها وهى تربطها برفق إستعداد للمفاجأة ، حيث بذلت فيها الرفيقات جهدا كبير لتخرج بهذا الشكل المبهج ،كانت تسنيم تتحسس بيديها الطريق أمامها وزيزي فى حماسها المعهود مع رانيا وهبةيتخلف عنهم إياد مع طارق وحسام بعدة خطوات يتشاركون بعض الأحاديث الجانبية وكذلك لترك مجال للخصوصية بين حبيباتهم وزوجاتهم ،فقالت تسنيم ببدلتها الأنثوية الرقيقة ذات اللون البنفسجى الرائع وشعرها منسدلا على كتفيها أثر مصفف الشعر الخاص ببرنامجها:_
_ حنفضل كتير كده فى لعبة الأستغماية ...؟
مطت زيزي شفتيها وهى فى بنطالها الأسود على سترتها النبتية لتقول بسأم:_
_ مفيش فايدة حتى وأنتى فى عز فرحتك بترمى دبش
إنضمت رانيا للحديث وهى ترفع طرف فستانها الدهبى قائلة بمرح :_
_ عدى لها يا زوزة النهاردة يومها يا ستى بعدين نغلس عليها
شاركتهم هبة الحديث لتثير فضول تسنيم بشكل أكبر:_
_ أنا لو منك يا تسنيم يغمى عليا كده لما أشوف المفاجأة دى
خبطت تسنيم قدميها بالأرض فى ملائكية لتعلق وهى تفك العصبة من على عينيها:_
_ بجد شوقتونى أوى أنا مش قادرة .
أتسعت عينى تسنيم وهى تفيض بالدموع بغير تصديق لما تراه أمامها ذلك البورتريه الضخم المغطى مبنى الكافيه المعتاد لهم وهو يحمل صورتها مع صديقاتها وقد كتب عليه " أصدقاء إلى & مع أجمل وأرق مذيعة ،المذيعة المشاكسة تسنيم عبد المنعم " ،بينما يقف العاملون به على أطراف الأبواب الرئيسية وهم يرتدون اللون المفضل لتسنيم البنفسجى وقد كتب على قميص كل منهم حرف من حروف اسمها (ت ،س،ن،ي،م ) فصفق الجميع بحرارة وود مستقبلين تسنيم وصديقاتها برمى الشوكولاتات الفاخرة والمحببة إلى قلبها كما تقدم طارق صوبها ليهديها بوكيه من الورد وهو يفرقع بأصبعه لتأتى لهما أدوار الجاتوه الكبيرة للغاية ،وتسنيم تصفق بيديها فى حماس ونشوة وهى تقبل صديقاتها وتحمد لله على وجودهم فى حياتها ،وتعويضه لها بوجودهم ،أمسك طارق بكفيها الرقيقين المرتعشيين من المفاجأة وببدلته السوداء الأنيقة ليقطعان سويا الحلوى المكتوب عليها اسمها ومصحوبة بصورة جميلة لها وهى فى الإذاعة القديمة ،شكرت طارق وصديقاتها وهى تكاد أن تطير من الفرحة وقد دخلوا جميعهم للكافيه ليجلسوا على طاولتين ملتصقتين ببعضهما البعض فابتسمت هبة قائلة :_
_ألف مبروك يا أنسة تسنيم وإن شاء الله دايما ناجحة .
ندت من حسام إبتسامة رقيقة وبعيون مضيئة :_
_ ألف مبروك ودايما فى أفضل مكان ،ثم أضاف وهو يرمق هبة بحب:_
_ جميل أوى إحساس النجاح مش كده يا هبة ولا أيه..؟
هبة من بين أسنانها لفهمها بإنه يلمح لعدم مزاكرتها فى الفترة الأخيرة وتململها:_
_ اه طبعا يا حبيبي
ردت عليهم تسنيم بسعادة وتلقائية:_
_الله يبارك فيكم بجد أنا عمرى ما انبسطت ولا حنبسط زى النهاردة أبدا
علق طارق بمشاكسة:_
_ أيامك كلها فرح معايا إن شاء الله .
تسنيم وهى تلتهم الجاتوه بالشوكولا بعدم تركيز:_
_ أيه ...؟
ندت من زيزي ضحكة خبيثة قبل أن تميل عليها:_
_ أيوة بقى
لكزتها تسنيم لكى لا ينتبه الجالسين بخفة:_
_ أهو نقك ده ال حيجبنا وراء .
ساد الصمت للحظات قبل أن تتجه تسنيم بنظراتها الخبيثة إلى هبة لتقول :_
_ الله هالله بقينا نلبس فساتين أهو اتغيرنا .
قاطعتها هبة بإبتسامة لزجة حين لمحت تحديق حسام بها بإعجاب لإطراء صديقتها على إطلالتها :_
_ يعنى أهو من باب التغيير وكسر الروتين
تسنيم بتلقائيتها المعهودة (ال تودى فى داهية) :_
_ ولا من باب الحب ..؟
هنا نظر لها حسام برومانسية كبيرة ،بينما توردت وجنتيها من الخجل وهى تتململ فى مكانها بحرج ،محاولة تغيير الموضوع قائلة وهى تنظر لساعتها بتوتر مصطنع:_
_أتأخرنا أوى مش يلا حسام...؟
قال حسام مستغلا للموقف:_
_ على أيه يا روح حسام ..؟
هبة بتلعثم:_
_يعنى عاوزة ازاكر وكده والامتحان بكرة .
