اخر الروايات

رواية خيوط القدر الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة المصري

رواية خيوط القدر الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة المصري


الفصل السادس عشر
نظر عمر الى ادهم الذى تحاشى نظراته قائلا ” انت تعرف ياسمين منين يا ادهم ؟؟“
تنهد ادهم قائلا ” اعرفها ...شوفتها من حوالى عشر سنين اول ما اشتغلت خالص كنت فى الصعيد ”
تلاحقت انفاس عمر وامسك بذراع ادهم قائلا ” احكيلى كل اللى تعرفه دلوقتى حالا ”
فكر ادهم فى التراجع عن الكلام بما قد يحويه من صدمة لصديقه ولكن صرخة من عمر اجبرته على المواصلة ، عض على شفته السفلى قائلا ” اول ما اشتغلت خالص كنت فى سوهاج فى مركز شرطة هناك ..اختصار الموضوع ان فى يوم جاتلى بنت مضروبة وحالتها زفت وجروح فى كل حته وقدمت بلاغ ضد جوزها ا..كانت صغيرة اوى يمكن مكملتش تمنتاشر سنة ..حولتها لمستشفى وكتبت تقريرها وعملتلها محضر ضد جوزها اللى كان جاى عاوز يكمل عليها وانا منعته لدرجة انى ضربته من غيظى ..كنت قرفان منه ازاى راجل يمد ايده على ست بالطريقة دى ..كنت فاكرها ملهاش حد عشان كدة هوا بيأذيها ..بس اللى اكتشفته ان ابوها راجل من اعيان الصعيد وليه وضعه ..واللى فاجأنى ان هوا جه مع بنته بعد يومين واتنازلو عن المحضر ..كنت هتجنن بقا معقول اب يسيب حق بنته كدة ..حاولت اقنعها واقولها متخفش ووعدتها انى هجيبلها حقها ..كانت مرعوبة خايفة وفى الآخر اتنازلت عن المحضر ..وسمعت بعدها انها اتطلقت من الحيوان ده ..ففهمت ان تنازلها كان قصاد حريتها ”
كان عمر يستمع بكل جوارحه لكل حرف ينطقه ادهم وبعد ان انتهى قال عمر فى حذر وكانه يحاول ان ينفى الفكرة التى تجمعت فى رأسه ” وايه علاقة ياسمين بكل ده ؟؟“
نظر له ادهم فى دهشة وقال ” عمر انا بتكلم فى ايه ؟؟...البنت دى تبقا ياسمين ”
قطب عمر حاجبيه والقى برأسه على تابلوه السيارة فوضع ادهم يده على ظهره قائلا ” عمر انت كويس ؟؟“
رفع ادهم راسه وهو يقول ” ادهم انت متاكد من الللى قولته ده ”
اغمض ادهم عينيه للحظات وقال ” طبعا مش ممكن انسى شكلها ابدا بالاضافة ان اسم البنت كان ياسمين برضه ”
تنهد عمر وهو يلقى بجسده كله على كرسيه وعقله قد شل تماما عن التفكير بشىء ، كان يستعرض فقط كل ما مربه معها ، ويربطه بما قاله ادهم ويجده التفسير الوحيد لخوفها وادعاءها القوة المبالغ فيه ، ولكن لماذا تخلى عنها والدها ؟؟، ولماذا تعيش هنا بعيدا عنه؟؟، اسألة كثرة تطرح نفسها عليه ، ويريد ان يعرف اجابتها فى الحال ، فبعد ان عرف بجزء من حقيقتها لن يهنا له بال حتى يعرف الحقيقة كاملة ، كان يلهث بسرعة ويجفف عرقه فى توتر ولا يصدق ان حبيبته تعرضت لكل هذا العذاب ولا زالت تتعذب بما حدث حتى الان ، رمقها تخرج من باب المشفى لتغادر ، لا يعرف هو نفسه مالذى دار فى رأسه سوى انه التفت الى ادهم بسرعة قائلا ” ادهم سيبلى عربيتك ” نظر له ادهم فى قلق عليه ولم يعطها عمر فرصة اذ دفعه من سيارته دفعا وهو يقول ” هنتكلم تانى ” .
