اخر الروايات

رواية سلوان الفجر كاملة وحصرية

رواية سلوان الفجر كاملة وحصرية  




by Hayat_watt Follow
Share

Post to Your Profile
Share via Email
Report Story
Send
 Send to Friend
Share

Post to Your Profile
Share via Email
Report Story
                                    

                                          
في جوف الدجى، عزف الطسم ألحانه على قلب شجي، وبينما كان الفؤاد يهلهل فرحا، كان الآخر في قاع البؤس، تلت الآيات لعقد قران زائف، كل وعد نُطق به كان كذبة، وكل ابتسامة كانت حجابا لوجع عميق. 

48


_______________________

+


الولايات المتحدة الأمريكية 

5


نيويورك /New York /

1


مونتوك، أقصى شرق لونغ آيلاند

2


18.00Pm 

+


" إذن سيد هارتبيور تليد والسيدة هيمستيد كلوديا أعلنكما زوجا وزوجة على سنة الله ورسوله"

72


بفصاحة لسان قال الإمام موجه كلامه للزوجين الجالسين أمامه، حيث كان تليد بشوش الوجه منير الملامح، تضاريحه غنت بترانيم فرح رسمت بسمة على ثغره 

20


عكس الواقفة بجانبه حيث لفح القلق سماها وعبس فاهها أسى، لمح شيئ من الدموع بأجفانها ولكن كانت تتخبط محاولة منها لإخفائها 

22


كانت تبدو كأميرة خرجت من قصة حزينة، الفستان الذي اختارته يعانق جسدها برقة، ذو أكمام شفافة تزين كتفيها، مُرصعة بحبات لامعة، وكأنها نجوم صغيرة تتراقص فوق ثوبها. أما التنورة كانت الواسعة تنحدر للأسفل بالحرير الناعم، مضفية عليها هيبة ورُقياً ملكيًّا.

5


تسللت خصلات من شعرها الرمادي  تحت طرحته، مع كل نظرة من عينيها المختلفتين، كانت تبهر الحضور بتميزها رغم قلتهم، عين زرقاء كزرقة ضوء القمر، وأخرى عسلية كدفء الشمس .  مع ذلك النمش تحتهما. 

30


التفت تليد ناحيتها،  انحنى لمستواها وطبع قبلة عميقة على جبينها، ولحظتها دون وعي سمحت لقطرة من دموع ساكنة بالتسلل على خط وجنتيها 

23


كوب وجهها عندما لاحظ ذلك، ذبلت أجفانها ثم مرر طرف ابهامه على خدها ماسحا الدموع، وقال بصوت مترنح من القلق

12


"ما بك هل أنت بخير؟" 

12


مررت سبابتها على حافة عينها وزيفت ما بداخلها بإبتسامة جانبية 

1


"دموع فرح" 

22


عقد حاجبيه استنكارا، ورفع ذقنها ليصبح ناظرها موجه له 

10


"تكذبين على زوجك؟، أعلم جيدا لماذا تبكين" 

27


وسعت مقلتاها خوفا، ثم تهربت من نظراته وكأنها خائفة من أن يكتشف شيئا 

6


تعلثمت في الكلام ولم تعد قادرة على الحديث، وحينما رأى توترها، ابتسم بهدوء وأضاف 

4


                
" لا تحزني، أعلم أن ما ممرت به ليس سهلا لكن كل شيء سيكون أفضل من الآن، لن أسمح بشعرة بالمساس بك"

24


أمسك بيدها وراح يربت عليهما 

5


" لن أسمح لوالدك بالإقتراب منك فأنت حلالي الآن، ومن يود أذيتك عليه الوقوف أمامي أولا لأنني سأكون ملاكك الحارس " 

26


وضع يده على قلبه، باسطا ذراعه الأيمن على صدره 

6


"زوجك رهن أوامرك سيدة كلوديا، اعتبريني حارسك الشخصي" 

31


مسد على شعرها بتأني يرمقها بهيام 

5


" تقاسيم وجهك خلقت لتكون ترانيم سعادة "

19


انحنى لمستواها يلاعب خدها، وأكمل 

10


"ابتسمي ودعي روحي تهلهل عشقا بك، سبحان من خلقك " 

24


رغم كل النظرات المهيمة بها التي كان يرمقها بها، لكنها لم تتزحزح ساكنة وتبادله ولو القليل، كانت باردة، غير راضية

28


كان الغريق وكانت سبب غرقه، اليد التي تنمعت على أن تمد له، كلماته التي حطت على طبق الهوى لم تؤثر بها بشيئ، تنتظر وقت ابتعاده عنها، لذا زيفت ردودها بابتسامة واهنة وابتعدت عنه متجهة لرجل يبدو في الأربعين من العمر، ضخم البنية أبيض البشرة، تميز بحدقتيه الرماديتين وشعره الأسود الملطخ بالأبيض من الأمام 

12


"عمي" 

4


قالت بصوت حزين حينما ارتمت في حضنه 

3


ربت على ظهرها وابتسمت عيناه 

1


"سيكون كل شيئ بخير، انسي ما حصل هذا الأسبوع" 

3


بقيت على حالها لم تتحرك لذا أردف 

1


" لا تقلقي، جوناثان لن يستطيع فعل شيئ "

8


خرجت من حضنه ورمقته بخيبة 

1


"دعه يفعل ما يريده، تزوجت الآن وأصبحت حرة منه، هذا كافي لا أريده في حياتي" 

7


أحنت رأسها أرضا وقالت بصوت خافت ممتن

3


"شكرا لما فعلته ولأنك أخذت مكانه اليوم" 

1


"أنت ابنة أخي، كان علي ذلك لا أستطيع تركك لوحدك، حتى وإن كنت أنا رافضا زواجك هذا أيضا" 

15


رفعت ناظرها نحوه،  فهز رأسه نافيا 

2


"أعلم، يبدو أنه يحبك حقا، ولكن كيف لإبنة أكبر مبشر للمسيح والطائفة الكاثولينية، أن تتزوج بإبن أكبر داعية للإسلام في نيويورك" 

32



        

