اخر الروايات

رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثالث عشر 13 بقلم بسملة محمد

رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثالث عشر 13 بقلم بسملة محمد 


                                    
"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة الثالثة عشر_دماء تـتناثر"

2


"______"

+


رفع وجهها لهُ ليجعلها ترمقه بعيونه، هز رأسه بآسى مستفز بالنسبة لها، أقترب بوجهُ من وجهها، دنا قابلتهُ، مردف بنبرة مبطنة بالخُبث"أصبري بس نشوف حكاية شفايفك المصفرة دي أيه، أنتِ مش بتاكلي بنجر!"
أستعجب بها وهو يرمق شفتيها القريبة من وجهُ للغاية، أغمضت الأخرى عيونها بضعف، ليعلم أنها أستسلمت لهُ، أبتسم بخبثٍ أكبر بعد فعلتها تلك، ضم خصرها لهُ بتملك، قبل أن يفعل أي شيء وجد صفعة منها بيده الثانية، ترك يدها واضع كفه على أثر الصفعة، لَم تترك أثر لكنها كانت قوية، بغليل كانت تصفعه، بصقت عليه بإشمئزاز مُردفة_:
_أنت حيوان، مُختل أقسم بالله، أبعد عني وسيبني في حالي، إلا وأقسم بالله ممكن أقتلك واللي يحصل يحصل.

11


هددتهُ بإنفعالٍ، جاءت لتـرحل خارج البناية، لكنهُ سحب خِمارها بعُنف، أستدارت لهُ وكفها سبقها وهو يهوي على وجهُ بشراسة للمرة الثانية، لا تعلم من أين أتتها الشجاعة والجُراءة لفعل هذا، دفعتهُ أيضًا بغليل، مُتحدثة بقوة"أنا مبقتش أخاف يا"باسم"والبركة فيك، أنت إللي علمتني".

9


رحـلت مُهرولة من أمامهُ، لَم يلحق بها متعمدًا وليس بسبب صفعها لهُ ولا دفعها، الصغيرة ضعيفة لدرجة إنها لَم تؤثر بهُ، لكـن الأيام بينهم كثير لدرجة أنه سيستمتع بـقوتها الجديدة!، وضع يدهُ على أثر الصفعة الثانية لها ليرمق مكان رحيلها ببعضٍ من المكر.

2


دارت بنظهرها هنا وهناك، تخشى لِحَـاقهُ بها، خِمارها أنتزع من مكانهُ تمامًا، وقعت عيونها على جارتها وزوجها، لحقتهم مُقتربة منها مُردفة بتلجلج"طنط أم "تيم"ممكن أمشي معاكي لحد بس البيت عشان الدنيا ليل وخايفة أمشي لوحدي، ده لو معندكوش مانع"قالتها مُحدقة بوالد ووالدت "تيم"، أبتسمت لها، متحدثة بترحيب حارٍ_:
_طبعًا ياحبيبتي، تعالي إمشي معانا ده أنتِ حبيبة الغالي.

14


"إسراء"ضغط على أسمها مُحذرها بعيونه وصوته، هزت رأسها متحدثة بنبرة منخفضة لهُ"مكنش قصدي يخويا".

5


لَم تنتبه"ساجية"من الأساس، تتـلفت حولها هُنا وهُناك، تخشى أن يظهر لها من عدم، تفرك يديها بتوتر ظاهر، بقايا دموعها ظاهرة، بعثرت خمارها واضحة، سألتها بقلق_:

+


_أنتِ مالك يابت؟، في حاجة حصلت ليكي؟

+


حدقت بها ومازال توترها مسيطر عليها، مسحت بقايا دموعها بظهر يدها مردفة"هه!، لاء مفيش تعبانة من الشغل بس".

+


_سلامتك ياحبيبتي، الشغل فعلًا بيهد الحيل ما بالك للبنت بقا.
ثرثرت بحديث ليس لهُ معنى بالنسبة لها حتى وصلوا، صعدت الأدراج سريعّا شاكرة لها"شكرًا ياطنط".

+


دقت على باب منزلها لتفتح لها والدتها ومعالم القلق ظاهرة للغاية"كنتي فين كل ده؟، أتخضيت عليكي خضة مكلماني بقالك ساعة يابنتي وجيالي دلوقتي".
سألتها بخوفٍ ظاهر، مسدت على يدها مُردفة بنبرة هادئة مصطنعة"معلش يماما أنتِ عارفة المواصلات زحمة إزاي".
قالتها ودلفت منزلها، وقبل أن تدلف والدتها خلفها، أوقفها صوت والدت تيم المُبتهج_:

+



_ام ساجية أصبري بس عايزة أقولك حاجة.

