رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم نورهان العشري
عندما أتقنت التظاهر أنني بخير ظنوا جميعهم بأنني قد تعافيت . لا يعلموا أنني أجُبرت على هذا فقط كي أعيش .
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
_ انا عرفت مكان كارما و غرام .
كانت هذه الكلمات البسيطه التي القتها سهى صديقة كارما على مسامع كلا علي الذي قام بفتح باب المنزل ما أن سمع الجرس و أدهم القادم من الداخل ليقول علي بلهفه
+
_بجد يا سهى ؟
+
خرج كلا من كاميليا و مازن و يوسف على سؤال علي الذي أجابته سهى قائله
+
_ معرفتش مكانهم فين بالظبط . بس عرفت مين خاطفهم .
+
اندفع مازن تجاهها قائلا بنفاذ صبر
_و مستنيه ايه ما تقولي .
+
لم يكد مازن ينهي جملته حتى فاجئهم ذلك الصوت القادم من الخلف
_ حصل ايه يا علي لغرام و كارما ؟
+
كان هذا الصوت لرامي الخطيب المزعوم لغرام و الذي سافر عقب قراءة الفاتحة مباشرة لحضور مؤتمر طبي و ذلك لكي يترك المجال لغرام بالتفكير و لكنه جاء مسرعًا عندما علم ما حدث ليتفاجأ به أدهم الذي اصطكت أسنانه من الغضب عند رؤيته له و أوشكت عيناه على الخروج من محجريها .
أعاد علي سؤال مازن مرة آخرى على سهى التي أجابته لاهثة
+
_ دكتور ماجد . دكتور ماجد هو اللي خطفهم !
+
قطب علي جبينه لدى سماعه لذلك الاسم بينما مازن قد علت درجة حرارة دمائه من الغضب و صرخ بصوت جهوري
_ الكلب والله لهوريه .
+
فنظر إليه جميع الموجودين باندهاش و بادره علي بالسؤال
+
_ مين ماجد دا ؟ و انت تعرفه منين يا مازن ؟
+
زفر مازن حانقًا و أجاب في عجاله
_ الحيوان دا معيد عند كارما في الكليه و حاول يضايقها قبل كدا و أنا وقفته عند حده .
+
غضب علي بشدة و قال صارخًا
_ و ازاي أنا معرفش بحاجه زي دي ؟
+
أجابه مازن بحده
_ معرفش يا علي و مش مضطر اديلك تقرير باللي بعمله .
زادت حدة كلمات علي و علا صراخه قائلا
_ لا مضطر لما يبقي الموضوع يخص اختي تبقى مضطر و رجلك فوق رقابتك .
+
تدخل أدهم حانقًا
_ انتوا هتفضلوا تتخانقوا عالتفاهات دي و تسبوا المهم . عايزين نطمن عليهم و نعرف الزفت دا وداهم فين ؟
اجابه علي بغضب
_ دي مش تفاهات . مش معقول واحد معيد هيخطف طالبه عنده كدا من الباب للطاق اكيد البيه عمل عمله سودا عشان يوصله أنه يتهور و يعمل كدا .
+
اجابه مازن بغل
_ ايوا عملت . ضربته و كسرت عضمه و دوست عليه قدام الجامعه كلها و هددته أنه لو قرب منها تاني هتبقي نهايته على إيدي .
+
انقض علي فوق مازن لاكمًا إياه بعنف قائلا بغضب جحيمي
_ يعني اخواتي دلوقتي مخطوفين بسبب غباوتك و تهورك .
+
تقدم يوسف و قام بإمساك يد مازن التي كانت على وشك لكم علي و هو يصيح في كلا منهما
_ بطل انت و هو لعب العيال دا . قاعدين بتتخانقوا و سايبين المصيبة الكبيرة اللي احنا فيها ؟ !
ايه انتوا هايفين للدرجادي دا أنتوا حتي مدتوش فرصه للبنت تقول اللي تعرفه.
+
زمجر مازن غاضبًا
_ انت مش شايفه بيعمل ايه ؟ و جاي بيضربني في الآخر عشان دافعت عن أخته من واحد مجنون زي دا .
اغتاظ علي من حديثه و أوشك بالانقضاض عليه مرة أخرى و لكن تدخل يوسف حائلا بينهم كسد منيع ليزأر بقوة
_ خلاص بقى يا علي المهم نعرف مكان البنات و نرجعهم بالسلامه .
ثم نظر إليطى مازن وهو يزجره بغضل
_ و انت تسكت خالص مش وقته الكلام دا . ابقوا صفوا حسابتكوا دي بعدين خلينا في المهم دلوقتي .
+
اقترب من سهى قائلا بوقار
_ لو سمحتي يا آنسه سهى ممكن تقوليلنا كل اللي تعرفيه ؟
+
طالعته سهى بانبهار و نظرت يملؤها الاعجاب الذي لم يخفي على تلك القطه التي ظهرت مخالبها فجأة و تقدمت من بين جميع الرجال و سحبت سهى من معصمها بقوة و أجلستها علي الكرسي خلفهم و هي تقول بحدة
_ اتفضلي قوليلنا يا ست سهى اللي تعرفيه .
