اخر الروايات

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم الكاتبة سحاب

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم الكاتبة سحاب


 الجزء الحادي والأربعون


*

*

لمني بعثر سكوني

و آمر الأشواق كوني

بين حكي في عيوني

وبين صوتي ونبرتي

آه مطول رحلتي

لو أعيشك!

أو أصيرك

أو بغرق في كثيرك

ما ابي منك نجاه

ياللي موتي بك حياه

*

*


-في المستشفى العسكري تحديدًا غرفة البارق بن رعود كانت حادثة ضاري الراشد اللي حاول قتل البارق لكن


البارق صرخ بأمه : يمه بيهرب


شمايل باستعجال حطت رجلها بطريقه تمنعه من الهرب وفعلًا تلبك بطريقه وطاح وبالوقت هذا البارق فصل المغذي ودفع السرير باتجاه ضاري عشان يحجزه بمكانه لكن ردة فعل ضاري كانت غريبة خلتهم كلهم ينصدمون


ضاري اللي فتح خاتمه اللي بيده وهو يفرغه بفمه حتى أدى إلى أنه اغمى عليه فورًا


البارق بعجله : اتصلي على ابوي يمه


شمايل طلعت جوالها باستعجال تتصل على رعود وباللحظة هذي ضاري اللي كان يمثل عليهم استغل انشغال شمايل بجوالها دفع سرير البارق بقوة أدت لسقوطه على الأرض وباللحظة هذي توجه للنافذة وهرب بسبب انشغال شمايل بسقوط البارق


شمايل بخوف: ابوي البارق شفيك صار عليك شيء!


البارق اللي يتألم بقوة لكنه مستحيل يبين لأمه : يمه بلغي الحرس بسرعة انه هرب يمه لا يبعد ويروح من يدنا


شمايل بعدم اهتمام: بلعنه تلعنه اهم شيء انت اصبر بنادي لك الدكتور


شمايل اللي طلعت تاركه البارق اللي صرخ من الألم اول ما تأكد إن أمه طلعت مسك ظهره بألم يسري من رقبته لنهاية ظهره حاول يستقيم حتى يتعكز السرير ويقوم لكنه عجز وجلس مكانه بعحز


عند شمايل اللي كان اتصال رعود مفتوح اللي رد عليها لكنها انشغلت بالبارق ونست اتصاله وبالوقت هذا رجع باستعجال للمستشفى وهو يشوف استنفار الحرّاس ترك كل شيء وتوجه للبارق يتطمن عليه شافه بالأرض وتوجه له : بارق وش صاير


البارق زفر بتعب : فيه واحد منهم كان هينا لكنه هرب من النافذة ألحقه يبه


رعود بصدمة ضرب السرير بقوة: وصلوا هينا !! اجل وش فايدة العساكر اللي صافهم برى



البارق مد يدّه لأبوه : ابي أقوم يبه وبعدها أقول لك كل شيء


رعود ساعده يوقف وعدّل السرير اللي طاح على الأرض وهو يساعده يجلس عليه ودفع السرير لمكانه : خلك مكانك بشوفهم


طلع وهو يشوف شمايل اللي تصرخ فيهم بقهر تأنبهم على استهتارهم : أم بارق ادخلي عنده


شمايل بقهر: جيت! هذا اللي حاطهم عند ولدي ما يدرون عنه والمسكين الدكتور مربطه الحيوان ومخليه بغرفته كنه قطو كلوا عشاه غيرهم يا رعود


رعود بصبر: اقصري صوتك وادخلي عند ولدك


شمايل اللي سمعت كلام رعود بعد ما شافت ملامح وجهه المتنرفزة دخلت وأول ما دخلت سمعت صوت الكرسي اللي رماه رعود برجله


رعود اللي رمى أقرب كرسي له : انا الظاهر مجمعكم هينا تجلسون وتسولفون ودكم بشاهي بعد


ما لقى أي رد من العساكر اللي منزلين روسهم بندم صرخ فيهم مره ثانية : كذا بتحمون ديرتكم وانتوا مستشفى عسكري ما قدرتوا تمنعونهم من انهم يوصلون


واحد من العساكر رفع رأسه قاصد يبرر لرعود لكنه صرخ فيه : لا ترفع رأسك لا انتوا اللي حميتوا ولدي ولا انتوا اللي مسكتوا الكلب اللي وطى روسكم اطلعوا كلكم الآن من المستشفى بدون نقاش واللي بيرجع فيكم يرجع ومعه الكلب اللي دخل ولا مانيب بحاجتكم تفهمون


العساكر بطاعة لأوامر رعود مشوا مفرغين الممر من الجميع دخل وهو يشوف شمايل اللي عيونها غرقانة والدكتور اللي يكشف على البارق


البارق اللي يتألم لكنه يكابر على نفسه: يبه!


رعود اللي حط عينه بعين البارق اللي واضح يتألم : ارتاح يا ابوي بوصلهم ان شاء الله هم ومن شدّ على كفهم ارتاح حسبي الله وكفى


شمايل بقهر توجهت لرعود: ليه ما قلت لي ان وليدي انشل ها


رعود اخذ نفس وهو فيه من الضغوط اللي يكفيه كان بيتكلم او بالأحرى بيصرخ بشمايل اللي من جات وهي متوليته بالعتب لكن البارق اللي قاطع الموضوع : انا طلبت منه يمه ما يعلمك


شمايل بقهر: ايه لأني غريبة عشان أكون آخر من يعلم



البارق اللي تحامل بقوة وهو يحس بوخز الابرة اللي دخلت ظهره: لأنك أعز من يعزني ما ودي تضيقين شوفيني بخير يمه وبرجع امشي ان شاء الله عندك الدكتور واسأليه



شمايل لفت للدكتور اللي وجهه متجهم من اللي صار معه : ان شاء الله انه مؤقت بفعل المخدر اللي نعطيه إياه والضربة على عموده لكن ان شاء الله انها شدة وتزول


البارق برجاء: يبه وش سويت



رعود طالع ساعته : بروح الحين اقدم طلب يجيبون سامي الراشد هينا وبحقق معه بنفسي


البارق تسند على سريره : يبه روح لأبوهم اول وخذ شهادته



رعود هزّ رأسه بتأكيد : هذا اللي بيصير بكلمهم وبتوجه للشايب عشان يشهد


ثم لف لشمايل : اليوم بيوصلون سعود واختي أم جسّار عشان ما تقولين انك اخر من يعلم



شمايل كانت بتتكلم لكن رعود طلع من الغرفة وهو يتصل على الاستخبارات يطلب مفكرة اعتقال ونقل لسامي الراشد


