رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الخامس عشر 15 بقلم نورهان العشري
أحيانًا نشكُر تلك الأسباب السخيفة التي تُمكِنُنا من البُكاء على خيباتنا العظيمة التي لا نجرؤ عن التحدث عنها .
+
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
- هو انا كل مرة هقفشكوا متنحين لبعض كدا .!
+
التفت كُلا من علي و روفان علي مصدر هذا الصوت و كأن المشهد يتكرر مرة ثانية و كالعاده خجلت روفان و ارتعبت من مظهر والدتها الغاضب و ابتسم علي داخليًا علي مظهرها و لكنه لم يُبدي اي انفعال علي وجهه و تحدث بثبات كعادته
+
- والله يا طنط انا محظوظ عشان كل مرة بكون محتاجك فيها بتكوني موجوده
+
تغيرت ملامح صفيه علي الفور من مغزى كلماته فقد عرف هذا الماكر ان يصرف نظرها عما شاهدته
+
- خير يا علي هو في حاجه حصلت ؟
+
- بصراحه يا طنط كان هيحصل بس ربنا سخر روفان عشان ميحصلش
+
القي نظرة مطمئنة علي تلك الصغيرة المشاغبه التي كانت تنظر لوالدتها بوداعه الاطفال حتى لا تتلقى العقاب ..
+
اندفعت صفية لتقول بلهفة
+
- خير . ايه اللي كان هيحصل ؟ طمنوني .
+
- خير يا طنط متقلقيش ممكن حضرتك تتفضلي تقعدي وانا هفهمك
+
جلست صفية وهي مرتعبه ان تستمع لشئ قد يزيد من الأوضاع سوءا فلاحظ على حالتها و أشفق عليها فتحدث مطمئنا
+
- محصلش حاجه يا طنط متقلقيش كدا . كل الحكايه اني عرفت ان كاميليا موجودة في المستشفى هنا و جيت عشان اطمن عليها فقابلت روفان بره و....
+
قاطعته صفيه باندفاع
+
- اوعي تقولي انك قابلت يوسف
+
استغل علي الوضع لصالحه فقال بهدوء
+
- ما هو دا اللي كنت بقول لحضرتك عليه أن روفان منعته هي اخدتني و نزلنا تحت اكيد عشان يوسف ميقابلنيش بالرغم من اني شفته قبل كدا و علاقتنا كانت كويسه و انا بردو مش جاي اتخانق ولا اعمل مشاكل عشان كده كنت هلجأ لحضرتك عشان افهم منك في ايه ؟ و ليه روفان اتخضت كدا من اني اقابل يوسف؟
+
- عشان انت حتى لو كنت قابلته قبل كدا و كانت علاقتكوا كويسة فدا لأنك بعيد عن كاميليا و اللي انت متعرفوش بقى ان يوسف لو في اي حاجه ناحية كاميليا بيتغير ميه وتمانين درجه و بيبقى واحد تاني ممكن يقتل بدم بارد اي حد يفكر يأذيها او يقرب منها..
+
تحدثت صفيه وهي تأمل ان يفهم المغزى المبطن لكلماتها و الذي فهمه على الفور فابتسم قائلا برزانة
+
- حقه ...! و انا مش هلومه لإني راجل شرقي زيه و متحملش حد يقرب من حاجه تخصني خصوصًا لو كانت حبيبتي و مراتي
+
قال الأخيرة و عينيه تلقي نظرة خاطفة علي تلك الطفلة التي غزى الإحمرار وجهها بالإضافة إلى وداعتها فبدت شهيه أكثر مما زاد من دقات قلبه و ود لو يتذوق طعم التفاح المطبوع علي وجنتيها …
+
أخرجه من شروده كلمات صفية التي لم يفوتها ما يحدث و داخلها يشعر بالسعادة فهي احبته و اعجبت بذكائه و دماثة أخلاقه و لكنها غيرت مجرى الحديث قائله
+
- مقولتليش يا علي كنت محتاجني في ايه ؟ و عرفت منين مكان كاميليا ؟
+
- مش مهم عرفت منين المهم اني عرفت . انا دلوقتي كنت عايز اطمن عليها و اعرف اذا كانت مرتاحه هنا و لا لأ و لو لقيتها مرتاحه و عايزه تفضل اكيد مش هضغط عليها
+
اما لو لقيتها مجبورة تقعد هنا فأنا هقف معاها و مش هسيبها تقعد غصب عنها
+
صفيه برزانة
+
