اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثلاثون 30 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثلاثون 30 بقلم نورهان العشري 


                                  
ليست كل العواصف تأتي لعرقله الحياه فبعضها يأتي لتنظيف الطريق ...

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁


+


أخذ أدهم يُكيل اللكمات لهذا القذر الذي كان يحاول الاعتداء على حبيبته و كانت غرام ترتعب مما يحدث حولها و لكنه كان طوق النجاة الذي أنقذها من ذلك المصير السئ الذي كانت ستلقاه على يد ذلك المجرم لولا تدخله لتلمع عيناها فجأة عندما لمحت ذلك القادم تجاههم يصوب فوهة مسدسه الى ظهر حبيبها و منقذها لتندفع بدون وعي تجاهه قائله في عر

+


_ حاسب يا أدهم .

+


رفع أدهم رأسه من فوق ذلك المجرم الذي انقطعت أنفاسه من شدة لكماته ليجد غرام تلقي بنفسها فوقه لتتخطاهم الرصاصة بأعجوبة و  تصيب الحائط خلفهم فلم يستطِع أدهم تصديق ما حدث فهل فعلًا قامت بإنقاذه من تلك الرصاصة الطائشة بعد كل ما فعله معها !
 اصطدمت أجسادهم بشدة علي الارضيه الصلبه مما أدى إلى فقدان غرام الوعي في الحال و أغلقت جفونها تزامنًا مع خروج و سائل لزج بلل يديه أسفلها فهوى قلبه بين ضلوعه خوفًا من سكونها بتلك الطريقة لتخرج الكلمات من بين شفتيه بصعوبة بالغة
 
_ غ . غرام ؟ غرام ردي عليا انتِ كويسه ؟

+


لا إجابة ولا إستجابة منها .
 
_ أدهم . انتوا كويسين ؟
كان هذا صوت يوسف الذي ما أن رأى ذلك النذل يذهب حاملا سلاحه في الإتجاه الذي توجه إليه أدهم حتى لحق به وفور أن أطلق تلك الرصاصة باغته يوسف بضربه قويه خلف رأسه بمؤخرة سلاحه جعلته يفقد وعيه في الحال ثم هرول للإطمئنان عليهما ليشهد اصطدامهم بالأرض و أدهم الذي جحظت عيناه عندما شاهد دمائها فأخذ يتلمس وجهها بخفه كي يوقظها مناديًا عليها بكل ما يعتمل بداخله من رعب 
_ غرام . غرام ارجوكِ فوقي متعمليش فيا كدا !

+


أبعده يوسف عنها ما أن رأى للدماء التي افترشت الارضيه و قام بوضع إصبعيه فوق شريانها النابض ليقول بعجالة
 
_ نبضها ضعيف لازم تتنقل المستشفى دلوقتي حالًا .

+


نظر له أدهم بضياع لا يدري ماذا يفعل وكأن كل حواسه توقفت لحظة أن ألقت بنفسها بين فوقه تحميه من الموت المحتم ليصرخ به يوسف قائلا 

+


_ أدهم .. خدها و اطلع على اقرب مستشفى دلوقتي  وانا هكلمهم يبعتوا عربية إسعاف تقابلكم . مفيش وقت للصدمات حياتها في خطر.

+


افاق أدهم من صدمته و قام بحملها و خرج بها مهرولًا والقهر يتساقط من لهجته حين أخذ يوسلها قائلًا

+


_ غرام . متستسلميش . ارجوكِ قاومي عشان خاطري .

+


كان يشعر و كأنه يحمل قلبه بين ذراعيه فإن استسلمت توقف قلبه مستسلمًا هو الآخر…

+


*************

+


كان مازن يبحث في الغرف كمن فقد عقله و يتبعه علي الى أن سمعوا صوت بكاء مكتوم آت من أحد لغرف فاندفع كليهما تجاه باب الغرفه ليصعقوا من ذلك المشهد فقد كان هذا المجرم محمد يمسك بكارما واضعًا يده حول عنقها و الثانيه ممسكه بسكين موجهة لشريانها النابض و ماجد ملقى على الأرض خلفهم ليقع قلب كليهما من هذا المشهد خاصةً حين قال ذلك المجرم 

+

_ زي الحلوين كدا تنزلوا السلاح اللي في ايديكوا . احسن اطير رقبة الأمورة .

