اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع والعشرين 27 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع والعشرين 27 بقلم نورهان العشري 



أعظم انتصار قد يحققه الإنسان في حياته هو تجاوز أشخاص كانوا كـ الإدمان بالنسبة له .

+


نورهان العشري ✍️ 

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


كان علي يُلملم أغراضه إستعدادًا للعودة إلى المنزل عقب إنتهاء نبطشيته فاستوقفه رنين هاتفه فوجد المتصل مازن فأجابه بمرح كعادته 

+


_ خير اللهم اجعله خير شوفتني في الحلم و لا ايه ؟
شاطره مازن المزاح قائلًا
-_ يا عم تف من بقك دي أشكال احلم بيها بردو !

+


_ أومال متصل بيا الساعه تمانيه الصبح ليه يا خفيف ؟

+


مازن بتهكم 
_ والله لولا الحوجه ما كنت هتصل عليك ولا عبرتك بس يالا لأجل الورد يتسقي العليق .

+


اجاب علي بوعيد 
_ ورد ! اممممم . قلتلي . طب ايه رايك بقى انك مش هطول الورد دا و لا هتشم ريحته ولا حتى في حلمك . 

+


اندفع مازن بلهفة 
_ حبيبي يا علوة دانا بهزر معاك والله . انت بقيت قفوش ليه كدا ؟ حبيبك انا .

+


قهقه علي قائلا بتشفي
_ ايوا كدا اتعدل بدل ما أعدلك يا بتاع الورد انت .

+


_ مقبوله منك يا أبو نسب . طب بخصوص الورد بقى وردتي حبيبتي أخبارها ايه ؟ برن عليها فونها مقفول فاضطريت ارن عليك عشان اطمن عليها . 

+


أجابه علي بجهل  
_ معرفش . انا كان عندي نبطشية و لسه هروح اهوة حتى غرام تليفونها مقفول بردو . 

+


قاطع حديثهم ذلك الشاب في عمر المراهقة الذي كان يهرول قادمًا تجاه علي و هو يصيح 

+


_ يا علي بيه يا علي بيه الحجني يا علي بيه .

+


_ في ايه يا سيد ؟

+


تحدث الشاب سيد لاهثًا و هو ابن البواب الخاص ببنايتهم 
_ الست كارما و الست غرام كانوا خارجين من شويه و لقيت ناس راكبين عربيه سودا نزلوا خطفوهم و ركبوهم العربيه و مشيوا 

+


ذُعِر علي من حديث ذلك الشاب فصاح بانفعال  

+


_ أنت بتقول ايه ؟ ناس مين دول ؟ و عملوا ايه في اخواتي ؟
سيد لاهثًا
_ ناس مغطيين وشهم و شدوا الست كارما و الست غرام و ركبوهم العربيه بالعافيه بعد ما حطوا حاجه على مناخيرهم دوختهم و أنا أول ما شوفت كده طلعت اجري اخبط على باب الشقه بتاعتكوا محدش رد قومت نازل جري على هنا عشان ابلغك .

+


انخلع قلب ذلك الذي كان على الهاتف فصرخ قائلا بهلع
 
_ ايه اللي انا سمعته دا يا علي ؟ كارما جرالها ايه ؟ 

+


أجابه علي الذي بهتت ملامحه و لوهله شعر بالضياع 
_  مش عارف يا مازن سيد بيقول شاف ناس ملثمين بيخطفوا كارما و غرام و بيركبوهم عربيه غصب عنهم .

+


شعر مازن بقبضه قويه تعتصر قلبه حتى أن أنفاسه أوشكت عن الانقطاع و سقط الهاتف من يده فلم يلمح ذلك الذي دخل غرفته و هو يقول صائحًا بحماس
_ مازن انا عرفت هصالح غرام ازاي ؟

+


       
صُدِم أدهم و تبدلت ملامحه من الحماس إلى الخوف و هو يشاهد حاله مازن المزرية بدموعه المتساقطة علي خديه و نظراته الضائعه فدنا منه بخطوات سلحفيه و سأله بتمهل خوفًا من إجابته 
_ مالك يا مازن ؟ في ايه ؟

+


اجابه مازن بلهجة مرتعبه 
_ كارما و غرام اتخطفوا ..

+


******************

+


إن لم تكن وطني فلماذا أشعر بالغربه كلما ابتعدت عنك ….
نورهان العشري ✍️ 

+


أخذت كاميليا تنظر إلى هذا الملاك النائم بجانب روفان في مخدعها منكمشًا على نفسه و كأنه يشعر بمدى برودة هذا القصر حتى في منتصف آب لتقوم بتمرير يدها على ملامحه الجميله فهي تشعر نحوه بنوع من الألفة لم تعهدها من قبل و لكنها رجحت ذلك لتشابه ظروف كلًا منهما فهي طوال الليل تحتضنه تحاول أن تبثه الحنان الذي يفتقده منذ زمن فقد تعرضت لمثل هذا الموقف عند رحيل والديها فكل ما كانت تحتاجه حينها هو عناق يبثها الدفء و الطمأنينة إلى أوصالها و الحقيقه بأن يوسف كان ذلك الصدر الحنون الذي امتص جميع أحزانها و حاول مداواة جروحها و كان دائمًا الحصن المنيع الذي احتمت به من شرور هذا العالم ..