- شجاعتك عجباني يا علي بس تفتكر انك ممكن تقف ادام يوسف الحسيني و تاخد مراته منه ؟
+
فاجئها بدهائه
+
- و هو يوسف الحسيني هيقبل علي نفسه يجبر مراته تفضل معاه غصب عنها ؟
+
احتارت صفيه بماذا تجيبه فهي تدري ان ابنها عاشق لزوجته حتى النخاع و لن يتركها حتي لو علي موته و لكنها أيضًا خائفه من عقابه و من انتقامه خاصةً مع رفض كاميليا الشديد للإفصاح عن أسباب هروبها و لكنها تحدثت أخيرًا متجاهلة استفهامه
+
- و انت ايه اللي منعك تدخل لكاميليا حتى لو يوسف جوا ؟
+
على بتعقل
+
- انا جاي ومش عايز اضايق حد و لا اعمل مشاكل لإن كاميليا مراته و لإني عارف انهم بيحبوا بعض ومش هكذب عليكِ كاميليا غلطت لما هربت من جوزها أيًا كانت أسبابها . كل الحاجات دي هي اللي منعاني من اني اروح اخد كاميليا من أوضتها ارجعها بيتنا تاني ... .
+
استفهمت بإعجاب من كلماته
+
- يعني مش خايف من يوسف او جدها ؟
+
علي بثقة أعجبتها
+
- انا مابخفش من حد و إن كنت قاعد مع حضرتك دلوقتي بتكلم معاكِ فلإني لمست حضرتك بتحبي كاميليا قد ايه و بتخافي عليها و لإني كمان بعرف الأصول فحبيت أطلب من حضرتك تخليني اشوفها واطمن عليها
+
احتارت صفيه بماذا تجيبه فهي خائفه من يوسف كثيرًا فهي تعلم مدى غيرته و انه لن يتفهم أبدًا أسباب علي ولا دوافعه تجاه كاميليا فهي تعرفه و تعرف ما يجري بدمائه فهو يشبه كثيرًا شخص قام بتدمير معشوقته بسبب تلك الغيرة اللعينه و لكن كل ما يهمها الآن أن تتحسن حاله كاميليا و ربما لقائها بعلي يريحها و لو قليلا ...
+
- قوم معايا يا علي..
+
***********
+
أحيانا أتمنى لو انني لم التقي بك ليس كرهًا أبدًا بل من فرط حبي لك أخشي فراقك ....
+
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁
1
كانت كارما تحتضن وسادتها و هي تبكي بصمت فهذا هو حالها منذ ان استمعت لكلمات والدتها التي كان لها تأثير مدمر على قلبها الذي أخذ يلومها تارة على تهورها و تارة على غبائها .. فلم تعد تدري أتبكي على حالها معه ؟ أم تبكي علي جرحه منها الذي كان هو المتسبب الرئيسي به ؟
+
تشعر بالكثير من الأسئلة التي تتقاذفها جاعلة منها غير مستقرة على قرار فهي منذ بضعة ساعات كانت قد قررت باقتلاعه من قلبها و البدأ من جديد لتتفاجأ به في منزلها يعطيها تلك النظرات العاشقه الممزوجه بالرجاء فتجعل جسدها يشتعل إشتياقا له و قلبها ينتفض يود لو يخرج من بين ضلوعها ليرتمي بين جنبات صدره .....
+
كم تفتقده و لم يمضي على لقائنا سوى ساعات قليله و لكنها تشعر بأنها دهرًا . لقد شعرت بروحها تنشق منها و تذهب معه مطالبة إياه بعدم الالتفات لتلك الترهات التي خرجت منها إثر ذلك الجرح الغائر بمنتصف قلبها ممتدًا إلي كبريائها الذي أجبرني على التفوه بتلك الحماقات ...
+
نعم حماقات فما تشعر به نحوه ليس حباً عادياً فقد فاق الحب بمراحل كبيرة فأنا أشعر به يحتلني و يمتلك جزء كبيرًا داخلي فجميع حواسها تتمرد عليها من أجله …
+
ينتابها الجنون عندما تتخيل ان هناك أنثى آخرى قد تستوطن قلبه . تستمتع بقربه و يعطيها تلك النظرات العاشقة التي تجعل قلبها يطير من فرط السعاده
+
لا لن تحتمل حقًا التفكير في حدوث هذا الشئ فهو لها وحدها تمتلكه مثلما يمتلك كل ذره في كياني و لن تسمح بأن تمتلكه أنثي غيرها ...
