اخر الروايات

رواية سلوان الفجر الفصل الثاني 2

رواية سلوان الفجر الفصل الثاني 2



                                    

وهبتك قلبي فخنتِ العهد، كنت لك الفلاح فزرعت بروحي خيبات لا تنسى

13


أردت بك خيرا، فلماذا كل هذه الجراح؟ 

7


___________________________________

+


" هل الطلاق شيئ بسيط بالنسبة لك؟  لماذا أنا؟ هناك آلاف الشباب مثلي، كانو سيقبلون عقد صفقة زواج معك، لماذا استغليتي حبي لك؟ "

19


دبجت خيبته على تضاريح وجهه، كان يلومها كلاما وملامحا، سقيع الغضب اكتفى منه، صراخه كان عالي والحمد لله أن الجدران كانت عازلة 

6


" ابنة مبشر مسيحي يعرف بصرامته، ذات الشعر الأبيض وعيون السحرة، ما كان أحد سيقبل بذلك، أنت من عرضت علي الزواج، وكنت يائسة لحظتها لذا رأيتك الحل الأنسب "

9


حدت من نظراتها وراحت تخاطبه وكأنها تلوم نفسها

+


"تعترفين أنك استغليتي وقوعي لك؟ حب مسلم لمسيحية لم يكن بالشيئ السهل لي سيدة كلوديا، كنت أجاهد نفسي وأنا أظنك متزوجة، زاد حبي لك وأردتك حلالا عندما أيقنت أنه كان سوء فهم" 

13


كان يصرخ لدرجة انقطاع نفسه، وظهور تلك العروق الخضراء المنتفخة بعنقه ، الخيبة التي زرعتها به لم تكن سهلة، هو يلوم نفسه، يلوم قلبه الذي أحب مسيحية، ليكتشف أنها جعلت من ذلك الزواج مسخرة لمصالحها الشخصية

8


" لأكتشف بعدها أنك ابنة أكبر مبشر مسيحي معادي لنا، سيد كلوديا هيمستيد ابنة عدو الإسلام جوناثان هيمسيتيد، ورغم ذلك حاربت الجميع، حتى عائلتي فقط لأنالك، لأنك وافقت، ولأني رأيت فيك الاختلاف، وفي الأخير كان كل شيئ مزيفا "

11


رفع يده مشيرا لها بينما يقترب ببطئ، رغم أنه كان باردا لا يغضب بسرعة، ولكن ما فعلته بقلبه جعلته يثور،  أما هي تعلم خطأها، لذا اكتفت بالإنصات إليه، بينما تباريح ثغرها تنتحب ذعرا منه. 

5


"أنا لم أشكك حتى قليلا،أنك  ستخدعينني رغم علمي بأن والدك يريد تزويجك بآخر غصبا، ظننت أنك تحبينني حقا وكان كل شيئ كذب" 

9


Flach back 

6


مرت ثلاث أشهر منذ آخر لقاء، امتنع عن التفكير بها نظرا لسوء الفهم الذي جرى بينهما، لكن عيناها لم تفارق ذهنه، ألهذا شرع الإسلام غض البصر! يستغفر ليل نهار، يجهد الليالي فقط لأن قلبه نبض لفتاة مسيحية،مرات تعد على الإصبع، ظنا منه أنه يعصي ربه، وأن ما يقوم به شيئ غير جائز، وهو كذلك، رغم محاولاته لغض البصر لكن تلك نظرة العفوية تسببت في خراب داخله، وتخمينه أنها متزوجة زاد الطيب بلة. 

6


وفي الأخير  استطاع التخلص من وساويس الشيطان، والعودة لطبيعته، رغم أنه مديرها لكن لقائتهما كانت شبه معدومة، نظرا لأنها صحفية متدربة، كان جل عملها مع زميلاتها الأعلى منه منصبا 

1
         
أما هي، لم تعطي الأمر أهمية، لا بل لم تتذكر أن لها مديرا اسمه تليد، جل مرادها هو التفوق في عملها، وهذا ما كانت تسعى إليه، إنطوائية لا تتحدث مع أحد، وهو لاحظ ذلك بها أيضا، في الشهر الأول كان 
أغلب وقتها الجلوس في المكتب، وبعد ذلك أصبحت تذهب على أساس مساعدة لاجراء مقابلات صحفية،روحها كانت تحلق عاليا في السماء، حلم الصغر تحقق رغم الانجاز الصغير

5


إلا في ذلك اليوم، حيث عادت مطأطأة الرأس مقوسة الفاه، صامتة رغم توبيخات الفتاة بجانبها 

+


"تركتك لثانية فقط، وأفسدت كل شيئ، ماذا دهاك"

2


بقيت على حالها متصنمة في مكانها دون النطق بحرف،لتصرخ الأخرى 

+


"تكلمي،لماذا صفعته وأفسدت المقابلة، لاتقولي أنه بسبب لمس يدك فقط؟ لماذا كل هذه الحساسية،إنها لمسة فقط، لست متزوجة حتى "

8


"ليست متزوجة!" 

10


رفعت رأسها ببطئ عندما سمعت همسا رجوليا من خلفها،التفت الجميع نحوه إلا هي 

1


"ماذا حدث؟"

+


قالت الفتاة بينما ترمقها بنظرات جانبية غاضبة 

+


"قامت بصفع ابن نابليون،صاحب أول شركة للعقارات في أمريكا، وأفسدت المقابلة"  

3


"ماذا فعل؟" 

2


ردت الفتاة 

+


"لا شيئ، كانت مقابلته ستكون الأولى في المجلة وكنا سنربح الكثير"  

3


اقترب أكثر تحت أنظار الجميع، كان يغض بصره واضعا كلتى يديه في جيب سرواله 

3


"لم أسألك أنت، كلوديا ماذا فعل؟ ولماذا صفعته؟" 

8


شدت على طرف فستانها الابيض الطويل، أحنت رأسها أرضا، وانكمشت معالم وجهها ممتنعة عن الحديث 

1


"سيدة كلوديا أنا لا أوبخك هنا، فقط أريد معرفة ما حدث" 

4


سمحت لقطرات من الدموع بالإنسياب على وجنتيها لكنها طأطأت رأسها أكثر كي لا يلاحظوا ذلك، حاولت كبت غصتها وأجابت بكلمات متقطعة 

1


"أراد..... التحرش.. بي، وعندما منعته نعتي بالساحرة، لذا صفعته، كانت ردة فعل غير ارادية أنا آسف" 

18


قال مباشرة دون تشكيك بكلماتها حتى 

+


"هو من عليه أن يتأسف، وسيفعل" 

10


صفق بيده وأشار للجميع 

+


" سيكون ابن نابليون في الصفحة الأولى تحت عنوان «متحرش في بلد آمن » 

19



        

          

                
أشار للفتاة آمرا

+


"ستذكرين التفاصيل دون ذكر اسمها"  

3


أشار لرجل آخر 

+


" لديه أعمال غير قانونية أخرى، كانت له قضية تحرش أيضا ستبحثون عنها هذا عملكم " 

4


صفق مرة أخرى محركا بصره بين الجميع

+


"أريد الخبر صباح الغد"  

2


تقدم للأمام متجه لمكتب، لكن توقف بجانبها وقال بيننا ينظر للأمام 

+


"آسفون سيدة كلوديا، أطلبي تعويضا ان أردت، وسنلبي طلباتك" 

3


ولج لمكتبه، جلس بين أكوام الأوراق يفكر بروية، ثم همس بغير وعي 

+


"ليست متزوجة إذن"  

13


هز رأسه نافيا، وكأنه يجبر أفكاره على الصمت

+


"لماذا أشعر أنها المرأة المنتظرة، هل وقع سيد تليد الذي لا يزحزح شيئ بحب مسيحية؟" 

10


كان يحاور نفسه وكأنه يتحدث مع شخص آخر، ارتكز على الكرسي وأكمل

+


"وماذا في ذلك في الأخير تبقى انسانا، لن تكمل حياتك كلما بدون حب، مسيحية صحيح لكنها مختلفة"

12


راح يرتب الملفات بذهن شاغل،بينما يحدق بهم بعمق 

+


"يقذف الله بذرة الحب لتنمو داخل قلب من يريد"

3


رمى ثقله على كرسي يحدق بالسقف،وراح يسأل نفسه 

+


" إذن سيد تليد هل ستتقدم لها؛ " 

14


تحرك بالكرسي لطرف المكتب حيث قابل الحاسوب 

+


" هل ستقبل بمسلم؟ ماذا ان تزوجتها ثم أجرب أن أريها جمال الاسلام، ربما ستصبح مسلمة يوما ما! "

7


قاطع حديث نفسه، موظف وهو يطرق الباب 

+


سمح له بالدخول ثم التفت اليه 

+


" دانيال، ماذا هناك؟ "

2


"جئت لاقترح عليك خبرا سيعزز مكانتك ومكانة الشركة " 

