رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم الكاتبة سحاب
الجزء الثامن والعشرون
*
*
دروب الشقا سيره طوينا بها الازمان
على كف عسرات الليالي ما صفى بالي
نسوق القلوب لعزها لجل ما تنهان
بوقتٍ ماهو معروف مرّه من الحالي
وانا قد مضى لي وقت مبحر مع الهجران
اسلي خفوقي بالشعر واذكر التالي
انا الغايب اللي ما فقدني سوا النسيان
وانا العاشق اللي اقضي الوقت لحالي
*
*
مشاعر بتردد: الزواج يكون على الورق
جسّار بسخرية: دقيقة روحي مكتب جدي وجيبي ورقة وقلم اجهز شروطك
مشاعر بقهر من سخريته الواضحة: شرطي واضح يا ولد الفهد
جسّار بحدة بدون ما يلتفت لها : شرطك شرط مجانين يا بنت سعود انا ما خذيتك ناوي تركك يوم انك تشرطين هالشرط وتختبرين صبري وان كأنك من اللي يشوف للكذب ألوان وللزواج أنواع انا اشوف الكذب خيبة والزواج هو الزواج اللي تعرفينه و اعرفه مانيب ردي اتركك بنص الدرب ولا انا عاجز عشان اخذك انتقام انا خذيتك من يدين اللي يبونك مرجلة وعناد مثل ما يأخذ البحّار من جوف البحر درة
تركها في معمتها بين الرضا من كلامه وبين الخوف من الجاي والخجل من اللي سوته لين سمعت تصفير روح اللي كانت واقفه على الدرج تسمع كلامهم
لفت عليها مشاعر بخوف: خير وش فيك
روح بمزح: وش هالمشهد اللي شفته لو انا منك من بكره أعرس عليه
مشاعر بقهر وحيا اندمجوا بنفس اللحظة وأورثوا اللون الأحمر اللي انتشر بوجهها: روحي اعرسي على رمّاحك وامنعينا من ثقل الدم
روح بتمثيل مسكت قلبها بخفه: رمّاح لو بس يقول مثل آخر كلام ولد العمه صدقيني انا اللي أقول له يدق على المملك مو زواج ورق صاحية انتي تطلبين هالطلب كان رفضتيه وفكيتيه محد غصبك ترى
مشاعر بجدية: طلبي كان من خوفي يا روح خفت يصير لي مثل اللي صار مع ساري خفت يكون مأخذني انتقام مؤقت وبيرميني اول ما يوصل غايته وبعدين انا وافقت عليه عشان هذي فرصتي اساعد عمي رعود يثبت براءته وترجع المياه لمجاريها بس رفضه وكلامه أكد لي ان الوضع ماهو مؤقت ابد يا روح وهذا اللي خوفني فوق خوفي من اني أكون بين آل صارم
روح نزلت من على الدرج متوجهه لمشاعر تسحب شيلتها اللي كانت لابستها وهي تكلم جسّار وتمسح على شعرها بحنية: والله يا مشاعر انك تهزمين آل صارم كلهم بسدلة رمش من رموشك لا تلبسين قناع الخوف وانتي الشجاعة
مشاعر ابتسمت وهذا الكلام اللي كانت محتاجه تسمعه: الله لا يخليني منك يا روح ويسعدك مع رمّاح وتشوفين السعادة اللي تستحقينها
روح حاوطت خصر مشاعر بحضن أخوي: ولا يخلينا من مشاعر لا احنا ولا آل صارم
اختتمت كلامها بغمزه قبل تترك مشاعر وتهرب لغرفتها
ابتسمت مشاعر وهي ترجع للصالة وهي تشوف نجد المندمجة بالسواليف مع شغف
مشاعر بابتسامة: يا حيّ نجد يا حيّها
نجد ابتسمت وهي حفظت الرد زين: الله يبقيك
ضحكت مشاعر من ردها الكبير على عمرها وشاركتها الضحك شغف
شغف بضحكة:يمه منها تربية جسّار وكلامه بعد كذا كثير يا نجيده
نجد برفض: اسمي نجد جسّار صح شغف وش اسم ابوك؟
اكتفت شغف بالصمت بعد ما اختفت ابتسامتها لكن مشاعر تداركت الموقف وهي تنطق بابتسامة: شغف رعود اسم ابوها رعود
نجد وهي تتذكر الخاتم اللي وراه إياه رعود لما انقذها: اعرف سوبرمان اسمه رعود بس ماراح اعلمكم مين
شغف بسخرية: سوبرمان عاد !!!