+
عند هذا الحد انتفضت من فوق مخدعها و التقطت هاتفها و قامت بإجراء إتصال هاتفي
+
- آلوو ... احنا محتاجين نتكلم سوا
+
عزمت على تنفيذ خطتها التي حاكها قلبها المشتعل حبا و شوقا له و قامت بإرسال رسالة نصية لشخص ما و همت بالدخول إلى الحمام الخاص بها لتتجهز للخروج فهي قد أعلنت حربًا و حسمت نتيجتها لصالحها مسبقاً
+
************
+
من كل قلبي اريد ان ينتهي كل هذا العبث .
+
حقًا أتمنى أن أجد وجهتي التي أشعر فيها بأني آمنة من بشاعة ما يحدث حولي . فلم يعد لي طاقة لـ تحمُل هذا الثُقل الرهيب الذي يرسو فوق قلبي مانعًا عنه التنفس فأنا اشعر بأني مُكبله بتلك الأصفاد الحديدية الساخنة التي تحرق سخونتها قلبي و تكتوي بنارها روحي و لا استطيع سوى ان اتحمل كل ما يعتمل بداخلي في صمت تام .....
+
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
كانت كاميليا مستلقية تنظر إلى سقف الغرفه وهي تفكر في حياتها التي تغيرت بلحظات من حال الى حال ...
+
من أقصى درجات السعادة إلى أقصى درجات الحزن .
+
الجميع يطالبها بالبوح بأسبابها للهروب بملئ إرادتها من جنتها التي طالما حلمت بها و تمنتها دون أن يُشفق أحد على حالها و تلك العبرات الحارقة التي تسيل على خديها فيحترق على إثرها قلبها . قلبها الذي لا يعرف من الحياة سوى عشق رجل بات النظر إلي عيناه محرمًا عليها ...
+
كانت تملكه و يأسره عشقها للحد الذي يجعله يهديها الشمس و القمر إن أرادت . رجل لم يأبه لشيء في العالم سواها .. لم يحظ أحد بالقرب منه و التنعم بجنه عشقه أحد غيرها و لكن ماذا حدث ...؟
+
انتزعته منها الحياة عنوة بعد ان كبلتها بأصفاد الماضي التي حاصرتها من جميع الجهات و أجبرتها على الإستسلام لفراقه الذي لو يعلم أنه يمثل موتها وهي على قيد الحياه و لكنها لا تقدر سوي ان تظل علي صمتها الذي تعلم انه يقتله و يقوده للجنون و لكنها للأسف لا تملك سوى أن تظهر كمخادعه على أن تظهر ك....؟
+
صُدمت كاميليا عندما رأت ذلك الشخص القادم من الخارج خلف صفيه و لكن سرعان ما تحولت صدمتها إلي فرحه كبيرة و لأول مرة منذ وقت طويل تنزل دموعها بحبور وهي تقول
+
- علي ....
+
- ايوا علي يا ست كاميليا ياللي ممرمطه الدنيا كلها وراكِ
+
تحدث علي بمرح محاولا تلطيف الأجواء فقد هاله مظهرها الحزين و شحوب وجهها و بحور عينيها التي يغزوها ذلك الإحمرار الذي يدل على جفاف أنهارها من فرط البكاء
+
همت بالنهوض فاوقفتها يداه التي احتوت كفيها و ربتت عليهم بحنان أخوي كبير و قال بلطف
+
- خليكِ زي مانتِ ... متقوميش
+
- مش مصدقه ان انا شيفاك يا علي . طمني على خالتو و كارما و غرام وحشوني اوي ..
+
- بالنسبه لإسمي اللي متذكرش في اللستة دي ايه مش معترف بيا و لا حاجه دانا قولت هلاقي بختي معاكي بدل القردتين اللي عايزين قص لسانهم اللي هناك دول
+
يا خساره الشيكولاته اللي كنت بجبهالك انتي و هما دانتوا خربتوا بيتي ..