همس فى أذنها بسخرية:_
_ تزاكرى ..؟،الكدب ده ميتسكتش عليه أبدا ههههه ،حدجته بنظرة نارية وهى تتنحنح هبة لتهم بالنهوض مع زوجها مستأذنة من تسنيم :_
_ معلش يا تسنيم حنمشى أحنا عشان ماما سايبنها لوحدها سلام
بعد مغادرة هبة وحسام ، بدى إياد غير مرتاح فى جلسته نظراته شاردة فى الهواءوكأنه يريد قول شيئا ما لكنه مترددا للغاية ،لاحظت رانيا عبوس ملامحه ،وأطبقت على كفيه بحنان لتقول:_
_ مش حتبارك لتسنيم..؟
إياد بإضطراب:_
_ ها ألف مبروك يا أنسة تسنيم بالتوفيق .
أردفت رانيا بتوتر لصوته المكتوم بطريقة غريبة :_
_ إياد أنت فى حاجة مخبيها عنى ..؟، أو موضوع مضايقك..؟
أجاب ببهوت :_
_ ها لا مفيش
ألحت عليه رانيا عاقدة ما بين حاجبيها بقلق:_
_ مالك ..؟، قول بس
تنهد قبل أن يقول بتردد:_
_ كان فى موضوع كده ،بس مش وقته .
همست بإذنه على إستحياء:_
_ بخصوص أيه...؟
رد إياد بضيق:_
_ بلاش دلوقتى عشان تسنيم
إنتبهت لكلمته رفيقتها فقالت وهى تضع طبق الحلوى جانبا بمزاح:_
_ لا لا متهربش وتحط تسنيم فى جملة مفيدة قول عادى .
تنهد إياد قبل أن يقول بجدية :_
_ فى خطة كنت عاوزكم تساعدونى فى تطبيقها ،الخطة دى ال حتبين
لى حاجة مهمة جدا جدا
زيزي بإنتباه وتركيز كبير :_
_ أيه هى أيه ..!!
رد عليهم بقلق :_
_ النهاردة أخدت إن من النيابة بالقبض على ببلاوى
إنقبض قلب رانيا لسماعها لهذا الاسم مسبقا لكن لا تذكر أين:_
_ مين ده ..!!
علق إياد وهو يدفن وجهه بين رأسه بحنق ووجوم:_
_ صاحب الشقة إياها .
واصلت رانيا ودقات قلبها فى تسارع فهوصاحب تلك الشقة المستأجرة وكذلك الغيب،الذى أوكل لها معتز مضايقتها لحين القبض عليهما :_
_ وحتقبض عليه بتهمة أيه....!!
ضيق إياد عينيه بغموض :_
_ بتهمة حيازة المخدرات ...!!
رانيا بهلع :_
إزاى...!!
ألتفت إياد لرفيقاتها وهو يقول بحزم:_
_ عن طريق زيزي وتسنيم وطارق
علقت تسنيم بخوف:_
_ لا لا بلاش انا خدوا رانيا مكانى .
هتفت زيزي بتهكم:_
_ اه والنبى بلاش تسنيم دى من قبل أول قلم بتبقى معترفة بكل حاجة وحتودينا فى داهية
لوى إياد شفتيه بعدم رضا لإختياره لتسنيم لكن لا يوجد حل أخر :_
_ رانيا مش حينفع ،مش عاوزها تبان فى الصورة ولا معتز ياخد خبر بانها كانت هناك ...!!
زيزي بحماس وفضول:_
_قولى قولى حنعمل أيه...؟
فى المهندسين أمام إحدى البنايات الضخمة
وبإحدى الشوراع الجانبية المظلمة ،التى لاسيشق سوادها سوى 4 أعمدة من الإنارة ، أبطل إياد محرك سيارته وهو يرتب مع زيزي وتسنيم مهمتهم ،ورانيا إلى جانبه تهز قدميها فى توتر خائفة من فشل المهمة فهى تعرف صديقتها جيدا لكن لا مفر من تسليم روحها لهم ،قال إياد وهو يلقى عليهم التعليمات الأخيرة بحذر:_
_ طارق قدامه 5 دق ويكون هنا ،الخطة تتنفذ بالحرف ثم أضاف وهو يشير لزيزي بالنزول:_
_ يلا زيزي أنزلى أنتى الأول وهما وتسنيم وطارق وراكى بعد 10 دقايق
عقبت رانيا بمزحة خفيفة لتخفيف الضغط النفسى والإضطراب من على الجميع :_
_ مش عاوزة أى شقاوة ههههه ،وانتى يا تسنيم متفتحيش بوقك غير للضرورة القصوى يا حبيبتى ولا أقولك متفتحهوش خالص أبوس أيديك متوديناش فى داهية.