+


التفتت لها متساءلة بقلق مُمتزج بالإستغراب"حاجة أيه؟، في حاجة حصلت لساجية وهي مخبية عليا؟"

1


_لاء لاء بعد الشر، أنا بس عايزة أقولك إن "عبد الرحمن"ربنا يحرصه كان عايز يجي يتقدم لبنتك ربنا يحرصها.
قالتها والبسمة من الأذن للاذن، لتبتهج الثانية عندما وقعت الجملة على مسامعها، سألت ببسمة سعيدة_:
_بجد واللهِ!، عبد الرحمن المُحامي صاحب أبنك؟

12


"آه هو ياحبيبتي، واللهِ انا أضمنهولك برقبتي، اللهم بارك مش بيسيب فرض، ومتدين ومش بيسمع أغاني اليومين دول، وولا بيعمل زي الشباب بتوع اليومين دول، أقولك واللهِ مش "تيم"أبني؟، بس واللهِ وما ليكي عليا حلفان هو أحسن من "تيم"في أخلاقه وتدينه وأحترامه، وهيشيل بنتك الكتكوتة إللي جوا دي في عيونه."كانت متحمسة للغاية في حديثها، من الواضح أنها تحب "عبد الرحمن"للغاية، تحدثت بنبرة سعيدة_:

39


_عارفة واللهِ أخلاقه ماهو كام مرة يخلصلي كام حاجة كدا، بس مش عارفة بقا رأي ساجية أيه

2


"أسأليها ولو كدا نيجي إن شاء الله يوم تكونوا فاضين فيه نتقدم".

+


مع حديث دام لمدة دقائق دلفت والدت ساجية والإبتسامة لا تفارق وجهها، الفرحة لا تُسيعها، دلفت غرفتها بدون دق على بابها متحدثة بسعادة واضحة_:
_حبيبة ماما، نمتي ولا أيه؟، عيزاكي في موضوع كدا.

+


المُريب بالنسبة لها إن ساجية نائمة بملابسها الخروج حتى خِمارها!، لَم تكن نائمة كانت تبكي، مُحتضنة نفسها بيديها الإثنين، وفي احضانها صورة مبروزةٍ، أقتربت منها والدتها بعدما رأتها بتلك الحالة، تستفهم بـتوجس_:

3


_مالك يابت؟، في حاجة ضايقتك في الشغل؟، حصلك حاجة!، مالك ياحبيبتي طمنيني، طمني قلب أمك.

+


مع كل كلمة لها يزداد بُكاء الأخرى، أقتربت منها تسحبها داخل أحضانها تمسد على ظهرها، تجمعت الدموع بعيونها، مُردفة لها بمُحايلة ونبرة مختنقة بالبُكاء"مالك بس ياقلب أمك، حصلك أيه بس؟، حد زعلك؟، أتخانقتي مع حد؟، قوليلي بس حصلك أيه"سألت بقلة حيلة ودموعها تنهمر مع بُكاء أبنتها الوحيدة، حاولت السيطرة على بُكاؤها لتتهرب بعيونها، متحدثة بنبرة مهزوزة مُتحسرة_:

1


_كان نفسي يبقا عندي أب، كان نفسي يحميني، يبقا ضهري.
أبعدت عن أحضانها الصورة، لتكن صورة والدها وهو يحملها في سَبُوعَها، أكملت بشهقات مزقت قلب والدتها_:
_انا بيداس عليا عشان معنديش أب يحميني، أنا مكسورة ومحدش حاسس بيا.

15


أكملت وصلة بُكاؤها بين أحضان والدتها التي شاركتها في البُكاء، تحدثت بمواساة"بعد الشر عليكي من الكسرة، أنا جنبك، أنا في ضهرك، محدش يقدر يدوس عليكي".

+


_داسوا يا أمي داسوا أقسملك بالله، أي حد بيجي يدوس عليا ويمشي.
نطقت بها بنبرة عالية مع نِواحها وشهقاتها العالية وهي تبتعد عن أحضانها، من جديد طوقتها والدتها بين ذراعيها، نافية برأسها ذاك الحديث القاسٍ على قلبها_:

6



        

          

                
_مين دول طب يابنتي، مين؟
أستفسرت بعيون متوسلة لها أن تُجيبها وتُريح قلبها، رمقتها بـصمت، السائد والمُستمع هو شهقاتها المتتالية، جففت دموعها التي تهطل بلا توقف، أردفت بإهتزاز_:
_انا عايزة أنام.

