اخر الروايات

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم الكاتبة سحاب

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم الكاتبة سحاب


 الجزء الثالث والأربعون

*

*

مهما يضيق الدرب قدام وش عاد

اصبر لو تمشي على القاع حافي

ومهما الزمن قاسي ومهما الوجع حاد

لابد مالوقت بيجيك صافي

*

*


رعود بمحاولة انه يسهى عن حديث سعود اخذ جواله ومن شاف رسالة مشاعر نطق : جسّار جاي


ما شاف أي ردة فعل لا من سعود ولا من نوره قال بصدمة : تدرون!


سعود اللي كان متكتف والبرود اللي سرقه من عوايد رعود : بظنك؟


رعود استشاط غضب: شلون تسوي كذا يا سعود كنت داري ما ورى قدومك بحفيدة صارم خير


سعود نزل كفوفه المتساندة ببعض وقرب من رعود : متى ناوي تواجه يا رعود هو انت مخطي يوم انك تتخبى عن وجه الحقيقة وتسدّ بيبانها!! هالثأر خذ منك الكثير وخذ من نوره ولا انا خلي بعد لكن اقدر أقول اني أكثر من طلع من الحرب بقل الجروح لكن انت يا رعود قدمت من عمرك عمر متى بتواجه ؟كنت معك بقرارك عشان جسّار صغير وممكن ينلعب عليه بمقتل أبوه لكن الحين ما اظن انك تعجز تواجهه عاصفة ويهابونك جنود ورتب وانت تخشى جسّار!


رعود بقهر توجه لسعود بقهر: تحسبني راضي انت ها تحسبني قابل وساكت والله يا النار تشب بجوفي وما تطفي ولدي هذا هو قدامك فقدته سنتين من عمره بسبب فزعتي وبنتي يا سعود حرّ جوفي تلت دموعي من محاجري فرقتها تدري ان قلبي عليها شغوف لكن وش اسوي اروح اواجه جسّار اللي مكذب براءتي واخليه يبتلي بقتل فريق اول ويخسر باقي حياته وهو وصاية الفهد انا وش بخسر أكثر انت تدري انه حتى لو انحل الثأر اني بشيل هم شغف هي بتعذرني ولا لا وان عذرتني بتعذر جسّار اللي بسببه انسرقت سنينها بدوني انا يهلكني التفكير باللي حولي يا سعود مانيب أناني يشهد علي ربي إني ما فكرت بنفسي حتى خسايري ما تحصى ولا تنعد لكن عشانكم وعشان هالوطن مستعد أقدم الغالي والثمين يا سعود لكن انت بفعلتك الحين وش بتسوي وش متوقع من جسّار بيجلس وبيسمع مني!


نوره اللي طلعت من صمتها : بيسمعك طيب ولا غصب بيسمعك


رعود بصدمة: انتي يا نوره تقولين كذا انتي اللي تعرفين ولدك وطبعه ولدك جبته عندي بالاستخبارات من سلك الطيران عشان اعرف اطباعه لكني للحين ما عندي فكره واضحة عن أطباعه يوم أشوف الأمل انه ممكن يقتنع ويوم أشوف اليأس من اشوف تصرفاته من تنذكر الحادثة قدامه نوره ولدك كان بضلع الموت ولدك كان بيروح مراح أبوه انحطيت بالموقف مرة ثانية اختبروني بولد الفهد يا نوره وانتي تعرفين إني لو فشلت بيكون موتي من حسرتي


نوره بصدمة: متى قابلت جسّار انت يوم انخطفت نجد صح! ألا صح نجد تعرفك اصلًا بلغتني


رعود ابتسم بسخرية: يومها ما كانت نجد اللي بالخطر وبس ولدك بنفسه حبسوه بطيارة مفخخة حاصروني من أربع جهاتي انت تذكر يا البارق لما كلمتك يومها وطلبت منك تراقب جهاز التحكم الموجود بشنطة نجد بظنك ليه ماهو جسّار اللي تولى هالمهمة لأنه كان يصارع الموت


نوره بفجعه: يمه ولدي


رعود هز رأسه بتأكيد: نفس الموقف يا نوره نفسه كلموني متعمدين واللي كلمني عارف بحادثة الفهد وحساسية الوضع وبنفس الوقت عارف إني بريء من مقتل الفهد لكن وقتها كنت افكر كيف أطلع جسّار من هالموقف بدون أدنى ضرر والحمدلله طلع لكني شفت يومها إن جسّار ماراح يترك شخص سبب له ضرر بسهولة تدرين يومها إنه جلد رمّاح جلد عشانه بس أهمل الموضوع أي هدوء اللي متوقعته منه انا اجلس سنين ادور ورى هالموضوع ويوم قربت أوصل تجون بتغافل بالأسلوب هذا اللي بيدفن كل شيء سويته لكن مثل ما تبون بجلس وانتظر جسّار ونشوف


البارق بسخرية : شفت إن كان عندي بعد نظر من قلت لك لا يجون


سعود اللي كان ما زال متنرفز من تصرفات البارق :انت انطم وانت يا رعود قولك انا والنور بنخليك لحالك ولا بنخليه يغلط لا ابد لكن هالفجوة والجفا زادت ضحاياه يا رعود وان كانوا قتّال الفهد للحين أحرار السبب إنهم ما واجهوا اتفاق بين الرعود وجسّار ولا ما كان سلموا هم المستفيدين من اختفاءك يا رعود


رعود بسخرية حرك يدينه بمعنى الجنون: اذا انت تعتقد ان جسّار بينسى ويترك كل شيء ويحط يده بيدي بدون دليل انت غلطان وين الدليل اللي بواجه فيه شهادتكم تكفي! لا والله ما تكفي جسّار لكن يا سعود بتشوف بنفسك


قاطعهم دخول نبض اللي دخلت باستعجال موجهه كلامها لسعود: عمي طلبت تحاليل دم للبارق لكنهم رفضوا يسوونها


سعود باستغراب: ليه رافضين بعد


البارق بحلطمه: وقتك انتي وتحاليلك


نبض اللي سمعت كلامه وبعناد: بتجي معي وناخذ تحاليل جديدة اذا ماهم موافقين يعطوني القديمات


البارق ضحك بقهر وهو يهز رأسه: وقتك انتي وبعدين وش هالدكتورة اللي تحسب دمي عصير كل شوي تبيهم يسحبون مافيه ان ما عطوك لا يعطونك هم ادرى بشغلهم واطلعي عندنا موضوع خاص



نبض اللي بدت تتنرفز من أسلوبه المستفز فوق تعبها اللي كملت يوم من غير نوم غير النقاش مع دكاترته اللي محد اخذها بعين الاعتبار كون مافيه موافقة رسمية انها تكون دكتورته خاصة انها متدربة : لا دمك ماهو عصير لأن أثقل من دمك ما شفت واذا عندكم موضوع خاص تفضلوا تناقشوا فيه برى أكثر خصوصية أما هينا غرفة مريض والطبيعي إني أكون موجودة تعال معي