ردت زيزي بإعتراض :_
_ شقاوة..!! ،والله خسارة فيكى التضحية العظيمة ال حعملها دلوقتى
لوحت رانيا بكفيها بسأم وهى ترمق تسنيم المتوترة وهى تلتهم فى الحلوى والمقرمشات كعادتها :_
_ يا شيخة اتنيلى والله أنا خايفة تكشفونا خصوصا القطر القشاش ال قاعد جنبك
أغلقت تسنيم الكيس على طعامها وهى تزفر بوجوم:_
_ هو أنا عشان تلقائية وصريحة حتعملونى السليوة بتاعتكم ،ثم أستطردت بعصبية
_والله أنزل ومتعرفوليش طريق جرة
علقت زيزي برجاء ممزوج بالخوف :_
_ ياريت والله لأحسن أنا بسببك قلبى مقبوض وممغصة
فتحت تسنيم الباب وهى تقول بتهديد:_
_ كده طيب ،أنا نازلة وشوفو مين ال حيقوم بدور بدارة بتاعتكم دى
إستدرات رانيا من كرسيها الأمامى لتقبض على رسغ تسنيم قائلة :_
_ استنى يا مجنونة ،رايحة فين..؟
تنهدت تسنيم بضيق:_
_ انتى مش شايفة الدبش ال زيزي بترميه ،مش أسلوب ده
تدخل إياد لتهدئة الاوضاع :_
_ لا يا زيزي ميصحش كده دى مهما كان صاحبة عمرك ولازم تحترميها
ربتت زيزي على كتفيه وهى تخرج لسانها لتغيظه:_
_ اطلع انت منها بس وهى تعمر
لمحها إياد فى المرآة الأمامية قبل أن يعقب بلهجة لذيذة وغامضة:_
_ أنا اصلا مش خايف من تسنيم خوفى كله منك يا زوزة يا بتاعة الرياح وأمشير أنتى ههههههههه
رانيا بإندهاش:_
_ زعابيب أيه..؟
تنحنح إياد وهو يدقق النظر فى ضوء سيارة مقبلة :_
_ لا لا متخديش فى بالك ،أهو طارق جه أهو يلا زيزي
فى الشقة المستأجرة
كانت الشقة المقصودة بالطابق الرابع ،حاولت زيزي أن تستقل المصعد الكهربائى لكنه بدى معطلا ،فصعدت على الدرج بخفة وقلبها يكاد أن يقفز من بين ضلوعها ،تفكر بما ستقوله وبما ستلقيه مضطربة من تسنيم ومشاركتهما سويا فى مهمة واحدة ، وقفت لبضع لحظات أمام الشقة المقصودة وهى تلتقط أنفاسها المتعبة لتخرج مرأة صغيرة من شنطتها ذات اللون الأصفر الفاقع ،تتفقد هيئتها حيث إرتدت بنطالا واسعا للغاية يكاد أن يدخل فى قدم فيل ،على سترة مهلهلة وشعرها غدى غير مرتبا ولا نظيف،تدقق فى مكياجها الصارخ (حيث وضعت كيلو من البودرة لتغيير ملامحها ولتبدو جذابة ولكن ليس بشكل كبير )كى لا تخرج الذئب بداخله ،دقت الجرس عدة مرات فى تأفف من تأخر ببلاوى فى فتح الباب ،أخذ يدقق النظر من خلال الفتحة السرية بالباب الخشبي الكبير قائلا بخوف:_
_ مين...؟
أجابته زيزي وهى تفرقع باللبانة بمرقعة:_
_ مش دى شقة قاسشششم
فتح لها الباب نافيا وهو يضيق عينيه بإستغراب لمنظرها:_
_ لا والله .
وضعت زيزي يديها على جانبيها لتقول بنبرة شعبية أو بنبرة فتيات الليل:_
_ ولا حامد هييهيهيييهييييي أوعى كتشششه (كده) ،وانت غشيم ملكش فى الناعم
غمز بعينيه بإثارة لكلامها الجرىء:_
_ ما تقولى أنك صنف جديد يا حلوة ،وبعدين هو فى حد ملوش فى البسكويت ال بشكولاتة ده
تأففت زيزي بسخط وتنهدت قبل أن تقول بصوت خفيض:_
_ حنفضل نحكي مع بعض كتشير كده على الباب.
أشار لها بالدخول وهو فى حالة من النشوة فالليلة ليلة عيد بلا شك:_
_ لا أتفضلى
فى غرفة الضيوف
إستقرت إحدى المزهريات الكبيرة إلى جوار زيزي الجالسة على إحدى الأرائك المهترئة فى خوف ،بينما ذهب ببلاوى ليحضر صنية عليها المشروبات الكحولية المختلفة ،يكاد عقلها أن ينفجر ويشل من كثرة التفكير بما سيحدث ،هل ستنجح خطتهم أم ستبوء بالفشل..؟، هل ستحقق بذلك سبق صحفى هائل أم سيكتب عنها زملائها بصفحة الحوادث ،جلست لتهز قدميها فى توتر وحنق حتى خل ببلاوى بعينيه الزائغتين ليضع الصنية على منضدة صغيرة ،ليسألها :_
ببلاوى:_
_ ها تشربى أيه ده ولا ده...؟
زيزي:_
_ مفيش ينسون..؟
ببلاوى بإرتياب :_
_إيه....!!