1


اومأ رأسه مهمهما بتفهم 

+


" سمعت أنك بنيت ميتما لإيواء المتشردين من جميع الفئات الشهر الفائت، وساعدت بعض العائلات المسلمة في هذا الأسبوع،  ما رأيك بإيذاع هذا الخبر، سيكون معززا لمكانتك ومكانة الشركة  "

3


عدل جلسته، ثم نفى برأسه، ورد بهدوء رافضا 

+


"أفعل ذلك لوجه الله، وكي تكون صدقة جارية من بعد موتي، لا من أجل تعزيز مكانتي، هذا اسمه رياء ولا يجوز، لذا لا أسمح بخبر كهذا" 

14



        
          

                
اومأ الآخر رأسه بتفهم، وعندما أراد الذهاب خاطبه 

+


"وأيضا، لا أدري من أين سمعت، لكن لا تخبر أحدا بذلك"  

3


" حسنا سيدي"

+


"أخبر سيدة كلوديا  أن لها عطلة مدفوعة الأجر ليومين، من أجل راحتها النفسية، وان كانت تريد اكثر فلها ذلك"  

6


بعد يوم 

+


دخل فتى يبدو في العشرينات من العمر، طويل، نحيف البنية، يتمايل هنا وهناك يبدو عليه السكر، وهو يصرخ 

3


" أين المدير، أين تلك الحقيرة كل شيئ بسببها "

2


وقفت فتاة كانت ترتدي الأسود وهي ترتجف 

1


"ابن نابليون؟" 

2


صرخ بصوت مرتفع دوى في الأرجاء 

+


"كنت معها، كلش شيئ بسببها أين هي"  

1


حرك ناظره بين الجميع، وبشعرها ذاك استطاعت لفت انتباهه بينهم، لذا أقبل ناحيتها ورغم قلقها الشديد إلا أنها راحت تحدق به بنظرات حادة 

1


"أيتها الساحرة" 

15


رفع يده بغية صفعها،لكنه شعر بيد تمنعه، حرك ناظره نحو المصدر، ليجد تليد يقف أمامه بوقار، خالي المشاعر، تضاريحه كالجليد 

8


"تصرخ، سكير، وتريد ضرب موظفة، وفي شركتي؟" 

7


أظلمت نظراته،  ثم دفعه بعيدا عندما رمى ذراعه بإهمال ووقف حائلا بينهما 

4


" كلامك معي، فأنا من نشرت الخبر لا دخل لها بذلك"

3


ضحك ساخرا بخفت، كان يبدو عليه السكر، فوقف بلا ثبات مشيرا له بسبابته 

2


"بسببك صرت حديثا في ألسنة الجميع، بسبب موظفة لا قيمة لها تريد اللعب بمستقبلك"  

3


أفصح تليد عن ضحكة عالية يرميه بنظرات تهديدية

+


"عليك شكري أصبحت مشهورا أكثر بفضلي، لو كان القانون قانونا  يرفض التعامل برشاوي، لكنت في السجن الآن" 

1


اقترب منه أكثر بخطوات واثقة 

+


"وأيضا الموظفة انسان أيضا، لا أسمح لك بالإستخفاف بها، أنت لا تنكر ما فعلته حتى" 

2


عاد للخلف يتمايل، كان مخمورا لكنه واعي لما يحدث حوله 

+


"لماذا أنكر، نعم تحرشت بها، لأنها مجرد فتاة رخيصة، لا أدري لما ساحرة مثلها تمنعت عني، والكثير يرتمي لحضني" 

9



        
          

                
شد تليد قبضته يحاول التحكم بنفسه، لكن كلماته عنها أثارت أغضبه أكثر، أقبل ناحيته يشد ياقة قميصه بقوة، بينما يزج على أسنانها راميا جمرات غضبه عليه  

3


"كلمة واحدة أخرى عنها وستصبح طريح المستشفى لأشهر" 

8


أفلته ثم صفق بينما يحرك ناظره بين الجميع 

1


"خبر آخر سيحرق نيونيورك وأمريكا، ابن النابليون يقتحم شركة الاعلام  fusion media ويعترف انه قام بالتحرش بالفتاة، خذوا فيديو كاميرا المراقبة واستخديموه كدليل على المنصة الالكترونية الخاصة بالشركة، وأيضا سنضيف خبرا آخر....." 

5


اقترب منه مبتسما بسخرية، وهمس دون ان يسمعه أحد 

+


"لدي دليل على احتيالك على أصحاب العقارات، حتى الشهود جاهزون للاعتراف، لا تنسى أن الصحافة تعلمك أن تكون محققا أيضا" 

12


وسع أجفانه على اثر ما سمعه، بلع ريقه لتتضح حركة تفاحة آدم وهي تتحرك بعنقه، تصنم في مكانه غير قادر على الرد 

2


ظنا من تليد أنه لم يصدقه فتح هاتفه ووضعه أمام ناظره ثم عاد ليهمس 

+


"كل أعمالك غير القانونية يا ابن النابليون، بكلمة مني ستهدم ما بناه والدك في دقائق"  

3


أرجع هاتفه ووضع كلتى يديه في جيبه، بينما يبتعد عنه بخطوات 

+


"السيد نابليون سيعتذر من السيدة كلوديا" 

1


رجل يرضخ له الجميع، سيعتذر من موظفة! هذا ما كان بأفواه الجميع، حيث أزاح الكل ناظرهم ناحيته منتظرين ما سيقوله بذهول 

2


رمقه بنظرة تهديدية غير قادر على رفض ما قاله، فنهايته على يد تليد 

+


قال بنبرة حادة دون أن يحدق بها حتى 

1


"آسف" 

+


حرك تليد رأسه رافضا مبتسما بإستفزاز

+


"الإعتذار ليس هكذا" 

2


اقترب منه أكثر وقال بصوت عالي 

+


" ستقول آسف سيدة كلوديا  فأنا متحرش حقير، وسكير أهوج، إعفي عن ما بدر مني"

22


أضاف مباشرة 

+


"وستتوقف عن الاعتذار حتى تقول لك أنها سامحتك"  

2


نظرت إليه بصدمة، لم تتوقع ذلك منه، عرف ببروده وصرامته في الشركة، المدير البارد، المتكبر الذي لا يهتم لأحد، كيف يفعل ذلك من أجل موظفة، ومسيرته على المحك 

9



        
          

                
اقترب الشاب منها وقال راجيا 

+


"آسف سيدة كلوديا  فأنا متحرش حقير، وسكير أهوج، إعفي عن ما بدر مني "

+


ابتعدت عنه وبما أن الجميع كان يحدق بها شعرت بالاحراج ولم تنطق بحرف، أحنت رأسها خجلا وهزت رأسها موافقة 

4


نظر هو الآخر لتليد وأكمل عندما رأى ملامحه غير راضية 

+


"أرجوك سامحيني" 

+


تقدم بغية لمسها فقط لتسامحه، لكن وقف تليد فجأة حائلا بينهما عندما دفعه للخلف 

5


"حسنا هذا يكفي" 

1


أضاف دون أن ينظر إليها 

+


"سامحته سيد كلوديا أم لا؟  تريدين تعويضا منه؟" 

+


سمع صوتها الخافت من خلفه 

+


"سامحته ولا أريد تعويضا، فقط أخبره ان يذهب ويتوقف كل شيئ"  

4


"حسنا سامحتك، يمكنك الذهاب" 

+


ذهب الآخر مباشرة ليتلف تليد لكلوريا ويقول بينما يتجه بمكتبه 

+


"كلوديا أريدك بمكتبي" 

3


دخل هو لتدخل هي خلفه بعد مدة، كانت جدران المكتب زجاجية تباح للجميع رؤيتهم دون سماع كلامهم، وكانت هذه رغبة تليد لكي يتجب الخلوة فهو يعلم جيدا أن في عمله سيحدث شيئ كهذا عاجلا أم آجلا 

11


جلس على الكرسي ثم أخرج ملفا، وضعه أمامها وقال 

1


"ماهذا" 

+


حملت الملف لتقرأه، كان  خط يدها ويبدو أنها كانت تدون بعض الأفكار بها 

2


"كيف وجدته، لقد رميته!؟" 

+


كنت مارا فاستقطبني بسلة المهملات، لماذا رميته؟ "

2


احنت رأسها تتحاشى النظر ناحيته وقالت بتوتر 

+


"كانت فكرة عشوائية فقط" 

+


"هل يمكنك شرح لي هذه الفكرة العشوائية وكيف أتتك لأنها أعجبتني" 

5


ابتسمت بخفت، حركت رأسها موافقة، ثم جلست لتبدأ الشرح بحماس 

5


" كنت أخمن أننا في عصر الهواتف، لذا أغلب الناس لم تعد تشتري الجرائد الورقية وتقرئها، لذا أتتني فكرة  التطبيق الصحفي، يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى لكل مستخدم، ويستخدم الواقع المعزز لتحويل تجربة قراءة الأخبار إلى تجربة تفاعلية مبتكر "

3



        
          

                
همهم بصوت رجولي معجبا بالفكرة ثم سأل

+


"كيف يعمل؟ "

+


"الذكاء الاصطناعي (AI) لتخصيص المحتوى، أي يبدأ بجمع البيانات عن تفضيلات المستخدم بناءً على الأخبار التي يقرأها والموضوعات التي يهتم بها، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه البيانات وتقديم الأخبار بطريقة مخصصة، بحيث يحصل كل مستخدم على الأخبار التي تهمه فقط" 

7


بلعت ريقها نظرا أنها قالت الكلام باندفاع، أما هو كان هو يحني رأسه ينصت لها بتركيز 

1


"الواقع المعزز (AR) لتحويل المحتوى إلى تجربة تفاعلية يعني مجرد أن يفتح المستخدم المقالات المخصصة له، يمكنه استخدام ميزة الواقع المعزز لمزيد من التفاعل مع المحتوى مثلا عند قراءة مقال عن كارثة طبيعية، يمكن للواقع المعزز عرض خريطة تفاعلية للمناطق المتضررة مباشرة على شاشة الجهاز." 