سعود ما قدر يكتم ضحكته وهو يشوف وجه البارق اللي صار أحمر من العصبية وبرز عرق جبينه ثم نطق : أوامر ثانية بعد هاتي لا تستحين


نبض بامتعاض: سلامة عمرك بتجي معي للتحليل ثم نشوف الأوامر الثانية



البارق لف لسعود بغضب: عمي!! من وين جايبها ذي رجعها رجعها لأهلها عساني طول عمري مشلول ولا تعالجني المريضة هذي



نبض بقهر لفت على سعود يفزع لها لكنها تراجعت ثم لفت على البارق : الحين انا مريضة عشاني عاملتك بنفس أسلوبك وانت من جيت ما بقى كلمة ما قلتها وبعدين ما هو على كيفك تقرر تبقى مشلول ولا لا اذا انت ما عندك أمل من نفسك انا عندي أمل فيك



رعود لف على نوره بتساؤل: شفيها تكلم ولدي كذا هذي


نوره هزت أكتافها بضحكة: والله ماهي كذا بس ولدك جننها



البارق بأمر: عمي رجعها ولا والله ماهو خير لي ولا لها



نبض لفت لرعود : بما إن ولدك خارج نطاق العقل مضطرة أخذ الموافقة أو عدمها منك


رعود لف للبارق اللي يأشر له بالنفي وسعود بالاثبات لف لنبض : تقولين في أمل يمشي؟


نبض هزت رأسها بتأكيد: ايه فيه



رعود ابتسم: اجل حيلك فيه سعود ألحقني برى أبيك


طلع سعود من الغرفة ورى رعود اللي خفت حدته وهو يفكر بالموضوع بمساحة أكبر


رعود : مانيب مقابله بالمستشفى برى وبتكون انت معي بدون علم النور مابيها تشوف حرب بيني وبينه


سعود اشر على خشمه بابتسامة


رعود خذ نفس: تعال وشيل عنك الابتسامة العبيطة هذي


سعود ضحك وهو يكرر بيتين من قصيدته :


يارب يا عالم بخفايا سعود ومافي باطنه

انشدك باسمك العظيم الوحيد

يا من وسع فضلك الأراضي وسابع سما

تفكني من عصبية رعود العضيد


رعود لف عليه بنظرة من طرف عينه: ابلعها


سعود ضحك : بلعتها والله


رعود شاركه الضحك: صحة وعافية


قاطع ضحكهم اتصال راجح على جوال سعود اللي طلع جواله : هلا ابوي


راجح بعصبية: الحين تعال انا توي انتبه وش فيك مسافر وعرس بنتك ما بقى عليه الا ما بين الله أكبر والركوع


سعود بوهقه: يبه باقي عليه حول الأربع أيام وانا مانيب مطول


راجح بريبة: الله يستر منك مانيب مرتاح لهالسفرة



سعود بابتسامة : افا عليك يبه سفراتي ما وراهم مصايب


رعود اللي تمثلت الصدمة على وجهه نطق بسخرية : واضح


راجح : طيب طيب انتبه على نفسك وعلى نوره


سعود بروقان: ابشر من عيوني



-غرفة البارق



نبض لفت لنوره: خالتي كلميه يقوم جنني


نوره بابتسامة: البارق ما يجي بالأوامر يا نبض خليه هو بيفكر وبيقتنع ويجي معك


البارق برفض: مين قال لك! مانيب قايم مع البزر ذي خليها تصرخ شكلها ما تدري اني متعود على أصوات تفجيرات


نبض بسخرية: ولد ابوك ليه استغرب


البارق بفخر: صحيح ولده وماهو شيء يدعي للسخرية إلا الفخر والله -ثم كمل بسخرية- انتي من بنته ما عرفنا ابوك معليش


نبض واللي موضوع ابوها عندها خط أحمر: طبيعي ما تعرف ابوي هو انت عشت بالدنيا اصلًا! انت عمتك توك تعرفها تبي تعرف ابوي طويل على شنبك



نوره اللي حست الوضع تعقد : البارق اهدى وانتي يا نبض خلاص أطفال انتوا خلني أساعدك يمه وتروح تحلل وش بتخسر


البارق اشر على نبض باستصغار: اسمع كلامها يعني!!


نبض بعناد أكبر: طرق عن خشمك بعد شوف ترى انا مررره مطولة بالي وبالمقابل اقدر اخذ اللي ابيه وانت ما تمنعني عشان كذا قصّرها ويلا المختبر


نوره اللي شافت ملامح البارق اللي استعدل بجلسته : نبض قلبي خلاص روحي انتي نادي ممرضة من المختبر وتسحب منه الدم


نبض برفض: هذا الغلط لازم يمشي يا خالتي لازم يتحرك لو شوي لو بيجلس منسدح كذا ماراح يتغير شيء



البارق بقهر وعصبية مفرطة: ومين قال لك اني ابي اتحرك وحتى لو ابي اتحرك مانيب متحرك على يدك



نبض بثقة : للأسف إنه مو على كيفك



البارق موجه كلامه لنوره: هذي تطلع ولا كيف



نوره بتعب منهم الاثنين: وش هالعناد خلاص عاد البارق انت تسمع كلام ابوك ماهو كلامها ابوك وافق انها تعالجك يعني خلاص الموضوع منتهي وانتي يا نبض اتركيه اليوم لا يمشي خذي التحاليل وشوفي نتيجتهم وبكره بإذن الله يتمشى شوي صح البارق



البارق اكتفى بالسكوت وهو يشوف نبض طلعت من الغرفة تاركتهم


نوره موجهه كلامها للبارق: البارق أمي يمكن انت ما تعتبرني عمتك ويمكن هذي اول مره تشوفني فيها لكن وربي اللي وهبني جسّار إنك دخلت قلبي من أوسع أبوابه لكن يا امي ترى جلوسك ما يتعبك وبس إلا يطعن بقلب ابوك وادري انك ما ترضى عليه لا تجادل يا ابوي وامش مع كلام نبض ان فادتك ولا خلاص رجعنا


دخلت نبض بعد ما اخذت أدوات سحب الدم وتقدمت للبارق بينما البارق يتحاشى إنه يناظر فيها عشان ما يرجع يعصب حاط كلام نوره قدام عيونه ونبض اللي بكل هدوء سحبت الدم وانسحبت وهي تهمس لنوره تلحقها


لحقتها نوره : هلا شفيك


نبض : خالتي كلمي أبو مشاعر وقولي له ماهم راضيين يتركوني اشتغل براحتي هينا الأدوات بالقوة خذيتها ما اقدر أعالجه هينا لازم يسوي له تحويل على المستشفى اللي اتدرب فيه بالرياض عشان اقدر اعالجه كويس