+


"يابنتي طب فهميني في أيه؟، أيه إللي جرالك؟طب احكيلي ولو في مشكلة أنا هحلها، واللهِ هحلها"توسلتها بنبرتها الحنونة، مع بُكاءها، مسحت لها عِباراتها بيدها الاثنين، حدقت بوالدتها بسُكوت، لأول مرة تشعر إن والدتها تخشى عليها، تهتم لأمرها، رغم ما بها إلا إنها أبتسمت وسألتها بعيون دامعة مُترقبة"أنتِ مهتمة بيا يمـاما للدرجاتي"؟

+


_طبعًا ده أنتِ بنتي الوحيدة، حتة مني، أومال لو مهتمتش بيكي ههتم بمين؟

+


تطلعت بعيونها بحزنٍ، مُتساءلة من جديد وفتحت بالبُكاء مرة أخرى_:
_أومال ليه عمرك ما حسستيني بدا؟

4


توسعت عيونها بصدمة متحدثة بعدم استيعاب"أنا ياساجية!، ده أنا قبل ما بفكر في نفسي بفكر فيكي، ده أنا عمري ما سهيت عنك حتى، ليه بتقولي كدا!"

+


_أنتِ بعدتي أوي عني، أنا تعبانة أوي وأنتِ مش حاسة.
قالتها بتعب واضح على ملامح وجهها، أعتدلت في الفراش تأخذها في أحضانها مُتأسفة"أنا آسفة حقك عليا، لو حسيتي كدا بسببي حقك عليا".

2


_ماشي يماما، أنا عندي مشاكل في الشغل كتير بس، بفكر أسيب الشغل.

+


نطقت بذلك السبب لعلها تُخرج نفسها من تلك الورطة التي ورطت بها حالها الآن، ضربت صدرها بصدمة"ليه حصل أيه؟"

+


_مش مرتاحة، محدش هناك بيحبني ولا أنا، بفكر أقعد من الشغل خالص، بس في الوقت المناسب بقا.

+


ضمتها أكثر، مؤيدة حديثها بحنان، لكن عقلها شارد، ليس السبب الرئيسي في بُكاءها، أبنتها تخفي شيء كبير عليها"إللي يريحك يانور عيني".

+


صمتوا دقائق كثيرة، قطع الصمت والدتها محاولة رسم بسمة على وجهها"مش متقدملك عريس؟، كبرتي وبقيتي عروسة والعرسان بتيجي تطلبك".

6


والدتها زادت الطينة بلة، تظن بهكذا ستسعدها لكنها أرجفتها أكثر، اللعنة كانت مُلقى منذ سنوات طويلة ولا أحد تقدم لها، والآن يتقدم!

+


أجابت متصنعة اللا مبالاة"مش بفكر في الموضوع ده دلوقتي".

+


تجعدت ملامحها بحدة تسألها"وليه بقا مش بتفكري؟، مخلصة تعليمك من بدري، وبتشتغلي لاء وكمان بتفكري تسيبي الشغل يبقا تفكري في الجواز".

+


_مش عايزة أتجوز، هو الجواز بالغصب يناس!!
أستنكرت في حديثها بقلة حيلة، زفرت والدتها بحنق متشدقة"ما أنتِ متعرفيش مين متقدملك".

+


هزت رأسها بيأس، مردفة برفض قاطع ونبرة حادة_:
_مش عايزة أعرف.

+


"يابت ده عبد الرحمن المُحامي، مُحامي قد الدنيا".

+



        
          

                
نطقت والدتها جملتها من هنا تُعرفها عن عريسها المُستقبلي، لتـجحظ أعينها بـهلع، أستفسرت بصدمة"مين عبد الرحمن!، أخو يوسف"؟

5


عقدت حاجبيها بإستغراب من معرفة"ساجية"لشقيقه وهلعها الغير مُبرر، أكدت وهي تلوي فمها_:
_آه أخوه، الراجل أم تيم بتقول شاريكي وعايز يتقدم، وصراحة ميتعايبش في حاجة، جمال، حلاوة، تعليم، شغل كويس، تدين، أحترام، أخلاق عالية، مفيهوش غلطة.

3


الغلطة ليست بهُ بل بها هي، تبًا لا يتقدم لخطبتها إلا شقيق يوسف!!، ستنهار الأن تقسم، خلعت خمارها بضيق واضح، أردفت بعد وقتٍ من تحديق والدتها بها_:
_مش موافقة، أنا هنام.