+


نظر كلا من علي و مازن إلى بعضهم البعض و قاما بوضع أسلحتهما على الأرض امتثالاً لأوامر ذلك المجرم و رعبًا على تلك التي ترتجف من شدة الخوف و يرتجف معها قلب مازن فرؤيتها هكذا و هو مقيد غير قادر على إنقاذها أشعره بالعجز و هو أصعب شعور يمكن أن يشعر به رجل تجاه حبيبته . العجز في حمايتها لتبرق عروق يده من شدة ضغطه عليها بفعل ذلك الغضب الذي يأكله و كان هذا حال علي الذي قال بهدوء منافً تماما لما بشعر به 

+


_ اهدى . احنا رمينا السلاح اهو زي ما أنت عايز . سيبها بقى و خلينا نتفاهم .

+


ابتسم محمد بسخريه و قال باستهزاء 
_ انت فاكرني اهبل ؟ أسيب مين دا أنتوا تفرتكوني . انا مش هسبها غير لما أخرج من هنا و أتأكد أن مفيش حد ورايا 

+


_ سيبها و أنا أضمن لك أن محدش هيتعرضلك .

+


ابتسم محمد بشر و قال بفحيح كالافعي 
_ تعجبني يا بيه . ماهو اصل انا ماليش ذنب في كل دا . دا العاشق الولهان هو اللي خطط و دبر انا بس عرفته على حمو غير كدا معملتش .

+


أثناء ذلك الحديث كان يوسف قد تأكد من تأمين سيارة إسعاف لتقابل أدهم و غرامثم أخذ يبحث عن البقية ليلفت انتباهه علس و مازن الواقفين داخل إحدى الغرف كالتماثيل بل و الأدهى من ذلك أن أسلحتهم كانت مُلقاه تحت أقدامهم ففطن الى الأمر بسرعة و تراجع للخلف و خرج الى الناحيه الخلفيه ليجد تلك النافذة التي تطل عليها تلك الغرفة  فاقترب بهدوء منها وقام بتصويب فوهة مسدسه في ذلك الشق الذي يتوسطها و قبل أن يطلق بثوان وجد ذلك الذي خرج من العدم و قام بضرب محمد فوق رأسه من الخلف بتلك القطعه الحديديه فاختل توازنه و انفلتت كارما من بين يديه صارخه سرعان ما تلقفتها يد مازن و انخفض علي يمسك بسلاحه ليجد محمد قد التف غارزا نصل سكينه الحاد في قلب ماجد الذي استفاق على عرض محمد الرخيص و هو ممسك بكارما و سرعان ما حاول احتواء ألمه ليحاول إنقاذها مما ورطها فيه عندما حمل تلك القطعة المعدنية ليهوي بها فوق رأس محمد الذي وجه إليه تلك الطعنة و لكن في نفس التوقيت أنطلقت رصاصتين من اسلحة كلا من يوسف وعلي استقرت في منتصف رأس محمد ليخر صريعا في الحال .
 
أخذت كارما تنتفض في يدي مازن الذي حجب عن عينيها رؤيه ذلك المشهد البشع كي لا تنهار و قام بحملها و إخراجها خارج ذلك المكان و هو يحاول تهدئتها قائلا 

+


_ كارما حبيبتي اهدي انا جمبك . كل حاجه خلصت خلاص.

+


ظلت كارما ترتجف و هي تحرك رأسها يمينًا و يسارًا بصورة هستيرية حتى استطاعت مازن احتوائها لتبدأ بالهدوء تدريجيًا وسط كلماته المطمئنه بإنتهاء ذلك الكابوس فرفعت أنظارها إليه غير مصدقه لوجودها معه و قبل أن تستطع التحدث لمحت علي القادم من الداخل  فخرجت من بين يدي مازن مندفعة تجاه شقيقها ترتمي بين أحضانه غير مصدقه بأنه هنا معها ، ليعض مازن علي شفتيه بغضب أعمى و غيرة هوجاء فكيف تتركه لتندفع إلى أحضان غيره حتى و لو كان شقيقها ليقترب منه ذلك الذي كانت كل معالم السخرية و الشماته تلونان معالمه فقال بتشفي
_ حيلك يا عم الدنجوان يطقلك عرق . دا اخوها بردو .