نجد بتأكيد: والله والله بس هذا سر بيني وبينه ما اقدر أقول بس انتوا عادي ما تطلعون سري صح؟
داهمهم دخول راجح للصالة: يالله حيّ نجد جسّار الفهد
نجد ابتسمت بفخر وهي تتوجه له: انزل لي ابوس رأسك الله يبقيك
راجح رفعها لرأسه: البنات يصعدون فوق الرأس يا بنت جسّار
نجد بطفش:يوه نفس كلام أبو مشاعر خالي
راجح ضحك على أسلوبها: وينه خالك
نجد بعدم اهتمام:شفته برى لما جيت مع بابا
راجح باستغراب: ووينه ابوك وراه مشى
نجد رفعت كتوفها بمعنى عدم المعرفة: قالت له شغف انك نايم قال بيروح يخلص شغله
راجح ابتسم: على خير ان شاء الله علامك مطيره عيونك فيني
نجد بتأمل : تشبه ماما نوره ليه ما تشبه جدي صارم ما عندك عصا مثله وما تعصب شوي مثله
راجح ضحك : اشبه النور لأنها بنتي وصارم ما حمله العصا إلا كرشه يأكل من هالدهون لين غدا طول بعرض ما تشيله الأرض
نجد ضحكت بصوت عالي على الوصف المشابه جدًا لصارم الطويل والعريض: صح جدي صارم كل يوم يأكل رز رز هو وعمامي سيّاف وبتّالي بس بتّال شوي يأكل عمي عزّام مسكين ما يقدر يأكل واجد
شغف باستغراب: وش معنى بتّال تقولين بتّالي
نجد بتفكير: لأني احبه هو يقول نجدي وبابا ورمّاح يحبوني يقولون نجدي انا احب عمي بتّال أقول له بتّالي
راجح ابتسم: يعني اللي تحبينهم يصيرون لك والله صدق من قال من خلف ما مات
نجد ابتسمت: ايه يعني انت جدي امممم راجحي عادي أقول ولا مو عادي
راجح ضحك من قلبه على الاسم: قولي بس لا تقولين جنب احد بيني وبينك ها
مشاعر ابتسمت وهي تقطع حديثهم: تبي شاهي يا جدها الراجحي
نجد بمقاطعة: ايه كوبين بدون سكر
راجح اعتلت ضحكته اللي ما اختفت من دخول نجد : خطأ مو كوبين بيالتين نقول
نجد هزت كتوفها ورفعت شفايفها بقهر: ابوي يقول كوب قهوة يعني ابوي غلط
راجح ابتسم : لا ابوك بعيد عن الغلط القهوة تنشرب بكوب او اذا كانت عربية فنجال بس الشاهي يا نجد ينشرب ببيالة ما يصير كوب شاهي
نجد بعدم اقتناع: عميمه ضوى تشرب بكوب
شغف ابتسمت: وعمي سعود يشرب بكوب بعد
مشاعر ابتسمت بمقصد : افا يا جدي تعلمهم يشربون بكوب وبعدها تجحدهم محد علم عياله يشربون الشاهي حار من الزمزمية وبكوب الا انت
راجح حك رأسه بورطة: بس المقصد نعلم البنت الصح روحي يا مشاعر سوي بيالتين شاهي لي وللمزيونة
شغف بقهر: طاح حظنا يا مشاعر قام يسميها المزيونة طاح القدر والحشيمة
راجح موجه كلامه لنجد : اسمعي عمتك تغار منك
نجد قاصده تقهر شغف جلست بحضن راجح: جدي راجحي عادي عميمه شغف تروح مع مشاعر عشان انا اجلس عندك؟
راجح ابتسم: قومي نادي الروح يا شغف البنت هذي عطتنا موافقتها ولا شفناها