+
خافت سهى من تلك النمرة التي كانت تطالعها بنظرات قاتله فأجابت بلهفه
_ يوم خطف البنات كان عندنا امتحان و اتلغى فكنت رايحه للدكتور ماجد عشان اعرف المعاد هيكون امتى تاني فدخلت عليه لاقيته متوتر جدًا و بسأله قالي لسه مش عارف و فجأة جاله تليفون لقيته بصلي كدا و قالي اتفضلي اطلعي بره و باين أنه مكنش عايز يرد قدامي لانه وشه اتقلب ميت لون لما التليفون رن فأنا بصراحه استغربت حالته و خرجت و بعد ما طلعت افتكرت اني كان معايا ورق مهم لازم اديهوله فرجعت تاني لاقيته بيكلم حد و بيقوله يا غبي مش قولتلك ركز انت كدا هتضيعنا ، و معرفش اللي ع الخط قاله ايه لقيته بيرد عليه بيقوله خلاص روح وانا هحصلك ع المكان اللي اتفقنا عليه .. بصراحه انا خفت أكلمه و هو متعصب كدا فرجعت تاني و بعدها عرفنا موضوع خطف كارما و غرام بس انا متخيلتش أنه له يد فيه ، و تاني يوم الخبر انتشر و الغريب أنه مبانش عليه الخضة أو حتي أنه متأثر على الرغم من أنه كان بيتجنن لما كارما تغيب يوم . لحد ما جه النهاردة كنت رايحة اوضه دكتور شوقي عشان أشيل ورق عنده في الدرج هو مديني مفتاح مكتبه عشان احط ورق الامتحان بتاعنا لانه عنده ظروف و معرفش ييجي و أنا بفتح الدرج المفتاح وقع تحت المكتب نزلت اجيبه لقيت دكتور ماجد جايب محمد واحد من أفراد الأمن بتاع الجامعه و عمال يتخانق معاه ويقوله انت ايه جابك مش قولتلك خليك معاهم لحد ما اجيلك و أنا هظبطلك موضوع الغياب بتاعك . فمحمد رد عليه قاله متقلقش حمو هناك واخد باله كويس انا قولت أظهر في الصورة عشان محدش يشك فيا وبعدين بصراحة كدا انا محتاج فلوس ، فماجد زعقله و قاله انا اديتك نص الفلوس قبل ما تنفذ و قولتلك هديك الباقي بعد ما العمليه تخلص ، فمحمد قاله لا انا غيرت الاتفاق و هزود الفلوس شويه دا خطف مش لعب عيال ممكن يوصلني لحبل المشنقه و أنا عايز أأمن عيالي . لقيت ماجد بيقوله خلاص روح دلوقتي و تعالي بكرة هديك عشر الاف جنيه محمد قاله لا عشرين فماجد قاله موافق و محمد قاله هجيلك الساعه عشرة الصبح أخدهم منك فماجد قاله تاخدهم و تطلع عالمكان اللي حاطينهم فيه و مشوفش وشك هنا تاني و بعد كدا خرجوا و أنا استنيت شويه لما اتأكدت أنهم مشيوا و جيت جري على هنا عشان ابلغكوا
+
انهت سهى كلماتها لاهثة ليكور مازن قبضته و يلكم الحائط خلفه قائلا بغضب
_ الحيوان . والله لهندمه عاليوم اللي اتولد فيه .
+
كان أدهم يستمع إلى الحديث و داخله بركان يزداد توهجه أكثر فأكثر فمنذ أن دخل هذا المدعو رامي الى البيت وهو يود الفتك به و جاء حديث تلك الفتاه ليزيد بركان غضبه أكثر و كان علي هو الآخر ينفث النيران من أنفه و هو يتوعد لذلك الماجد بأقسى انواع العقاب فنظر يوسف إلى ثلاثتهم و قال بسخريه
+
_ مناظركوا انتوا التلاته دي هتوصلنا لطريق مسدود .. احنا دلوقتي مسكنا طرف الخيط عايزين نحسب خطواتنا الجايه صح . ماجد دا اكيد مش لوحده و احنا لازم نتحرك بسريه تامه عشان اي غلطه البنات اللي هتدفع تمنها .
+
انفعل مازن قائلا
_ الكلب دا انا هروح اجيبه من قفاه و اطلع عين اهله لحد ما يقول وداهم فين ؟
+
عارضه علي قائلا بصياح
_ انا اللى هروح اجيبه و هعرف اربيه ازاي .
+
أيدهم أدهم في الرأي قائلا
_ دا لازم يتجاب و ياخد بالجزمه لحد ما يعترف وداهم فين ؟ و عمل فيهم ايه ؟
+
تحدث رامي باستنكار آثار جنون أدهم
_ لا طبعًا غلط جدًا اللي انتوا بتقولوه دا كدا ممكن يخلي الناس اللي معاه تأذيهم.
+
نظر يوسف إليهم بغضب قائلا
_ انا شايف أن انتوا التلاته متفكروش خالص . الزفت دا محدش هيلمسه و لا هيحط أيده عليه غير لما البنات ترجع بالسلامه .
+
أوشك علي على الحديث فتابع يوسف بلهجة أكثر حدة
+
$ احنا منضمنهوش ممكن يعمل ايه هو والي معاه ؟ دا واحد دكتور كون أنه يفكر التفكير الغبي دا مع طالبه عنده لمجرد أنها رفضته أو أنه تتخانق مع خطيبها يبقي مريض وده متوقع منه أي حاجه .
+
زفر أدهم قائلا بعصبية
_ طب و الحل يا يوسف ؟ هتفضل قاعدين حاطين إيدينا على خدنا كدا وهما بين ايدين المجنون دا ؟
+
أجابه يوسف بتعقل
_ لا طبعًا . احنا هنراقبه لحد ما نعرف مكانهم .
+
_ و هو اهبل ما اكيد عامل حسابه عشان محدش يشك فيه .
هكذا أجاب علي بحنق ليجيبه يوسف قائلا بغموض
+
_ متقلقش انا عندي خطه هتخلينا نعرف مكانهم فين بالظبط ؟
+
************
+
كانت نيفين تُطالِع زين و هو يلهو و يلعب مع روفان في الحديقه بنظرات يملؤها الكره فلم يكن يكفيها كل تلك المشكلات ليأتيها ذلك الفتى الصغير و يسحب البُساط من تحت قدميها فجدها أصبح و كأنه مهووس به فكان يدلله كثيرا وهذا ما اغضبها و تلك الحرباء المسماة بسميرة يجب أيضًا التخلص منها فقد استمعت لحديثها مع ذلك الغريب و الذي كانت تتخلله بعض العبارات الوقحة و الإيحاءات البذيئة التي توضح أن علاقتهم ليست بالبريئه فهي لابد أن تستخدم تلك النقطة لصالحها حتى تستطيع أن تتخلص منها نهائيا و عندها ستكون هي بمفردها أمامهم و عليها أن تضع خطة محكمة للتقرب إليهم جميعًا واستمالتهم وذلك بتمثيل دور الضحية الذي يروقها كثيرًا أن تلعبه و لهذا فعليها أن تبدأ في تنفيذ أولى خطواتها لتحقيق مبتغاها .