+



        
          

                
أجابه مازن بغيظ 
_ شوف بنت الجزمه الي انا كنت هتجنن عشانها سابتني زي خربتها ازاي و طلعت تجري على اخوها . 

+


قهقه شامتًا وقال من بين ضحكاته
_ الصراحه شكلك وحش اوي يا مازن . دي حلقتلك حته حلقة انما ايه في الجون . نعيمًا يا معلم .

+


اغتاظ مازن أكثر من حديثه فصاح غاضبًا
 
_ فرحان فيا اوي ! طبعًا ما أنت مزاجك عنب كاميليا لا اخ ولا اخت يعني بيضا لك في القفص .

+


يوسف بفظاظة 
" اهي عينك دي هي اللي جيباني ورا . بس بصراحه شمتان من قلبي فيك .

+


تعاظم الغضب بداخله فنحى يوسف المزاح جانباً و قال بتعقل
_ افهم يا غبي البنت عملت الصح . علي لو كان شاف لقاء المطارات دا كان غربلك بالسلاح اللي في ايده . احمد ربنا أنها انقذتك .

+


لمع وميض الغرور في عين مازن الذي قال 
_ انا بردو بقول البت كارما بتحبني مش معقول تحلق لي كدا الا إذا كانت خايفه على مصلحتي . يا حبيبتي يا كارما وانا اللي كنت ظالمك .

+


انهى كلماته ثم أخذ يعض علي شفتيه بغيرة  

+


_ هو ماله متبت فيها كدا ليه ؟  كل دا حضن ؟ ابو تباتت أهله ياخي .

+


_ مش أخته يا غبي و كانت مخطوفه .. و كمان هو عرف اللي حصل لغرام عشان كدا خايف عليها اوي ..

+


هكذا كان رد يوسف الذي ما أن سمعه مازن حتي قطب جبينه و قال بلهفه 
_ اه صحيح فين غرام و فين أدهم و ايه اللي حصلها ؟ 

+


قص يوسف على مازن ما حدث و اختتم كلامه قائلًا 
_ انا طبعا مقولتش لعلى كدا انا قولتله أنها وقعت وهي بتجري منهم و أدهم لحقها و وداها ع المستشفى .

+


حزن مازن كثيرا فغرام بمثابه شقيقته الصغرى و قال بإهتمام 
" طب هي حالتها عاملة ايه دلوقتي ؟ اطمنتوا عليها ؟

+


_ على كلم أدهم اول ما عرف و قاله أنهم في عربيه الإسعاف و قربوا يوصلوا المستشفى .. 
_ ربنا يستر .. مش عايز كارما تعرف خايف عليها .
 
_ مش عايزني اعرف ايه يا مازن ؟
كان هذا استفهام كارما التي كانت اقتربت منهم و هي مازالت تحت ذراعي على الذي لعن مازن في سره ليصمت ثلاثتهم لا يعلموا كيف يخبروها بما حدث لتندفع الدموع من مقلتيها وهي تقول بجزع

+


_ غرام جرالها حاجه صح ؟
زاد على من إحتضانها وقال محاولا تهدئتها 
_ اهدي يا كارما .. غرام كويسه هي بس اتخبطت في رأسها و أدهم وداها المستشفى و هي دلوقتي بخير متقلقيش .

+


_ لا يا علي انت بتكذب عليا .
شدد علي من إحتضانها و قال مطمئنًا
_ والله ما بكذب عليكِ يا حبيبتي . هي كويسه متقلقيش .

+


_ خلاص يلا نروحلها عايزة اطمن عليها بنفسي .

+


لعن مازن بداخله من إصرارها للذهاب الى المشفى و لكنه استغرب من حديث علي المبهم  
_ خلاص يا كارما يوسف و مازن هيودوكي عند غرام في المستشفي  و أنا هحصلكوا .

+



        
          

                
رفع مازن أحدي حاجبيه تزامنًا من إقتراب يوسف الذي كان يهاتف كاميليا ليطمئنها و الذي فهم ما يرمي إليه علي  فقال بفظاظة
_ يالا يا مازن نوديها عالمستشفي و علي هيلم الليله هنا .