+


أخرجها من شرودها تململ الصغير بين يديها تمهيدًا لاستيقاظه لترسم ابتسامه عذبه على وجهها قائلة بحنان 

+


_ صباح السكر على أحلى زين في الدنيا . 

+


أجابها الصغير بخجل بعد أن استيقظ تمامًا 
_  ثباح الخيل .

+


_ ها بقى يا بطل قولي نمت كويس ؟

+


_ الحمد لله .
قالها الصغير بحزن ارتجف له قلب كاميليا فاحتضنته بحب سكبته حروفها حين قالت 
_ ايه يا حبيبي مالك زعلان ليه ؟

+


_ ممتي كانت دايما تثألني الثؤال دا لما اصحى من النوم . 

+


شعرت كاميليا بوخزات الحزن تنغز في قلبها و تساقط الحزن من بين عينيها تأثرًا و شفقه على  ذلك الصغير فقامت بتقبيل جبهته قائلة بحنان 
_ مش احنا قولنا أن ماما سافرت عند ربنا و أنها في مكان جميل اوي دلوقتي .

+


زم شفتيه الجميلتين يحاول منع نفسه من البكاء فجاءت كلماته متقطعه حين قال
_ بس . انا.  عايزها . وحستني . اوي .

+


كاميليا بحنو
_ بص هنتفق اتفاق بما ان انا ممتي كمان عند ربنا فهقولك انا بعمل ايه لما توحشني . لما ماما توحشك اوي  بص السما و قول  ربنا يرحمك يا ماما و بعدين اقعد احكيلها و اتكلم معاها هي سمعاك و شيفاك و حاسه بيك . 

+


زين بلهفة
_ بجد يا كامي ؟ يعني مامي سمعاني و شيفاني دلوقتي ؟

+


_ بجد يا روح كامي و تقدر تقولها كل اللي نفسك فيه ..
هب الطفل ملهوفًا من مخدعه وهو يقول 
" طب اوعي كدا بقي . 
توجه للشرفه و قال ببراءة وهو يلوح بيديه ناظرًا نحو السماء 
_ مامي ربنا يرحمك . وحستيني . انا عايز اقولك اني جيت مع بابي في قصر كبير اوي و فيه ناس كتير شكلهم يخوف و بيزعقوا و سكلهم مس بيحبوني . بس كامي و روفي بيحبوني و بيلعبوا معايا . متخافيس عليا انا راجل زي ما كنتي بتقوليلي و مس هعيط 

+



        
          

                
عاندته العبرات و تناثرت على وجنتيه الجميلتين قبل أن يُتابع بحزن
 _  انتِ وحستيني اوي  يا مامي . و نفسي احضنك مرة واحده بس . عسان انتِ سافرتي من غير ما اعلف و ملحقتس احضنك .

+


انفطر قلب كاميليا لمشهد ذلك الطفل و الذي جسد معاناتها عند رحيل والديها فقد كانت تأتي ليالي تتمني لو أنها استطاعت أن تعانق والديها و لو لمرة واحده قبل رحيلهم  فأخذت العبرات تنهمر بغزارة على وجنتيها دون أن يكون لها القدرة على إيقافها لتتفاجأ بتلك اليدان التي احتوتها من الخلف فعرفت هوية صاحبهما على الفور فألقت برأسها إلى الخلف ليحتوي كتفه وجعها فلطالما كان هو حصنها المنيع الذي تتكئ عليه في كل حروبها و أزماتها .

+


أشار يوسف بعينيه لروفان التي استيقظت و شاهدت ما يحدث فترقرقت العبرات في مقلتيها حزنًا علي هذان اليتيمان إلي أن أشار إليها يوسف بأن تأخذ الصغير إلى الخارج حتي لا يرى حالة الانهيار التي تعيشها حبيبته فما إن خرجت روفان بصحبة الطفل حتى تحدثت كاميليا قائله بنبرة تتضور وجعًا

+


_ انا حاسه بيه أوي . انا شفت اللي هو شافه دا ، و جربت اللي هو جربه .

+


شهقه متألمة انبعثت من جوفها قبل أن تُتابع بلهجة مُشجبة
_ انا وقفت زيه كدا بالظبط و اتمنيت نفس الامنيه دي . كان نفسي بس في حضن منهم قبل ما يسبوني و يمشوا . كنت عايزة اشم ريحتهم لآخر مرة 

+


تعانق الألم بالحرمان في قلبها فانسابت الحروف مذبوحة من بين شفتاها
_ انا عايشه الوجع دا لحد دلوقتي و لسه نفس الامنيه دي جوايا يا يوسف . مهما عدت السنين هفضل اتمناها . هفضل أتمناها لحد ما اروح لهم  .

+


تعاظم أنينها وهي تنعي أمنية كانت ولازالت مُستحيلة

+


،_ عارف لما تبقي أمنيتك الوحيدة في الحياة مستحيله و انت عارف دا بس مش قادر تبطل تتمناها .

+


فما أسوأ الرحيل الذي يأتي بغتة دون أن يترك لك الوقت لعناق واخد أخير فتظل واقفًا عند هذه اللحظة عمرًا بأكمله تُردد عبارة ياليت الزمان يعود يومًا .