+
توجهت نيفين الى غرفة والدها الذي عاد ليلا في ساعة متأخرة و طرقت عليها عدة طرقات بسيطه فأذن لها بالدخول ففتحت الباب و دخلت بخطوات سُلحفيه مطأطأة رأسها و قالت بصوت خفيض
+
_ كنت عايزة اتكلم معاك شويه ممكن ؟
تهللت أسارير مراد الذي كان يفكر في كيفية التقرب إليها و إعادة بناء الشرخ القائم في علاقتهم فقال بلهفة و هو يدعوها للجلوس بجانبه علي الاريكه
+
_ طبعا يا نيفين . تعالي اقعدي هنا جنبي .
+
تقدمت نيفين و جلست بجانبه و أخذت تفرك كفيها ببعضهما و كأنها تبحث عن كلمات لتبدأ بها فبادرها الحديث قائلا
+
_ حقك عليا يا نيفين . انا عارف اني اهملتك اوي و عارف انك كنتِ كتير بتتاخدي في الرجلين بسبب المشاكل اللي بيني و بين امك . لكن اوعدك اني هعوضك عن كل اللي فات .
+
طالعته نيفين بنظرات المسكنه و الحزن و قالت بنبرة منكسرة
_ انا مش زعلانه منك يا بابا . انا اللي جايه اتأسفلك عشان اسلوبي معاك آخر مرة كان وحش . حقك عليا . أسفه .
+
قال كلمتها الأخيرة و اتبعتها بدمعه جعلت مراد ينتفض من مكانه يتآكله شعوره بالذنب تجاهها فأخذها داخل أحضانه و قال بأسف حقيقي
_ حقك عليا يا بنتي انا اللي آسف . انا اللي اهملتك و ظلمتك كتير . انا مش زعلان منك . ليكِ حق تقولي و تعملي اكتر من اللي عملتيه . انا مقدرتش مشاعرك بس غصب عني موت ميرفت كان صدمة بالنسبالي و كمان مكنتش اقدر اسيب زين لوحده اكتر من كدا كان لازم اجيبه يعيش وسط أهله . زين يتيم و اتحرم من امه في وقت هو محتاجلها فيه اوي .
+
قاطعته نيفين بلهفه مصطنعة
_ متبررليش يا بابا . دا حقك و حقه . حقه يعيش وسطنا . انا صدقني مش ضده بالعكس . أنا بحاول أأقلم نفسي على وجوده . انا بس ليا رجاء واحد عندك .
+
أجابها مراد بلهفه.
_ أؤمريني يا حبيبه بابا .
+
أتقنت نيفين تزييف ملامح وجهها و ذرف العبرات من مقلتيها تزامنًا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال
_ متنسانيش وسط اهتمامك بزين . متقولش دي كبيرة و خلاص مش محتجاني . اديني و لو جزء بسيط من وقتك .. عشان أنا محتجالك اوووي .
+
شقت كلماتها قلب مراد الى نصفين فأخذها الى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم على ما أوصل ابنته إليه هو أن تترجاه ليعطيها بعضًا من وقته و ألا ينساها غافلا عن تلك البسمة الساخرة المرتسمه على شفاه الأفعي ليقول مرات بصوت مبحوح من فرط التأثر
+
_ وقتي كله ليكِ يا حبيبتي . حقك عليا مرة تانيه اني وصلتك الحاله دي . اوعدك من النهاردة مش هغيب عنك تاني و لا هخليكِ تحتاجيلي تاني و متلاقينيش . هكون دايما جمبك و في ضهرك و هحميكِ من كل حاجه وحشه و أولهم أمك .
+
فقد أخبرته صفيه بما حدث من سميرة قبل أيام لتقاطعه نيفين بلهفة مقصودة لزرع بذور الشك في قلبه
_ ياريت يا بابا تحميني منها . ياريت متخلنيش احتاج لها تاني انا عايزة انسي أنها امي .
+
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام
+
_ ليه يا نيفين ؟ حصل منها ايه عشان تقولي كدا ؟
+
اصطنعت نيفين التوتر و هبت من مكانها معطيه مراد ظهرها و قالت بتلعثم مقصود
_ م . مفيش . مفيش حاجه .
+
زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحدة طفيفه
+
_ نيفين . بصيلي هنا و قوليلي في ايه ؟
+
التفتت إليه نيفين قائله بانهيار
_ مفيش حاجه . ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا .
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفة و أغلقت الباب خلفها و هي تشعر بالانتصار بعد هذا العرض المسرحي فها هي أولى خطواتها قد نجحت نجاح عظيم
+
**********
+
_ ممكن اعرف انت موديني على فين ؟
كانت تلك الكلمات لهند التي أخذها رائد في رحلة غامضة و الذي جعل الرعب يدق في قلبها خوفًا من أن يعيد فعلته الدنيئة معها مرة آخرة فأجابها هو بلهجة حانية قلما تظهر منه
+
_ من وقت ما خرجنا من الشركه و انتِ مش على لسانك غير السؤال دا . ممكن تثقي فيا شويه ؟
+
تحدثت هند و قد كانت كلماتها تقطر المًا و مرارة
_ ما انا وثقت فيك قبل كدا و النتيجة كانت ايه ؟ معتقدش اني ممكن اثق فيك تاني !
+
ذكرته كلماتها بذنب مغروز كالشوك في قلبه و لكنه حاول أن يغير مجرى الحديث و أن يضفي بعض المرح على الأجواء
_ ورد عامله ايه في الدراسة ؟ لسه بردو بتعمل بطنها وجعاها عشان متروحش المدرسه ؟
+
توترت هند لسؤاله عن أختها فمنذ ذلك اليوم المشؤوم و هو لم يسأل عن أحد من أفراد أسرتها فلماذا يسأل الآن ترى هل علم بما تخطط له ؟ حاولت أن تسيطر على توترها حتى لا يظهر في نبرة صوتها و قالت باقتضاب
+
_ كويسه الحمد لله . عادي هي ورد هتتغير !
+
قهقه رائد و هو يتذكر موقف حدث أمامه من تلك الشقيه ورد و قال من بين ضحكاته
+
_ مش قادر انسى منظرها لما عملت مغمي عليها هنا في العربيه و قال ايه ضغطها وطي و كل دا عشان متروحش المدرسه ! تصدقي وحشاني و نفسي اشوفها .