7


" وأيضا يمكن للمستخدم إحياء مقاطع فيديو، مقابلات، أو رسوم متحركة تظهر كجزء من المقالات عند مسح المقال بالكاميرا"

1


"ماهو الهدف من هذا التطبيق؟" 

1


"يهدف إلى تحويل تجربة قراءة الأخبار من تجربة تقليدية إلى تجربة تفاعلية، تعتمد على أحدث التقنيات لتقديم محتوى مخصص، جذاب، وتفاعلي. يساعد هذا التطبيق المستخدمين على فهم الأخبار بشكل أعمق والتفاعل معها بطرق غير تقليدية" 

+


"كم من الوقت يلزمك لتحقيق هذه الفكرة، إن وفرت لك الامكانيات، ومبرمجين جديرين بالثقة؟" 

3


لم تكن تتوقع ذلك، أطالت التحديق به بغير تصديق، وعندما لاحظ صمتها رفع بصره ناحيتها بعفوية، كانت تخفي اختلاف لون حدقتيها بعدسات ذو اللون الأزرق.

3


"سيدة كلوديا!" 

+


استيقظت من سهوتهت على صوته وقالت بغير وعي

+


"لا" 

2


عقد حاجبيه بغير فهم لكنه لن ينطق بحرف لذا اكملت 

+


"اقصد يمكن أن يستغرق  ست أشهر" 

+


"حسنا سأوفر لك ما تريدين هذه الأيام، حظا موفقا" 

3


نهضت بسرعة وقالت بامتنان 

+


"شكرا لك"  

+


مرت الأيام، وتوالت الأشهر، تنمو بذرة الحب بقلب تليد شييا فشيئا، بثري فؤادا قاحلا بهوى زاره دون إدراك، وانحنى عقله تحت وطأة عيناها، يفكر بها بكل ثانية عاجزا عن تمالك دقات قلبه، كلما لمحها رغم محاولاته الكثبرة لغض بصره، ورغم أنها منذ ذلك اليوم وهي ترتدي عدسات مخفية اختلاف لون مقلتيها الجذاب، رأى اختلافها، ولاحظ تصرفاتها المميزة عن الآخرين، وهذا ما زاد تعلقه بها. 

10



        
          

                
أما هي اكتفت بالتركيز على مشروعها، تحلق سعادة بتحقيق أول خطواتها نحو حلمها، لم يكن يهمها شيئ غير عملها، انطوائية كلماتها معدودة على الأصابع، وهاهي ترتدي طقما كلاسيكيا  تضع حقيبتها الخاصة، وبينما تنزل السلالم قاطعها صوت والدها وهو جالس مع رجل يبدو بنفس عمره، ضخم البنية حاد الأجفان، ذو لحية طويلة سوداء 

3


"تعالي رحبي بالسيد لويد" 

3


رمقته بنظرة جانبية وعندما لاحظت تهديداته ونبرته الصارمة، رضخت لطلبه ووقفت أمامهما، ثم قالت بصوت خافت

+


"مرحبا عمي"  

2


أفصح الآخر عن ضحكة خافتة وأزاح ناظره نحو جوناثان الذي بدوره قال 

2


"ليس عمك انه زوجك المستقبلي" 

14


عادت بخطوات للخلف اثر الكلمات التي وصلت لمسامعها، فكيف لشخص بعمر والدها أن يكون زوجها، وسعت أجفانها صدمة وراحت تحرك بصرها بينهما بغير تصديق

4


لم تستطع الرد بسبب خوفها من والدها ونظراته الحادة التي يرميها بها

+


"يبدو أنك لم تخبرها من قبل" 

1


قال لويد بينما يرميها بنظرات خبيثة، أطال التحديق بها يحرك ناظرها بجسدها ليجيبه جوناثان

2


"ابنتي تفعل اي شيئ أريده، هي فقط مصدومة" 

4


"كانت ذاهبة للعمل صحيح!، دعنا لا نأخرها، ولنتفق انا وأنت على الزفاف" 

5


أشار لها جوناثان بالذهاب، شدت حزام حقيبتها تحاول كبت آهات روحها، منذ صغرها وهو يتحكم بحياتها وبلغ مراده بتدميرها، اغرورقت عيناها دموعا ظلت حبيسة أجفانها، وانحنت بينما تبتعد عنهما متوجهة لمكانها الآمن وهو عملها 

4


مكتب تليد 

+


وقف يمشي ذهابا وإيابا بذهن شاغل، يطرق أصابعه قلقا 

+


"يمكنك فعلها، تريد أن تخطو خطوة في الحلال وهذا ليس بالأمر الصعب" 

5


رفع رأسه للأعلى بينما يفكر 

+


"هي جملة واحدة، فقط أخبرها أنك تريدها زوجة لك واسمع جوابها" 

5


خلل أنامله بخصلا شعره مرجعا إياه للخلف 

+


"ان وافقت سأكون سعيدا، ان لم توافق سأحترم قرارها" 

7


مسد على لحيته القصيرة وراح يحاور نفسه 

+


"لماذا أنت متوتر سيد تليد،!، حضرت منتديات كثيرة، واسباق صحوفية لا تحصى، ومتوتر لطلب يد فتاة؟" 

6



        
          

                
لحظتها قاطعته هي بينما تدق الباب، 
رفعت بصرها نحوه واستغربت لحالته تلك لكنها تجاهلت ذلك وقالت بنبرة باردة 

+


"آسفة، لكن هل يمكنك القاء نظرة" 

1


كانت تحمل الحاسوب بيدها لذا أشارت له بالإقتراب عندما جلست، هز رأسه بتفهم واتجه لمكتبه، وبعد حديث ليس بطويل وتبادل الآراء، نهضت لتذهب لكنه قاطعها 

+


"أريد قول شيئ لك، هل يمكنك الجلوس؟" 

2


ظنا منها انه يريد الحديث عن العمل، جلست بهدوء وأومأت لها رأسه بتفهم 

+


طاطأ رأسه يطرق على أصابه يبحث عن كلمات يبدأ بها الحديث 

+


"أنا.." 

2


قالها ثم صمت قليلا لذا سألت 

+


"أنت ماذا؟" 

1


"ربما سيبدو لك الأمر غريبا، لكنني أريدك زوجة لي على سنة الله ورسوله"  

13


عقلها لم يعد يستوعب نظرا للصدمات التي توالت عليها منذ الصباح، راحت تنظر اليه دون حراك غير مصدقة ما يقوله، وبعد ثواني من السكون وبينما  كانت بصدد الرد قاطعها 

2


"رأيت فيك الشخص المناسب، وأحببتك منذ أول نظرة، فكرت كثيرا قبل أن أقول لك هذا" 

4


صمت لثواني من التردد وأضاف

+


"أعلم أنك تفكرين كيف ستتزوجين شخصا لا تعرفين عنه شيئا ولم تواعيديه حتى، لكنني مسلم وهذا لا يجوز في ديننا، رغم ذلك أعدك  أن أكون لك الشخص المناسب الذي تريدينه، لن أجبرك على شيئ، وسأحترم دينك كما ستحترمين خاصتي... " 

1


قاطعته متعحبة من كلامه دون تصديق، فهي كانت تراه مديرها البارد الذي همه العمل فقط 

4


"سيد تليد!!..."  

+


" أعلم أنه أمر غريب بالنسبة لك، لكن لاتتسرعي، خذي وقتك حتى وان استلزم الأمر ان انتظرك لسنين "

5


احنت رأسها بينما تفكر، عادت بذاكرتها لما حدث صباحا، وقعت بين نارين إما ان تقبل به وتستغل طلبه لصالحها، أما أن ترضخ لأوامر أبيها وتتزوج بشخص بعمر أبيها 

6


مرت دقائق وهي على تلك الحالة تنهش أفكار عشوائية عقلها، ان رفضت الآن لن تجد فرصة اخرى للهروب من سجن والدها، لأنها وإن عادت للمنزل اليوم لن تخرج منه مجددا، كانت تبحر في محيط أفكارها بغية تقرير مصيرها لدقائق فقط 

1


"سيدة كلوديا!" 