+


قالت كلمتها الأخيرة تزامنا مع سقوطها بين يديه ليقوم باحتوائها و إدارتها لتكون في مواجهته و هو يضم وجعها إلى صدره المُحتقِن ألمًا عليها هامسًا بقهر نابع من قلة حيلته 

+


_ ياريت لو كنت اقدر ارجع الزمن لورا . ياريت لو اقدر احققلك أمنيتك دي .

+


 صمت لثوان قبل لن يُضيف بلوعة حارقة 
_ ياريت لو اقدر أشيل الحزن اللي جواكِ دا كله واحطه في قلبي و متتألميش لحظة واحدة يا كاميليا ..

+


تمسكت به كاميليا بكل ما أوتيت من ضعف بينما توسلته شفاهها قائلة 
_ خليك جنبي . ارجوك خليك جنبي يا يوسف انت الحاجه الوحيده اللي بتخفف وجعي و بتهون عليا كل حاجه .

+


أجابها يوسف بلهجة تقطر عشقًا 

+


_ انا جنبك غصب عنك . جمبك لآخر يوم في عمري وعمرك يا كاميليا .مش هسيبك أبدًا . مش عمري ما اعرف ابعد عنك عشان أنا معنديش حياه من غيرك . حياتي بدأت لما دخلتيها .

+



        
          

                
شددت من تشبسها به مع تلك الرجفة القوية  التي اعترتها و هي تقول بوهن 

+


_ خايفه اوي يا يوسف . خايفه عليه و علينا حاسه إن اللي جاي صعب اوي .

+


افلتها لينظر إلى داخل عينيها قائلًا بقوة و حسم 

+


_ اللي جاي مهما كان صعب هيعدي طول ما احنا مع بعض . مفيش حد بيحارب لوحده و طول ما أنتِ خايفه كدا عمرك ما هتنتصري في حربك . لازم تكوني من جواكِ قوية والقوة دي مش هتيجي غير لما توصلي لبر الأمان و تلاقي نفسك واقفة على أرض صلبة ..

+


اشتدت لهجته وهو يتمهل في الحديث قاصدًا ادخاله إلى عقلها 
_  و دا هيحصل لما تعرفي انتِ مع مين و ممكن يعمل عشانك ايه ؟ و اوعي عدوك يحس بخوفك دا لأن دا اول سلاح هيستخدمه ضدك . 

+


همسات بنشيج

+


_غصب عني يا يوسف التيار كان اقوى مني 
يوسف بقوة
" انتِ مختبرتيش قوتك يا كاميليا عشان تقولي كده .
 انا مربتكيش انك تبقي ضعيفه و إنتِ أساسًا مش كدا . انتِ بس استسهلتي الهزيمه و لما انكويتي بنار البعد ندمتي

+


تبدلت لهجته إلى أخرى تحمل الكثير بين طياتها
_ و عشان كدا انا سامحتك بس مش كل مرة هيكون عندي طاقه اسامح . الهجر دا مُر و انتِ دوقتيهولي مرة قبل كدا و مش هقدر على مرارته تاني .

+


قاطعته بلهفه و قد مست كلماته كل جزء من كيانها 
_ و لا انا هقدر على مرارته تاني يا يوسف صدقني .

+


 عارف ، عشان كدا بقولك و هفضل اقولك انا في ضهرك و معاكِ ، حبي محاوطك من كل ناحية . اوعي تخافي ..

+


عبرت كلمات الهوى جسور شفتيها بعذوبة
_ انا بحبك أوي يا يوسف ، و بحب حبك ليا ، و بحب الامان اللي عمري ما حسيته غير و أنا هنا 
قالتها ثم وضعت رأسها فوق ذلك الذي يدق بجنون من فرط المشاعر التي عصفت به جراء حديثها الذي رمم تلك الشروخ التي خلفها رحيلها عنه و قام فقام بنثر عشقه فوق خصلاتها قبل أن يقول بصوتًا أجش

+


_  الحب دا للناس العادية انما انا عاشقك يا كاميليا .

+


قاطع لحظتهم الجميله صوت روفان المُستغيث القادم من الأسفل فهرول كلًا منهما لمعرفة ماذا حدث فوجدوا سميرة تحاول أن تنتزع الطفل من يد روفان و هي تصيح مغلولة 
_ هاتي الولد دا لازم ارميه بره . على جثتي يفضل في البيت دا اكتر من كدا .

+


_ اوعي حرام عليكِ سيبي الولد . يا أبيه يوسف . يا ماما . يا جدي .
تدخل يوسف الذي استشاط غضبًا من تبجح تلك المرأة و قال بغضب 

+


_ انتِ بتعملي ايه ؟ انتِ اتجننتي ! سيبي الولد .

+


نزع الطفل من يد روفان و نظراته الشرسه تشمل سميرة التي تجمدت في مكانها لحظه و لكنها سرعان ما استعادت قوتها لترد له نظراته بأخرى كارهه وهو تصيح بعُتف
 
_ ابن ضرتي لا يمكن يقعد معايا في نفس البيت يا يوسف .
يوسف مُصححًا كلماتها بغلظة
_ مسموش ابن ضرتك ! اسمه زين مراد الحسيني . يعني ابن الحسيني و دا بيته و دول أهله لو حد مالوش مكان في البيت دا يبقي انتِ و لو مش عاجبك اتفضلي اخرجي بره .