شغف بقهر وقفت على حيلها متوجهه للدرج وهي تتحلطم: ياربي يالقهر نقطة اخر السطر هذي تلعب عليك يا جدي وتتأمر وتقومني الله لنا بس
راجح بتمهيد للموضوع: حبيتي بيتنا يا نجد؟
نجد ابتسمت: حلو بس بيتنا احلى فيه دان ونبض والثلاثي دال يلعبون معي بعد وبتّالي
راجح باستفسار: وأمك يا نجد
نجد ببساطة: عادي ماما موجودة أحبها بس ما ألعب معاها كثير عشان هي ما تعرف تلعب بس بتجيب بيبي صغير العب معاه
راجح ابتسم بتصنع مستغرب من العلاقة الباردة بين نجد وأمها ما لمعت عيونها ولا ابتسمت ولا تكلمت بحماس مثل كلامها عن اللي تحبهم: طيب وهينا من حبيتي؟
نجد ابتسمت بحماس: حبيتك انت وبقول لك سر خالي أبو مشاعر حلووو يا جدي ما عنده كرش مثل عمامي وطويل مثل بابا ورمّاحي ويشبه لك شوي بس لا تزعل هو أحلى
راجح اللي ضحك بشكل أعلى هالمرة على ملامح وجهها المختفية بالخجل وهي تتكلم عن سعود: ادري به ولد المزن ملح وقبله بس انا اقصد البنات يا نجدي
نجد ابتسمت بخجل: البنات كلهم حلوات بس احب شغف ومشاعر أكثر لأن روح أخاف يهاوشني رمّاح اذا لعبت معها لأنها روح رمّاح مو روحي
راجح بحدة: روح سعود يا نجد
نجد هزت كتفها بخوف: روح سعود طيب روح سعود
راجح اللي حس بخوفها وما وده انها تخاف منه : ايه شغف ندري عشانها عمتك مشاعر ليه
نجد بتفكير مطول نطقت بعفوية وبشكل سريع: لأنها حلوه ابتسامتها حلوة
راجح يحاول يجس نبضها: طيب لو صارت ببيتكم بتحبين بيتنا ولا بيتكم اكثر
نجد بتأكيد ابتسمت: بيتنا اكيد لأن شغف تجي احيانًا واذا تجي عندنا مشاعر بعد احسن
راجح اكتفى بالابتسامة رد على كلامها
-عند جسّار
طلع من بيت راجح وهو مبتسم وحس انه رد الكلام لمشاعر اللي دايم لسانها ما يسكت عرف مفتاح سكوتها لف يمينه وهو يسمع كحة متواصلة وكانت الكحة هذي صادره من سعود
جسّار باستغراب: صحة صحة سلامات
سعود اللي رمى السيجارة اللي كانت بيده ورفع رأسه بتعب لجسّار: الله يسلمك كحة خفيفة
جسّار يأشر على السيجارة : ما دريت إنك مدخن
سعود بسخرية: وش تعرف عني انت اصلًا
جسّار ابتسم بتلاعب: افا عليك اخو الغالية اعرف عنك كم شغلة بس للأسف جلساتي معك معدودة وتو اعرف انك مدخن خبري ان جدي مانع التدخين عليكم هو يدري؟
سعود ابتسم بسخرية : وانت تظن اني ارجع بكل أموري لأبوي؟ اذا هذا ظنك ترى غلطان
جسّار ابتسم : حتى لو ما رجعت له بكل أمورك فكر فيه لو يعرف انك مشيت بطريق التدخين وتهدر صحتك وش بيكون رأيه تدري يا خالي انا ما عشت ولا تربيت مع أبوي لكن سمعت عنه كثير لدرجة صرت أدرك وش الأمور اللي يتمناها مني ووش الأمور اللي ممكن يرفضها
سعود بسخرية: وعشان كذا تقدمت لبنتي يا ولد الفهد طبعكم تحبون الغصيبه
جسّار ابتسم : قلتها لجدي واقولها لك ما جيت غاصب جيت خاطب