          

                
وضع يديه على كلى كتفها وانحنى ناحيتها 

1


"إنه شيئ غريب، لم يقبل أحد بزواجك، لا والدك ولا أبونا في الكنيسة، ستكون حياتك صعبة معه" 

10


ترنحت من حلقها ضحكة ساخرة قادتها للاستهزاء بحالتها 

1


"أبونا؟، ذلك الحقير لا يستحق أن يكون قسا بالكنيسة، كل ما حدث بسببه" 

9


اغرورقت عيناها دموعا ظلت حبيسة أجفانها وأضافت 

1


"هل كانت حياتي سهلة معه؟ كوني متدينة مسيحية وكونه مبشرا لا يسمح له بالتصرف بحياتي، منذ ولادتي وحتى بلغت الثالث والعشرين قضيت نصفها في التعبد في الكنيسة، لم يسمح لي بالسفر ولا التصرف كالفاتيات بعمري" 

18


أكملت تلوح بيدها غضبا وشرارات السخط تنوح من عينيها 

1


" كنت أبعد أي شخص يقترب مني، لم أستطع أن أحب أحدا، فقط لأنني كنت أخاف نظراته ونظرات أعضاء الكنيسة لي، جل ما فعلته هو الذهاب للدراسة والعودة للكنيسة ثم المنزل " 

9


سمحت لهتان من الدموع بالسقوط على خط وجنتيها

+


" وعندما أردت اكمال حياتي والعمل في الوظيفة التي أحب، تصدا لي وأراد تزوجي من شخص بعمره، فقط لأنه مبشر مثله " 

16


ابتعدت عنه قليلا والأسى يلفح روحها 

+


" يريد مني العيش كعبدة مثل ما عشت معه ولن أسمح بذلك، تليد كان الحل الوحيد لحريتي، وإن كان السيد جوناثان يريد نحري وتقديمي قربانا فليتفضل، ولكني لن أسمح له بتقييدي " 

15


ابتسم بغية تهدئتها، ربت على رأسها بحنية ودفن ناظره بخاصتها 

6


" لا تسمحي له بالتأثير بك، دينك المسيح، حافظي على معتقداتك " 

18


ابتسمت بجانبية ثم سألت بتشكيك

+


"ماذا همست في أذنه، رأيت كيف شعر بالخوف"

9


انكمشت منطقة ما بين حاجبيه وزيف ابتسامته 

+


"شيئ خاص بنا،لا تهتمي" 

6


هزت رأسها بتفهم ثم حركت ناظرها بين الحاضرين 

1


"أين زوجتك؟ بريجيت وماريو؟ " 

4


استقام وضم ذراعية، تحولت ملامحه للامبالاة ورد

1


"بعد يومين جلسة طلاقنا، وبريجيت علمت أنك لست موافقة على الزواج، وتعلمين كرهها لوالدك لذا تركتها بالمنزل " 

4



        
          

                
ثنت شفتيها حزنا، ذبلت ملامحها

2


"اشتقت لبريجيت حقا" 

2


أضافت مباشرة 

+


"لم أكن أحب زوجتك على كل حال، ولكن ماذا عن ماريو صغيري؟ من سيتكفل به؟" 

7


"قررت أخذه منها ، لكنه سيزورها يومين في الاسبوع، سنقرر ذلك في جلسة الطلاق، بما انه طلاق بالتراضي اظن ان كل شيي سيمر بخير" 

+


رفع ناظره بعفوية، ليلمح تلك الواقفة بجانب تليد، سمراء البشرة بنية المقلتين، شبيهة أخيها، يبدو كتوؤمين، كانت ترتدي الأبيض من ححابها، خمارها إلى تلك القفازات في يديها 

21


"من تلك! " 

3


الفتت هي الأخرى ورمتها بنظرات جانبية غير مبالية 

2


"توأم تليد، اسمها حور" 

19


بعد مدة اتجهت لعائلة زوجها لتبادل التهاني، وقفت بجانب تليد وابتسمت بحياء 

1


اقتربت رقية أم تليد منها وكانت عجوز بان عليها الكبر ولكن بياض بشرتها والأخضر اللامع في حدقيتيها جعلها تبدو فاتنة، ثم قالت وهي تمسك بذقنها بسعادة 

10


"بسم الله ماشاء الله، زوجة ابني ملاك" 

7


ذبلت أجفانها وزيفت ابتسامتها، اغرورقت عيناها دموعا، ربما كونها لم ترى حنان ولا مجاملة الأم يوما

7


منذ صغرها وبعد وفاة أمها عاشت لوحدها مع خادمات المنزل، كون والدها منشغلا عنها دائما 

7


"شكرا" 

+


أحست بيد تضم ذراعها فالتفتت ناحيتها 

+


كانت حور وهي تقربها منها 

+


"تعالي لأريك غرفتك، بينما ينتهي أخي من توديع ضيوفه" 

6


كان المنزل فاخرا يتميز بتصميم معماري كلاسيكي مهيب يشبه القصور،  مع تفاصيل بارزة كالنوافذ الكبيرة والأعمدة المقوسة، يتكون من طابقين ويتضمن شرفة واسعة مفتوحة على حديقة خضراء مترامية الأطراف تحيط بها الأشجار، توسط باحة المنزل، مسبح كبير محاط بكراسي استرخاء فاخرة، وأحواض زهور منتظمة ومصممة بعناية، بجوار ه توجد مساحة مجهزة للجلوس وتناول الطعام في الهواء الطلق، وأخرى مغطاة توفر أجواءً خصوصية، حيث وقع اختيار مكان الزفاف، بأجواء رومانسية في جهة هادئة من الباحة لأنها رفضت الذهاب للمسجد، كما رفص هو دخول الكنيسة، أضيئت المنطقة بأضواء دافئة، كانت الطاولات مرتبة بعناية لتتناسب مع جمالية المكان، بينما أُحيطت المنطقة بديكورات طبيعية خضراء 

15



        
          

                
رمت كلوديا تليد بنظرات جانبية وعندما اقتربت حور من المدخل سمعت صوتا بجانيها 

1


"اعتني بها"

+


كان صليبا الذي يحدق بهما منذ مدة، رمته بنظرات جانبية ثم أحنت رأسها أرضا وأكملت طريقها للداخل، كان واسعا شبه القصور، يتوسطه درج كبير يأخذك للأعلى، أما الطابق السفلي يحتوي على منطقة شاسعة جدرانها من زجاج تطل على الحديقه، يزينها أرائك باللون الرمادي الفاتح، وباقات ورد منتشرة بكل زاوية.