*****************************************************************
ادارت ياسمين مفتاح باب شقتها البسيطة ووضعت حقيبتها على منضدة مجاورة للباب وهى تخلع حذائها قبل ان تتفاجىء بمن يدخل خلفها ويغلق الباب ، صرخت للحظة وبعدها هدات وانفاسها تتسارع كأنها تسابق انفاسه التى تتسارع بدورها ، نظرت الى عمر الذى يقف خلف الباب ويستند اليه ، ازدردت ريقها وقالت مرتعدة وهى تعود الى الخلف ” انت بتعمل ايه هنا وازاى تدخل بالطريقة دى ..انت عايز منى ايه ؟؟“ اقترب عمر منها وقد آلمه ان تحمل له كل هذا الخوف واراد لو ضمها لتطمئن ، نظرت اليه وهلعها يزداد قائلة ” اوعى تقرب منى ..لو قربت هصوت والم عليك الناس ” ، توقف عمر وابتسم قائلا فى حزن ” لو عايزة تعملى كدة يا ياسمين اعملى ..لو انتى شايفة انى ممكن ااذيكى اعملى ده ”
سقطت دمعة من عينها والتصقت بالحائط وهى ترتجف فاقترب منها عمر قائلا ” انتى فعلا خايفة منى ؟؟“ هزت ياسمين رأسها وهى تجلس ارضا او بالاحرى تسقط وهى تقول ” اكتر حد اذانى فى الدنيا كان المفروض هو اخر حد يأذينى ..عاونى اطمن لحد تانى ازاى ”
ركع عمر على ركبتيه امامها وهو يقول وقد بدات اولى جدران صمتها تنهار فاراد ان يحطم كل الحواجز واحدا تلو الآخر ” تقصدى والدك ؟؟“ ، شهقت ياسمين ونظرت اليه فى ذعر فواصل عمر وهو ينظر لها فى حنان بالغ ” انا عرفت عنك النهاردة بالصدفة حاجات كتير جدا ” احتضنت ياسمين نفسها لتقاوم رجفتها وهى تقول ” ايه اللى عرفته ” ، قال بقلب ممزق مما سمع ” عرفت انك كنتى متجوزة واحد حيوان كان بيضربك ويهينك وانك اتطلقتى منه وان والدك خلاكى تتنازلى عن المحضر فى مقابل الطلاق ”
ضحكت ياسمين فى الم وهى تقول ” ده كل اللى عرفته وبتقول عرفت حاجات كتير ” ، كان يعرف انها تعانى كل اوجاع العالم وهو يشعر بالعجز امام ذلك كل ماقرره ان يدفعها للكلام دفعا فقال ” وانا عاوز اعرف كل حاجة منك ..عاوزك تحكيلى وتفتحيلى قلبك ..ياسمين انا بحبك عارفة الكلمة دى معناها ايه ”
نهضت بصعوبة وهى تمسح دموعها بكفها قائلة ” وانا قولتلك مش عاوزة حد يحبنى ..قولتلك مبقاش عندى مشاعر من اصله ..قولتلك ابعد عنى وسيبنى ”
امسك عمر بذراعها قائلا ” وانا مش هقدر ابعد عنك ..ادينى فرصة ارجوكى ..ادينى فرصة اثبتلك اد ايه بحبك ..ادينى فرصة ارجعلك فيها ثقتك فى الدنيا ”
افلتتت ذراعها من يده فى عنف وقالت ” وانا مش عاوزة حاجة من الدنيا ..انا بعدت عن كل حاجة ليه عاوز ترجعنى ليها غصب عنى ..ليه عاوز تفتح جروح بتقتلنى ”

اخذ فكها الاسفل يرتعد وهى تواصل فى خوف ” انا خايفة ..خايفة من كل حاجة ..وطول عمرى بخاف من كل حاجة ..وبتمنى الموت يرحمنى من خوفى ده ...بس دلوقتى انا بقيت بخاف ...“ وشهقت لتقاوم رجفتها ودموعها فاقترب عمر قائلا بصوت هادىء ” بتخافى منى يا ياسمين ”