+



        
          

                
_ انا لسه مموتش يا يوسف عشان تطرد مرات عمك من البيت !
كان هذا صوت رحيم الذي خرج من غرفته إثر كلمات يوسف لسميرة ليُجيبه يوسف بحدة 
_ لا اسيبها تطرد حفيدك بره البيت و اقف اتفرج يا جدي مش كدا !

+


صُدِم رحيم من حديث يوسف و وجه أنظاره الغاضبة لسميرة قائلا باستنكار 
_ الكلام دا حقيقي يا سميرة ؟ عايزة تطردي حفيدي من بيته ؟

+


ارتدت تلك الأفعي ثوب الضعف و قالت بدموع التماسيح 
_ مش قادرة يا عمي أشوف ابن ضرتي عايش معايا في نفس البيت و اسكت مش قادرة .

+


انفعل رحيم من حديثها فقال بغضب 
_  تبقي اتجننتي يا سميرة  اتجننتي .

+


قاطعه يوسف الذي سأم ذلك الحديث و قرر إنهاؤه على طريقته فقال بلهجه لا تقبل النقاش 

+


_ خلاصة الكلام يا جدي . القصر دا قصر ولاد الحسيني و عمره ما هيتقفل في وش حد فيهم و اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل و مش عايز ولا كلمة زيادة.

+


القى كلماته ثم انصرف الى غرفة مكتبه صافقًا الباب خلفه 

+


*********************

+


تململت كارما في نومتها فلم تستطع القدرة علي علي الحركه كانت تشعر بالألم في جميع  أطرافها  و بصعوبه بالغه قامت بفتح عيناها لتتفقد المكان حولها فتفاجئت بتلك الغرفه الباليه و تلك القيود الملتفة حول قدميها و آخرى حول يديها لتعود لها ذاكرتها ذلك الصباح عندما هاجمها هؤلاء الملثمين هي و شقيقتها فاقشعر بدنها و بدأت ترتجف خوفًا عندما لم تجد غرام بجانبها واخذت العبرات في الأنهمار من مقلتيها حتى أنها ظلت لساعات على هذه الحالة إلى أن قام أحدهم بفتح باب الغرفه الذي أصدر صرير جعل الرعب يأكل أحشائها من الداخل فرفعت عينيها بذعر لتنظر الى ذلك الغريب الذي يبدو و كأن هيئته مألوفه لديها و لكن ذلك القناع كان يمنع رؤية ملامحه بوضوح .
تفاجات به يجذب أحد المقاعد و يضعه أمام مقعدها جالسًا  أمامها يتفحصها بهدوء مُثير للأعصاب بينما بنظرات بثت الرعب في أوصالها وظل على هذا الحاله لثوان و لكنها مرت كساعات على تلك التي ترتجف رعبًا حتى صار الوضع يفوق احتمالها فصرخت قائلة 

+


_ انت مين ؟ و خطفتنا ليه ؟ 

+


لم تتلقى أية إجابه منه بل و كأنها لم تكن تحادثه من الأساس فلم يبد و كأنه سمعها حيث أن نظراته ظلت على ثباتعا لم تهتز أبدا فلم تستطيع الحديث فقد شعرت بأن صوتها قد اختفي و تمكن الرعب منها لتظل تناظره بخوف شديد مع تساقط عبراتها و لكن شيئا ما في عينيه لفت انتباهها فقد طالعتها تلك النظرات قبل ذلك هكذا أخبرها حدثها و لكن ذاكرتها في هذه اللحظه لم تسعفها ليمر بعض الوقت لتجد ذلك الغريب يتحرك من مكانه و يوليها ظهره خارجا من الغرفة دون أن يتفوه بحرف واحد لتزداد عبراتها بالهطول و يزداد خوفها أكثر فأكثر …

+


و لأن القلوب دائمًا ما تشعر بمن يستوطنها فقد انتقل شعورها بالألم و الخوف إلى ذلك الذي كان يهرول كالمجنون يبحث عنها في كل مكان و هو يشعر بانشقاق روحه عنه لغيابها فبعد معرفته بما أصابها تملكته حالة من الصدمة الممزوجة بالألم فلم يستفق سوى على غضب أدهم الذي ما أن سمع ما حدث حتى صار كالمجنون يشعر وكأن عقابه على فعلته الدنيئة معها لم ينتهي بعد . بل شعر أن ما مضى لم يكن شيء بالمقارنة مع شعوره الآن عندما علم باختطافها فالأمر أشبه بمفارقة الروح الجسد فصاح كالمجنون قائلا 

+



        
          

                
_ انت بتقول ايه يا مازن ؟
لم يتلق أي ٱجابه من صديقه الذي كان مازال تحت تأثير صدمته ليقوم بهزة بعنف قائلا بصراخ 
_ رد عليا حصلهم ايه ؟

+


خرج مازن من صدمته ثم قال بلهفه ممزوجه بالألم 
_ كنت بكلم علي و فجأة سمعت صوت حد بيقوله الحق كارما و غرام اتنين ملثمين خدروهم و ركبوهم عربيه غصب عنهم و خدوهم و جريوا .