+
ضحكت كاميليا على كلماته المرحة التي تعرف انه قالها ليخرجها من حزنها فأردف علي بعد ما وصل لمراده
+
- أيوا كدا يا شيخه اضحكي خلي الشمس تطلع بدل مانتِ مغمقاها علينا كدا
+
ابتسمت صفية داخليًا فقد صحت ظنونها و استطاع علي ان يخرجها من حالة الحزن المسيطرة عليها حتى لو كان ذلك مؤقتا . و لكنها شعرت بذلك اللهيب الذي يندلع من عيني روفان فتأكدت من أن ظنونها تجاههم صحيحة فهي شعرت بأن هناك شيئا ما بينهم حتي و إن كان في بدايته و غير مُصرح به و لكنها إمرأه قد عشقت بشده و علي قدر عشقها كان ألمها لذا فهي تجيد معرفة العشق أينما تراه ...
+
تحدثت صفيه أخيرًا لتتأكد من ظنونها و تطفئ تلك النيران المندلعة في هاتان العينين البريئتين و تقطع الشك باليقين داخل ذلك القلب الذي تخاف عليه من نسمة الهواء فقالت بنبرة ذات مغزى
+
- يااه يا كاميليا .. يعني ضحكتك منورتش وشك غير لما علي جه ! لو اعرف كده كنت بعت جبته من زمان
+
- انتِ متعرفيش يا ماما صفية علي دا بالنسبالي ايه ؟ دا أخويا اللي ربنا مرزقنيش بيه بعتبره زيه زي أدهم .. من يوم ما روحت عندهم و هو بيعاملني زي اخواته كارما و غرام و احسن كمان ..
+
تحدث علي الذي كان يشعُر بما يدور حوله و إلى نظرات روفان المسلطة عليهم و التي تنبعث منها النيران فرقص قلبه فرحا لما يراه . فتلك العينين تأسرانه و تأخذه لعالم من السحر لم يتذوقه قلبه مطلقاً
+
- والله يا طنط صفيه ربنا يعلم كاميليا دي عندنا كلنا ايه مش عندي انا بس و انها من يوم ما دخلت بيتنا و هي زيها زي غرام و كارما و يمكن اكتر .. كفايه إنها من ريحه خالتو زهرة اللي طول عمري بسمع عنها و للأسف آخر مرة شفتها كنت لسه طفل صغير و مش فاكر اي حاجه من اللقاء دا
+
تنهدت صفيه لتذكرها معاناة زهرة مع رحيم الحسيني الذي منعها منعا باتا الإلتقاء بأي فرد من عائلتها فقالت بحزن
+
- كل شئ نصيب يا ابني .. و أحيانًا كتير مبيبقاش لينا سلطة علي القدر اللي اتفرض علينا
+
صحح علي حديثها قائلًا
+
- قصدك فرضته الناس علينا يا طنط ..
+
صفيه بحزن دفين
+
- مش هتفرق يا علي كتير في النهاية هو مقدر و مكتوب حتى لو كان ظلم
+
- لا يا طنط هتفرق عشان ربنا مش ظالم البشر هما اللي ظلمه و بيفتروا دايمًا على الضعيف
+
تدخلت روفان في الحديث فهي تعلم أن الحديث يدور حول عائلتها و بالأخص حول جدها و هي لن تسمح أبدا لأحد بإهانته حتى لو كلفها الأمر الكثير فقالت بحدة
+
- البقاء دايما للأقوى هو مش دا قانون الحياه ؟
+
أجابها علي بفظاظة
+
- لا دا قانون الغابة يا آنسه روفان مش قانون البني آدمين اللي ربنا ميزهم بالعقل عشان يعرفوا الفرق بين الحلال و الحرام ، الظلم و العدل ، الغلط و الصح
+
شدد علي على كلماته الأخيره فقد غضب داخليّا من انحيازها الواضح في حديثها لظلم جدها لخالته فعلت مدافعة عن رأيها
+
- والله الموضوع نسبي و بيختلف من واحد للتاني
+
فقط ارادت مجادلته فهي اغتاظت من مناداته لها بهذا اللقب و كأنه اختار ان يبعدها و يضع الحدود بينهم ولكنها لم تحسب أنه خصمًا ليس سهلًا بالمرة
+
- موضوع ايه اللي نسبي ؟ الحلال بين والحرام بين و الغلط معروف و الصح معروف بس الإنسان بيحب يقاوح عشان يبرر لنفسه أخطاؤه و أخطاء اللي بيحبهم مع إنه في الحاله دي بيبقي بيظلم نفسه و بيظلمهم ... إستنادا على قول سيدنا محمد " انصر آخاك ظالماً أو مظلوماً ... فمظلوماً يا رسول الله فكيف ظالماً.. قال بأن ترده عن ظلمه "