-بغرفة البارق


شمايل بقهر: شفت ابوك كيف كلمني


البارق استرخى بجلسته: يا يمه من حقه بعد انتي اخذتيه بالصوت وتدرين ان ابوي ما يعجبه الأسلوب هذا



شمايل بقهر وصدمة: يعني انا الغلطانة! يعني الشرهه علي محترق قلبي على ولدي وحيدي يمه البارق لو يصير فيك شيء انا اموت والله اموت



البارق اللي حب يغير الجو: بسم الله عليك ان صار فيك شيء ماراح يسامحني الرعود وبيحلقنا وينتهي نسل الرعود من الأرض وش عاد يبقى بعد


شمايل بقهر ضربته بخفه: ارقد انت ارقد قمت تقط خيط وخيط


-أما ضاري اللي هرب بعد ما أوهمهم ان البودرة اللي بخاتمه سم لكنها كانت بودرة الصداع النصفي اللي ما تفارقه ابد ضحك بقهر واتصل على راشد اخوه


راشد بخوف: ها يا ضاري ذبحته


ضاري اللي كان يهمز رأسه بألم: تدري وش؟


راشد باستفسار: وش قول


ضاري بقهر : لعنه تلعنكم انت وابوك ولا عاد اشوف رقمك بجوالي ما ادري شلون سمعت كلامكم ولا يا سعد عيني لو يمسكونكم الشرطة مجرمين مير العقل كان غايب يوم انك طلبتني ولبيتك


راشد بقهر: ضاري وش هالكلام ترى هو ابوك وانا اخوك الكبير


ضاري بقهر: تدري اني قاطع علاقتي فيكم ولا ابي اشوف واحد فيكم اجل ليه ابوك اتصل فيك ما اتصل فيني وهو يعرفك قلبك خشخاش ما تأذي نملة وشلون تذبح مير الله يخلف على جدي فيكم انقلع ولا عاد تتصل وخويكم ما مات جني بسبع أرواح واصلًا ما كنت بموته كنت بخدره وبحبسه عندي لين تشوفون لكم حل لكن ما صار وهذا انا أقول لك حلوا مشاكلكم بعيد عني الله لا يبارك بالساعة اللي رديت على اتصالك فيها لكن عشانك دخلت جدي بالموضوع رضيت لكن الحين لا اشوف رقمك عندي سود الله وجيهكم


سكر من اخوه وهو يحظر رقمه من الاتصال دخل جواله بجيبه ورمى بطاقة الدكتور وجكيته اللي كان لابسهم وانطلق بشكل مستعجل لبيت جده


دخل البيت بروقان : بو ساري


بو سامي بحب: لبيه يا ضويري


ضاري ضحك : لبيه وضويري ما يجي قوم جعلني فداك بنروح بيتي ودي اجدد بيتك شوي


بو سامي باستغراب: ماهي عادة يا ضاري وش صاير


ضاري رفع حاجب: اسأل نفسك يا جدي وش مسوي من وراي


بو سامي بتوتر: ما سويت شيء اخلص وين بتوديني


ضاري ابتسم من توتر جده: قوم قوم يا جدي قلت لك بنروح بيتي عشان لا توزع كلام على خلق الله بعدين


بو سامي وقف على عصاته : بسم الله توكلنا على الله


ضاري اخذه وطلعوا من البيت لأنه خمن ان أول مكان بيجونه الشرطة بيت جده بما إنه كان مصدر المعلومة وعشان جده قبل طلب ابوه واخوه اللي قاطع صلته فيهم من زمان





-في فرح آل صارم


خلص الفرح على خير بعد ما طلعوا المعاريس من القاعة وانتهت ليلتهم بوداع دامع مابين فاتن وابوها وتوجهوا بعدها لسيارة كايد اللي بيوصلهم للفندق


-بوسط السيارة


كايد برسمية موجه كلامه لفاتن اللي ساعدها تركب رايد : ألف مبروك عسى الله يسعدكم ويهنيكم


فاتن بهمس: تسلم الله يبارك فيك


رايد بروقان موجه كلامه لكايد: أقول كايد شغل لنا شيء باقي اذني ما شبعت


كايد هز رأسه بيأس من خبال أخوه: أنا أقول سولف مع زوجتك انا بحط سماعات خذوا راحتكم وبتشبع أذنك


وفعلًا ركب سماعاته وهو يطول على الصوت معطي الخصوصية لرايد وفاتن


رايد بروقان: بالمبارك علي انتي


فاتن خجلها منعها من انها ترد عليه لكنها استفسرت منه: قلت ابوي بيجي معنا ليه ما جاء


رايد بجدية: يا فاتن ما يصير تعب عمي اليوم وانتي تدرين ماهوب زين له خليه يرتاح وبعدين الحين انا بالسماء وانتي تسأليني عن ابوك يا وجه الله


فاتن بتوتر: ما ادري رايد احس ابي ارجع لأبوي


رايد بصدمة: وانا ولد بتّال انا خذيتك عشان ارجعك لأبوك! لا يا ابوي ترى انا للحين مانيب مستوعب عظم الخير اللي سويته بدنيتي وخذتك عشان تجين تقولين لي ابوك مير انا بطير فيك اليوم لبيروت


فاتن لفت عليه بصدمة: اليوم!!


رايد ابتسم: لو رديتي على اتصالاتي كان عرفتي بنرتاح شوي ونبدل ثم بنروح المطار رحلتنا الصبح وبنروح نخلص أوراقنا من بدري لا نتوهق


فاتن بقهر: مو من جدك رايد حتى ما جهزت لي شنطة وانت توك تقول


رايد بثقة ابتسم: لا تخافين وصيت نبض تجهز شنطتك ووصلت قبلك الفندق والأمور كلها تمام بس فيه شيء ماهو تمام انتي للحين زعلانة؟


فاتن هزت رأسها بنفي ظاهري: لا


رايد ضحك بخفة واقترب طابع بوسة سريعة على خدها : طيب انا آسف على اللي غلطت فيه واللي ما غلطت وآسف على كل تصرفاتي إلا انتي مانيب متأسف عليك إلا متأسف على أيام مرت بدون ما تكونين فيها


فاتن صدت بتوتر عن رايد اللي ضحك ومسك كفها البارد جدًا وبإصرار نطق: شفتي رجفة يدينك الحين؟ نفس الرجفة حسيت فيها لما شفتك تنزفين لي لكن ماهي بكفوفي إلا بقلبي والله ولولا إن أبوي منعني ولا كان جيتك أسارع خطواتك اللي ما مشيتيها على الأرض مشيتي بها على رمشي ومن خفة مشيتك عجزت أرمش خايف تأذيك رمشتي يالرقيقة انا مانيب لايم عمي اللي عطاك حياته اللي عنده انتي بحياته يكفيه عن كل نعم الدنيا و أهلها