سعود بسخرية: وعشان كذا تهاوشت مع البارق صح
جسّار بعدم اهتمام: وعشان كذا يا خال جبته باليوم اللي جاي اخطب منكم هذا اللي كنت تبيه انت وابوه لكن مشاعر لو تفكر بعقلها بتلقاني الأنسب أما الغصيبه ما دلينا دربها لا انا ولا الفهد رحمة الله عليه
سعود بابتسامة سخرية محتفظ فيها مرسومة على وجهه:اجل وشلون تزوج نوره ومحد راضي عن هالزواج
جسّار واللي متحامل على نفسه عشان يظهر الاحترام لسعود اللي تفنن بقهره: يا خال انت الوحيد اللي ما كنت راضي جدي واخوك بنفسه طلب من ابوي يتزوجها طلب يا خال طلب يعني لا غصيبه ولا شيء وعندك النور تسألها
سعود بعدم اهتمام: كلٍ يعيش حياته بكيفه ماهو اول مرة رأيي ينضرب بجدار والزمن قاعد يعيد نفسه بس هالمرة ببنتي
جسّار ابتسم بدون الملامح الباردة والمتلاعبة ابتسم ابتسامة اب يطمن اب لأنه حط نفسه بمكان سعود لو يصير لنجد هالموقف: تطمن يا خالي مثل ما نوره عاشت معززه مكرمة بذرى أبوي مشاعر ما تذوق الضيم وهي تحت جناحي وخذه وعد مني مشاعر بحفظ الله ثم بعيني وحتى روح انا كفيل رمّاح ان اذاها بكلمه حقها تأخذه مني وانا اخذه لك من رمّاح مشاعر بتصير حليلتي وروح اختي مثلها مثل شغف اللي يمسها بيمسني يا خالي ترى من ظهر العزيز ما يجي الا عزيز وانت عارف ظهر من جابني خويك سنين وانقطعتوا عن بعض عشانه اخذ النور من بيتكم لبيته ولأنك ما تبيهم يجبرون على شيء بس خذينا منكم نور ومشاعر وروح واخذوا من عندنا اللي تطلبون
ختم كلامه بالجملة هذي ورفع يده بالسلام لسعود ومشى لسيارته وهو مرتاح من الكلام اللي قاله طلع اللي بجوفه كله مشى من قدام بيت راجح وهو يدندن بطرب بكلامه بصم بالعشرة انه كسب ثقة سعود وبكلامه مع شاعر كسب صمتها الجولة هذي من نصيبه ختم تفكيره بدعوة لنجد اللي كانت السبب بجيته اليوم والانجاز هذا
-بيت بتّال
كان الضجيج من طرف قايد اللي من دقيقة طلع من عند صارم متوجه للبيت و لأول مره يكون الطرف الغاضب
قايد بغضب دخل الغرفة المشتركة للتؤام وهو قاصد رايد بكلامه: راضي عن فعلتك؟
رايد زفر نفس بملل: انت وش تبي من الصبح ناشب لي ترى الملكة مر عليها حول الثلاث شهور لا تشغلني مانيب فاضي
قايد بغضب توجه له وهو يسحبه من ياقته: انت وشو مافيه إحساس انت حتى ما سألت عن البنت طيبه ولا ماهي طيبه
كايد بمحاولة تهدئة الأوضاع بعد قايد عن رايد بالقوة: خير انت وياه قايد وش حارق رزك ابوها وجدي يدرون انت وش حارق رزك
رايد بقهر: لا يكون كنت تبي تخطبها يا قايد
قايد اللي فاضت العصبية فيه من جديد من نطق كلامه رايد ابعد كايد بقوة وهو يرجع يخنق رايد : وش مفكرني انت انتبه لكلامك يا رايد لا اخنقك فيه قبل تنطقه
