رواية رجفة من نوع خاص الفصل الحادي عشر 11 بقلم بسملة محمد
"رَجفة مِن نوع خاص"
"الحلقة الحادية عشر_كُـوكَايين"
10
"______"
+
الله غفور رحيم!!!، جُملة دائمًا كانت تُرتلها"ساجية"منذ صغرها، تسمع مُعلمتها تُخبرهم عن مغفرة الله، رحمته بعباده، والدتها كانت تـقولها دائمًا أمامها"ربنا غفور رحيم بيسامح المهم منرجعش نكرر الذنب"، الله جميل للغاية، يغفر الذنوب لعبدهُ، الله بنفسه مَن أخبرهم بهذا في كتابه، كانت تُرتل الآيات القرآنية مِن مصحفها حتى وقعت عيناها على قول الله تعالى ﴿وإذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكم كَتَبَ رَبُّكم عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكم سُوءًا بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِن بَعْدِهِ وأصْلَحَ فَإنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ .الآية 54سورة الأنعام، بعد بحثٍ طويلٍ عن تفسير الآية الكريمة ألقت بنفسها فوق الفراش، هبطت دموعها على وجهها بصمت، تتمنى أن يغفر لها الله ذنبها، خطأها كان عظيم لكن لأكثر مِن ڤيديو ديني أستمعت لهُ تأكدت إن الله يغفر الذنوب والمعاصي مهما كان حجمها إلا الشرك _والعياذ بالله_
2
هل هذا يعني أن تخطأ الفتاة عن قصد مُتعمدة وتُزني، تـتبرج، تظهر مفاتنها بغير حياء، ويغفر الله ذنوبها ؟، الله يعلم ما في قلب الإنسان، تُزني لأكثر مِن مرة وفي كل مرة الله يستُرها وتُردد إنها سـتتوب وفي اليوم التالي تفعل نفس الذنب!!، لا تعلم هل ستستيقظ غدًا أم ستُفارق الحياة على معاصٍ، تُؤجل توبتها يوم بعد يوم وتفعلها بإستمرار ومِن ثم تموت، تموت بلا توبة نصوحة إلى الله يغفرلها بها ذنوبها، الله غفور رحيم لكن شديد العقاب، ولا تعلم هل ستـتوب وتُكفر عن ذنوبك اليوم أم تؤجلها لغدًا وهو لا يوجد غدًا!!؟
4
شاب يرتكب معصية واحدة لكن مِن الكبائر ويُردد إن الله غفور رحيم وسيتوب، ويموت على المعصية، لا أحد يعلم هل سيتوب غدًا أم يفارق الحياة بدون توبة، الله يغفر الذنوب للتائب النادم عن فعلته، وماذا فعلت"ساجية"ليغفر الله لها ويسامحها؟
1
تقربت مِن الله، في كُل سـجدة تُنادي ربها بالمغفرة، لا تـترك فرضًا إلا وصلته في معاده، الباب الذي فتح لها طريق المعصية أغلقته تمـامًا، بدلت رقم هاتفها، غيرت طريقها بكامله، غيرت مسار سيرها المار بـورشة"باسم"، في كُل وقتٍ وفي كُل مكانٍ تـستغفر ربها، تذكره، شيطانها تغلب عليها لتفعل فعل مُنكر كهذا، لكن لن تسمح لهُ بعد الآن في أبعادها عن ربها، وطلبها المغفرة والرحمة منهُ، في كُل مكـانٍ تسير فيه تُردد اسم الله حتى يشفع لها المكان، لها وِرد مُخصص، مُصحفها لا يُفارق حقيبتها.
2
إذًا وأنت يا تارك الصلاة، يافاعل الذنب ماذا تفعل!، تريد عدم سماع الاغانٍ وأنت على هاتفك أكثر مِن مئة أغنية!، هل ستـتوب عن ذنبك وربك يغفر لك بهذه الطريقة!، والاغانٍ لاتزال على هاتفك!، تستمع إليها طوال اليوم!!، في اليوم لا تستطيع ذكر الله بسبب تلك الاغانٍ!
4
رغم كل هذا "ساجية"كُلما تتقرب أكثر من الله تحزن، تخجل من نفسها لأرتكابها لذلك الذنب العظيم، تحزن بسبب إنها أضاعت حالها، فعلت ذنب ومعصية أدت بها إلى إضاعة حالها وشرفها وسُمعتها، تتمنى فقط من الله سترها وغفر ذنبها، لا تتمنى أكثر.
