رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الرابع عشر 14 بقلم نورهان العشري
النسيان لا يأتي كاملا أبداً ....
+
فـ الشعور المُفاجئ بالضيق سببه ذلك الوجع الكامن في أعماق الروح ..
+
و الوحشه التي تأتي مُباغتة دون سابق إنذار ما هي إلا بُكاء عالق في الحنجرة .
+
و تلك الغصة التي نشعُر بها في منتصف الحلق نتيجة سهم مسموم غرسه أحدهم في مُنتصف القلب
+
دائمًا ما يوجد بقايا جروح عالقة في اعماق الفؤاد نظن أننا قد نسيناها و لكن هيهات أن ينسى الإنسان خيباته يظن أنه نسى ولكنه في الحقيقه يتناسى !
1
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
- عامله ايه دلوقتي يا حبيبتي ؟
+
كان هذا صوت صفيه الحاني و هي تربت على ظهر كاميليا بعد ما افرغت بين ذراعيها كل تلك الاوجاع التي تحملها بقلبها فهزت كاميليا رأسها بإيماءة بسيطة قائله بصوت مبحوح من كثرة البكاء
+
- أحسن الحمد لله ... ميرسي اوي يا ماما
+
- ميرسي ايه يا ست كامي هو احنا بينا الكلام دا و لا تحبي اشدلك شعرك زي ما كنت بشدهولك قبل كده لما كنتي بتضايقيني ...
+
هما صاحت روفان مازحه في محاوله منها للتخفيف من وطأة الموقف و إضفاء جو من المرح
+
- لسه مفتريه زي ما انتِ
+
قالتها كاميليا بابتسامة واهنة فأجابتها روفان بضحك
+
- لا دانا بقيت مفتريه اكتر من الأول .. و لا عشان ما بقيتي مرات اخويا الكبير بقي هخاف و اكش لا شغل الوسايط دا ميكلش معايا .
+
كانت روفان تتحدث بمرح دون أن تدري ان كلماتها كرصاص يستقر بمنتصف قلبها مذكرا إياها بحلمها الضائع و حياتها التي انهارت فوق رأسها دون أن تستطيع الاستمتاع بها سوى لدقائق معدودة فقالت بوجع من بين دموعها
+
- مرات مين ما خلاص بقي يا روفان كل حاجه انتهت !
+
نهرتها صفية بغضب
+
- بت انتِ هو ايه اللي انتهت .. انا سكتالك من الصبح و بقول نفسيتها تعبانه لكن دلع بنات مش عايزه يوسف جوزك عارفه يعني ايه جوزك …
+
كاميليا بوهن يعانقه الألم
+
- بعد اللي حصل يا ماما خلاص يوسف معدش عايزني
+
صفيه بتعقل
+
- كرامته وجعاه يا كاميليا و اي حد في مكانه كان هيطربق الدنيا علي دماغك اللي انتِ عملتيه مش سهل و بالذات بالنسبه لحد زي يوسف و مع ذلك مقدرش يقسي عليكِ لو مكنش بيحبك فعلًا كان زمانه طلقك و مسألش فيكِ ف اعقلي كدا و خلينا نصلح الهباب اللي انتِ عملتيه دا
+
هناك جرحً يئن بداخل قلبها يأبى الانصات لأي حديث لذا قالت بنبرة مُشجبة
+
- معدش هينفع يا ماما صدقيني .
+
عاندتها صفية قائلة
+
- بطلي جنان يا كاميليا يوسف مش هيتجوز حد غيرك و لا هيسمح انك تبقي لحد غيره و انتِ فاهمه دا كويس .. و لا نسيتي مقابلات الجنينه اللي في نص الليل و لا لما كنا نيجي نصحيكِ تروحي المدرسه تقعدي تعيطي و تقولي لا والنبي مابحبش اصحي بدري و الاقيكِ قايمه من سته الصبح عشان تعمليله قهوة ... و لا البيتزا اللي كانت بتتعمل نص الليل في الخباثه كده و تطلعله فوق آل ايه اصله ملحقش يتعشى معانا و طالع عينه طول النهار في الشغل . هو انتِ فكراني نايمه علي وداني ؟ لا انا قفشاكوا بس كنت بعمل نفسي مش واخده بالي
+
خجلت كاميليا كثيرًا من حديث صفية و الذي اخذها لعالم ملئ بالسحر معه فأخذت تتذكر ذكرياتها الجميلة برفقته
+
عودة لوقت سابق
+
- كاميليا بقولك ايه مشفتيش كوكي عماله ادور عليها في البيت مش لقياها
+
هكذا تحدثت روفان فأجابتها كاميليا
+
- مشوفتهاش والله يا روفي دورتي عليها في اوضه جدو ؟ دايما بتستخبي هناك
+
- اه دورت و ملقتهاش ... طب بقولك ايه شوفيها في الجنينه اللي ورا كدا علي مانا ادور عند البوابه ..
+
اطاعتها كاميليا بعفوية
+
- حاضر هروح ادور هناك و انتِ متقلقيش اكيد هنلاقيها ماهي كل مرة بتغلبنا كدا ... بس الاول هروح اغير الفستان دا لاحسن اوفر اوي و كمان لونه فاقع و خايفه أبيه يوسف يشوفه يزعقلي ..
+
روفان باندفاع
+
- لا .. لا ماهو أبيه يوسف مش هنا و مش هيشوفه و على ما تطلعي تغيري و تنزلي ممكن يكون كوكي جرالها حاجه وحشه يلا روحي كدا انتِ كدا مزه و بعدين محدش هنا عشان يشوفك متقلقيش يالا ..
+
كانت تدفعها وسط ذهول كاميليا التي انصاعت لها وهي تقول
+
- طيب بالراحه متزوقيش ربنا يستر ..
+
ذهبت كاميليا الي الحديقة الخلفيه و ما ان خطت خطوتين داخلها حتي تفاجأت بتلك الرابطة القماشية تغطي عينيهاا و يد حانيه تحيط بها فهمت بالصراخ فاوقفها همسه الخافت
+
- هشششش .دا انا ..
+
يعرف صوته طريقه الذي قلبها الذي كان يدق بعنف
+
- يو.. يوسف هو .. هو في ايه ؟
+
تحدث بنبرته العاشقة التي لها وقع السحر على سائر كيانها
+
_ يا عيون يوسف متقلقيش.. تعالي معايا ..
+
ثم اخذ يتقدم بها الى ان وصلا الى المكان المنشود و قام برفع العصبة عن عينيها فتفاجئت بذلك المنظر الذي أقل ما يُقال عنه بأنه رائع ...
+
الحديقة مغطاة بجميع انواع الورود الجميله و الشموع علي الأرضية على شكل قلب كبير يتوسطه طاولة مستديرة فوقها قالب حلوى جميل منقوش عليه اسمها بجانب صوره لهما
+
كان ذلك الجمال تزينه ضي النجوم في السماء فكان المكان تحفة تسر الناظرين فشعرت بالفرح يغمرها و خاصةً حينما قام بتمرير انامله علي طول ذراعها حتى وصل لكتفيها يستنشق عبير وجودها بالقرب منه ناثرًا عشقه فوق قسماتها قبل أن يقول بشغف
+
- كل سنه و انتِ طيبه يا حبيبتي .