6


" هذا منزلك الجديد، مرحبا بك في عائلتنا" 

7


صعدت السلالم المؤدية للأعلى، ثم دخلت غرفة أقل ما يقال عنها أحد غرف الملكات بطريقة عصرية،  تطل من بعيد على منظر بحري ساحر، أثاثها متناغم بألوان هادئة، حيث يتناسب اللون البيج مع درجات الأبيض والكريمي، مما يضفي طابعًا دافئًا ومريحًا على المكان، حركت بصرها صوب  السرير المغطى بغطاء ثقيل ذو ملمس حريري، تحيطه وسائد بألوان ترابية ، في مقدمة السرير، توجد مقاعد خشبية منحنية بشكل جذاب، مما أضفى لمسة عصرية على الغرفة

12


أما بالنسبة للجدران كانت مزينة بنسيج فني يتناسب مع الأجواء الهادئة للغرفة، بينما يمتد السجاد الفاخر بلونه الفاتح على الأرضية الخشبية 

2


"هذه غرفتك. استحمي وارتاحي، ان احتجت لشيئ أخبريني، سيأتي أخي بعد قليل" 

8


الجملة الأخيرة جعلت من قلبها يرتعد داخل قفصه، لم تحسب حساب لهذه النقطة، كان همها الوحيد خداعه للزواج منها وحلا وحيدا لحريتها من أبيها 

9


ثاني أغنى رجل في نيويورك، وصاحب أشهر شركة إعلام وقع في حبها، فكيف لا تستغل فرصة قدمت لها من ذهب، استغلت هيامه بها وابتغائها زوجة لها لصالحها، خطأه الوحيد أنه كان مسلما ابن داعية عدو أبيها 

21


اكتفت بهزة رأس خفيفة، ثم تنهدت براحة عندما خرجت حور وأغلقت الباب حولها 

+


راحت تتجول بناظرها عبرة الغرفة وتتصفح كل زاوية فيها 

1


اتجهت مباشرة إلى الشرفة التي صممت بواجهة زجاجية كبيرة تفتح على منظر البحر بعيد الافق، حيث ملأت الشرفة بأرائك بيضاء ومريحة لتأمل الأفق الهادئ ومياه البحر من بعيد. 

2


أطالت التحديق بالأفق وراحت تخيم بتفكيرها 

+


" هل قمت بشيي خاطئ؟ أنا فقد أريد حريتي وهو الحل الوحيد " 

10


"سيكون زواج لأشهر، فقط لينساني أبي، وأربح القليل من المال من عملي وأسافر بعيدا ولن يسمع عني أحد" 

17



        
          

                
تطايرت خصرتها شعرها عندما لفح تضاريحها نسمات باردة، أغمضت عيناها وراحت ترسم خططا لحياتها 

+


دخلت بعد مدة ليست بطويلة، نزعت الطرحة من على رأسها ثم رمتها بإهمال على السرير 

+


توجهت للحمام ثم خرجت بعد مدة، جلست على الكرسي تصفف شعرها بينما تحدق بالمرآة 

+


وضعته عند الإنتهاء لتخرج عدسات لاصقة ذو اللون الرمادي الداكن، لحظتها دخل تليد بوقار والفرحة استعمرت تباريح ثغره 

9


بكل خطوة كان يخطوها نحوها كانت دقات قلبها تزداد بوتيرة متسارعة 

4


حملت العدسات بيد مرتعشة، وحينما ابتغت وضعها شعرت بذقنه يحط على كتفها، وهذا ما جعل من جسدها ينتفض 

3


شعر برجفتها لكنه ظن أنها متوترة، حدق بها عبر المرآة، ودفن بندقيتيه بطيف خاصتها

1


"لا داعي لوضع العدسات، فقلبي وقع ضحية لأطيافك منذ النظرة الأولى" 

31


لاعب خدها بأصابعه وراح يتفحص ملامحها

+


"كوني لي دافئة كشمس الصباح، ومريحة كضوء القمر في ليلة هادئة" 

20


التزمت الصمت وبقت متصنمة في مكانها بلا حراك، وبينما هو يتغزل بها، كانت هي تشعر بالقرف من حالتها 

12


" أعلم أنك متعبة، يمكننا ترك الأمر للغد عندما ترتاحين "

11


لاعب خصلات شعرها الرمادي ببطئ وأضاف 

+


" سأكون لك الخلاص إن كنت لي الحياة "

14


عندما انتهى من كلامه أراد ان يطبع قبلة على خدها، لكنها وقفت بسرعة مبتعدة عنه، وسعت من أجفانها وثار قلقها 

4


أشارت له بسباتها المرتجفة وقالت بصوت مرتعد 

+


"سأكون لك الموت إن لمستني " 

26


وسع حدقتيه صدمة، ثم رفع حاجبيه استنكارا، قبل أيام كانت بخير ماذا حدث لها الآن، لم يجبرها على الزواج به فقد وافقت بمحض اراداتها، تساؤلات عشوائية حطت بعقله، غير مستوعب ما يجري أمامه 

7


"ما بك؟" 

3


اقترب منها بخطوة لتبتعد بخطوات وتصرخ

+


"فقط لا تقترب مني؟" 

+


بسط كلتى يديه أمامها وقال محاولا تهدئتها 

+


"حسنا، لن أقترب، فقط أخبريني ما بك! " 

6


"لا أريد منك لمسي" 

+



        
          

                
" لن أفعل،  سأفعل عندما ترتاحين "

+


"لا تلمسني أبدا" 

8


"لكنني زوجك، قلت أنك رأيتني الزوج المناسب، ماذا حدث الآن كلو؟" 