+


_يـوووه هو أيه إللي مش موافقة، أنا نفسي أفرح بيكي، أنا مش بقيالك يا"ساجية".
أستخدمت سلاح الأم، جملة أي أم شهيرة في ذلك الوقت، تكون غلاف رقيق من جديد، تحدثت بنبرة مختنقة_:
_متقوليش كدا بقا، ربنا يديمك ليا.

+


أستعطفتها بعيونها"هتقابليه عشان خاطر ماما؟"

+


هزت رأسها بموافقة شاردة، شاردة بمستقبلها ومصيرها المُبهم، لا ترى إلا سوادٍ أمامها، شقيق يوسف!، هل يوسف أخبره أم ماذا!، بالتأكيد يزسف سيخبره وسيفضح أمرها أمام والدتها، غادرت والدتها غرفتها، لتضع يدها فوق رأسها بـقهرٍ، كل شيء يأتي عكسها، كل الأمور تتعقد ببعضها، لا تعلم كيف ستحل كل تلك الأمور، مَلت مِن البُكاء، عيونها جفت، حلقها جف أيضًا، لا تستطيع فعل شيء، حياتها تنهدم أمام عيونها وتقف تشاهد كالمُشاهد الصامت، فقط تتمنى أن يحل الله أمورها.

9


"_______"

+


"چو"، أنت مش كان نفسك تفرح فيَّا وأنا لابس البدلة السودا !
تساءل"عبدالرحمن"بمرح، ليرد عليه الآخر بمُـراوغة_:

1


_لاء يا"عبد الرحمن"انا مش هستريح وأفرح فيك كدا غير لما اللاقيك لابس البدلة الحمرا، أنت عارف هتبقا أشيك فيك.

6


تجاهل "عبد الرحمن" جملته بـبرود مصطنع، مُكمل حديثه _:
_ولا كأني سمعت حاجة، المهم أنا قررت قرار هيوديني بردو لنفس المصير بتاع البدلة الحمرا بس أبطأ، أنا هتجوز.

+


"مشاء الله لاقيت عروسة!، وبعدين هتتجوز مرة واحدة !، ده ولا كأنك روحت أتفقت مع أهلها".سخر منه، ليضحك شقيقه بحماس متحدث_:
_هتوافق بأذن الله، أسألني بقا مين مرات اخوك.

1


سأله متحدث بحماس هو الاخر"مين مرات اخويا، إللي خطفت قلبه وخلته هيتجوز بقا ويسبلي الشقة أجيب خمور ونساء براحتي من غير ما حد يقولي ولد يا"يوسف"أنت بتعمل ايه !!"

7


_بالله عليك ده منظر واحد يشرب خمور !!، أنت بتشم ريحة السجاير مش بتعرف تتنفس أسبوع، ما علينا بتدخلنا في حاجات ملناش علاقة بيها، بأذن الله نويت أتجوز "ساجية".

+


لَم ينتبه للأسم ليتجه يحتضن أخيه بفرحة متحدث"أقسم بالله فرحانلك أوي، "ساجية" بنت مُح .....ايـــه ده ساجية بنت *** أصلًا هتتجوز ايه !!!"صاح مستنكر في نهاية جُملته، أحتدت نظرات اخيه، ليردف بحدة"أحترم نفسك، أنت تعرفها أصلًا"!

7



        
          

                
يعرفها!، هو يعرفها ويعرف مصايبها جميعها، أنما أخيه!، لا يعرف عنها شيء أطلاقًا!

+


_آسف مش قصدي، بس أنت قصدك "ساجية"ساجية"!، آه أكيد هيَّ، مفيش حد في أم المنطقة دي اسمه كدا غيرها، طب بُص، أنت قصدك على ساجية اليتيمة؟

3


هز"عبدالرحمن"رأسه مؤكد، ليتساءل مرة اخرى"الممرضة؟"وللمرة الثانية أشار برأسه، حاول تمالك أعصابه وعدم فقدان وعيه الآن"اخر سؤال بقا دي إللي ساكنة في العمارة إللي بعدينا بعمارتين مع أمها بس صح؟ إللي هيَّ ساكنة في وش شقة أهل"تيم"صح؟، يارب يبقا غلط وتطلع واحدة كل المواصفات بس مش هيَّ". ترجاه بصوتٍ عالي، ليصيح الآخر بضيق"بطل هزارك عشان بايخ، آه هيَّ كل ده، وكمان أقولك حاجة كمان مامتها مُمرضة زيها، ها هتسأل تاني؟"

