رواية رجفة من نوع خاص الفصل العاشر 10 بقلم بسملة محمد
"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة العاشرة_قُصي سيعود"
5
"_____"
+
دقت على باب منزلها مُنتظرة دقيقة كاملة حتى فتحت لها، أبتسمت لها مُتحدثة"عملت بسبوسة قولت أطلع أدوقك".
+
تنقصها هي!!، حاولت رسم بسمة لكنها فشلت، لتردف بطريقة وقحة معها"مش باكل حلويات".
+
_ليه؟، دي جميلة أوي واللهِ، ومش مسكرة أوي واللهِ، عملتها واللهِ وقولت أطلع ناكلها مع بعض.
نطقت بها بنبرة حزينة محبطة، خجلت "ساجية"من تصرفها الوقح معها، لتبتعد عن باب منزلها متحدثة بتأدب تلك المرة"طب أتفضلي".
2
دلفت ببسمة سعيدة استغربتها "ساجية"كُل يوم تسمع شجارها مع زوجها العالٍ، ورغم ذلك لا تختفي البسمة من وجهها، ليتها تبتسم مثلها، لكن كيف تبتسم!!، منذ صغرها لا تُحب أن تبتسم حتى، أسنانها تُدمر جمال بسمتها، منظرها بشع، نفضت من رأسها تلك الأفكار سريعًا، مُتحدثة بلُطف"هاتي أدوق طب".
1
أعطتها الطبق المُمسكة به متحدثة بثرثرة"أنا قولت لازم أطلع أتعرف عليكي وبالمرة أردلك عزومة الفطار".
+
_عادي مكنش في داعي، البسبوسة جميلة أوي تسلم أيدك.
نهت جملتها بمدح حقيقي، سُكرها مضبوط حتى، "ساجية"من النوع الغير فضولي بالمرة، ولا المُتدخل بخصوصيات الآخرين لكن تلك المرة فضولها سيقتلها، لتسأل بإحراج بعد حديث دام معها لنصف ساعة_:
+
_متأخذنيش يعني، هو مين قُصي ده إللي كنتي بتتكلمي عنه لما كنت في بيتك.
قالت جملتها لتلاحظ ملامحها المتغيرة، لتردف سريعًا"لو مش عايزة خلاص، آسفة".
+
أصدرت تنهيدة تحمل آسى لا تتحمله، لتردف بعد بُرهة من الوقت"قُصي ده حبيب عيني قبل قلبي، يبقا أبن خالتي، أنا وهو متربين مع بعض، هو أكبر مني بسنة ونص، بس أنا كنت ساعات كتير بحسه أبويا، كان أي حاجة بابا يمنعها عني هو يروح يجبها ليا، كنت عايشة عشان ادلع على حسه، كان بالنسبة ليا كل حاجة، ساعات كتير "سيف"أخويا كان بيغير منه لأنه كان بيحسني بحبه أكتر منه، قُصي ده كان أحسن حد في الدنيا دي كلها، كانت الضحكة مش بتفارق وشه حتى لو زعلان، كان يقعد يهون على الكل وهو شايل هم الدنيا، حبيبي يا"قُصي"".
5
لمعت عيونها في أول حديثها وهي تتحدث عنه بكل مشاعر الحُب التي بداخلها تجاهُ، لتنهي حديثها بدموع منهمرة على وجهها، رغم إنها تخشى الجميع، ترهب التقرب من أحد، إلا إنها شعرت بإحساسٍ جديد تجاهها، أندفعت تأخذها في أحضانها تمسد على ظهرها بحنانٍ، توسيها، تعتذر لها بالنيابة عنه وعن الجميع، أنهمرت دموعها معها، رفعت الأخرى رأسها لها متحدثة بإمتنان"أنتِ طيبة أوي يا"ساجية"، أنتِ جميلة أوي بجد".