7


حركت رأسها رفضا بحركة سريعة، انكمشت تعابير وجهها، ثم رمته بنظرات تهديدية

1


"اسمي كلوديا لا تناديني كلو، ونعم رأيتك الزوج المناسب الذي سيخلصني من سجن أبي، لكنني لم ولن أحبك، هي فقط أشهر ولن أبقى هنا، أرجوك لا تقترب مني" 

14


أرخيت عضلاته تصحبها أجفانه، وسع مقلتيه دهشة للصدمات المتتالية التي حطت على قلبه وحتى عقله، أحبها من النظرة الأولى ونيته كانت اتخاذها زوجة له رغم اختلاف الأديان، لكن ما تصرح به الآن أمامه لا الدين ولا العقل يتقبله 

16


"آسفة، أعلم أنه خطئي، كان علي إخبارك منذ البداية لكنني لم أستطع، اجبرت على هذا كان سيزوجي بشيخ بعمره، وأتيت أنت وقتها" 

6


كان ينصت لها دون أن يتفوه بحرف، مرت عليه جميع اللحظات بجانبها رغم أنها كانت قليلة 

4


" كنت الحل الوحيد بالنسبة لي، كنت أعرف أنه بمكانتك ومكانة أبيك ستستطيع تخليصي من أبي "

3


"هي فقط أشهر، سأكسب المال من عملي وأسافر وينتهي كل شيئ" 

11


أرجع خصلات شعره الطويل للخلف، عاد من صدمته ليدرك ما تقوله، زج على أسنانه يحاول تمالك غضبه ثم صرخ 

+


"أظنك قرأت  الكثير من الروايات سيدة كلوديا، فأنا رئيسك في الشركة، الحل الأنسب هو 
طلب المال مني، لماذا أوصلتني لهذا الحد، لماذا جعلتني أؤمن أنك تبادلني الحب؟" 

24


صرخ بصوت أعلى يخرج كل خيبات الأمل التي زرعتها بروحه 

+


"أنا وقفت ضد والدي فقط لأنالك حلالا رغم اختلاف الأديان، فعلت كل شيئ لآخذك من والدك لماذا فعلت بي هذا؟ لماذا؟" 

21


أحنت رأسها أرضا، تعلم جيدا أنها ظلمته معها بقرارها ذاك، لكنها رأته الحل الوحيد والأنسب 

+


" آسفة، حقا آسفة، تحملي لبضع أشهر فقط،ولنتطلق بعدها "

9


تلك الكلمة لم تكن سهلة بالنسبة به، أطال التحديق بها بنظرات واهنة مترنحة من الخيبة، وراح شريط ذكرياته من أول لقاء بينهما إلى يوم الزفاف يمر أمامه 

+


لم تكن هي أقل منه، في لحظة واحدة مرت عليها جميع الأحداث منذ أول لقاء بينهما حتى وقوفها امامها الآن 

+


Flach back

3


قبل أشهر 

+


شركة فيوجن ميديا /fusion media/

+



        
          

                
في أحد تلك المكاتب وسط كومة الأوراق المتراكمة فوق المكتب، يرمي بجسده على الكرسي،طغى عليه الاسود من سرواله الكلاسيكي،إلى سترته ذات الأزرار، ينظر للملف الذي بحوزته بتمعن، بليد الملامح، حاد الطباع، أغمض عينيه سامحا لعقله بالإستراحة قليلا، نهض فجأة راميا الملف لتتناثر الأوراق على سطح المكتب 

5


"إنها شركتي، وأفعل ما يحلو لي، ما دخلهم إن كنت أستخدم رجالا في الإعلانات أو لا، هى يجب نشر متبرجات في جميع أنحاء نيويورك لكي أنشهر أكثر" 

6


حمل ورقة وراح يحدق بها 

+


" عملت بجهد منذ كان عمري ثلاثة وعشرون حتى الثاني والثلاثون فقط لأصل لما أنا عليه الآن بطريقة حلال، لن أسمح لهم بهدم ما بنيته بسهولة "

10


همس تحت أنفاسه المثقلة 

+


"لا حول ولا قوة إلا بالله" 

+


صرخ مناديا الموظف

+


" يوسف"

2


دخل يوسف مسرعا، ووقف بوقار ينتظر التعليمات 

+


مد تليد الملف له وقال ببرود

+


"ارفضه" 

+


"لكنها صفقة مربحة...." 

1


رمقه بنظرات تهديدية وقال 

+


" الله هو الرزاق، لن أهدم ما بنيته في الحلال من أجل ربح دنوي زائل "

9


أمسك يوسف الملف ثم أضاف

+


"جائت الصحفية الجديدة لكنها.." 

6


"لكن ماذا؟" 

+


"ليست مسلمة أيضا" 

+


تنهد بعدم رضى، وسأل 

1


"كم ملسما ومسلمة في الشركة، وكم غيرهم؟" 

+


حمل يوسف هاتفه وراح يقلب فيه 

+


"أكثر من ألف مسلم ومسلمة، أما نسبة قليلة ملحدة، يهودية بوذية ومسيحية" 

2


نهض من مكانه ووضع كلتى يديه في جيوب سرواله 

+


"لا بأس كنت أود إعمار الشركة بالمسلمين الذين لم يجدو فرصة للعمل هنا، لكن وجود غيرهم غير ضار، فقط احرص على أن يحترمو قوانين الشركة" 

7


أضاف حينما اقترب من الجدار الزجاجي يحدق بالسيارات المارة خارجا بذهن شاغل 

+


"أرسل ملف الفتاة معها" 

+


بعد مدة ولجت المكتب بثبات بعد دق الباب والسماح لها بالدخول، يسمع صدى خطواتها كلما رمت بحذائها ذو الكعب العالي ليلامس سطح الأرض، كانت ترتدي جاكيتًا واسعًا باللون الأبيض، مما يضفي لمسة من الرقي والعصرية، مع قميص أبيض بسيط أدخلته في بنطلون بيج واسع بقصة مريحة وخصر عال،  أكملت إطلالتها بحزام أسود،  الألوان الهادئة والتصميم الفضفاض يجمعان بين الكلاسيكية واللمسة العصرية، ما جعلها مناسبة لمقابلة عمل. 