+
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ❤
+
اندفعت روفان متغاظه من سهام حديثه التي اخترقتها و اشعرتها بغبائها أمامه فقالت بهجوم
+
- مانا ممكن اظلمك أو أأذيك عشان فكرتك ظلمتني او اذيتني او حد وصلي الفكرة دي ياترى كدا بقي ابقي ظالمة ولا مظلومه
+
فاجأتها أجابته الفظة حين قال
+
- كدا تبقي غبيه ! اسف بس اللي يظلم إنسان او يأذيه من غير اسباب قويه و حجة بينه في ايده دا يبقي انسان غبي و اصلا الانسان اللي يفكر في في مبدأ الانتقام نفسه يبقي انسان غبي و مش مؤمن بربنا …
+
صمت لثوان يُتابع وقع حديثه عليها ثم تابع بتعقل
+
_ ربنا هو اللي بيرد الحقوق لاهلها و بياخد حق المظلوم اللي لو فوضله أمره هيجيله حقه من غير ما يحرك ايد او رجل و هياخد حقه دنيا و آخره …
+
عرفت كلماته الطريق الى مبتغاها حين قال بجفاء
+
_ الإنتقام دا سلاح الناس اللي ايمانها ضعيف و ياريته بيريح بالعكس دا نار اول لما بتحرق بتحرق صاحبها ...
+
أوشكت روفان علي ان ترد عليه ففاجئهم ذلك الصوت الآتي من الخارج
+
- هو في ايه بيحصل هنا ....؟
+
************
+
يوقظني الحنين في منتصف الليل فالتقط هاتفي باحثه عن مكالمه او رساله منك فأتذكر اننا افترقنا لأعود إلى النوم مرة ثانية و بداخلي جميع خيبات العالم.......
+
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
كان هذا حال غرام التي لم تقدر على نسيان ما كان بينهم فهي تتظاهر بأنها بخير و لكنها علي النقيض تماما تشعر بالخراب الداخلي الذي سببه الرجل الوحيد الذي عشقته...
+
تفتقده و تفتقد روعه كلماته التي كانت لها تأثير السحر على قلبها...
+
فقد كانت تجعلها تذوب عشقا له و لكن ماذا حدث...؟
+
بليله وحده استطاع ان يذيقها جميع انواع العذاب و الألم استطاع أن يشعرها بالخزي الذي لم تعرفه طوال حياتها سوى عندما تلقت اول صفعه منه و هو يحاول ان ينتهك حرمتها كفتاة رخيصه ...
+
عند هذه الكلمة تألم كبرياؤها الذي دهسته فعلة رجل يتحكم في دقات قلبها فهطلت أنهارها الغزيرة لتعلن انهزامها أمام غزوات عشقه فهي تحبه و تحبه و تحبه لدرجة أنها تتمنى ان يعود معتذرًا حتي تلقي بنفسها بين جنان تشكو له مرارة ما جعلها تعيشه
+
و كالعاده تمتد يد الله لتربت على قلوبنا و تنتشلنا من بحور العذاب التي توقعنا بها تعلق قلوبنا بغيره و انشغالنا الدائم عنه فانطلق صوت المؤذن من أحد المساجد القريبة و كأنه دعوة لكل القلوب الذي أضناها الحزن و تلك الأرواح المعذبه بأن ما من أحد قادر علي بثها الأمان و إمتصاص ذلك الحزن منها سوي الله سبحانه و تعالى ..
+
لبت غرام النداء على الفور و توضأت و اتجهت لربها تتضرع له ان ينسيها مرارة ما حل بها و لكنها لم تكن تملك القدرة على الدعاء و لو لمرة واحدة بأن ينزع الله حبه من داخلها لم يطاوعها لسانها بنطق تلك الدعوة ابدا وساعده علي ذلك قلبها الذي لا ينشد سوى السعادة بجانبه
+
+
بعد وقت ليس بقليل أنهت صلاتها وهي تشعر براحه كبيرة تغمرها و بهدوء كبير سيطر عليها فقد كانت تلك نصيحة والدها دائما لها و لأخوتها بأن الصلاة هي ذلك الخيط الذي يربط العبد بربه فلا تفلتوه حتى وإن أخطأ العبد فصلاته حتما تصلحه ...