+
- هاااه ....
+
تاهت من هول المشاعر التي عصفت بها جراء تلك المفاجأه الرائعه و تلك الكلمات الجميله التي يهمس بها و ذلك القرب المهلك لقلبها فادارها إليه و اعطاها واحدة من ابتسامته الساحرة التي دائمًا ما تجعل قلبها ينتفض عشقًا له و قال بحب
+
-كل سنه و انتِ طيبة يا روح قلبي
+
وقع بارود كلماته على قلبها مُفجرًا ألغام عاشقه غيبتها عن الواقع فهمست مُستفهمة
+
- هي.. هي مين رو..روح قلبك دي ؟
+
راقه تخبطها كثيرًا فقال بخشونة
+
- انتِ روح قلبي ..
+
استفهمت بلهفة
+
- دا بجد ؟
+
أجابها بصوتّا أجش
+
- طبعًا بجد … كل دا و محستيش يا كاميليا ؟
+
تحدث و يديه تعزفان معزوفة رائعة على قسمات وجهها مما جعلها تهيم في عشقه اكثر فهمست بخفوت
+
_ محستش بأيه ؟
+
- اني بحبك….
+
كأعمي أبصر النور حديثا كان هذا حالها عندما نطق تلك الكلمة التي لطالما تمنت ان تسمعها كثيرًا و لطالما حلمت بهذه اللحظة في المنام واليقظة و لكن روعه حدوثها في الحقيقه تفوق ما حلمت به كثيرًا
+
- انت ايه ؟
+
تُريد أن تؤكد لقلبها أن ما تسمعه ليس حلمًا طالما تمنته بل واقعًا تحياه وتتلمسه بكل جوارحها فلم يبخل عليها بما تتلهف إليه فأغدقها به دون تحفظ
+
- بحبك و بعشقك و بموت فيكِ
+
كان همسه القاتل له مفعول ساحرًا إضافة إلي كلماته العاشقه مما جعلها تشعر بالأرض تدور بها فترنحت و لكنه لم يدع لها المجال في الابتعاد عنه حيث التقطتها قبل ان تقع و أسندت رأسها موضع جنونه بها فشعرت بضربات قلبه المتلاحقة و التي كانت تخبرها بمدى عشقه و ولهه بها و ظلت أنامله تلهو بخصلاتها بحنو إلى أن قام بالجلوس حول الطاولة دون أن يفلتها بل كانت في وضعها الصحيح بين جنبات صدره فشعرت بأنها تحلق فوق الغيوم من فرط السعاده
+
ظلت علي هذه الحال وقت ليس بقليل إلى أن أدارها ناظرًا إلي عينيها بعشق تجلى في نبرته حين قال
+
- عارف قعدت احلم باللحظة دي قد ايه ...؟
+
ابتسمت بخجل تجلى في نبرتها وهي تقول
+
_ قد ايه ؟
+
تحدث يرسف بعد ما حاول السيطرة علي بركان المشاعر الثائرة التي أيقظتها حوريه فاتنه بقلب طفله بريئه جعلت من قلبه ينتفض عشقا لها ...
+
- من و انتِ لسه بضفاير و بتلعبي انتِ و روفان
+
بالعرايس….
+
صمت لثوان قبل أن يُضيف بخشونة
+
_ كنت عارف انك بتحبيها عشان كدا في كل عيد و في الكريسماس و في عيد ميلادك كنت بجبهالك و احطها في اوضتك هي و الشيكولاته من غير ما حد يحس او ياخد باله .
+
ابتسمت كاميليا برقه و قد كانت كلماته بلسم لكل الجروح العالقه بقلبها فقالت بحب
+
- و انا صغيره كنت مفكره ان بابا نويل اللي بيجبلي العرايس دي و بعدين لما كبرت شوية عرفت ان بابا نويل
+
مبيجيش غير في راس السنه بس فكرتك الجني اللي في مصباح علاء الدين… و لما كبرت شويه كمان قولت دا فارس الأحلام اللي هييجي يخطفني على حصانه و أتمنيا من كل قلبي يكون الفارس دا انت يا يوسف .
+
اذابته برائتها و عفويتها في الحديث فقال بحنو
+
- بس انتِ مغلطيش يا قلب يوسف انا كل دول
+
فعلا …
+
كاميليا بخفوت
+
_ ازاي؟
+
ابتسم قائلًا
+
_ انا بابا نويل اللي في كل راس سنه هيجيلك احلي هديه في الدنيا و أنا الجني الي في مصباح علاء الدين اللي هيحققلك كل تتمنيه انتِ بس تأمري ..
+
صمت قبل أن تتبدل لهجته إلى أخرى شغوفة
+
_ و انا فارس أحلامك اللي هييجي يخطفك علي حصانه و و يخبيكِ عن عيون الناس ...
+
ابتهج قلبها و انشرح جراء كلماته العذبة فتحدثت بخفوت
+
- عارف يا يوسف ؟
+
يريد منها كل ما يمكن أخذه و اكثر لذا أجابها بلهجه مُلحة
+
_ عايز اعرف يا قلب يوسف قولي كل اللي جواكِ
+
تعانقت سعادتها بالحاضر مع ألم الماضي فقالت بشجن
+
- انا حياتي ابتدت من اول ما قلتلي بحبك اللي فات دا كله مكنش حياة اصلًا .انا عشت عمري كله يتيمه بس النهارده لا . ربنا عوضني بيك
+
كم آلمته تلك الكلمة فهو يود لو يجلب لها الارض و السماء مقابل أن تكون سعيدة و لا تشعر بذلك الشعور البغيض أبدًا لذا قال بلهجه حاسمة بقدر حنانها
+
- انتِ عمرك ما كنتِ يتيمه يا كاميليا … كلنا هنا بنحبك ماما صفيه ممتك و أدهم و روفان اخواتك و عمو مراد بالرغم انه مش دايم التواجد هنا بس بيحبك اوي و جدي
+
قاطعته بحزن
+
- جدي عمره ما حبني يا يوسف بالرغم من أني والله بحبه .. تصور دا حتي مبيخلنيش اعمله فنجان القهوة بتاعه و بيطلب من نيفين او روفان و عمره ما طلب مني
+
كان الغضب داخله لا يوصف وهو يتذكر أفعال جده معها ولكنه قال محاولا تخفيف وطأة الأمر عليها
+
- جدي صعب شويه لكن هو بيحبك اوي اوعي تفكري التفكير دا تاني .. و علي فكرة بقي اياكِ تعملي قهوة لحد غيري .. انا و بس
+
قال جملته الأخيرة بلهجه قويه فأجابته بحبور
+
- عيوني
+
همس بلهجة اذابتها
+
_ تسلم عيونك الحلوة دي .. مش عايز اشوف فيهم الحزن أبدا يا كاميليا . انتِ اغلى حد عندى في الدنيا مقدرش أبدا تكوني زعلانه أو حزينه ..