ردت زيزي بتهكم لذيذ لتدارى ما بداخلها:_
_ أصل زورى واجعنى
عقب ببلاوى وهو يقلب كأسه بإستنكار:_
_ حد قالك إنى دكتور علاج طبيعى ده أنتى مسخرة .
إبتلعت زيزي مزحته السخيفة لترسم إبتسامة بلهاء :_
_ إن شاء الله يخليك يا أخويا
صب لها قدرا ليس بالقليل من المشروب المسكر قائلا:_
_ أتفضلى كوبايتك ،وأضاف ليتعرف عليها:_
ها بقى اسم الجميل أيه ..؟
زيزي وهى تنفخ فى البالونة المقيمة أمام فمها من اللبان:_
_ عنايات
عاد ببلاوى بإستغراب ليسند ظهره للخلف :_
_ ياه ده الاسم ده من أيام الهكسوس
قالت زيزي بنبرة ليلية ممزوجة بالمياصة:_
_ ده الاسم الحركشششي والحليوة الطعم ده (فى سرها أبو بشلة ) اسمه ايه ..؟
أجابها وهو يصك بيديه على صدره :_
_ محسوبك ببلاوى
أردفت زيزي بتساؤل لكسب الوقت لحين صعود تسنيم وطارق :_
_ عاشت الأسماء،ألا قولى بقى عايش لوحدك ..؟
بدأت أسئلتها الغريبة تثير شكوكه وريبته فتسائل مستجوبا إياها:_
_ ليه ..؟
علقت زيزي بتلعثم وإضطراب :_
_ يعنى لمرأتك تطشب علينا ولا حاجة وتبقى ليلة فحولقى
طمئنها ببلاوى وهو يفتح ازاز قميصه:_
_ أم العيال فى البلد ،ومش حتيجى دلوقتى خالص يا جميل أنت يا قمر
إرتعشت شفتى زيزي قبل أن تقول :_
_ده من ذوقك ثم واصلت بإستنكار:_
_ أنت بتعمل أيه...؟
رد عليها بنظرات مبهمة :_
_ يعنى الدنيا حر شوية ،ثم إقترب منها ليجردها من ملابسها قائلا بإثارة:_
_ وأنتى مش حرانة..؟، أقلعى أقلعى
دفعته عنها بلين لتبرر وقلبها معتصرا من الخوف والتوتر:_
_ لا أقلع لا .
ببلاوى بعدم فهم نظرا لكونها فى شقة(دعارة):_
_ ليه ...؟
أشارت لركبتيها لتجيب بشفتين مرتعشتين:_
_ أصل عنشششدى تشلخات .
وضع ببلاوى طرف أصبعه على رأسه فى تفكير لكيفية سحبها فربما تكون محرجة أو خجلة ليقول:_
_ مشربتيش كاسك ليه..؟
إبتلعت ريقها لتقول بتلعثم :_
_أيه ..هاااا ،أه أصل طريق صلاح سالم كان زحمة أوى وأعصابى تعبانة من الزحمة وكده ،ممكن تشغل لنا الكاست على أى حاجة كلاسيك ..!!
عقد ما بين حاجبيه ببلاوى :_
_ حاجة أيه ....!!
زيزي بسخرية مشوبة بقلب منخلع :_
_ أو اوكا وأورتيجا مش مهم هههه
بينما أعطاها ظهره متجها لتشغيل الراديو ،سكبت زيزي مشروبها كله فى المزهرية ،فعاد لينكشها ويثيرها :_
_شكلك شقية أوى
ضحكت زيزي حتى القهقهة لتخفى إرتباكها ومشاعرها الثائرة :_
_ شكلك انت ال خلبوص هي هي هي
ضحك ببلاوى بصخب وهو يهتف بها :_
_ خلبوص والله دمك شربات بس أنا ملاحظ انك بتتلفتى حوليكى كتير الشقة عاجباكى أوى كده..؟
أومأت زيزي برأسها بإيجاب وفى نفسها تقول( أزبل من المكان ده مدخلتش) :_
_ اوى تحس كده إنها حاجة فخيمة .