فاتن اللي كانت ترتجف مع كل كلمة يقولها رايد وبكل رجفة تلقاه يمسح بأصابعه على كفها الراعش ماهي معتادة ولا تدري كيف مفروض ترد لكنها سعيدة جدًا برايد وما تبي لحظتها تتنكد بأي شيء وكان نتيجة تفكيرها انها اختارت رد محايد ألا وهو ابتسامة امتنان ارتسمت على شفايفها لرايد اللي بادلها الابتسامة بأوسع: انا بحبك سعيد الحظ وانا الممنون بوجودك يا أجمل من مشى هالأرض ابي تحاصرني بحدودك


فاتن شدت على يده المتمسكة بيدها وسكتت وهذا نتيجة احساسها بالأمان بوجود رايد معاها بتفهمه بحبه بلطافته وبسعادته المعدية لكل اللي حوله هو بس يضحك وكل من حوله يضحك صحيح عندها فضول تشوفه وصحيح كانت زعلانة لأنه رفض يوصف شكله لها لكنها ماراح تخرب لحظتها بتكرار السؤال أو طول الزعل


كايد نزل سماعته وهو يتنحنح : وصلنا يا عرسان ما عندكم شنط بالسيارة كل شيء وصلناه قبلكم خذ عروستك وانطلق


رايد ابتسم له وهو يساعد فاتن تنزل : عقبالك حاول تتزوج وانا مسافر عشان مره مالي خلق اكرف لك


كايد بصدمة: يالجحود يا ناكر المعروف


رايد ضحك وهو يرقص حواجبه: راحت عليك يا بطل شغل قايد تراه مطول عزابي


كايد ضحك بسخرية: اوف انت ظنك قديم بنت عمي سيّاف وافقت على قايد لكن والله لو تزوج قبلي ادفنكم انا خاطب قبلكم وانتوا تتزوجون قبلي !


رايد اشر له بيده مع السلامة باستفزاز: مع السلامة يا صاحب أطول خطبة في تاريخ آل صارم


كايد اللي ما رد عليه وطلع جواله اتصل على أجواد وصله الرد من أجواد اللي رجعهم سيّاف البيت من بدري : هلا كايد


كايد بقهر: وش يعني هلا أجواد ما حددتي تاريخ الزواج للحين صح ؟


أجواد بتردد: يوه كايد وانت للحين ما اقتنعت اني احتاج وقت عشان أجهز


كايد بقهر: وهو من طلب منك تجهزين انا ابيك بعبايتك خلصيني يا أجواد ليه تماطلين اذا انك للحين مانتيب مقتنعة فيني قولي لي


أجواد بصدمة: كايد وش هالكلام لو مو مقتنعة فيك ليه اتزوجك


كايد بسخرية: مين اللي ارسلتي لي رسالة انها مغصوبة علي اذا للحين مو مقتنعة علميني لكن خليني ارسي على بر


أجواد بقهر: توقعت كل شيء إلا انك للحين متذكر الشيء هذا وحاطه حاجز بينا انا صحيح انجبرت لكني رضيت فيك وشفتك شيء غير ظنوني لكن واضح انها للحين عالقه بنفسك مع السلامة كايد


كايد بتوضيح لموقفه اللي كان بسبب نرفزته من رايد: دقيقة افهمك طيب ليه قلت كذا


أجواد بقهر: تصبح على خير كايد


سكرت الخط قاطعه كل فرص كايد بالتبرير نتيجة لقهرها من تفكيره

أما كايد اللي ندم ضرب الكفر بخفة وركب السيارة راجع لأبوه في صالة العرس


-بالفندق عند العرسان


كان متمسك بفاتن يوصلها للغرفة لأن عصاها ماهيب معاها


فاتن بخجل: تعبتك معي


رايد ضحك : انتي والتعب أضداد ما تجون مع بعض بس بنت ابوك دايم يقول لي هالكلمة


فاتن بخجل غيرت الموضوع: وين عصاتي رايد


رايد ابتسم: انا عصاتك لين نلقى بأي شنطة عصاتك موجودة واذا تعودتي علي وما تبين العصا ما عندك خلاف


فاتن برفض: لا انا اقدر اخلص أموري بس ابيها


رايد برفض : المكان جديد عليك يا فاتن خليني اساعدك والحين ممكن انا اختار الملابس


فاتن اللي فعلًا كانت متوهقه لأنها ما تدري نبض وش حطت لها وبسكوتها كانت علامة الرضا لرايد اللي فتح وحده من شناطها ولقى عصاتها طلعها من الشنطة بس ما عطاها واختار لها لبس مناسب للمطار وللجو البارد لكنه تراجع وهو يسألها: أي لون تحبين فاتن


فاتن ابتسمت: أبيض


رايد رد لها الابتسامة وهو يمد الملابس اللي طلعها واللي كان يغلبها الأبيض: توقعت لأنه يشبهك كثير هذي ملابسك سمي انا بروح ابدل


فاتن اللي ضايعه بدون عصاها: رايد


رايد لف عليها وهو يشوف وجهها اللي كساه الخجل والتوتر: مانيب راجع والله بدخل اخذ دش بدلي يمديك مانيب عندك


فاتن برفض: لا رايد برد برى بتتروش وبتطلع!


رايد ابتسم بفرح : وتخاف علي يا ناس هذي بتجيب لي جلطة من الوناسة اليوم


فاتن بخوف: بسم الله عليك وش هالكلام


رايد بمبالغة وحماس: انا في الجنة يا عبده


فاتن ضحكت اخيرًا وابتسم رايد اللي كان يحاول يبعد عنها التوتر قرب منها بخفة: كنت بعطيك راحتك والله قدك ذبحتي ايدينك وانتي تحفرين اظافرك فيها من التوتر قلت اعطيك راحة مني ومن التوتر وانقلع بكرامتي قبل تطرديني


فاتن برفض: لا بروح ابدل بالغرفة وانت بدل هينا


رايد ضحك : والله انتي خيطي وانا البس سوي اللي تبين مانيب جابرك على شيء ما تبينه ولا بيصير شيء لين ان شاء الله تنتهي عمليتك وان بغيتي عرس ثاني بعد ما عندي خلاف نحب الأبيض ونحب لبّاسه