نوره بمنطقية: لا تخافين اصلًا ناويين ننقله للرياض لكن لين يتحسن شوي وبعدين يا امي يا نبض طولي بالك وش اللي سويتيه داخل



نبض بخجل من فعلتها: والله مو قصدي يا خالتي بس مو طبيعي كيف يطلع الواحد من طوره سكت كثيير يا خاله بس هو ماهو جاي يرّسيها على بر ولو ماني بحاجة أعالجه عشان تدريبي ولا كان والله رجعت من أقرب طريق لأنه ما يستاهل تعبي



نوره اللي تحاول تسحب غضب نبض : ادري يا امي بس تدرين انتي انه من نفسيته بعد الحادث يتعامل كذا حاولي تسلكين له شوي وصدقيني هو بينضبط معك وبيخجل من نفسه


نبض : والله يا خالتي والله تحملته بالاول وقلت مشي يا نبض لكنه يجلس يتمسخر علي وعلى ابوي لا عاد هينا اتركه مكانه وارجع لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وأكيد إنك ماراح ترضينها علي


نوره بقطع للنقاش : خلاص يمه نبض اذا شفتيه زودها وتبين ترجعين قولي لي ونرجع بروح اشوف سعود انا انتي بتكونين بالمختبر صح؟


نبض بتأكيد: صح بروح المختبر وبحاول فيهم يسوون لي التحليل على عينة الدم



نوره : خلاص لا تكلمينهم انا أقول لرعود يكلمهم يسمعون كلامه هم


نبض هزت رأسها : تمام انا بروح وانتي خليه يكلمهم


نوره : تمام يا امي روحي واي شيء يصير معك اتصلي علي طيب؟


نبض هزت رأسها بتأكيد وابتعدت عن نوره متوجهه للمختبر أما نوره اللي راحت لأخوانها وهي تشوفهم واقفين برى


نوره باستفسار: ليه واقفين هينا جسّار ما جاء


رعود بسخرية: ننتظره لكنه مطوّل الجفا



نوره باستغراب: مفروض انه واصل من زمان


سعود رفع كفه وهو يشوف ساعته : صحيح مفروض له نص ساعة هينا


نوره بعدم راحة : بتصل عليه


طلعت جوالها وهي تتصل على جسّار لكن ما وصلها رد بدت تقلق على جسّار اللي تدري انه حتى في عز انشغاله ما يطنش اتصالاتها ابد


سعود رفع حاجبه من انتباه لشرودها: ما رد عليك؟


نوره هزت رأسها بالنفي وسعود اللي ربت على كتفها: عادي يابوي يمكن بالطيارة وما يقدر يكلم أدخلي عن البرد لا تمرضين بعدين وشفيك مخليه نبض مع بروق ترى ماهو صاحي يقط خيط وخيط روحي تراها أمانتنا


نوره اللي بهت وجهها واكتفت بعدم الرد انها تتوجه لداخل المستشفى تاركه الاثنين يتساءلون بالنظرات


رعود رفع اكتافه: لا تناظرني كذا والله ما سويت له شيء ولا ادري وينه


سعود بصدق: انا والله تعبت منكم وش كان بيضركم لو عشتوا طبيعي مثل خلق الله الخال عدو ولد اخته


رعود بقهر: وهو انا اللي اخترت يموت الفهد بسبب اختياري يا سعود



سعود بتغيير الموضوع: اترك الفايت بسألك وش سويت مع ساري الكلب


رعود مسح وجهه بتعب : عجزت ألقى ضده دليل لكن سامي بيوصلني اليوم أما الكلب اللي دخل غرفة البارق اختفى شفنا الكاميرات لكن ما قدرنا نلقاه كلما مسكت خيط يا سعود فلت



سعود بقصده الحقيقي ورى السؤال: ما يهمني كل اللي قلته كثر اللي سواه هالكلب معقول متعدي حلال ربي وحرامه


قاطعه رعود بسخرية: عشانه عاقد عقد باطل قاهرك ناسي انه ممكن يكون ورى موت الفهد ورى خطف نجد ورى عداوتنا كلها وثقلت عليك انه متزوج ضوى زواج باطل يا شين الحب يا سعود



سعود بإبعاد للتهمة اللي توجهت له : ما هو حب يا رعود انا ما نسيت ان الكلب هذا عقد على مشاعر قبل ضوى لكن الحمدلله اللي سلمت منه بنتي لكن طاحت فيه بنت الصارم


رعود بقهر: هالكلب لاعب ببنات خلق الله



سعود بجدية: بنتي سلمت لكن يا كبر ذنبك يا رعود اذا عرفت وللحينك ساكت



رعود باستفسار: وش اسوي يا سعود وش اسوي أي حركة اسويها يمكن تفضحنا وتطير كل خيوط الدلايل من يدي وينفذ ساري



سعود ضحك بسخرية: من جدك رعود! انت ما عندك ولا دليل الحين لكنك مستكثر تعلمهم ان بنتهم ماهي زوجته!!


رعود : مانيب مستكثر بس ان قلت للصارم ذبح ساري وماتت معه الحقيقة والنتيجة صفر يا سعود



سعود: اذا النتيجة صفر اذا ذبح صارم ساري فالنتيجة سالب يا رعود اذا ظل ساري يسرح ويمرح ببنات خلق الله وانت خايف على ادلتك الضايعة ان ما تصرفت يا رعود انا بتصرف



رعود باستفسار جدي : بعيد عن كل شيء معقول للحين تحب بنت صارم



سعود ارسل عينه مباشرة لعين رعود: انا وانت عارفين الجواب يا رعود اقصر اسئلتك يا اخوي وكلم الصارم واذا خايف على ادلتك اللي ما اشوفها خذ وعد من الصارم صح ان بيني وبينه نفور لكني ما انكر ان الصارم اذا وعد ما يكسر ولا يخلف وعده ابد اسمع مني هالمره يا رعود ولا تزيد اخطاءك


رعود طلع جواله لكن قاطعه صوت سعود المستغرب : بتكلمه بنفسك!!