+
تبدلت ملامحه فجأة و قال بلهجه حادة
+
_ و بعدين تعالي هنا . انتِ ايه يا هانم اللي منزلك بالفستان دا كدا ؟
+
كان يحاول تغيير الموضوع لينتشلها من بحر احزانها الذي يؤلم قلبه كثيرا و بالفعل قد نجح في ذلك فقالت بخوف
+
- والله يا يوسف انا كنت هغيره روفان شدتني و طلعتني برة الجنينة و أكدتلي ان مفيش حد هنا
+
يوسف بمزاح
+
- الصراحه الواحد اول مرة يستفيد من روفان اختي دي في حاجه
+
كاميليا بعدم فهم
+
- ايه دا مش فاهمه تقصد إيه ؟
+
ابتسم يوسف علي برائتها التي تزيدها جمال علي جمالها فقال بحب
+
- يعني انا اللي اشتريت الفستان دا و قولتلها تخليكِ تلبسيه بأي طريقه و تنزلك الجنينه هنا و طردت مازن و أدهم عشان تعرفي تلبسيه براحتك
+
شعرت بالفرح يغمرها من فعلته و لكنها تنبهت لجلستهم وهي بهذا القرب منه فقالت بخوف
+
- طب هو مش ممكن حد يشوفنا كدا ؟
+
- انتِ لسه واخده بالك اننا كدا ؟
+
قالها يوسف بمكر أخجلها كثيرا فلم تعرف بماذا تجيبه فهي في حضرته تنسي كل شي و تتبخر جميع الأفكار بداخلها و لا تراودها سوى فكرة وجودها معه
+
لاحظ يوسف خجلها الذي يعشقه كثيرًا فقال يمازحها
+
- وبعدين بصراحه بقى انا نفسي يشوفونا كدا
+
شهقت بصدمه
+
- يوسف انت بتكلم بجد ؟
+
- طبعا بتكلم بجد ياريت حد يشوفنا و يقول لجدي و يخلينا أصلح غلطتي ..
+
لكزته في كتفه و قالت بخجل من تلميحاته التي تعبث بدقات قلبها
+
- بطل قلة ادب والله هقوم امشي ؟
+
مازحها قائلًا
+
- طب ينفع اكون صارف و مكلف كدا و تسبيني و تمشي؟
+
أجابته بخجل وامتنان
+
- ميرسي اوي انك افتكرت عيد ميلادي .
+
يوسف بتصحيح
+
- و انا من امتى نسيته ؟
+
كاميليا بحزن
+
- السنادي الناس كلها نسيته حتى روفان و ماما صفيه نسيوه مفيش غير أدهم اللي قالي الصبح كل سنه و انتِ طيبه قبل ما يروح الشركه
+
يوسف بجفاء
+
- طب فكريني الطشله أول ما يرجع عشان انا منبه عليهم محدش يقولك حاجه عشان اجهز لك المفاجأة دي
+
كاميليا بلهفة
+
- حرام عليك متقولش كدا دا دافع عني قدام طنط سميرة النهارده و خلاها كانت تاكل في نفسها من الغيظ
+
استفهم قائلًا
+
- ليه حصل ايه ؟ هي حاولت تضايقك تاني ؟
+
+
كاميليا باستسلام
+
- العادي بتاعها يعني… كنا بنتكلم عن النتيجة و ان احنا خايفين و كدا و لقتها بتقول ان انا اصلا فاشلة و مش هجيب تقدير أدهم قالها بكرة النتيجه هتظهر و كاميليا هتجيب اعلى تقدير فيهم و هتشوفي دي تلميذة يوسف الحسيني عمرها ما هتبقي فاشله و هي اتضايقت بقي لما قال كدا و قعدت تبرطم و قامت و سابتنا
+
تجاهل غضبه لحديث تلك الشمطاء و قال بجدية
+
_ فكريني اصرفله شهر مكافأه عالحركة دي و بعدين اللي بتتكلم عن الفشل دي أساسا ساقطه إعداديه
+
أطلقت ضحكه صاخبه خطفت قلبه فقريها إليه أكثر قائلا بعشق
+
_ ضحكتك دي أجمل نغمة سمعتها في حياتي … متحرمنيش منها أبدا و اوعي اشوفك زعلانه
+
ولا تخافي من حد خلقه ربنا علي وش الدنيا دي
+
أوشكت على مقاطعته فجاءت كلماته مُحذرة
+
_ اللي يقولك كلمه قوليله عشرة و انا هاجي اكمل عليه بعدك حتى لو كان هو مين عايزك دايمًا قوية و اوعي تسمحي لأي حاجه تكسرك …
+
اومأت قبل أن تستفهم بخفوت
+
- حتي لو مجبتش تقدير كويس السنادي برغم تعبك معايا دا هتفضل تحبني كدا بردو و لا .
+
قاطعها يوسف بوضع إصبعه أمام شفتيها قائلا بقوة
+
- حتى لو مبتعرفيش تقري و تكتبي قلبي مش هيعشق غيرك بردو
+
عودة للوقت الحالي
+
- سرحتي في ايه كدا يا كاميليا ؟
+
هكذا تحدثت صفية فأجابتها كاميليا بحزن
+
_ أبدًا . افتكرت مواقف لينا مع بعض و قد ايه كنت طايره من الفرحه و انا معاه و كنت حاسه بأمان الدنيا جنبه لكن للأسف
+
اخفضت رأسها محاوله ان لا يلاحظوا تجمع العبرات داخل عينيها فجاءت كلماته صفية مُطمئنة
+
- مفيش للأسف يا كاميليا كلنا بنغلط المهم نتعلم من غلطنا و منكررهوش تاني
+
همست بتعب
+
- غصب عني يا ماما انا خايفه اوي
+
- خايفه من ايه بس
+
- خايفه من يوسف و عارفه انه عمره ما هيسامحني قبل ما يعرف انا هربت ليه
+
انخرطت في سرد مخاوفها فجاء سؤال صفيه مُباغتًا لها
+
- طب و انتِ هربتي ليه يا كاميليا ؟
+
اخفضت رأسها بحزن شديد و هي تشعر بأنها ممزقه
+
من الداخل لا تستطيع التحدث بما تخفيه و لا تستطيع كتمانه أيضا . تشعر الحيرة التي تمزقها إربًا من الداخل و لكنها حسمت قرارها أخيرًا وألقت نظرة علي روفان فهمتها صفيه علي الفور فتحدثت إليها قائله
+
-روفي ما تروحي تجيبيلنا حاجه نشربها من الكافتيريا و هاتي لكامي ليمون يهديها شويه
+
- امممممم حسي الأمني بيقول ان انا بتوزع صح
+
جعدت روفان أنفها فكانت اشبه بطفله جميلة متذمرة فجاءها توبيخ صفية
+
- بما ان البعيدة مابتحسش ف أه بتتوزعي ويلا هوينا بقي
+
اعتدلت روفان واقفه وهي تقول بتذمر
+
- ماشي يا ست ماما خليكِ فكراها ابقي شوفي مين الي هيفتنلك علي اخواتي تاني
+
صفية بتقريع
+
- طب يالا من هنا بقي عشان مفتنش انا عليكِ يا ام لسان عايز قطعه
+
هبت روفان من مقعدها قائله بلهفه
+
- احلي كوباية ليمون لكامي و فنجان قهوة للليدي صفيه دانتِ لو عايزاني اسيألك المستشفي دي كلها اعتبريه حصل
+
- طب يالا ياختي ياللي مش باينه من الأرض و بقيتي تعرفي تخبي و تداري اتفضلي من هنا
+
خرجت روفان علي الفوز و هي مغتاظه من حديث والدتها فقد كانت تموت لتعرف السبب الذي جعل كاميليا تهرب من أخيها …
+
فظلت تزرع الممر ذهابا و إيابا و أخيرا لم تقدر علي الصمود أكثر فرفعت رأسها للأعلي و قالت
+
- سامحني والنبي يارب عاللي هعمله بس فضول الأنثى اللي جوايا هيموتني . لازم اعرف كاميليا عملت كدا ليه
+
لم تكد تنهي جملتها حتي أتاها ذلك الصوت الرجولي الجذاب من خلفها فخفق قلبها بعنف و زادت وتيرة أنفاسها ما أن سمعته يقول
+
- و يا تري ايه بقي اللي شاغل بال القمر اوي كدا و عايز يعرفه ؟
+
التفتت روفان بخجل و تلاقت العيون للحظات كانت كفيلة لجعل قلبيهما يطيرا من فرط السعادة فقد كانت هناك نقطة إلتقاء تجمعهما دائما …
+
دائمًا ما تُخبرنا النظرات ما تعجز الألسنه عن البوح به. ف لغه العيون تعد من أخطر اللغات على الإطلاق فلا يفهمها سوى عاشق يعرف جيدًا كيف يُخضعها و يجعلها تبوح له بأسرارها ....