هزت رأسها وهى تقول ” بخاف عليك يا عمر ..انت الوحيد اللى فى الدنيا وبعد العمر ده كله بحس انى خايفة عليه ..خايفة عليك منى انا ”
قال وهو يمسك بذراعيها من جديد ” وانا مستعد اواجه معاكى كل حاجة بس افتحيلى قلبك ..خرجى الجبل على صدرك ده وخلينى اشيله معاكى ”
سقطت على الارض وهى تنتحب فواصل عمر ” فين اهلك يا ياسمين ...ليه عايشة لوحدك ..الحيوان اللى حاول يضربك ده كان جوزك مش كدة ؟؟“
كانت ياسمين تسد اذنيها بيدها كانها تحاول منع شريط حياتها المؤلم من المرور امام عينيها فصرخت فيه ” كفاية ..كفاية ..حرام عليكو” ، جلس امامها وهو يزيح يدها ويعرف ان تلك هى الفرصة المناسبة ، كانت ترتعد بشدة وتتصبب عرقا وفجاة رفعت رأسها وامسكت بكفه وقالت فى توسل ” اوعدنى انك مش هتسيبنى ولا هتتخلى عنى ابدا زيهم ..اوعدنى يا عمر ارجوك ..انا خايفة خايفة اوى ”
تفاجىء عمر بما قالته وادرك انها فى قمة ضعفها وهلعها الان فقال وهو يضع يده على يدها ” اوعدك عمرى ما هسيبك ابدا ولا هتخلى عنك ”
وضعت رأسها على الحائط وهى تقول مسترجعة ماضيها ” فتحت عينى على اب فى منتهى القسوة اللى فى الدنيا ..كان قاسى لدرجة انه طلق امى وطردها من حياتى وحرمنى من حنانها ومنعها تشوفنى من غير حتى مالحق احفظ ملامحها كنت صغيرة اوى يمكن مكملتش سنتين او تلاتة كل ده عشان مقدرتش تستحمل ظلمه وجبروته وبعد فترة عرفت من خالتى انها ماتت من حسرتها بعد ما طلقها بكام سنة ... ،كان بيخرج كرهه فيها فيا انا كانى مش كفاية انى اتحرمت من حنان امى زى اى طفلة ...عمره ما فى مرة حضنى ولا طبطب عليا عمره حتى ما كلمنى براحة ...امى اللى انا ملحقتش اشوفها كانت بتوحشنى وكنت بنام واحلم بيها بتحضنى وتخلصنى من السجن اللى كان معيشنى فيه ” نظر عمر الى صورة على المنضدة وقال ” هيا دى ؟؟“ هزت ياسمين رأسها دون ان تنظر اليها فربت عمر على كفها فى حنان لتواصل ” كان فيه راجل من رجالته هو اللى بيوصلنى كل يوم بعربيته للمدرسة ويرجعنى وفى مرة كان عندى وقتها تسع سنين ..وكان الراجل ده راجع بيا من المدرسة وفجاة وقف بيا فى نص الطريق مكنتش فاهمة حاجة ولا مستوعبة ولا قادرة اتخيل اللى ممكن يكون بيفكر يعمله وهو بيتهجم عليا فجاة و....“ واغمضت عينيها واخذت ترتجف بشدة وكان الشعور يعاودها بالفعل ، وكأن الذكرى التى عصفت بحياتها تسيطر عليها من كل اتجاه ، كانها تشعر بصفعاته ولكماته وجبروته وهى مجرد طفلة ، بينما اغمض عمر عينه فى الم وسقطت دمعة من عينه وهو يضغط على يدها اكثر فواصلت ” رجعنى البيت وانا مغمى عليا وغرقانة فى دمى وقال لابويا انى وقعت من على سلم المدرسة واختفى قبل حد ما يعرف بجريمته ..طبعا الدكتور عرف وقال لابويا على كل حاجة ..