فاتن بتغيير للموضوع: وين الغرفة بأي جهة


رايد ابتسم وتوجه لها يوصلها للغرفة: وصلتي خذي راحتك بطلع وبسكر الباب وادري انك دليتي لأنك حسبتي الخطوات من الصالة للغرفة عشان كذا اذا خلصتي تعالي نتعشى قبل نروح المطار وترى ما عندي حركات شبعانة مانيب متعشية انا بالصيف اتعشى ثلاث مرات بالشتاء كل ساعتين وجبة وانتي عاد الله يعينك تشاركيني


طلع وسكر الباب تاركها على راحتها وهو ما زالت الابتسامة كاسيه وجهه بعمق


-في مكان الزواج بعد ما انتهى الزواج

عند سيّاف اللي من انتهى العرس رجع يفكر بمشكلته والقايد ما خلاه وهو ترك توصيل رايد لكايد عشان يفضى لسيّاف


قايد بعجله وهو يشوف سيّاف يطلع من قاعة الرجال: عمي


سيّاف لف عليه: هلا يا عمي سم


قايد : ترى بروح معك المركز


سيّاف ابتسم يطمنه: يا ابوي يا قايد وش فيك شاقي عمرك بسيطة بروح انا واشوفهم انت اجلس ساعد ابوك شوفه محتاس


قايد برفض مسك عضد عمه : والله ما تروح لحالك وأبوي معه رمّاح وجسّار ومافيه حوسة قضينا خلاص


سيّاف برفض: يا قايد الله يصلحك قلت خلاص بروح وارجع


قايد بإصرار: قدني حلفت يا عمي وبحلف مره ثانية والله ما تروح لحالك رجلي على رجلك وصل أهلك واجلس معهم شوي وانا انتظرك برى


سيّاف ربت على كتف قايد بابتسامة: لا خلينا منكم يارب اجل انا بودي أهلي واجيك هنا ونحرك


قايد برفض: لا لا ماله داعي شوي وبلحقك انا للبيت ونروح بسيارتي من هناك


سيّاف بتردد خفيف: وابوك


قايد بيأس رفع صوته بجهورية لأبوه: يبه محتاجني بشيء؟


بتّال اللي شاف قايد واقف مع سيّاف وواضح من نظرات قايد اللي كان متعمدها لأبوه : لا روّح خلصنا


قايد لف بابتسامة لسيّاف : شفت ما يبيني


سيّاف هز رأسه بخفة: اجل على خير ان شاء الله


قايد اللي ترك سيّاف يمشي وابتعد عن الشباب واتصل على شخص يعرفه من الاستخبارات: هلا والله سليمان ما عليك أمر فيه قضية ومفكرة اعتقال نازله بحق عمي سيّاف ابيك تشوف لي تفاصيلها من المركز وترسل لي إياها ضروري الله يعافيك


سليمان : ابشر انا موجود بالمركز بشوف لك حالًا


بجهة ثانية عند سيارة سعود وراجح راجح اللي مستاء من قرار سعود المفاجئ بالسفر: كان ما علمتني يا سعود بدري تقوله


سعود باس رأس ابوه: مستعجلة السفرة والله يا يبه ما كانت بالجدول عشان ابلغك


راجح هز رأسه بيأس: روح روح بأخذ بناتي وارجع انتبه على روحك


سعود ابتسم لأبوه وهو يبوس رأسه للمرة الثانية: روحي عندك يا يبه انتبه لها وانا بنتبه على ما بقى مني


راجح بسخرية: هذا اللي صار شاعر واشغلنا


سعود ضحك بعمق وهو يحضن ابوه: لا خلينا منك ولا خليت من الشاعر يابو رعود بكلم روح وشغف يجونك عشان ترجعون


راجح بأمر: خل زوج روح يوصلنا انا ما احب اسوق وانت تعرفني



سعود اللي تردد يطلب رمّاح اللي شافهم حايسين يرتبون بعد يومهم الطويل: يا يبه الناس بحوسة وانا اجي اطلبه


راجح بسخرية: عسى ماهو العريس بس تراه من بداية العرس يمشي ويصور حتى العرضة ما شالها ناده بس تراه ممنون


سعود طلع جواله من جيبه استغرب وهو يشوف مكالمة فائتة فتح السجل وتذكر انه متصل على جواله من جوال ضوى سجل الرقم باسم "بنت صارم" واتصل على رمّاح اللي رد عليه بعد رنتين


رمّاح بانشغال : هلا عمي


سعود رجع نظراته لأبوه كود يتراجع ولما شافه معزم ردّ على رمّاح: هلا رمّاح وينك


رمّاح باستغراب: ما مشيت للحين سم


سعود اخذ نفس: والله اني ادري بكم حايسين مع عمكم تدري انت اني بسافر الشرقية وابوي ماهو بسايق بالبنات قلت بطلبك توصلهم البيت اذا ما عليك كلافه


رمّاح بفزعة: ابشر والله انتوا برى؟


سعود : أي والله برى ما مشينا بو سعود ماله مزاج يسوق


رمّاح باستعجال: يلا يلا جايكم لا توقفون بالبرد


سكر من سعود وهو يضبط شماغه اللي رماه على أقرب كنب


بتّال: ها على وين العزم يبه


رمّاح ابتسم: الديار طلبت أهلها يا عمي عندك جسّار تراه ونيس – بسخرية-


جسّار ضحك : ماهو الديار اللي طلبت أهلها الا أبو الروح طلب الرمح والرمح ما يعيي


بتّال هز رأسه بيأس: لعبوا فيكم بنات الراجح روح يا رمّاح وانت الحقه بعد خلاص قضينا حركوا


جسّار اللي يساعد بتّال بالأغراض اللي معه : ما عليك ما وراي شيء معك لين يجي كايد على الأقل


رمّاح بعد ما تضبط : يلا اجل الله لا يحرمكم من هالصميمية والفزعة نلقاكم بكرة بمجلس الصارم ان شاء الله


طلع لسعود وراجح تاركهم بحوستهم


رمّاح بعجلة: عسى ما تأخرت عليكم


راجح اللي متلثم يمنع الهواء البارد يدخل أنفه: يلا يلا وين سيارتك مالنا حيل المرض


رمّاح طلع مفتاحه وضغط زر أمان السيارة : قدامك يا جدي


راجح توجه للسيارة تارك سعود اللي متلثم ومتكتف يوصي رمّاح


سعود : رمّاح اوصيك وانا ادري مانيب موصي الا الحريص البنات وابوي انتبه لهم انا بروح كم يوم وارجع بوصي جسّار بعد وانا ادري ان ابوي بيقوم بالمهمة وزود لكن عشان ارتاح بوصيكم كلكم الله الله في اهلي يا رمّاح احفظهم مثل ما حفظت النور من سوايا ابوك


