اخر الروايات

رواية رسالة من زوجي الميت الفصل الثامن 8 السيد عبدالكريم

رواية رسالة من زوجي الميت الفصل الثامن 8 السيد عبدالكريم


الفصل الثامن ..رواية رسالة من زوجي الميت
ترويه نادية زوجة نادر التاجي
مازلتُ ببحث عن جوزي ، بس الحماس مبقاش زي الأول ، لفيت ودخت السبع دوخات ، نشر فى الجرايد ونشرت ، وفي جروبات الفيس بوك ونشرت ، ومحضر اختفاء وعملت ، حتي هاني بيه بحس إنّه مهتم بالموضوع لسبب واحد ، علشان يعرف الشخص اللي بيكلمني ده مين، وهل هيوصله لغسان بيه ولا لاءه ، وكمان هاني بيه شاكك إنْ اللي بيكلمني على أكونت جوزي شخص تبع غسان بيه ، رغم إنّي أخر مرة قلتله إنّه لمّا بعت صورته شفت صورة جوزي ، وبدأتُ أقتنع إنْ اللى بيكلمني هو جوزي ، بس هاني بيه مش مقتنع ، أنا مقدرتش أوريه الصورة ؛ لأن الشخص اللي بيكلمني حذف الصورة بسرعة قبل ما أحفظها على تليفوني ، بس متأكدة إنّها صورة جوزي ، هو فعلا متغير في الصورة ومتبهدل ولابس ملابس صعيدية وباين عليه التعب والشقى وشعر دقنه بدأ يظهر لكنه جوزي ، أنا مش هتوه عن جوزي يعني ، بس هاني بيه بيقولي إنّي معنديش أي دليل ، ولو جوزي هو اللي بيكلمني يبقي تليفونه مش مسروق ولا حاجة ، وكلام هاني بيه منطقي ، بس عنيا اللى شفت بيها صورة جوزي منطقية أكتر ، ولمّا راجعت نفسي لاحظت حاجة مهمة ، أنا لمّا طلبتُ صورة منّه الصورة مكنتش سيلفي ، الصورة كانتْ لجوزي وكأن واحد بيصوره ، وبصراحة أنا تهت وأفكاري مشتتة ومش عارفة أوصل لحل .
وطبعا الشخص المجهول طلب منّي فلوس كذا مرة ، وهاني بيه كان مصمم يعيد نفس الخطة رغم إنّها فشلت قبل كده ، بس هو المرة دي أقنعني إني أركب الكاميرا تاني بس نصحني أركبها في كيس الفلوس اللى هربطه في رجل الحمامة ، وفعلا عملت كده وبعت له فلوس جديدة ، بس هاني بيه مردش عليا لحد دلوقتي ، وبسبب كثرة التفكير والاضطراب بقيت زي المجنونة وصحتي تراجعت وبقيت ديما سرحانة ومش عارفة أركز في حاجة ، ورغم الهم اللى انا فيه كنت بروح كل فترة اطمن على السيدة كوثر ( أم نادر الناجي ) ، ومرة وانا راجعة من عندها شفت زيزي ، وزيزي كانتْ زميلتي لمّا كنا في كلية الحقوق ، مكنتش مصدقة إنّي ممكن أقابلها بعد الفترة الطويلة دي ، لأن أخبارها انقطعتْ عنّي من فترة طويلة ، بس لمّا تقابلنا وشافتني سألتني عن حالي بس محكتش ليها أي حاجة ، بس علشان هي طول عمرها لماحة فهمت اني مش طبيعية ، واكتفيت أقولها إنّي بمر بظروف صعبة وطلبتُ منها تدعيلى ، وعرفت منها إنّها فتحت مكتب محاماة كبيرة في الإسكندرية وقدرتْ تصنع اسمها في عالم المحاماة ، ودا م غريب على زيزي اللى كانت الأولي على الدفعة بسبب تفوقها وشطارتها وكمان الكل كان بيعتبرها دلوعة الدفعة بسبب جمالها ودمها الخفيف ، المهم زيزي طلبتْ منّي أروح معاها إسكندرية أقضي معاها يومين علشان أغيّر جو خاصة لمّا لاحظتْ إنّي مشتتة ، وأنا بصراحة وافقت ؛ لأنّي حسيت إنْ زيزي ظهرتْ في الوقت المناسب ، واتفقنا إنّي هسافر معاها إسكندرية الليلة .