مش فاكرة ايه اللى عمله بعدها كنت فى دنيا غير الدنيا ..بس اللى فاكراه انو زعقلى وضربنى وكانى المسئولة عن اللى حصل ..طلب منى بعدها ان كل حاجة تمشى زى ما هيا لحد ما يلاقى لمصيبتى دى حل .رجعت لمدرستى وانا كارهة كل حاجة وخايفة من كل حاجة ..ويوم ما كملت ستاشر سنة ومن غير اى مقدمات ابويا قالى انى خلاص هتجوز ..كان بيلغنى بقرار مجرد قرار مليش فيه اى ارادة ”
صمتت للحظات تسترد فيها انفاسها وتركت العنان لدموعها قبل ان تواصل ” مكنتش فاهمة ولا عارفة حاجة ..اكتشفت ان ابويا جوزنى لحد اشتراه بالفلوس عشان يدارى عارى زى ما بيقولو ..بس مكنش يعرف انه سلمنى بايده لواحد سادى مريض حيوان كل متعته الوحيدة انه يضربنى ويبهدلنى قبل كل مرة يقربلى فيها ..سنة كاملة من العذاب استحملتها معاه ..وانا مش عارفة اخرج ولا اروح فى حته لحد ما فى يوم بهدلنى اكتر من كل مرة ..جريت على ابويا وكان بيرجعنى ليه تانى ويقولى انا ما صدقت حد لم عارك ..جريت ومش عارفة اروح فين ولا لمين ..لقيت نفسى قدام مركز شرطة دخلت عملت فيه محضر ولما ابويا عرف جه وطلب منى اتنازل وانا رفضت واستقويت عليه لاول مرة فى حياتى وقولتله لو عايزنى اتنازل تبقا حريتى هيا التمن ..وانا همشى من حياتكو خالص وهسافر عند خالتى اللى كان مانع انها تقرب منى او تشوفنى ”
سألها عمر فى الم ” ووافق ؟؟“
هزت رأسها فى الم ” وافق وسمح لخالتى تيجى تاخدنى وتسافر بيا وبعدها هيقول لكل الناس انى مت وانا بعمل عملية وده اللى حصل ..عشت مع خالتى فى البيت ده وكملت تعليمى ورميت نفسى فيه وفى شغلى ..آخر حاجة سمعتها ان ابويا مات من تلات سنين ..“
سألها فى حذر ” والراجل اللى بيطاردك ده يبقا طليقك ”
هزت راسها قائلة فى ضعف ” هوا شافنى صدفة ومن وقتها وهوا بيهددنى ..بيستغل انى عايشة لوحدى من بعد موت خالتى ..هيا دى حكايتى وهيا دى جروحى اللى حذرتك منها ” وبكت بصوتها كلها كطفلة مذعورة ومالت على الارض وهى ترتجف بشدة ، حاول عمر تهدئتها دون جدوى ، ضمها دون تفكير اليه وهى لم تقاومه ولم يكن لديها اى قدرة لتقاوم ، سقطت دمعة من عينه على رأسها ، لم يكن يعلم ان المها بهذه القوة ، لها كل الحق فيما تفعله ود لو وصل الى رقابهم جميعا الى من اغتصبها طفلة والى طليقها وحتى ابيها ، واقسم بداخله الايتركها ابدا وان يصنع لها عالما جديدا تخرج به الى الدنيا ، نامت بين يديه من شدة البكاء فحملها ووضعها على اريكة قريبة ، قلبه كان يؤلمه بشدة ويرفض ان يتركها وحدها وهى على هذه الحالة ولكن ليس من المفترض او المقبول ان يظل الى جوارها اكثر من هذا ، لقد كان اقتحامه لمنزلها بهذه الطريقة لحظة جنون وتهور ، ولكن ماذا عليه ان يفعل الآن ، ابتسم وهو يلتقط هاتفه الذى يرن بالحل ، انها ندى .