+


كان مازن يريد أن يختلي بذلك الحقير الذي تسبب في كل هذا العذاب لحبيبته فقال بعناد 
_ لا روحوا انتوا انا ورايا شغل مهم .

+


فهم علي و يوسف ما يرمي إليه مازن فقال يوسف بلهجة قاطعة 
_ وجودك مالوش لزوم كل حاجه خلصت خلاص !

+


قهم مازن ما يرمي إليه يوسف بأن هذا المدعو ماجد قد توفي إثر تلك الطعنه لتهدأ نيرانه قليلا و قال موافقا 
_ تمام يالا بينا .

+


ركب يوسف في مقعد السائق و بجانبه مازن و كارما التي جلست في الخلف و انطلقوا في وجهتهم و لكن ما أن ابتعدوا عن المكان حتى أوقف يوسف السيارة إذعانًا لطلب مازن بالنزول ليجلس بجانب كارما التي كانت ترتجف فهي لم تتغلب على ما حدث بعد فكانت تنظر إلى النافذة بضياع حتى أنها لم تلحظ توقف السيارة و لا ركوب مازن بجانبها و لكن قشعريرة سرت بكافه أنحاء جسدها عندما امتدت يداه لتحتويها فاراحت رأسها بين طيات صدره تنشد الأمان فظلت ساكنه لبضع لحظات ثم قالت 

+


_ مات . مش كدا ؟
_ انسي يا كارما و متفكريش . أخد جزاؤه .

+


كارما بحزن
_ بس هو انقذني من الموت و ضحي بحياته عشاني .

+


غضب مازن كثيرا لحديثها و لو كانت الظروف مختلفه لكان هزها بعنف و لكنه آثر الهدوء و قال بحدة طفيفة 
_ قصدك هو اللي رماكي للموت بإيده . ولولا اننا قدرنا نعرف مكانكوا و نتدخل في الوقت المناسب كان زمانكوا لسه تحت رحمة المجرمين دول اللي يا عالم كانوا هيعملوا معاكوا ايه ؟ هو اللي عمل في نفسه كدا يا كارما . 

+


رفعت كارما رأسها و همت بالحديث ليقوم مازن باحتواء وجهها بين كفيه قائلا بلهجه حانية و لكن حازمه 
_ انسي يا كارما و اوعي تحسي بالذنب أو ضميرك يأنبك و لو للحظه عشان هو اللي جنى على نفسه ، و اختار نهايته بايده.

+


عند هذا الحد لم تستطع كارما الحديث فقد لمست الغضب و الحزن التوسل في عينيه لتومئ برأسها علامة على الموافقة ليعيد رأسها بالقرب من قلبه مرة أخرى في محاولة لتهدئتها ..

+


*""**""****"*

+


كان أدهم ينظر لغرام الغائبه عن الوعي بقلب ممزق و عينان اخذت الدموع تسقط منها كالأنهار و مشهدها و هي تلقي بنفسها لتنقذه لا يبارح مخيلته فيعتصر قلبه من الألم فكيف يمكن أن تكون رائعه لهذا الحد معه بعد ما فعله معها؟ لا يدري ماذا دهاه حينما فكر بأذيتها بتلك الطريقه كيف يفعل ذلك معها و هو يشعر تجاهها بكل تلك المشاعر التي لم يعرفها سوى برفقتها ؟ أين كان عقله وقتها ؟
امتدت يداه تزيح خصله شاردة فوق جبينها و هو يقول بحب امتزج بمياه عينيه التي سقطت على ضفتي التوت خاصتها لتزيد من نيرانه 
_ عارفه كل شويه بتأكد انك أنقى حد قابلته في حياتي . كل اللي بيحصل فيا بسببك دا بيأكد لي أن ذنبي في حقك كبير اوي .

+



        
          

                
صمت لثوان يحاول تجاهل تلك الغصة التي نشبت حوافرها في حلقه قبل أن يُضيف بلهجة تقطر قهرًا

+


_ اااااه لو يرجع بيا الزمن لورا كان زمانك ساكنه جوا قلبي زي ما أنتِ ساكنه فيه و محتلاه كدا .