+
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
في الداخل
+
- ها مش هتقوليلي بقي يا كاميليا ايه اللي خلاكِ تهربي بالشكل دا ؟
+
احتارت كاميليا ماذا تقول أو من أين تبدأ … تموت الكلمات عند شفتيها و هي عاجزة عن إخراجها
+
تشعر بغصة في حنجرتها تمنع الكلمات من التدفق يغمرها الشعور بالضياع الكامل وهي غير قادرة علي الوقوف على أرضا ثابته …
+
أدركت صفيه معاناتها فشعرت بأنه يوجد خطب كبير و بأن هروبها ورائه سر خطير فأخذت تطمنها قائله
+
- كاميليا ليه العذاب و الضياع اللي انتِ فيه دا يا بنتي ؟ متعمليش في نفسك كدا كلنا حواليكِ و بنحبك و مش هنسمح لحد او لحاجه تأذيكِ .. اتكلمي و ريحي قلبي خليني اقف جمبك و اقدر اساعدك … اظن انا مش يوسف هتخافي مني
+
_ ممكن أسألك سؤال ؟
+
تحدثت كاميليا بنبرة مهزوزة و صوت يرتجف من هول ما تخبئه بداخلها فأجابتها صفية على الفور
+
- طبعا ممكن
+
- هي ماما كانت وحشه زي ما هما بيقولوا عليها ؟
+
كان سؤال يُمزق جوفها وهو في طريق الخروج من شفتيها فهبت صفية قائلة بلهفة
+
- لا طبعا ايه اللي بتقوليه دا ؟
+
اجابتها بلوعة
+
- امال ليه بيقولوا عليها كدا ؟
+
-هما مين يا كاميليا اللي بيقولوا ؟ تقصدي سميرة و بنتها و لا حد تاني ؟
+
استفهام صفية مؤلم بقدر ما تحمله بجوفها من عذاب تجلى في نبرته حين قالت
+
- اقصد يوسف يا ماما صفية
+
قالتها ثم انخرطت في البكاء بإنهيار مرتميه في أحضان صفيه تنشد الأمان من كل ذلك الخوف و القهر الذي يعصف بداخلها ..
+
************
+
في الخارج
+
قطعت روفان التواصل البصري بينهم و الذي كان ينقلها لعالم آخر و يغرقها في دوامة من المشاعر التي تُربكها فقالت بخجل
+
- سياده الرائد … أنت هنا بتعمل ايه ؟
+
أجابها علي بسلاسة
+
- لنفس السبب اللي انتِ و ممتك هنا عشانه ..
+
- تقصد كاميليا ؟
+
قالتها بصدمه فقد اربكها حضورك حتى جعلها تنسى وجود كاميليا في الداخل وأيضا احتمالية حضور يوسف في أي وقت
+
- بالظبط كدا
+
استفهمت بقلق
+
- هو انت عرفت منين ان كاميليا هنا ؟
+
على بتخابث
+
- يعني هي فعلا هنا ؟
+
فكنت لما أوقعت نفسها به فقالت بتلعثم
+
- اااا .. لا .. انااا… اصلي استغربت .. او .. يعني ..
+
قطع تلعثمها قائلًا بافتتان
+
- تعرفي انك لما بترتبكي بتبقي زي القمر
+
+
فقد كان تلعثمها و رفرفه رموشها و رجفه شفتيها تجعلاها شهيه لدرجة ان تكون خطر علي قلبه الذي لا يعرف ماذا دهاه منذ أن رآها ...
+
- هاااه …….
+
تاهت روفان من نظراته و كلماته الجميله التي جعلت الفراشات تطير في معدتها
+
فلم يمسك لجام كلماته حين تحدث يغازلها
+
- هو انتِ زي القمر علي طول دي حاجه مفروغ منها بس بتحلوي اكتر لما خدودك دي تحمر و تتوهي كدا …
+
ظلت روفان تنظر إليه مشدوهة لا تقدر على النطق من فرط الخجل و المشاعر التي أيقظتها كلماته بداخلها و لكنها صُدمت و برقت عيناها عندما رأت ذلك الذي يقف مع الطبيب في أول الممر فالتفتت إلى علي برعب وقالت بتلعثم
+
- هو.. ااا ... انت ..يعني .. ممكن تعزمني علي حاجه في الكافتيريا اصل انا عايزاك في موضوع مهم ..
+
اندهش علي من حديثها و لكنه تفاجئ بها تسحبه من يده و تنزل به إلى المقهى قائله بلهفة
+
- اصل انا عايزة اقولك حاجات كتير اوي انت متعرفهاش
+
لم يقدر علي مقاومتها بل لم يستطع ان يضيع تلك الفرصة في أن يكون معها و قلبه الذي كانت ينتفض فرحًا من رؤيتها فترك نفسه لها تقوده الي حيث تشاء و قد كان مستمتعا بذلك ..
1
**********
+
من أقوى الحروب التي يخوضها الإنسان في حياته هي أن يحارب شوقه تجاه شخص يمثل له العالم و أكثر .....
+
كان يوسف يأكل الخطاوي حتى يستطيع الوصول لها في أسرع وقت فقلبه كان يدق بصخب يريد أن يرتوي من رؤيتها حتى و لو كان لقائهما سريعا باردا ظاهريا و لكن هذا يكون أفضل ألف مرة من أن لا يراها مطلقا ..
+
حتي و أن حاول ان ييمنع نفسه من رؤيتها فقلبه يتمرد عليه دوماً مطالباً بها و هو بكل ما يمتلك من القوة لا يستطيع السيطرة عليه ...