2



        
          

                
قدمت له الملف، ليأخذه دون النظر إليها حتى، لم يعطها انتباه وبالأحرى كان يغض بصره

8


قال بصوت بارد 

+


" اجلسي "

+


ثنت شفتيه وعقدت حاجبيها نفورا، ظنا منها أنه رئيس متكبر لم يعطي موظفته انتباها 

1


حرك ناظره بين حروف الملف لمدة ثم نطق

+


"جيد" 

+


رفع ناظره بعفوية بغية إكمال حديثه، لكنه توقع عندما لمح أطياف مقلتيها وتصنم دون حركة، ورغم أنها كانت ترتدي نظارات دائرية، لكن تمييز حدقتيها كان بارزا

13


قال بصوت متقطع خافت 

2


"سيدة كلوديا" 

+


أحنى رأسه أرضا بحركة سعيدة وراح يتمتم بكلمات لم تفهمها 

7


"أستغفر الله، أستغفر الله" 

3


وقع الملف بسرعة، وقال كلماته بإندفاع ينتظر لحظة خروجها من المكتب 

+


" أظنك تعلمين القوانين، لا ملابس كاشفة، يوجد مطعم خاص بالشركة ممنوع أكل لحم الخنزير وبعض الوجبات، لا تلامس بين الجنسين، ولا كلمات غير لائقة، سنرسل لك التفاصيل برسالة، يمكنك الذهاب الآن "

11


حملت حقيبتها واستقامت بحركة سريعة، رمته باشمئزاز وراحت تحدق به بينما هو غير متبه لها 

10


أرادت التعليق على تصرفاته لكنها امتنعت، ربما لأنها وظيفة أحلامها ولن تجد فرصة كهذه مجددا، قبولها في شركة مشهورة كان الحلم لها، ورغم أن والدها يملك مالا لا بأس به، ولكن أحلامها أسمى من ذلك 

+


"متى أبدأ، سيد هارتبيور" 

2


"غدا " 

+


خرجت وعندما سمع صوت غلق الباب رفع رأسه وتنهد براحة ثم همس 

+


"عيناها" 

15


أطال التحديق بالباب بذهنة شاغل، ورغم أنه لمحهما ثانية فقط لكنه قال 

+


"فتنة،ما شاء الله" 

12


هز رأسه نفيا وراه يكرر

+


"أستغفر الله، لا حول ولا قوة إلا يالله" 

5


أكمل هو عمله وبعد مدة خرج من الشركة ليصعد في سيارته، كانت لامبرغيني آخر الإصدارات، توجه مباشرة للمسجد، حيث كان والده أباد يلقي محاضرته التي تندرج تحت عنوان «عقائد وفرق»

7


كان أباد رجل دين يتسم بأخلاقه السامية، محبوب لدى المسلمين وحى بعض الكفار الذين لا يهتمون باختلاف الاديان، ذو وجه بشوش منير، ييلغ من العمر ستون سنة، كرس حياته لنشره وتعليمه للناس، لدرجة أغلب مسلمي نيويورك وما جوارها اعتنقو الاسلام بفضل الله وفضله، ولد في عائلة غنية ذات نفوذ ، ورث شركاته عن أبيه وساعدته مكانته بأن ينشهر كرجل دين في أمريكا 

6



        
          

                
جلس تليد ينصت بين الجموع بينما الجميع يتبادلون الأسئلة حول اختلاف الأديان، أهم الفروقات،مختلف العقائد 

+


انتهت المحاضرة بعد مدة، أقبل نحو والده 

+


"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " 

+


القى التحية لضيوف والده ثم جلس بجانبه ، مسد اباد لحيته البيضاء وسأل بحماس، بينما يضرب ظهر تليد بخفه

+


"هل كنت تسمع للمحاضرة؟" 

+


"منذ البداية" 

+


أفصح عن ضحكة رجولية عالية، وقال بثقة عندما أزاح بصره للرجال من حوله

+


" أعرفكم بإبني، هارتبيور تليد، سيكون بينكم يوما ما بعدي إن شاء الله، إنه جيد في إلقاء المحاضرات أيضا، وحتى تلاوة القرآن "

4


"ما شاء الله، حفظه الله لك" 

+


اقترب تليد منه أكثر وهمس في أذنيه 

+


" زوجتك رقية والتي تكون والدتي قامت بتهديدنا، ان لم نذهب للعشاء معا الليلة في المنزل، لن ندخله بعد ذلك أبدا " 

17


ترنحت ضحكة رجولية من حلقه معربة عن كبر عمره 

+


"كان لدي عشاء مع رجال دين ودعاة آخرين، لكن سأعتذر لهم وآتي" 

7


*
*
*

+


ولجت كلوديا الكنيسة، كانت الكراسي متلاسقة مرتبة بشكل متناسق، وسطها طريق للعبور للأمام

3


حملت قداحة ثم أشعلت شمعة بيضاء كبيرة الحجم

+


كانت الكنيسة فارغة، وهذا ما سمح لها الجلوس بالصفوف الأولى

+


أحنت رأسها وضمت يديها ثم رفعت ناظرها للأعلى 

+


"يا رب أشكرك على كل النعم التي اغدقتها لي، سمعت صلواني وحققت أحلامي، أطلب منك ان تمنحي الحكمة والقوة لأكمل طريقي" 

+


أكملت صلاتها المسيحية بطلب الشفاعة من مريم العذراء ثم انتهت برسم اشارة الصليب على جسدها

11


بقيت على حالها في لحظة من التأمل،ليقطع القس وهو يقترب ناحيتها 

+


قال بصوت هادئ وابتسامة جانبية 

+


" يبدو أنك كنتِ في لحظة تأمل عميقة."