+


و كأنه تلقي رصاصة استقرت في منتصف قلبه فصار يدور حول نفسه قائلا بضياع 

+


_ لا يارب . مش معقول تكون بتعاقبني العقاب دا ! انا مقدرش اعيش من غيرها لحظه واحده ..

+


تساقط القهر من عينيه قبل أن يخرج صوته غاضبًا حد تمزق اوتاره
_ انا هقلب إسكندرية عليها واطيها لحد ما الاقيهم .

+


اختتم كلامه ثم نظر إلى مازن الذي كان بهوت ملامحه و الضياع المسيطر على نظراته يشيران الى مدى صدمته ليحاول أدهم طمأنته قائلا 
_ هيرجعوا يا مازن  إن شاء الله هيرجعوا مش هنسيبهم يضيعوا مننا أبدًا .

+


همس بحرقه 
_ أنا مرعوب يا أدهم . حاسس ان روحي رايحه مني كارما في خطر وانا هنا متكتف مش عارف اعمل ايه ؟

+


أدهم بعنفوان
" مينفعش تستسلم كدا يا مازن و لازم تتغلب على شعور قله الحيله دا . كارما محتجالك دلوقتي . لازم ندور عليهم في كل مكان . كل دقيقه بتمر اكيد خطر عليهم .

+


و كان كلمات أدهم أيقظته من بحر صدمته الممزوج بالألم والخوف فقال بلهفه 
-_ أيوا صح عندك حق احنا لازم نتحرك و نقلب الدنيا عليهم لحد ما تلاقيهم .

+


و بالفعل هاتف مازن علي الذي كان يعاين مكان الواقعه لعله يجد طرف خيط قد يوصله الى مكان شقيقتيه فتوجها الاثنان إليه ليجدوه يستجوب سيد للمرة الألف 

+


_ سيد اوصفلي اللي حصل تاني بالظبط .

+


_ يا بيه والله قولتلك كل اللي اعرفه .
لعن علي بداخله فجميع المعلومات التي أعطاها له سيد لم تكُن كافيه للعثور عليهما فأخذ يضرب بقوة على مقدمة سيارته ليجد كلا من مازن و أدهم يترجلا من السيارة قادمين تجاهه فعاجله مازن بسؤاله 
_ موصلتش لحاجه بردو ؟

+


أجابه علي بإحباط ..
_ للأسف لا .

+


صاح أدهم بغضب 
_ طب و العمل ؟

+


- " أنا كلمت كل الدوريات والكمائن اللي على الطرق و قولتلهم على مواصفات العربيه وللاسف محدش قالي جديد. 

+


هكذا أجاب على فرد أدهم قائلا بغضب يائس
_ أنا مش هستنى حد يقولي جديد انا هقلب اسكندريه عليهم . 

+


اندهش علي كثيرًا من غضبه و لكن لم يعلق ليتحدث مازن هو الآخر قائلا 
_ أدهم عنده حق كل واحد ياخد عربيته و يدور عليهم في مكان شكل 

+


زفر علي بيأس و قال 
_ للأسف قدامنا مشكله كمان . ماما هتصحى دلوقتي المفروض و هتسألني ومش عارف هقولها ايه ؟

+



        
          

                
تحدث مازن بحزن 
"_ مينفعش تقولها حاجه يا علي عشان حالتها متسؤش هي من غير حاجه قلبها مش مستحمل .

+


تدخل أدهم سريعا 
$ خلاص يا علي خليك هنا عشان لما طنط تصحي تكون جمبها و قولها  خرجوا مع أصحابهم ، عندهم محاضرات . اي حاجه لحد ما نعرف هنعمل ايه 

+


وافق علي على مضض لينطلق كُلًا الى وجهته الغير معلومه على أمل أن يصلا لأي جديد 

+


********** 

+


_ انتِ متأكدة من الكلام اللي بتقوليه دا ؟ 

+


_ والله يا رائد بيه هو دا اللي حصل . يوسف بيه مجبش اى سيرة عن الصفقه دي و التعامل مع الألمان من خلاله هو و بس و خفت اسأله يشك فيا .

+


_ دا اللي عمله دا اكبر دليل أنه شاكك فيكِ . يا اما انتِ بعتيني ليوسف و بتلاعبيني .

+


هكذا تحدث رائد بتهكم بينما الغضب يتلبلور في عينيه التي ارعبت هند و كذلك ذعرها من فكرة أن يكون يوسف قد كشفها 

+


_ كشفني ؟ دي تبقى كارثة . انا مش قد يوسف الحسيني دا ممكن يمحيني من على وش الأرض.

+


زمجر غاضبا .
_ ميقدرش يمس شعرة واحدة منك .. قولتلك انتِ في حمايتي 
استنكرت حديثه غاضبه و دموعها تتساقط كالمطر …
_ حمايتك ! انت آخر واحد في الدنيا ممكن اتحامى فيه . لو كنت هتحميني بجد كنت حميتني من نفسك .