غمز بعينيه السودوادوين المظلمتين قبل أن يضيف :_
_ وأوضة النوم أفخم وأفخم تعالى اوريهالك
زيزي بإضطراب:_
_نوم أيه أنت حتنام بدرى كده
سحبها من يديها ليقول بتحفيز وكسر لخجلها كما وصل إليه:_
_ تعالى بس حتعجبك أوى
بينما كانت زيزي على وشك الإنفجار وهى ترمى لعانتها على صديقتها تسنيم فى أعماقها (يا لهوى عليا وعلى سنيني الله يحرقك يا تسنيم حتباتى تحت انتى وكائن الباندا ال اسمه طارق )
آرائكم مهمة
أتجه الجميع بسياراتهم إلى إحدى الكافيهات المشهورة والفاخرة لمشاركة تسنيم فرحتها ،بينما إنسحب الأهل إلى بيوتهم لإنجاز ما ورائهم من مهام وكذلك ليتركوا المجال لشلة الشياطين للإحتفال ،توقفت عجلات السيارات جميعا فى الساحة المعدة للإنتظار والمقابلة للكافيه المطل على منظر نيلى مبهر ومريح للنفس ،ما أن دلفت تسنيم خارج السيارة حتى أمسكت زيزي بقطعة قماش بيضاء لتغطى عينيها وهى تربطها برفق إستعداد للمفاجأة ، حيث بذلت فيها الرفيقات جهدا كبير لتخرج بهذا الشكل المبهج ،كانت تسنيم تتحسس بيديها الطريق أمامها وزيزي فى حماسها المعهود مع رانيا وهبةيتخلف عنهم إياد مع طارق وحسام بعدة خطوات يتشاركون بعض الأحاديث الجانبية وكذلك لترك مجال للخصوصية بين حبيباتهم وزوجاتهم ،فقالت تسنيم ببدلتها الأنثوية الرقيقة ذات اللون البنفسجى الرائع وشعرها منسدلا على كتفيها أثر مصفف الشعر الخاص ببرنامجها:_
_ حنفضل كتير كده فى لعبة الأستغماية ...؟
مطت زيزي شفتيها وهى فى بنطالها الأسود على سترتها النبتية لتقول بسأم:_
_ مفيش فايدة حتى وأنتى فى عز فرحتك بترمى دبش
إنضمت رانيا للحديث وهى ترفع طرف فستانها الدهبى قائلة بمرح :_
_ عدى لها يا زوزة النهاردة يومها يا ستى بعدين نغلس عليها
شاركتهم هبة الحديث لتثير فضول تسنيم بشكل أكبر:_
_ أنا لو منك يا تسنيم يغمى عليا كده لما أشوف المفاجأة دى
خبطت تسنيم قدميها بالأرض فى ملائكية لتعلق وهى تفك العصبة من على عينيها:_
_ بجد شوقتونى أوى أنا مش قادرة .
أتسعت عينى تسنيم وهى تفيض بالدموع بغير تصديق لما تراه أمامها ذلك البورتريه الضخم المغطى مبنى الكافيه المعتاد لهم وهو يحمل صورتها مع صديقاتها وقد كتب عليه " أصدقاء إلى & مع أجمل وأرق مذيعة ،المذيعة المشاكسة تسنيم عبد المنعم " ،بينما يقف العاملون به على أطراف الأبواب الرئيسية وهم يرتدون اللون المفضل لتسنيم البنفسجى وقد كتب على قميص كل منهم حرف من حروف اسمها (ت ،س،ن،ي،م ) فصفق الجميع بحرارة وود مستقبلين تسنيم وصديقاتها برمى الشوكولاتات الفاخرة والمحببة إلى قلبها كما تقدم طارق صوبها ليهديها بوكيه من الورد وهو يفرقع بأصبعه لتأتى لهما أدوار الجاتوه الكبيرة للغاية ،وتسنيم تصفق بيديها فى حماس ونشوة وهى تقبل صديقاتها وتحمد لله على وجودهم فى حياتها ،وتعويضه لها بوجودهم ،أمسك طارق بكفيها الرقيقين المرتعشيين من المفاجأة وببدلته السوداء الأنيقة ليقطعان سويا الحلوى المكتوب عليها اسمها ومصحوبة بصورة جميلة لها وهى فى الإذاعة القديمة ،شكرت طارق وصديقاتها وهى تكاد أن تطير من الفرحة وقد دخلوا جميعهم للكافيه ليجلسوا على طاولتين ملتصقتين ببعضهما البعض فابتسمت هبة قائلة :_
_ألف مبروك يا أنسة تسنيم وإن شاء الله دايما ناجحة .
ندت من حسام إبتسامة رقيقة وبعيون مضيئة :_
_ ألف مبروك ودايما فى أفضل مكان ،ثم أضاف وهو يرمق هبة بحب:_
_ جميل أوى إحساس النجاح مش كده يا هبة ولا أيه..؟
هبة من بين أسنانها لفهمها بإنه يلمح لعدم مزاكرتها فى الفترة الأخيرة وتململها:_
_ اه طبعا يا حبيبي
ردت عليهم تسنيم بسعادة وتلقائية:_
_الله يبارك فيكم بجد أنا عمرى ما انبسطت ولا حنبسط زى النهاردة أبدا
علق طارق بمشاكسة:_
_ أيامك كلها فرح معايا إن شاء الله .
تسنيم وهى تلتهم الجاتوه بالشوكولا بعدم تركيز:_
_ أيه ...؟
ندت من زيزي ضحكة خبيثة قبل أن تميل عليها:_
_ أيوة بقى
لكزتها تسنيم لكى لا ينتبه الجالسين بخفة:_
_ أهو نقك ده ال حيجبنا وراء .
ساد الصمت للحظات قبل أن تتجه تسنيم بنظراتها الخبيثة إلى هبة لتقول :_
_ الله هالله بقينا نلبس فساتين أهو اتغيرنا .