+


ابتسمت بخفت وهزت رأسها موافقة 

+


"نعم، أبونا، كنت أشكر الله على وظيفة جديدة حلمت بها طويلًا"

+


"الحمد لله، نعمة عظيمة أن تتحقق أحلامنا، الرب يعمل دائمًا في حياتنا بطرق لا ندركها، كيف تشعرين الآن بعد الصلاة؟"

2



        
          

                
تنهدت براحة حينما أزاحت رأسها للصليب 

+


" بالسلام "

1


"جيد، استمري في شكر الله في كل خطوة، إذا احتجتِ لأي إرشاد أو دعم، الكنيسة هنا لكِ."

+


"أقدر ذلك كثيرًا أبونا، شكرًا لك."

+


مدت له ظرفا من المال 

+


"هذا للكنيسة" 

1


ربت على رأسها بتأني 

+


"باركك الرب يا ابنتي" 

+


اعتاد عليها وعلى مجيئها المستمر للكنيسة، كان الشخص الوحيد الذي تحدثه عن حياتها ومخططتها، فهي تعرف جيدا أن مكانته لا تسمح له بإفشاء ما يقوله له الآخرون 

1


أوصلها سائقها الخاص، وبالأحرى الحارس الذي وضعه لها والدها للمنزل،كان كبيرا، ورغم كبره كان موحشا، فارغ الروح والأجساد، جل ما تسمعه هو صدى كعبها العالي وهي تتقدم للداخل 

3


"كلو" 

1


فجأة سمعت صوت طفل صغير يبدو في العاشرة من العمر ينايدها من فوق، بينما ينزل من السلالم مسرعا 

+


"كلو، بجعتي انظري ماذا اشريت لك من إفريقيا الجنوبية" 

4


كان يحمل علبة صغيرة بيده، وعندما خطى آخر خطواته كاد أن يسقط أرضا، لذا أقبلت ناحيته ليرتمي في حضنها 

+


"تمهل" 

+


طبعت قبلات مختلفة على سائر وجهه 

+


"اشتقت إليك يا وغري " 

2


رد بطفولية متذمرا 

+


"كنت صغير البجع خاصتك، ماهذا الاسم الجديد!" 

+


أفصحت عن ضحكة خافتة، ولاعبت خديه بأناملها

+


"اسم صغير البجع وغر، إذن أنت وغري" 

8


"حسنا" 

+


قال بينما يفتح العلبة، كان محتواها عبارد عن قلادة فضية تتوسطها شكل بجعة بداخلها ماسة زرقاء

+


"اشرتيها لك، بالمال الذي كنت أخبئه " 

11


لمعت مقلتيها سعادة بينما تحدق يها بإمتنان، قبلته قبلات متتالية على خده وردت

+


"جميلة جدا، شكرا لك" 

+


حملتها ثم أشارت له بأن يلبسها إياها، ففعل هو ذلك 

+


لحظتها سمعت خطوات تقترب ناحيتها، لذا استقامت بثبات، كان عمها وبجانبه امرأة في الأربعين من العمر، طويلة القامة ذات شعر أسود طويل، تميزت بعيونها الحادة ولون بشرتها الداكن، تبدو من أصول إفريقية 

+



        
          

                
"ماريو، هيا سنذهب" 

+


اختبأ خلف كلوديا، ونظر إليها بأجفان ذابلة ثم قال بصوت خافت 

+


"لكن بجعتي وصلت الآن، اشتقت لها" 

+


"هل تجادل أوامر أمك؟" 

6


قالت محذرة إياه بنظرات مظلمة ثم أضافت بنبرة ساخرة

+


"كما أن كلوديا اعتادت البقاء لوحدها، لا نريد ازعاجها" 

5


تجاهلت كلوديا كلماتها وحدقت بعمها بحب، ثم قالت بحماس والابتسامة تزين ثغرها 

+


"عمي متى عدتم من إفريقيا؟ وأين بريجيت؟ " 

+


"البارحة، ماريو اشتاق إليك وأراد أن يزورك، بريجيت تعلمين كرهها لعمها أبت أن تاتي، قالت ستزورك في وقت اخر" 

5


أخرجت ماريو من خلفها ليقف أمامه محني الرأس بحزن، انحنت لمستواه وقالت تصر على أسنانه 

+


"وأنا اشتقت لهذا الشقي" 

+


علمت ان أمه سترفض إن طلبت منه البقاء وستقوم يتوبيخه، لذا قالت لتريحه

+


"سيذهب وغري لمنزله اليوم، وغدا بعد العمل سآخذ لمدينة الالعاب" 

+


قفز بحماس ثم صفق وصرخ 

+


"مرحى" 

+


"مبارك العمل" 

+


قال صليبا ليقاطعهم صوت خشن من خلفهم، التفت الجميع نحوه، رجل ذو هيبة يرتدي الأسود يزين صدره  قلادة صليب ذو حجم كبير، ملامحه صارمة تزينه لحية سوداء طويلة 

8


"لماذا العمل وأي شيئ تطلبينه يصل إليك" 

2


رمته بنظرات جانبيه ليضيف وهو يصعد للأعلى غير مهتم بأحد

1


"ستعملين حتى أجد لك رجلا مناسبا للزواج" 

3


صرخت بصوت دوى في أرجاء المنزل الفارغ، احمرت وجنتاه ثم صرت على أسنانها غضبا

+


"لا يمكنك اجباري على الزواج وأنا لا أريد" 

+


عاكس بين ذراعية واضعا إياهما خلف ظهره،  ظهر التفت نحوها بوقار، ثم على برأسه بشموخ، ورماه بنظرات تهديدية محذرا

+


" ابنة عاقة هل هكذا علمتك، هل كنت أرسلك للكنيسة لكي ترفضي أوامري، ألم تتعلمي أن اكرام الأب والأم هو خامس مرتبة في الوصايا العشر المسيحية "

6


أرادت الحديث لكنه قاطعها 

+


"سأبحث لك عن زوج مناسب وانتهى الأمر، تحملتك ثلاثة وعشرون سنة وهذا كافي، لدي أمور أخرى ألتهي بها غيرك" 

9



        
          

                
نبست أبيسينيا ساخرة بينما تحدق بكلوديا 

+


"من سيقبل بها على كل حال، غريبة أطوار تخلت عنها أمها، ووالدها رجل دين مخيف" 

10


سمعها صليبا فشد ذراعها بقوة يرميها بنظرات حادة، ماجعلها تصمت، أما كلوديا صرخت غاضبة على والدها 

3


"لم يطلب منك أحد تحملي" 

+


"لولا عمك..." 

