رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثاني والاربعون 42 بقلم الكاتبة سحاب
الجزء الثاني والأربعون
*
*
لا تسهرين إلا على قلب مغليك
ولا تنعسين إلا على رمش عيني
متماسكين الود وايدي بيديك
ومتقاسمين الهم بينك وبيني
*
*
خذ الجوال وهو يتصل على عبدالعزيز
عبدالعزيز: هلا ساري
ساري : اسمع عبدالعزيز فيه سجين اسمه سامي الراشد ابيك تطلعه
عبدالعزيز: خلاص طيب بشوف سكر رعود مستنفر
ساري : ويا ماله من الاستنفار والله لا أقومهم على رجل بديت ببتّال ونفذ سيّاف ماهوب نافذ منها الأدلة موجودة بمكتبه واضحة وضوح الشمس
سكر من ساري وهو يوجه كلامه للشخص اللي جالس قدامه : سمعت بنفسك وش طلب
..... ببرود: طنشه سامي من باكر بيسفرونه لرعود قول لساري انك ما قدرت ما اقدر اغامر انك تنكشف بالوقت هذا يا عبدالعزيز
عبدالعزيز براحة: اللي تشوفه
-عند سيّاف والقايد في مركز الشرطة
دخلوا الاثنين بكل ثقة وشموخ ولا كأن واحد فيهم متهم بجريمة وماهي أي جريمة إنما تهريب مخدرات لكن بقلوب صوارم تجردوا من الخوف وعلومه وتعودوا على الثقة وصعوبة المراس توجه سيّاف وعلى يمينه قايد لغرفة الضابط المناوب دق الباب بهدوء ووصله صوت الضابط
الضابط وهو متوقع حضور سيّاف: تفضل يا سيّاف
دخلوا سيّاف وقايد وتوجه الأول يسلم على الضابط باهتمام والضابط برحابة يهلي بالاثنين
الضابط: تفضلوا اجلسوا
قايد بدون مقدمات : زاد فضلك بس ودنا نعرف منك تفاصيل القضية
قاطع جلستهم دخول ياسر اللي مثل الصدمة: عمي سيّاف وش جابك هينا
قايد بغضب مكتوم من كلمة " عمي" كونه خاطب أوراد : لو سمحت كان المفروض تدق الباب قبل تدخل ما ينفع تدرعم كذا
ياسر رفع حاجبه بنذالة لقايد: داخل غرفة عمي ليه أدق الباب!
ترك قايد اللي فضل السكوت عن تفاهة وجود ياسر بمثل هالموقف وياسر اللي توجه وهو يسلم على سيّاف ويبوس رأسه وبحركة خاطفة ترك سماعة صغيرة باذن سيّاف وهمس له بتأكيد: سو اللي تسمعه يا عمي وبتطلع من الموضوع مثل الشعرة من العجين
الضابط سليمان بمهنية: ياسر اطلع يلا جالسين نتكلم عن قضية سرية وجودك مرفوض
ياسر ابتسم : ابشر
تركهم وطلع تارك سيّاف اللي ما زال يحاول يستوعب الصوت اللي يسمعه بإذنه
الصوت اللي كان يوصله: اسمع كلامي زين يا سيّاف ولا تشيل هم ابد تراك طالع منها
سليمان بود وقف من على كرسيه وجلس بالكرسي قدام سيّاف وقايد : والله انه يصعب علي إني احقق معك لكن اعتبره فضول وسواليف
سيّاف بجمود وحيره من الشخص هذا اللي قاعد يساعده لكن ثقة ابوه بياسر لما جاء يخطب منه أوراد زرعت ثقة غريبة بنفسه انه يتبع هالصوت: خذ راحتك تفضل اسأل
سليمان استقام بجلسته : والله يؤسفني انه يوصلني بلاغ فيك لكن للأمانة واصلتنا أوامر اننا نحقق معك عشان نعرف مدى جدية الموضوع وصدقه خاصة وانك ضابط كبير في قسم مكافحة المخدرات انه تجيك تهمة تخص قسمك تخلي أهمية تهمتك كذا وانا والله لو كلامي دليل كافي كان شهدت لك إننا تعلمنا تحت يدك واللي مثلك وشرواك مستحيل يبيع دينه ووطنه لكن كلامي ماهو شهادة ولا دليل يكفون لذلك ابي اسمع منك تبريتك لنفسك
سيّاف سمع الصوت اللي بالسماعة اللي يأمره انه يقول لسليمان يبدأ تحقيقه : مثل هالأمور واردة خلينا نبدأ
سليمان بمهنية : لقينا بمكتبك أوراق استلام شحنة كبيرة من المخدرات
سيّاف بثقة نابعه من كلام الشخص اللي قدامه : وعليها توقيعي ؟ طبعًا لا
سليمان ابتسم : أكيد لا بس انها طالعه باسمك وهذا يكفي انهم يتهمونك
سيّاف بثقة: كم تاريخ الوثيقة يا سليمان
سليمان يشيك على الملف اللي معه : 26 هالشهر
سيّاف بثقة: عندي الأوراق اللي تثبت إني باليوم هذا كانت عندي قضية ومداهمة لعصابة يعني مستحيل اداهم عصابة واستلم بنفس الوقت إلا لو كنت شخصين
سليمان عقد حاجبه ثم ابتسم : وين اثباتك يا سيّاف
سيّاف اللي جمد وجهه لكنه استهل من سمع الصوت : تقدر تشيك على ملفات قضاياي وتتأكد ولا عطني دقايق بجيب لك الملف مع كل الاثباتات اللي تلزمك
سليمان : طيب والمخدرات اللي مفقودة في آخر مداهمة لك وش تفسرها داهمتوا المجموعة واخذتوا المخدرات وبعدها انفقدوا
سيّاف بثقة : وفيه بلاغ انا مقدمه بخصوص فقدان المخدرات هذي وحتى قسم التفتيش فتشوا مكتبي وفحصوا الكاميرات لكن للأسف كانت معطله وعندي تقرير يثبت الشيء هذا وبتلقى برضو بملف المداهمة
سليمان ابتسم بانتصار: وينه الملف وبكذا نقدر نأكد براءتك من التهمة الموجهة لك باثبات انك كنت بمهمة وبالتفتيش بعدها يعني مستحيل تكون استلمت او سلمت شيء
سيّاف بثقة برسل لك الوثايق على الايميل تقدر تشيكها او تطلب من جندي يروح مكتبي وياخذ الملف رقم 513 وبتلقى فيه كل الأمور هذي
سليمان وقف وهو يصافح سيّاف : اعذرنا اخذنا من وقتك الحمدلله على السلامة
سيّاف : الله يسلمك تأمر على شيء
سليمان: سلامتك وتوقع بالمرات الجايه الواضح انك مستهدف للموضوع هذا
سيّاف : ان شاء الله يلا مع السلامة والله يقويكم
طلع ولحقه قايد اللي كان مصدوم طول الجلسة وأول ما طلعوا تلاقوا مع ياسر اللي كان موجود بالانتظار تأفف قايد بشكل واضح وتوجه لهم ياسر بابتسامة : خلصتوا؟
سيّاف بحركة خفيفة شال السماعة ومسك كف ياسر حط فيه السماعة وبسؤال مبطن: قلت لي مين عمك
ختم كلامه وهو يضغط على السماعة اللي بيد ياسر
ياسر ابتسم وبجواب دبلوماسي: ما تعرفت على عمي سليمان انت !