رعود هز رأسه بتأكيد: ايه بيني وبينه مواصل ويدري اني بريء من دم ولده



اتصل على رقم الصارم اللي وصله الرد بعد نغمتين: آلو


رعود : اعذرني يا عم متصل هالوقت


صارم بجدية: كنت منتظر اتصالك وش سويت يا المُهاب


رعود اللي ما فات عليه نداءه له باسمه العسكري لكنه احتار وش يفهم من هالنداء: والله يا عم ما ادري وش أقول لك


صارم اللي كان واقف عند باب بيته لكنه تراجع للحوش : ابدأ من البارق والشرقية يا رعود



رعود بضيقة: راح البارق الشرقية وما رجع خالي اخذ معلومات لكنهم اخذوا من صحته



صارم بصدمة وهو اللي حب البارق : خطاه السوء وش جاه



رعود : خطاك اللاش ابشرك الحمدلله بصحة وعافية لكنه فقد قدرته على المشي مؤقتًا



صارم بحزن وهو يعرف شعور رعود بشعوره بعزّام : يا جعله اجر وعافية يارب يقوم لكم بالسلامة ان شاء الله


رعود : والله حسبتك تدري يوم حفيدتك عندنا



صارم بفطنه : نبض عندكم؟



رعود بتأكيد: ايه جات مع النور اختي عشان تعالج البارق



صارم بجمود : الله يقويها وينفع بها



رعود : ماهو هذا سبب اتصالي يا عم



صارم : اسلم يا رعود



رعود بمقدمات: ما ودك تعرف وش المعلومة اللي جابها البارق وكلفته الشلل


صارم اللي جلس على أقرب كرسي بالحوش: والله اللي اعرفه معلوماتكم سرية وما تقولونها لذلك ما سألت يا رعود



رعود ابتسم : ما يخفاك المُهاب ولا تخفاك أسرارنا يا السهم



صارم ضحك : وين السهم يا ولدي خلاص ما عدنا



رعود بفكرة طرت على باله : تحط يدك بيدي يا عم؟



صارم بحمية: يدي للخير ممدودة ولا تردك يا رعود


رعود اللي يأشر لسعود يسكت اللي يحثه يتكلم : بس عمي قبل بقول لك موضوع مهم يخص ساري زوج بنتك



صارم رفع حاجبه: ايه وش طلع معكم



رعود بتردد: والله يا عمي ما ادري وش أقول لك لكن قبل بأخذ منك وعد ما تسوي له شيء بدون معرفتي ولا تقدم على خطوة مستعجلة


صارم فزّ من كرسيه وهو يضرب بعصاه الأرض: انطق يا رعود



رعود بإصرار : وعدك اول يابو سيّاف



صارم بعصبية: خذ وعدك وهات علومك


رعود ناظر بسعود مستجدي منه مساعدة لكن سعود كان يناظره بجمود : والله يا عمي ما ادري وش أقول لك لكن اللي عرفه البارق طرفه يمس كريمتك يا عم



صارم بغضب : بنتي يا رعود ! وش اللي عرفه ولدك فكني من هالمقدمات



رعود قرر يشق القربه ويفتك من عصبية صارم وحركات سعود اللي يستعجله بالكلام : اللي عرفته يا عم ان ساري زوج بنتك ماهو ساري الراشد منتحل شخصيته



صارم قاطعه : كيف يعني ينتحل شخصيته سبهلله الدنيا ولا ايش



رعود : مع الأسف يا عم أتكلم وعندي من الأدلة أكثرها كان عندنا شاهد لكننا فقدنا اثره لكن بإذن الله بلقاه



صارم مسح على رأسه بصدمة وغضب: كيف يتزوج بنتي باسم منتحل



رعود بتوضيح: يا عم لو العقد باسم ساري الراشد فهو باطل لأن ساري الراشد ميت


صارم بحسرة استند عصاه: يالله يالله... انا برجاء رحمتك من سود الأيام يالله يارب


رعود: هد نفسك يا عم وتكلم مع بنتك وافهم منها وحاول تشوف العقد اللي معها باسم مين



صارم رمى غترته من راسه وهو يسحب شعره بغضب: يالله يارب وش هالطامة


رعود : والله ما كان ودي أقول لك لكن خفت الأمور تزيد وتستفحل وانت ما عندك خبر قلت نحل اللي باقي ما انحل لكن البنت لا تدري يا عم حاول تعرف بدون ما تحس


صارم بقهر: يا من يسلمني هالكلب واشرب من دمه استحل بنتي بحرام افعاله


رعود برفض: لا يا عم ان كان فعلًا هذي سواته القضاء بيأخذ حقك وحق بنتك منه لكن انا طالبك يا عم لا تسوي شيء بدون ما اعرف


صارم بقهر فتح زر ثوبه : سكر يا رعود سكر


رعود برفض: عمي ...


لكن قاطعه صارم اللي سكر الخط نزل جواله ولف على سعود : عاجبك كذا



سعود بمنطق: هذا اللي لازم يصير من الأول يا رعود انا ما هو مخفف عني إلا إن ابوي كان رافض الكلب يجلس مع مشاعر او يشوفها حتى بعد ما ملكوا والحمدلله اللي ربي سلّم بنتي من سوء افعاله


رعود باستغراب: ياخي كل شيء يمشي معي إلا إنه كيف حل موضوع العقد مع الشيخ اثباتاته المزورة كيف سواها خلنا من الاثباتات سهلة ضميره ما جلده يومه يستحل أعراض الناس حشى يهودي ذا



سعود بقهر: والله إنها حرة كبد يا رعود حرّ ولهايب لكن وش نقول بس يا من يسلمني هالردي واقطع صلته بالعالم بشكل نهائي


رعود هز رأسه بقل حيلة : اخلص من صارم تجيني انت محد بيلمسه لين نلقى له دليل


-عند صارم اللي توجه لغرفة ضوى ووجهه من الهمّ اسود فتح الباب بدون يدقه


ضوى اللي كانت فاتحه على المقطع اللي مصورته نبض طلعت منه بشكل سريع وفزّت : يبه وش فيك غريبة صاحي هالوقت


صارم توجه لها وهو يأخذها لضلعه وده يخبيها عن العالم ظلمها وظلمه لها كبير وهي وحيدته يالله يارب انا وش سويت ببنتي : ابوي ضي


ضوى باستغراب: روحي يبه سم



صارم انهار من كلمتها: ليت ربي ما يمدّ بعمري وانا ظالمك يالله يارب



ضوى بعدت عنه بفجعه : بسم الله عليك يبه وشفيك وجهك محتقن اجلس تكفى خلني اجيب لك ماء



صارم برفض: لا تجيبين شيء انا بصدري نيران وحرايق يبه ما يطفيها الماي ما يطفيها إلا الدم


ضوى بخوف: دم مين يبه وش صاير بسم الله عليك



صارم بجدية مسك كفوف ضوى : تسامحيني يا يبه على كل شيء سويته وبسويه تسامحيني؟



ضوى بفجيعة : يبه لا تقول كذا دخيل عيونك ترى والله انك محل الروح ولو تأخذها ما يلحقك لوم بنتك انا يا يبه بنتك وذراك وشعرة بشنبك ما يلحقني شيء وانا بنت الصارم



صارم ومع اخر كلام ضوى حس بحريق بجوفه وهو يكح بشكل متواصل وانطلقت ضوى تجيب له ماء وتطق ظهره بخفيف: بسم الله عليك