+
اوقفه الطبيب المعالج لها يطمئنه على حالتها و بأنه اختار لها طبيب نفسي تستطيع المتابعه معه فانهي محادثته سريعا و قاده قلبه علي الفور إليها فهم بفتح باب الغرفه فصعق مما رآه و سمعه
+
- انا بموت يا ماما صفيه . مش قادرة اصدق أبدا ان ماما تطلع وحشه زي ما بيقولوا عليها
+
حتى يوسف بيقول عليها كلام وحش و بيقولي هستني ايه من بنت زهرة ؟ انا في جوايا نار هتموتني مش قادرة اعيش بيها
+
كانت كاميليا تتحدث بانهيار و بكاء هستيري حتى خانتها قدماها و خرت علي ركبتيها امام صفيه ممسكه بثيابها من الأمام وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فخرجت عن السيطرة
+
فشعر بنصل حاد ينغرز بقلبه عند رؤيتها بهذا الانهيار فقد كانت دموعها تحرق قلبه و تجعله يرغب لو كان اقتلع لسانه قبل ان ينطق بتلك الترهات التي آذتها إلى هذا الحد
+
أي شيطان لعين قد سيطر عليه في ذلك الوقت ليقتلها بتلك السموم فاندفع ناحيتها و خر علي ركبتيه يعانق وجعها مُحاولًا تهدئتها قائلا
+
- اهدي . متعمليش في نفسك كدا. حقك عليا… أنا أسف . مكنتش اقصد
+
هدأت للحظات بعدما شعرت به يطوقها لتنتشلها كلماته و دفء وجوده من بحر العذاب التي كانت تغرق به دون القدرة على المقاومة و لكن كيف يمكن له ان يداويها بعد ما تسبب في قتلها؟ فأخذت تتململ و تضربه بكلتا يداها و هي تقول بصراخ مزق قلبه
+
- ابعد عني . متقربش مني . انا بكرهك. انا بكرهك . بكرهكوا كلكوا …
+
و ظلت علي حالها لدقائق وهو متقبل كل ما تفعله دون ان يحاول مقاومتها فقط يداه تهدهدانها بحنو و كأنه يخبرها بأنه على استعداد ان يتقبل منها كل شئ مقابل ألا يخسرها
+
فتلك المرأة تملك سلطة على قلبه لم يسبق أن رآي لها مثيل .. حتى بات يتقبل منها العذاب متلذذا به …
+
ماذا عساه ان يفعل مع قلب لا يقبل من جنس حواء سواها ؟ بل الأصح أن عينيه لا ترى إمرأه غيرها …
+
فهاهو يلوم نفسه للمرة التي لا يعرف عددها علي كلماته التي جرحتها بل انها جرحته قبلها …
+
كان كل هذا يحدث أمام صفيه التي شعرت بتوالي الصدمات فوق رأسها فأشعرتها بالخرس لدقائق لا تعرف عددها و لكنها استفاقت من صدمتها علي اعتذارات يوسف الذي يأبي ان يترك حبيبته و كلماتها الغير مفهومه له فأشفقت علي حالتها و قامت بجذبها من بين يديه وسط ذهول منهما و امسكت بوجهها بين كفيها و قالت بنبرة لا تقبل الجدل
+
- ممتك دي كانت أشرف ست في الدنيا . اوعي تصدقي حرف حد قالهولك عليها فاهمه ؟
+
رمقته عينيها بنظرة غاضبة قبل أن تضيف بحدة
+
_ و اللي مش عاجبه بنت زهرة يبقى ميستحقش تراب رجليها
+
+
أتذکُْرُ العهدَ الّذي لِي قُلتَهُ
+
"الغدرُ بينَ قُلوبٍنا لا يُقبَلُ"؟
+
لم تكتفي بعد الذي أجرمتَه
+
حيٌ أتيتُكَ، و رحلتُ نعشاً يُحملُ
+
****************
+
‐ دلوقتي انا حكتلك علي كل حاجه يا طنط فاطمه و مخبتش عنك أي حاجه و عارف اني غلطت عشان خبيت عليها بس صدقيني مكنتش متخيل انها ممكن ترجع تاني أو الموضوع يتفتح أصلا
+
تحدث مازن بتعب فقابلته صفية بعتاب
+
- والله يا مازن يا ابني ما عارفه أقولك إيه … يعني مش قادرة ألوم عليك و في نفس الوقت زعلانه منك ..
+
زفر بقلة حيلة قبل أن يقول بتحسر
+
- أنا نفسي زعلان و متضايق و بلوم في نفسي عاللي حصل بس غصب عني دا كان أقرب صاحب ليا و فداني بروحه كان لازم احافظ علي أمانته اللي أمنهالي وفعلا قعدت سنتين حاطتهم في عنيا
+
صمت يتذكر ومضات من الماضي ثم تابع بحنق
+
_ و في يوم لقيت الناس بدأت تتكلم عن أخته كلام وحش فاضطريت اني اقول اني خاطبها و اتفقت مع مامتها اني افضل في نظرهم كدا لحد ما تخلص جامعتها و يسافروا لخالها في كندا و بكدا تبقي مسؤوليتي انتهت بالنسبالهم بس هي صدقت و حبت تعيش في الوهم و كنت بقول لنفسي انها صغيره و بكره تكبر وتعقل
+
فاطمة باستفهان
+
-طب انت قلت لي من شويه انهم سافروا قبل ما هي تخلص ايه اللي خلاهم يعملوا كدا ؟
+
ابتلع غصة تشكلت داخل حلقة قبل أن يقول بتفاذ صبر
+
- في الحقيقة حصل حاجه أجبرتهم يسافروا بس اعذريني انا مينفعش احكيها لحضرتك هي حاجه متخصنيش و دي مهما كانت أخت محمود الله يرحمه
+
فاطمة بتفهم
+
- لا يا ابني ولا يهمك مادام أسرار مقدرش اقولك حاجه
+
بس انا يهمني اعرف هتعمل ايه في الموضوع دا عشان اقدر اعرف بنتي مصيرها ايه معاك قبل ما افاتحها في اي حاجه
+
مازن بحزم
+
- الموضوع دا منتهي يا طنط مفيش في كلام و مامتها عارفه كده كويس و موافقاني علي رأيي ..
+
كمان انا لو احتاجوا مني أي حاجه مش هسيبهم لكن انا عمري ما هضحي بكارما أبدا …
+
صمت لثوان يحاول تهدئة قلبه الثائر عشقًا لها
+
_ أنا روحي مردتليش غير لما شفتها صدقيني والله ما بكذب عليكِ
+
فاطمة بتعاطف
+
- مصدقاك يا ابني من غير ما تحلف .. الحب باين في عنيك زي الشمس و لو انت كذبت عنيك مش هتكذب
+
انفتح باب الشقه فتوقفت فاطمه عن الحديث و التفتت و مازن لرؤيه القادم من الخارج و التي لم تكن سوى كارما
+
التي صُدمت عندما رأته يجلس مع والدتها و لكن ما أغضبها حقا تلك المشاعر التي اجتاحت قلبها و تأجج العواصف بداخلها حتي كادت ان تمطر عيناها اشتياقا له و لكن تلك الغصة التي إنتابتها لدى تذكرها خداعه لها
+
عودة لوقت سابق
+
- متصدقهوش… بيكذب عليكِ
+
التفت كلا من مازن و كارما لذلك الصوت الذي يحمل من الشر ما يجعل الجسد يقشعر له ...