+


توسل قلبه قبل شفتيه حين قال
_ اوعي تسبيني وحياة حبي اللي خلاكِ ترمي نفسك قدام الرصاص عشان تنقذيني لتقاومي.  أوعي تسبيني دا أنتِ احسن حاجه حصلتلي في حياتي كلها .

+


انهى كلماته تزامنا من وصول سيارة الإسعاف الى المشفى ليقوم التمريض بدوره و هو نقلها إلى الداخل حيث وصلوا لغرفة الطوارئ مانعين أدهم من الدخول ليقوموا بعمل اللازم مر بعض الوقت حتى وصل كُلًا من مازن و كارما و يوسف الى المشفي ليجدوا أدهم يزرع المكان بخطواته الحائرة لتتقدم كارما منه في لهفه  
_  غرام عامله ايه يا أدهم  طمني ؟

+


أجابها أدهم ييأس 
_ معرفش . من وقت ما دخلوها جوا مقالوش حاجه ومحدش طلع من عندها .

+


ارتعبت كارما من حديثه و همت بالحديث فاوقفها
خروج الأطباء من غرفتها ليقترب أدهم بلهفه مستفسرا عن حالتها
_  طمني يا دكتور هي عامله ايه دلوقتي ؟
تحدث الطبيب بعملية 
_ الخبطه كانت قويه احنا عملنا لها اشعه و الحمد لله مفيش كسور داخليه و لا أي خطر على المخ  بس من الواضح أن حالتها النفسيه كانت سيئة و كمان شكلها مكلتش بقالها كتير و دا عملها هبوط حاد في الدورة الدمويه بس الحمد لله احنا عملنا اللازم .

+


أجابته كارما سريعًا 
_ يعني مفيش خطر على حياتها يا دكتور ؟

+


_ لا الحمد لله مفيش اي خطر .
تنفسوا جميعهم الصعداء فتحدث أدهم برجاء 
_ دكتور انا ممكن ادخل اطمن عليها ؟

+


_ لما ينقلوها الأوضاع بتاعتها تقدروا تشوفوه . عن اذنكوا .
مر بعض الوقت إلى أن جاءت الممرضة إليهم لتخبرهم بأنه تم نقل غرام للغرفه الخاصه بها لينطلق أدهم يسبقه قلبه إليها وما أن امتد كفه القبض على مقبض الباب حتى أوقفته تلك اليد التي قبضت على معصمه توقفه ليقول صاحبها بسخريه
_ على فين يا أدهم بيه ؟ اللي جوا دي خطيبتي وأنا اللي أولى اكون معاها و اطمن عليها دلوقتي .

+


اشتعلت نيران أدهم من ذلك المتطفل و اسودت عينيه من شدة الغضب ليقول من بين أسنانه 
_ لو مستغني عن ايدك متشيلهاش و لو مستغني عن عمرك خليك واقف مكانك !

+


ابتسم رامي في سخرية وقال بسماجه 
_ لو مفكر انك كدا بتخوفني فأنت غلطان . و ياريت تتفضل تمشي عشان وجودك هنا مالوش لازمة .

+


اشتدت قبضه أدهم و أوشك على الانقضاض فوق رامي ليوققه ذلك الصوت الغاضب 
_ في ايه بيحصل هنا ؟

+


**********

+


كان رائد ينظر إلى والدته الراقدة بفعل المُهدئ و لا يدري ليشعر بالفرح لعودتها ام بالخوف لحالتها تلك ؟ و ما الذي اوصلها الى تلك الحاله فهو منذ سنوات يحاول أن يجعلها تخرج من عالمها الوهمي التي كانت تعيش فيه و لكنها لم تستحب أبدا لتأتي هي و يتركها معها لنصف ساعه فتجعل والدته تنهار بهذا الشكل ! لا يدري هل يشكرها أم يعنفها ؟ و هروبها أيضا أثار شكوكه فحتى هاتفها اغلقته و هو لا يستطيع ترك والدته و الذهاب إليها قلبه يؤلمه يشعر و كأن شئ سي على وشك الحدوث و لا يدري ماذا عليه أن يفعل ؟ فقد كانت تلك التخبطات و التساؤلات تنهش في عقله بدون رحمه و لاول مره يقف حائرًا بالمنتصف هكذا و لكنه قرر أخيرا بأن ينتظر مع والدته و أن يحادث الحرس المكلف بمراقبتها يستفسر منه عن مكان تواجدها ليخبره بأنها أتت إلى المنزل في حاله مزريه و منذ أن دخلت لم تخرج ليطمئن قلبه نوعا ما إلى وجودها في منزله و لكن عقله مازال يعمل في جميع الاتجاهات باحثا عن إجابات لكل أسئلته …

