رواية درة القاضي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة حسن
الثاني عشر
استدار اليها ببطئ بجسد متصلب اقتربت هي خطوه ووقفت مكانها بدموعها العالقه باهدابها وشعرها الذي تطاير وحجب عنه وجهها اقترب هو ببطئ دون اراده واشاح شعرها عن وجهها وتطلع لعينيها الدافئه غابوا عن الواقع هي بعينه الرماديه آلتي تراها لاول مره بهذا الحنان وهو بعينها الذهبيه المحبه
اكملت بهدوء،،برغم كل اللي فات، وماضيك انا عارفه جزء كبير منه وتابعت بقله حيله ،ورغم كل ده حبيتك برضو
احاط رأسها بين يديه وجذبها لصدره
تأوه بتعب وهمس،دره
تمسحت به كقطه وديعه بين أحضان صاحبها ابتسم لفعلتها
بعدها عن حضنه وقال بحنان تراه لاول مره
عندي ليكي كلام كتير اوي بس الاول لازم اروحك انتي تعبتي ووالدتك واختك قلقانين عليكي
نظرت له بتساؤل
اتسعت ابتسامته وهتف برقه واشار لقلبه ،،مادام دخلتي هنا يبقي مافيش خروج يادكتوره
،،،،،،،،،،،
دلف لشقته بتعب جلس علي اقرب كرسي ورجع برأسه للخلف وعينيه علي الفراغ شريط من الذكريات مر امام عينيه
فتره شبابه وتهوره وضياعه وصحبته السيئه شله اصدقاء فاشلين اقتربوا منه لماله دخل وسطهم وتعرف عليها هيام مثال للانوثه بملابسها التي تظهر مفاتنها ببذخ وفرط دلالها ،وهمته بعشقها له ولكنه عشقها بصدق كل احتيجاتها مجابه لم يبخل عليها بشي لا مشاعره ولا ماله ولا وقته وعندما قرر الزواج منها وقف والده امامه بشده كان يعلم ان ابنه يسير كالمغيب وسط كل هولاء الشياطين تشاجر معه ، وتمسك بها، هروب من واقع والدته التي تركته وانفصلت عن والدها لتعود لحب حياتها بعدما فشلت في تقبل والده توفت بعدها بعامين عمره وقتها عشر سنوات كان يري حب والده ومعاملته الطيبه لها ولكنها تركت كل شئ حتي ابنها لاجل حبيبها القديم ،تمسك هو بهيام لاعتقاده ان تمسكها به حب ليس طمع وتزوجها رغم انف والده ولكن معدنها الحقيقي ظهر عندما وقف والده له بالمرصاد ومنع منه الاموال وعمله في املاكه وداهمه المرض حسره علي ضياع ولده الوحيد
وفي يوم ووالده لفظ انفاسه الاخيره ويطلب رؤيته رفض هو وتعلل ان والده فقد يضغط عليه عاد لمنزله وسمع حديثها مع احد اصدقاء شلته يدعي طارق
هيام بدلال،،كل اللي انت عايزه ابعتهولك ياحبيبي
،،لا لا حسن ده ايه ابوه خنقها عليه خالص وشويه وهايبقي ماحلتوش حاجه انا عايزه واحد يغرقني فلوس مش جو نبني طوبه ذهب وطوبه فضه
وضحكت بميوعه ،،هاجيلك انت اصلا واحشني موت وكده كده هاطلب الطلاق من حسن اتخنقت منه ده بلدي اوي
دلف وغضب العالم في عينه مسكها من شعرها وسط صراخها وضربها عده صفعات
،بتخونيني يابت ال،،، ده انا وقف في وش ابويا عشانك يا،،، ده انا ها،،،، هاموتك
تعالت صراخها وسط ضرباته الموجعه لها بشده وبعد وقت هتف بلهاث ،انتي طالق طالق طالق
عاد لوالده بندم وحسره وجد عائلته جميعهم متواجدين
اقترب منه سيف بحزن،،شد حيلك ياحسن
شحب وجهه وضاقت انفاسها
هتف بصوت مرتجف،،عايز اشوفه
اقترب من جثمان والده ودموعه تتساقط كالزخات ،ابويا أبويا سامحني جيت متاخر طب كنت استني شويه كنت هاجيلك ابوس ايدك ورجلك عشان تسامحني ،روحت وانت غضبان عليا طب انا هاعمل ايه لوحدي ،،ابويا رد عليا واجهش بالبكاء وهو يحتضن والده ،،اسف سامحني سامحني
اقترب منه سيف ،،كان نفسه يشوفك لحد اخر لحظه بيوصيني اقولك ارجع عن الطريق اللي انت فيه ارجع حسن الي نعرفه ارجع لمنطقتك وكمل اللي أبوك كان بيعمله
نظر له حسن بحسره،،هارجع واعمل لابويا اللي كان عايزه بس يارب يسامحني ياسيف يارب يسامحني
،،،،،،،،،،،
فتح عيونه الحمراء ودمعه عالقه بجفنيه
اقترب لصوره والده،،يارب تكون سامحتني
قاطعه صوت هاتفه
ايوه ياسيف
حسن صوتك ماله
ماليش ياسيف انا كويس
طيب انت وصلت دره صح
اغمض عينيه لذكر اسمها ،ايوه وصلتها
،،طيب تمام هاسيبك تنام يالا سلام
تمدد علي فراشه يتذكر حديثها ورقتها وعينيها الدامعه ابتسم بحب لجمالها واغمض عينيه وفي عقله صورتها
يتبع،