قاطعتها هبة بإبتسامة لزجة حين لمحت تحديق حسام بها بإعجاب لإطراء صديقتها على إطلالتها :_
_ يعنى أهو من باب التغيير وكسر الروتين
تسنيم بتلقائيتها المعهودة (ال تودى فى داهية) :_
_ ولا من باب الحب ..؟
هنا نظر لها حسام برومانسية كبيرة ،بينما توردت وجنتيها من الخجل وهى تتململ فى مكانها بحرج ،محاولة تغيير الموضوع قائلة وهى تنظر لساعتها بتوتر مصطنع:_
_أتأخرنا أوى مش يلا حسام...؟
قال حسام مستغلا للموقف:_
_ على أيه يا روح حسام ..؟
هبة بتلعثم:_
_يعنى عاوزة ازاكر وكده والامتحان بكرة .
همس فى أذنها بسخرية:_
_ تزاكرى ..؟،الكدب ده ميتسكتش عليه أبدا ههههه ،حدجته بنظرة نارية وهى تتنحنح هبة لتهم بالنهوض مع زوجها مستأذنة من تسنيم :_
_ معلش يا تسنيم حنمشى أحنا عشان ماما سايبنها لوحدها سلام
بعد مغادرة هبة وحسام ، بدى إياد غير مرتاح فى جلسته نظراته شاردة فى الهواءوكأنه يريد قول شيئا ما لكنه مترددا للغاية ،لاحظت رانيا عبوس ملامحه ،وأطبقت على كفيه بحنان لتقول:_
_ مش حتبارك لتسنيم..؟
إياد بإضطراب:_
_ ها ألف مبروك يا أنسة تسنيم بالتوفيق .
أردفت رانيا بتوتر لصوته المكتوم بطريقة غريبة :_
_ إياد أنت فى حاجة مخبيها عنى ..؟، أو موضوع مضايقك..؟
أجاب ببهوت :_
_ ها لا مفيش
ألحت عليه رانيا عاقدة ما بين حاجبيها بقلق:_
_ مالك ..؟، قول بس
تنهد قبل أن يقول بتردد:_
_ كان فى موضوع كده ،بس مش وقته .
همست بإذنه على إستحياء:_
_ بخصوص أيه...؟
رد إياد بضيق:_
_ بلاش دلوقتى عشان تسنيم
إنتبهت لكلمته رفيقتها فقالت وهى تضع طبق الحلوى جانبا بمزاح:_
_ لا لا متهربش وتحط تسنيم فى جملة مفيدة قول عادى .
تنهد إياد قبل أن يقول بجدية :_
_ فى خطة كنت عاوزكم تساعدونى فى تطبيقها ،الخطة دى ال حتبين
لى حاجة مهمة جدا جدا
زيزي بإنتباه وتركيز كبير :_
_ أيه هى أيه ..!!
رد عليهم بقلق :_
_ النهاردة أخدت إن من النيابة بالقبض على ببلاوى
إنقبض قلب رانيا لسماعها لهذا الاسم مسبقا لكن لا تذكر أين:_
_ مين ده ..!!
علق إياد وهو يدفن وجهه بين رأسه بحنق ووجوم:_
_ صاحب الشقة إياها .
واصلت رانيا ودقات قلبها فى تسارع فهوصاحب تلك الشقة المستأجرة وكذلك الغيب،الذى أوكل لها معتز مضايقتها لحين القبض عليهما :_
_ وحتقبض عليه بتهمة أيه....!!
ضيق إياد عينيه بغموض :_
_ بتهمة حيازة المخدرات ...!!
رانيا بهلع :_
إزاى...!!
ألتفت إياد لرفيقاتها وهو يقول بحزم:_
_ عن طريق زيزي وتسنيم وطارق
علقت تسنيم بخوف:_
_ لا لا بلاش انا خدوا رانيا مكانى .
هتفت زيزي بتهكم:_
_ اه والنبى بلاش تسنيم دى من قبل أول قلم بتبقى معترفة بكل حاجة وحتودينا فى داهية
لوى إياد شفتيه بعدم رضا لإختياره لتسنيم لكن لا يوجد حل أخر :_
_ رانيا مش حينفع ،مش عاوزها تبان فى الصورة ولا معتز ياخد خبر بانها كانت هناك ...!!
زيزي بحماس وفضول:_
_قولى قولى حنعمل أيه...؟
فى المهندسين أمام إحدى البنايات الضخمة
وبإحدى الشوراع الجانبية المظلمة ،التى لاسيشق سوادها سوى 4 أعمدة من الإنارة ، أبطل إياد محرك سيارته وهو يرتب مع زيزي وتسنيم مهمتهم ،ورانيا إلى جانبه تهز قدميها فى توتر خائفة من فشل المهمة فهى تعرف صديقتها جيدا لكن لا مفر من تسليم روحها لهم ،قال إياد وهو يلقى عليهم التعليمات الأخيرة بحذر:_
_ طارق قدامه 5 دق ويكون هنا ،الخطة تتنفذ بالحرف ثم أضاف وهو يشير لزيزي بالنزول:_
_ يلا زيزي أنزلى أنتى الأول وهما وتسنيم وطارق وراكى بعد 10 دقايق
عقبت رانيا بمزحة خفيفة لتخفيف الضغط النفسى والإضطراب من على الجميع :_
_ مش عاوزة أى شقاوة ههههه ،وانتى يا تسنيم متفتحيش بوقك غير للضرورة القصوى يا حبيبتى ولا أقولك متفتحهوش خالص أبوس أيديك متوديناش فى داهية.
