اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نورهان العشري 




                                    
أُحِبُك .

+


 بالرغم من أنك لست معي و بالرغم من أني لا أراك و لم استطع عناقك و لكني أُحِبُك . 

+


كيف لا أفعل و قد كانت كتاباتي الأولى لك . و قرأتي الأولى لأجلك . و ضحكاتي العميقة معك و عبراتي الغزيرة بسببك . تغيرت من أجلك ! و تبدلت معالم حياتي رهن عينيك  . 

+


حتى ذلك البُعد الدامي الذي يؤلمني تعودته معك .

+


و ذلك الخذلان الذي نلته منك لم يردعني عن حُبك  

+


و تتسائل لما أحبك ؟ 

+


ألا يكفيك كل هذا يا هذا ؟ 

+


 

+


نورهان العشري ✍️ 

+


  

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


+


استيقظت كاميليا من حلمها الجميل الذي كانت تتخلله رائحة تعشقها و يستوطنه رجل كل خلية من جسدها تنطق باسمه و اخذت تنظر حولها و شئ بداخلها يخبرها لقد كان هنا . لا يوجد أثر له ظاهريًا و لكن تلك الرجفة التي انتابتها و ذلك الدفء الذي يغمرها و تلك النيران التي تجري في شراييني كل هذه الأشياء تثبت وجوده .. 

+


نعم لقد كان هنا ..!  فهي لم تنم بمثل هذا العمق منذ ذلك اليوم عندما غفيت بجانبه فذلك الأمان لا تشعر به أبدا سوى في كنفه .. 

+


ذلك الرجل أو رجل التناقضات كما تسميه يستطيع بنظره واحده ان يصب أطنانا من الثلج في قلبها و بنفس النظرة قادر على إذابتها لدرجة تجعلها ينصهر عشقًا نصب عينيه.

+


تُرى هل كل ما تشعر به الآن من جراء ذلك الحلم الجميل الذي كانت فيه تنعم بدفئ وجوده ! أم أنه جراء عشقه المستوطن ثنايا قلبها و لم تشتهي في هذه الحياة سواه … 

+


تنهيدة حارقة ألهبت جوفها وحالها يروي معاناتها 

+


حقًا لا تعلم و لكنها شعرت بأنها تُحلِق في السماء السابعة بل لقد كانت الجنة ..

+


تلك الجنة التي حُرٍمت عليها بملئ إرادتها  … 

+


تألن قلبها كثيرًا و استفهم بحزن

+


 إن كان الحلم معه بهذه الروعه فكيف تكون الحقيقة ؟ 

+


انفتح باب الغرفه فجأه و تقابلت نظراتهم فشعرت بقلبها يود لو يخرج من بين ضلوعي يرجوه و يبكي لوعه غيابه يخبره كم تهيم به عشقا ؟ ولكن مهلًا فهي تكاد تقسم بأنه شعر بما يدور بداخلها و قد انتقل اليه عمق جراحها فقد استشعرت بنظراته تخبرها بأن ما يحمله لها أضعاف ما تشعر به نحوه ..

+


لم تتعانق منابع ارتوائهم و لكن تعانقت قلوبهم فقد كان عشقها له يتجلى بوضوح بعينيها و تجلى عشقه لها في رعشة شفاهه و ارتجافة يديه التي ضغطت علي مقبض الباب و كأنه يمنعها من الوصول إلها و عينيه التي تحول لونها إلى الأزرق القاتم كانت تبدو و كأنها تقطف ثمار حسنها ... 

+

                
وجدت نفسها تهمس باسمه دون وعي وهو ينطق باسمها و كأنه يتذوقه فبادلته النداء بنفس النبرة التي تقطر عشقا و داخلها يهفو لترتمي بين جنبات عشقه ضاربه بعرض الحائط كل تلك العوائق التي تقف بينهم و لكن ما أن حملتها قدماها لتركض نحوه تفاجئت بدخول صفيه التي ما لبثت أن رأتها حتي عانقتها بشده وهي تقول من بين دموعها