+



        
          

                
كانت هند تنظر حولها بضياع إلى تلك الشقة التي تمكنت في استئجارها في ذلك الحي الشعبي تمهيدا لهروبها فهي عندما علمت بسفر يوسف فقررت انتهاز الفرصه و الهرب إلى أي مكان مخفي عن الأنظار لحين أن يستطيع يامن تأمين مكان لها و عائلتها و قد كانت تعلم بأن رائد يراقبها فقد غافلت الحراسه التي ظنت أنها لم تلاحظها و قامت بالتسلل من الباب الخلفي للشقه خاصةً و هي قد اتفقت مع والدتها و أختها على الغداء في الخارج ليخرجوا في غيابها أثناء تواجد الحرس حولها دون أن يدروا شيئا عن مخططها و لكنها قبل أن تهرب قررت بألا تزيد معاناته في البحث عنها فتركت له أوراق تلك الصفقة المهمة التي كان يبحث عنها فهي استطاعت الوصول إليها بطريقة ما و ذلك الجواب الذي أحرقت كلماته كل ذرة في قلبه 

+


" رائد .. وقت ما تقرأ الجواب دا هكون انا مش موجودة و مش هقدر تلاقيني ، و ارجوك  متدورش عليا . انا مكنش ينفع افضل معاك اكتر من كدا مش عشاني دا عشان أهلي اللي ملهمش ذنب في انتقامك و ماضيك اللي ضيعوك و ضيعوني معاك .. انا عمري ما كنت اتمني أجرحك و لا أعذبك  حتى بعد اللي عملته فيا و غدرك بيا قلبي مكنش بيطاوعني اني أأذيك بس الموضوع بقى اكبر مني . لو كان عليا كنت هفضل جمبك و معاك لحد ما توصل لبر الأمان بس غصب عني ماما و ورد ملهمش ذنب .. أرجوك سامحني زي مانا هحاول اسامحك . انا سبتلك ورق الصفقه اللي كنت قالب الدنيا عليه اتمنى اني اكون قدرت اساعدك لآخر مرة . خلي بالك من نفسك ، و انساني و اوعى تدور عليا عشان مش هتلاقيني …. هند "

+


انهى رائد قرائته لذلك الجواب الذي وجده مع أوراق الصفقة في ذلك المظروف في الكنبة الخلفية لسيارته ليشعر بيد قويه تعتصر قلبه و تمنع عنه التنفس فهل يمكن أن يكون هذا حقيقي ؟ هل يمكن أن تغادره بتلك السهولة ؟ خاصةً عندما أخذ القرار بفتح قلبه لها و اطلاعها على ماضيه بداية من والدته ! هل يمكن أن تطاله يد الغدر ثانية عن طريق أكثر إنسانة احبها في حياته ؟ هل ستظل الحياه قاسيه معه هكذا دومًا؟
 فدائمًا ما تأخذ منه أحباؤه ليظل وحيدًا .
دون إرادته سقطت دمعه يتيمه من عينيه ليصرخ قلبه بعدها بصوت جهوري ممزق من الحزن و لوعه الفراق قائلا

+


_ هندددددددددد .

+


********

+


_ تعالي يا فاطمه اقعدي محتاج اتكلم معاكِ شويه .
كان هذا صوت هاشم الرفاعي الذي كان أخذ عهد على نفسه بمعاملة فاطمه معاملة حسنة فهو يريد أحفاده بجانبه و لهذا يجب أن يتغاضى عن ما حدث بالماضي فقرر بالاتفاق مع علي أن تأتي فاطمه إليه لتزوره نظرًا لتدهور حالته و ذلك خوفًا عليها من معرفتها بأمر إختطاف الفتيات فهي حتمًا لن تحتمل و ما أن خاطبه أحد رجاله يخبره بأمر العثور عليهما سالمتين حتى تهللت أساريره و قرر الحديث مع فاطمه و تكمله الجزء الباقي من خطته ..