3
مَر عليها شهران وأسبوع وهي على هذا الحال، تنوي أن تـتوب ويسامحها الله، كُلما تعلم شيء يُقربها من الله تفعله بدون تردد، سُنن، فروض، أذكار، قرآن، أحاديث تُحفظها وتفعل بها، أي شيء يُقربها من الله، ألقت نظرة راضية عن حالها في المرآة قبل أن تغادر غرفتها وعلى وجهها بسمة، سألت بنبرة متحمسة"حلو فيا يا"ليل"؟
1
أقتربت منها تفعل حركة دائرية أمام وجهها وكأنها ترقيها، مردفة ببسمة ممتزجة بإعجاب"الله يحميكي من العين، ربنا يحرصك بدر منور".
+
هندمت خِـمارها للمرة التي لا تعلم عددها متحدثة بتوتر"يعني الخمار مظبوط؟، طب اللفة حلوة فيا؟، جربت أكتر من لفة بس دي أحسنهم، دي أحلى ولا أول واحدة شوفتيها؟"
9
وضعت يدها الاثنين فوق كتفيها مردفة بضحكة رضاء"يابنتي واللهِ جميلة ومظبوطة أوي، ياريت أنا كمان أخد الخطوة دي"أصدرت صوت من فمها يدل على التمني، لتتحدث الأخرى بنبرة متحمسة_:
+
_انا كنت خايفة بردو زيك كدا لأحسن أخلعه بس الخمار فرض، وأنا قولت طلامة أنا طول عمري بلبس فساتين فـ فيها أيه أما اللبس الخمار، أينعم ماما مش موافقة بس انا فرحانة طلامة الحاجة دي هترضي ربنا.
16
أمسكت بوجهها مُردفة بطريقة مرحة"عشان أنتِ أشطر كتكوتة واللهِ يا"ساجية"ده يابخت إللي هياخدك".
+
على ذكر تلك الجملة أرتجف جسدها، لتردف بتلجلج"مش يابخته خالص، هياخد مصيبة في حياته"نبرتها مغلفة بالحزن، عيونها تكون بها الدموع وعلى وشك الهبوط، لكنها حبستها واضعة يدها فورًا تزيلها قبل هبوطها، أصدرت الأخرى تنهيدة حارة، لا تعلم ما بها تلك الفتاة، حديثها دائمًا يُريبها، لأكثر مِن شهرين وهي تُعاشرها...
+
هي دائمًا تُثرثر معها، لكن الأخرى تسمعها فقط ولا تُخبرها شيء عن حياتها إلا إن والدتها ممرضة مثلها وأبيها فارق الحياة بعدما ولدت بثلاثة أشهر، لا تُخبرها عن شيء آخر بينما هي تقريبًا سردت لها قصة حياتها وحياة والدتها وحياة أبيها وحياة خالتها وابنها قصي وشقيقاته وإذا كانت تعرف قصص الجيران كانت سردتها عليها تُقسم.
10
_ليه بتقولي كدا؟، ده إللي هياخدك هياخد أحسن هدية من عند ربنا.
+
قالتها بصدق نابع من داخلها، الغبية لا تعرف قيمتها، لديها عُقدة أيضًا من شكلها، لا تعلم إنها جميلة الجميلات خارجيًا وداخليًا، هتفت بطريقة مقتضبة وهي تعطي لها ظهرها تُمسك بكوب المياه الموضوع على الطاولة_:
+
_مش عايزة أكلم في الموضوع ده، عايزة أروح الشغل وأنا فرحانة من غير نكد.
+
تقبلت بصدر رحب رفضها للتحدث عن الأمر، لتتحدث سريعًا ببسمة مازالت مرتسمة كما هي"خلاص ياحبيبي، تعالي ناكل بقا وأنتِ تروحي شغلك وأنا أنزل قبل ما يصحى إللي منه لله ده".
+
_لاء لاء مش عايزة أكل، هنزل خفيف خفيف، قوليلي بس الخمار طويل؟ ولا مبين حاجة مني، حاسة إنه مش ده الخمار الصح.
4
حركت رأسها يمينًا ويسارًا بقلة حيلة، مؤكدة لها"واللهِ يابنتي مظبوط جدًا".