+
قال جملته الأخيرة و هو ينظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بالرعب يدب في أوصالها من حديثه ونظراته لتلتفت الى الجهة الأخرى خوفًا من أن يرى ذلك الخوف المرتسم على ملامحها وهي تدعو الله في سرها بألا يكون قد كشف مخططها ليقف هو السيارة و يقوم بوضع أصابعه تحت ذقنها و أدار رأسها تجاهه ثم نظر داخل عينيها قائلا بنبرة مُشبعة بالذنب
+
_ انا عارف اني أذيتك و ظلمتك معايا . بس اديني فرصه اخلص من كل العك اللي انا فيه دا و اوعدك هعوضك عن كل حاجة وحشة شفتيها . بس خليكِ جنبي و اصبري عليا شويه .
+
كانت كلماته أشواك تزرع في قلبها الذي لو أطلقت له العنان لكانت الآن مرتميه بين طيات قلبه تبكي حبها و ألمها و حماقتها فلو كان الأمر يخصها هي فقط لتركت كل شيء و خطت معه نحو المجهول ولكن الأمر يصل إلى من هم اغلى و أنقى منها بكثير فلم يعد لها مفر سوى حمايتهم من تلك اللعنة التي أصابتها وهي لعنه عشقه
فرت دمعه هاربه من طرف عيناها تلقتها أطراف أصابعه بحنان و قال بلهجه ناعمه
_ انا جايبك اغلى مكان على قلبي و هكشفلك سر مفيش مخلوق في الدنيا يعرفه..
+
أضاءت كلماته وميض الفضول داخلها لتنظر حولها و إذا بها ترى لافتة منقوش عليها ' مشفى الأمراض العقلية '
فقطبت جبينها قائلة باندفاع
_ هو انا كنت متأكدة مليون في الميه انك مجنون بس انك تبقى معترف بدا لا صدمتني الصراحه !
+
ضحك رائد بقوة علي حديثها و قال عندما هدئت ضحكاته
_ هو انا مجنون اه بس مش للدرجادي ! يالا انزلي في حد لازم اعرفك عليه جوا .
استجابت هند لطلبه و ترجلت من السيارة و تبعته الى الداخل و وقفت بانتظاره عدة دقائق حتى انهى حديثه من ذلك الطبيب ثم توجه ناحيتها و اخذها من يدها دون حديث وتوجه بها إلى إحد الغرف و ما أن فتح الباب حتى وجدت تلك السيدة الجميلة جالسه على سريرها ناظرة إلى الامام فلم تنتبه لدخولهم و الأحرى أنها لا تنتبه لشيء مما يدور حولها
اقترب منها رائد مُقبلا يدها و جبينها قائلا بحب
+
_ وحشتيني يا امي .
نزلت الكلمة على هند كالصاعقة . هل فعلا هذه المرأة تكون والدته ؟ فالجميع يعلم أن عائلته متوفيه و هو طفل صغير فكيف تكون تلك المرأة والدته ؟ هل يعقل أن يكون أوهم الجميع بقصه والديه المحزنه تلك ؟!
+
لم تلتفت السيدة تجاههم و كما توقعت هند فهي تعيش بعالم خاص بها يختلف تمامًا عن عالمهم و لكن هذا لم يثني رائد عن الحديث معها و محاوله إقحامها داخل ذلك العالم لتجده يحادثها و كأنها تسمعه
+
_ عارف اني إتاخرت عليكِ و انك اكيد زعلانه مني . بس غصب عني صدقيني . لكن انا النهاردة قررت اصالحك و اجبلك حد غالي عندي اوي و كان نفسي تتعرفي عليه من زمان .
+
اختتم جملته ثم رفع يده ومدها إلى هند التي ترددت لحظات قبل أن تضع كفها فوق كفه الممدود تجاهها و تقدمت من السرير الخاص بتلك السيدة و لكن ما زاد من صدمتها تلك الكلمات التي قالها رائد لامه
+
_ دي هند اللي حكتلك عنها يا امي . دي اغلى انسانه عندي في الدنيا بعدك ، و اكتر انسانه اتظلمت معايا و بسببي . جبتها هنا النهاردة عشان اعتذر لها قدامك و اقولها أنها غاليه عندي اوي و اني ناوي اعوضها عن كل حاجه وحشه شافتها معايا .. بس هي تقول مسامحة .
ثم نظر إليها قائلا بترجي
+
_ ها مسامحه و لا لا ؟
+
هطلت العبارات من مقلتيها دون أن تكون لها القدرة على ايقافها فتلك الكلمات الحانيه التي تخرج من بين شفاهه تزيد من ألمها و عذابها فكيف لها أن تتركه بعد ما فعله الان ؟ كيف لها أن تكسر قلبه بعد تلك الوعود التي طالما تمنت أن تسمعها منه ؟ فهي الآن تجد نفسها أمام خيارين كلاهما أصعب من الاخر أن تنجو بعائلتها من بطشه و ذلك الانتقام الذي كلفها الكثير من المعاناه و لا تدري إلى أين سياخذهم ؟ أم تتراجع عن قرارها بهجره و تجازف بأن تنكشف أمام يوسف الحسيني الذي قد يهدم العالم فوق رؤوسهم ؟
لا تعرف ماذا تفعل فللقلب رأي متناقض تمامًا عن رأي العقل و هي حائرة في المنتصف لا تدري ما عليها فعله ؟ أنقذها دخول الممرضة التي نادت على رائد لتبلغه بأن مدير المشفى يريد الحديث معه فتركها بمفردها مع والدته قائلا بأنه لن يتأخر …
+
نظرت هند الى ملامح تلك السيدة المسالمه و التي تبدو و كأنها نسجت عالم وردي في خيالها لتعيش فيه هربًا من سوء هذا العالم و للحظه شعرت بأنها تحسدها و تتمنى لو تفعل مثلها و لكن ما باليد حيله فقد فُرِض عليها العيش في كل هذا العذاب دون القدرة على الاعتراض حتى .. قامت هند بالجلوس بجانبها و قالت بلهجة يائسه
+
_ انا معرفش ايه الي حصل وصلك للحاله دي ؟ بس اكيد حاجه كبيرة اوي اللي توصلك انك تخلقي عالم جواكِ و تعيشي فيه . اكيد الدنيا كانت قاسيه عليكِ اوي .
+
تناثر الألم من عينيها وهي تتابع
_ انا بتمني اكون زيك بس للأسف انا عندي ناس تانيه اخاف عليها . ناس مقدرش اتخلى عنهم . ناس بحبهم لدرجه اني مستعدة ادوس على قلبي و علي سعادتي عشان بس احميهم .