+
طرقات على الباب و رنين الجرس أخرجاها من تلك الحالة الروحانية التي كانت تنعم بها بعد وقت كبير من التعب الذي انهك كل خليه في جسدها فهمت بأن تري من الطارق فوالدتها تخلد للنوم و كارما قد خرجت لمشوارها المفاجئ الذي ظهر من العدم و لكنها تجمدت في مكانها عندما رأت الطارق فتحدثت بصدمه
+
- أنت …
+
- انتِ تقريبًا غرام....؟
+
تحدث يوسف الذي قد عزم أمره بالتوجه الى الإسكندرية حتى يتحدث مع فاطمه و يشرح لها ما حدث عله يجد من يتفهم ذلك الجرح الغائر الذي تسببت به تلك المرأة التي يمكنه ان يتخلى عن كل شئ في هذه الحياة شرط ان تبقى معه
+
- أأ.. أه انا غرام و حضرتك يوسف بيه ؟
+
قاطعها يوسف قائلا بهدوء
+
- يوسف بس . ممكن ادخل و لا هنفضل واقفين عالباب كدا ..؟
+
تحدث بعدما لاحظ صمتها الممزوج بالدهشة و الذهول فهو نفسه لم يتوقع ان يقدم على فعل ذلك و لكنه رجل يائس من عشقه و وجعه و كبرياؤه و لا يدري ماذا عليه ان يفعل ؟
+
تنبهت غرام لوقوفهم كل هذه المدة و هي تنظر اليه كالبلهاء فتحدثت متأسفه
+
- أسفه .. اتفضل
+
دخل يوسف إلى الصالون وهي تنظر في إثره و آلاف من الأسئله تنهش بعقلها فخرج منها أحدهم بلل وعي
+
- هو انت جاي لوحدك ..؟
+
- انتِ شايفه ايه ؟
+
تحمحمت غرام بإحراج من رده فهي شعرت بغباء سؤالها فقالت محاولة تغيير الحديث
+
- هي كاميليا كويسه ؟
+
تجاهل يوسف حديثها و قال بإيجاز كعادته
+
- الحاجة فاطمة موجوده ؟
+
- اه ثواني هناديها
+
وما أن همت بالدخول حتى أتاه إتصال جعل كل ذرة منه تنتفض غضبا
+
**************
+
+
معك أتحدى كل شئ و بدونك يهزمني أى شئ . فأنا أدركت بأنك منبع قوتي و عشقك هو مصدر صمودي كل هذا الوقت . و لأول مرة أتصالح مع قلبي الذي لطالما عاندته لإنتظاره لك فأجدني الآن ممتنه له و لهذا الانتظار الذي سيتوج أخيرا بدفء وجودك.
+
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
دخل مازن الى المقهى يسبقه قلبه المتلهف للقائها فأخذ يبحث بعينيه عنها ليشعر برجفه قويه في قلبه إثر إلتقاء عينيه بخاصتها فشعرت هي الأخرى بتلك الرجفة التي ضربت قلبه ترتد إلى قلبها فاصبح الهواء بينهم مشحون بتيارات العشق المتبادله فأخذ مازن يتقدم تجاهها ومع كل خطوه يخطيها تزداد رعشة يديها و ارتجافه شفتيها و تزداد دقات قلبها حتى كادت ان تصل الى مسامعه
+
جلس مازن دون ان يتحدث بشئ بل أخذ ينظر إلى عينيها و كأنه يعاتبها في صمت و لكن جانب منه كان يتأملها بشغف و اعجاب صريح من زينتها التي لم يعتد عليها و أناقتها المفرطة فبدت كحوريه من الجنة ثم تلقائيا تحولت نظرات العتب و الإعجاب الى نظرات عاشقه صريحه فبدأت هي بالحديث علها تقضي علي هذا التوتر الذي يُنهك اعصابها فقالت بخفوت
+
- تشرب إيه؟
+
ابتسم مازن داخليا فهو يدرك كم هي متوترة و كالعادة تنتظر منه أن يبدأ بالحديث ولكنه أبى ان يسلم رايته امام غزو فتنتها المهلكة له وقال بصوت ساخر
+
- من كام ساعه قولتيلي بكرهك و مبقتش عايزاك و لو عندك كرامه امشي و دلوقتي جايه تقوليلي تشرب ايه مش حساها غريبه شويه ؟
+
- مازن لو سمحت بلاش كلامك دا .