+
ألقت نظرة سريعة على المرأة، لأول مرة تبتسم برضا عن مظهرها، بشرتها السمراء، وشعرها الأسود تُخبئه خلف خِمارها النِبيتي، أسفل خِمارها طرحة صغيرة_بندانة_ بيضاء تُخبء الشعر تظهر بُِوضوح، بلـوزة واسعة أنيقة بيضاء بها نقوش ورُسومات بالـلون الأسود مناسبة تمـامًا لبشرتها، تنـورة درجة لون الخِمار هادئة وخالية أيضًا من أي نقوش، حذاء رياضي أبيض_حذاءها المُفضل_، طقم مثالٍ بالنسبة لها.
12
وجدت "ليل"أندمجت في أكل الفُطور بتركيز شديد، أبتسمت تلقائي، "ليل"عفوية للغاية، تفعل كل شيء بدون تصنع، حظها التعيس أوقعها في يد وزجها هذا، رغم كل ما بها إلا إنها قوية، جريئة أيضًا، لا تخشى أحد، وهذا ما يُعجبها بها، شخصيتها المزيج مِن العفوية والقوة، أوقعتها بداخل قلبها بدون مجهود، ولأول مرة أصبح لديها صديقة، وصديقة تحبها!، وجميلة للغاية، فاتنة بمعنى الكلمة، بيضاء البشرة، جسدها ليس نحيف ولا سمين، متوسط، وتمتلك عينانا غريبتان للغاية، عين خضراء، وعين اخرى عسلي، عندما تنظر لهم تنبهر بهم، سُبحان مَن خلقها!
10
"خدي يا"ساجية"خمس سندوتشات حطتهم ليكي في الشنطة دي، شليهم في شنطتك، وكُلي بقا عشان يبقا فيكي صحة وتتخني، يابت نفسي أشوفك تخينة".
3
قالتها وهي تمد لها بالحقيبة البلاستيكية، سحبتهم من يدها متذمرة"حرام عليكي، باكل ومش بتخن على فكرة".
+
_يلا طب عشان أنزل أحسن "حاتم"يصحى هيطين عيشتي بجد.
+
هزت رأسها بهدوء، واضعة الطعام في حقيبتها الخروج، أنتهت"ليل"مِن وضع الطعام المُتبقي في الثلاجة، تـتصرف وكأنه بيتها وهذا ما يُثير أنتباه الأخرى، تستغرب أيضًا، "ساجية"بحياتها ما تحركت مِن مكانها في منزل أحد، تجلس مثل المقعد الجالسة عليه، يُعجبها شخصية"ليل"، هبطوا الإثنين بعد وقت، لتـتقابل "ليل"مع شقيقها الصاعد لها، بدون التفوه بكلمة تعودت على طلبه، لتعطي لهُ الأموال متحدثة"روح على الدرس علطول".
4
أنتاب الأخرى الشك مِن ذلك الشاب، لتستفهم بقلق"مين ده؟"
+
_أخويا سيف إللي حكيتلك عنه.
أجابتها بنبذة سريعة، لتتشدق الأخرى بقلق"مال شكله عامل كدا ليه؟"
+
عقدت حاجبيها من سؤالها، لتسألها"أزاي يعني؟"
+
_شكله ضعيف وعيونه حمرا وتحت عينه أسود، ده شكله مش مركز أصلًا!
أستعجبت في نهاية جملتها، الشاب منظره لا يُبشر بالخير أطلاقًا!
2
بررت "ليل"يمكن عشان هو في تالته".
2
هزت رأسها ببساطة، ومِن ثم هبطت للأسفل مُبتعدة عن البناية، شعرت بإحساسٍ غريب تجاه شقيقها، تتمنى أن تكون مجرد أعتقاد وأنه بسبب ضغطه في التعليم ليس إلا..!
1
"_______"
+
نفس دُخان"سُجارتهُ"بشراهة، تكونت أمام عيونه غيمة بيضاء ضارة، يرمق الجِدار بدون التفوه بكلمة واحدة، تظهر أمامه صورة لشقيقته الكُبرى والكدمات الظاهرة على وجهها، وبرهة أخرى تظهر أمامه صورة شقيقته الصُغرى، في ليلة أمس مزقت قلبه، أبيه صفعها بقسوة، لماذا أبيهم هكذا!، لماذا عنيف معهم؟!، أو مع شقيقاته ووالدته فقط!، ابيه يعشقه، لكنه للأسف لا يعشقه؛ بسبب جحوده مع شقيقاته الغاليات على قلبه، وعلى والدته، لماذا والدته مستسلمة دائمًا!، لماذا لا تقاوم!، لماذا أبيهم قاسٍ، يستغل أيت فرصة لإذاء شقيقاته؟، يُعاملهم مُعاملة جاحدة، أنتهى سيل أفكاره مع أنتهاء "سيجارته"، أعتدل في جلسته يبدأ بلـف واحدة جديدة، أقترب منهُ صديقه متحدث بمكرٍ وهو يضع صحنٍ أمامه_:
1
_فكك من أم السجارة إللي مش بتعمل دماغ دي، خُد التقيل، دماغك هتطير في السما اقسم بالله، دماغ عاليه، عن تجربة، ومن غير فلوس عشان أنت صحبي.