+


- كاميليا ..... يا روحي وحشتيني اوي

+


لم تكد تجيبها حتى اختطفتها يد روفان التي كانت تعانقها بشوف بالغ وهي تقول 

+


_ وحشتيني اوي يا جزمة كدا تقلقيني عليكِ بالشكل دا 

+


+


بادلتها العناق و مازالت نظراتها معلقه به فرأت الغضب يتجلى بوضوح داخل عينيه من عناق روفان لها بتبك الطريقة فهي تعلم كم يغار فقد كان يعض علي شفتيه من فرط الغضب الذي أشعرها بأن قلبها يتراقص فرحًا من غيرته تلك و تضاعفت سعادتها حين قال بغضب حاول مداراته 

+


- ما خلاص بقي هتفضلوا ساعة حاضنين بعض؟

+


و هنا تذكرت موقف مماثل لغيرته التي اعشقها 

+


عودة لوقت سابق 

+


- ابيه يوسف ممكن ادخل ؟

+


 تحدثت روفان بعد ان دخلت إليه وهو يقوم بممارسة تمارينه الرياضية فقال بسخرية

+


- ما انتِ دخلتي خلاص يا اوزعه .

+


روفان بمزاح

+


- احم .. دا شكل الغزاله رايقه و لا ايه ؟ 

+


+


- انجزي يا روفان ورايا ميعاد كمان ساعتين و مش فاضيلك..

+


تحدثت بتلعثم

+


- اص.. اصل احنا كنا عايزين ننزل نشتري شوية حاجات من برة 

+


جاءها صوته الحاسم

+


- لا مفيش خروج 

+


روفان برجاء

+


- طب مش تسمع عايزين نجيب ايه ؟

+


يوسف بملل 

+


- من قبل ما اسمع قولتلك مفيش خروج 

+


- يا ابيه بالله عليك انا و كاميليا هنموت و نخرج .

+


خفق قلبه عند سماع اسمها و قام بالالتفات إلى روفان و قد انصبت جميع حواسه للإنصات باهتمام 

+


_  كاميليا!

+


- اه كاميليا … يعني لفتلي دلوقتي مانا بقالي ساعه بكلمك مديني ضهرك و مصدرلي الطارشه 

+


قالتها روفان بغيظ فاشتدت لهجته وهو يقول بتحذير

+


- اتعدلي احسن مخرجكيش من البيت لمدة شهر 

+


روفان بلهفة

+


- لا لا و علي ايه يا كبير الطيب احسن 

+


- انجزي عايزين تخرجوا ليه ؟

+



        
          

                
روفان وهي تلهو بأصابعها تحاول تبسيط الأمور قدر الإمكان 

+


- بص يا ابيه الموضوع يخص كاميليا في الأساس و انا عايزه اساعدها مش اكتر 

+


كان الخبث في نظراتها يقلقه لذا قال بفظاظة

+


- مالها كاميليا يا روفان ؟ انطقي قبل ما اتغابى عليكِ .

+


+


انتفضت اثر لهجته الحادة و قالت بلهفة

+


- خلاص والله هقول اصل صاحبه كاميليا خطوبتها بعد بكرة و هي كانت هتموت و تحضر و عارفه ان محدش هيوافق تروح لوحدها فاتطوعت و قولتلها خلاص هروح معاكِ فأيه بقي معندناش فساتين تنفع لخطوبه و كدا فكنا عايزين نخرج عشان نشتري و بس 

+


يوسف بتهكم 

+


- و انتوا بقى عايزيني أوافق تروحوا تشتروا علي اعتبار اني اساسًا وافقت انكوا تروحوا  الخطوبه دي !

+


اندفعت قائلة بقهر

+


- و ايه يعني يا ابيه ؟ ما كل أصحابنا هيروحوا و بيتخطبوا اهم كمان و احنا ممنوع علينا نبص من البلكونه حتى دي مش عيشه دي 

+


 قالت جملتها الأخيرة بصوت عالي نسبيا فارتفع إحدى حاجبيها وهو يقول بوعيد

+


- روفان انتِ تقريبًا صوتك علي ولا انا بيتهيألي

+


 تراجعت على الفور قائلة بلهفة  

+


- لا والمصحف بتهيألك .. انا اعلي صوتي عليك أبدا يا ابيه دانا اتخرس قبل ما اعملها . 

+


يوسف بوعيد

+


- متقلقيش إن شاء الله هخرسك قريب.. 

+


- بس متقاطعش يا هندسه

+


 قالتها بسماجه اغاظته

+


تجاهل مزاجها و قال بفظاظة

+


- بطلي لماضه و خلينا نتكلم في المهم كاميليا مجتش معاكِ ليه ؟

+


روفان بخبث

+


- قالتلي انها مش هتطلب منك حاجه .