سيّاف بعد ما فهم انه مستحيل يجاوبه انسحب بهدوء ولحقه قايد اللي ما قدر يمنع فضوله : عمي
سيّاف برفض: لا تسأل يا قايد
قايد بثقة: بسأل لأن 26 الشهر كنت معنا بخطبة رمّاح وجسّار كيف تكون بمداهمة وانت معنا إلا لو كنت شخصين
سيّاف برفض للإجابة: لا تخليني اندم اني وافقت تجي معي يا قايد
قايد بعدم رضا وراحة : الله يبعد عنك كل شر يا عمي وان شاء الله ما تندم
سيّاف : ارجع يا قايد انا باقي هينا الصبح بإذن الله راجع
قايد بعدم رضا: انتظرك اجل
سيّاف برفض: ارجع يا قايد من امس وانت صاحي ارجع وارقد وتعال لي الصبح اذا ودك بتلقاني بمكتبي
قايد اللي عرف ان سيّاف مخبي شيء ومهما يصر بيرفض انسحب بهدوء وهو فعلًا منهك إلى آخر حد وما دام عمه سلم من التهمة هذي وان كان ماهو مرتاح لكن زال هم من على كتفه: على راحتك اجل بمرك الصباح ان شاء الله
سيّاف ابتسم: بنتظرك اجل ارقد وارتاح بكرة الجمعة نروح نصلي جميع ثم نروح لصارم ونعلن موافقة أوراد ونحدد الأمور الرسمية
قايد ابتسم للطاري اللي يحسه حلم وتحقق: بإذن الله بكرة خير
سيّاف بتأكيد: أمر ربي كله خير بكرة خير ان شاء الله
قايد تركه وتوجه لسيارته راجع للبيت وهو غشيم عن كل ما دار عند آل صارم
بداية من عند بيت عسّاف بن صارم
وتحديدًا بالنسبة لرمّاح اللي رجع مروق بعد ما وصل راجح وتكلم مع روح اللي كانت متضايقة من سفر أبوها دخل وهو يدندن ويلعب بسبحته وجمد من شاف وجه راجح المتجهم وأمه وأخته أنهار اللي يبكون بصمت
رمّاح بخوف: وش صاير شفيكم
ما وصله رد من أحد توجه لراجح وهو يهز كتفه يستحثه يتكلم: وش صاير يا راجح
راجح بقهر: أختك مختفية
رمّاح بصدمة ضحك بعدم استيعاب: نعم!
راجح بقهر نطق: الشغالة تقول ابوك جاء واخذها ومشوا
رمّاح بسخرية: الله اكبر قده ذكر ان عنده بنات الله اكبر هذا ما يحس ما عنده ضمير وش عاده يبي دمّر حياتنا كلنا وصرنا من بد الصارم كلهم متوسمين بعاره وش يبي زود
أنهار بقهر: خلاص يا رمّاح أمي ضغطها مرتفع وانت تزيدها
رمّاح بقهر: نار تشب بجوفي من اشوف فعايل اللي ينقال له أبوي لكن ماهو هذا اللي وقد بصدري اللي فحّم صدري زود التبن اختكم كيف راحت معه طاقه فينا عرض الجدار وش هالعتي اللي واصله له
أم راجح ببرود مسحت دموعها: والله ان وجعتي ماهي عليه ولا عليها وجعتي على قلبي اللي حرقني طول العرس وانا اتحقرص عليها أخاف تنام وهو ضايق صدرها ما دريت اني مربيه لي جحود ما تفكر ويا ويلكم يجيني طاريها ابد لا ابي طاريها ولا طاري ابوكم سامعيني وانت روح يا راجح لبيتك وانت رمّاح اطلع ارتاح اللي تركتكم ما تستاهل وقفتكم خلوها تروح وتعرف قدركم لكن اذا رجعت ما تلقاكم على ما كنتوا وهذا جزايا فعايلها السوداء ساعديني يا أنهار بروح غرفتي
أنهار بطاعة وقفت وهي تساعدها متوجهين للغرفة
راجح بقهر: وش اسوي فيها قول لي يا رمّاح
رمّاح بقهر: اختك هذي خلها تستاهل بتروح مع ابوك وبتتبهدل ما معه لا مكان يبيت فيه ولا فلوس تعيشه لمتى بيتحملها
راجح بتردد: توني محول له مبلغ كويس
رمّاح بصدمة: راجح!!! متى بيحيى قلبك انت للحين تكد عليه انتوا بتجلطوني ابوك يتراهن يعني فلوسك تروح من حرام لحرام شفيك انت
راجح بندم: قال لي انه تاب وما يبي يجلس بالمزرعة يبي يأخذ له شقة يعيش فيها وحولت له
رمّاح ضحك بصدمة: يا قوة الوجه اللي بأبوك بعد وانت رحت عطيته فلوس تجيب له شقة كفو راجح كفو استمر كذا لين يجلسك على بساط الفقر انا تعبت والله العظيم تعبت جدي مانعك تدفع له ريال وتروح تسوي هالسوايا يا راجح يا طيب قلبك بس
راجح بقل حيلة: اتصل عليها اشوف وينهم
رمّاح برفض قاطع: اسمعني هالمره يا راجح تكفى ولا تتصل اختك هذي انا اعرف دواها اتركها اجحدها ولا كأنها كانت هي كبر رأسها علينا اتركها لمتى الفلوس اللي حولتها بتكفيهم بتطفش وبترجع ووقتها تعرف وش خسرت لا تتصل وان اتصلت لا ترد دخيل طيبة قلبك هالمره يا راجح تسمعني
راجح بقهر: وش يعني نخليها مع ابوك
رمّاح : هي اللي اختارت يا راجح خلها تتحمل سوء اختياراتها لمتى بتدعمهم على الخطأ روح بيتك وخل الموضوع هذا علي
راجح : واذا سألوا عنها وش بتقول
رمّاح : خلها علي يا راجح روح بيتك
راجح بقل حيلة : تصبح على خير
رمّاح : تلاقيه
طلع راجح تارك رمّاح اللي جلس بالصالة يفكر كيف يقدر يحل الموضوع هذا وعلى كذا مرت الليلة على رمّاح وأهله لين غفى بالصالة من التعب
-أما عند جسّار ومشاعر ونجد ولولو وضوى
كانت السيارة هاديه من أي سوالف خاصة ان نجد نايمة ولولو بدا التعب يزاور عيونها لولا إن ضوى كانت تتصفح جوالها لين وقفت على الفيديو اللي مصورته نبض وانتشر صوت سعود بالسيارة
مشاعر بصدمة لفت: صوت ابوي!