+
صمتت ولم تُجيب، بداخلها يصرخ يخبرها إنها أبشع مخلوقة على وجه الأرض، لَم تُبدي ردت فعل، لتكمل الآخر بتأثر، ونبرة متحسرة"لما كبرنا أنا وهو دخلنا تجارة قسم محاسبة، انا دخلته عشان هو دخله، عشان هو بيحب القسم دي، بعدين راح أتقدملي الكل وافق إلا بابا، رفض رغم إن "قصي" ما يترفضش، "قُصي" مسكتش وأتقدم مرة كمان واترفض، بس حبيبي متمسك بيا ودخل قرايبنا وخلى بابا يوافق، الكل كان بيقوله بيحبها، وافق هيشيلها في عينه، وافق وطلب طلبات تعجزية لشاب لسة في بداية العشرين لسة يادوب مشتغل، شبكة بـخمسة وأربعين ألف معرفش فاكرني أنچلينا ولا أيه!، شقة على النيل على أساس إني عايشة في القصور مش في حتة شقة في حارة شعبي، قايمة يجي بنص مليون جنيه
8
_معرفشي أيه أبصر أيه لحد ما فركش الجوازة وهو بيرميله دبلتي في وشه وبيقوله معنديش بنات للجواز وأنت مش عارف توفر ليها الحاجات إللي طلبتها، راح خد الدبلة ووعدني أنه هيجبلي كل إللي أبويا طلبه وسافر السعودية يشتغل في شركة صاحبه شغال فيها، وأبويا إللي كان بيطلب ويتأمر عليه جوزني بعد ماهو سافر بسنة وقالي باعك، ووأقسم بالله هو مابعني كان بيتصل يطمن عليا كل يوم ويوعدني إنه راجع وأنه هيتجوزني بعدها بابا عِرف وضربني زي ما كان بيعمل دايمًا وأتخانق مع خالتي وقطع آخر صلة تواصل بينا، بعدها جوزني في حتة شقة معفنة في الحارة عادي، لاء بس للأمانة هو دفع، ودفع كتير، وأنا بسد إللي هو دفعه لبابا دلوقتي، بسده بضربه ليا وخيانته وفُرجت الناس عليا، ولمساته ليا، وقرفه وكل حاجة.
1
وضعت يدها على وجهها تجهش في البُكاء بقوة، لتضمها بقوة وهي الأخرى تبكي معها، لتتحدث بنبرة مواسية"يمكن كان عايزك أحسن الناس، كان نفسه يشوفك في حتة أحسن".
+
رفعت وجهها لها مردفة بحدة ورفض قاطع"اقسم بالله أبدًا، هو عمره ما فكر فيا لا أنا ولا أختي، هو بيكره البنات، وكمان كان بيضربنا دايمًا ومش بيحبنا، بيحب سيف بس لأنه الولد، أما أنا واختي عايزنا علطول عايشين خدتمين نضرب ونتهان بس، هو أما لاحظ إني ممكن أفرح مع قصي بعدني عنه، وجوزني واحد زبالة".
2
قلبها تمزق عليها، وهي تقول إنها عانت وعاشت أسود ايام حياتها!، وماذا عن المسكينة تلك!!، تنهدت بإغتمام، ماسحة دموعها بضهر يدها، لتُمسك بوجهها حاضنة أياه بكفيها، رمقتها الأخرى بعيون دامعة، نظرات منكسرة، مردفة"أنا مش فارق معايا ضربه ليا، انا لو سمعت صوت قُصي وعرفت إنه لسة فاكرني وبيحبني هرتاح واللهِ".
+
_لسة فاكرك وبيحبك أنا متأكدة.
قالتها بتأكيد وهي على يقين إنه سيعود، "قِصي" وليل قصة حُب جميلة للغاية يجب أن يعود ليضع النُقط فوق الأحرف، "قُصي" يجب أن يعود، سيعود.
+
"________"
+
جلست معها لأكثر مِن ساعتين، سمعتها، واستها، بكت معها، أعطت لها الدعم الكافي وكل هذا وهيَّ لا تجد مَن يُواسيها، يستمع إليها حتى بدون التفوه بشيء
2
_أنا صدعتك معايا بس يعلم ربنا أنا حبيتك وارتحت ليكي قد أيه.
+
قالتها بصدق وعيونها تُشع لها بنـظرات امتنان، رمشت بعيونها وهي تُخبرها بطريقة حنونة"متقوليش كدا، أنتِ ونستيني أنا علطول قاعدة لوحدي أبقي أطلعي أقعدي معايا عادي".
+
حاوطتها بنظرات الشاكرة، اتجهت لتُغادر فاتحة باب منزلها، لتـقع عيونها على"عبد الرحمن"يُغادر مِن منزل"تيم"متحدث"أبقا سلملي على "تيم"بقا ياعمي بقالي كتير مشوفتوش".
+
تهـللت ملامح وجه"ليل"وهي تتجـه نجاه بعجلة مردفة"عبد الرحمن "قُصي"كويس".