+


قاطعه صليبا بغضب لدرجة انتفض جسدها من مكانه 

+


"جوناثان هذا يكفي" 

+


"بسببك أصبحت تتمرد علي، أخبرها أن تلزم حدودها وترضخ لأوامر والدها أو تعلم ماذا سيحدث" 

+


اقترب منه وهمس في أذنه 

+


" ربيتها رغم أنها حقيرة كأمها فقط بسبب تحذيراتك السخيفة، ولست مجبورا على تحملها أكثر " 

5


صر صليبا على أسنانه ونبس بينما يرميه بنظرات تهديدية 

+


"لا تنسى أنها ابنتك سيد جوناثان" 

+


"الإبنة التي لم أرغب بها" 

14


" كلوديا ليس لها دخل بأخطائك، من يخطئ يتحمل النتيجة "

5


ابتعد عنه ثم اقترب ناحيتها بهدوء، ربت على شعرها بتأني وقال 

+


"دعيه يتكلم، لن أسمح له باجبارك على شيئ" 

6


*
*
*

+


منزل هارتبيور 

2


22.00 

+


على طاولة العشاء 

+


حيث كان كل من أباد، تليد، رقية، حور، يتناولون العشاء في صمت، قاطعهم صوت تلك الطفلة الصغيرة التي تجلس بجانب حور 

+


"نصفي، أريد الذهاب لمدينة الألعاب، هل يمكنك أخذي أمي رفضت ذلك" 

5


ربتت حور على رأسها بتأني وقالت بهدوء 

+


"لم أرفض بنيتي أنا مشغولة، وخالك أيضا" 

4


"لا بأس سآخذ مدللتي، غدا بعد العمل" 

4


رد تليد وهو يبتسم لها بطفولية  

+


"الحمد لله" 

+


قالت رقية عند انتهائها من الأكل، التفت لتليد ثم أضافت مباشرة دون مقدمات 

+


"ألا تريد أن تتزوج، أريد أن أرى أحفادي" 

1


كان يحمل كأس ماء وحين سمع كلامها مرره بحلقه بصعوبة لدرجة سمع صوت بلعه للماء 

7



        
          

                
نمت على فاهه ابتسامة مسقيمة وأشار للطفلة 

+


"أبرار، حفيدتك أيضا، إنها ابنة ابنتك" 

7


"أريد رؤية أبنائك أيضا، صرت بثاني والثلاثون من العمر ولديك كل شيئ، متى تنوي الزواج" 

4


"لم أجد الفتاة المناسبة بعد" 

4


"لكن...." 

+


قاطعها عندما حمل حبة تفاح واتجه ليقبل جبينها 

1


" لدي عمل، شكرا على الأكل، أعلم أنك من أددته وليس الخادمات " 

2


اليوم التالي 

+


في المصعد يقف تليد بشموخ منتظرا تحركه، وعندما كان الباب في صدد الإغلاق، منعته كلوديا وهي تدخل 

+


"آسفة" 

+


قالت بهدوء بينما تتقدم بخطوات للداخل، لكنه وبحركة سريعة خرج من المصعد، متجنبا الخلوة بينهما، رمقته بنظرات متعجبة بينما تحدق به بغير رضى، وما كادت ترد حتى أغلق باب المصعد

2


" هل لديه فوبيا من الفتيات!  ، سحقا، هل راني ساحرة أيضا؟ "

12


بسبب شعرها الرمادي التي كسبته منذ صغرها، وعيناها المختلفين، وذلك النمش الذي يزين ملامحها، جعلت كل من يقترب منها ينفر، ملقبين إياها بالساحرة، لذا كانت انطوائية لا تقترب من أحد. 

8


"ملك الجليد، حقير مثلهم"  

7


مر اليوم عاديا، حضر تليد اجتماعا على الساعة العاشرة ثم عاد لمكتبه، مشغول في تنظيم مشاريعه وغيرها 

1


أما كلوديا فأول يوم لها في عملها كان مملا، جل ما فعلته هو الجلوس في مكتبها وسط بعض الفتيات، تنظم بعض الأوراق وتدقق بعض المقابلات، بالإضافة إلى سماع أمثلة عن مقابلة صحفيين لأشخاص مهمين وغيرها من الأعمال البسيطة

+


دقت الساعة الخامسة مساءا، وبعد الانتهاء من العمل، زارت منزل عمها صليبا لأخذ ماريو كما وعدته 

+


وصلو بعد مدة لمدينة الألعاب التي كانت تعج بالناس، امسكت بيده وراحا يتجولان 

5


امتدت مساحات واسعة تنبض بالحركة والحيوية، حيث تلتف الألعاب وتتأرجح في كل اتجاه، تصحبها أصوات الضحك والصيحات الزوار

1


في ركنٍ بعيد، يقبع عالم الأحلام للأطفال، حيث تنتشر شخصياتهم المحبوبة كأنها خرجت من قصص خيالية تعانق الواقع،  وعلى أطرافها، تتعالى أصوات الباعة، يبيعون حلوى قطنية ومشروبات كالفواكه، يجتمع الناس من مختلف الأعمار، تنظر في وجوههم فترى الذكريات والأماني الصغيرة تنعكس، وكأن كل لعبة تحكي قصة، وكل زائر يصنع حكاية جديدة. 

6



        
          

                
أشار ماريو للعبة السيارات وصرخ بحماس 

+


"بجعتي، أريد الركوب في لعبة السيارة، اركبي معي" 

+


جرها خلفه بينما يسرع نحو اللعبة. 