ضوى باستغراب: لا نبض مصوره بس ما ادري مين
مشاعر اللي متأكده انه ابوها: إلا والله ابوي
جسّار باستغراب: وش جاب بنت عمي عند ابوك يمكن مشبهه
مشاعر برفض وهي متأكده من كلامها : متأكده ضوى ممكن اشوف الفيديو
ضوى مدت الجوال لمشاعر واخذته مشاعر بعد ما شافت الرجال اللي مصوره كتوفه نبض لون الثوب المطابق لثوب ابوها اللي حضر فيه الزواج والسيارة سيارة ابوها نطقت بتأكيد: الا ابوي نفس ثوبه وسيارته
جسّار مد يده يأخذ الجوال مستغرب: خالي وامي رايحين الشرقية نبض وش وضعها معهم كلميها يا ضوى اسأليها
ضوى خذت الجوال بندم انها فتحت الفيديو بالسيارة وفتحت باب النقاش على نفسها أرسلت لنبض تعليق على الفيديو لكنه كان استفسار "وينك وش جابك سيارة أبو مشاعر"
وكان رد نبض عليها " رايحه مع خالتي نوره الشرقية وعاد جذبني صوت الشاعر وصورته لقافه"
ضوى بجهورية موجهه كلامها لجسّار: تقول انها معهم رايحه الشرقية
جسّار باستغراب : غريبة!
لولو بتعب: منهو ذا اللي يجر هالصوت الطيب
مشاعر ضحكت بصمت ونطقت بتشفي: ابوي يا جده وش رايك بصوته بس
جسّار ابتسم وهو يدري ان جدته بتقلب رأيها فورًا
لولو بكرهه: إن أنكر الأصوات .......
جسّار برفض : جده اقطعيها توك تمدحين الصوت وصلنا انزلوا يلا بنزل نجد انا
نزلت لولو بعدم رضا على رد جسّار وساعدتها ضوى متوجهين للبيت ومشاعر اللي لحقتهم وهي تصعد غرفة نجد قبل جسّار وارسلت لأبوها استفسار: وصلتوا؟
وصلها رد سعود الرايق جدًا من الخط والسواليف: لا يا بعدي للحين بالطريق
مشاعر بتساؤل: يبه نبض وش تسوي معكم وانتوا وين رايحين
سعود بصراحة متعود عليها مع مشاعر: رايحين لعمك رعود
مشاعر بصدمة: نعم!!!! ليه يبه ليه ما قلت لي
سعود بروقان: ان قلت لك ما تركتينا إلا وانتي أولنا وقبلنا اعقلي واجلسي رايحن لحاجة وراجعين
مشاعر بشك: حلفتك بالله يبه عمي فيه شيء؟
ما وصلها رد من أبوها ضربت رجلها بالأرض بقهر على دخول جسّار وهو حامل نجد ونطق بسخرية: وانا ولد الفهد علامك على الأرض وش زعلتك فيه
مشاعر بقهر: جسّار ترى واصله هينا لا تزيدها
جسّار نزل نجد بسريرها ورفع ايدينه باستسلام : طيب ممكن اطلب تبدلين لنجد ولا مرفوض؟
مشاعر : طيب ببدل لها توكل
جسّار بسخرية: أوامر ثانية تراه بيتي يا بنت سعود
مشاعر بقهر: والله محد قال لك تفرد عضلاتك وتأخذني من بيت ابوي
جسّار ضحك: هذي اللي ما ودك تحارشها سوي اللي تبين مالي معك كلام الحين لكن نشوف بعدين وعلى الطاري ترى غرفتك جهزتها تعالي اوريك إياها
مشاعر برفض: بعدين بنام هينا اليوم مع نجد
جسّار رفع حاجبه ثم تراجع واكتفى بكلمة : براحتك رجلك خفت؟
مشاعر : ايه قلت لك مافيها شيء بس انشدت شوي والحين تمام
تركهم وطلع من الغرفة وبالوقت هذا مشاعر بدلت لنجد ثم توجهت للبلكونه واتصلت على رعود اللي كان عند البارق
رعود بضيق رد وهو فعلًا محتاج يتكلم مع مشاعر: هلا ابوي
مشاعر استشفت الضيق بصوته: يا بعد قلب بنتك وشفيك ضايق
رعود بضيق ابتسم بإكراه: فيني علوم كايده يا ابوي انتي وش اخبارك
مشاعر برفض: لا والله تعلمني باللي فيك أول
رعود بصدق: ليتك جيتي مع ابوك
مشاعر بقهر: توه يقول لي انه بيجيك لو ادري انه جايكم كان سبقته
رعود حاول يلطف الجو: ما عدتي تطيرين تحت جناحنا لازم تأخذين الاذن من زوجك
مشاعر بقهر: يبطي والله في ذرى رضاك
رعود ضحك: لو يسمعك جسّار
مشاعر ابتسمت لضحكته ونطقت بعفوية: توه طلع
رعود اللي تذكر لما قال له سعود ان مشاعر عند آل صارم : ايه صح تعالي انتي وش موديك هناك ؟
مشاعر ضربت رأسها بخفة: خلاص رحت هناك وبعد أسبوع زواجي وتراك واعدني تحضر
رعود بضيق: أعفيني يا نظر عيني ما اقدر ألبيك والله جناحي مكسور وجناح واحد ما يطيرني
مشاعر عرفت البير وغطاه وهي تدري انه يقصد بجناحه البارق : البارق فيه شيء يا عمي؟
رعود بقهر: ليته اللي صار فيني ولا فيه البارق انشل يا مشاعر البارق اشوف فيه العجز لأول مره البارق من رجع لي أول مره يصد عني وينام بدون لا يبوس رأسي ويطلبني ادعي له البارق خاطره زعلان واحس بنظراته يلومني ليه خليته يروح لحاله ليه ما رفضت روحته ليه ما سافرت معه ليه ما أرخصت كل شيء لعيونه يا مشاعر هو انا اب فاشل كذا يخسر عياله بالتوالي !