1


هز رأسه من الأعلى إلى الأسفل مردف بصدمة"عايز تتجوزها ليه"؟

+


_صراحة أنت أخويا بردو، أصلي بحبها من زمان، عشان هي بنت مؤدبة كدا ومحترمة وفي حالها، مالهاش علاقة بأي حد في الحارة ولا ليها في الكلام مع حد، وكمان منسمعش حس ليهم خالص، وشكلهم ولاد حلال زينا بالظبط.
قال جملته وتزين وجه أبتسامة سعيدة وهو يذكر كل تلك الصفات الحسناء، لكن ليس تلك الصفات فقط ما جعلته يحبهـا، بالتأكيد توجد أسباب أخرى !، انهى جملته ليقع "يوسف"فوق الأريكة بعنف متحدث نادب حظه_:

8


_من ضمن بنات المنطقة كلها تحبها هيَّ !!

+


سأل "عبد الرحمن"بأستغراب"أعرف وجه أعتراضك عليها؟"

+


أعتدل في جلسته مُخبره"مش شبهنا وولا نعرفها".

+


_مش شبهنا؟، وولا نعرفها!، طبيعي إن أحنا هنتعرف مستقبلًا.

+


كرر جملته ومِن ثم أجابه بعقلانية، نهض"يوسف"مرة أخرى متحدث بهدوء متساءل_:

+


_ياحبيبي هو عشان هيَّ محترمة وبتاع؟، بس ساجية دي عادية جدًا، ومفيهاش أي حاجة مميزة ممكن تشاور كدا تاخد أحسن واحدة.

+


أستنكر جملته ليصيح"مش بنتجوز بالشكل"!

1


_لو عشان محترمة وفي حالها وبتاع فأنت كان قدامك أخوات "قصي"أدب وأخلاق واحترام وتدين وعارفينهم وعارفينا.

+


ضحك ساخر منه متحدث _:

+


_أنت أهبل؟، أخوات "قصي"مين؟، دي واحدة متجوزة ومخلفة وهتخلف قريب تاني والتانية مكتوب كتابها أقنعني بقا!

+


برر بتبرم"كنت بديلك مثل، مقولتش روح أتجوزهم".

+


_الجواز مش بالشكل ولا بالكلام ده ياعبيط.
صحح له وهو يضحك ليسأله الآخر بضيق"اومال بأيه"؟

+


فورًا أشار تجاه قلبـه، متحدث بنبرة حانية"بـدا يافالح، قلبي أتفتحلها من أول مرة شوفتها عند"تيم"، حبيتها والقلب ملوش سلطان".

8


بلـل شفتيه بتـوتر، يندب حظ أخيه بداخله، مِن ضمن بنات المنطقة وقع أخيه في حُبها هيَّ، وهي!!، هيَّ ماذا!، هيَّ كانت تحب أخر وسلمته نفسها على طبق مِن ذهب!، بينما أخيه لم يرفع عيونه في بنت من قبل!!!، كَرهها أكثر وأكثر.

+



        
          

                
"______"

+


_بتبصيلي كدا ليه يا "منة"؟
سأل عاقد حاجبيه بإستغراب من تحديق شقيقته بهُ، قلبت عيونها بتوتر، أستفهمت بنبرة مختنقة بالبُكاء_:
_سيف هو أنت بتشرب حاجة؟

2


وقع قلبهُ من مكانهُ عقب ختم سؤالها، زاغ بنظراته في الغرفة، أجابها بمرح مصطنع"آه بشرب ماية، تشربي معاية؟"ختم ببسمة، لكنها كانت متوترة، أبتلعت لُعابها مُردفة_:
_أنا شوفتك مع"فاروق"، وبقالك فترة مش بتكلم محمد.

1


أعتدل في جلستهُ، يسألها بقلق"مين قالك الكلام ده؟"

+


_أنت عارف إن صحبتي وصاحبك محمد بيكلموا وهو قالها في وسط الكلام، وكمان صحبتي التانية شافتك لأكتر من مرة مع فاروق، مش ماما حذرتك تكلمه.
سيل مِن الاعترافات تفوهت بهُ، عيونها مُلتمع بها الدموع، على وشك السقوط، ستسقط وستفتح في البُكاء بدون توقف، رد عليها بمنتهى البساطة_:

4


_بكلمه عادي.