بعد الظهر جالي اتصال من هاني بيه اللى طلب منّي أقابله في مكتبه ، وفى مكتب هاني بيه رحب بيا وقال بعدما أمر بفنجان قهوة :
ـ مش عارف أقولك إيه ؟
قلتُ في توتر :
ـ خير ... فيه إيه ؟
أجاب :
ـ الكاميرا المرة دي جابت شخص عشوائي .
قلت في غباء :
ـ ازاي ؟
أجاب :
ـ المفروض الكاميرا تجيب وجه الشخص اللي بيكلمك على أكونت جوزك وهو بيمسك كيس الفلوس وبيفتحه ...أنا عملت حسابي وجبلتك كاميرا صغيرة أوي علشان لمّا لو الشخص المجهول كشفنا وشاف الكاميرا وكسرها زي المرة اللى فاتت نكون قدرنا نشوف صورته ...أنا بس عايز اتاكد من صورة وجهه ساعتها هقارنه بكل رجالة غسان بيه .
قلتُ :
ـ على فكرة أنا مش فاهمة حاجة .
قال موضحا :
ـ الكاميرا جابت شخص بعيد أوي بيتواري خلف الأشجار ...الصورة كانتْ من بعيد ، أنا كنت شايف فى الكاميرا أصابع الشخص اللى بيفك الكيس وبيطلع الفلوس ...بس الكاميرا كانتْ متوجهة ناحية شخص واقف بعيد بيحاول يختبأ خلف الأشجار .
قلتُ سائلة :
ـ ودا معناه إيه ؟
أجاب :
ـ معناه إن الكلب اللى بيكلمك على أكونت جوزك إمّا إنّه شخص حريص أوي أو إنها جات معاه بالصدفة .
قلتُ :
ـ طيب ما انتو ممكن من خلال الشخص اللى ظهر في الصورة تتعرف عليه وتقبض عليه وأكيد هيكون شريكه .
قال :
ـ الشخص اللى ظهر في الصورة ظهر من بعيد أوي كأنّه شبح واقف وسط الأشجار ... بس عامة المكان هو نفس المكان ... الصعيد .... في قرية ما بين أسيوط وقنا ... وبالتحديد في مزرعة .... وكل المواصفات دي تنطبق على المكان اللى فيه مزرعة غسان بيه .
قلتُ في نفاذ صبر :
ـ طيب ما تقبضوا على غسان بيه وتريح دماغك .
قال :
ـ معنديش أي دليل قوي أجيب بيه إذن تفتيش ... وغسان بيه عنده مكتب محاماة كامل .. الموضوع مش سهل ... دا راجل عضو مجلس شعب 4 دورات متتالية ... وحاليا ملهوش منافس بعد مقتل حسان بيه في الحريق ... مفيش شخص عاقل يقدر يفتش أو يعتقل غسان بيه إلاّ لو معاه ألف دليل قبل ما يعمل خطوة زي كده ... أنا أسف إنّي مش عارف أفيدك بحاجة بس عامة خلينا ماشيين زي ما احنا ...تجاريه فى الكلام وتطلبي منّه صور تاني لنفسه ولو فيه أي جديد تكلميني .
في نفس اليوم بالليل كنت مع زيزي فى سيارتها في طريقنا إلى الإسكندرية ، قالتْ :
ـ والله وليكي وحشة يا بت يا نادية .