14
ضحك بسخرية وهو يستمع إلى حديثه، نظر للصحن ليجد موضوع بهُ مسحوق أبيض اللون، ليتساءل بنبرة ساخرة للغاية"كوكايين!، وبـبلاش؟، عيب عليك يـَ فاروق أنا عارفك كويس، هتجرني عليه أول أسبوع بعدها تديني بالقفا وتعمل زي الحشيش وتاخد دم قلبي".
5
دافع عن حاله بتصميم"أقسم بالله أبدًا، المرة دي مفيش فلوس، بعدين أنا غلطان إني شايفك زعلان فحابب أهون عليك؟، صدقني أنا صاحبك وخايف عليك وعارف مصلحتك".
8
_مليش في الكوكايين، أنا يوم ما شربت الحشيش عشان مش بيسطل، مش بيغيب العقل، ماهو مش ناقصة أبويا يبقا بيطحن أهلي وأنا مسطول مش عارف أدافع عنهم، مش هشرب وبطل زن بدل ما أمشي.
12
نطق بعند شديد، ليعلم الثاني إنه لن يفعلها الآن، ضحك في نفسه بإستهزاء، مردف بخفوت"بكرة تبقا مُدمن كُوكايين قد الدنيا يا دحيحنا".
1
نهض متحدث بنبرة عالية"هجيب ماية وأجي".
+
هز "سيف"راسه بعدم أكتراث مُكمل _سيجارته_ببسمة ميتة، بينما التاني كان يرمقهُ بنظرات بُغض واضحة، أمسك بهاتفه وبدأ بإلتقاط بعض الصور لهُ وأمام"سيف"صحن الكوكايين ومُمسك بـالسيجارة المَملؤة، أبتسم بإنتصار هاتف بـ_:
+
_عشان يبقا يعمل علينا ابن ناس إللي هيبقا مهندس الدحيح إللي فينا، جوز أختك فرحان بيك أوي ياحبيبي، أصبر بس وبكرة تبقا مدمن درجة أولى آه ما أنت مش أحسن مني".
7
"_____"
+
"تيم بالله عليك خدني معاك الساحل"تحدثت بها شقيقته بتوسل وعيونها تلمع بها الدموع، لينهرها بحدة، مستغرب حالها"يابنتي هو أنا رايح اتفسح؟، ما أنا رايح مع اللي مش بتتهد "دانية".
3
_بالله عليك خدني ومش هعمل صوت ولا هتكلم واللهِ، تعبت من كتر المذاكرة ونفسي أتفسح وأروح أشوف بحر نضيف".
أستعطافته بعيونها، ليتنهد بقلة حيلة قبل أن يمسد على شعرها مردف بحنان_:
+
_واللهِ يا"شهد"مش هينفع، أوعدك إني في مرة هاخد أجازة ونروح أنا وأنتِ وبابا وماما وعبد الرحمن ويوسف وكله ماشي؟
1
مسحت دموعها المنسابة وكأنها طفلة صغيرة!، لتصيق عيونها بشك، تسأله بحذر"بتتكلم بجد ولا بتأفلم؟"
+
_بجد واللهِ، سبيني أمشي بقا عشان أروح للتانية دي.
+
أحتضنته بحنان متحدث"خلي بالك على نفسك، وكُل كويس".
+
_حاضر.
قبل أن يتحرك من مكانه أستمع إلى والدته وصياحها"عايز تمشي من غير ما تاخد سندوتشات الجبنة واللانشون عشان تتسلى بيهم في الطريق، يخربيتك تدوخ".
2
ضحك على حديث والدته، مُغلق عيونه بقلة حيلة، سألها بنبرة ضاحكة"سندوتشات أيه ياست الكل؟، حد قالك أنا طالع رحلة مع رابعة خامس؟، يا أمي هتضحكي علينا الأغنياء".