+
فاندهش مازن من فرط وقاحة تلك المدعوة سيدرا و شعر بالغضب يتصاعد بداخله عندما رأى ذبول وجه كارما و ذلك الألم البادي علي محياها فقال من بين أسنانه
+
- أنا مشفتش بجاحة كدا … دا أنتِ بتراقبينا بقي !
+
سيدرا بجفاء
+
- دي مش بجاحه يا مازن بيه انا واحده صعبان عليها تشوف بنت زيها بتتخدع
+
مازن باندهاش من حديثها
+
- هي مين دي اللي بتتخدع ؟ انتِ بتتكلمي عن إيه بالظبط ؟
+
سيدرا بخبث
+
- بتكلم عن الآنسة المحترمة كارما… اللي واقفه في نص الشارع لازقة في خطيبي ولا هاممها … بس انا بقي احسن منك و منها و جيت انبهها !
+
وجهت سموم حديثها إلي تلك التي تقف دون حراك وكأن قدرتها علي التحدث انعدمت و خاصةً حين تابعت بسُم حقدها
+
- يا آنسه كارما مازن بيه اللي انتِ مخدوعة في مظهره دا اكتر إنسان كداب في الدنيا … طبعا قالك انه عمره ما حبني و انه خطبني عشان صاحبه الله يرحمه .. احب اقولك انه بيكذب … خطبني عشان يصلح غلطته بعد ما اخذ اللي مش من حقه وكان بيستغفل صاحبه اللي فداه بروحه فضميره أنبه و خطبني و لإنه إنسان خاين بطبعه لما زهق مني رماني و أجبرنا بنفوذه إننا نمشي ونسيب البلد أنا و أمي .. و لو مش مصدقني الظرف دا في صورنا مع بعض شوفيها و اعتقد هتقدري تحددي اذا كنا بنحب بعض و لا جوازة عشان الواجب زي ما كان عايز يقنعك
+
عودة للوقت الحالي
+
- انت بتعمل ايه هنا ؟
+
هكذا صاحت كارما بغضب فتدخلت فاطمة بتحذير
+
- في ايه يا كارما ؟ مازن كان جاي يشوفني عندك مانع و لا ايه ؟
+
كانت بهجة فاطمة صارمة بالرغم من حزنها لرؤيه ذلك الألم المُرتسم في عينيها فاجابتها كارما بالن
+
- عندي ألف مانع مش مانع واحد
+
- كارما ممكن تقعدي و تسمعيني
+
تحدث مازن برجاء فهو يأمل لو تستمع لقلبه الذي يقطُر حزناً و ألماً علي فراقها ولكنها قطعت كل الطرق في الحديث معه حين قالت بحدة
+
- أنا عمري ما هسمعك ولا هصدقك أبدا … كفايه كذب بقي يا أخي .. انت ايه ؟
+
تحدثت كارما بكل ما تحمله بداخلها من قهر و ألم
+
فنظر مازن إلي فاطمة التي همت بنهرها و لكنه أوقفها قائلًا بجمود
+
- أنا فهمت حضرتك كل حاجه و هستنى منك تكلميني
+
صاحت بانفعال
+
- لو هتكلمك بخصوصي فمفيش كلام يتقال تاني ... انا مش عايزاك و دا قراري النهائي .
+
تحدث مازن من بين أسنانه بعدما اشتعلت شرارة الغضب بداخله بفعل كلماتها
+
- كارما .. بلاش تقولي كلام تندمي عليه بعدين
+
كارما بانفعال
+
- أنا لو هندم علي حاجه في الدنيا هندم علي إني استنيتك العمر دا كله . انت متستحقش لحظة واحدة افكر فيك و ياريت تخلي عندك كرامه و تمشي من هنا
+
تدخلت فاطمة قائلة بحدة
+
- لا دانا اظاهر عليا معرفتش أربيكِ بقي
+
همت بأن تصفعها فأوقفتها يد مازن التي امسكت بمعصمها فمنعتها عن فعلتها التي كانت ستحدث لأول مرة في حياتها و قال بصرامة
+
- لا يا طنط بلاش تعملي كدا . هي عندها حق . انا هخلي عندي كرامه و همشي . و اوعدك يا كارما انك مش هتشوفي وشي تاني … عن اذنكوا
+
صُدمت كارما من فعلة والدتها هل حقا كانت سوف تصفعها.؟ و لكن ما اوجع فؤادها دفاعه عنها و حمايته لها فشعرت بألم كبير يعصف بداخلها فها هو يلبي طلبها بالإنسحاب من حياتها و لا يدري أن هذا الانسحاب بمثابة موت بالنسبه لقلبها الذي يرفض الانصياع لأوامرها و نسيانه
+
- اول مرة احس إني معرفتش اربي
+
تحدثت فاطمة بعد خروج مازن وهي تنظر لها بخزي
+
- ارجوكِ متلوميش عليا انتِ متعرفيش حاجه
+
قالتها كارما بإنهيار فصدمتها فاطمة التي قالت بحدة
+
- لا عارفه كل حاجه ...
+
صاحت بانفعال
+
- هو اللي حكالك مش كدا ؟ و انتِ طبعًا صدقتيه علي طول ؟
+
فاطمة بغضب
+
- لا اروح اصدق واحده ملهاش اصل من فصل جايه ترمي بلاها عليه.
+
كارما بغضل
+
- و هي ايه اللي هيخليها تقول علي نفسها كدا و تشوه سمعتها بايدها ؟
+
فاطمة بتقريع
+
- مسألتيش نفسك انتِ السؤال دا ليه يا ست الدكتورة ؟ اجاوبك انا . عشان انتِ متهميهاش اصلا و لا تفرقي معاها انها تشوه سمعتها قدامك كل اللي يفرق معاها انها تشوه سمعته هو و تخليه في نظرك وحش ....
+
صمتت تتابع وقع حديثها عليها ثم تابعت بحدة
+
_ هي تعرفك منين عشان تيجي تنصحك ؟ و لنفرض انها كويسه ليه اول ما شافته اترمت في حضته و قالت انه خطيبها لو هو زباله اوي كدا ؟ تفسري دا بأيه ؟
+
لم تجد اجابه فتابعت قائلة
+
_ اقولك انا . لو كانت لاقت منه وش و لا واحد حتى معبرها مكنتش هتيجي تفسد بينكوا و لو هو وحش و لقى واحده وحشة كدا ما كان زمانه قضى معاها يومين و السلام ...
+
اقتربت تقول بجفاء
+
_ عارفه يا كارما انتِ مشكلتك ايه مع مازن ؟ مشكلتك انك بتفكري أن كونك رجعتيله فا انتِ كدا بتمني عليه برجوعك له و مع اول زعله بينكوا بتبتدي تعايريه بحاجات عملتيهاله من غير حتي ما هو يطلبها منك كونك استنتيه كل السنين دي دا كان باختيارك هو مأجبركيش على دا . كون انك مسمحتيش لحد يدخل حياتك بعده برضو كان بإرادتك
+
- و هو بعده عني كان بإرادته .