رايد اللي كان أعرض من قايد قدر يتخلص منه بشوية مجهود نطق بعصبية لأول مرة: وش لك بحياتي انت وش اللي قاهرك
قاطعهم دخول بتّال المستغرب من أصواتهم ووراه نبض اللي واقفة بخوف وهي تدري انه هواش الثلاثي نادر لكن اذا صار يحرق من شدته
بتّال بعصبية: حسافة أشنابكم انت وياه بدال ما تتعاضدون كل واحد ناشب بالثاني وش عندكم
قايد ابتعد عن رايد وابتسم بقهر: اسأل ولدك وش مسوي
بتّال بعصبية: ابعد عن اخوك اول هذا وانا أقول العاقل الراكز طلعت أرداهم
قايد بعصبية ناسي ان اللي قدامه أبوه : الردي اللي يتزوج بنت بدون علمها ولا رضاها ويستغل ضعفها وضعف أبوها
نبض شهقت بصدمة أما بتّال اللي ملامحه جامدة ما تغير فيها ولا شيء
رايد ابتسم : وانت تحسب أبوي ما يدري؟
كايد نطق هالمرة بصدمة وهو ماسك قايد بالقوة لا يهجم على رايد: انت تدري يبه
بتّال بهدوء: اتركوا بعض واجلسوا رايد ماهو غلطان يا قايد اجلس
قايد بقهر بعد يدين كايد اللي محاوطه وسطه تمنعه من الحركة : وانا جاي اناقش ليش دام القاضي راضي عيشوا بكيفكم
كان بيطلع لولا كف بتّال اللي وقفته عند الباب: اثبت يا قايد ما خبرتك مستشر اخبرك العاقل الراكد
قايد وقف باحترام لأمر ابوه: سم يبه
بتّال اشر على الطاولة الموجودة بيمين الغرفة واللي كان جالس فيها رايد بتعب من الهواش مع قايد: اجلسوا وانتي يا نبض سكري الباب بتقعدين اقعدي بتطلعين اطلعي مافيه خوافي بهالبيت
قايد ابتسم بسخرية وهو صاد عن بتّال متوجه للطاولة وجلس بأبعد كرسي عن رايد اللي يلقط أنفاسه متواصلة
بتّال بهدوء: قبل ثلاث شهور تذكر يا قايد لما تعب عمك عزّام ونقلناه للمستشفى وبنته صابها الصرع انتي يا نبض اكيد تذكرين لأن من يومها وانتي ما تفارقين فاتن
نبض هزت رأسها بتأكيد وهي تتذكر الحادثة الأليمة فعلًا
بتّال ما انتظر رد قايد وهو يسهب بالكلام : يومها الحمدلله نبض قدرت تتصرف وعزّام اول ما صحى وعرف اللي صار كان بوجهه رايد وانتوا كلكم تدرون انه رايد اقرب لعزّام حتى منا يا اخوانه وبقلة حيلته عرض على رايد يتزوج فاتن لأنه خايف يموت ويتركها من غير سند واللي بمثل حالتها خطابها قليل
نبض بقهر: عشانها عمياء يعني وش هالمنطق والله مافيه أجمل من فاتن
رايد ناظرها بحدة من كلامها عن زوجته قدام أخوانه حتى لو كان ما يعرف منها غير اسمها والوضع مؤقت لكن غيرة الرجل الشرقي بالفطرة تسلطت عليه : نبض اسكتي خلي ابوي يكمل
نبض تداركت نفسها وسكتت وكمل بتّال بجدية : وش بيسوي اخوك وقتها يا قايد بيرضى عمه يعرض عليه بنته ؟
قايد ناظر برايد وهو عارف طبع أخوه: رفض العرض وخطبها بنفسه