+


_ نعم يا هاشم بيه . اتفضل سمعاك .

+


_ طبعًا لازم اشكرك انك وافقتي تيجي و تشوفيني و أنا تعبان ..

+


أجابت فاطمة بهدوء 
_ تشكرني على ايه ؟ زيارة المريض واجب .

+


_  فاطمه انا ماليش في اللف  والدوران انا هدخل في الموضوع على طول . انا عايزك تقنعي علي و البنات ييجوا يعيشوا معايا هنا .

+


قطبت فاطمه جبينها وقالت بابتسامه بسيطه 
_ والله الموضوع دا مش في ايدي علي واخواته مبقوش صغيرين و يقدروا يقرروا عايزين يعيشوا فين و مع مين؟

+


زفر هاشم بقوة وقال بلهجته المتسلطة
_ انتِ عارفه كويس اوي هما مش عايزين ييجوا يعيشوا معايا ليه و عشان مين ؟ 
_ مفيش داعي لترميه الكلام يا هاشم بيه . لو مفكر اني انا اللي بعداهم عنك تبقي غلطان .

+


قاطعها هاشم بغضب
_ لا مش غلطان انتِ اللي واقفه بيني و بين ولاد ابني .

+


أجابته فاطمه بقوة 
_ لا يا هاشم بيه غلطان . اللي واقف بينك وبينهم دلوقتي هو اللي وقف بينك وبين ابوهم زمان .

+


اجاب هاشم بقوة 
_ بين قوسين انتِ يا فاطمه . ابني عمره ما كان هيعاديني و لا يخرج عن طوعي لولاكي انتِ . انتِ اللي ضحكتي عليه و خلتيه ينسى أهله و ينسي ناسه و خدتيه و هربتي بيه من هنا .
ابتسمت فاطمه بسخريه وقالت 
_ ابنك كان خارج عن طوعك من زمان و انت عارف . ابنك اصلا عمره ما كان تحت طوعك و طول عمره رأيه من دماغه و بعدين انا مخدتش و هربت  سالم هو اللي اختار يبعد عنكم و عن جبروتكوا لما شاف اللي اتعمل مع صاحب عمره من اقرب الناس ليه مقدرش يستني اكتر من كدا مقدرش يعيش وسطكوا بأنانيتكوا و ظلمكوا .

+


قاطعها هاشم بقوة قائلا بصياح 
_ جبروتنا و ظلمنا تقصدي مين يا فاطمه تقصدي رحيم اللي خسر ولادة التلاته بسببكوا . دفن اتنين منهم تحت التراب و شال نعشهم بإيده و بردو هو اللي أناني ؟!

+


أجابته فاطمه بقوة 
_ ظلم . دي أعمار و مكتوبة و هي اللي ماتت مع احمد دي تبقي مين؟  ما هي اختي . ايه هتقولي هي كمان اللي اتسببت في موته ؟

+


قال هاشم ساخرًا 
_ و محبتيش سيرة اللي قبله ليه ؟ مين اتسبب في موته ؟ 

+


لم يتلقى ايه أجابه من فاطمه التي ظهر الألم فوق معالمها ليتابع قائلا
_ اقولك انا . اللي تتسبب في موته الخيانه و بأنه سلم قلبه لللي ميستحقوش و دي كانت نهايته .

+


_ مش هقدر اتكلم في اللي معرفوش . بس اللي واثقه منه أن اللي يحب عمره ما يقدر يخون ، و دلوقتي قُصر الكلام طلبك بالنسبالي مرفوض . لو الولاد حبوا ييجوا يعيشوا معاك هنا مش همنعهم .. لكن لو مرديوش عمري ما هحاول اقنعهم أبدا عن إذنك  

+


انهت حديثها ثم توجهت للخارج حين باغتها هاشم بتفجير تلك القنبلة التي جمدتها في مكانها 
_  لو منفذتيش طلبي هقول لعلي انك مش أمه !

2


يتبع….



الحادي والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close