مشاعر اللي ضاق صدرها على رعود وعلى البارق وعلى أم البارق بعد اللي تعرف تعلقها بولدها : يا جعل هالضيق بصدري وش هالكلام يا رعود العاصفة ما تطيح العاصفة تهفت ثم ترجع اقوى والبارق أحن عليك من انه يلومك صدقني ما يلومك لكن أكيد خاطره ضايق لكن على نفسه مو عليك انت مو اب فاشل يا رعود انت اب يفكر كثير يحمل نفسه كثير انت تحمل نفسك حمول الجميع وبالمقابل مستحيل تلاقي حل وسط يحل لك التناقض باللي حولك ليتني كنت اعرف وجيت مع ابوي
رعود بصدق: والله حتى انا ما دريت إلا متصل علي يقول بيجي هو ونوره ومعه دكتور يحسبني حمل مواجهة نوره وانا ادري بصدرها عتب وكثير العتب بعد
مشاعر اللي فهمت الحين: أها عشان كذا مأخذين نبض
رعود باستغراب: نبض! من هي
مشاعر: نبض بنت بتّال اخبر شغف قالت انها دكتورة
رعود بصدمة وعصبية نطق: أبوك استخف جايب وحده من آل صارم تعالج ولدي شفيه ابوك ناسي ان محد يدري عن وجودي لا انا ولا البارق من آل صارم كلهم
مشاعر اللي حتى هي رجعت تفكر ليه ابوها اختار نبض وليه يحط رعود بالموقف هذا لكنها قالت بتخفيف: لا تخاف والله ترى هالعايله غير عن آل صارم كلهم ومادام ابوي وعمتي خذوها معهم يعني هم واثقين انها بتكتم سرهم
قطعت المكالمة بشكل سريع من سمعت دق الباب: بكلمك بعدين فيه احد يطق الباب بس انت لا تضيق صدرك طيب؟
رعود هز رأسه وكأنها تشوفه : ان شاء الله ، الله معك يا عمي
سكرت من رعود وفتحت الباب وهي تشوف جسّار اللي بدل ورجع لها
مشاعر باستغراب: نعم
جسّار ضحك: لا حول وانتي باقي بفستانك تعالي بنسهر على ظل قمرية
مشاعر تشوف ساعتها بسخرية: أي قمر ما عاد باقي على الصبح شيء
جسّار: يعني جات على الساعة اصلًا احنا بأول الشهر ماهو نص الشهر عشان نسهر عليه بس عازمك على شاي والقمر حجة
مشاعر ضحكت بخفة: للأسف ماهي لايقه عليك الشخصية ذي جسّار
جسّار ضحك: لا حول عازمينك على شاي ترى أي شخصية اخلصي تعالي ترى طفشان والسهر طويل تعالي
مشاعر هزت رأسها وببالها إنها تسأله عن الصور: ببدل وأجي
جسّار استغرب رضاها السريع لكن هز رأسه واشر على كنب الصالة الخارجية: بنتظرك لا تتأخرين
بدلت فستانها ببلوزة صوفية حمراء طويلة تناسب الأجواء الباردة مع بنطلون أسود رفعت شعرها الطويل ذيل حصان وتخلصت من بقايا مكياجها واكتفت ترتب حواجبها مع روج خفيف وطلعت لجسّار اللي كان مرتخي على الكنب بثوبه اللي ما بدله وبجنبه فروه ويطقطق بجواله لين وصله صوتها : وين الشاهي
جسّار ابتسم وعدّل جلسته : لو انك متأخره دقيقتين بعد نمت تعالي الشاهي ماهو هنا اللي أعرفه إن الراجح عندهم طقوس مع الشاهي واذا بغيت تلين روسهم اليابسة اعزمهم على شاهي ولا؟
مشاعر ابتسمت: بتلين رأسي من أي ناحية يا أبو نجد
جسّار ابتسم : عاجبني رأسك اليابس وما ودي ألينه خليه كذا
مشاعر رفعت حاجبها: أجل وش حجة الشاهي
جسّار ابتسم : هذي اللي ما ودك تدقق يابنت اتركي الأمور تمشي على زمامها وبعدين انتي معاهده ربك على لونين ما تغيرينهم وراه وش فيه الأبيض طيب خلينا من الأبيض فيه بني فيه
قاطعته مشاعر: وفيه أحمر وفيه أسود بعد وش مشكلتك معهم
جسّار ابتسم ومسك يدها بيده اليمين وبيده الشمال فروته متوجه لمكانه اللي يعشقه دايم وخاصة بالشتاء: مشكلتي انهم يا عتيم يا موت حمر وعاد انا صاير أحب الأبيض بزيادة
مشاعر هزت اكتافها بعدم اهتمام: الناس أذواق يا جسّار مو شرط نتفق بالذوق وين رايحين
جسّار انهى نقاش الألوان: بالسطح الجو يجيب العافية
مشاعر : الجو البارد يجيب الأمراض
جسّار ابتسم : حجة بعد بس لا ترى انا عاشق للبرد ما عندي مشكلة اقعد بردان بس ما اذوق الحر
مشاعر بسخرية: انسلخت من الهوية النجدية اجل ما تحب الحر وانت أبو نجد
جسّار بحب: عاد ما أعز من نجدي الا نجد الممكلة نعشقهم بحرّ ولا ببرد كذا من الله حبهم بالقلب ما تشبيه ولا تسرقه شمس
مشاعر بصدق: تصدق جسّار للحين عندي فضول ليه سميت نجد بالاسم هذا
جسّار فتح باب السطح اللي كان مرممه ومسويه جلسات وقبل تتجهز مشاعر جهز الشاهي على الجمر : لما جتني نجد رزقتني فوق حياتي حياه سعادة ما قدرت اشبهها بشيء غير سعادة معزي يوم انه استرد نجد ولقيت نفسي سميتها نجد من غير حول مني ولا قوة
مشاعر بإعجاب بالمكان وبكلام جسّار: توي أدري عن هالمكان
جسّار لف لها بعد ما استشف الاعجاب بصوتها :بتحبينه يا مشاعر تعالي
اخذها لعند جلسة قريبة مجهزة بخداديات أرضية وطاولة بسيطة تطل على مزرعة راجح اللي أعطت السطح شكل جذاب جدًا جلس على الخدادية القريبة من الجمر وهو يصب الشاهي ويمدّه لمشاعر: سمي
مشاعر بإعجاب حقيقي بالمكان: سلمت فعلًا المكان يرد الروح
جسّار برفض باسم: يجيبب العافية يا مشاعر العافية
مشاعر اكتفت بابتسامة هي تشرب الشاهي بهدوء لين داهمها سؤال جسّار: اسألي يا مشاعر وش فضولك
لفت عليه بعد ما كانت تشوف المطل العشبي المعكوس على الإنارات الموزعة على السطح : ما عندي سؤال
جسّار ابتسم بخفة : مصير السؤال يطلع يا مشاعر
مشاعر بصدق: المكان ما ينقصه إلا جلسة قصيد
جسّار ضحك: بنت سعود ما يجارونها إلا بالقصيد وانا احسب الشاهي كفيل بالمهمة
مشاعر ضحكت: عاد تدري إني صديقة القهوة أكثر من الشاهي
جسّار بادلها الضحك: حتى بهذي رسبت يعني