ردت زيزي بإعتراض :_
_ شقاوة..!! ،والله خسارة فيكى التضحية العظيمة ال حعملها دلوقتى
لوحت رانيا بكفيها بسأم وهى ترمق تسنيم المتوترة وهى تلتهم فى الحلوى والمقرمشات كعادتها :_
_ يا شيخة اتنيلى والله أنا خايفة تكشفونا خصوصا القطر القشاش ال قاعد جنبك
أغلقت تسنيم الكيس على طعامها وهى تزفر بوجوم:_
_ هو أنا عشان تلقائية وصريحة حتعملونى السليوة بتاعتكم ،ثم أستطردت بعصبية
_والله أنزل ومتعرفوليش طريق جرة
علقت زيزي برجاء ممزوج بالخوف :_
_ ياريت والله لأحسن أنا بسببك قلبى مقبوض وممغصة
فتحت تسنيم الباب وهى تقول بتهديد:_
_ كده طيب ،أنا نازلة وشوفو مين ال حيقوم بدور بدارة بتاعتكم دى
إستدرات رانيا من كرسيها الأمامى لتقبض على رسغ تسنيم قائلة :_
_ استنى يا مجنونة ،رايحة فين..؟
تنهدت تسنيم بضيق:_
_ انتى مش شايفة الدبش ال زيزي بترميه ،مش أسلوب ده
تدخل إياد لتهدئة الاوضاع :_
_ لا يا زيزي ميصحش كده دى مهما كان صاحبة عمرك ولازم تحترميها
ربتت زيزي على كتفيه وهى تخرج لسانها لتغيظه:_
_ اطلع انت منها بس وهى تعمر
لمحها إياد فى المرآة الأمامية قبل أن يعقب بلهجة لذيذة وغامضة:_
_ أنا اصلا مش خايف من تسنيم خوفى كله منك يا زوزة يا بتاعة الرياح وأمشير أنتى ههههههههه
رانيا بإندهاش:_
_ زعابيب أيه..؟
تنحنح إياد وهو يدقق النظر فى ضوء سيارة مقبلة :_
_ لا لا متخديش فى بالك ،أهو طارق جه أهو يلا زيزي
فى الشقة المستأجرة
كانت الشقة المقصودة بالطابق الرابع ،حاولت زيزي أن تستقل المصعد الكهربائى لكنه بدى معطلا ،فصعدت على الدرج بخفة وقلبها يكاد أن يقفز من بين ضلوعها ،تفكر بما ستقوله وبما ستلقيه مضطربة من تسنيم ومشاركتهما سويا فى مهمة واحدة ، وقفت لبضع لحظات أمام الشقة المقصودة وهى تلتقط أنفاسها المتعبة لتخرج مرأة صغيرة من شنطتها ذات اللون الأصفر الفاقع ،تتفقد هيئتها حيث إرتدت بنطالا واسعا للغاية يكاد أن يدخل فى قدم فيل ،على سترة مهلهلة وشعرها غدى غير مرتبا ولا نظيف،تدقق فى مكياجها الصارخ (حيث وضعت كيلو من البودرة لتغيير ملامحها ولتبدو جذابة ولكن ليس بشكل كبير )كى لا تخرج الذئب بداخله ،دقت الجرس عدة مرات فى تأفف من تأخر ببلاوى فى فتح الباب ،أخذ يدقق النظر من خلال الفتحة السرية بالباب الخشبي الكبير قائلا بخوف:_
_ مين...؟
أجابته زيزي وهى تفرقع باللبانة بمرقعة:_
_ مش دى شقة قاسشششم
فتح لها الباب نافيا وهو يضيق عينيه بإستغراب لمنظرها:_
_ لا والله .
وضعت زيزي يديها على جانبيها لتقول بنبرة شعبية أو بنبرة فتيات الليل:_
_ ولا حامد هييهيهيييهييييي أوعى كتشششه (كده) ،وانت غشيم ملكش فى الناعم
غمز بعينيه بإثارة لكلامها الجرىء:_
_ ما تقولى أنك صنف جديد يا حلوة ،وبعدين هو فى حد ملوش فى البسكويت ال بشكولاتة ده
تأففت زيزي بسخط وتنهدت قبل أن تقول بصوت خفيض:_
_ حنفضل نحكي مع بعض كتشير كده على الباب.
أشار لها بالدخول وهو فى حالة من النشوة فالليلة ليلة عيد بلا شك:_
_ لا أتفضلى
فى غرفة الضيوف
إستقرت إحدى المزهريات الكبيرة إلى جوار زيزي الجالسة على إحدى الأرائك المهترئة فى خوف ،بينما ذهب ببلاوى ليحضر صنية عليها المشروبات الكحولية المختلفة ،يكاد عقلها أن ينفجر ويشل من كثرة التفكير بما سيحدث ،هل ستنجح خطتهم أم ستبوء بالفشل..؟، هل ستحقق بذلك سبق صحفى هائل أم سيكتب عنها زملائها بصفحة الحوادث ،جلست لتهز قدميها فى توتر وحنق حتى خل ببلاوى بعينيه الزائغتين ليضع الصنية على منضدة صغيرة ،ليسألها :_
ببلاوى:_
_ ها تشربى أيه ده ولا ده...؟
زيزي:_
_ مفيش ينسون..؟
ببلاوى بإرتياب :_
_إيه....!!