+


استنكر حديثها و قال بحدة طفيفة

+


- و دا ليه إن شاء الله ؟

+


- تقريبا كدا زعلانه منك !

+


- طب هي فين دلوقتي ؟

+


اندفعت قائلة بلهفة

+


- ورا الباب و زمانها سامعه كل حاجه ..ثواني هجبهالك من قفاها 

+


تسمرت كاميليا في مكانها عندما سمعت جملة روفان الأخيرة و عندما تنبهت للهرب كانت روفان تُمسِك بها من يدها وتجرها و تلقيها أمامه و تفر هاربة …

+


حاولت كاميليا اللحاق بها و لكن هيهات فهي وقعت في عرين الأسد شعرت بقبضته التي كانت كالفولاذ توقفها لتجد نفسها في مواجهته التي لم تكُن عادلة فقوته و عشقها له قوة لا يُستهان بها ولا تستطيع التصدي لها خاصةً وهي بهذا القرب الذي يروق لها بالقدر الذي يُخيفها فلم يعُد هناك مجال للهرب فاخفضت رأسها كي لا تقع بفخ عينيه فهي غاضبه منه و بشده ..

+



        
          

                
رفعت أنامله ذقنا لتناظره فاصطدمت بزرقاوتيه الفاتنتين  نبرته العميقة بتلك البحه الرجوليه القاتلة في صوته

+


- سامع إن حبيبي زعلان مني ؟

+


جف حلقها من لهجته الحانيه و نظراته المربكة و لكنها حاولت التماسك امام سحره وارتداء قناع اللامبالاة قائله 

+


- و انا مالي روح أسأله 

+


- هو مين 

+


- حبيبك ! 

+


- مانا بسألك اهوة 

+


استنكرت اضطراب قلبها في حضرته وقالت مُدعيه الغباء

+


- أنا يعني ؟

+


جاءت لهجته حانية كنظراته لها

+


- هو في غيرك حبيبي ؟

+


حاولت الصمود أمام هجمات عشقه التي تضرب ثباتها في مقتل و قالت بتبرم 

+


- والله لو حبيبك مكنتش زعلتني !

+


- مقدرش 

+


- بتقدر 

+


- والله ما بقدر 

+


دغدغت نبرته ثنايا قلبها فرقت لهجتها حين قالت

+


- لا بتقدر 

+


ابتسم يوسف علي طريقتها الطفوليه التي يعشقها و قال بصوت اجش 

+


- حقك عليا .. قوليلي عملت ايه زعلك و انا معملهوش تاني 

+


لم تستطيع منع اندفاعها وهي تقول بغضب يشوبه الحزن

+


- كنت قاعد تضحك وتهزر مع ست نيفين في الجنينه ولا همك حد

+


+


احمرار وجهها و تلك الغيرة التي تبلورت في نظراتها و انتفاضتها لهذا الشكل شكلوا لوحة رائعة اهتز له ثباتها فقال يشاكسها

+


- انتِ بتزعقيلي يا كامي ؟ 

+


+


بدت شهية كثيرًا حين قالت وهي تربع يديها حول نفسها  

+


- لا مبزعقش بس انت مبتحترمنيش ولا بتخاف علي زعلي

+


 أرتج قلبه لحزنها الجلي و لظنها البعيد كل البعد عن الحقيقة فحاوطتها كفوفه لتضعها على أحد الأجهزة  الموجودة بالغرفة و كمم حزنها بألسنة عشقه التي انبعثت من أنامله فوق وجهها  

+


- أنا مبخفش علي زعل حد في الدنيا غيرك  

+


- يا سلام ؟

+


استفهمت وهي تحاول منع تدفق عبراتها فجاءتها نبرته المُعاتبة

+


- معقول مش مصدقاني ؟ و بعدين العيله كلها كانت قاعده و كلنا كنا بنتكلم و بنضحك .