+


همس بصوت خافت كي يوقضها من سهوتها، رفعت رأسها ناحية وقالت 

+



        
          

                
"موافقة" 

11


هذا ما كان ينتظره لكن ليس بهذه السرعة 

+


"ماذا!؟" 

3


لم تحمل روحها إلا الأسى، وفي وقت كانت الفتيات تحلق بطونهما بفراشات محببة في لحظة كهذه، كانت هي تحاول كبت شهقات روحها

1


اما هو كانت تنبثق من بندقيتيه مشاعر هوى عكسها هي التي لفح الجوى خاصتها 

+


"أنا موافقة، لأنني أحببتك أيضا ولم أستطع الاعتراف لأنك مديري في الشركة، ولأنك كنت تبدو لي شخصا صارما" 

26


ربما كانت كذبة بالنسبة لها، لكنها بثت الراحة لقلبه، ابتسم بملء شدقيه لتكمل هي

+


"  لكن والدي لن يوافق لأنك مسلم، علي إيجاد كذبة ليسمح لي بالزواج منك" 

5


ابتسم برضى وقال مطمئنا إياها 

+


"لا نريد أن نبدأ حياتنا بالكذب صحيح؟ سأخبره، حتى وإن رفض سأحاول اقناعه" 

15


أرادت أن تخبره من هي، ومن والدها ولكنها ترددت، واكتفت بهزة رأس، أشارت لمكتبها وقالت بنبرة متوترة 

1


"سأكمل عملي" 

+


هرولت لمكتبها بذهن شاغل بينما تهمس 

+


"سيساعدني عمي" 

+


انتهت هي من عملها، انجرفت خططها عن الطريق، وأصبحت تنتحب اسى على ما آلت إليه حياتها،سجن أبيها وزواج لا تريده،اختيار شخص عشوائي كان الخلاص بالنسبة لها، اختلطت الأمور وثقل كاهلها،رغم أنها منذ صغرها وهي محبوسة تحت جناحه، يحسب لها كل خطوة، ولكن بلغ السيل زبى، ووسل الحد لأقصاه 

+


توجهت للكنيسة مشغولة البال، شاغلة الذهن، جلست تحاكي القس وعن ما تبتغي فعله 

1


أما هو من فرط سعادته أكمل يومه والإبتسامة لم تفارق سماه، تليد الرئيس الصارم الذي تعتبر ضحكته من الأشياء النادرة أصبح يوزعها بلا أسباب 

1


من قال ان الحب يمكن أن يغير طباع الإنسان لدرجة أن تنحدر تصرفاته للاعادية، ويغني قلبه في صمت ليطبع مشاعره عميقة على تضاريحه 

3


في ليلة دافئة دون نجوم، سرح القمر في مرج السماء يتغمى بعظمة عرشه الفتان، حيث سكن الورى وسط مدينة حية لا تنام، لفحت رياح هادئة الأجواء ونشأت ترانيم جو مناسب للخلو بأفكار سكنت عقولا وأثقلت أرواحا 

1


لم يغفى جفن كلاهما الليلة، بضع كلمات ذو معنى واضح كانت سبب في حرمان العين من النوم، لكن بصدى مختلف على فؤاد مرهف أصابه الهوى، وآخر أكله الجوى 

2



        
          

                
بات هو يتخبط وسط دقات قلبه يحث أفكاره على رسم أحلام بجانبها، أقام ليله ودعى ربه أن ينير طريقه، أما هي فتحاول كبت شهقات ودموع لم تأبى التوقف، تنساب كوابل رسمت طريقا على وجنتيها لتصنع أخدودا على الوسادة 

1


بزغ الفجر لتهلهل الشمس بدفئها بعد مدة، رمت بأشعتها لتتخل عبر الستائر وتضيئ زوايا الغرف المظلمة 

1


ارتدت ملابسها ثم  نزلت من غرفتها، كانت مرتاحة بعض الشيئ ظنا منها أنها لن تلتقي والدها، ولكن صوته الذي دوى في المنزل عندما خطت أول خطواتها للخارج، جعلها تتصنم في مكانها، صرت على أسنانها غيظا وأحكمت قبضها على حزام حقيبتها 

1


" بعد أسبوع خطبتك، وستنسين هذه الخروجات، عملك هو خدمة زوجك" 

8


اغرورقت أجفانها دموعا ولكنها لم تلتفت نحوه لذا صرخ ببرود

+


"فهمت" 

1


قالت بصوت خافت استطاع سماعه 

+


"نعم" 

+


أكملت طريقها وهي تتوعد 

+


"سأهرب، لن اتزوح ذلك العجوز على جثتي" 

1


في نفس الوقت، خرج هو من منزله وركب سيارته متجه لعمله مباشرة 

+


"سيد تليد لديك سبق صحفي..." 

+


قاطعه السكرتير، ففرقع أصابعه ثم عاد أدراجه 

+


"كدت أن أنسى، لنذهب" 

+


في غرفة واسعة، حيث تتوزع الكراسي بترتيب منظم، يجلس فوقها مختلف الصحفيين، كان تليد وبعض الزملاء يتصدرون الجميع

+


بدأ السبق الصحفي بعد مدة، ليبدأ الصحفيين بأسئلتهم واحدا تلو الآخر 

+


"بما انكم أشهر شركة إعلام في نيويورك وأمريكا، هل تخبرني ما هدف إنشاء Fusion Media؟، رغم وجود شركات اعلامية كثيرة" 

+


   "هدفنا هو تقديم محتوى إعلامي مبتكر يعكس تنوع الثقافة والمجتمع، مع التركيز على تعزيز الحوار والمعلومات الدقيقة، بطريقة حديثة" 

+


"هناك منافسين كثر للشركة، فما هي القيم التي تميز شركة fusion media عن المنافسين" 

+


   "المنافسة بين الشركات هي روح العمل، ونحن نؤمن بالشفافية، النزاهة، والإبداع. نحن نعمل على بناء ثقة قوية مع جمهورنا عبر تقديم محتوى موثوق، وتغطية اعلامية واسعة" 

+


"ما خططكم المستقبلية للتوسع؟" 

+


"ستعلمون بها عندما تتحقق على أرض الواقع، فأنا أؤمن بالملموس، وطبعا لا يصرح المحارب عن خططه" 

2



        
          

                
"سيد تليد، جميعنا نعرف أنك رئيس معروف بأن صارم، جدي، وكثير العبوس، لكنك اليوم على عكس ذلك، أتغير شيئ في حياتك!؟" 

4


ابتسم بجانبية وحاول كبت ضحكته كي لا يفضح نفسه 

+


"في دين الإسلام قال الرسول صلى الله عليه وسلم  «الإبتسامة في وجه أخيك صدقة»  أنا اقوم بتوزيع الصدقات فقط"  

13


"على موضوع الدين، يعلم الجميع أن والدك هو أكبر داعية للإسلام في أمريكا ومعروف على نطاق واسع، كما له أعداء منهم أكبر مبشر للمسيحية في أمريكا جوناثان هيمستيد، سمعنا انه يحاول قمع دينكم، كيف ستواجهوه؟" 

3


على اثر ذلك اللقب غاض في أعماق أفكاره، تقدم لمكبر الصوت وسأل 

+


"هل لقبه هيمستيد؟" 

2


أومأ الصحفي برأسه موافقة، وتلك كانت صدمة بالنسبة به، نسجت شبكات الأسئلة في عقله، فهل يمكن ان تكون ابنته حقا وهي مجرد صدفة 

5


يعرفه جيدا، ويعرف أنه أكبر معادي للاسلام لكنه تناسى لقبه، او لم يكن يعطيه أهمية، ولكن الآن اختلف كل شيئ، وتعقدت كل خيوط المستقبل التي كان يرسمها 

+


اختفت ابتسامته ولفح البرود ملامحه، اتكأ على الكرسي وقال صوت جاد

+


"الله سبحانه وتعالى قد وضّح في كتابه الكريم في سورة الممتحنة: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، أي أن الإسلام يدعو إلى معاملة غير المسلمين الذين لا يظهرون عداءً أو قتالاً للدين بالبرّ والعدل، لكن عندما يعلن شخصٌ ما العداوة أو يعتدي على الإسلام، فإن الإسلام يدعونا إلى التعامل مع الموقف بحكمة وصبر، دون أن ننزل إلى مستوى الإساءة. الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه تعرّض للأذى والسب، لكنه كان يُقابل ذلك بالحلم والعفو، إلا إذا استُوجب الدفاع عن الدين والحق بطرق مسالمة وهذا ما نفعله" 

2


"هل تقول انكم لن تردو عليه؟" 