+
هكذا تحدثت بارتباك فأجابها بعتب عرف طرقه إلى قلبها
+
- دا مش كلامي دا كلامك انتِ يا كارما انا بفكرك بيه دا ..
+
همست بحزن
+
- مازن أرجوك ..
+
استنكر كلمتها قائلًا
+
- تترجيني! غريبة دي ! مانا كنت بردو بترجاكِ من شويه بس انتِ قولتيلي حتى لو اترجتني مش هرجعلك و لا هسمعك
+
ترقرقت الدموع في عينيها و شعرت بالألم يغزو قلبها فهاهو يفعل معها ما فعلته معه و يذيقها مراره ما أذاقته إياه فلملمت أشيائها و قررت الإنسحاب فقالت بخفوت
+
- انا همشي
+
فلم يطاوعه قلبه علي تركها ترحل فهو قد عادت إليه روحه عندما قرأ رسالتها و عاد الأمل يسطع في سماؤه من جديد فامتدت يديه توقفها و هب واقفا كالمارد أمامها بطوله الفارع فأدى ذلك إلى هذا القرب المهلك لكليهما فقد اصبحت تقريبا وكأنها بين جنبات صدره فغزت رائحتها العطره انفه و دغدغت مشاعره فأخذ يحارب جيوش شوقه لها بضراوة و كانت هي الأخرى في عالم آخر فقد لامسها ذلك الدفء بين ذراعيه فلم تستطع ان تمنع نفسها من الاسترخاء لثوان على مقربة منه و لم تستطِع منع رأسها من الارتياح فوق موضع نبضاته خوفا من رفض قد تتلقاه من كبرياؤه الذي حتما آذته كلماتها لتشعر بجنون دقات قلبه و تستمع لنبرة صوته المهتزه من فرط الحرب التي تدور بداخله
+
- خليكِ متمشيش
+
رفعت رأسها ليرتوي قلبها بتلك النظرات العاشقة التي تنبعث من عينيه منبع هلاكها و التي لم تفشل يومًا في ارسالها لتحلق بين النجوم من فرط السعادة فقالت بتوسل القته سهام عيناها فاستقرت بقلبه ليقضي علي ذلك الثبات الزائف الذي يختبئ خلفه
+
- لسه عايزني يا مازن ؟
+
اخفض رأسه ليسند جبهته على خاصتها و يديه تحتوي وجهها بحنو ليقول بصوت اجش
+
- انا عمري ما كنت عايز حد غيرك ..
+
زاد إصرارها على إخراج مكنونات قلبه
+
- بتحبني يا مازن ؟
+
لن ينتصر أمام عينيها أبدا لذا اختار الهزيمة قائلًا بصدق
+
- بعشقك مش بحبك بس ..
+
- كنت هتتجوز حد غيري ؟
+
لم يتحمل قلبه ثقل كلماتها فسارع بالنفي
+
- أبدا عمري ما كنت هتجوز حد غيرك ولا حتى افكر . غصب عني انا اتجبرت اخطبها باتفاق مع والدتها انها بعد ما تخلص جامعه هتاخدها و تسافر لكندا .
+
تابع يسرد لوعته و يصف مدى عذابه مما حدث
+
_ هي اللي فكرت اني بحبها انا عمري قلبي ما دق لغيرك انتِ و عمر ما في واحده تانيه هتشيل اسمي غيرك حتي لو علي رقبتي اموت و لا اكون لواحده غيرك
+
استفهمت بقلب بدأ يتذوق الأمان و الطمأنينه ولكن بقى القليل
+
- يعني انت ملمستهاش زي ما هي بتقول ؟
+
مازن بلهفة
+
- والله ما حصل انا ايدي تتقطع و لا تلمس واحده غيرك. انتِ عشقي يا كارما اللي اتولد جوايا من اول يوم شلتك فيه و انتِ مولوده و انتِ لسه حتى مفتحتيش عيونك. اوعي تصدقي كلام اي حد عني بحبك والله بحبك .
+
قال الأخيرة بقهرة قلب يائس من كل شئ في الحياه ولا يقدر شئ علي إعادة الأمل إليه ثانيه سواها ...