بتّال ابتسم بفخر: وهذا اللي سواه اخوك لكن عزّام ما كان وده يعلم فاتن وتحس انه قرار شفقة لأن البنت حساسة قال بيخليها على حكم الوقت وبيفاتحها بالموضوع كخطبة عادية وتوافق حالها حال البنات أما التوقيع والعقد حله جدك صارم والكلام هذا ما يطلع من سقف هالبيت لأن الزواج بيتم بوضعه الطبيعي بس تتحسن الأحوال ويمكن عرس رايد يصير مع كايد
قايد اللي الموضوع بدأ يوضح له أكثر قام وتوجه لرايد وهو يربت على كتفه: لأني خابرك كفو تكاثرت انك تخطي الخطأ هذا اعذرني يا اخوك
رايد ابتسم وبمزح: وش اعذرني ما اعذرني لا يا حبيبي اعتذار ناشف ما نبي شفت هالثوب اللي كان بيروح ضحية يدينك الغادرة ابي مثله خمسة ستة بس ما نبي نكلف عليك
اعتلت أصوات الضحك ولا كأن كان فيه هواش قبل دقايق
بتّال بجدية : والحين لأخر مرة أقول لكم هواش بهالبيت ما ابي مفهوم
قايد ابتسم: اعذرني يبه ولدك ما نطق وعلمني طلعني من طوري
رايد بمزح : وانت خليتني انطق طلعت بلاعيمي حشى ماهو كفوف وانا احسب ما فيك عروق ما بقى عرق بوجهك ما نط انشغلت احسبهم واكون الصورة في مخي تعودنا على هدوءك
قايد ابتسم: فكرت فيها لو كانت نبض مكان فاتن وش كنت بسوي وخذتني الحمية على العموم مبروك يا عريس خلاص ألغينا الكلمة من كايد وتحولت لك
رايد بمزح رفع يدينه للسماء: يالله عسى يجي اليوم اللي تتحول الكلمة لك يالصخرة لا يحب ولا ينحب
قايد ابتسم : انتوا تكفون وتوفون والله الله لا أوصيك بالثقل لا تصير مثل خوينا
كايد بقهر:هيه ترى من الأول ساكت ومتحمل وافككم لا تقلبون الطاولة علي
نبض بفرحة وهي ماهي مصدقة ان فاتن صارت لرايد : والله الثقل بيوقف بالزاوية اذا شفت فاتن يا رايد
بتّال ابتسم : اسكتي يا نبض بيخنقك ترى شوفي وجهه عشان اخوانه فيه اجلسي معه لحالكم والعبي بحسبته ماهو مشكلة
انطلقت الضحكات هالمره من قايد وكايد على رايد
بتّال بتعمد للطاري: على فكرة اليوم بعد المغرب بنتجمع بمجلس سيّاف جايينه جماعة
رايد بطفش: الحين عمي سيّاف ليه يستقبل خطاب وهو ماهو ناوي يزوج بنته ترى طفشنا نتجمع ونسمع ناس يمدحون ولدهم وبعدها يجي عمي سيّاف بدفتر عيوب المعرس ويقضبه الباب
بتّال ابتسم: ماهو كل مره بيجيب دفتر عيوب يمكن يجي الكفو هالمره ما ندري المهم خلكم جاهزين وخلونا نرتاح الواحد بهالبيت ما ينام بهدوء يا ضحك يا هواش اهجدوا الله يصلح أمكم يوم جابتكم دفعة وحده تعلموا من نبض
رايد موجه كلامه لأخوانه ويده تشير للباب اللي طلع منه بتّال: كأنه مب عاجبينه ؟
نبض ضحكت: اوه من زمان ترى كل يوم يقول لأمي الله يصلحك يا لطيفه جبتيهم دفعة وحده ثلاث رجال كأنهم ثلاث أطفال
نطقوا الثلاثة مع بعض دفعة وحده: لا حول ولا قوة الا بالله
ناظروا بعض وضحكوا لين وصلتهم صرخة بتّال المنزعج من ضحكهم
-بيت رعود