رمّاح اشر على خشمه: ما طلبت شيء والله كلمت روح يطلعون ولا اكلمها


سعود ابتسم : كلمها ادري بك ممنون وان زعلت اني سافرت وما سلمت عليهم راضها تراها ترضى بسرعة لكن انا ما احب الموادع ابد


رمّاح ابتسم: ودعناكم السلامة بو روح


سعود لف عليه بابتسامة: بو مشاعر وروح


رمّاح ابتسم وطلع جواله وهو يسمع راجح اللي يهرن له مستعجل ركب السيارة وهو يشغل المكيف الحار : جينا جينا يابو سعود وش العجله اللي عندك


راجح بحمق : مانيب احب السهر ودروبه يلا وين بناتي


رمّاح اشر على جواله اللي عند اذنه : اكلم روح عشان تطلع


راجح وهو يقرب ايدينه للهواء الحار: ما شاء الله صاروا يحطون دفايات بالسيارات


رمّاح ضحك على راجح : مكيف يبه ماهو دفاية بس الهواء حار


راجح عقد حواجبه بعدم رضا على كلام رمّاح: النتيجة وحده يدفيك ولا ما يدفيك


رمّاح اللي ابتسم من سمع صوت روح: هلا روحي


راجح باستقعاد: يا وجه استح


رمّاح بتعمد: انا برى يا قلبي بوصلكم البيت مع جدك


راجح ضرب كتف رمّاح بقبضة يده: اهجد يا ولد الصارم اذا جات بيتك تغزل


رمّاح ابتسم ابتسامة واسعة: يلا اطلعوا جدك ما يطيق السهر


راجح اللي السهر وقل النوم يعفس مزاجه : خلصونا عاد هات هات هالجوال اشوف


رمّاح مد له الجوال : سمّ


راجح بجدية: اخلصي يا روح جيبي شغف واطلعوا بتلقين امرؤ القيس بسيارته السوداء لأنه ما لقى حصان ابيض يشيل اربع انفار اخلصوا خلونا نرقد لا بارك الله بخفة العقول


روح اللي قمطت من صوت جدها اللي تعرف مزاجه يخرب بسرعة : يلا يلا الحين بقول لشغف ونطلع


راجح : اخلصي


قفل الجوال ومدّه لرمّاح : اخلص روح لقاعة الحريم اشوف


رمّاح بطاعة : سمّ ابشر


أما سعود اللي اتصل على نوره : هلا ها وش سويتي جاهزين ؟


نوره وهي تتلفت تدور نبض: انتظر نبض تجي راحت تسلم على أمها



سعود : زين اجل كلمي جسّار عشان تسلمين عليه لا يشوف بنت بتّال معنا ويشك بسفرتنا ترى ولدك شكاك


نوره بتأييد : يلا اجل بكلمه


سعود وهو يشوف جسّار وبتّال طالعين بعد ما انتهوا من ترتيباتهم ووقفوا مع كايد اللي يحمّل الأغراض بسيارته: خلاص يالنور هذا هو عندي بقول له يجيك


نوره ابتسمت : تمام


سكر الجوال وتوجه لجسّار: بو نجد


جسّار: لبيه


سعود : أمك تبي تسلم عليك قبل نمشي


جسّار طالع ساعته : كأن الوقت تأخر خلوها بكره


سعود بعدم اهتمام: انا صديق الليل ما عليك روح شوف امك بس


جسّار هز رأسه بتأكيد وتوجه لعند القاعة


بتّال بتوصية: يا سعود ترى نبض ابوها معاكم


سعود ابتسم : والله انها مثل بناتي انا عندي مشاعر وعندي روح ما نقصني الا النبض واكمل لوازم الحياة اعتبرها أمانة برقبتي بترجع لك مثل ما اخذتها


كايد باستغراب: ليه توصيه على نبض؟ وينها نبض


بتّال : بتروح مع أم جسّار وسعود عندهم مريض ويحتاجون أختك


كايد باستغراب والوضع ما اعجبه ابدًا: فجأة كذا


بتّال بإنهاء للنقاش: أم جسّار طلبتني وسعود بمثابة أبوها بكرة اذا داومت قدم على إجازة والحقهم اذا ودك بنتي واعرف انها شفوق على التطبيق وكم مرة وصلتها حالة وكنسلوها البنت لها كم شهر تنتظر التطبيق خلها تروح وتطبق دام معها سعود حسبة ابوها وأم جسّار حسبة أمها وانت اذا فاضي الحقهم ثاني يوم


كايد : أمي تدري؟


بتّال طلع جواله وهو يوري كايد المكالمات الواردة من أم كايد : أكيد إنها درت


سعود ربت على كتف كايد : انت خايف على اختك ما ألومك بس تأكد إنها أمانة برقبتي وبرجعها مثل ما خذتها بإذن الله


كايد اللي ما اقتنع خاصة انه يدري انهم سدوا الباب بوجه أم جسّار اللي تكون أخته وما سأل فيها كيف يأمنه على نبضهم : بلحقكم ان شاء الله


سعود ابتسم بعد ما فهمه: ادري انك تقول اللي ما حفظ اخته كيف بيحفظ اختي لكن عهد ووعد من بو مشاعر اللي عرف قيمة البنت عند أهلها انه نبضكم برقبتي وعهدي ماهو عهد سعود الطايش أيام قبل والظروف اللي تجبرنا ولا انا اتعذر بالظروف والله اني ندمان عد خلق الله لكن بإذن الله إني بعوض يا كايد صح ولا انت قايد والله اني ما افرق بينكم


كايد ابتسم براحة : كايد وترى نبضنا برقبتك لين تسمح لي الفرصة واجيكم


سعود ابتسم: بإذن الله




-عند جسّار وأمه وصل لأمه اللي واقفة تنتظره قرب وهو يقبل رأسها: معزمة السفر يا أم جسّار؟


نوره ابتسمت وهي تسحبه لحضنها: يا مكابر الموادع يا جسّار


جسّار ابتسم: والله إن فرقاك طلعة روح تعودت كل صبح اصبح عليك وكل ليل اسمع دعواتك اللي تسرّ الخاطر


نوره شدت عليه بحضنها: والله انه يصعب علي فراقك انت ونجد لكن يا ابوي ودي اغير جو


جسّار ابتسم : ومن بيقول لك لا وانتي أم جسّار ابد روحي غيري جو ووسعي صدرك ولا تفكرين فيني انا ونجد