+
امتدت يداها لأول مرة لتقربه اكثر إليها و هي تهمس
+
- و انا مش هسيبك ابدا لغيري ... انت حقي انا يا مازن و حبيبي انا ..
+
جحظت عينا مازن عندما وجدها تهمس بتلك الكلمات وهي تنظر خلفها لتقول بقوة و شراسة أنثى قادرة علي إقامة الف حرب لتظفر بحبيبها في النهاية
+
- بيتهيألي انتِ سمعتي و شوفتي اللي حصل دلوقتي و ياريت تكوني عرفتي انك ملكيش مكان بينا و ان مازن دا مكتوب علي اسمي و قلبه دا ملكي و مش هسمح لاى حد في الدنيا ياخده مني او يفرق بينا ..
+
**************
+
تفاجئوا جميعا من صوت رحيم الذي كان يقف على باب غرفة كاميليا التي ارتعبت من وجوده فقد كانت تهابه طوال حياتها و لم يكن يحميها من يطشه سوى يوسف و الآن هو غير موجود و رحيم يملك الآن السبب الذي يجعله يفتك بها بدون أن يستطيع أحد إيقافه وهذا كان حال صفيه التي ما أن رأته حتى اوشك قلبها علي السقوط بين قدميها من فرط الرعب خاصةً و أن تلك الحرباء المسماه بسميرة كانت تقف خلفه تنظر إليهم بشماته
+
- الولد دا دخل هنا ازاي يا صفيه ؟
+
تلعثمت صفيه و لم تجد رد مناسب فقد اربكتها تلك النبرة الغاضبة في صوته فاستغلت سميرة توترها وارتباكها الذي جاهدت ان تخفيه و قالت بصوت يملؤه الشر
+
- ما انت عارف صفيه يا عمي و طيبه قلبها
+
ثم وجهت انظارها الى صفيه قائلة بنبرة اندهاش مصطنعه
+
- بس انا متوقعتش يا صفيه ان طيبه قلبك دي تخليكِ تحطي ايدك في ايد اللي هدد بقتل ابنك !
+
أنهي علي تلك الحرب التي علي وشك ان تبدأ وتحدث محاولا تغيير دفة الحديث عن صفية التي كان الارتباك يسيطر علي ملامحها فقال بثبات
+
- أهلًا يا رحيم بيه ..
+
- انت بتعمل ايه هنا يا ابن فاطمة ؟
+
على بغلظة و نبرة حادة
+
- اسمي الرائد علي هاشم الرفاعي
+
تشدق رحيم ساخرًا
+
- بتتبرى من اسم امك ؟
+
علي بنبرة تملؤها العزة
+
- لا أبدا اسم والدتي دا وسام علي صدري هفضل أفتخر بيه طول حياتي . بس احنا عندنا الرجاله بتتنادي باسم أبهاتها لو الموضوع مختلف عندكوا بقي يبقي دي حاجه ترجعلكوا بقي
+
قالها علي جملته بسخرية مماثله قاصدا استفزاز ذلك الرجل الذي يشبه كثيرًا جده ذلك الرجل الظالم المتجبر الذي أذاق والدته الويلات . فهما الاثنين اكثر من يكره في حياته فهم من عذبوا والدته و خالته
+
- اخرس يا ولد .... انا لو كنت ساكت عنك فانا ساكت عشان جدك اللي ميستاهلش يكونله حفيد مش متربي زيك
+
علي بهدوء ادهشهم جميعًا
+
- لا انت ساكت عشان متقدرش تعمل حاجة ! و مشكلتك معايا انك عارف ان كلامي صح مليون في الميه ، و عارف اني اتربيت احسن تربيه عشان امي ست محترمه و عرفت تربيني كويس
+
اغتاظ رحيم من حديثه فخرج الكلام الغاضب منه دون أن يعي ما يتفوه به و هو ينظر إلى كاميليا بنظرات محتقره
+
- كنت بسمع الكلام دا عن تربيه اختها اللي بنتها هربت و فضحتنا و حطت راسنا في الطين..
+
- اللي بتتكلم عليها دي تبقي مرات يوسف الحسيني و تفكر الف مرة قبل ما تجيب سيرتها يا رحيم بيه
+
فاجأهم ذلك الصوت الغاضب القادم من الخلف وكأنه ينتوي على جريمة ما .
+
يتبع .