+
كشرت ملامحه بضيق، مردف بهدوء"حاولي تنسيه يا مدام"ليل"أنتِ دلوقتي أتجوزتي".
+
_هطلق أما يرجع.
قالتها بتلهف وهي ترمقه بعيون دامعة، زفر بإختناق، مردف بعجلة وهو يهبط"عن أذنك لازم أمشي".
+
أمسكت بذراعه، ليرمقها بتعجب، لتفر دمعة هاربة من عيونها، متحدثة بترجٍ"خليني أكلمه، هات رقمه وأنا هتصرف".
+
_يامدام "ليل"كدا مينفعش أنتِ متجوزة، حرام.
قالها بقلة حيلة، يعصعب عليه قولها وهو يعلم كم تعشقه، قُصي كل شيء كان في حياتها، مُتعلقة به منذ الطفولة ولكنها الآن متزوجة برجل أخر، وتلك تُعتبر خيانة لهُ.
+
_بس انا مش بحبه وأتجوزته غصب.
دافعت بها عن نفسها بحسرة، أبتلعت "ساجية"غصة مريرة بحلقها، "ليل"تتعلق بقشت أمل، كُلما ترى أحد تسألهُ عن حبيب عمرها، مُشفقة عليها، ضحية لأب ظالم، ليتها لَم تُحب قُصي، كانت على الأقل ستتقبل حياتها، فاقت من شرودها على جُملتها الموجه لها بإستعطاف"فهميه إن "قصي"كل حياتي".
+
وجه أنظاره إليها بإستغراب لَم يُلاحظ وجودها، لِـتُخبيء نفسها خلف الباب بتوتر، لاحظ توترها ليخفض رأسه متحدث بنبرة حاول جعلها عادية"أدعي كتير".
+
حدقت بـهُ بنظرات منكسرة، لتهبط بجانبه بدون التفوه بكلمة أخرى
+
أنتظرها جتى هبطت وأستمع إلى صفع بابها العنيف، ليردف بتعجل"عن أذنك".
+
أوقفته بـ نداؤها لهُ، ليستدير لها راسم علامات متعجبة على وجهُ وهو يتساءل"نعم يا آنسة".
+
_آسفة عن طريقتي الصبح وكمان شكرًا، أنا كنت تعبانة الصبح وطلعت تعبي في حضرتك.
أعتذرت بطريقة متوترة من خلف بابها لا يظهر فقط غير وجهها وهو لَم يتطلع حتى فيها، قبل أسفها ببساطة، مُردد بتفهم"فهمت، ألف سلامة"
+
هبط هو لتـغلق باب منزلها بـحرص، دلفت غرفتها ومِن ثم فتحت التلفاز تشاهد أي شيء، وبدون سابق إنذار أوقفت التلفاز على جملة أرتجف جسدها بسببها، التوبة!، الله غفور رحيم!، كان برنامج ديني كعادت البرامج المُنتشرة على التلفاز، تركته تـتابعه بـشغف واضح على معالمها، أنتهى البرنامج الديني مع سيل دموعها المتساقطة، الله غفور رحيم!، يقبل التوبة!
"_______"
3
بعدما هبط مِن بنايتها أستمع إلى رنين هاتفه، تفاجأ مِن رنين "تيم"منذ أخر مقابلة لهم لَم يتحدث معه أطلاقًا، حتى المسجد يوم الجُمعة بدلـه لعدم التحدث معه، أجاب بطريقة متهكمة"أتصدق أفتكرتك هتقاطعني".
+
_ما دي حقيقة، أنا بس متصل بيك عشان أنا و"دانية"أتصالحنا.
+
أستمع إلى ضحكاته، ليردف بتساؤل ساخر"أنت بتكلمني أما ترضى عليك ست دانية بتاعتك دي وبتقطع كلام معاية لما تغضب عليك؟"
+
حك فروة رأسه بإحراج، لينطق بطريقة مازحة"متستاهلش إني متصل بيك واللهِ وشحنت عشان خاطرك ودي مش بتتعمل مرة غير كل شهر".
+
ضحك على مزحه معه، ليرد عليه بنفس نبرته"أخيرًا شحنت وليا مخصوص لاء ده أنت راضي عني بقا، يارب "دانية"هانم بتاعتك دي تفضل راضية عليك علطول".
+
إستضحك الآخر بنبرة عالية، ليؤكد على حديثه…:
_طب دي حقيقة بقا، يارب تفضل راضية عني.