مشاعر بإثبات: نص رسوب لأن المكان كفيل يغطي النص الثاني من فشلك
جسّار ابتسم: طيب وش اللي يغطي النص الثاني من الرسوب لأني ما تعودت الفشل ؟ قصيدة
مشاعر رفعت حاجبها وبثقة: ما أظن تنجح يا جسّار شكلك نسيت إني بنت سعود يعني الشعر استشفه
جسّار رفع حاجبه ينافس ثقتها : ما قلت إني بنافس أبوك بس أكيد سمعنا الشعر وحافظينه يا بنت سعود
مشاعر بعدم اهتمام : سمعنا وبعدين نقرر غطيت الفشل ولا لا
جسّار بنذالة : اذا فشلت تردين لي الشعر؟
مشاعر بثقة: بدمنا يا أبو نجد
جسّار: تم
بدأ يردد قصيد حافظه من قصايد رمّاح اللي يكررها على مسامعه دايم :
من الأيام تسرقني وش الأيام
أسايرها من سنين وتحدتني
أبيك أقرب من السباب للإبهام
وأبيك الزم من حمولٍ على متني
عيون الناس مرتني مرور كرام
وعيونك يوم مرت ما تعدتني
مشاعر برد دليل فشله : سعود الراجح لما جاء يوصف العيون قال فيها
ذي عيونك لا ابد هذي سنيني
وش ابي بالكون لا صرتي قبالي
هاتي ايدك بحضن ايديك بيديني
يا عذوق الغيم وأحلام الليالي
جسّار ابتسم: صح لسانه ما نقدر نقول شيء هاتي اصب لك
مشاعر مدت كاسة الشاي لجسّار وخذته وهي تحضنها بكفوفها: صار برد
جسّار فتح فروته وبترحيب: حياك
مشاعر قاطعته وهي تبي الجلسة تقصر بأي شكل تحس بغرابة في نفسها من تصرفات جسّار ومن نفسها أكثر وهي تأخذ وتعطي معه : جسّار بسألك
جسّار ابتسم وهو عارف سؤالها : تعالي واسألي مانيب مأكلك لا تمرضين واستأثم فيك وامي وابوك موصيني عليك
مشاعر قربت وخذت طرف الفروة وهي تتركه على رجولها
جسّار ضحك بسخرية: أحلفي عاد وكيف اسكرها كذا كلنا بنمرض
مشاعر لفت عليه وتوها بتتكلم لكن جسّار لف يدها على خصرها وسحبها وهو يترك جهة الفروة اليسار كلها على مشاعر واكتفى انه يلبس الكم بس ويقفلها عليهم مانع البرد يدخل: يلا اسألي
مشاعر اللي تحاول بثقتها تطغى على ارتباكها من قربه منها باللحظة هذي وبالشكل هذا : بسأل بس ما تقعد تعصب وتقلب الموضوع لصالحك وينتهي ما استفدنا شيء
جسّار ابتسم وهو يشرب من الشاهي : اسألي كلي رضا
مشاعر اللي ما عرفت كيف تبدأ: الصور اللي بمكتبك
جسّار قاطعها من أدرك ترددها: ما تركتهم بالمكتب إلا وانا داري لقافتك بتجيبك لهم شفيهم الصور
مشاعر طلعت جوالها وهي تفتح الصورة اللي سرقت انتباهها : اللي معطي ظهره للكاميرا أبوك صح؟
جسّار يماشيها بأسئلتها: صحيح واللي قدامه خالك
مشاعر باستغراب: طيب حلو وش اللي جمعهم بالطيارة
جسّار ما زال يجاريها: كان خالك يحاول يقنع ابوي انه يغير الطيارة اللي كانوا مخططين عليها ويركب بالطيارة الثانية
مشاعر قاطعته: طيب حلو اذا كانوا الشخصين المعنيين بهالموضوع بالصورة اجل مين اللي صورهم ووش كان غرضه من الصورة إلا لو كان عنده علم باللي بيصير حرفيًا وبيحتاج هالصورة كدليل ضد رعود وهذا اللي صار
جسّار كان بيرد عليها لكن وصله اتصال ينتظره : دقيقة يا مشاعر
قام من عندها مبعد عنها ورفع الاتصال: يا هلا
....: راقبت السيارة مثل ما طلبت طال عمرك متوجهين للشرقية السيارة فيها ثلاث اشخاص واستفسرت عن اسم البارق بن رعود بمستشفيات الشرقية ولقيته بالمستشفى العسكري
جسّار اللي توقع هالشيء : ما قصرت يعطيك العافية خلاص اترك الباقي علي
سكر من الاتصال وهو يردد: قرب لقانا يا رعود
دخل الجوال بجيبه وتوجه لمشاعر: مشاعر ضروري امشي الحين عندي شغل واحتمال كبير بطول لي يومين كذا انتبهي لنجد واذا سألت عن أمها قولي لها انها عند أهلها
مشاعر بريبة وشك: وين رايح يومين يا جسّار
جسّار بسخرية: ما أتوقع انك بتشتاقين لي بروح يومين وبرجع بإذن الله وانتي تجهزي لعرسنا ترى ما عاد باقي شيء يلا قومي بننزل لأني بطلع لا تجلسين لحالك
مشاعر وقفت وفروته عليها وجسّار اللي يطفي الجمر ويهم بالنزول ورى مشاعر اللي سبقته
نزلت غرفة نجد وهي تحاول توصل لرعود لكنها عجزت تركت له رسالة بشكوكها ان جسّار جاي الشرقية وهي تدعي انه يشوفها بأسرع وقت وتكرر بنفسها "الله يستر"
أما جسّار اللي كان يحاول يوصل لرحلة قريبة للشرقية وهو يجهز له شنطة صغيرة فيها اغراضه الأساسية ما خلت شنطته من المسدس الصغير الخاص فيه اخذ شنطته ونزل بعد ما تواصل مع معارفه في المطار يدبرون له أقرب رحلة للشرقية
-رجوعًا للقايد اللي وصل لأراضي الصارم وترجل من سيارته نازل متوجه لبيتهم قبل يوصله الصوت الهامس: قايد
قايد التفت للصوت اللي عرفه صوت وردته لكنه استغرب وقوفها بالبرد هذا تنتظره: لبيه وش مجلسك بالبرد
أوراد بخوف وشك: وين ابوي
قايد رفع حاجبه: أوراد ادخلي عن البرد وش هالسؤال
أوراد اللي كانت واقفه عند نافذتها وقت اللي ركب سيّاف مع قايد ووقوفها كان نابع من قلبها الخايف من مقدمات أبوها: شفته يركب سيارتك قايد وينه ابوي
قايد ابتسم : تراك بنت سيّاف وش هالخوف
أوراد بقهر وصوتها الراجف من البرد وقل الحيلة : أحر ما عندي أبرد ما عندك قايد تكفى وين أبوي
قايد اللي تمنى باللحظة هذي يسرقها من البرد وخوفها لأمانه ولكنها ماهي حلاله للحين وحتى وقوفه معها غلط لكنه مدرك خوفها: بنت سيّاف ابوك بخير وصحة وعافية لكن عنده عمل اكيد انه خبركم وصلته على طريقي شغله
أوراد برفض: لا مو على طريقك قايد كنت تنتظر قدام البيت كانت السيارة طافيه وابوي طلع من البيت متوجه لسيارتك قايد مو غبية ولا طفله تلعب علي بكلمتين