صارم بثقل: اسنديني يابوي بقوم


ضوى بحيرة: يبه وشفيك وش مضايقك قول لي على الأقل



صارم هز رأسه بغموض: بتعرفين قريب يا يبه بتعرفين اسنديني



ضوى ساعدته يقوم وهي الدموع تحاشر عيونها من عمر طويل ما جاها ابوها بالشكل هذا اخر مره جاها بالانهيار هذا كان وقت وفاة الفهد اختار ينهار عندها ماهو عند عياله وش اللي صار وانهار مرة ثانية كذا خذت جوالها وهي تتصل على القايد اللي تعرف انه الأقرب لأبوها



وصلها صوت قايد النايم : هلا ضوى



ضوى بغصة : نايم قايد؟


قايد فزّ وهو يشوف الساعة : شفيك صوتك باكيه وش صاير


ضوى بخوف على الصارم : انت كلمت ابوي اليوم



قايد طلع عشان لا يزعج كايد النايم : لا طلع من الزواج وراح البيت ليه شفيك



ضوى بحيرة وبكلام ماهو مفهوم : ما ادري قايد ما ادري جاني ابوي بس ما فهمت شيء يقول سامحيني يقول الله لا يطول بعمري على ظلمك وش افهم قايد وش افهم



قايد بمحاولة انه يهديها: اهدي اهدي ما صار شيء انا اروح له الحين واشوفه وينه هو



ضوى طلعت من غرفتها للدرج وهي تشوف الصارم اللي وصل الصالة وانسدح على أقرب كنب: في صالة بيتنا قايد



قايد بتهدئة : خلاص خذي لي طريق عشان أهل جسّار دقيقتين ابدل واجيكم انتي اهدي لا تخافين طيب



ضوى هزت رأسها بقل حيلة وكأنه يشوفها وسكرت جوالها وهي تنتظر تمر الدقيقتين ويجي قايد


وفعلًا مرت وسمعت صوت الجرس ونزلت وهي تفتح لقايد الباب وصارم اللي فزّ يشوف مين



صارم باستغراب جلس على حيله: قايد وش جايبك


قايد قرب منه وهو يشوف العرق النافر بجبينه مسح عليه بخفة وهو يهمس: بع الجارح بالسوق يالصارم عسى ماشر


صارم اللي لمح ضوى وسكت وفهم قايد وهو يقول لضوى : ضوى جعلي ما خلى سوي لي شاهي مخي مفتر


ضوى اللي فهمت انه يحاول يصرفها: طيب


قايد اللي اول ما اختفت ضوى من الصالة: وش صاير



صارم بحسرة : ظلمتها كثير يا قايد عطيتها اللي ما يستاهلها



قايد بجدية: كلنا ندري انه ما يستاهلها بس ما ادري ليه ضوى متمسكة فيه وما تبي الطلاق



صارم بقهر نطق: ماهو بكيفها بتتطلق غصب رضت ولا انرضت


قايد برفض: مافيه شيء بالغصب يا جدي انت زوجتها بالغصب خلها تختار برضاها وحنا معها باللي هي تبيه ان بغت الطلاق جبناه من علو رأسها وان بغت تكمل هذا اختيارها


صارم بقهر: انت ما تفهمني وين جسّار يجي بس واخليه يروح لمسّود الوجه ويجيب ورقة طلاق بنتنا



ضوى اللي دخلت على كلام صارم : هذا اللي مضيق خاطرك يا ابوي هذا اللي مكدّر بالك اجل ابشرك اليوم وصلتني رسالة من ساري انه بيطلق وحاولت اتواصل معاه افهم منه وما رد على اتصالاتي


صارم بقهر وقف على حيله : وتتواصلين معه بعد ينقلع جعل ربي لا يردّه قولي له ورقة الطلاق نبيه يجيبها



ضوى بعدم فهم : ليه الورقة يبه خلاص بيطلق وعندي علم


صارم بغضب : بتجننيني انتي يوثقها بالمحكمة ويجيب الوثيقة ابيها ولا تكلمينه انا اخلي جسّار يكلمه وامسحي رقمه من عندك ولا عاد تتواصلين معه تفهمين ومالك معه رجعه وانا حي اعتبري نفسك باين بينونة كبرى



ضوى باستغراب من غضب ابوها لفت على قايد اللي اشر لها تمشي: جدي وشفيك اهدى ماهو زين لك خلاص ماهو انت تبيه يطلق هذا هو بيطلق



صارم بغضب: طرق عن خشمه الردي الخايب



قايد سكت باستغراب: طيب وراك قلبت عليه ماهو جسّار كان يقول لك طلقها وتقول لا وتدافع عنه وش صابك



صارم بقهر : كنت اعمى يا قايد تشرهون على الأعمى


قايد تركه وهو يتوجه للصيدلية بالمطبخ واخذ حبة الضغط ورجع لصارم وهو يمدها: اهدى وخذها والصباح رباح كل شيء ينحل ربك كريم وما يضيقها الا ويفرجها



صارم انتبه الآن ولف على قايد : اختك وينهي فيه



قايد رفع حاجبه : نبض وينها اكيد بالبيت تبي منها شيء



صارم بسخرية : حتى انت ما تدري ارجع يبه ارجع بيتكم انت اليوم ما ارتحت لا من المهبول اخوك ولا من عمك ولا من اختك ارجع



قايد اللي تجاوز كل النقاط ووقف على نقطة نبض: جدي وشفيها نبض


صارم وقف على عصاه : ما فيها الا العافية بس ماهي ببيتكم سافرت مع أم جسّار لحاجة وبيرجعون


قايد مسح على وجهه عشان يهدأ بعد ما طارت اعصابه : الله يهديك يا جدتي خرشتيني اكيد ابوي يدري



صارم هزّ رأسه بتأكيد : ايه اكيد روح روح ارقد



قايد اللي انتبه الآن : جدي



صارم لف عليه بعد ما كان مقفي متوجه لغرفته : لبيه



قايد ابتسم : كيف عرفت بسالفة عمي



صارم ابتسم بسخرية : لا تنساه الصباح روح خذه مين تتوقع حل مشكلة عمك غيري عشان مرة ثانية ما تحيكون أموركم من وراي



قايد اللي ارتاح توجه وباس رأسه : الله يخليك لنا والله اني كنت خايف انه يكون واحد مورط عمي لأن بالتاريخ هذا



قاطعه صارم بتعب: انا اللي ورى كل شيء يا قايد لكني ما كلمت سيّاف بنفسي ولا هو يدري إني وراها ابيه يصحصح وينتبه للي حوله اللي حطوا المخدرات بمكتبه اشخاص يثق فيهم ويدخلون مكتبه بكل راحة وهو مفهي