+
حمحم بطريقة عادية، مُتحدث بطريقة هادئة"بتحبها كدا روح أتقدملها يا"تيم"، بدل ما تاخد ذنوب أكتر من كدا"
1
أصدر تنهيدة حارة، ليبتسم شبه أبتسامة ساخرة، حك وجه وهو يهتف بطريقة ساخرة_:
+
_أتقدملها وأنا معاية أيه؟، دُعاء أمي؟
4
"بطل أستظراف"قالها بضيق، ليتساءل الآخر بجدية_:
+
_بكلمك بجد، أروح أقول لأبوها صاحب أكبر سلسة مطاعم في مصر أيه ؟، أروح أقوله جوزني بنتك إللي أنا شغال عندها؟، هيرفض وهيبعدها وهي بنفسها هترفض وهتبعد خالص.
+
_قولهم أنك دكتور، أيه التشاؤم ده!
استنكر في نهاية جملته بحدة، ليجيبه الآخر بنفس حدته_:
+
_بتضحك عليا ولا على نفسك؟، دكتور مين؟، أنا سواقها أنا مش شغال دكتور دي مجرد شهادة أمي حطتها تحت السرير مع الكركبة، حتى لو هي وافقت أبوها أخوها مامتها أختها هيرفضوا، أقولك حاجة؟، لسة كانت الصبح بتسألني رأيي في "حسن"أخو جوز أختها عشان بتفكر ترتبط بيه.
+
ضحك بتهكم وهو يمسح وجه بعنف، زفر الآخر بإختناق، تيم يحلم حلمٍ كبير عليه للأسف، أردف بتردد، يخشى إنفعالات صديقه لكنه يجب أخباره"يبقا أبعد عنها، كل يوم بتتعلق بيها، أبعد عنها يمكن مش بتحبها، مجرد إعجاب بس لأنك علطول معاها، بتكلمها وهي كذلك فـ إنجذبت ليها، معروفة أي صحوبية بين الولد والبنت غصب عنهم بينجذبوا لبعض، بيحبوا بعض غصب لأنه بيبقا تعود".
+
حاول تمالك أعصابه، عبد الرحمن يغضبه فعلًا بحديثه، ليسأله بحنق"وهي محبتنيش ليه بقا"!؟
+
_تيم هي أكيد اتشدت ليك، طبيعي أي بنت وشها في وش واحد اليوم كله تتشد ليه، طبيعي الاتنين يعجبوا ببعض عشان كدا بنقول إن الإختلاط بين الولد والبنت حرام مش بيبقا تشدد بس لأن بتبقا طريق لمعاصي جديدة بقا بينهم، وبعدين طب هي حبتك وأنت حبتها وكل ده وباباها رفض وحقه أنت هتعمل أيه؟، أو هي؟
1
أجابه بطريقة عقلانية للغاية، نبرته هادئة لاينة ليست حادة، أقتنع بحديثه أقتناع تام لكن ماذا يجب أن يفعل وذاك الصغير بداخله ينبض بعنف عندما يراها، وجهُ ترتسم عليه بسمة تلقائي بدون بذل جهد منهُ، عيونهُ لا تستطيع عدم التطلع إليها، زفر بضيق، وبداخله مشوش، صراعات كثيرة تدور بداخله، لا يستطيع تخيل رفض"دانية"لهُ، وإذا قبلت ماذا عن عائلتها!، هو نفسه لا يرضى لها أن تعيش في مستوى أقل مِن مستواها، أختنق مِن كل هذا، أنتبه للـتو عن هتاف "عبد الرحمن"بإسمه وعقبها حديثه الحنون_:
+
_تيم أنت مستقل نفسك أوي، أنا شايف إنك تروح تطلب أيدها من باباها وبعدها ربنا هيحلها، لو كان خير ووافقت وأتجوزتوا يبقا ربنا كاتبكم لبعض، لو رفضت يبقا طريق أتقفل في وشك وهيتفتحلك طريق غيره أحسن وخير كمان.
+
نطق بقلة حيلة مُمتزجة بإصرار واضح في حديثه"ربنا يحلها، ظبطت بس أمور "عزمي"وأجمع الأدلة بعدين أروح أتقدم".
+
أبتلع لُعابه بتوجس، صديقه سيلقي بنفسه في التهلكة، يظن إن بإستطاعته يقف أمام وجه أناس لا توجد في قلبهم رحمة، إذا كانوا يمتلكوا قلب مِن الأساس، تحدث بـنبرة يائسة"تيم"أنت بتدخل نفسك في متاهات وحوارات تخليك تروح ورا الشمس، أنا خايف عليك واللهِ مش أكتر".