********************************************************************
ظل عمر يجلس الى جوار ياسمين ويراقب وجهها الذى يكسوه الذعر ، كانت تنتفض وتئن وتصرخ وعمر دموعه تنساب فى صمت ، ما اخبرته به يبكى الحجر فما عسى ان يفعله بقلب عاشق لها مثله ، سمع عمر رنين جرس الباب ، فمسح دموعه بسرعه وتنفس بعمق ليهدىء انفعاله ونهض ليفتح لندى ، التى بمجرد ان راته قالت فى غضب ” لا بقا افهم جايبنى على ملا وشى و...“ قاطعها عمر بان وضع يده على ثغرها قائلا ” هششششش اهدى ..جبتى الادوية اللى قلتلك عليها ” ، هزت ندى رأسها بالايجاب وهى تنظر الى ياسمين التى ترقد على الاريكة ووجهها متعرق بشدة ، رمقتها للحظات فى اشفاق والتفت الى عمر قائلة ” هيا مالها ا عمر ؟؟“
التقط عمر الادوية منها وهو يقول ” قبل اى حاجة ..شوفيلى اوضة النوم فين عشان ادخلها جوة ”
وقفت ندى تتامله فى دهشة فدفعها للتحرك ، ارشدته الى غرفة النوم فحمل ياسمين بين ذراعيه ووضعها على الفراش ، وتناول الادويه وغرس فى ذراعها محقنا فقالت ندى وهى تجلس على طرف الفراش ” دى مهدأ صح ؟؟“
هز عمر رأسه قائلا ” صح ..عرفتى ازاى ؟؟“
قالت وهى تتابعه ” الصيدلى مكنش راضى يدهالى من غير روشتة ..بس انا اتصرفت ..ايه ده انت رايح فين ” لمحته وهو يخرج من الغرفة فلحقت به قائلة ” انت رايح فين ؟؟“
اجابها وهو يجلس على احد الكراسى ” هقعد هنا ”
وقفت ندى امامه وقالت وهى تضع يدها فى خصرها ” قولى بقا ايه اللى بيحصل بالظبط ؟؟“
تنفس عمر فى عمق ، ليس بامكانه الفكاك من شقيقته هذه بسهولة ، ولكنه سجاهد من اجل ان يحفظ سر ياسمين الذى ائتمنته عليه من بين العالم فقال فى هدوء محاولا التحاشى عن نظراتها ” اللى حصل انى شوفتها فى الشارع وهيا بيغمى عليها وجبتها على هنا ”
رفعت ندى حاجبها فى غير تصديق وقالت ” لا والله ..ده بس اللى حصل ؟؟“
ضرب على يد المقعد فى توتر قائلا ” اة هوا ده اللى حصل عاوزة حاجة تانية ؟؟“
نظرت الى الغرفة حيث ترقد ياسمين وقالت ” هيا دى بقا اللى مطلعة عينك ..عينى ع الحلو لما ..“
قاطعها عمر وهو ينهض قائلا ليمنعها ” ندى ..الحكاية مش طالبة هزار على فكرة .انتى مش شايفة حالتها عاملة ازاى ”
ابتسمت وهى تدقق النظر فى عينيه قائلة ” قصدك مش شايف حالتك انت عاملة ازاى ”
اشاح عمر بوجهه فى غيظ فواصلت ندى ” للدرجادى بتحبها ” ، لم يجد عمر بدا من انهاء اسألتها فأخذ بيدها ووضعها على باب غرفة ياسمين وهو يقول ” ندى مش وقته الكلام ده ..خليكى جنبها ...تعرفى تقومى بالمهمة دى ولا لا ”
تنهدت ندى وابتسمت لتغيظه قائلة ” حاضر ..تصبح على خير يا حبيبى ”
*****************************************************************
بعد ساعات فتحت ياسمين عينيها لتجد فتاة تنام على مقعد الى جوارها ، انتفضت خوفا فى البداية فهى لا تعرفها ، تنهدت وهى تتذكر ماحدث فى الامس وما يمكن ان يفسر وجودها الى جوارها ، شعرت بألفة وسكينة وهى تنظر الى ملامحها الرقيقة الهادئة ، اسندت ظهرها واعتدلت فى جلستها واقتربت يدها لتهز ندى فى رفق ففتحت ندى عينيها وقالت بعد ان تفاجات بياسمين بدورها ” صباح الخير ..انا ندى اخت عمر ...انتى كنتى تعبانة امبارح اوى وكنتى محتاجة حد جنبك وهوا مكنش ينفع يفضل معاكى لوحده فكلمنى اكون موجودة ”
ابتسمت ياسمين لحسن تصرف عمر واخلاقه وقالت ” تعبتك معايا ..متشكرة جدا ”
ابتسمت ندى وقد احبت ياسمين واحبت ابتسامتها الحزينة وقالت ” متقوليش كدة ...المهم انتى كويسة ”
هزت ياسمين رأسها قائلة ” اه انا بخير...بس انتى اكيد تعبتى من النوم على الكرسى كدة ”
ضحكت ندى وقالت بصراحة اه
تزحزحت ياسمين وهى ترفع الغطاء قائلة ” على فكرة السرير واسع مممكن تنامى جنبى ..كلها ساعتين والنهار يطلع ..ولا انتى مش بتحبى تنامى جنب حد ”
قفزت ندى ال الفراش فى مرح وهى تقول ” هوا انا اطول ..وبصراحة انا جسمى خشب ”
ضحكت ياسمين وهى تدثرها الى جوارها وتغرق فى النوم من جديد .