+
تحولت نبرتها من الحزن إلى القهر حين قالت
+
_مقدرش استسلم و اسيبهم يواجهوا أخطائي و يدفعوا تمنها . ارجوكي سامحيني و قوليله يسامحني مش هقدر أضحي بيهم . حتى لو علة موتي . لازم احارب عشانهم و عشان احميهم من الناس اللي مبترحمش .
+
تعانقت اوجاعها مع قلة حيلتها و أمنياتها المستحيلة حين قالت
_ ياريتني قابلته في مكان و زمان تانيين مكنتش هتخلى عنه ابدا . قوليله اني اهون عليا الموت و لا أنه اسيبه يواجه العذاب دا كله لوحده بس غصب عني مش هقدر . مش هقدر .
+
انهت كلماتها ثم فرت هاربة تبكي حبها المحكوم عليه بالموت و قد حسمت أمرها بأنها ستفعل اي شئ مقابل حماية عائلتها حتى لو كانت ستعيش بلا قلب فهي تركته معه .
+
_ والله يا رائد بيه دا اللي حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص اللي جه سأل عنك هنا؟ هو جه سال الأمن و مشي على طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره عشان ميتصورش .
+
تلك كانت كلمات مدير المشفى لرائد الذي اندهش من حديثه و أخذ عقله يعمل في كل الاتجاهات فذلك المكان لا يعلم أحد عنه و لا بأن والدته هنا فقد أخفاها جيدًا عن العيون فالكل يظن بأنها ميته حتى عمه فمن الذي يراقبه و يسعى خلفه حتي كاميرات المراقبه لم تنجح في إظهار ملامح ذلك الشخص فمن هو إذن ؟
+
لم يسعفه عقله باجابه و خاصةً عندما ظهرت تلك الممرضة التي كانت تهرول تجاههم قائله بذعر
_ الحقني يا دكتور . الست اللي تبع الأستاذ دا جالها حاله انهيار عصبي .
+
********
+
_ متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليكِ و مأمنينك كويس .
+
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهى التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط غضبا من تلك الفتاة التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعلة كما وصفتها كاميليا
+
_ مش قلقانه يا يوسف بيه . انا واثقه في حضرتك !
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هي تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن غضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر
+
_ اقصد واثقه فيكوا كلكوا ، و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه .
+
لم بجيبها يوسف خوفًا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من باب البناية حتى تحدث مع سهى بنبرة جافة
_ ماجد نازل . جاهزة ؟
+
ارتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت بنبرة ثابتة نوعا ما
_ جاهزة .
+
_ مش محتاج افكرك لازم تاخدي بالك كويس اوى و تمثلي دورك بالحرف . الغلطه هنا بفورة .
+
لم ينتظر إجابتها إنما أمرها بالنزول فورًا لتطيعه دون جدال و ما أن اقتربت من ماجد الذي كان على وشك الصعود إلى سيارته حتى نادت عليه
& دكتور ماجد . دكتور ماجد .
+
التفت ماجد الى ذلك الصوت ليتفاجأ بسهى تقف على بعد سنتيمترات منه فقطب جبينه باستغراب قائلا
_ سهى ! انتِ ايه اللي جابك هنا ؟
+
توترت سهى بعض الشئ و لكنها استجمعت شجاعتها و قالت بصوت أنثوي رقيق
_ بصراحه كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع .
+
_ و الموضوع دا مكنش ينفع تأجليه لما نتقابل بكرة في الجامعه ؟
+
أجابته سهى بلهفه
_ لا الموضوع دا مينفعش يتقال في الجامعه و مينفعش يتأجل أكتر من كدا !
+
ذم ماجد شفتيه فهو لا يريد التأخر علي لقاء حبيبته فأجابها بملل
_ خير يا سهى موضوع اي اللي مينفعش يتأجل دا و لا يتقال في الجامعه ؟!
+
تقدمت سهى منه و نظرت بداخل عينيه و هي تقول بخفوت
_ دكتور ماجد أنا ..
+
_ انتِ ايه يا سهى ؟
هكذا أجابها ماجد بنفاذ صبر
+
_ انا معجبه بيك من زمان اوي و كنت عايزة اصارحك بس مكنتش بتيجي فرصه مناسبه .
+
قطب ماجد جبينه بإندهاش قائلا
_ ايه ؟ معجبه بيا انا !
+
تقدمت سهى منه خطوة آخرى و قد أتقنت لعبتها جيدا و تفننت في اللعب على أوتار كبرياؤه المشروخ قائلة
_ و مالك مستغرب اوي كدا ليه ؟ انت الف واحده تتمناك . بس انت اللي كنت مغمض عنيك و مش شايف غير واحده بس .
+
أجابها ماجد بسخريه
_ و بما إن الواحده دي مخطوفه أو مش موجودة حاليا فقلتِ استغل الفرصه .
+
اجابته سهى بلهفه و قد اغرورقت عينيها بالدموع
+
_ لا والله انا مش كدا ، و اوعي تفكر اني فرحانه في خطف صاحبتي . أبدا بس غصب عني لما لاقيتك مش مهتم بغيابها و حتى مش باين عليك انك متأثر قولت يبقي الطريق لقلبك بقي مفتوح . انا أسفه لو كنت ضايقتك بكلامي بس انت اكتر حد عارف احنا ملناش سلطه على قلوبنا .
+
نجحت سهى في استفزاز رجولته خاصةً عندما هطلت دموعها و ذلك الضعف الذي ظهر في صوتها فأخذ ماجد ينظر إليها لا يدري ماذا يقول لتبادره هي قائله
_ يظهر اني غلطت لما جيتلك و صرحتلك بمشاعري . انا اسفه .
+
أنهت كلماتها تزامنا من دوخه بسيطه اعترتها فكانت على وشك السقوط حتى امتدت يد ماجد لتلتقطها فاقتربت منه للحد المرغوب لها و لتنفيذ خطتها ليقول ماجد بلهفه
_ سهى انتِ كويسه ؟ اوديكي المستشفى ؟
+
انهت سهى ما جاءت لأجله فقالت بقوة حاولت رسمها
+
_ انا كويسه متقلقش عليا . انا محتاجه امشي ، و ياريت تنسي كل اللي قولتهولك
+
انهت كلماتها وهي تعتدل في وقفتها محاولة إظهار كونها انثى جرحت بشدة و تحاول لملمه شتاتها فقالت بكبرياء
_ انا مش هعطلك عن مشوارك اكتر من كدا . واضح انك كنت مستعجل . انا بس جتلي لحظة شجاعة محبتش اضيعها بس الظاهر أني كنت غلطانه اتفضل امشي .."