قايد باستفسار: تعرفهم؟



صارم ضحك بخفة: مرات تصدمني بذكاءك ومرات العكس لو اعرفهم خليتهم يلوون ذراعه؟


قايد ابتسم : كسبنا ضحكتك بو سيّاف



صارم ابتسم بخفة : الله يحفظك روح نام وراك قعده بدري


قايد اللي شاف صارم توجه غرفته راح لضوى وشافها بغرفتها ترسم بعشوائية



قايد ضحك : جينا للفن اللي ما افهمه


ضوى ابتسمت لقايد بمجاملة وتركت فرشاتها : تعال وش سويت



قايد ابتسم : ولا شيء والله ما عطانا العلم صارم العلم عندك ليه ما علمتيني ان ساري ناوي يطلق


ضوى رفعت اكتافها بعدم اهتمام: كان شيء متوقع لذلك ما لقيت له أهمية وسط احتفالكم بزواج اخر العنقود



قايد ضحك وهو يتذكر جنون رايد : مجنون والله قلبنا كلنا على رجل الله يوفقه ويسعده له فقدة اليوم لما دخلت الغرفة اشوف كايد خام المخاد ونايم وقبل كانوا هو ورايد يتهاوشون على الخداديات لين أعطيهم مخدتي عشان نحل النزاع اليوم لأول مره انام على مخده



ضوى ضحكت : ياخي احس حلو شعور التوائم



قايد ابتسم : الله يرزقك تؤام يا ضوى وتحسين



ضوى بسخرية ابتسمت : قايد ناسي اني عقيم واصلًا تطلقت التؤام بيجوني كيف


قايد استند على الكنبه : للحينك صغيرة وبدال ساري يجيك الأحسن ويعرف قيمتك بعد أما العقم حتى لو كنتي عقيم الطب وكرم ربي ما يعجزك



ضوى ابتسمت لقايد : بتنام انت



قايد بصدق: أي والله دايخ لي يومين ما نمت زين وابي اصحى بدري الصباح


ضوى بجدية : اجل قوم روح نام في بيتكم زوجة جسّار هينا وما قلت لها انك موجود قلت اكيد نايمة



قايد وقف : يلا اجل قومي شوفي لي الطريق خليني ارجع بيتنا



ضوى : يلا


-عند سيّاف بالمركز


كان يراجع الكاميرات بمكتبه يبي يلقى طرف خيط حاول يتواصل مع ياسر اللي كان يهرب منه طلع وتوجه لسليمان : ضابط سليمان


سليمان بترحيب: تفضل


سيّاف : بعد اذنك ابي جوالك ابي اكلم ياسر



سليمان طلع جواله وهو يتصل على ياسر بدون اعتراض لأنه يدري إن ياسر خاطب بنت سيّاف: ايه تفضل



اخذ سيّاف الجوال وهو يستأذن من سليمان انه يكلم برى وسمح له سليمان رنتين ووصله صوت ياسر الرايق : هلا يا عم



سيّاف : اخيرًا وصلنا لك يا ياسر



ياسر ابتسم بوهقه : هلا عمي سيّاف سم



سيّاف : من اللي كان بالسماعة



ياسر : صدقني ما ادري انا عبد مأمور ونفذت



سيّاف بسخرية : والعبد المأمور ما يدري من وين جاه الأمر؟


ياسر: ادري عن الأمر بس ما ادري من اللي كلمك الأكيد إنه ماهو صاحب الأمر


سيّاف بفطنه وهو يعرف علاقة أبوه بياسر وهو اللي رشحه لسيّاف عشان يخطب أوراد : ابوي صاحب الأمر صح



ياسر بدبلوماسية: خاب اللي يقول لك لا



سيّاف بقهر: وكان صعب عليك يعني تقول انه الصارم اسمعني يا ياسر انا كنت بتصل عليك من امس لكن الواضح ان وقتها اليوم ترى بنتي رفضت وتبي ولد عمها



ياسر ببرود : على البركة الله يوفق ما بينهم يا عم سلم على قايد وبارك له مع السلامة


سيّاف سكر بدون ما يرد عليه وهو ما حب أسلوبه اصلًا وش كان بيضره لو قال له ان ابوه هو اللي أمر كان بيرتاح من انه يحوس بالقسم طول الليل تعبان ويبي يرجع البيت لكنه ما يبي يثقل على قايد اللي توه راجع اصلًا



-عند فاتن ورايد


ببيروت عاصمة الجمال والطبيعة


كان ماسك فاتن بكفه اليسار وعصا فاتن بكفه اليمين ولابس نظرة شمسية خيلت للماشيين ان رايد هو الأعمى وفاتن المبصرة


لف عليها وهو يعدّل حجابها: فتنة القلب جاهزه؟


فاتن بحيرة صريحة : ما ادري رايد ساعة احس بالحماس رجولي تتدحرج وساعة احس قدامي سوط من نار تسعر رجلي وارجع ورى


رايد ابتسم : ان كانه سوط نار فخطوتك ماء وتطفيه يا فاتن وان كان ما قويتيه امشي على قلبي وكل خطوة سلامة


فاتن صدّت عنه وهو ضحك بخفة وهو يلمح لوحة المستشفى اللي مسجله بمواعيد فاتن قرّب من الدرج وهمس لها : ثلاث درجات يا فاتن بسم الله


فاتن اللي تعودت على جغرافيا المشي اللي يتبعها رايد معها بدون تعب مع انها تدري ان عصاها عنده وكان اسهل لها لو اعتمدت عليها لكنها حبت أسلوبه اللطيف في توجيهها للطريق صعدت الدرج بخفة على نطق رايد اللاهث: أقول غزالة عزّام تراك خفيفة تراكضين بسم الله عليك أما انا اتدحرج بشويش علي لا تقطعين نفسي


فاتن ضحكت : تبالغ رايد


رايد اللي كان فعلًا يبالغ ضحك : انتي ما تشوفيني وكاشفتني الله يستر اذا شفتيني



فاتن ضحكت: بدون ما اشوفك ثلاث درجات يالمفتري بتتعبك كذا وانت مدرس رياضة


رايد ضحك : لا يغرك والله اني مانيب حول الرياضة مير اخواني اختاروا الطب وانا احب التمييز دورت اسهل تخصص ممكن ادخله ودخلت رياضة بدنية وانا بعيد كل البعد عنها بس نجحت بدعاء ورضا الوالدين



فاتن ضحكت بخفه ثم استوعبت : رايد وصلنا!