+
_اللي معاه ربنا مش بيخاف يا"عبدالرحمن"، وانا بدافع عن الحق ومعايا ربنا.
+
قالها بيقين شديد وهو يرسم على وجه بسمة مطمئنة، تابع حديثه بهدوء شديد، لكن الآخر رأى أنه برود_:
+
_لو عايز تبعد عن القضية ومتمسكهاش تمام.
1
نهره بنبرة منفعلة، مع هزات خفيفة يائسة من رأسه"بطل برودك ده، أنا مقدرش أسيبك لوحدك، ومش خايف على نفسي، خايف عليك بس واللهِ".
+
"مصدقك واللهِ بس أنا ميتخافش عليا، أنا يتخاف مني"نطق بحديثه الاخير بمراوغة، مُكمل بأمر موجب تنفيذه"هتيجي تاكل عندنا أنت وأخوك النهاردة وده مش طلب ده أمر، باي ياحبيب أخوك".
+
نهى جملته مُغلق الهاتف معه لعدم النقاش في أمر غداءه هذا ما أعتقده "عبدالرحمن"لكن الآخر نهى الحديث لعدم فتح أمر"دانية"والقضية مرة أخرى، يعلم صديقه لا ييأس، وهو كذلك عنيد لأكثر درجة، سيكسب القضية، وسيكسب "دانية"وقلبها، يُقسم بذلك، دانية لهُ، لهُ وهو لهـا ولَن يتركها.
+
"_____"
+
بينما على الجهة الأخرى تجلس"دانية"في حديقة منزلها بهدوء، تقرأ روايتها بهدوء، نسمات الهواء تُداعب وجهها وشعرها الطويل المتـروك بحرية منسدل على ظهرها، فقط تضع فوقه قطعة قُماش ملونة تُسمى بـ"الإسكارف"، كوب الشاي بالنعناع مشروبها المُفضل موضوع أمامها فوق الطاولة، تستمع إلى موسيقى غربية تفهم معانيها بسهولة، تطلع أحيانًا إلى المسبح الخاص بهم وأحيانًا أخرى بالسماء التي في بداية طريقها لـتُدمج اللون البنفسجي دليل على غروب الشمس وظهـور القمر، وقتها المُفضل، مُندمجة لحد كبير في عالمها الخاص، شق هدوءها هذا صراخ الصغير مع ضحكاته العالية، ركض تجاهـها مُلقي جسده فوق قدمها، مُتحدث بنبرة عالية وضحكاته تزداد…:
1
_"دانية" خبيني من "عمار"بيجري ورايا عايز يعضني.
+
هزت رأسها بقلة حيلة، عادت الصغير وعمار أخيها الركض في الڤيلا بكاملها وثم الاختباء بداخل أحضانها، إذا لم يفعلوها يوميًا يحترقوا، تساءلت وهي الأخرى تشاركه في ضحكاته"قولي بقا المرة دي عملت أيه؟"
+
_أنا أقولك البيه بيرد على التليفون بدالي.
كان المُجيب عن سؤالها الضاحك أخيها المُشتعل بغيظ، توسعت عيونها بصدمة مصتنعة متحدثة بذهول"الكلام الوحش ده حصل يا"أنس"؟
+
هز رأسه بـبُطء مؤكد على سؤالها مع أبتسامته الطفولية، أستمعت إلى اعترافه"وكان صوت بنت و"عمار"مسميها"كيمي"وقالتله Welcome Baby".
8
توسعت عيونها أكثر وهي تفتح فمها بصدمة كاذبة، موجه أنظارها لشقيقها ترمي عليه بنظرة تُعني_ياللعار أخي_، حدثته بدقة عالية وكأنها شُرطية تُناقش مُتهمها_:
+
_قولي بقا مش كانت أول أمبارح "سارة"؟، وأول أول"چولي"؟، الواد كل أما يرد يرد على بنت، يا أخي معندكش راجل يتصل بيك يوحد ربنا"!!
أستهجنت في نهاية جملتها مُستمعة إلي ضحك الصغير فوق قدمها، أرجع شعره الكثيف إلى الوراء متحدث بنرجسية مُفرطة"أخوكي مش أي حد، أخوكي البنات هتموت عليه، سباح محترف ومشهور بقا وكدا".