قلتُ :
ـ انتي اكتر ... بس انتي ليه سبتي القاهرة ؟
قالتْ :
ـ بدأتُ في القاهرة محامية تحت التمرين ... بس مكنش فيه أكل عيش .. القاهرة زحمة وفيها حيتان محاماة ... لحد ما واحد من قرايب ماما جابلي شغل في مكتب محامي كبير في إسكندرية ... كان راجل عجوز بس بحر واسع في القانون ... تعلمت على إيده وبدأت أمسك قضايا بنفسي ... ولمّا مات بقيت الوريثة له في المحاماة وأنا اللى ماسكة كل حاجة في المكتب دلوقتي خاصة إنْ أولاده كلهم في بريطانيا وملهمش في جو المحاماة ده ...ومش بينزلوا مصر أصلا .. ولمّا تروحي معايا المكتب هتشوفي ازاي زيزي صاحبتك عندها كام واحدة بيتدربوا عندها .
قلتُ :
ـ ربنا يوفقك ويسعدك بس برضة النجاح ده كله ناقصة حاجة .
قالتْ وهي تقرصني :
ـ العريس .
ولأول مرة أضحك بعد غياب جوزي ، قالتْ زيزي :
ـ الرجالة كل اللى يعرفوه عن المحامية الأنثى إنّها طول عمرها جد ومتعرفش تهز ولا تحب ولا تتحب لأنهم مش بيفهموا ... لكن صحيح إيه أخبار الشاب الحليوة مهندس البرمجيات اللى كان حفيان وراكي ياعيني .
قلت مبتسمة :
ـ الباشمهندس نادر ...دا جوزي .
قالتْ :
ـ يا جزمة ... وقعتيه لحد ما جبتي رجله .
قلتُ في شرود :
ـ هو كان واقع لوحده ..أختك غلبانة يازوزة .
في الاسكندرية رغم إن زيزي بذلتْ كل جهدها علشان تفسحني لكن قلبي وعقلي كانوا مفصولين عن جسمي لأنهم كانوا مع جوزي الغايب ، كنت بمثل إنّي مبسوطة علشان زيزي متزعلش وقضيت معاها يومين ما بين فسح وشط وبحر وكافتيريات ووجبات عشاء في أفخم المطاعم ، وفى اليوم الثاني طلبت منها الإذن بالعودة إلى القاهرة لكنها أصرت إنّي أبات معاها لحد الصبح علشان توديني المكتب بتاعها وتعرفني على المحاميات اللى بيتدربوا عندها ووافقت .
في اليوم الثالث لى بالإسكندرية الساعة 10 صباحا كنت مع زيزي في مكتب المحاماة ، فعلا صارتْ واحدة مشهورة ولها اسمها وعدد كبير البنات حديثي التخرج كانوا بيتدربوا عندها ، بس لاحظت إن فيه بنت منهم مقربة أوي لزيزي ، ولمّا سألتها عنها قالت :
ـ دي سارة ...دراعي اليمين هنا .
ثم قالت لسارة :
ـ يا بنتي جيتي امتي صحيح ؟ مش قلتي إنّك مسافرة مع مامتك عند خالتك ؟
كانتْ سارة فتاة جميلة تقريبا تجاوزت العشرين بقليل لكنها كانت مرحة جريئة ومثقفة تحمل دائما ملفات ولابتوب وأوراق ، قالتْ سارة مرحبة بي :
ـ أهلا بحضرتك .
قلتُ :
ـ أهلا أستاذة سارة .
قالتْ :
ـ طالما ضيفة الأستاذة الكبيرة يبقي ضيفة عندي أنا كمان .. ها تشربي إيه ؟
قلت :
ـ لا ميرسي .. زيزي قامتْ بالواجب .
قالتْ زيزي :
ـ اسمعي الكلام يا نادية علشان سارة صعيدية ولو رفضتي تشربي حاجة هتضربنا احنا الاتنين .
وشربنا القهوة ، ثم جاءتْ في بالي فكرة ؛ فقلتُ بسرعة لسارة :
ـ منين في الصعيد يا أستاذة سارة ؟
قالتْ زيزي :
ـ أوبا ... شكلك جايبة ليها عريس .
ضحكنا جميعا ، ثم قالتْ سارة :
ـ عشنا في أسيوط بس أساسا ماما من سوهاج .
وهنا تذكرتُ كلام هاني بيه
( المزرعة في مكان بين محافظة أسيوط وقنا )
وشردت في أفكاري وقلت لنفسي :
( ياتري اسألها عن مزرعة غسان بيه في سوهاج !!!! )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close