+
صرخت كارما بوجع ناتج عن جرحها له و جرحه لها فكلام والدتها معها اشعرها بالسوء أكثر لظنها أنها قد تكون ظلمته
+
صححت فاطمة حديثها قائلة بصرامة
+
- مكنش بإرادته في حاجات كتير انتِ متعرفيهاش .
+
حطي نفسك مكانه . فجأه خسرتي ابوكي و امك في لحظه واحده لا و كمان كانوا زعلانين منك
+
- إيه....؟
+
توقفت كارما عن البكاء مصدومه من حديث والدتها التي سردت لقطات من الماضي
+
- ايوا زعلانين منه أو هو مفكر كدا . مازن كان زيه زي اي شاب في سن المراهقة و عايز يخرج و يسهر مع اصحابه و يجرب و يعيش حياة المغامرة و خصوصًا انهم كانوا قافلين عليه طول حياتهم .. و دا طبعًا كان مضايق والده توفيق … يوم ما ماتوا كان متخانق معاهم خناقة كبيرة عشان مش عايزينه يسافر مع اصحابه و هو عاند معاهم و مشي بعد ما توفيق طرده من البيت انا و باباكِ سمعنا الخناق روحنا جري نشوف في ايه لقينا منال منهاره من العياط و توفيق بيغلي من الغضب
+
قعدنا معاهم.و هديناهم و باباكي اتفاهم مع عمك توفيق الله يرحمه و فهمه أن دول شباب و اننا لازم نحتويهم و نصاحبهم مينفعش حياة المعسكر دي و اقنعه و وعده لما مازن يرجع هيصالحه و يتفاهم معاه و حصل اللي حصل ..
+
كارما بصدمة
+
_ يعني دا كان يوم ما ماتوا ؟
+
أجابتها فاطمة بحزن
+
_ ايوا . و جت صفيه اخدت مازن من المستشفي يعيش عندهم و حالته ساعتها مكنتش تسمح بأي كلام و انقطعت اخبارنا مع بعض . عرفتي بقي مكنش قادر يرجع ليه ؟ و ليه عقده الذنب خنقاه و عامله فيه كدا ؟
+
بهتت ملامح كارما وألجمت الصدمه لسانها فقط كل ما تشعر به هو انها تريد تهدهده بين ذراعيها لتخفف عنه وطأة المعاناة التي عاشها طوال السنين الفائته و تخبره انه افضل شخص على الإطلاق و تذكرت حلمه لهما الذي افرحه كثيرا و لكنها لم تكن تدري عمق تألمه بسبب ظنه بأنهم رحلوا و هم غير راضيين عنه
+
واصلت فاطمه جلدها بسوط كلماتها الذي كان يفتك بقلبها قائله بحزن
+
- انتِ عارفه ان مازن مكنش حابب يدخل شرطه اصلا !
+
طول عمره كان عايز يدخل هندسة دا كان حلمه طول حياته بس لما حصل اللي حصل صمم انه يحقق حلم ابوه الله يرحمه ويدخل شرطة زيه .
+
تنهدت فاطمه بأسى علي حالة ابنتها ولكنها قالت بحزم
+
- هسيبك تدوري كلامي في دماغك يا بنت بطني و تقرري هتعملي ايه .... و بالنسبه لحوار البنت دي افضل تسمعيه منه هو و تحكمي قلبك مع عقلك و تشوفي هيودوكي فين
+
نظرت لها كارما بتعب فاقتربت منها فاطمه قائله بنصح
+
- عقلك لوحده هيتعبك و قلبك لوحده هيضعفك و الحيرة بينهم صعبه يا بنتي ، مش هتعرفي تعيشي غير مع اللي يريح اللتنين غير كده تبقي بتضحكي علي نفسك ..
+
*************
+
- انت قولت إيه لكاميليا عن زهرة ؟
+
تحدثت صفيه بغضب من تلك الحاله المزريه التي تعرضت لها كاميليا فأجابها يوسف بجفاء
+
- قولت اللي قولته يا ماما
+
كان في حاله لا يحتمل فيها اللوم من أحد ولكنها لن تصمت أبدا لذا زجرته بعنف
+
- رد عليا و قولي قولت ايه يا يوسف خلاها تنهار بالشكل دا و تدخل المستشفى ؟
+
لم تتلقي منه إجابه فقط الصمت المطلق و ذلك البرود القاسي الذي دائما ما يحيط به فمن ينظر إليه يراه كتمثال يوناني يتسم بكم كبير من الجمود و الجمال معًا و لكنه في داخله نيران تأكل كل إنش بجسده أشواك تمزق روحه كلما تذكر صورتها المنهاره أمامه و لكن كعادته مع الجميع سواها لا يظهر مشاعره و لا يتحدث عن ما يدور بداخله
+
فاغتاظت صفيه من صمته الدائم و قالت بغضب
+
- انا مستغربام ليه و زعلانه منك ؟ ماهو دا حالكوا كلكوا يا ولاد الحسيني ...
+
حانت منه التفاته سريعة فتابعت بغضب
+
_ انت و ابوك و حتى اعمامك عدوكم تأذوه و حبيبكوا بردو تأذوه مفيش حد بيقرب منكوا غير و بيتدمر . يا خساره يا ابني كان نفسي تبقي غيرهم و تتقي ربنا في اليتيمه اللي مرميه جوا دي لكن هقول ايه ربنا يهديك وينور بصيرتك قبل ما تخسر زي ما كلهم خسروا ....!
+
ألقت بأسهم كلماتها في منتصف قلبه وخرجت دون ان تدري مرارة ما يشعر به فهو بداخله نيران ان أطلقها ستحرق العالم بأكمله و لكن كعادته يخبئها داخل قلبه فلتحرقه هو أهون من أن تمس أحدهم بسوء ....
+
و لكنه عزم علي تنفيذ أمر ما عله يهدأ من تلك النيران التي تشتعل بقلبه ....
+
*************
+
- الصفقه دي لو الشركه خسرتها هي كمان معناه خراب بيوت يا رائد بيه ..
+
هكذا تحدثت عند بذعر فأجابها رائد بهدوء
+
- و هو دا المطلوب يا هند ..
+
هند باندهاش
+
- المطلوب انك تخرب بيت صاحبك اللي المفروض زي اخوك !
+
قالت جملتها الأخيرة باحتقار فأجابها بحدة
+
- مش شغلك . أنتِ تنفذي و بس
+
لم يحتمل مراره كلماتها و ما تُشير إليه فهبت بانفعال
+
- لا شغلي ... لما تخليني أعض الايد اللي اتمدتلي و أخون الراجل اللي أمني على شغله و ماله و لما تدخلني معاك في دايره قذرة زي دي و تخليني احتقر نفسي في اليوم ألف مره و اتكسف ابص لنفسي في المرايه يبقى من حقي اعرف ليه بتعمل كدا ؟
+
تشدق ساخرًا
+
- دا إيه صحوة الضمير المفاجأه دي ؟
+
تحدثت بقهر يتغلغل في ثنايا روحها
+
- انا ضميري و كل حاجه حلوة فيا ماتت يوم ما عرفت و حبيت و آمنت لواحد زيك
+
صمتت لثوان ثم أردفت لتجهز علي ما تبقي له من ثبات قائله
+
- كان لازم افهم ان اللي يخون صاحبه و عشرة عمرة يبقى مالوش أمان
+
أنقض علي رسغها يعتصره و هو يقول بغضب جحيمي
+
- عشان عيلته دي سرقت مني كل حاجه حلوة في حياتي .