4
_ياسطا أنت هتزيط أومال لو كنت زيزو السولية كنت عملت أيه؟
قالتها بطريقة ساخرة للغاية، لتجد تعليق أخيها الحاد"أخرسي متتكلميش خالص، زيزو ده في الزمالك وعمرو السولية ده في الأهلي، وبعدين دول في كرة القدم أنا في السباحة".
5
حركت كتفيها بلا مبالاة متشدقة"مغلطتش في حاكم مصر عشان تفتح محاضرة، وبعدين هو عشان كسبت بطولتين يعني؟
+
رمش بعيونه لعدة مرات بدون تصديق، شقيقته تستقل بـبُطالتين فاز بهم!!، اللعنة الحمقاء تجلس في بيتٍ واحد مع وسيم، سباح أخذ بطولتين، مشهور يمتلك على تيك توك أكثر من مليون ونصف، يمتلك على إنستجرام أكثر من اثنين مليون، حلم البنات التقاط صورة واحدة معه وهي لا تُبالي تلك الحمقاء، ياربي أي حمقاء تلك أصبحت أختي؟، لماذا هي؟، تجلس مع"عمار المُحمدي"ولا تُمدحه بجملة حتى، اللعنة على أشقاء مثلها ومثل شقيقتها التي أنجبت لهم كارثة متحركة، أشار على رقبته بتهديد لها مُخبرها"استني رقبتك نايمة في حضنك بالليل بعد ما أفصلها عن جسمك".
10
وضعت يدها فورًا على ٱذن الصغير تمنعه من الإستماع، صاحت به بصراخ كعادتها"يابني الطفل هتضيع براءته بعنفك ده".
+
أغمض عيونه بعدم تحمل وهو يتمتم ببعض كلمات الدُعاء عليها في نفسه، أشار عليه بإستنكار"ده هضيع براءته؟، ده هو اللي يضيع براءتك وحياءك وكل حاجة عندك، ده يوديكي البحر يرجعك عطشانة، أنتِ أختك خلفت مصيبة متحركة كل دورها أنها تنكد على "عمار".
+
أخيها ينفعل من اللاشيء، اللعين يرتدي وجه حنون لطيف لمعجباته ولها يرتدي وجه الشبح ليخيفها به، اللعنة لماذا رُزقت بشقيق يهتم بمعجباته أكثر منها، لماذا لا يُراعي إن شقيقته فنانه لوحاتها تـتصدر في المعارض؟، اللعنة على أشقاء مثله!
4
_متتكلمش على ماما كدا وعليا، ده أنا سكر، أنت غيران وهتموت مني عشان أما بنصور فيديو البنات بتحبني أنا أكتر.
+
رفع حاجبه لهُ مُستهزاء بحديثه، مُشير عليه بسخرية"بقا أنت تاخد معجباتي مني؟، بتحلم".
+
هز كتفه الأيمن بغرور، ليتحدث وكأنه شاب بالغ وليس بصغير أتم الخامسة منذ خمسة أشهر بـالعدد!_:
+
_تعالى نصور فيديو ونشوف البنات هيحبوا مين.
+
صرخت بهم ليصمتوا متحدثة"روحوا صوروا إللي عايزينه وسيبوني أكمل روايتي، مش عارفة أكملها بسببكم"
+
بالفعل هبط الصغير من فوق قدمها فاتح ذراعيه لـ"عمار"، ليلتقطه بين يديه واضعه فوق أكتافه متحدث بإصرار_:
_هتشوف ياض إن خالك الكل بيحبه، وأنت مجرد طفل أفعصه برجلي.
+
_ياعم أسكت بقا ده أنت مغرور جدًا، هتشوف مين"أنس محمد"يا "عمار يا مُحمدي".
2
ضحكت عليهم وعلى مشاغبتهم المرحة، بدون عمار أخيها وابن شقيقتها لكانت الحياة كئيبة، لديهم حضور خاطف، مُبهج، أكثر أثنين لُطفاء بعد!، بعد"تيم"، لا تعلم لماذا"تيم"يكره أخيها وينعته بالمغرور دائمًا، أخيها نعم مغرور لكنهُ ألطف وأحن شخصٍ بعد والدها، ومِن ثم للأسف"تيم"وعلى ذكر اسمه توردت وجنتيها بخجلٍ مُتذكرة جملته المرحة معها، لكنها أخجلتها، والآن أخجلتها أكثر، للمرة التي لا تعلم عددها"تيم"يُشكل خطر عليها وعلى قلبها الصغير.
3
"_____"
+