دخل البيت باستعجال : وين ولدك
شايل بقهر: اقعد يا رعود ذبحت الولد من التعب نايم نايم اتركه يرتاح
رعود بعدم اهتمام صعد الدرج: اللي بيخدم وطنه ما ينام وهو يدري فيه خاين عيونه مفتوحه
شمايل تنهدت وهي تدري حتى لو تحاول ماراح تمنع رعود اللي طال نقاشهم امس وهي تحاول تقنعه يرتاح بسبب رجله المصابة ولكن كل كلامها ضربه بعرض الجدار وداوم
وصل غرفة البارق وفتح الباب والانوار: بارق قوم
البارق اللي نومه خفيف جدًا صحى على طول وفز جالس: سم يبه
رعود ابتسم: نوم العافية يالعاصفة
البارق ابتسم بتعب وهو يبعثر شعره بمحاولة لتخفيف النوم من عيونه وحتى يستصح: العاصفة ماهي برق العاصفة برق ورعد وامطار يعني انا ماني عاصفة بدونك
رعود مازال محتفظ بابتسامته وهو يفك العجينة اللي على وجهه ويستخدمها للتنكر بشكل يشبه عبدالعزيز : البارق نعسان
البارق فز واقف وهو عارف الديباجه هذا: خسى النوم سم وابشر بي على يمينك
رعود ابتسم : ابيك تقول وتطلع لي تقرير كامل عن ثلاث اشخاص
البارق طار النوم من عيونه وهو يسحب التابلت الموجود تحت مخدته للحاجة: سم من هم
رعود ضحك وهو يهز رأسه بيأس من ولده المدمن تكنولوجيا: اول واحد ساري الراشد
البارق اللي كان يشتغل على التابلت : ايه وغيره
رعود بجدية: سحر آل هاشم
البارق هز رأسه بتأكيد : تم ومين بعد
رعود بجمود: عبدالعزيز اللي يشتغل مكاني
البارق رفع رأسه بصدمة واستغراب : عبدالعزيز!!
-مقر ساري
سحر بسخرية : صارم أقرب لك واذيته في عيالي
ساري ببرود: هو ابتدى الأذية واذاني بأبوي اللي يكون أخوه ويستاهل ما يجيه
سحر باستغراب: صحيح يعني صارم يكون عمك ؟ واذا صح كيف ما عرفك وضوى كيف تزوجتها عقدكم باطل
ساري ببرود ساخر: صارم سلم أبوي بنفسه عشان تتم ترقيته اختبروه انه يسلم أخوه وسلمه سلم راشد آل صارم عشان يكون عميد بالاستخبارات اما كيف ما عرفني طبيعي ما يعرفني انا انولدت وعشت وتربيت في ألمانيا ما عمره شافني والعقد الباطل كان عقدي على مشاعر لأنه ما كان بأمكاني اغيره والعب فيه أما عقدي على ضوى عقدت عليها عقدين عقد باسم ساري الراشد اللي ماله وجود اصلًا دفعت لجماعة عشان يكونون لي جاهه وتعرفت على عسّاف بألمانيا وهو اللي توسط لي عند صارم العقد اللي باسم ساري ما صدقته بالمحكمة طلعت عقد جديد وبغباء عسّاف اقنعته يخلي ضوى تطلع معي بحكم انها زوجتي ولما طلعنا قلت لها ان الشيخ طلب انك توقعين الورقة هذي عشان نصدق عقد الزواج بالمحكمة وصدقته يعني ضوى زوجتي مثل ما انتي زوجتي
سحر بقهر: بس مو بنفس المكانة اكيد
ساري بعدم اهتمام: اتصلي على اخوك له فترة غايب شوفي وين هاج فيه لا يجيب العيد محنا ناقصين
سحر بطاعة: تمام بتصل على عبدالعزيز اشوفه