ردت زيزي بتهكم لذيذ لتدارى ما بداخلها:_
_ أصل زورى واجعنى
عقب ببلاوى وهو يقلب كأسه بإستنكار:_
_ حد قالك إنى دكتور علاج طبيعى ده أنتى مسخرة .
إبتلعت زيزي مزحته السخيفة لترسم إبتسامة بلهاء :_
_ إن شاء الله يخليك يا أخويا
صب لها قدرا ليس بالقليل من المشروب المسكر قائلا:_
_ أتفضلى كوبايتك ،وأضاف ليتعرف عليها:_
ها بقى اسم الجميل أيه ..؟
زيزي وهى تنفخ فى البالونة المقيمة أمام فمها من اللبان:_
_ عنايات
عاد ببلاوى بإستغراب ليسند ظهره للخلف :_
_ ياه ده الاسم ده من أيام الهكسوس
قالت زيزي بنبرة ليلية ممزوجة بالمياصة:_
_ ده الاسم الحركشششي والحليوة الطعم ده (فى سرها أبو بشلة ) اسمه ايه ..؟
أجابها وهو يصك بيديه على صدره :_
_ محسوبك ببلاوى
أردفت زيزي بتساؤل لكسب الوقت لحين صعود تسنيم وطارق :_
_ عاشت الأسماء،ألا قولى بقى عايش لوحدك ..؟
بدأت أسئلتها الغريبة تثير شكوكه وريبته فتسائل مستجوبا إياها:_
_ ليه ..؟
علقت زيزي بتلعثم وإضطراب :_
_ يعنى لمرأتك تطشب علينا ولا حاجة وتبقى ليلة فحولقى
طمئنها ببلاوى وهو يفتح ازاز قميصه:_
_ أم العيال فى البلد ،ومش حتيجى دلوقتى خالص يا جميل أنت يا قمر
إرتعشت شفتى زيزي قبل أن تقول :_
_ده من ذوقك ثم واصلت بإستنكار:_
_ أنت بتعمل أيه...؟
رد عليها بنظرات مبهمة :_
_ يعنى الدنيا حر شوية ،ثم إقترب منها ليجردها من ملابسها قائلا بإثارة:_
_ وأنتى مش حرانة..؟، أقلعى أقلعى
دفعته عنها بلين لتبرر وقلبها معتصرا من الخوف والتوتر:_
_ لا أقلع لا .
ببلاوى بعدم فهم نظرا لكونها فى شقة(دعارة):_
_ ليه ...؟
أشارت لركبتيها لتجيب بشفتين مرتعشتين:_
_ أصل عنشششدى تشلخات .
وضع ببلاوى طرف أصبعه على رأسه فى تفكير لكيفية سحبها فربما تكون محرجة أو خجلة ليقول:_
_ مشربتيش كاسك ليه..؟
إبتلعت ريقها لتقول بتلعثم :_
_أيه ..هاااا ،أه أصل طريق صلاح سالم كان زحمة أوى وأعصابى تعبانة من الزحمة وكده ،ممكن تشغل لنا الكاست على أى حاجة كلاسيك ..!!
عقد ما بين حاجبيه ببلاوى :_
_ حاجة أيه ....!!
زيزي بسخرية مشوبة بقلب منخلع :_
_ أو اوكا وأورتيجا مش مهم هههه
بينما أعطاها ظهره متجها لتشغيل الراديو ،سكبت زيزي مشروبها كله فى المزهرية ،فعاد لينكشها ويثيرها :_
_شكلك شقية أوى
ضحكت زيزي حتى القهقهة لتخفى إرتباكها ومشاعرها الثائرة :_
_ شكلك انت ال خلبوص هي هي هي
ضحك ببلاوى بصخب وهو يهتف بها :_
_ خلبوص والله دمك شربات بس أنا ملاحظ انك بتتلفتى حوليكى كتير الشقة عاجباكى أوى كده..؟
أومأت زيزي برأسها بإيجاب وفى نفسها تقول( أزبل من المكان ده مدخلتش) :_
_ اوى تحس كده إنها حاجة فخيمة .
غمز بعينيه السودوادوين المظلمتين قبل أن يضيف :_
_ وأوضة النوم أفخم وأفخم تعالى اوريهالك
زيزي بإضطراب:_
_نوم أيه أنت حتنام بدرى كده
سحبها من يديها ليقول بتحفيز وكسر لخجلها كما وصل إليه:_
_ تعالى بس حتعجبك أوى
بينما كانت زيزي على وشك الإنفجار وهى ترمى لعانتها على صديقتها تسنيم فى أعماقها (يا لهوى عليا وعلى سنيني الله يحرقك يا تسنيم حتباتى تحت انتى وكائن الباندا ال اسمه طارق )