+


"لاء مش عادي، أنا عارفة أنه ربنا يعينه ويشيل عنه شمام، أنت بنفسك قولت قبل كدا أنك شوفته وهو بيشرب حشيش كمان وبعدت عنهُ، ماما قالتلك ملكش دعوة بالوحش، بتروح تمشي معاه ليه؟، وأنت عينك بقت حمرا ليه؟، قول ها ها؟"

+


نطقت بجملتها وتساؤلاتها تلك منفجرة في البُكاء، جلس بجانبها يمسد على ظهرها بحنان، أردف بجملة مُطمئنة كاذبة"متخافيش عليا يا"منة"انا مش صغير".

5


رمقته بعيونها الدامعة، تُحدق بوجهُ النحيل على غير العادة، عيونه الحمراء!، هتفت بحدة"بس أنت بالنسبة ليا صغير، بالنسبة ليا أخويا الصغير مش الكبير لاء ياسيف، بخاف عليك أكتر من نفسي أقسملك، انا خايفة وهفضل خايفة عليك".

3


_أهدي يا"منة"عشان ماما متسمعش وتفتكر حاجة، أنتِ عارفة أنك صحبتي مش أختي وبس، وأول ما بقع ولا بيحصلي حاجة باجي أحكيلك، متخافيش بقا، وياستي مش هكلمه تاني.
طمئنها بإبتسامته الزائفة، هدأت نوعًا ما، أخيها لا يكذب، لا يخدعها ولا يخدع والدتهم، استفهم بمرح مغير مجرى الحديث_:

+


_قوليلي بقا أمك هي إللي بعتتك تسأليني؟

+


أجابتهُ بصدق، جملتها حنُونة للغاية"واللهِ أبدًا، هي آه خايفة عليك وملاحظة تغيرك لكن مش هي إللي خلتني أسألك، أنا بسألك لأني بخاف عليك، "سيف" أوعدني انك متعملش حاجة غلط، ولو عملت تبطل".

+


صدرت منهُ تنهيدة طويلة حارة، يخرج بهما كُل ما في صدرهِ مِن غمٍ وحزنٍ، دفع رأسها من الخلف بطريقة مُمازحة"اوعدك يا قردة، أي أسألة تانية"؟

+


هزت رأسها نافية، نهض من جانبها، ليسمع جملتها الحانية_:
_سيف أنا وماما وليل وحتى بابا بنحبك أوي متخذلناش فيك، أقسم بالله ندمر.

9


تكون غلافٌ رقيقٌ على عيناه، ليستدير مُغادر الغرفة بدون التفوه بكلمة أخرى، دلف إلى المِرحاض، أخرج من جيب بنطالهُ ذلك المُخدر، رمقهُ بإشمئزاز للحظات قبل أن يُلقيه في عَين المرحاض، ألقى بهُ مِن هُنا ومِن ثم أستفاق لنفسهُ مِن هنا، ضرب وجهُ بكفهُ بقسوة، مُعنف نفسه، اللعنة الغبية تلك أثرت عليه لتجعله يلقي _بالنعمة_كما يقول في المرحاض، ثمنها غالٍ والقطعة ستكفيهُ يومان كاملان، كور قبضتيه بإنفعال ضَاربها بالحائط بغيظٍ من حالهُ ومن شقيقته التي أثرت عليه بحديثها!، ظل بالمرحاض لأكثر مِن عشر دقائق، حتى أستمع إلى صوت شِجار بالخارج، تلك المرة ليست والدته ووالدهُ!، لكن شقيقتهُ ووالدهُ، خَرج مِن المرحاض بسرعةٍ، لتقع عينان على شقيقتهُ المُختبئة خلف والدتهُ وأبيه الصارخ عليها، أستفزتهُ بحديثها للغاية، لينفلت زمام التحكم بغضبهُ، سحبها من خلف والدتهم، رافع كفهُ الغليظ للأعلى ومِن ثم هوى بهُ على وجهها بقسوةٍ، لكن تفاجأ عند وجد دماء تـتناثر مِن فَم "سيف"!، أبنهُ، فلذة كبدهُ!!!!

16


"____"

+


شوفتوا الإلتزام بالمواعيد وجمالوا😂؟

5


مدلعاكم بجد😾❤️❤️

8


مبدئيًا كدا غضبت على تيم ودانية🤩

12


جماعة تتوقعوا يوسف هيعمل أيه👉🏻👈🏻😔

1


بسكدا باي ومتنسوش النجمة😾

+




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close