+
- و هو عمل فيك ايه ؟
+
قالتها بنفس نبرتها المنهاره فآلمته كلماتها التي اشعرته بمقدار حقارته و لكن لو تعلم أنه اختار أكثر الطرق نزاهة للإنتقام لانحنت له فقال محاولا السيطرة على غضبه وألمه جراء تلك النظرة المحتقرة في عينيها
+
- كفايه انه ابن عامر الحسيني ..! أكتر إنسان بكرهه في الدنيا و أكتر إنسان آذاني في حياتي
+
- تقوم تاخد ابنه بذنبه ؟
+
- و انتِ مالك .
+
قالها بصراخ فقد كانت تضيق الخناق عليه و يساعدها في ذلك ضميره الذي كان يجلده هو الآخر و يهمس له بنفس كلماتها و كأنهما اتفقا سويًا على إيصاله لحافة الجنون
+
- أنا الظاهر عليا اتساهلت معاكِ اوي لحد ما نسيتي نفسك و نسيتي اني ممكن ادفنك هنا ..
+
كان يعنفها غاضبًا فلم يحسب حساب لحالتها التي كانت على شفير الهاوية
+
- ياااااريت
+
قالتها بصراخ فقد ضاقت ذرعًا بكل ما يحدث معها و سقوطها في هذا الوحل منذ أن وقعت في عشقه
+
- ياريت تقتلني و تعفيني من رغبتي في الانتحار كل دقيقه و اللي هتتغلب عليا في يوم و تخليني اموت كافرة بسببك ...
+
صدمه حديثها فقال باندهاش
+
- انتِ زعلانه عشان خاطره اوي ليه كدا ؟ اذا كان هو نفسه مش هامه شركته تضيع و لا تتحرق و قاعد جمب حبيبة القلب اللي هربت منه و كسرته و لا فرق معاها
+
ألقت بقنبلتها في عقر قلبه قائلة
+
- و لما هي وحشه اوي كده و انت بتكرهه كل الكره دا أنقذتها ليه ..؟
+
***************
+
- ها بقي يا ستي جبتيني علي ملي وشي وراكي زي العيل الصغير عشان عيزاني في موضوع ايه هو ...؟
+
+
تحدث علي بعد ما دام صمتها الذي أتاح له فرصة التفرس في ملامحها التي صارت المتصدره لجميع احلامه و لكنه أراد أن تبادله الحديث حتى يتعرف إليها أكثر
+
- هااه ... أصل يعني انا كنت عايزه أشكرك عاللي عملته معايا قدام ماما و كدا ..
+
كان يعلم أنها تراوغ لذا قال بتخابث
+
- و الشكر دا مكنش ينفع فوق !
+
تحدثت بتلعثم
+
- لا انا يعني حبيت اني اشكرك على موقفك و كمان اعتذرلك على كلام ماما ليك لما جت و شافتنا سوى في الكافيه و بالمرة نشرب حاجه سوى و لا انت مش عايز ؟
+
كانت تتحدث برقه مُحببة كثيرًا جعلت قلبه يرقص فرحًا بين ضلوعه فقد شعر بأنها حقًا تريد الحديث معه و لكن رجل بذكائه يستطيع فهم جميع تناقضات الأنثى فقال بهدوء
+
- أولًا انتِ مش محتاجه تشكريني على اللي حصل لاني معملتش حاجه و مينفعش حد يوجهلك أي لوم أو إهانة و انتِ معايا و ثانيا بقي كلام ممتك مش مزعلني أبدًا عشان اي حد في مكانها كان هيقول أكتر من كدا
+
ثالثا بقي مش مضطره تخبي عينك مني عشان رعشه إيدك و التوتر اللي انتِ فيه دا بيقولي ان في سبب تاني خلاكي تجيبيني بالطريقه دي هنا .
+
توالت كلماته دفعة واحدة فلم تعد تدري ماذا تقول ولكنها هبت تنفي جملته الأخيرة
+
- إيه ... لا طبعًاا مفيش اي سبب تاني . انت مش مصدقني و لا ايه ؟ و بعدين هيكون في ايه تاني يعني ؟
+
علي بابتسامة هادئة
+
- لا مصدقك و اوي كمان ... بس انا ظابط يا روفان و اقدر افهم اللي قدامي مخبي ايه و خصوصا لو كان حد قمر كدا زيك و مبيعرفش يكذب .
+
علميا تعلم انه مستحيل و لكنها شعرت فعلا بأن قلبها قد خرج من بين ضلوعها و رفرف بجناحين خلقتهم كلماته الجميله ونطقه لحروف إسمها جعلتها تشعر بقشعريره في سائر جسدها انبتت حبات من العرق على جبينها فكان كل هذا المزيج من التناقضات إعلانا من جسدها بأنها وقعت في المحظور ألا و هو العشق ..!!
+
تحدثت أخيرًا بصوت مبحوح من فرط ما يعصف بداخلها و قالت
+
- تقصد إيه ...؟
+
كان هو يملك من الذكاء ما يجعله يدرك جيدًا مدى تأثيره عليها و كان يعجبه هذا كثيرا خاصةً و هي أيضاً تملك تأثير مُدمر عليه و لكنه حاول تغيير دفة الحديث حتى يتحرر من فرط المشاعر التي تحيط بهما
+
- أقصد إنك خدتيني و نزلتي جري عشان مش عايزاني اقابل حد عند كاميليا او مش عايزه حد يشوفني عندها مثلا !
+
أندهشت روفان من ذكائه في كشف مخططها العفوي النابع من خوف فطري داخل قلبها علي أخيها منه و خوف آخر تملكها عندما تخيلت أن يقوم يوسف بأذيته ...
+
شعر علي بما يدور بداخل عقلها و التي تترجمه عيناها التي كانت تبرق من فرط الدهشة فابتسم ابتسامه هادئه عندما سمعها تردد دون وعي
+
- إنت عرفت إزاي ؟
+
هم بأن يجيبها و لكن قاطعهما ذلك الصوت الغاضب خلفهم وهو يقول بغيظ
+
- هو انا كل مرة هقفشكوا متنحين لبعض كدا ؟!
+
**********
+
رن جرس الباب في بيت فاطمة فخرجت غرام التي كانت للتو تنهي فرضها بعدما تضرعت إلى ربها بأن ينسيها عشق ذلك الرجل الذي يملك كل مقومات البطل في نظرها و لكنه يفتقد إلى أهم شئ و هو القلب ....
+
فتحت غرام الباب لترى من الطارق و لكنها صُدمت و برقت عيناها حتى كادت تخرج من محجريها و قالت بلاوعي
+
- إنت !
+
يتبع...