رايد ابتسم : العيادة يمينك يا بنت عزّام



فاتن توجهت لليمين وهي تتلمس الباب : هينا؟



رايد اللي كان طول الوقت وهو يكلمها يسلم اوراقها للمرضة اللي واقفه : ايه ادخلي خلاص



فاتن باستغراب: والموعد


رايد ابتسم : جاك يلا عاد خذينا من وقت الدكتورة ادخلي


فاتن طقت الباب وأول ما وصلها صوت الدكتورة تسمح لها بالدخول فتحت الباب ودخلت بخفة ووراها رايد



الدكتورة باستغراب: تفضلوا اهلًا وسهلًا



فاتن لفت على رايد اللي اكتفى ينطق: هينا


فاتن بخفة رجعت كعبها ورى تتأكد من وجود الكرسي وجلست وهي متمسكة بيد رايد


نطقت الدكتورة باستغراب: المكتوب بالموعد فاتن عزّام كيف هيك


فاتن لفت لرايد تنتظر منه جواب لأنها ما فهمت أما رايد نزل النظارة بخفة وحطها بجيبه ووجه انظاره للدكتورة: صحيح الموعد لفاتن عزّام وهذي هي موجودة



الدكتورة باعتذار: المعذرة العفو من حضرتك بس لما شفت معك العصايه



رايد : مو مشكلة الأوراق اللي فيها فحوصات فاتن وكل تحاليلها موجودة بالملف اللي قدمته وابي اسمع منك عن وضعها حاليًا


الدكتورة بصراحة : للأمانة انا ما كنت مسؤولة عن ملفه كان الدكتور ضاري هو المسؤول لكنه مش موجود هلأ مشان هيك انا اللي راح تابع حالة فاتن وبالنسبة للملفات اللي معي حالتها كتير مبشرة من ناح إن العمى عدها منو وراثي ولا منذ الولادة إمتى بيناسبكم خبروني ونحدد العملية فورًا وحابه طمنكم ان المشفى تاعنا من أكتر المشافي جودة هون ما تأكلو هم


رايد باستبشار : بإذن الله ها حبيبتي متى تبين العملية


فاتن هزت اكتافها بعدم معرفة ونطق رايد بشكل سريع: ينفع بكرة ؟


الدكتورة باستغراب : اكيد بينفع بس ما توقعت هيك قرار مستعجل منكم


رايد : خير البر عاجله يا ليت تسوين لنا موعد لبكرة عشان العملية إلا إذا فيه مانع طبي او مشكلة تمنع



الدكتورة ابتسمت : لا ابدًا تكرم عينكو هلأ اعمل لكن موعد وتشرفونا بكره اوكي مدام فاتن ؟


فاتن ابتسمت بتوتر: بإذن الله


-أما صباح الصارم كان حافل جدًا بالأحداث

بداية من عند بيت صارم اللي ما قدر ينام وأول ما فتح عيونه صبّح على زعل اللولو


صارم باستفسار: وش عندك زعلانه


لولو بقهر: حنيت يا صارم؟



صارم عقد حجاجه : وش حنيت له يالله صباح خير


لولو بغبينه : أمس بالعرس شما بنت عمك حاضره العرس



صارم بتسليك : ايه وبعدين



لولو بقهر: شافت زوجة جسّار واستخفت وجنّ عقلها وما صدقت لين راحت عندها وسألتها تدري وش قالت لي يا صارم



صارم بصبر: وش قالت يا لولو



لولو بقهر: قالت هذي المزن الله مصورها شباب يوم إنك تشفع لها وطاير عقلك فيها وناسي بنت الأجواد هبه عشانها تشبه حب شبابك يا صارم



صارم قام من على فراشه بصدود : يالله صباح خير يا لولو يالله صباح خير



لولو بقهر: عنبوك انا اتصدد من طواري الراجح وما اطيقهم والحين تجيب لي شبيهتها يوم بشبابي يقولون لي الأهل وش لك بالصارم عاشق ومجنون وخويه خذ عشيقته وأقول الا راكد وحكم عقله طلعت غلطانه جايب لي شبيهتها عندي بالبيت يا صارم وش تشوف قلبي يوم انك تكسره هالكسر



صارم بعقل وصبر: المزن ماتت يا لولو وان بغيتيها بجاحه انا اشهد ان ما جاء بالحريم مثل عقلها ورجاحتها مير انتي بكلامك وش تظنين مني وش تدورين وتنبشين عليه يا لولو حفيدك هو اللي اختار وانا ما شفت بنت سعود إلا بدخلتها البيت وهبه مانيب ناسيها لكني متأكد إني ظلمت جسّار بقراري القديم وتركت له القرار بحياته الجديدة وان كانك صاحيه على شمالك اليوم وتدورين زعل علميني وتبشرين بزعل ما زعلته عليك بعمري يوم انك تغارين من ميته اخذها الزمن وهذا انا انبهك يا لولو حفيدة راجح ما يلحقها ضيم وعيوني تشوف تسمعين


لولو بغضب: صارم قاعد تدافع عن خويك اللي خانك


صارم : أنا مرجح عقلي يوم ان عقلك صغر سالفة دار عليها الزمن وراحوا ضحاياها ناس اجي اقيس بمقياسها هذا نقصان عقل كبري عقلك يا لولو ترى صدري اليوم ماهوب شمالي لا تشينينها


تركها وتوجه يلبس ثوبه وهو يتوكز عصاه طلع وهو يشوف مشاعر نازله ومعها نجد ابتسم ببشاشة وطيب خاطر: صبحتوا بالخير يا وجيه الخير


نجد توجهت ركض لصارم : صباحك النور جدي



مشاعر بابتسامة توجهت لصارم باست رأسه : صباح النور عمي



صارم يتلفت وراهم : اجل جسّار وينه ما نزل معكم



مشاعر : جسّار عنده سفرة سريعة ومشى امس الفجر



صارم رفع حاجبه باستغراب: سافر بدون يمر علي غريبة


مشاعر هزت أكتافها بعدم معرفة وقاطعهم دخول ضوى الهادي: صباح الخير


صارم صد بوجهه ماهو قادر يحط عينه بعينه لكنه اكتفى يرد صباحها : صباح النور


مشاعر بابتسامة : صباح النور ضوى


ضوى ردت لها الابتسامة وراحت لنجد تبوسها: كيف أصبحت أميرتنا



نجد بابتسامة : كما أمسيت بخير ونعمة والحمدلله


طلعت لولو من غرفتها وتوجهت لها ضوى تبوس رأسها ولحقتها مشاعر لكن اشر لها صارم ما تروح ووقفت



صارم باستفسار: متى مشى جسّار ما قال لك وين؟



مشاعر بنفي : لا والله قال انتبهي لنجد انا مسافر يومين وراجع ما قال لي وين


خافت ايه نعم خافت تقول له بالشرقية وبدال ما تكحلها تعميها سكتت وهي اللي ما نامت من امس


لولو كانت بتعلق لكنها سكتت من تذكرت تنبيه صارم اللي طلع لمجلسه بما إن اليوم جمعة والكل من الصبح يتجمع هناك


دخل مجلسه ولقى رمّاح جالس ينتظره : هلا برميّح شمسك مبكرة وش تبي


رمّاح وقف وسلم عليه : شمسي عكرت نومي وضيقي وارد عيوني وجيتك طلّاب


صارم اللي عارف وش مكدّر خاطره : علامك


رمّاح بتردد : جدي شموخ



صارم ببرود : راحت مع ابوك ادري


رمّاح اجحظ عيونه بصدمة من معرفة صارم : تدري!