+
توتر ماجد بصورة ملحوظة عندما رن هاتفه وقال محاولا التخفيف عنها
_ بصي يا سهى انا مستعجل دلوقتي . لكن اوعدك أننا هنقعد مع بعض و نتكلم كتير . بس انا مضطر امشي دلوقتي . عن إذنك .
+
كان كل هذا يحدث أمام أنظار يوسف و كاميليا التي كان الغضب و الغيرة يأكلانها بدون رحمه و لم يخفى هذا على يوسف الذي كان أكثر من مُستمتع بغيرتها تلك فبادرته كاميليا بالحديث قائلا
_ جدعة اوي سهى !
+
اجابها يوسف بتأكيد
_ اه بنت ممتازة .
+
زاد غضبها أضعاف من حديثه عنها لتحاول التحكم في نفسها قدر الإمكان قائله
_ و أمورة كمان !
+
فأجابها يوسف بتأكيد
_ اه فعلا .
+
أخذت درجة حرارتها تزداد شيئًا فشيئًا فقالت بسخرية
_ ايه رأيك نشوفلها عريس ؟ يعني بنت جدعه و ممتازة و كمان أمورة . منضيعهاش من إيدينا .
+
كان يوسف يسايرها في الحديث و وهو يكتم ضحكاته بصعوبه فأجابهم بنبرة لا مباليه
_ هي فعلا خسارة تضيع من أيدينا . بس انا مش خاطبه يا روحي .
+
علت نبرة كاميليا بعض الشئ و هي تقول بغضب
_ امممم و لا ندور لها على عريس ليه؟ ما العريس موجود اهوه ، و عجباه كمان لا و في نظرات و ابتسامات .
+
أخذت تُقلد لهجتها بسخرية
_ واثقه فيك يا يوسف و معرفش ايه يا يوسف و أنا أباجورة قاعدة جمبك !
+
أجابها يوسف بلهجه محذرة
_ كاميليا صوتك ميعلاش ، و متنسيش أننا لولاها مكنتش عرفنا نوصل للي خطف بنات خالتك فبطلي جنان ..ط
+
اغضبتها لهجته و عرفانه بجميلها فهذا الرجل يثير جنونها فتارة يكون حنون للدرجة التي تجعلها تذوب بين يديه و تارة يكون بارد غير مبالي بوجودها و تارة يكون قاسي في تحذيرها فكيف يمكنها التعامل معه
+
_ تصدق عندك حق انا مجنونه فعلًا ! بس مش عاميه و شايفه نظراتها ليك عامله ازاي ؟
+
_ اديكي قولتي نظراتها , و أنا مش مسئول عن نظرات الناس ليا ، و ياريت تقفلي الموضوع بقى .
+
احزنتها كلماته و لكنها الحقيقه فهو غير مسئول عن ردود أفعال الفتيات تجاهه و لكنها نوبات الغيرة الملعونة التي تصاحبها عندما يتعلق الأمر به لا تدري ماذا تفعل فآثرت الصمت و وجهت انظارها لتلك الفتاه محاولة كبت دموعها التي تهدد بالانفجار و لأنها جزء لا يتجزأ منه ألمها يؤلمه فقد شعر بمدي حزنها و لكن ليس هذا الزمان ولا المكان ليرضي جنونها..
+
رأي يوسف ماجد يهم بالانصراف فقام بالنظر اليها و إدارة وجهها إليه ناثرًا اعتذاره فوق جبهتها و آخر بجانب فمها و قال بصوت خفيض خرج من قلبه الى قلبها مباشرة
_ انا مبشوفش غيرك . مفيش واحده ست في العالم ممكن تهز فيا شعرة في غيابك مابال في وجودك بقى !
+
هطلت الدموع من عينيها كالشلال و لم تستطِع أن ترد عليه ليحتويها وهو يقول بحب
_ دموعك دي اغلى من انها تنزل على حاجات تافهة زي دي .
+
انهى يوسف كلماته ثم ترجل من السيارة وذهب الة مكانها و فتح الباب و قام بإخراجها ليحتويها بقوة أمام سهي القادمة تجاههم و التي كانت مصدومه مما رأته و خاصةً وهي تراه ينثر عشقه فوق وجهها قبل أن يقول بلهجه حانيه اخترقت مسامع سهى
_ خلي بالك من نفسك يا قلبي أن شاء الله مش هتاخر عليكِ .
+
صدمت كاميليا من حديثه فقالت
_ ايه دا هو انا مش هاجي معاكوا ؟
+
قال يوسف بصوت خفيض و لكن صارم
_ مش هينفع يا كاميليا . انتِ طلبتي تيجي معانا و تشوفي بعينك هيحصل ايه ؟ و خلاص لحد هنا و مش هقدر اعرضك للخطر . تتفضلي تروحي من غير مناقشه و أن شاء الله مش هنتأخر عليكِ .
+
التفت يوسف تجاه سهى قائلا بوقار
_ شكرًا يا آنسه سها . لحد هنا دورك انتهى . تقدري تتفضلي العربيه هتوصلك .
+
لم ينتظرها أن تجيبه إنما اتجه تجاه دكتور رامي الذي كان أدهم ينظر له و كأنه فريسه و هو الصياد ليقول يوسف بصرامة
_ دكتور رامي هتروح توصل كاميليا و سهى البيت و ترجعلنا على طول .
+
اغتاظ رامي من طلب يوسف ليقول بحدة
_ و اشمعنا انا يا يوسف بيه اللي اروح اظن اللي مخطوفه دى خطيبتي وأنا أولى اكون معاكوا . تقدر تبعت اي حد تاني وجوده مالوش لزوم .
+
كانت كلماته قد أشعلت فتيل أدهم الذي كان على وشك الانقضاض عليه لولا نظرات يوسف المرعبة التي جمدته في مكانه و الذي قال بنبرة أحرجت رامي
_ بصراحه يا دكتور رامي كاميليا حالتها مش مطمئنه و أنا مش هقدر اجازف أنها تتعب في الطريق و لا حاجه و كمان انت الدكتور بتاعها اللي متابع حالتها و اكيد لو تعبت هتقدر تتصرف
+
بدت حجة مقنعه خاصةً حين أضاف
+
_ و تقدر تحصلنا بعد ما توصلها . كدا كدا الحراسة هتكون وراكوا و هيكونوا على علم بمكاننا عشان هيحصلونا .