استيقظت الفتاتان بعد فترة على صوت طرقات باب الغرفة ، نهضت ندى وهى تقول ” ده اكيد عمر ” وانسحبت من الفراش واعطت ياسمين فرصة لتضع حجابها قبل ان تفتح الباب لاخيها ، وقف عمر بعيدا عن الباب وهو يقول ” صبا ح الخير ”
ردت ياسمين وندى تحيته وقالت ندى وهى تزيح اخيها ” عدينى كدة عاوزة اروح الحمام ”
نظر لها عمر وتابعها حتى اقتربت ياسمين من الباب ووقفت مباشرة امامه وهى تسأله ” مين يا عمر اللى قالك على موضوع جوازى ..“
هز عمر راسه وهو يقول ” مش لازم تعرفى ”
الحت ياسمين فاضطر عمران يخبرها الصدفة الغريبة التى جمعتها بادهم ، فتنهدت ياسمين قائلة ” القدر ده فعلا غريب ..لو مكنش حصل اللى حصل امبارح عمرى ما كنت هتكلم فى الموضوع ده ابدا ..خيوط القدر بتتجمع بشكل غير طبيعى عشان تحقق قاعدة ثابته ان مفيش حاجة بتفضل مستخبية العمر كله ”
تراجع عمر قائلا ” ممكن بلاش كلام فى الموضوع ده دلوقتى ”
اغمضت عينها للحظات ونظرت الى باب الحمام وقالت ” ندى اختك ..“ قاطعها عمر بسرعة قائلا ” متعرفش اى حاجة خالص ولا قولتلها ”
واقترب خطوة تامل بها وجهها الشاحب وهو يقول ” ومفيش مخلوق هيعرف كلمة من اللى اتقالت امبارح مش عشان فيه حاجة بتقلل منك ..انتى كنتى ضحية يا ياسمين ..بس انا قررت انسيكى كل ده ..قررت اعوضك عن كل لحظة حزن عيشتيها ”
ابتسمت ياسمين وقالت فى ارتباك ” على فكرة انا كنت هقولك ان ندى ظريفة جدا ”
” عارفة عارفة ..كل الناس بتقول كدة ” التفت الاثنان الى ندى وضحكت ياسمين فراقب عمر ضحكتها فى سعادة وتمنى لو ازال غيامة الحزن هذه التى تشوبها لتخرج صافية ، حرمتها الظروف من مجرد ضحكة ، حرمتها من طفولتها ومن امها ومن احلامها فى الحياة كاى فتاة ، الالم يعتصر فؤاده من الامس ويحاول التماسك بكل قوة ، لم يعد يسمع بمزاحها مع ندى ، كان فقط يراقب وجهها البرىء وسالت دمعه من عينه مسحها على الفور ، وايقن انه لا بد ان يغادر لياخذ فرصته فى اطلاق حزنه بعيدا عنهما ، طلب من ندى ان تبقى الى جوار ياسمين ، فحاولت ياسمين الاعتراض حتى لا تعطل ندى عن عملها ،ولكن ندى اصرت ان تبقى معها الى آخر اليوم على الاقل ، احبت الفتاتين بعضهما سريعا ، وهذا ما ادهش ياسمين ، فهى لم تعرف معنى كلمة صديقة فى حياتها ، وفى وقت قصير اصبحت ندى صديقة لها على الرغم من اختلافهما فى الكثير من الامور ، اهو سحر خاص بال عمر ،ااصبحت تتعلق بكل شىء يخصه وتراه مميزا مثله ؟، هل كان حبها لندى جزءا من حبها لاخيها ؟؟، ساعدتها ندى على الخروج من حالتها السيئة دون ان تسالها عن سببها فندى كانت تعلم ان هناك امرا يخصها باحت به لعمر وعمر لن يخبرها به واحترمت هى ذلك ولم تشا ان تتدخل فى اى تفاصيل خاصة بينهما . ، كانت تعد نفسها لمفاجئة خاصة بها وبادهم شغلت كل تفكيرها رغم ان الوقت لم يمر بعد


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close