+


"الإسلام دين احترام وعدل، حتى مع من يختلفون معنا في العقيدة، لكن هذا لا يعني أننا نقبل الإساءة أو العداوة، بل نتعامل معها بما يقتضيه الموقف من ضبط للنفس وتبيين الحق بالتي هي أحسن. الله عز وجل يأمرنا أن نحاور بالحكمة والموعظة الحسنة، وأيضًا لا نعتدي، لأن الله لا يحب المعتدين، واجينانشر الإسلامبكرق صحيحة وهذا رد مناسب لكل معادي لنا"  

3


أراد الصحفي أن يسأل سؤالا آخر لكن منعه 

+


"نحن في سبق صحفي عن أمور الشركات والإعلام،  يرجى عدم إدخال مواضيع خارجية فهذا يعتبر قلة خبرة منك، ان كنت تريد تغذية فضولك،  يمكن حضور سبقات صحفية لوالدي، وشكرا"  

2



        
          

                
وقف بوقار وقال قبل أن يذهب مباشرة، تاركا خلفه جيشا صحفيا يحاول أخذ اجوبة أكثر، وأضواء الكامرات وصدى أصواتها يعلو في الغرفة

+


" يكفي لليوم، شكرا لكم " 

+


اتجه نحو الشركة مباشرة وقد ترسخ ذلك اللقب بذهنه

+


"كلوديا أريدك بمكتبي" 

2


قال ببرود دون أن يحدق بها حتى 

+


سارت خلفه تحت نظرات الموظفين، دخلت ودخلت أبصارهم معها، وبما أن الجدران زجاجية عازلة للصوت كانو يشاهدون دون سماع حديثهم

2


"اسمك الكامل كلوديا هيمستيد صحيح" 

+


هزت رأسها موافقة 

+


"ابنة الداعية جوناثان هيمستيد؟" 

+


كان سيعرف الموضوع عاجلا أم آجلا، لكنها لم تتوقع أنه سيعرفه بهذه السرعة، ابتسمت بخفت وردت 

+


"نعم" 

1


"هل تعلمين أنني ابن أكبر عدو لوالدك، الداعية للإسلام" 

+


"أعلم" 

+


"لماذا لم تخبريني" 

+


أفصحت عن ضحكة خافتة مترنحة من الأسى، وظنا منها أنه سيغير قراره بالزواج منها قالت 

2


" بسبب ذلك لم أستطع اخبارك عن مشاعري، لا داعي لإطالة الموضوع، أتفهم رفضك، وتغيير قرارك بالزواج، سأعود لعملي "

6


التفت ذاهبة، وحينما خطت خطوة للأمام توقفت عندما قال 

+


"من قال أنني غيرت رأيي؟، أردت أن أعرف أنك تعلمين من أنا" 

2


دون ان تلتفت نحو ردت 

+


"من لا يعرف" 

+


" والدك لن يوافق، سأضطر لخطفك منه " 

19


وسعت أجفانها وخفق قلبها بوتيرة سريعة، وماكادت تنطق حتى قاطعها 

2


"أمزح، لكن الزواج منك لن يكون سهلا، سنزيد الجهد  لأخذك إذن، لأنني أريدك زوجة لي، هل يوجد شخص من عائلتك يستيع اقناعه ومساعدتي ؟" 

8


"عمي، يمكن" 

+


" ما اسمه!؟" 

+


"صليبا هيمستيد" 

3


همهم موافقة، ثم وبعد ثواني من التردد رد، رغم أنها لم تلتفت نحوه، لأن تلك الدموع بمقلتيها ستفضحها 

1



        
          

                
" لست بالشخص الذي يحب بسرعة، ولكنني أحببتك، أريدك حلالا، وسأحارب الجميع لأنالك، كوني  السيف الذي أقوى به، وسأكون لك الفارس الذي لا يسمح بأذى أن يصيبك "

14


يقولون الحب أعمى، وهو كان معميا عن تصرفاتها ظنا منه أنه فتاة خجولة، وهذا ما أعجبه بها 

3


"لكني مسلم يرضى بقدر الله وقضائه أيضا،  فإن أراد الله أن نجتمع، سنجمع، وإن لم يرد"  

+


صمت قليلا وأضاف 

+


"سأدعوه وأجهد الليالي لكي لا تكوني لأحد غيري"  

8


التفت نحوه بثبات، فرأى القلق بين ثنايا طيف حدقتيها لكنه مغلوب على أمره وظنه خوف من رفض والدها 

1


" أستغفر الله إن كان اعترافي ذنبا، فأنت أعظم من أن تكوني سببا في ذنبي، أقول هذا فقط لكي تتأكدي  أن من أحببته رجل سيقدم لك العالم إن طلبت، الفوز بك لن يكون شيئا صعبا بالنسبة له " 

6


كلماته لم تضمر تلك النار التي لهفت قلبها، لترتسم على ملامحها تجاعيد كرب أكلت روحها، لذا واصل الحديث 

+


"كل صعب سهل من أجلك" 

5


ابتسمت بخفت مزيفة ما بداخلها، تريد اخباره أنها تستغله،  كلماته جعلت من ضميرها يحترق، ولكنها لثواني فكرت بأنانية وصمتت 

4


"آسف، أظن أننا أكثرنا الكلام، يمكنك العودة للعمل" 

1


رغم كل ما صرح به لم تتزحزح ساكنة، كلمات كانت ستزيد المحب حبا، لكنها زادتها سخطا، كان يراها الحياة وكانت تراه خلاصها فقط، الجمل التي أفصح عنها قلبه لم تصل حتى لمرافئ خاصتها، صدته بمنطقيتها ورفض عقلها الإستعاب 

8


انتهى من عمله شوقا لإخبار عائلته وإيجاد حل، لم يكن خائفا من رفضهم فهو يعلم جيدا أنه سيفعل أيا شيئ ليفعلوا، ففي الأخير هم عائلته وسعادته من سعادتهم 

+


ما كان عائقا له كيف يقنع والدها الذي يعتبرهم من ألد أعدائه، خبايا لا يعلمها غيرهم صنعت منهم أعداء منذ الأزل، غير اختلاف الأديان، بذرة كره كبرت في قلوب غلفها الجشع، الحسد والغيرة 

+


دخل منزله لكنه وجده فارغا، توجه للحديقة الخلفية حيث كانت عبارة عن مساحات خضراء كبيرة،  يتوسطها مسبح كبير تلف به الكراسي حيث كانت أبرار تسبح به وحور تراقبها. 

+


به طريق تأخذ لمكان ككوخ صغير حيث يجلس أباد ورقية يتبدلان أطراف الحديث

+


"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 

+


ألقى تليد السلام ورد عليه الجميع بعدها، رمى بقبلات عشوائية في الهواء لتصل لأبرار وتصرخ 

+



        
          

                
"نصفي، تقدم لتسبح معي" 

5


كان توأم أمها ونصفها ثاني، لذا اعتبرته هي أيضا كذلك،  تناديه بذلك الاسم أحيانا

+


أشار لها رافضا فلديه موضوع أهم 

+


"في المرة قادمة مدللتي"  

3


اتجه ناحية والديه وجلس بجانبهما، اكتفى بالتحديق بهما والابتسامة لا تغادر ثغره، يبحث في عقله عن ما يبدأ به

+


"يبدو أن أحدهما واقع في الحب!" 

5


"ييدو!" 

+


انتشله صوت أباد ورقية من غفلته، عقد حاجبيه وتجعدت ملامحه، أمال رأسه بزاوية يحاول استدراك ما قالاه لتضيف رقية 

+


" نحن جاهزين للذهاب لخطبتها، لتدخل حياتك الزوجية بشيئ حلال "

3


وسع أجفانه وترسخت خطوط التعجب من على تضاريحه، أيقرآن أفكاره، أم أن الحب أصبح شيئا بديهيا يعرف بدون أن يصرح به! 

+


"كيف عرفتما؟" 

+


ترنحت ضحكة ساخرة من أباد وكذلك رقية 

+


"الحب كالسحر، يغير طباع الإنسان، أنا أم وأحفظ تصرفات ابني، لم تكن هكذا قبل بضعة أشهر فقط" 

4


أضاف أباد 

+


"كنت انطوائيا وأصبحت تحب التجمعات ولكن ذهنه شاغل دائما، توزع الابتسامات أينما ذهبت"  

5


أكملت رقية مرة أخرى 

+


"كنت كثير الهدوء، قليل الكلام"  

+


أزاح بصرهما لبعضها وقالا بينما يرمينه بنظرات ساخرة

+


"جل حديثه، عن موظفته وانجازاتها، هل يمكن ان تكون هي؟" 

8


أحنى رأسه حرجا، نفض سرواله ثم حمحم وقال ببرود، وابتسامة جانبية تزين ثغره

+


"بما أنني مفضوح في جميع الأحوال، فنعم أريد التقدم لخطبتها ولكن.." 

5


"لكن ماذا؟" 

+


سأل أباد 

+


"إنها مسيحية" 

+


لتجيبه رقية. 

+


"وماذا في ذلك؟ الله يهدي من يشاء يمكن أن تكون السبب في انارتها للإسلام، لا تنسى أنني كنت مسيحية جاهلة وكان والدك سبب انارتي للطريق المستقيم بعد زواجنا" 

8


هز رأسه بتفهم وقال بتردد

+


"ولكن.." 