قايد اللي رحم خوفها: والله العظيم ان ابوك بشغله اصبري اتصل عليه وتتأكدين
أوراد اللي اتصلت مرتين على ابوها لكنه ما رد لأنه دايم يمنعهم انهم يكلمونه وهو في شغله لكن قايد اللي اتصل على سيّاف ورد بعد نغمتين : هلا قايد وصلت البيت
قايد اللي حاط مكبر الصوت: ايه بالبيت بس بتطمن عليك للحين بالمركز انت صح
سيّاف باستغراب: ايه قلت لك عندي كم شغله بخلصها
قايد : بس خلاص الله يقويك بحفظ الله
سيّاف باستغراب ما علق عليه: الله معك
قايد اللي انهى الاتصال : تأكدتي؟
أوراد هزت رأسها بإيجاب وبعدت بحيره لكن ناداها قايد بصوته اللي اجهر فيه : لا يلبسك خوف وابوك يتعزوى فيك عند الرجال وبدال لا يقول ولد صارم يقول أبو أوراد عاد العزوه لازم تكون قوية يا أوراد
أوراد تركته ورجعت البيت نزلت عبايتها بخفه وهي مو متطمنه على أبوها لكن مكالمته مع قايد أبعدت شيء من الخوف اللي سكن قلبها وعاث فيها وخلاها تنتظر بالبرد رجوع ابوها لكن اللي رجع قايد
-عند العرسان
رايد اللي كان يلبس وصله صوت فاتن الرقيق يداعب مسامعه وهي تناديه
رايد : حفظتي يا فاتن تعالي الصالة
فاتن اللي عدت خطواتها لين وصلت لرايد اللي نزل بلوزته بهاللحظة كانت قدامه فاتن اللي خطواتها كانت صحيحة للكنبه لكن رايد كان واقف بطريقها
رايد ضحك: يا حلو هالوجه الواحد مفروض يفزع لكن وجهك الله معطيه رحابة
فاتن بعدت عنه بخجل: آسفة والله كنت قاصده الكنب
رايد بمزح: اللحظة اللي الواحد يتمنى يكون كنب جهزتي يلا نطلع؟
فاتن برجاء : نمر ابوي رايد؟
رايد بقل حيلة: يا بنت الناس ابوك الحين بسابع نومه يلا عاد لا نتأخر على الرحلة بعدين بقول لك شيء
فاتن عقدت حواجبها باستغراب: وش هو
رايد ابتسم: ترى عندي فوبيا من المرتفعات يعني الله يعينك علي تداريني
فاتن بفزع: لا رايد كنسل السفرة كلها ما اعرف انا وش ادرايك كيف كنسل خلاص ما نبي
رايد مسك كفوفها: يا بنت الناس لا تفزعين قلت لك داريني ما قلت شيء ثاني وراك فزوع انتي بعدين شوفي انا اهم شيء ما انتبه للإقلاع والهبوط ولا انتبه لارتفاعنا وما بعد كذا هين ترى مجرب اركب قبل هلوست عليهم شوي بس الأمور جرت بالسليم ووصلنا سالمين يعني مانيب من النوع اللي يخوف لا تخافين
فاتن بعدم راحة: أخاف يا رايد أخاف ما اقدر أهديك
رايد بارتياح : عشان اقصر عليك الطريق واسهله لا تتعبين نفسك كل ما شفتيني انفلت امسكي يدي سولفي علي عشان انا اشوف عيونك واركز معك وبدال ما نكون بالجو نصير ببحر عيونك
فاتن باستغراب: ياربي حتى بالفوبيا تمزح يا رايد
رايد بصدق: يا شيخة جعلها اسوء ما أواجه كثير ناس اسوء مني ليه اسويها قضية وسالفة أمر ربي سعة يا فاتن يلا بس اجهزي بجيب عبايتك واجي
جاب العباية وساعدها تلبس وتوجهوا للمطار وكان بالمطار ثلاث وجهات جسّار للشرقية
رايد وفاتن لبيروت
عسّاف وشموخ لوجهه مجهولة
-رحلة فاتن ورايد
رايد: فاتن خلك جهة النافذة ادخلي
دخلت فاتن وساعدها رايد اللي بيده عصاتها في حال احتاجت لها جلس جنبها واخذ له حبوب مهدئة وهو يحاول يتغلب على حربه النفسية في حضور حبه
فاتن بتوتر: رايد انت تمام
رايد ضحك: يا بنت الناس وشفيك متوتره ما قلت لك عشان تتوترين واهديك بدل ما يصير العكس
فاتن بأسى : ما اعرف رايد لازم اسألك انا ما اشوف ملامحك ولا ادري انت تمام ولا لا
رايد بجدية: خلاص انسي فاتن بس سولفي وانا بنشغل فيك
فاتن مسكت يده عشان تحس برجفته في حال زاورته الفوبيا وبدت تسولف له لكن طرى على بالها سؤال: رايد احنا من متى متزوجين؟
رايد ابتسم للذكرى: في اليوم اللي سألني ابوك متى بيفرح فيني من ثاني يوم وانتي على ذمتي قال لي اسبق اخواني واتزوج وابد تممت
فاتن بصدمة: يعني قبل كايد
رايد: لا بعد كايد
فاتن اللي انتبهت لإقلاع الطيارة ولرجفة يد رايد شدت على يده : طالعني رايد
رايد ناظر فيها بابتسامة: لبيه
فاتن ابتسمت بلطافه: مثل ما انا احس بالأمان عشانك فيه انت بعد ابيك تحس بنفس الإحساس عشاني معاك صحيح ما اشوفك لكن يكفيني ألمس قلبك واحس بمشاعر الامتنان والأمان لك
رايد شد على يدها وباسها بخفة: الحين لو أعيش بالسماء ما علي خلاف أمان الله علي ثم وجودك
-للشرقية
وصلت سيارة سعود للمستشفى لكن قبل ينزلون نطق سعود بجهورية بدون ما يلتفت لنبض: نبض يا عمي اسمعي تراي جايبك لحاجة وانتي تدرين لكنك ما تدرين من اللي بتعالجينه
نوره قاطعته: ماراح تعيي
سعود برفض : معليه يا نوره لازم تعرف نبض اكيد تعرفين رعود وسالفته مع عمك الفهد واليوم جايبينك تعالجين ولده اللي انشل بحادث موافقة ولا والله يكفيني ترفضين وارجعك لأهلك والوجه من الوجه ابيض
نبض سكتت شوي تفكر ثم نطقت: الطب علمني مو المهم شخصية المريض المهم انه انسان ولو كان عدوك او صديقك بتعالجينه لأن هذي مهنتك تساهمين بحياة الناس ماهو نصفي الناس على حسب علاقاتنا وما دام خالتي نوره راضيه بعالجه بدون ما التفت مين يكون
سعود بامتنان: كفو يا نبض انا اشهد ان بتّال ربى
نزلوا من السيارة متوجهين لداخل المستشفى لين لمحوا رعود اللي كان جالس بالكراسي اللي برى غرفة البارق توجه له سعود باستقبال لكن نوره وقفت ووقفت وراها نبض باستغراب
سعود اللي وصل عند رعود سحبه من على الكرسي وهو يحتضنه: خطاكم السوء يا رعود