+
لم يعطه يوسف الفرصة للإعتراض حيث التفت لرئيس الحرس خاصته و قال بصرامة
_ نفذوا اللي قولتلكوا عليه ..
+
انصاع رامي لطلب يوسف على مضض و داخله يغلي من الغضب و خاصةً عندما رأى تلك النظرات الشامته من أدهم له فأخذ يسب و يلعن داخله لذلك الذي كان قد تنفس الصعداء عندما تخلص من هذا الطبيب المزعج حتى أنه لم يستطع أن يخفي ضحكته ليباغته يوسف بلكمه خفيفة على كتفه ايقظته من شروده و قال له بلهجه تحذيرية
+
_ بطل تضحك زي الهِبل كدا و يالا عشان ورانا حاجات كتير هنعملها ، و لينا قاعده عشان شكلك عامل بلاوي كتير من ورايا .
+
صعد يوسف إلى سيارة مازن الذي بادره بالحديث
_ جهاز التتبع اللي حطته سهى في هدومه اشتغل و دلوقتي نقدر نتحرك .
+
_ تمام يالا وأنا كلمت الناس بتوعي و هيقابلونا ع الصحراوي .."
+
_ و أنا كمان قوات الدعم مستنيه مني الإشارة عشان تتحرك .."
هكذا قال علي قبل أن تنطلق السيارة في وجهتها المجهوله …
+
**********
+
ما أن ترك ماجد سهى وقام بالصعود إلى سيارته حتى فتح الهاتف الذي ظل يرن و كان ذلك المدعو محمد فبادره بالحديث قائلا
_في ايه ؟ كل دا رن ما قولتلك جايلك في الطريق .
+
_ البت اللي جوا دي مصدعانا من الصبح عماله تزعق و تصرخ و أختها كمان لما سمعتها قعدت تصوت زيها و انت قولت جاي من ساعه و مجتش نعمل معاهم ايه ؟
+
صرخ ماجد فيه قائلا
_ اوعى تقربلهم . انا جاي في الطريق . مسافة السكة وهكون عندك .
+
و بالفعل وصل ماجد الى وجهته ذلك البيت المهجور بالقرب من إحدى الطرق الصحراوية فوجد محمد و ذلك المدعو حمو جالسان في مقدمه البيت و يحيط بهم العديد من الرجال المسلحين و لكنه لم يستمع لاي صوت قادم من الغرف المحتجزة بهما الفتاتان ليقول بلهفه
+
_ انا مش سامع صوت للبنات ليه ؟
أجابه حمو قائلا ..
_ لا مفيش اصلهم صدعونا فخوفناهم شويه عشان يسكتوا .
+
ذُعِر ماجد من حديثه فقام بإمساكه من تلابيبه صارخا بوجهه
_ عملت فيهم ايه يا حيوان ؟ انا مش قولت محدش يقرب منهم .
+
قام حمو بدفعه و قال بصوته الجهوري
_ انت هتمد ايدك عليا يا حيلتها ؟ لا بقولك ايه دا انا ادفنك هنا .
+
ارتعب ماجظ من مظهر ذلك المجرم و قد تأكد بأنه قد أخطأ خطأ كبير بالوثوق بهؤلاء الأوغاد و قام بالتوجه تجاه الغرفة المحتجز بها كارما فصعق مما رآه فقد كان خدها متورم و كانت ترتجف من شدة الرعب فيبدو أن أحد هؤلاء الأوغاد قد قام بصفعها ليجن جنونه و يخرج مرة ثانيه ليقوم بالهجوم علي ذلك المجرم حمو و لكمه لكمه عنيفة أطاحت به ليفقد حمو توازنه و يسقط على الارض وقام ماجد بلكمه عدة لكمات تسببت في تطاير الدماء من فمه و ما أن كان يعطيه القاضيه حتى وجد تلك الضربة المفاجئة تنزل على رأسه من الخلف فقد كان محمد بالحمام و خرج علي صوت شجارهما ليجد ماجد علي وشك قتل حمو من شدة لكماته فقام بضربه بالمطرقه علي رأسه لإنقاذ صديق السوء هذا ..
+
نظر محمد إلى ماجد و قام بخوف
_ يا نهار ازرق ليكون مات ؟
+
_ مات ولا غار في داهيه أيده طارشه ابن الكلب .
قالها حمو الذي كان يحاول إعادة توازنه و الوقوف على قدميه فساعده محمد و قام بغسل وجهه بالماء قائلا
_ هنعمل ايه دلوقتي يا حمو ؟
+
فأجابه ذلك الشيطان قائلا ..
+
_ احنا نكتف الكلب دا و نرميه في أي اوضه و نستمتع احنا مع المزتين الحلوين دول .
+
اتبع كلامه بضحكة كريهه فأعجب محمد بمخططه و قال بسخرية
_ على رأيك و اهو نلبسها العاشق الولهان دا و نبلغ عنيه و نخلع احنا بالفلوس و نسيبه يلبسها هو .
+
_ ايوا كدا يا ابو حميد فتح مخك معايا هي دي الخطط و لا بلاش ؟ يالا بقي انا هقوم اغسل وشي و اجي اجهز عشان اشوف المزة اللي جوة دي ايه نظامها .
+
كانت غرام ترتجف خوفًا علي شقيقتها التي هدأ صوتها فقد مرت الثلاث أيام عليهم و كأنها دهرًا فلم تكن تري اي احد سوى ذلك الشخص الملثم الذي يدخل ليضع الطعام أمامها ثم يخرج دون أن يتفوه بحرف واحد مهما حاولت الصراخ لا يعيرها اي اهتمام فقد كانت تصرخ و تصرخ و تصرخ حتى يتمكن أحد من سماعها و لكن دون جدوى وكانت كارما ما أن تسمعها تصرخ حتي تشاركها الصراخ و احيانا تنادي عليها باسمها حتى تطمئن من أنها بخير ليأتي ذلك الكريه و يضع تلك اللاصقه على فمها حتى يمنعها من الصراخ و لكن اليوم اتي ذلك النذل
و صفعها صفعه مدويه اخرستها و جعلت الألم يشتعل في خدها و جعلت أوصالها ترتجف من الخوف و خافت أكثر. علي أختها التي هدأ صوتها هيا الأخري مما يدل أنها نالت صفعه من ذلك المجرم و لكنهم عندما قاموا بخطفها قد استطاعت أن تنزع القناع عن أحدهم التي تقسم أنها رأته من قبل و لكن ذاكرتها لا تسعفها في تذكر أين رأته و من يكون ..