5
لوت فمها بضيق، تصرخ عليه بعصبية"يعني ماتكلش حاجة تسندك وأنت هتسافر ساعات وأنت سايق؟، ليه يخويا هو أنا لاقيتك في الشارع ومستغنية عنك!"
+
_لاء على باب الجامع ياست الكل.
2
سخر منها، لتصمته بحديثها المنفعل بخوفٍ عليه"شش اسكت خالص، خدت هدوم تقيلة؟، الجو هناك بيبقا ساقع تقريبًا، تقّل ياحبيبي بالله عليك أحسن تتعب، وكُل كويس، انا عارفة إن الفنادق دي بتعمل بوفيه مفتوح يعني متتكسفش ياحبيبي تاكل إللي عايزه إنشالله لو هتاكل ديك رومي لوحدك"...
+
قطع جملتها وعاطفتها الأمومية تلك باستنكار"ديك رومي لوحدي!،يا أمي بالله عليكي متخافيش بس فكك من حكاية الأكل دي".
+
_ياواد ده أنت هتبقا ماشي على طريق يعني لازم تتغذى، هات بس رقم "دانية" وأنا هوصيها عليك وأقولها تخليك تاكل سندوتشات اللانشون والجبنة.
+
لطم وجنتيه متصنع البُكاء"يلاهوي عليا هي وصلت أنك توصيها عليا، لسه محسساني إني عندي خمس سنين!، دي "دانية"وصحابها البنات نفسهم أهلهم مش بيخافوا عليهم كدا"!
+
_هما مش بيخافوا ده لنفسهم أنما أنا أمك وبخاف عليك، أسمع كلامي بقا وخُد الفينو والجبنة، ده أنا حطالك خيار وفلفل الوان كمان زي ما بتحب.
اللعنة نقطة ضعفه، والدته حنونة لأقصى درجة، أقترب منها يُقبل جبينها بحنان طاغٍ عليه، قائل بنبرة حانية دافئة"أنا محظوظ أنك أمي، تسلميلي ياست الكب هاكلهم كلهم من عيوني".
+
_آه أقعد حب أنت في أمك وأنا متعبرنيش، ده أنا إللي كنت بصرف عليك الله يرحم.
تحدث بها والده بازدراء وهو يرمي عليه بنظرات محتدة، ضحكت والدتهُ بِعُلو صوتها، ليتركها"تيم"مقترب من والده يجلس بجانبه ومِن ثم يُحادثه بمراوغة"يا حج ده أنت الخير والبركة، ده انا هدلعك من هناك واللهِ، قولي بس عايز أيه وانا هجيبه ليك".
+
_مش عايز.
قالها بتصميم، وبعد محاولات كثيرة من"تيم"تحدث الآخر بإستسلام"خلاص ماشي، طلامة كدا بقا يبقا خد، دي ورقة طلبات بالحاجات إللي هتجيبها من هناك ليا، شوف أمك واختك بقا".
6
في منتصف الحديث أخرج من جيبه ورقة كبيرة بها الطالبات، لَم يكمل الاخر على الصدمة ثوانٍ حتى وقفت على رأسه مصيبة جياته تردف"مش هديلك ورقة أحسن تضيع أنا هبعتلك على الواتساب أوعى تنسى بقا".
+
ضرب وجهُ بخفة، لتردف والدته بإنفعال"أوعى تجيب ليهم حاجة، هناك الحاجة غالية وأنت قبضك على قده".
+
أخبرتكم أنها حنونة لأقصى درجة صحيح؟، والدته دائمًا تفهمه وتشعر بهُ، تلك الأم، أجمل ما رأت عيناه هي والدته، نهض مُقبلها من أعلى جبهتها يحتضنها، مردف لها بإمتنان"ربنا يديمك ليا ياست الكل، بأذن الله هجبلهم أي حاجة بطلبوها، ده أنتِ وأبويا أشيلكم فوق راسي".
+
_طب وأنا!، أترمي في داهية!
سألت بغيظ وهي تهز في قدميها بإنفعال واضح، أكمل جملته بغيظ وهو يلقي عليها بقلم كان موضوع بجانبه"والمصيبة دي بردو".
+
بعد كثير من الحديث ودعهم مع دعاء والدته ووالده لهُ، ليضمن إن الرحلة ستمر بسلام بسبب دعواتهم، كَم هو محظوظ بعائلته وبحبهم!