+


صححت بعنف اذهله

+


- قصدك بتبصلها و ضحكت و بعدين وانت من امتى بتضحك اصلًا ؟ انت لا بتضحك و لا بتحب الضحك  اشمعنا يومها حبك عليك الضحك اوي ؟

+



        
          

                
كان يود لو يقتتصها بين طيات قلبه من فرط حُسنها الذي كان يجعل كل خلية به تتوسل مطالبة بها و لكنه كان يُمني نفسه بأنه سيحدث قريبا فحاول التماسك قائلا 

+


- قصدك إن انا كئيب و نكدي و لا ايه ؟

+


اندفعت بلهفة

+


- لا طبعا مقصدش كده بس انت بالعادة مبتضحكش كتير و كمان مينفعش تضحك ضحكتك الحلوة دي غير ليا انا و بس 

+


- انتِ بتعاكسيني بقي ؟

+


حاولت تجاوز لكنه صوته المربكة وهي تقول بدلال

+


- متغيرش الموضوع انا زعلانه بجد .

+


لم يبخل عليها بعشقه حين قال يسترضيها

+


- و انا مقدرش علي زعلك يا قمري … شوفي ايه اللي يرضيك و انا هعمله 

+


- امممم يعني لو طلبت منك اي حاجه هتعملها ..

+


 قالتها بدلال وهي تحوي عنقه بين كفوفها فأذابه قربها ليهمس بخفوت

+


- اي حاجه يا روح قلبي هتطلبيها هعملها ..

+


+


استغلت الفرصة لصالحها فقالت بجدية زائفة 

+


- طبعًا انك متفكرش تضحك مع حد غيري دا شئ مفروغ منه و خصوصًا زفته 

+


صحح كلماتها قاصدًا إستفهامها

+


- تقصدي نيفين ؟

+


هبت باندفاع 

+


- لا اسمها زفته يا يوسف .

+


أيد حديثها بنبرة عاشقة

+


- زفته يا قلب يوسف 

+


ارتسمت ابتسامة نصر على ملامحها قبل أن تقول 

+


- ايوا كدا …. نيجي بقي للطلب عيزاك توافق ان انا و روفان نروح حفلت صحبتنا و توافق كماان نروح نشتري الفساتين

+


 كانت تتحدث بدلال أرهق قلبه كثيرا فقال بخشونة 

+


- بس دول طلبين مش طلب واحد !

+


- لا دول طلب واحد بس مترتبين علي بعض ماهو  احنا هنجيب الفساتين عشان تحضر الحفله لو مفيش فساتين مفيش حفله صح و لا ايه ؟

+


اتسعت ضحكته وهو يقول مازحًا

+


- انتِ اتعلمتي المكر دا امتى ؟

+


قالها بمداعبه لتجيبه بسلاسه ادهشته

+


- دا مكر حوا يا قلبي حاجه كدا كل الستات بيتولدوا بيها متشغلش بالك انت المهم قولي بقي هتوافق و لا ايه

+


 تحدثت بطريقه طفوليه محببه الي قلبه كثيرا فأجابها بنبرة يرهقها ما تحمله من عشق

+


- كاميليا هو انتِ هتكبري امتى بقى؟

+


أجابته بنبرة شابها الحزن

+


- ليه هو انت شايفني صغيرة ؟

+


ترك العنان لقلبه ليروي زهورها من عذب هواه

+



        
          

                
- شايفك احلى واحدة في الدنيا… وردتي اللي كبرت و فتحت علي ايدي ..

+


التمعت نجوم الحب بسماء عينيها حين تابع حديثه الذي يُذيب عظامها عشقًا

+


_ انتِ بنتي قبل ما تكوني حبيبتي  كل حاجه و احلى حاجه في الدنيا دي... 

+


اختتم كلماته ناثرًا عشقه على قسمات وجهها فهمست من بين غيمات السعادة التي تتمايل بها 

+


- اد كدا بتحبني ؟

+


- أكتر من كدا بكتير ..

+


أطلقت العنان لمشاعرها في الانسياب برقة من بين شفاهها

+


- عارف يا يوسف ؟ انا بعتبرك بيتي . لمكان الوحيد اللي بحس فيه بالأمان... انت العيله بدفاها و حنيتها اللي عمري ما حستها غير وانا معاك ."

+


لامست وقع كلماتها على ملامحه و في بحره الواسع الذي يتراوح به العشق مع كل حرف تتفوه به

+


_  اول يوم قلتلي انك بتحبني فيه وقتها بس حسيت اني مش يتيمه و ان ربنا خد مني بابا و ماما و عوضني بيك و انا راضية اوي بالعوض دا و بحمد ربنا ليل نهار عليه ...