+


_ اخرسي .
قالها رائد بغضب و هو يتقدم منها لتقول بإنهيار ..
_ مش هخرس و مش خايفه منك على فكرة . انا بطاوعك عشان أهلي مش ذنبهم حاجه أن بنتهم غبيه و معرفتش تحافظ على نفسها مش ذنبهم يعيشوا بعاري طول عمرهم .

+


صمتت بينما تحدثت شهقاتها المتألمة قبل أن تُضيف بحرقة
_ و ياريت يوسف يعرف و يقتلني مش فارق لي انا كل اللي فارق معايا اهلي .

+


تحدثت بنبرة فاحت منها رائحة المرار و الحرقة
_ و انتِ فاكرة أن يوسف رحيم اوي كدا و هيخلص عليكِ ! يوسف دا شيطان هيدور على اكتر حاجة توجعك و يعاقبك بيها . هيخليكِ تتمني الموت ألف مرة و متطوليهوش . الناس دي بتتفنن في تعذيب غيرها .

+


 لم تخفي مرارة كلماته على هند التي أجابته حانقه 
_ كله بسببك . كله من تحت راسك . ياريتني كنت موت قبل ما أشوفك أو اقابلك .

+


آلمته كلماتها فتحدث بجفاء 
_ متقلقيش هخرجك منها زي ما دخلتك و محدش هيقدر يأذيكي لأ أنتِ و لا أهلك . انا بس بعرفك ايه اللي هيحصلك انتِ و اهلك لو فكرتي تروحي تحكيله على اي حاجه.

+


طالعته هند بنظرات يائسه فجزء منها يؤلمها لحاله خاصة تلك النظرات المتألمه في عينيه و جزء آخر يلعنها و يلعنه لما فعله بها ولكنها آخيرًا قد أخذت قرارها الذي تأخر كثيرًا لتجيبه بتأكيد 
" اطمن مش هيعرف مني اي حاجة . انا مشيت في سكه اللي يروح ميرجعش . عن إذنك .

+



        
          

                
اوقفتها قبضته القويه و نظراته التي تغلغلت إلى داخل عينيها عله يجعلها تشعر بما يعتمل بداخله من قهر و وجع تأبى شفتيه الإفصاح عنه لتطالعه هي بنظرات معاتبه غاضبة حزينة لتظل النظرات بينهم لثوان قليلة قطعها رائد الذي قال بنبرة صادقة

+


_ متخافيش يا هند اوعدك هتخرجي بره الحرب دي في اقرب وقت اللي باقي مش كتير . 

+


لا تدري لما أخافتها كلماته بدلا من أن تُطمأنها فلم تستطع سوى أن تهز رأسها بايماءة بسيطه ثم سحبت يديها من بين قبضته و انسلت إلى الخارج و قامت بإخراج هاتفها و بالاتصال بمجهول 
_ عايزة اقابلك ضروري .

+


************

+


كان يوسف يقف أمام النافذة يطالعها و هي تركض و تلعب مع ذلك الصغير و كأنها في مثل عمره فقد كانت بريئه نقيه كحاله تمامًا فأخذ يتأمل ملامحها الفاتنه و شعرها الحريري المُموج الذي كان يتطاير حولها ليزيدها جمالًا فوق جمالها فأخذ قلبه يدق بعنف فقد كانت تأسره كل حركه تقوم بها لدرجة انه أراد أن يختطفها ويضعها داخل صدره حتى يستطيع أن يروي ظمأه منها الذي يزداد يوما بعد يوم .

+


اخترق تخيلاته رنين هاتفه و ما أن رأي يوسف رقم المتصل حتى وجه إنتباهه إليه كليًا ..

+


وقد كانت هي الأخرى تعلم بمراقبته لها فقد أخبرها قلبها بأن أميرها يراها من برجه العالي و قد كانت أكثر من سعيدة بوجوده بجانبها فذلك أعطاها جرعة كبيرة من الأمان لا تشعر بها سوى بوجوده و لكنها تنبهت عندما وجدته يتطلع الى الهاتف باهتمام فخربش الفضول جدار قلبها و قادها إليه بعد ما تركت زين يلعب مع روفان و توجهت الى الداخل في طريقها إليه لتتفاجأ بنيفين تقف أمامها تسد عليها الطريق وهي تنظر لها بغل فاهتزت ثقتها قليلا عندما رأتها و لكنها أخفت ذلك جيدا و قالت ببرود 

+


_ اوعي خليني اعدي 
 
تشدقت نيفين ساخرة 

+


_ راحه لحبيب القلب طبعا .

+


كاميليا بسخرية
_ ايه الشطارة دي برافو عليكِ .

+


فقالت نيفين بسخريه مغلفة بالغموض 
_ هيبقي برافو عليا اوي يا بنت زهرة و أنا بطردك مذلوله من البيت دا .

+


اهتزت نظرات كاميليا من فحوى كلمات نيفين فقالت بارتباك لم يخفي على غريمتها 
_ قصدك ايه ؟

+


اقتربت منها نيفين التي شعرت و كأنها سجلت هدفا في مرماها و قالت 
_ متستعجليش قريب اوي هتعرفي اقصد ايه و لحد ما ييجي الوقت دا استمتعي شويه اصل اللي جاي صعب .. صعب اوي يا بنت عمي . 