صارم هز رأسه بتأكيد : أدري مرتني قبل تروح



رمّاح بقهر: وليه ما منعتها



صارم ببرود أكثر: ليه أمنعها ما منعتك انت لما اخترت المنفى ليه أمنع أختك انا رفعت يدي اني اتدخل بأي أحد تبي تروح مع أبوها تروح مصير الوقت يعلمها إن مالها عنكم غنى يا رمّاح لا تكدّر خاطرك بترجع وبترجع أعقل من قبل تحسبني ما اعرف عن سواياها اعرف اختك فيها غرور وهذا اللي بيكسر غرورها وتكبرها وترجع على حالها الصافي يا رمّاح لا تضيق لا انت ولا راجح اللي صار فيه منفعة لكم


سكتوا من دخل سيّاف مستعجل: يبه ليه ما علمتني إن لك يد بالقضية


صارم اشر لرمّاح بمعنى شوف وش عندي : اصبحنا واصبح الملك لله حياك الله يا ابوي انا الحمدلله أصبحت بخير انت كيف أصبحت


دخل قايد باستعجال من لحاقه بسيّاف نطق بعجلة : السلام



صارم ببرود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا قايد شخبارك


طالع بعض كلهم بصدمة من صارم اللي ماهو عوايده هالهدوء


صارم بهدوء: اطلع يا قايد بتشوف ابوك يتسحب وبيده كوب شاهي ناده يجي


قايد طلع بابتسامة وهو فعلًا يشوف ابوه يشرب شاهي ويسابق خطواته ثم يرجع ورى : يبه صباح الخير


بتّال اللي فزع من وجود قايد : حسبي الله على ابليسك يا قايد من وين جاي


قايد كتم ضحكته : تعال جدي يبيك


بتّال بنفسه : جاك الموت يا تارك الصلاة


تقدم مع قايد داخل المجلس توجه لصارم باس رأسه : يصبحك بالخير يبه


صارم سحب كوب الشاهي من بتّال وهو يرتشف منه : صباح النور اللي ما شفناه


بتّال التفت على سيّاف باستفسار وسيّاف هزّ اكتافه بعدم معرفة


ورمّاح وقايد كاتمين ضحكهم على اشكال بتّال وسيّاف الحيرانة نطق صارم بعد ما شرب شاهي بتّال: وين بنتك يا بتّال


بتّال بفهاوة : أي بنت


صارم موجه كلامه لقايد: عندك عشر خوات انت ؟



بتّال اللي استوعب: ايه تقصد نبض نبض سافرت مع أم جسّار


صارم بسخرية : ما شاء الله بالسلامة


دخل عزّام بمساعدة راجح وهو يصبح رد عليه صارم ثم سأله : وانت وين بنتك


عزّام باستغراب : شفيك يبه بالفندق


صارم بسخرية: ايه بالفندق بنتك سافرت بيروت تسوي عملية لعيونها وانت يا رمّاح اختك شموخ سافرت مع أبوها لجده بالشاليه اللي هناك وانت يا قايد اختك بالشرقية فيه أحد يبي يسأل بعد !



سكتوا كلهم ومحد استرجى يسأل لين جاهم صوت صارم اللي يودع البرود: عاد ما دامكم خلصتوا أسئلة انا بسألكم



سكتوا كلهم ينتظرون سؤاله لين نطق صارم بغضب عارم ولا كأنه الهادي قبل شوي : جسّار وين !!!



-رجعه بالوقت للمطار ولوجود جسّار المنتظر لرحلته


كان في ساحة المغادرين يشيك على أوراقه وجوالاته اللي أخذهم باستعجال حصل رسالة من هبه لكن ما هو وقتها طنش وهو يقفل جواله الخاص بالعايلة مكتفي بجوال الشغل والجوال الخاص برمّاح عشان لو صار شيء يعرف وخط مفتوح يأخذه للطوارئ انتبه لشخص يجلس جنبه ويقرأ قرآن بصوت جهوري نوعًا ما التفت عليه وهو يحس اشباهه مرت عليه قبل لكن حس بغرابة وهو يشوف الصالة ما فيها إلا هو والشخص اللي جنبه يرتل القرآن وقف يبي يتأكد من أوراقه الموجودة بكفه لكن الشخص انتهى من قراءة أواخر سورة الحاقة وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)


ثم نطق بهدوء: صدق الله العظيم اجلس يا جسّار


جسّار عرف الآن إن الموضوع فيه إن طنش الشخص ووقف على حيله ناوي يخرج من الصالة لكن الشخص كرر عليه بلكنة جامدة : اسمع كلامي واجلس اجلس يا جسّار


جسّار ما رد عليه فتح الباب بيطلع لكن وصله صوت الشخص : بتندم يا جسّار الفهد بتندم وبتجي تدورني دامي جيتك لعندك وقف واسمعني


جسّار تركه بعد ما حس في نفسه ريبه منه وطلع من الصالة ومن المطار كله حس بضيقة تجتاح صدره يبي نفس لكن باللحظة هذي وصلته رسالة على جواله مفادها


" إن كان ودّك بحقيقة موت أبوك أنا قدامك بالسيارة السوداء تعال "


ما رد على الرسالة لأنها ماهي أول مرة توصله رسايل تلاعب من هالنوع طنش ودخل للمطار لكن ساعته بدت تدق بشكل متواصل من الاستخبارات انشغل يعدل يشيك على ساعته ومشى بدون ما ينتبه للنقطة السوداء اللي ما تمر فيها كاميرات المطار وباللحظة هذي بس داهمه شخص وهو يترك منديل على أنفه تسبب في اغماء جسّار ووقتها صرخ الشخص بأعلى صوته : ساعدوه الرجال طاح ساعدوه



تقدموا له رجال أمن المطار بخفة يتأكدون من سلامة جسّار لكن الشخص كان موتر للجميع وهو يكرر : اتصلوا على الإسعاف الرجال بيموت


وبوسط انشغال الناس كانت مقتنيات جسّار اللي بشنطته الكف الصغيرة بيد الشخص اللي بحيلة نطق: الإسعاف وصلوا برى شيلوه ودوه الإسعاف برى



تساعدوا الأمن يركبونه لسيارة الإسعاف الواقفة عند المطار بتخطيط مسبق غافلين إنهم ودوا جسّار لهلاكه



الرابع والاربعون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close