+


لم تخلق تلك الكلمات التي تصف شعوره في تلك اللحظة ولا تفي سعادته التي جعلته يغرسها بجانب قلبه لتعي مدى تأثيرها به وكأن قربها كهرباء أصابت اوتاره فانتفضت بعنف شعرت هي به فرفعت رأسها تناظره بهيام كان شئ متبادل بينهم فقد أصبح يتنفس وجودها و كذلك كان حالها فقد احتل عشقه كل ذره من كيانها ذراعيه حدودها و أسوارها التي تمنع عنها أي غزو خارجي ... 

+


قاطع لحظتهم صوت الطرق علي الباب الذي اتفتح بعدها و أطلت روفان برأسها من خلفه و لحسن الحظ سارع يوسف بالتحرر من قربعا و لكن لم يفلح قلبه بالتحرر منها فقد كبلته اصفاد عشقها حتى شعر و كأن العالم أجمع يتلخص في وجودها .....

+


 قام  بالتقاط زجاجة مياه من الثلاجه علها تطفئ من نيران عشقه التي اشعلتها حوريته الصغيره فتجاهل كلمات روفان الممتعضة

+


- كل دا لسه مأقنعتيهوش يا كاميليا ؟ 

+


كانت بعالم آخر و كل ذرة منها تنتفض من فرط المشاعر التي عصفت بها فلم تستطع الرد 

+


فأخذت روفان تنقل بصرها بين كاميليا المبعثره و يوسف الذي يقف مُعطيا كلاهما ظهره لا تعلم ما بهما و لكن أخيرًا جاء صوته خشنًا بعد ان نجح في السيطرة علي مشاعره 

+


- مين صحبتكوا دي ؟

+


اندفعت روفان قائلة

+


- دي زميله لينا في الكليه 

+


- الحفله دي امتى و فين د

+


تولت روفان الإجابة مرة ثانيه

+


- بعد بكرة يا ابيه في نادي (...)

+


أجابها بخشونة

+


- تمام هبعت معاكوا السواق كمان شويه يوديكم تشتروا اللي انتوا عايزينه بس طبعا مش عايز افكركوا ان في حدود في اللبس ..

+



        
          

                
تنبهت كاميليا لحديثه و سألت بعدم تصديق 

+


- أنت بجد وافقت ؟

+


- اه وافقت

+


 قالها بابتسامه جميله لا تخرج سوي لها فسرعان ما وجدها تحتضن روفان بشدة و الآخرى تبادلها فغضب بشده و اشتعلت غيرته فمد يده يفصل بينهم و يده تمسك بمحبوبته من رسغها قائلا بغضب 

+


- بتهببوا ايه يا هانم منك ليها ؟

+


- ايه يا ابيه هنكون بنعمل ايه بنحضن بعض و فرحانين 

+


قالتها روفان باندهاش

+


- قدامي عادي يعني ؟

+


 قالها باستنكار فأجابته كاميليا باندهاش

+


- و في ايه يعني يا ابيه ؟ 

+


تحدث ناظرًا لروفان بحنق 

+


- روفان روحي هاتيلي موبايلي من الاوضه عشان عايزة  

+


تذمرت روفان قائلة

+


- ما تبعت اي حد من الخدامين يجبهولك يا ابيه و لا تخلي كاميليا اشمعنا روفان يعني ؟

+


زمجر غاضبًا

+


- روحي يا زفته هاتي اللي قولتلك عليه ..

+


- حاضر

+


 قالتها روفان بقهر و أخذت تضرب قدمها بالأرض وهي تردد بغضب طفولي 

+


- ماهي روفان دي المرمطونه بتاعتكوا روحي يا روفان تعالي  يا روفان ودي يا روفان هاتي يا روفان  ناقص اشتغلكوا بواب كمان 

+


همت بالتحدث فتفاجأت به يجذبها لتصطدم بباب الغرفة قبل أن يقول بتخذير

+


- عارفه لو الموقف دا اتكرر تاني هعمل فيكِ ايه ؟

+


- موقف ايه مش فاهمه ؟

+


استنكر عفويتها في الحديث و قال ساخطًا

+


- موقف ايه ؟ المرقعه اللي كانت من شويه . بتحضني روفان ليه ؟

+


- طب و ايه المشكله ؟ روفان بنت زيي و عادي لما احضنها مانا بحضن البنات زمايلي و الموضوع إيزي يعني 