رعود بادله الحضن وكان فعلًا يحتاج وقفة سعود: خطاك اللاش يا سعود
ابتعد عن حضن سعود ولف بلهفه يدور على نوره اللي لمح وقوفها التفت النظرات وكانت نظرات رعود ودموع نوره سيد الموقف لكن جمود السنين داهم الطرفين رعود اللي يحس من خفقان قلبه ماهو قاوي الخطوة ونوره اللي تحس دموعها تردها خطوات لورى قاطع لحظتهم سعود اللي نادى نوره تجي
لكن نوره اللي عواطفها عيت تسمع صوت سعود العابر لكنها قادرة تسمع صوت نبضات رعود المفضوحة على وجهه وبحنية اخت توجهت له لكن رعود سابق خطواتها وهو يجرها لحضنه : يا نور رعود يا نوره ودنيته انتي انا اسف وادري انها ما تشفع ولا توفي ادري اني ما داريتك ولا صنتك ادري اني بكيتك واكبر ذنوبي سرقت منك الفهد خذت منك الأمان وعطيتك شغف فوق ذنوبي
نوره اللي اكتفت تسمعه بكل جوارحها بداية من رجفة ضلوعها بحضنه لدموعها اللي كست كتفه لكفوفها اللي شدت على ذراعه بمحاولة طبطبة فاشلة
بعدت عن حضنه وهي تسابق لهفتها وتشوف وجهه كيف غيرته الدنيا تشوف الشيب اللي انزرع على ذقنه : رغم كل ذنوبك يا رعود تبقى سندي يبقى ضلعي فارغ من غيابك ليتك ما غبت ليتك قابلتني واشوف فيك الفهد وأطباعه ليت أقدارنا غير يا اخوي ليتنا كنا أحرار ما يستحل قلوبنا شيء لكن العتب يا رعود كل العتب على غيابك غبت تحسبني اشك فيك او احملك موت الفهد نسيت يا رعود نسيت إني أعرف كيف تعزه ويعزك نسيت كيف كنت اغار عليك منه وعليه منك وتضحكون علي وين كنا وكيف صرنا يا رعود قلبي خلي من البعد يا اخوي
رعود اللي رجفت ضلوعه من كمية المشاعر اللي تراوده اختلج صوته والعبرة سكنته وهو يحاول يشرح لنوره وش اللي صار في بعده
لكن قاطعته نوره اللي نطقت: لا تبرر يا اخوي ماهو وقت عتب جيت اشيل من حمولك ما جيت ازيدها ويكفيني شوفتك عقب هالسنين يا رعود وانا ادري بيلحقك كثير العتب من غيري خطاي يا رعود طول عمرك خطّاي لكنك أخوي وأحبك أكثر من نفسي وابديك عليها ويوم اني ما اقدر اشيل حمولك ما جيت ازيدها
رعود اللي حارب عبرته وهو ينطق: ثقل من الحزن كتفي يا نوره لكن ثلثينه طاح من شفتك
نوره : والثلث الباقي باذن الله بيطيح بقومة البارق على يد نبض
رعود بانتباه لف على سعود : ليه ما ترد على اتصالاتي
سعود : شفت رسالتك وادري بتسألني ليه جبت نبض جبتها لأني ادري هي اللي بتقوى عناد ولدك وبعدين ما عليها خوف بتكتم سرّك لا تخاف جات وهي تدري انها بتعالج ولدك
نوره بتأكيد: لا تخاف من الناحية هذي نبض ثقة ولا كان ما وافقت اجيبها
رعود باستسلام: البارق نايم الحين
سعود بثقة : كذاب ماهو نايم يسوي نفسه نايم بدخل انا اكلمه وانتوا عاتبوا بعض لا اوصيكم واذا تذابحتوا هذا الدكاتره يعالجونكم
تركهم ودخل عند البارق اللي من سمع صوت الباب رمى رأسه على المخدة بخفة
سعود ضحك: قوم قوم الحركة هذي على ابوك مو علي
البارق فتح عيونه وابتسم من شاف سعود : جيت؟
سعود بادله الابتسامة: يقول ابوك طالعه شياطينك شعندك
البارق ببرود: ولا شياطين ولا شيء كلامي واضح ما ابي اشوف احد
سعود بثقة: مانيب من ضمن اللي ما تبي تشوفهم ابوك اشغلته بعمتك قول وش مضيق خاطرك
البارق رجعت اخلاقه تقفل: شفيكم انتوا غصب أكون متضايق انا قلت ما ابي اشوف احد ومن حقي تعبان وما ابي اشوف احد خلاص عاد
سعود بعصبية: أقطعها يالبارق أقطعها وش هالانهزام ما خبرتك جايب لك دكتوره تحل مشكلتك الجسدية بس عاد النفسية يبي لك شيخ يقرأ عليك اعوذ بالله
البارق ببرود : انا قلت لأبوي ما ابي طبيب اذا بمشي انا امشي لحالي غير كذا لحد يناقشني
سعود ببرود: ومين قالك جاي اناقشك انا جبت الدكتوره وخلصت يعني اعتراضك لا يودي ولا يجيب
البارق بقهر داخلي وخارجي: مثل ما جبتها رجعها مانيب عارض نفسي لدكتور مؤقت وبقوم بنفسي
سعود بسخرية: يعني وش بتقعد من النوم وبتنوي تمشي وبتشوف نفسك تمشي تستهبل بروق ترى لازم لك مساعدة طبية لكن انا ماراح اناقشك بنادي لك الدكتورة الحين وغصب عليك تستجيب للعلاج لو ماهو عشان نفسك عشان أمك وأبوك تراهم يشوفون الدنيا فيك اترك عنك حركات النص كم
طلع تاركه وهو يشوف نبض ما زالت واقفه بمكانها اللي كانت واقفه فيه نوره توجه لها بابتسامة: اعذرينا يا عمي موقفينك تعالي شوفي المريض
نبض لحقته وهي تسأله: وش قلت لي اسمه عمي؟
سعود وهو يفتح باب غرفة البارق: البارق
دخلت الغرفة وألقت السلام لكنها ما لقت رد من البارق اللي صاد بظهره عن الباب
سعود بحدة: البارق اعقل
نبض بخفة منعت سعود من انه يتهاوش معه لأنها تعرف بالحالة النفسية لأي شخص في حالة البارق توجهت للسرير: بكشف عليك بس
البارق ببرود: أحد طلب منك؟ شوفي اللي جابك عمي اسأليه هو اذا يبي كشفية
سعود برفض لتصرفات البارق اللي يشوفها تفشله مع نبض اللي جايبينها من أهلها : البارق عيب ماهي علومك
البارق ما رد عليهم ومطنشهم كليًا
نبض نطقت: البارق عنادك ماراح يساعدك خلني اكشف ونشوف وش المشكلة
البارق ببرود: ما تفهمين؟ قلت لك ما ابي كشف ولا هم
سعود بقهر: تعالي تعالي يا نبض ماهوب كفو هالخايب خليه يخيس بسريره الشرهه علينا
نبض برفض: عمي ممكن انا أتكلم معاه؟
سعود بقهر: ما منه فود اتركيه خليه يوقف عند كلامه
نبض : وانا بوقف عند كلامي لما قلت لك بعالجه ممكن أتكلم معه بدون ما تقاطعه