+



        
          

                
تنهدت رقية بنفاذ صبر 

+


"ولكن ماذا.." 

+


"إنها ابنة المبشر جوناثان هيمستيد" 

2


اثر سماع ذلك الإسم، استقام كلاهما بهلع، لمح شيئ من الخوف بمقلهما وأطالا التحديق به بغير تصديق. 

3


حرك تليد رأسه متذمرا، وقال بعدما تنهد بملل 

+


"عرفت أن هذا سيحدث" 

+


استقام هو الآخر ورغبة منه في الحديث قاطعه أباد

+


"استغفر ربك هل جننت؟" 

1


"أستغفر الله وأتوب إليه، لكن لم أفعل شيئا حرام، فقط أحببتها وأريد تحويل هذا الحب للحلال، الله بعظمته حلل هذا الزواج،  فهي مسيحية محصنة " 

+


"أعلم، سبحانه، وأنا لم أعارض، لكن تركت جميع النساء لتقع في حب ابنة جوناثان؟ هذا جنون بحد ذاته! هل عقله يشتغل؟" 

5


قالت رقية بصوت راجف 

+


"تليد ابني هل أعمى الحب عينيك؟ انه ابنة جوناثان، جوناثان هيمستيد" 

5


"نعم هي ابنة جوناثان هيمستيد، لكن لها اسم واسمها كلوديا هيمستيد، كونها ابنته لا يعني أنها مثله" 

+


"بعيدا على أنه أكبر أعداء الإسلام، معروف بجبروته وكرهه لنا، انت تعلم جيدا ما فعله في الماضي..." 

1


ابتغى اكمال حديثه لكنه صمت عندما لمح فاه رقي العابس لذا غير جملته بأخرى 

+


"هو مجرم ق..." 

18


لطمته رقية على كتفه مانعة اياها، لم يلاحظ تليد ذلك، أو أن غضبه منع عليه الاستعاب، لذا لم يسأل ما قصده بل اكمل 

+


"سأتزوح بإبنته ليس به،  لو لم أرى اختلافها عن والدها لما كنت واقفا أمامكم وأخبركم برغبة زواجي منها، لا يمكنكما تحميل الابناء خطأ الوالدين، ليس مثله أنا رأيت ذلك في تصرفاته، مسيحية صحيح لكن لا تمثله" 

2


لاحظ صمتهما فأكمل 

+


" لو كانت تكره الاسلام لما وافقت عندما أخبرتها عن رغبتي بالزواج منها، سأتخذها زوجة لي على سنة الله ورسوله سواء وافقتما أو لا "

3


اقترب منهما أكثر بوقار 

+


"لن يستطيع أحد منعي، إلا الله  وان أراد سبحانه لن يمنع زواجنا لو اجتمعت أمة على أن تفعل" 

2


لحظتها قاطعه أباد، أما رقية اكتفت بالتحديق به 

+


"دعك منا أذن، والدها؟ هل سيوافق إن علم بأنك ابني؟" 

+



        
          

                
"سأقنعه؟ سأحاول، سأمشي في طريق معبدة بالحمم ان كانت هي بآخره" 

3


"لك ذلك، ان استطعت اقناع والدها سنسمح بك بالزواج بها لكن بشرط" 

+


نطقت رقية بخفت غير موافقة على قوله 

+


"أباد لا يمكنك أنت تعلم أنني..." 

5


رمقها بنظرة تهديدية استطاع اسكاتها بها. وواصل حديثه 

+


"لا تواصل بيننا وبينه، لن نخطو منزله ولن يخطو منزلنا، سأقبل بإبنة عدوي فقط لأجل ابني، لكن حدودي لن يتعداه ذلك الشخص على جثتي" 

3


"حسنا" 

+


ابتعد عنه ولم يضف كلمة أخرى، رمت رقية بثقلها على الأريكة ممسكة بجبينها تجبر دموعها على عدم الانهمار 

+


"لماذا سمحت له، تعرف ذلك الشخص جيدا، مرت سنوات ولكن لن أستطيع رؤيته أمامي، والآن تقول ان ابني سيتزوج بإبنته؟" 

7


جلس جانبيها بهدوء، وربت على ظهرها 

+


"تعلمين ان تليد كان سيتزوجها حتى ولو رفضنا، لا تنوين خسارة ابنك صحيح؟ ابتعد عنا إيلياء بسبب عنادنا، لا نريد أن يبعتد تليد أيضا"  

12


كانت أطرافها ترتجف فكلامته لم تواسيها 

+


" أنا لم أكبر رقية، مازلت هنا لحمياتك حتى لو استلزم الأمر التضحية بحياتي، لن اسمح له بالتواصل معنا، واثق باختيارات تليد، قال انها مختلفة، وستكون كذلك، أنت تعرفينهم جيدا، ربما هي ليست مثلهم صحيح! الله خلق ونوع في خلقه رقية،ضعي ثقتك به  " 

9


اليوم التالي 

+


دخل الشركة مرتاح البال، ورغم الأفكار المثقلة بذهنه لكن أخذ القبول من والديه بث شيئا من الطمأنينة بروحه 

+


يمشي بوقار مطأطأ الرأس ينتظر فرصة إخبارها بأنه سيتقدم لوالدها اليوم 

+


ولج لمكتبه مباشرة ثم جلس وراح يحدق بالحائط لثواني مبتسم الفاه، هلهلت تفاصيله فرحا وعقد قلبه عزم تحويل حب عفيف لزواج شرعي يرضاه الله 

+


مرة برهة من الوقت، ربما من يراه يظن أنه منهمك بالعمل ولكن جوارحه كانت تنتنظر وقت تصريح قلبه بقرار خطبتها 

+


"يوسف"  

+


نادى السكرتير 

+


"نعم سيدي!" 

+


"نادي كلوديا لو سمحت" 

4


"لم تأتي اليوم" 

+



        
          

                
رفع رأسه ناحيته وعقد حاجبيه استغرابا ثم سأل 

+


"ما سبب!" 

+


حرك رأسه نافيا وأجابه

+


"لا أدري"

+


أشار له بالذهاب، ورغم الأفكار التي تخللت ذهنه لكنه تجاهل الأمر، فأي موظف سيغيب لأي أمر طارئ 

+


مر أسبوع على أول غياب لها، أسبوع كامل وهو ينتظر عودتها بفارغ الصبر دون جدوى، مرت ساعاته وهو يفكر بها وبحالتها لكنه لم يستطع التواصل معها، نفى كل ما فكرة إيجابيه كان يصبر قلبه بها وطفح كيله 

2


خرج صوب زميلتها وسأل ببرود 

+


"تعليم أين كلوديا؟"

+


رفعت رأسها ناحيته ونفت برأسها 

+


"لا أدري"

+


ماكاد يلتفت ذاهبا حتى قاطعه حديثها 

+


" لكن يقولون ان أحدهم رأى والدها يأخذها غصبا من باب الشركة، وكانت تصرخ لكن لم يتجرأ أحد على المساعدة، لأن والدها شخص معروف " 

+


وسع حدقيتيه اثر ماسمعه، تسارعت نبضات قلبه وراح ضميره يأنبه فكيف لم يعرف ما يحدث رغم مرور اسبوع 

+


اتجه لسركتيره وقال مباشرة 

+


"يوسف ابحث عن شخص اسمه صليبا هيمستيد، واتصل به أحتاج مقابلته الآن وفورا" 

+


فعل ذلك، وبعد ربع ساعة أخبره يوسف 

+


" قال أنه ينتظرك في مقهى سافيد الآن "

+


خرج دون سابق انذار ودون التفوه بكلمة أخرى، ركب سيارته وانطلق بسرعة نحو المقهى

+


دخل واضعا كلتى يديه في جيب سرواله، تتدلى بعض من خصلات شعره عى جبهته والأخرى خلف أذنه، لم يكن شعره بقصير ولا طويل يصل لحافة شحمة اذنه 

+


"أين صليبا همستيد!" 

1


أشار النادل لذلك الجالس على أحد الطاولات يحتسي فنجان من القهوة الساخنة،واضعا ساقا فوق أخرى

+


أما تليد  رغم القلق الذي يلفح دواخله إلا انه كان يدعي البرود  ، فاقترب منه بثبات 

+


"مرحبا!" 