+
كانت كارما ترتجف خوفا عندما اتي ذلك المجرم و صفعها بوحشيه فأخذت تبكي في رعب و لكنها صُدِمت عندما وجدت ماجد يدخل عليها تلك الغرفه إذن فقد كان هو مختطفها و ذلك الشخص الذي يرتدي القناع و الذي كان يأتي كل يوم طوال الثلاث أيام المنصرمة يجلس أمامها يناظرها بعيون يملؤها الحزن و الألم و لم يتفوه بحرف واحد مهما حاولت أن تصرخ عليه ..
+
كاد عقلها أن يجن كيف يستطيع فعل هذا بها ؟ و اختطافها هي و شقيقتها و حبسهم بتلك الطريقة الغير آدميه ؟ و لكنها لم تصل إلى إجابات بعد لتتفاجئ بأحدهم يقوم بإلقاء ماجد بجانبها و هو مقيد و فاقد للوعي لتبدأ دموعها بالهطول إذن فماجد أصبح أسير هو الآخر مثلها و قد أصبحوا جميعًا تحت قبضة هؤلاء المجرمين ..
+
كانت غرام تبكي وتتضرع الى الله أن يزيل ذلك الكابوس و ترجع هي و شقيقتها سالمين الى بيتهم فإذا بذلك المدعو حمو يقتحم غرفتها و يناظرها بنظرات يملؤها الرغبه بعثت الرعب داخلها أكثر و أكثر و أخذ يتقدم منها ببطئ وهي ترتجف خوفًا حتى صار علي بعض سنتيمترات قليله منها فقالت بصراخ
+
_ ابعد عني يا حيوان . انت عايز مني ايه ؟
+
قهقه ذلك المدعو حمو ضحكه كريهه تشمئز لها النفوس قال بمكر
+
_ احنا هننبسط مع بعض شويه يا قطه .
ما أن اختتم كلماته حتي تقدم منها فأخذت بالصراخ رعبًا من مظهره المقزز و نواياه الكريهه فوصل ذلك الصوت الى كارما التي شعرت بالخوف الشديد و بأن شقيقتها في خطر فأخذت تصرخ و تصرخ إلى أن جرحت حنجرتها على أمل أن يسمعها أحد..
+
***********
+
كانت السيارات قد وصلت عند أقرب نقطة لذلك البيت المهجور و لكنها توقفت خوفًا من أن يكشفهم هؤلاء المجرمين و قام يوسف بأمر رجاله بتطويق المكان وارسل منهم من تقدم زحفًا ليُعاين المكان و يرى عدد الرجال الموجودين و أيضا أخبر علي القوات بأن تتأهب في إنتظار إشارة منه
و ترجل اربعتهم كُلا يمسك سلاحه الخاص حتى عاد رجال يوسف و اخبروهم بأن هناك رجلان يقفان بالأسلحة عند مقدمه المنزل و آخران في الخلف و بأنهم سمعوا صراخ الفتيات لتنتفض القلوب رعبًا مما قد يُقدم هؤلاء المجرمين علي فعلا فانقسموا الى فريقين يوسف و ادهم في الجهه الخلفيه و علي و مازن في الجهه الاماميه تحاوطهم القوات من جميع الاتجاهات ..
+
مع كل خطوة كان أدهم يتقدمها و يصل إليه صراخها كان يتمزق داخليًا و يدعو الله بأن يحفظها له و يتوعد لهؤلاء الاوغاد بأقسى انواع العقاب و أسرعت خطواته تزامنًا مع علو صرخاتها ليوقفه يوسف قائلا بصوت حاد و لكن خفيض
" اهدى شوية يا ادهم انت كدا هتكشفنا و دا ممكن يكون خطر على حياتهم .
+
فقاطعه أدهم غاضبًا و قد كانت كل خلية فيه تحترق رعبًا عليها
اهدى ازاي ؟ مش سامع صوتها بتصرخ !
+
أجابه يوسف مطمئنا إياه
_ أن شاء الله هننقذهم . متقلقش .
+
انهى يوسف كلماته و قام بإلقاء حجر ليلفت انتباه ذلك الذي كان يقف حارسًا للمكان ممسكًا بسلاحه فتقدم تجاه الصوت القادم ليباغته يوسف بلكمه في منتصف رأسه و يكسر عنقه فخر صريعًا في الحال كما أن أدهم فاجئ الآخر الذي كان معطيا إياهم ظهره فقام بضربه بمؤخرة سلاحه فوق رأسه عدة ضربات أفقدته وعيه
وكذلك فعل علي مع ذلك الحارس في الجهة الأخرى و مازن أيضًا الذي أخذ يلكم الحارس الآخر حتي آلمته قبضته فقد كان يخرج غضبه بوجه ذلك القذر .
تقدم أدهم يقوده قلبه على صوت محبوبته ليقوم بكسر باب الغرفه فوجد ذلك الحيوان يحاول الاعت،،،داء عليها ليجن جنونه و ينقض عليه يكيل له اللكمات أمام نظرات غرام المرتعبه و الغير مصدقة بأنه استطاع التدخل في الوقت المناسب و لكن توسعت عيناها ما أن لمحت ذلك القادم تجاههم يحمل في يده مسدسا ليدفعها قلبها تجاهه قائله بصراخ
+
_ حاسب يا أدهم .
+
لتخرج إحدى رصاصات الغدر تصيب ..
+
مش هقولكوا تصيب مين عشان انتوا فانز مش جدع و مش بتتفاعلوا و معصبني و مزعلني خليكوا كدا بقي لحد يوم الاربع أو التلات علي حسب التفاعل بتاعكوا ..
5
لو عايزين تعرفوا حصل ايه اعملوا لايك و كومنت و ياريت متابعه لصفحتي الشخصيه ❤️❤️❤️
و مستنيه توقعاتكوا يا حلوين