نوره ضحكت: مانيب مفكره فيكم حطيتكم بأمانة مشاعر وحطيت مشاعر بأمانتك يا جسّار تراها اليوم شالت نجد بعيونها طلعت من داخل ونجد نايمه بحجرها وما رضت اشيلها عنها من شفتها كذا وانا تطمنت عليكم بس يايمه نجد مالها غناة عن أمها طالبتك قبل اروح بكرة خذ نجد وروح لبيت أهل هبه وطيب خاطرها بكلمتين ورجعها تراها والله انها طين جنة مير ابليس لعب براسها يوم انك تزوجت وترى نجد تحسبها زايره عند أهلها وما سألت لكن لو تدري انها ماراح ترجع غير تسوي مناحة


جسّار بطاعة: ابشري اغراضك جاهزة ؟ خذيتي أدويتك معك؟


نوره ابتسمت وهزت رأسها بايجاب: اخذت كل شيء لا تشيل هم مانيب رايحه اخر العالم كلها الشرقية


جسّار تلفت : وين اغراضك بوديهم سيارة خالي هذا هو ينتظر


نوره اشرت له عند الباب من داخل: داخل يبه خذهم وروح الجو بارد وسعود الله يهديه له كم وهو برى ما ادري وش بلاه ما يحب الزحمة ولا الرسميات طير بر ما يجلس بمكان


جسّار ابتسم وهو يسحب الشنط : طير بر اجل يا يمه عليك تشبيه


نوره بغرور: ايه صقر الراجح هذا


جسّار هز رأسه بقلة حيلة ومشى لعند سعود: ها يا خالي جبت الأمانة استلمها وسلمها بخير


سعود ابتسم وهو يأخذ شنطة من جسّار : أمانتك بعيوني وامانتي حطها بعيونك ولا شلت عيونك من مكانها


جسّار ابتسم: اذا امانتي بعيونك امانتك هي عيوني روح وانت مرتاح


سعود ابتسم وركب الشنط بالسيارة : يلا بسم الله


جسّار : حافظكم الله توقع يابو مشاعر يمه كلميني اذا وصلتوا مانيب نايم صاحي


نوره : ان شاء الله يبه روح خذ نجد من مشاعر ترى مافيه الا ضوى وجدتك ومشاعر الباقي مشوا


جسّار باستفسار: أهل عمي بتّال مشوا!


نوره بتأكيد : ايه توهم طلعوا روح خذهم


جسّار باستعجال: يلا طيب مع السلامة


سعود باستعجال: قبل لا تجي بنت بتّال بنشدك


نوره ابتسمت بعد ما فهمت : انشد


سعود بحيرة: شلون عرفتي ان رعود عايش


نوره ضحكت: ما تغيرت يا سعود ينسحب الكلام منك بدون ما تحس تذكر لما جيتك بيتنا اول مرة شفتك فيها بعد قطعتنا وسألتك اذا رعود عايش وسألتني اذا اني للحين شاكه فيه وقلت لك لا قلت لي إنه حيّ يرزق


سعود بصدمة: والله اني نسيت ورعود يسألني يقول لي انت قايل لها قلت له لا ما تغيرت يا نويّر من صغرك تسحبين الكلام من فمي سحب


نوره اكتفت انها تبتسم وباللحظة هذي اتصلت على نبض اللي أرسلت لها اول ما مشت مع جسّار تطلع برى وبعد مناوشات مع أمها طلعت تاركه الأمور لأبوها


نبض : هلا خالتي


نوره : وينك يمه ما طلعتي


نبض والبرد يلعب بضلوعها: إلا برى انا عند البوابة الجانبية


نوره موجهه كلامها لسعود: عند البوابة الجانبية يا سعود


سعود توجه للبوابة الجانبية وهو يشوف بتّال وكايد مع نبض وكل واحد رامي عليها جزء من فروته مغطينها عن البرد


سعود فتح النافذة بابتسامة: نطالب بنبضكم تعطونا


بتّال ابتسم: ولو انها ثقيلة علي لكن طلبات أم جسّار أوامر روحي يابوي انتبهي على نفسك وخلك بتواصل معنا ولا تشيلين هم أمك انا اكلمها


نبض حضنت ابوها وباست رأسه وسلمت على كايد باستعجال وركبت السيارة ورى نوره بالضبط


سيارة سعود اللي أول ما ركبت نبض وألقت السلام ردّ بنبرة تطمن: وعليكم السلام حيّ الله نبض بتّال قلتها لأبوك وبقولها لك تراك ثالث بناتي وما نقصني عقب الروح ومشاعر الا النبض ان بغيتي شيء ولا إن كان ما ودك بهالجيه ابد للحين ما مشينا قولي وما يلحقك لوم


نبض برسمية : لا يا أبو مشاعر خالتي تأمر على الروح


سعود ابتسم وهو يفك شماغه بحرية : اجل بسم الله اللهم هوّن علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده


مشى بطريقه متوجهين للشرقية


نوره بحنين: سعود لي كم ما مشيت معك طريق


سعود ابتسم: يوه يالنور تدرين من عقبك ما مسكت خط ابد سافرت لكن كلهم جو بس السفرة هذي عشانها معك البر طلب أهله


نوره ابتسمت: يوه كان ينطوي الطريق بين قصايد وشيلات وتلاحين سقى الله


سعود ابتسم: الف طلب مثل هالطلب


بدأ بقصيدة بصوته الجهوري اللي فيه بحة حزن تزيد القصايد شجن


"صديق الليل لين الصبح ياويني

واتلحف الضيق لين تعود لأحضاني

دامه غيابك لعب في حسبة سنيني

ما الومه الدمع يوم طاح واشقاني

ياللي رسمت الوفاء ما بيني وبيني

وشلون ترضى أعيش بيوم وحداني

وانت اكثر انسان وارد في دواويني

حتى لمحت البشر طاحوا من أعياني

وانا اكثر انسان حبك وانت جافيني

يا حلم وشلون تتحقق مع ثاني

خليتني للسهر وحدي يعنيني

وشلون ضاع الوفا يا جملة احزاني

والضحك في غيبتك ما عاد يعنيني

والبرد يسأل عن أخر عهد خلاني

واجاوبه والدموع بضيق تكويني

ليته لدرب الغلا ما يوم وداني

حسبي على البعد كانه لاعبٍ فيني

والمشكلة شوف ليه أصبحت ادماني

كان العمر شوك وانت اجمل بساتيني

كان السهر موت لين وصالك أحياني

ما كان به شخص وقت الشعر يرويني

الا انت ياللي سكنت بكل اركاني

لا مرك البرد ألحفك عيني

لا جيت محتاجني محتاجك ألقاني

لا غرد الصبح ابدا بك عناويني

لا غابت الشمس كنت تدق بيباني

فجأة لقيت الوفا جاني يعزيني

يا قو قلب الوفا فيك عزّاني

للحين ماني مصدق لو تخونيني

خوفي اصدق واعيش العمر وحداني

صحيح رحتي ولكن عايشه فيني

في كل ليلة أعيش أيامنا ثاني

ببقى احبك لين الموت يطويني

يا حلا عذاب الهوى في سالف أزماني"