+


بدأت اللعبة، بعدما اختارت سيارة باللون الأخضر، ركبت هي وجلس هو أمامها، كان يضع يده على المقود وهي تقود 

+


فجأة اصطدمت بسيارة أخرى حمراء، وسمعت صوتا بدا مألوفا 

+


"تجعلينني أقوم بأشياء كبرت عليها يا مدللتي"

15


رفع رأسه بعفوية لتلتقي بندقيتيه بأطياف خاصتها مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت تضع حدقات اصطناعية باللون الأزرق، كأحد لون مقلتيها

1


"سيدة كلوديا" 

+


"ملك الجليد" 

9


قالا بصوت خافت لم يستطع كلاهما سماعه، لحظتها قاطعها صوت الصغيران وهما يصرخان 

+


"أنتَ أيها المزعج" 

7


قالت أبرار ليصرخ الآخر بوجهها أيضا 

+


"ماذا تفعل بقرة المراعي هنا" 

16


"هل تعرفها؟" 

+


"هل تعرفينه؟" 

+


سألا كلوديا وتليد في نفس الوقت 

+


"ابنك يزعجني" 

5


"ابنتك تزعجني" 

+


ردا ماريو وأبرار في الوقت ذاته 

1


همسا بكلمات غير مسموعة، وراحت هي تحدق به وهو يتحاشى النظر لها  بينها يحدق بماريو 

+


"هي متزوجة؟ " 

8


"هو نتزوج؟" 

6


توقفت  اللعبة حينها، ليخرج كلاهمها دون إضافة كلمة واحدة 

+


اتجه تليد وأبرار لعلبة رمي السهام، حيث سألها 

+


"من ذلك فتى ولماذا لم تخبريني أنه يزعجك؟" 

+


" إنه ينافسني على المركز الاول في الرياضيات وهذا مزعج " 

10


حملها بذراع واحدة وراح بتمشى وهي في حضنه 

+


"اجتهدي أكثر اذن، وخالك سيساعدك، كنت الأول في دفعتي"  

1


"هل تلك أمه؟" 

+


"يبدو كذلك، ففي أغلب الأحيان تحضره هي أو والده للمدرسة" 

1


ابتسم بجانبية وكأن جوابها لم يعجبه، صمتت قليلا تعود بذاكرتها وأكملت 

6



        
          

                
"أظنك أنكما التقيتما في مجلس الأولياء، عندما حضرتَ في مكان أمي لأنها كانت مشغولة"

2


على بحاجبيه نافيا 

+


"لا أتذكر" 

+


قال يغير الموضوع 

+


"سندخلك لمدرسة قرآنية بما أنك في عطلة ما رأيك؟"

1


"متحمسة، أريد أن أصبح مثل جدي"

1


أما كلوديا هي الأخرى اتجهت وماريو للعبة القطار حيث سألته أيضا

+


"لماذا ناديتها ببقرة المراعي يا مشاغب!" 

3


"تلك الطفلة تزعجني، دائما ما تنافسني على المركز الأول في جميع المواد" 

1


أمسكته من يده وابتسمت بجانبية 

+


"إذن ادرس باجتهاد أكثر، ستساعدك بجعتك في ذلك، كنت الأولى في مدرستي"  

5


صمتت لثانية وأضافت 

+


"هل ذلك والدها؟" 

+


"على ما أظن، حضر معها مجلس الأولياء، ربما التقيت به، فقد حضرت مكانا والدي لأنهما كان مسافرين" 

5


رفعت حاجبيها نفيا 

+


"لا أتذكر"  

+


أشار لها بالإقتراب منه، انحنت لمستاواه ليهمس في أذنها

+


"بجعتي؟" 

+


رفع ناظرها ناحيتها، أطال التحديق بها بنظرات بريئة وسأل 

+


"لماذا تضعين العدسات، هل لأمي تناديك بساحرة دائما" 

+


انحنت لمستواه ولاعبت وجنتيه 

+


"لا لأنهما جميلتين، وأخشى أن أوقع الجميع في حبي"  

18


Flach back end

+


رأيكم بالأحداث الأولية وتوقعاتكم؟ 

15


شخصية تليد وكلوديا؟  

15


أسماء مميزة  هل أعجعبتكم؟ 

12


لا أسمح بأخذ الألقاب (هارتبيور، هيمسيتيد)  لأنها من تصميمي 

4


هل يا ترى سيتقبل تليد الفكرة؟  وهل سيسامحها؟  

12


في شخصيات أخرى، وراح تكون الهم قصة، بس راح يكونو أبطال ثانويين، والأبطال الأساسيين هم كلوديا وتليد. 🤍 

5


للعلم. Flach back. لم ينتهي بعد، وسيكون في الفصل القادم أيضا، ومشان لا تتلخبطو، رواية طبعا ما راح يكون كلها هيك، فقط فصلين الأولين لأنو حبيت وضح كيف  تزوجو وكيف كان لقائهم 

7


ملاحظة أخرى، ما بحب سوء ظن، لهيك خلوني أشرح، زواجهم ماراح يكون زواج مصلحة، لأنو هذا شيئ محرم في دين الإسلام، بس راح س
يكون زواج مختلف، فقط لا تتسرعو راح تفهمو مع تطور الأحداث. 

6


بما أمو تفاعل ناقص كتير، ولساتني عدل في. Forbidden hearts., لهيك الفصل لي بعدو ماراح ينزل حتى تتحقق هي الشروط 

3


عدد النجمات يكون قريب من عدد المشاهدات  ، يعمي فوق النصف 

+


التعليقات توصل لألف تعليق وما فوق، لا اقبل بالحروف والملصقات وغيرها يعني يكون تعليق الو معنى 

1


ماراح قلكم زيدو مشاهدات رواية، لانو هذا راح يكون من مجهودي، بس بدي. Forbidden hearts. تصل للمليون قبل ما احذفها مرة تانية، لانو في احتمال تنحذف، وهي قربت تصل، لحتى تصل للمليون، وتحققو هي شروط بحط الفصل قادم

13


اذا وصلتو forbidden hearts  للمليون، راح اتنازل على الشروط الأخرى

1


لا تبخلو علي بتحقيق الشروط  ، كي لا أبخل عليكم بالتحديث 

1


إلى اللقاء إلى الفصل القادم 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close