1


قال بصوت جاف ثم جلس عندما أشار له صليبا بذلك وسأل 

+


" قيل أنك تحتاجني في أمر طارئ! "

+


دون سابق انذار وبلا تردد قال مباشرة 

+



        
          

                
"ماذا حدث لكلوديا!؟" 

+


رفع صليبا حواجبه تعجبا 

+


"من أين تعرف ابنة أخي؟، ولماذا تسأل عنها؟" 

+


أجابه غير قادر على التحمل أكثر 

+


"السؤال بجواب وليس بسؤال آخر" 

+


عدل جلسته، لم يسمح بالرد وأكمل 

+


" سأدخل الموضوع مباشرة، عرضت عليها الزفاف ووافقت، لكنها اختفت لأسبوع وقيل لي أن والدها أخذها بالقوة من مكان عملها، أريد معرفة ما حدث، وان كنت مشارك معه ساضطر لإدخال الشرطة لأن هذا يعتبر غير قانوني "

+


نهض من مكانه شامخا يعلو برأسه بثقة، وضع يديه في جيبه وقابله بملامح حادة 

+


" اين كلوديا وماذا حدث لها؟ "

+


نهض الآخر من مكانه أيضا ورد بينما ترسم على شفتيه ابتسامة جانبية 

+


"لسوء حظك، زواح كلوديا سيكون اليوم مساءا"  

11


الخبر لم يكن بسهل على قلبه، كلمات صليبا كانت صدمة جعلته يتوقف متصنما غير مصدقا ما يسمعه 

+


نفى برأسه بتشكيك 

+


"غير صحيح! هل ستزوجونها غصبا؟" 

+


ما كاد صليبا ينطق حتى قاطعه غاضبا عندما لاحظ ملامحه التي تؤكد شكوكه 

+


"  شكوكي صحيحة؟ تريدون تزويجها غصبا؟ لقد وثقت بك لماذا لم تساعدها،  قالت أنك الوحيد الذي يستطيع ذلك وطلبت مني محادثتك "

+


"كيف تهون ثقتها كيف؟! كيف تفعلون بها ذلك، لن اسمح لكم" 

1


بادله الصراخ هو الآخر تحت نظرات الجميع  رغم قلتهم

+


"إنها ابنة اخي ربيتها منذ كانت صغيرة يا هذا لا تشكك بمحبتي لها، لكن اخي ليس بالشخص الهين، لم استطع اقناعه ولا اخراجها من ذلك المنزل لأنه سيؤذيها ولست بالشخص الذي استطيع حمايتها منه"  

+


صمت لثواني وراح يفكر مليا، ساد السكون الأجواء هو يحدق بالأرض، صليبا به ينتظر رده 

+


"ماذا ان استطعت أنا؟ سأكون الخلاص لها، رأيت النقاء بقلبها لن أسمح لهم بتدنيسه"

+


"كيف!" 

+


"لدي خطة، لكن أحتاح لمساعدة صغيرة منك "

+


جلس كلاهما وراحا يشرح له ما يود فعله، وفي الأخير ضحك صليبا قائلا 

+


" اختيارات ابنة أخي جيدة حقا "

+



        
          

                
رفع تليد حاجبا وانزل آخر بغير فهم، لكنه لم يسأل منتظرا منه توضيحا ليكمل الآخر 

+


"لأصارحك، لقد أخبرتني عنك، وكنت أنتظر مجيئك وكانت هذه آخر فرصة لك، لأنني بك أو بدونك لن أسمح له بتزوجها غصبا" 

+


فرقع أصابعا مشيرا له 

+


"لكن فكرتك أفضل" 

+


" اذن تعرف من أنا؟ وابن من؟ "

+


همهم صليبا بتفهم، ورد 

+


"من لا يعرفك، ومن لا يعرف والدك!  ولكن هذا آخر شيئ يهمني، الأهم أن تكون كلوديا بخير، لأنني لو سمعت أنها تأذت وهي معك، صدقني سأهد المنزل عليكم" 

+


وقف بوقار، شامخ الرأس بثقة، أطال التحديق به ثم قال 

+


" كلوديا أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم  ، وصون عهدي، لن اسمح بشعرة بأذيتها، حتى لو كان ذلك مقابل حياتي "

2


منزل جوناثان 

+


صوت ضرب الباب النابع من غرفة كلوديا وصراخها العالي دوى في أرجاء المنزل رغم كبره، تكاد أحبالها الصوتية أن تنقطع بينما تشهق بقوة والدموع تنهمر على خديها 

+


أخذت السحابات السوداء موطنا تحت عينيها صارت جسدا بلا روح وهي تبكي طالبة النجدة 

+


"لا يحق لك حبسي وتزويجي غصبا، لن أرتدي هذا الفستان أو يصبح ملوثا بدمائي أو كفني"   

+


ضربت الباب مرة أخرى 

+


"افتحو هذا الباب، سحقا لكم ولذلك القس الحقير، كل شيئ بسببه، كنت أخبره ما بقلبي لقد وثقت به لأنه قس، كيف استطاع افشاء ما قلته لك" 

9


"منافقون حقيرون"  

2


انخفض صوتها عندما سمعت صوت الباب ينفتح، كان والدها بارد المشاعر وهو يتقترب منها ببطئ يرمقها بنظرات تهديدية 

+


لانت ملامحها لكنها لم تتوقف عن بكاء، ارخيت أجفانها وقالت تتراجاه 

+


"أبي أنا بنتك الوحيدة لا تفعل بي هذا" 

2


راحت تتحدث والشهقات تخلل كل جملة تنطق بها 

+


" انه بعمرك يكبرني بثلاثين سنة، كيف ترمي ابنتك لشخص كهذا "

+


" لا تفعل بي هذا أرجوك، ما ذنبي، طوال حياتي انفذ أوامرك لم أزعجك يوما، لماذا تريد التخلص مني بهذه الطريقة " 

2


رغم الخذلان بأطيافها وشجا روحها، كل الأسى في نبرة صوتها لكن ملامحه لم تتزحزح ساكنة، حد من أجفانه أكثر ثم شد خصلات شعرها القصير بقوة يكاد يخلعه من مكانه 

1



        
          

                
أمالت رأسه لتخفيف الألم وراح هو يتحدث بحقارة 

+


"تريدين معرفة لماذا؟ لأنك نسخة عن أمك تلك الحقيرة، وهذا ما تستحقينه" 

4


" أنا لم أردك ابنة لي يوما، ربيتك غصبا عني، كنت شيئ محتما في حياتي، سترتدين ذلك الفستان حتى ولو كان مليئا بدمائك، ستكون جميلة عليه" 

4


أفصح عن ضحكة عالية، يرمقها بنظرات حادة 

+


"تودين الزواج بمسلم؟، وابن عدوي أيضا؟ لم يكفي ما فعله ذلك الحقير اباد لي في الماضي،والآن ابنه؟، جنيت على نفسك، إما ستتزوجين لويد أو تكونين جثة هامدة في حديقة المنزل" 

7


اقترب منه أكثر، نمت ابتسامة خبيثة على ثغره وهمس في أذنها

+


" لا تريدين أن يعلمو بسرنا الجميل كلو صحيح؟ "

26


تلك الجملة جعلت من جسمها يترعش خوفا، وسعت حدقتيها ذعرا، ثم حركت رأسها نفيا بغير تصديق وقالت بخفت 

+


"لن تفعل ذلك، لا يمكنك، لقد وعدتني " 

+


" ستتزوجيه إذن، وتخلصيني منك"

+


رماها بقوة لتجثو أرضا، ثم ذهب تاركا إياه وسط أشجان أثقلت كيانها، ترميه بنظرات حاقدة بينما يخطو آخر خطواته للخارج 

+


"لك ذلك إذن" 

+


16.00 مساءا 

+


منزل جوناثان 

+


يجتمع حشدا من المدعويين وسط القاعة ذو الطاولات الموزعة بعشوائية، حيث كانت الجدران مزينة باضواء مختلفة 

+


صحيح أن الزواج لم يكن مقررا لكنه فور سماع الخبر من القس قرر تزوجها بأسرع وقت ممكن 

+


كان الجميع يتبادلون الحديث، بينما تعلو ضحكات لويد وجوناثان في أرجاء، دخل فجأة مجموعة من الصحفييين بكامراتهم ومسجلات الصوت 

3


التف الجميع ناحيتهم، منهم جوناثان الذي عقد حاجبيه تعجبا، لم يدعو الصحافة كما أنه وضع حراسا عند الباب فماذا يفعلونه هنا 

2


تقدم ناحيتهم ببطئ، ليخرج تليد من بينهم ترتسم على شفاهه ابتسامة جانبية بينما يتقدم للأمام بثبات واضعا كلتى يديه في جيبه بثقة، وقال بصوت عالي فاردا ذراعيه 

+


"السيد جوناثان هيمستيد أكبر مبشر للمسيحية، الرجل الذي يقتدي به جميع المسيحين بنيويروك وخارجها يزوج ابنته غصبا برجل دين بنفس عمره، ويكبر ابنته بثلاثين سنة، سيزلزل هذا الخبر نيويورك ونواحيها" 

+



        
          

                
أراد جوناثان الرد لكنه توقف عندما لمح صليبا يبتسم بخبث خلفه 

+


Flach bach 

3


مقهى سافيد

+


"كيف؟"  

+


"سأحضر صحفيين  ذو ثقة من شكرتي وأدعي أنني سأصور خبر تزويج جوناثان لابنته غصبا، لن أدع الخبر يذاع لا تقلق فقط لتهديده"  