+


قالت الأخيرة بتهكم جعل معدتها تتقلص و لكنها ارتدت ثوب القوة و قالت ببرود متجاهله ذالك الضجيج بداخلها

+


_  انا مش هرد عليكِ عشان عارفه النار اللي انتِ فيها . بالعكس دانا مشفقه عليكِ اوي بس لو فكرتي تأذيني او تدوسيلي على طرف هتشوفي مني اللي مش هيعجبك .. 

+



        
          

                
تم تُمهلها الوقت للحديص بل قالت بعنفوان

+


_ عشان أنا مبقتش كاميليا العيله الصغيره اللي كنتوا بتخوفوها و تقعدوا تبهدلوا فيها وهي تجري تعيط في جمب . لا . انا كبرت و بقيت اعرف آخد حقي كويس اوي و مش ناوية هرب تاني 

+


تبلورت الثقة في كلماتها حين تابعت
_  و خلي بالك أن حبيب القلب اللي بتتكلمي عنه دا يبقى يوسف الحسيني اللي هو جوزي عارفه يعني ايه جوزي ؟

+


تابعت بثقة

+


_ يوسف اللي مهما عملت عمره أبدا ما هيسمح لحد أنه يتجاوز حدوده معايا . حطي الكلمتين دول في دماغك عشان ترتاحي . أو لو مرتاحتيش مش فارق معايا بس من النهاردة مش هسمح أبدا ليكِ انك تهنيني أو تقوليلي يا بنت زهرة تاني . انا كاميليا يوسف الحسيني احفظي الاسم دا كويس . عن إذنك .

+


نجحت كاميليا في أن تلجم تلك الحيه التي زادت نيرانها و اشتعلت أكثر من كلام كاميليا لتقسم أنها ستذيقها شتى انواع العذاب و ستستغل جميع الكروت التي بين يديها لتنفيذ تهديدها و تخرجها من هذا المنزل ..

+


اقتحمت كاميليا المكتب لتجده مازال يتحدث الي الهاتف و لكنه ما أن رآها حتي قال بغموض 

+


_ نفذ اللي قولتلك عليه بالحرف الواحد و مش عايز اي غلط  
ثم قام بإغلاق الهاتف و أشار إليها لتتقدم فما أن أصبحت أمامه حتى امتدت يده و أمسكت بذقنها ترفع رأسها إليه ناظرًا لعينيها بحب يخالطه المزاح 

+


_ مين اللي عصب القطه بتاعتي و خلي مخالبها تظهر كدا ؟
_مين قالك ؟

+


قالتها بإندهاش فأجابها بسلاسة 
_ انا عارفك اكتر من نفسك . ها قوليلي بقي مين مضايقك ؟
أجابته بتهكم 
_ قول مين مش مضايقني ؟!
قهقه يوسف على طريقتها و قبل مقدمه رأسها ثم سحبها الى جانبه و جلسا معًا على الأريكة ثم تحدث بحنو

+


_ مالك يا حبيبتي ايه مضايقك ؟

+


كاميليا بجفاء
_ عادي يا يوسف مش حاجه مهمه . نيفين ضايقتني شويه بس متقلقش عرفت أوقفها عند حقها .. 

+


 ثم رفعت راسها و طالعته بتردد 
_ هو انا اه زودتها شويه معاها . بس هي اللي عصبتني بصراحه ..

+


قام  يوسف بإرجاع خصله من شعرها خلف أذنها ثم قال بحب   
_ اهم حاجه تكوني مرتاحه .

+


فقالت كاميليا بحماسه 
_ مرتاحه بس . دانا مرتاحه جدًا و كدا انا واحد و هي صفر .."

+


اندهش يوسف من حديثها و قال 
_  ايه دا هو ماتش و لا ايه ؟

+


أجابته بغموض 
_ يعني حاجه زي كدا .
_ المهم انك مرتاحه يا حبيبتي و زي ما قولتلك انا في ضهرك و معاكِ دايمًا .

+


فأجابته بمزاح 
_ لا دا كدا هيبقي عشرة مش واحد .

+


فشاطرها المزاح قائلا 
_ و يبقوا ألف عشان خاطرك أهم حاجه اشوفك سعيدة و مبسوطه . 
قاطعهم رنين هاتفه فاحتواها بقربه و أجاب 
_  ايه يا ابني انت فينك ؟ رنيت عليك كذا مرة مردتش ليه ؟

+



        
          

                
_ يوسف . كارما و غرام اتخطفوا  و أنا مش عارف اعمل ايه ؟
هب يوسف من مكانه قائلا 
_ بتقول ايه يا مازن ؟ امتى حصل الكلام دا ؟

+


_ النهاردة الصبح ، و قلبنا الدنيا عليهم مفيش جديد ، و مش عارفين هنقول ايه لمامتهم ؟

+


_ طب اهدى انت  و انا هحاول اتصرف ..

+


_ في ايه يا يوسف ؟ غرام و كارما حصلهم ايه ؟
كان هذا صوت كاميليا المرتعب مما سمعته من حديث ليحاول يوسف طمأنتها قائلًا

+


_ اهدي يا حبيبتي مفيحش حاجه. 