سعود هز راسه وصد بقهر من البارق اللي ما تعودوا منه هالأسلوب الوقح بنظر سعود
نبض : البارق لو ما فحصتك الحين وطلعت وش النتيجة اللي بتوصلها
البارق : حلو وصلتي لنقطتي النتيجة صفر نفس اذا فحصتيني صفر بعد وش بيتغير بتعطيني أعصاب يعني ولا بتجلسوني بمشاية مثل الأطفال
نبض بجدية: اذا اضطرينا ايه نعطيك أعصاب ونمشيك بمشاية انت ليه قاطع أملك بربك ورافض كل سبل العلاج وشللك بتأثير حادث يعني ان شاء الله إنه مؤقت
البارق لف عليها : وانتي تحسبيني بقبل بالشيء هذا ان ربي كتب ورجع قدرتي على المشي ولا جلست هذا كل اللي عندي
نبض بمحاولة ثانية: وابوك و أمك راضي انهم يشوفونك بالحالة هذي وما يسوون شيء يعني فكر بالطرف الثاني لولا سمح الله صار لأمك أو أبوك شيء والحل بيدك بتوقف بدون ما تسوي شيء
البارق رفع حاجب من كلامها: قولي خير او اسكتي بعيد الشر عنهم
نبض اللي لمست لين برده هالمرة استمرت : طيب لولا سمح الله أمك احتاجتك بشيء ضروري تبيك توديها المستشفى أو أبوك صار له شيء واحتاجوك وش بتقول لهم والله انا بجلس وانتظر ربي يكتب لي وامشي وربي وربك كريم لكن لازم تسعى وتسوي بالأسباب أما انك تجلس وتقول ربي ما كتب لا ما يصير
البارق سكت وهو فعلًا بدأ يلين لكلامها لكنه كابر على نفسه وعلى الكل
نبض قربت بخفة وهي تبعد اللحاف بشكل خفيف بتشوف اذا بيرفض لكنه ما رفض ولا اصدر أي ردة فعل ومن هالمنطلق كملت نبض وهي تكشف على رجوله
نبض بانهماك بشغلها: البارق اذا حسيت قول لي
بدت بشغلها ثم وجهت كلامها لسعود : حالته جيدة مو مستاءة لكن نحتاج عزيمته بس وشهرين بالكثير مره ويرجع يمشي على حيله واحسن من قبل
البارق انجذب لكلامها: كيف انا ما حسيت بشيء
نبض ببساطة: ما حسيت لكنك بتحس لأن مو كل أطرافك متأثرة يالبارق يعني لما نوقف مهدئات ونبدأ بالعلاج الطبيعي وتتحرك شوي على السير بترجع تمشي طبيعي خاصة انك لسى صغير والأعصاب تتجدد عندك وتعوض التلف المؤقت يعني المسألة محتاجه عزيمتك بس
دخل رعود على كلامها الأخير ونطق: بشري؟
نبض ناظرت برعود وما قدرت تتخطى كون هالشخص له يد بوفاة عمها سكتت ثم وجهت كلامها لسعود : تقدر تشرح لأهل المريض كلامي اللي تو انا بتكلم مع الدكتور المسؤول عن حالة البارق وبأخذ منه التفاصيل
تركتهم وطلعت وهي تأخذ نفس حاربت نفسها كثير بهالمواجهة لكنها ما قدرت تتخطى فكرة انها مشبهة على البارق كثير من شكل ومن صوت لكنها بعدت هالأفكار وتوجهت لدكتور البارق تسأل عن التفاصيل وتقدم الأوراق الخاصة بتدريبها
رعود استبشر من كلام نبض اللي نقله له سعود : شفت يالبارق ما عليك خلاف يابوي
سعود بسخرية: الخلاف ماهو برجوله بمخه فشلني مع بنت الصارم خلى وجهي هالقد
البارق لف بصدمة : بنت مين!!!
رعود لف على سعود بتأنيب وهو يهمس له بشفايفه بس " ما تمسك لسانك" : هذي حفيدة صارم يالبارق
البارق ضحك بصدمة: والله انتوا غريبين بعد متهمين بذبح ولدهم وجايبين بنتهم تعالجني بكره بدال لا اصير مشلول تزوروني بثلاجة الموتى قدهم خذوا ثارهم منكم
نوره اللي دخلت على كلام البارق: لا صارم ولا عياله ولا حتى أحفاده يغدرون لو بنيتهم يأخذون ثأرهم بيأخذونه وانتوا تدرون
البارق لف على سعود: وهذي مين بعد جبت بنت الصارم بعد ما استغرب وانت ذاكرها بشعرك
قاطعه سعود قبل يجيب العيد زيادة: يالخايب ذي عمتك
نوره توجهت له: خطاك السوء تمنيت اشوفك بظروف افضل لكنها جات كذا
البارق لف لأبوه: قرة عيونك بأهلك يبه
رعود ابتسم له : تقر زود بقومتك بالسلامة النور هي عيوني ماهي قرتهم وبس
البارق لأبوه: النور عيونك انا اكثر من يدري لكن كأن النور شرهانه
نوره ابتسمت للبارق بحنان : شرهانه إن أبوك مخبيك عننا ولا بيني وبين أبوك مافيه مشاريه وانا ادري إنه بريء من مقتل الفهد
البارق وجه نظره عليهم جميع ثم ابتسم: والله وتجمعتوا وسوالف المافيا اللي كنت اسمعها بترجع
نوره باستفسار : أي مافيا
البارق ناظر أبوه : سرقة كرة الجيران والحرب الصغيرة على الصارم عشان تأخذون بنتهم تلعب معكم لكن المافيا ناقصة بنت الصارم وشكلكم بدلتوها بالدكتورة
نوره ضحكت : نبض ماهي بدل ضوى بس اذا بنيتك تتمم اللي ما تممه سعود انا اجي معك انت ونيتك
البارق برفض: أمنعينا من بنات الصارم مالنا فيهم انا ابي مثل شمايل اذا عندكم ولا أقطعوها
سعود اللي تذكر: صحيح رعود كلم زوجتك تجي انا بمشي وانتوا انتبهوا على نبض الصارم
رعود بأمر: اجلس اجلس شمايل توي موديها ترتاح بكره تجي اذا جات تتوكل اما الحين اجلس
سعود جلس على الكرسي ثم طلع جواله وهو يسمع اتصال روح رد بلهفة: هلا بروحي
روح : هلا يبه وصلتوا؟
سعود: ايه تونا واصلين ارقدي يا روح
روح بصدق: شغف نامت بس انا ما قدرت انام وانت مو فيه
سعود بنذالة: أفا هذا وانا موصي رمّاح يداريك
روح بخجل: يبه
سعود ابتسم بحب: انتبهوا لكم يا ابوي وشغف لا تتأخر على مدرستها صحيها بدري بكره دوام وهي سهرانة
روح ضحكت: ناويه تغيب يبه
سعود برفض: ما تغيب صحيها وقولي لها إني موصيك وبتروح وهي شاطره
ما يدري انه بحديثه عن شغف تل قلب رعود من مكانه وما حس فيه إلا البارق اللي ربت على كفه ونوره اللي ما حاولت تبدي أي ردة فعل لأن هذي سوايا رعود ولازم يتحملها
رعود بمحاولة انه يسهى عن حديث سعود اخذ جواله ومن شاف رسالة مشاعر نطق : جسّار جاي