نبض باعجاب واللي كانت تصور من بداية القصيد بدون ما تبين وجهه : صح لسانك


سعود ابتسم: صح بدنك واعذرينا مير هذي طقوس السفر مع النور


نوره باستمتاع : باقي ما سمعنا لحون


سعود ابتسم برفض لطيف: خليها يا نوره لا تهج البنيه


نبض بحماس مكتوم: لا عادي خذوا راحتكم


سعود لف على نوره اللي كان بعيونها رجاء وبدأ يجر بصوته


"غرام أطفال جمعنا وكنا بالشعور كبار

وفا قلبي مثل ما توفي العشاق او اكثر

احب بجد ما ألعب مثل منهم بسني صغار

ولا اذكر قلبي لو مره معاها كذب وقصر

في ذاك الوقت ما اكتب ولكن احفظ الاشعار

عشان اعجابها فيني يزيد ويصبح الأكبر

حفظت لخالد الفيصل قصيدة يا غريب الدار

وديوان البدر كله عشان اتعلم وابحر

بنيت لحبها قصر عظيم وعالي الاسوار

ولا فكرته بيوم على ذا الحال يتدمر

بكيت بيوم فرقاها تقل بين الحنايا نار

وكني فاقد الدنيا ولا اني قادر اتصبر

ابتأسف انا لقلبي عسى يتقبل الاعذار

لأني صدق ذليته وعذري حيل متأخر "


واستمرت الرحلة ما بين قصايد ولحون


-عودة للرياض ببيت سيّاف


سيّاف ابتسم وهو يشوف بناته وزوجته : ما شاء الله مبسوطين


أم أوراد : أي والله يا سيّاف وش من عرس يوسع الصدر والله ما شاء الله ما قصر والله رايد


سيّاف ابتسم : الحمدلله أهم شيء انبسطتوا


أوراد اللي حاسه بغرابة أبوها: يبه فيك شيء؟


سيّاف ابتسم لبناته : تعالوا يبه


قاموا أوراد وأجواد متوجهين له وحده عن يمينه ووحده عن شماله واخذهم بحضنه : كنزي بالدنيا انتوا دامكم حولي وبخير ومبسوطين سيّاف ما يشكي شيء بس يا يبه انا عندي مشوار صغير بخلصه واجيكم بالشغل ان طولتوا اعرفوا ان الشغل اخذني منكم مير اني شوي وراجع


أوراد لفت على ابوها: يبه اكيد مافيك شيء


أم أوراد باستغراب: أوراد صادقة يا سيّاف وشفيك


سيّاف ابتسم لهم بحب وهو يبوس كل وحده من رأسه: عندي شغل يا أم أوراد وان طوّل واشتقت لكم هذا زادي اخذته


أجواد باستغراب: أكيد يعني مافيك شيء غير الشغل يبه


سيّاف : ايه مافيني يلا يبه انتبهوا على نفسكم انا ماشي


أم أوراد: الله يحفظك بحفظه استودعناك الله



سيّاف ابتسم لهم وطلع من البيت وهو يشوف قايد اللي واقف قبال البيت ينتظره توجه للسيارة وهو يركب: طولت عليك؟


قايد وهو يناظر ساعته: لا والله توقعتك بتطول أكثر مشينا؟


سيّاف: بسم الله مشينا



-بقاعة العرس عند آخر ناس جسّار ومشاعر ولولو وضوى


دخل القاعة وتوجه لمشاعر وهو يشيل نجد من حضنها: نامت رجلك وانتي منومتها كذا يلا مشينا


مشاعر بتأكيد: جسّار تأكد أذانها مغطية لا تمرض


جسّار ابتسم: شعرها ما يقصر


مشاعر بقهر: ياربي منك


جسّار ابتسم مرة ثانية ورفع القبعة اللي بجاكيت نجد على رأسها: وهذا غطينا أول طفلة باقي الطفلة الثانية البسي بروح اشوف الزين كله


مشاعر ما ردت عليه ووقفت وهي تحس رجلها متنمله من نومة نجد عليها جسّار انتبه لها ورفع حاجبه: أساعدك؟


مشاعر برفض: لا بس اذا بتروح لا تقعد تتمشى بنجد وتقطع نومها هاتها


جسّار اشر لها على الكراسي: عناد سعود والله مانتي مشاعره كان فيه اختراع اسمه كرسي كان قربتي كرسيين وسدحتيها عليه انتي تقوين رأس بنتي عشان تشيلينها ما فيك قوة


مشاعر واللي مافيها تناقش اكثر لأنه التعب مستحل جسمها: جسّار وش هالطاقة بسم الله عليك


جسّار ضحك وتوجه بنجد للولو وضوى : حيهم


ضوى ابتسمت : يبقيك وينك فيه اليوم ما شفناك


جسّار ابتسم وبمدح لضوى: خفتي على نفسي من فتنة الأخضر لا تأخذ عقلي وقلبي


ضوى ابتسمت: وبس بيّاع الحكي ما يترك عادته


جسّار بملل: انا خبري البنات يحبون المدح اما انتوا غير شكل


لف على لولو اللي لابسه الأحمر والذهب والحنا المطبق بكفوفها: ما أقول الا

يا راعي الثوب الحمر يازين الارياح

يا مصورن حبه بحلو تعبيره

لمفارقك ما اسلى ولانيب مرتاح

يا ماخذن كل الفلا من عشيره

انا عشيرك يا بعد كل من راح

نيه سفر والا تعد له بديره

لا شفت وجهك يا حلو ذيك الافراح

قلب يودك صرت يا زين اميره

دايم وعيني تتبعه وين ما راح

مالي سوى مضنون عيني ذخيره

هو روح روحي هو حياتي والارباح

اللي من اجله قلت حالي خطيره

في بحر ودك صرت يا خل سباح

ارجي عساها لك ولي بألف خيره


لولو اللي استحت وهي تغطي وجهها بالملفع: اشوف طس عن وجهي يالردي بيأذن الفجر واحنا تيبسنا ننتظرك والشيبه جدك رجع مع رويجح البيت وخلانا


جسّار ضحك : أفا كنت مع بتّال ولدك اساعده عياله خلوه وتونا قضينا وسلمت على أمي وجيتكم