+


صاح مازن حين استمع لصوتها 
_ يوسف احنا محتاجين كاميليا تكون جمب خالتها هنا عشان لو عرفت حاجه تبقى جنبها

+


اجابه يوسف بجفاء
_ مازن اقفل دلوقتي و أنا هكلمك تاني .

+


انهمرت عبرات القلق من بين جفونها رعبًا على بنات خالتها و ما أن رأى يوسف حالتها حتى اغلق الهاتف و قام بتهدئتها فأخذت تبكي قائله 
_  كارما و غرام جرالهم ايه يا يوسف ؟ 

+


- أن شاء الله هنلاقيهم . يا حبيبتي. بلاش تعملي كدا

+


_ انا مرعوبه عليهم اوي ، و خالتو فاطمه عرفت و لا لا ؟

+


_ لا لسه معرفتش .. و هما عايزينك تروحي عشان تبقي جمبها .

+


اندفعت بلهفة
_ وديني عندها يا يوسف ارجوك هي من غير حاجه   تعبانه دي لو عرفت باللي حصل دا ممكن تروح فيها و دي الحاجه الوحيده اللي بقيالي من ريحه ماما ..

+


_ اهدي يا كاميليا و أن شاء الله خير و هيلاقوهم و أنا بنفسي هدور معاهم و كمان هاخدك معايا عشان تروحي تطمني عليها كفاية دموع بقى عشان خاطري ..

+


انهى كلماته وهو يحتويها بحو مُحاولًا تهدأتها فعبراتها و خوفها هذا أكثر من مؤلم بالنسبه له و قد قرر داخله أن يقلب الأرض رأسًا على عقب حى يعيد إليها الطمأنينة مرة أخرى

+


******* 

+


في مكان آخر تلاقي الثلاثه أدهم و مازن و علي الذي صاح غاضبًا  
_ ما صدقت عرفت انيمها بعد ما سألتني مليون سؤال عن البنات زي ما يكون قلبها حاسس .

+


_ انت قولتلها هما فين ؟
هكذا سأل مازن و أجابه علي بنفاذ صبر 
_ قولتلها أنهم في خطوبه سهى صاحبه كارما و احتمال يباتوا معاها و تليفوناتهم فصلت شحن ، و اضطربت احلفلها أني كلمتهم و هي نايمه ، و طبعا كلمت سهى حكتلها عاللي حصل وقلت لها لو ماما كلمتك البنات عندك و اطلعيلها بأي حاجه لو طلبت تكلمهم .

+


_  يا جماعه احنا لازم نفكر بعقلنا شويه مين له مصلحه في خطفهم ؟
هكذا تحدث أدهم الذي كان يغلي من الغضب ليجيبه مازن قائلًا بتفكير

+


_ يمكن يكون حد له عداوة مع حد فينا ؟

+


_ احنا عمرنا ما كان لينا أعداء يا مازن و كنا عايشين طول عمرنا في حالنا و عمر ما حد اتعرض لإخواتي .
تحدث علي بغضب فأجابه مازن بنفس لهجته 

+


_ تقصد ايه يا على ؟

+


_ اقصد أن ممكن اللي خطف البنات دا يكون قاصدك انت او له عداوة معاك انت .

+


اهتاج  مازن من حديث علي
_ محدش يعرف أن كارما خطيبتي احنا لسه معملناش حاجه . انت عايز ترمي اللوم عليا و خلاص ؟ ثم و لو فعلا حد قاصدني هيخطف غرام معاها ليه ؟
لم يُجيب علي على استفهاماته بل زفر بحنق فتابع مازن بحدة 

+


_ اللي عمل كدا قاصد حد بيحبهم اللتنين و عايز يوجعه بيهم أو يبتزه .
عند هذا الحديث توقف علي للحظات ثم برقت عيناه و قال بتوعد 
_ لو طلع اللي في بالي هو اللي عمل كدا عشان يبتزني والله لهندمه اللي باقي له من عمره 

+


ثم نظر إلى كلا من مازن و أدهم و هو يستعد للرحيل قائلا  
_ الولاد زمايلي مش مبطلين تدوير عليهم و  في الكماين بيفتشوا العربيات اللي رايحه و اللي جايه و انتوا كملوا تدوير لحد ما اجيلكوا .

+


اندفع أدهم مُستفهمًا
_ و انت هتروح فين ؟

+


_ مشوار صغير و غالبا هيوصلنا لمكانهم .
هكذا تحدث علي ثم أضاف مازن بغموض 
_و أنا كمان ورايا حاجه هعملها على ما تخلص مشوارك .

+


نظر إليهم أدهم بسخط قائلا 
_ و دا وقت مشاوير ما كل واحد يقول ايه في دماغه ؟ عشان نعرف نساعد بعض .

+


أجابه مازن بجمود
_ لما ارجع من مشواري دا هقولك في اي في دماغي و انت استني يوسف و كاميليا هما طلعوا و زمانهم على وصول انت عارف يوسف بيسوق بسرعه .

+


زفر أدهم قائلا بنفاذ صبر 

+


_ماشي أما اشوف اخرتها معاكوا .

+


************

+


- "انت ليك يد في خطف كارما و غرام ..؟؟؟؟؟ "

+


يتبع ……



الثامن والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close