+
وصل بعد وقتٍ مُناسب لـ"دانية"، أجرى أتصالًا معها مُخبرها بوصولهُ، بعد وقتٍ خرجت لهُ هي وصديقاتها، تحدثت ببـسمة تُزين ثغرها"صباح الخير يا"تيم".
+
تهلـلت ملامح وجهُ فورًا عندما وقعت أنظاره عليها، ليردف ببسمة مُتيمة بها"يوعدي".
7
عقدت حاجبيها بإستغراب من كلمتهُ الغريبة لتستفهم بـ"أفندم"!
+
_صباح الفل يا"دانية"
نطق بها فورًا، وجهت نظرها لصديقتها متحدثة"جماعة هنقسم نفسنا على عربيتي أنا و"عمار"، يعني أنا و"ياسمينا"و"نسمة"و"فرح"هنروح بعربيتي، و"حسن"و"نانسي"هيروحوا مع "عمار"في عربيته".
1
وقع اسم"حسن"على مسامع تيم وكأن قُتل لهُ قتيل، تحولت قسمات وجه فورًا إلى الغضب، زفر بضيق وهو يسألها بنبرة خافتة"هو أخوكي و"حسن"جاين؟
+
_اه دول من باقي الشلة.
اللعنة على أجابتها البسيطة تلك!، صفو نهاره أنتزع يقسم، أستمع إلى حديث الأخرى وكأنه ينقصهُ!
"هو أيه إللي"نانسي"مع الشباب!، ليه يعني أنا الوحيدة إللي مروحش معاكم!، على فكرة أنا قولتلك أجي بعربيتي وقولتي لاء هتيجي بعربيتي".
+
أبتسمت لها بلُطف، تحاول الرد عليها ببساطة وعدم التشاجر معها_:
_عشان العربية متبقاش كتيرة، مش أكتر ولو زعلتي خلاص مش مهم تعالي معانا.
+
_ آه هاجي بس حد يروح مكاني عشان أعرف أقعد براحتي.
أجابت بطريقة مغرورة وهو بالأصل لا يعلم من أي تلك أم أنف مرفوع تجلب كل ذلك الغرور!
+
تدخلت "فرح"صديقتهم ناهية الأمر بطريقة بسيطة مع بسمة متحمسة"خلاص يبنات أنا هروح مع الشباب المُزز دول، هو حد يطول يروح مع "عمار المُحمدي" مرة واحدة!
+
ضحك"تيم"بصوتٍ عالٍ لافت نظرهم تجاهُ، تحدث وكأنه مؤيد حديثها بحرارة"فعلًا فعلًا معاكي حق، هو حد يطول يروح مع عمور"!
1
لا يعلم لماذا الفتيات مهوسات به لتلك الدرجة، على مواقع التواصل، وفي الحقيقة، وفي كل مكانٍ، ليس مُميز إلى تلك الدرجة لكل هذا!، هل لأنه يمتلك عيون رُمادية تُضيء!، أم لأنه يمتلك شعر بُني حرير بفعل_الإستشوار والكِرياتين والبُروتين_!، أم لأن بشرته بيضاء، وجهُ منحوت بحق، يمتلك جسد رياضي مُميز، كل هذا ولا يُريد الفتيات لا تُعجب بهُ!
16
صرخت "دانية"في صديقتها"ياسمينا"مُشيرة على سيارة"حسن"القادمة_:حسن جه أهو
+
هبط من سيارته متحدث ببسمة مارحة وهو يفتح ذراعيه"حبايب قلبي".
3
_شكة في قلبك ياحبيبي
تفوه بها سريعًا بنبرة منخفضة لكنها وصلت لمسامع"دانية"، لَم تُعلق على جملته بسبب خروج شقيقها لهم، تحدثت بحماس"كدا كله جه، يلا نروح بقا".
+
_هنروح كلنا بعربيتنا؟
سألها"حسن"بنبرة هادئة، ليتدخل "تيم"في الحديث بدلًا عن الأخرى"هتركب أنت مع "عمار"ومعاكم "ياسمين"وأنا هوصل دانية وبقيت الهوانم".
+
رفع الآخر حاجبه متساءل"وأنت هتيجي معانا؟، أنا ممكن أنا أخد نص البنات وعمار نص البنات ومش محتاجين لعربية "دانية"خالص".
+
_ آه فكرة حلوة دي.
نطقت بها"دانية"مقتنعة بالفكرة، ليرمقها تيم يعدم أستيعاب قبل أن يردف بـ".....
20
"_____"
+