لولو بحزن: ايه قالت لنا يا جعلها بسلامة


جسّار بمزح: يلا عاد نجدنا نامت وش تنتظرون


لولو بعصبية طفيفة: وهي نجدك قعدت اليوم نتلقطها من طاولة لطاولة لين تعبت وانخمدت


جسّار لف على مشاعر وهو يشوفها تضغط على رجلها اللي كانت نايمه عليها نجد : ضوى جعلني لا خلى منك خذي نجد وروحي السيارة وانا شوي وجاي وانتي يا جده بعد معاهم انا دقيقتين وجايكم


لولو : لا تبطي يبه يلا تعبنا وورانا قومة الصبح بكره نشوف هالمعرس المطفوق وش سوا


جسّار : ابشري


ساعد ضوى تشيل نجد وطلعوا من القاعة وتوجه هو لمشاعر اللي ما انتبهت لخروجهم لكنها لفت على الهدوء


مشاعر باستغراب: يلا؟


جسّار نزل على ركبته وهو يضغط على المكان اللي ماسكته مشاعر: يوجعك؟


مشاعر بعدت يده: لا بس رجلي نامت الحين كويسة وين ضوى وجدتك


جسّار : بالسيارة شيلي الكعب


مشاعر فزت : نجد وين


جسّار بصبر وطول بال: مع ضوى شيلي الكعب


مشاعر بسخرية: اشيله وامشي حافي! يلا بس مشينا


جسّار بتنبيه: اسمعي كلامي وشيليهم ماراح تمشين حافيه بدخل السيارة داخل


مشاعر بسخرية: ايه عشان جدتك تذبحني خلاص جسّار مافيني شيء خلاص يلا نمشي


جسّار : ما احب اعيد كلامي ابد وبكل مره تجبريني يا مشاعر لا تعاندين ولا شلتك مثل نجد للسيارة


مشاعر بملل شالت الكعب ولفت على جسّار بقهر: زين كذا


جسّار ابتسم: ازين من الزين اذا سمعتي الكلام وما عاندتيني


مشاعر بقهر: والله يا زين من يرمي الكعب بعينك


جسّار ضحك: مالك أمان تسوينها يلا يلا بروح أقرب السيارة وانتي لا تشدينها أكثر


تركها بدون نقاش وتوجه للسيارة


لولو بحمق: عشتوا الدقيقتين صارت ساعتين وينها ست الحسن ما جات صرت بنص هدومي من يسألوني الحضور من هذي


جسّار بعدم اهتمام: كان قلتي لهم زوجة جسّار


لولو بقهر: وهي قصرت كل من سألها قالت زوجة جسّار الثانية


جسّار ابتسم ووقف عند البوابة ونص السيارة الأمامية داخل هرن لمشاعر الواقفة وضامه نفسها عن البرد تقدمت بشكل سريع وركبت السيارة ورى مع ضوى وتركت كعبها


حركوا راجعين للبيت وبكذا فضت القاعة من آل صارم وآل راجح وانتهى العرس


-أما بالشرقية عند البارق ورعود اللي وصل شمايل لبيتها بعد رفض منها ونقاش طويل


رعود بارتياح : بروق


البارق ابتسم للنداء المحبب لقلبه من ابوه: سم


رعود تكتف : هات ما بقلبك لا تنفجر فينا ولا تكذب وتقول لي انك ما تأثرت


البارق بصراحة: أكيد تأثرت لكن مو التأثر اللي تتوقعه مني يعني في النهاية الحمدلله اني بصحة وعافية واللي فيني مؤقت بس اللي ضايقني اننا ضيعنا شايب الراشد من يدنا يوم انكم رحتوا وما لقيتوه


رعود مسح على رجوله : جعلك مجار يا بعدي والله ما يهنى لي لين اجرهم واحد واحد تحت ماطاك


البارق ابتسم : ارتاح يابو بروق عساك سالم مردهم بيجون تحت ايدينك بس ما عرفوا الرعود زين


رعود : البارق ابوي خاطرك ماهوب زين علمني وش فيك


البارق مصر على ابتسامته ما يبي يزيد ابوه اللي يدري انه فيه من الهموم أكثرها : مافيني الا الزهق من المستشفى متى بنرجع لنجد


رعود بصدمة: هو انت استقر ثم اطلب الرجعه عمك سعود وعمتك نوره جايين بكره ان شاء الله وجايبين معهم دكتور علاج طبيعي لرجولك


البارق برفض قاطع: مانيب حاجة دكتور مابي متى مالله كتب لي امشي بمشي


رعود : منت بماشي من الباب للطاقة لازم تأخذ مساعدة طبية


البارق برفض: مابي وقل لعمي سعود لا يجي ما ابي اشوف احد وحتى امي حاول فيها ترجع عشان دوامها وانت بعد روح هناك وحقق مع سامي الراشد بنفسك ما عاد باقي بيدنا خيط إلا هو


رعود بصدمة: وتقول مافيك شيء!! فضفض لي يابوك شفيك ما تبي تشوف الناس


البارق صد عن ابوه : بنام يبه تصبح على خير وقلت لك مافيني شيء بس نفسيتي ما تتقبل احد ولا ابي اشوف احد


رعود بصبر: وشفيها نفسيتك توك حامد شاكر



البارق للحين صاد: حامد شاكر يبه بس ما ننكر به عطوب بالنفس عيت لا تطيب عشان كذا ما ابي اشوف احد كلمهم وخلهم يرجعون ولو ترجعون انتوا احسن بعد ولا أقول لك رجعني انا بعد


رعود: أقول كنسلها سيرة بس وارقد لين يجي سعود هو يعرف لك


البارق حط رأسه على مخدته بعدم اهتمام متضايق لكن ابوه ماهو مستاهل يزيده تعب ما يبي احد يشوفه بضعفه ما يبي يقابل احد يبي الأيام تنقضي ويرجع مثل ما كان ويقلب عاليها واطيها على رأس ساري المنتحل


-عند ساري المنتحل


ساري بعصبية لسحر: غبي هالسامي غبي وما يفهم


سحر ببرود: انت معتمد عليه


ساري بقهر: غلطتي


خذ الجوال وهو يتصل على عبدالعزيز


عبدالعزيز: هلا ساري


ساري : اسمع عبدالعزيز فيه سجين اسمه سامي الراشد ابيك تطلعه


عبدالعزيز: خلاص طيب بشوف سكر رعود مستنفر


ساري : ويا ماله من الاستنفار والله لا أقومهم على رجل بديت ببتّال ونفذ سيّاف ماهوب نافذ منها الأدلة موجودة بمكتبه واضحة وضوح الشمس



الثاني والاربعون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close