+


عدل جلسته وأضاف 

+


" لدي صديق شرطئ سيساعدني أيضا "

+


"وماذا سأفعل أنا؟" 

+


"مهمتك هو تسهيل الطريق لهم للمرور، أعلم أنه سيضع حراس كثر، لذا عليك التخلص منهم"  

1


Flach back end 

+


" صليبا! "

+


نبس جوناثان بخبث، لحظتها دخل بعض الشرطة خلفه ونطق أحدهم 

+


"هل هذا صحيح؟" 

+


حرك ناظره بين الجميع بينما الكامرات تلتقط الصور وبدأ الصحفيين بالسؤال واحد تلوى الآخر 

+


"هل صحيح ستزوج ابنتك غصبا سيد جوناثان؟" 

+


"هل دينكم متعصب لهذه الدرجة، انه أكبر منها بثلاثين سنة" 

+


"أين هي العروس هل هي موافقة؟"  

+


صرخ جوناثان بغضب والتوتر يلفح تضاريحه 

+


" كلوديا موافقة وستنزل الآن، سأناديها " 

+


قاطعه صليبا بينما يقترب منه 

+


"توقف" 

+


اتجه ناحيته وهمس في أذنه 

+


"بما أن الشرطة هنا، ما رأيك بالتكلم بموضوع عائلة هارتبيور  أو نقوم بفتح قضية موت ديانا أم كلوديا مرة أخرى يا أخي؟" 

14


زاد اضطرابه وبان قلقه في تصرفاته، رمقه بنظرة تهديدية ليصرخ الآخر حينما التفت ناحية الخادمة 

1


" لورين هي من ستنادي كلوديا هيا "

+


صعدت مسرعة لتعود بعد مدة متوترة 

+


"كلوديا لا تريد فتح الباب وسمعت همسها بكلمة موت، أظن انها تريد فعل شيئ فهي تتوعد بذلك مدة يومين" 

+


لحظتها صعد صليبا مسرعا ليتبعه تليد، وقف يدق باب غرفتها بقوة 

+


"كلوديا افتحي الباب" 

+



        
          

                
"دعني وشأني أفضل الموت على هذه العيشة"  

4


اكتفى تليد ذرعا، وراح يضرب الباب بكتفه بقوة، مرارا وتكرارا يساعده صليبا، وبما ان الاثنين ذو بنسة ضخمة استطاعا خلعه خلال دقائق 

1


وقفا متصنيمين حينما لمحاها تركب الكرسي تود وضع صرة الحبل حول عنقها، ولا إراديا اندفع تليد نايتحها ودفعها بعيدا لتسقط أرضا 

9


شهقت بذعر وأخذت هو نفسا عميقا 

+


"هل جننت!" 

1


بسطت يديها على ارض وارتكزت عليهما بينما تحدق به بذهول وهمست 

+


"سيد تليد " 

+


اقترب منها صليبا وجلس بجانبها محاولة منه لتهدئتها 

+


" كلوديا صغيرتي لماذا تفعلين بنفسك هذا " 

+


صرخت حتى كادت أحبال صوتها تنقطع 

+


" سيزوجني برجل يكبرني بسنين يا عمي "

+


راحت تتحدث بشهقات ممتالية بينما تبسط يدها على صدرها

+


" أنا ابنته الوحيدة وهو من أنجبني كيف يفرط الشخص بقطعة منه "

1


راحت تحرك رأسها بعشوائية والدموع تنهال على وجنتيها كنهر فياض 

+


" اي ذنب اقترفته ليفعل بي هذا؟ "

+


"هل كنت خطيئة لأستحق عقابا كهذا؟" 

1


"حتى الرب يغفر الخطيئة، لماذا يحدث لي هذا" 

4


التفت حول نفسها تخفي ملامحها، تتكؤ بجبينها على ضراعيها المضمومتين الى جسدها 

+


لم تنطق بحرف وراحت تخرج كل ما تكدس داخلها، تنوح بصوت عالي غير قادرة على التحكم بشهقاتها 

+


انحنى تليد صوبها بقلب مفطور، حالتها تهد جبل، وتذيب الجليد، وكان هو الجليد الذي ينصهر بدمعة تذرف من عينيها، ثم راح يتكلم بصوت خافت بغية تهدئتها 

+


"توقفي أرجوك كفاك نحيبا" 

+


"سيندم على كل دمعة سقطت منك أنا أعدك" 

+


"لن يفعل شيئا، لن يزوجك وأنت لا تردين ذلك" 

+


" كل ذنب يستحق عقابا وذنبه لا يغتفر، سيأخذه عقابه أضعافا، دموعك غالية لا تستحق ان تذرف بسبب شخص مثله "

7


" مكوثه في السجن سيكون فداءا لشهقاتك "

1


نهض بثبات وأضاف مباشرة 

+



        
          

                
"لنتزوج، اليوم قبل غد، عندما تصبحيين زوجة لي سيكون الوصول إليك يقتضي المرور بي" 

2


رفعت رأسها ببطئ ناحيته بعيون محمرة، وبقايا الدموع تجتاح جل وجهها 

+


حرك رأسه بتفهم يحاول بث السكون لقلبها 

+


"انهضي وجابهيهم ، ارفعي رأسك وأخبريهم أنك رافضة هذا الزواج، لا تخافي سأكون خلفك، لن يتجرأ احد على إيذائك، هذا وعد، ووعد الحر دين عليه"  

6


سكنت شهقاتها لكنها بقيت متصنمة في مكامها، استقام صليبا ومد يده ناحيتها 

+


" لا تقلقي انا وتليد لن نسمح له بإيذائك" 

+


اعطته يدها واستقامت ببطئ بفستانها الأبيض، نزل الجميع واقتربو من الشرطة وجوناثان تحت أنظار الجميع 

+


وضع تليد يديه في جيبيه بثقة وراح يرمق جوناثان بنظرة ساخرة 

+


" كلوديا ستخبركم شيئا " 

+


أحنت رأسها أرضا وولم تستطق النطق، لحظتها سمعت همس تليد بجانبها 

+


"أنا بجانبك" 

+


تقدم لحظتها لويد منهم

+


"ما دخلك انت، إنها موافقة وستصبح زوجتي قريبا" 

3


صرخ تليد بغضب 

+


"إنها بعمر إبنتك يا مريض"  

+


رفعت كلوديا رأسها والدموع تتلألأ بأعينيها 

+


"أنا لا أريد الزواج من هذا الشخص " 

+


اقبل ناحيتها جوناثان بغضب رافعا يده يود صفعها 

+


"كيف تتجرئين على الكذب ايتها الابنة العاقة" 

1


حينها تصدى له تليد يقف حائلا بينهما بينما يمسك بذراعه بقوة، يرميه بنظرات تهديدية 

+


"ستقطع اليد التي تلمسها، إياك وإعادتها مجددا، ستصبح زوجتي بعد ساعات، خطوة للإقتراب منها ستكون جحيمك سيد جوناثان" 

4


لم ينفع تهديد تليد ففعل صليبا الواجب 

+


" هل نفعل ما أخبرتك به قبل قليل؟ "

+


بلع ريقه وراح يحرك ناظره بين الجميع وبه، ليصرخ مستسلما في الأخير 

+


"حسنا، اخرجو جميعا من منزلي وخذ الحقيرة من أمامي" 

2


خرجت تأتآت مختلفة من حلق لبيد رافضا لذلك 

2


"دموعها ليست هينة ليمر كل ما فعلته بسهولة، دمعة بعقاب ودموع أسبوع زادت من عقابك" 

1


لحظتها اقتربت منهم كلوديا، ورغم كل ما فعله بها الا انها كانت تراها والدها التي كبرت بجانبه 

1


"لن نفعل شيئا فقط أريد الخروج من هنا"  

+


هز رأسه موافقة ثم أشار لجوناثان ولها 

+


" لن ترى هذا الوجه مجددا حتى تعترف بأخطائك وتعتذر "

+


خرج الجميع تحت تهديداته 

+


"صلي على حياة زوجك سيدة كلوديا، لأنك ستندمين على هذا اليوم"  

4


عند المخرج قال تليد 

+


" العقد المدني سيتم الآن بالمحكمة، وشرعي بمنزلي بمونتوك سيكون كل شيئ جاهزا وستعتني بها اختي وأمي" 

9


Flach back end 

+


انتهى 

6


انتهى فلاش باك وهيك عطيتكم لمحة عن لقائهم  وكيف تزوجو، فصول الحاية احداث بعد زواج 

1


رايكم بالأحداث؟  شخصيات؟  

15


رأيكم بالفصل؟  توقعاتكم؟  ومين حبيتو أكثر؟ 

7


راح تسامحو كلوديا شو صار فيها؟؟ 

16


تليد راح يسامحها؟  

11


شو رايكم بلي ساواه بحفل زفافها. 😭 

7


ماراح حط شروط ولا شي، بس اذا بخلتوني بتفاعل راح ابخلكم في نشر الفصول 

6


الى لقاء الى فصل اخر 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close