+


 قالتها باندهاش فزمجر غاضبًا

+


- مانتي ايه ياختي ؟ عارفه لو عرفت و لا شفت انك عملتي كدا تاني مع اي حد غيري هعمل فيكِ ايه ؟

+


حوت كفوفها ملامحه و قالت غير مصدقه لما تسمعه و تراه من غضبه الواضح علي محياه 

+


- أنت بتغير عليا من روفان  ؟

+


احتواها بتملك مستجيبًا لرغبة قلبه بالقرب قبل أن يقول بحب

+


- بغير عليكِ من الهوى الطاير .. مبتحملش حد يقرب منك أو حتى يفكر يبصلك .. عايزك ليا لوحدي .. انتِ بتاعتي يا كاميليا .. بتاعتي انا لوحدي .. كل حاجه فيكِ حصري ليا انا و بس محدش يسكن حدودك غيري فاهمه ؟

+



        
          

                
- للدرجادي يا يوسف؟ 

+


صُدمت من حديثه فهي حتى في أحلامها لم تكن تتخيل ان يعشقها و يغار عليها لهذا الحد و لم تكن أجابته لتدهشها اكثر حين تحدث بنبرة قوية

+


- اكتر من ما خيالك يصورك بمراحل .. انا غيرتي وحشه اوي يا كاميليا اوعي في يوم تفكري تستفزيني او تخليني اغير عليكِ عشان وقتها ممكن احرق الدنيا باللي فيها 

+


- حاضر يا حبيبي اوعدك مش هفكر اعمل حاجه تضايقك اصلا

+


هم ان يتحدث و لكن قاطعه طرق روفان على الباب فسمعته يسب و يلعن بصوت خافت فانفلتت ضحكه رقيقه منها جعلت حاله يتبدل و قال بتخابث اخجلها 

+


- كنتي اضحكِ الضحكه دي من خمس دقايق بس و وقتها كنت هعرف اسكتها ازاي .. بس حظك ان القرده دي جت و انقذتك 

+


سرق من كريزتها نبيذ العشق وهو يقول بتخابث 

+


- دي تصبيرة صغيرة 

+


ثم غمز لها غمزه اربكتها و جعلت قلبها يدق بعنف وشعرت بالخجل يغمرها من المعنى المبطن لكلماته فلم تشعر و هو يفتح الباب لروفان التي تحدثت بغضب 

+


- ملقتش الفون في اوضتك قلبت عليه الدنيا والله .

+


يوسف بسلاسة أثارت جنون روفان

+


- لا ما خلاص انا لقيته هنا يالا اتفضلي قدامي انتِ و هي عشان تلحقوا تروحوا مشواركوا 

+


تحركت روفان امامه و تبعتها كاميليا التي شعرت به يهمس بالقرب منها 

+


- هستناكِ تيجي توريني جبتي ايه 

+


ارفق حديثه بنفحه عشق خاطفه فوق عنقها و غمزة اربكتها كثيرًا  ثم تقدمهما صاعدًا إلى غرفته مختطفًا معه قلبها الذي كان ينتفض عشقا له...


+


عودة للوقت الحالي 


+


ابتسمت كاميليا بوهن فهي قد اضاعت من يدها أثمن وأغلى ما يمكن ان تمتلك في حياتها و لكن ليس باليد حيله أخيرًا تنبهت لحديثهم  إثر صوت روفان المدهش 

+


- و ايه المشكله يا ابيه ؟ 

+


اهتزت نبرة صوته قليلًا و حاول إخفاء حرجه من سؤالها و قال 

+


- مش فاضي انا لدلع البنات دا 

+


أجابته روفان بعفوية أثارت حنقه

+


- طب ما تمشي احنا كدا كدا قاعدين مع كاميليا عشان وحشتنا روح شوف انت وراك ايه  

+


اغتاظ يوسف كثيرا من حديثها الذي احرجه خاصةً عندما شاهد تلك الابتسامه الخبيثه تزين وجه والدته  

+


فقال بغضب موجهًا حديثه لروفان 

+


- لسانك دا هقطعهولك قريب إن شاء الله ..

+


ثم وجه حديثه لوالدته متجاهلا تلك التي تسرق النوم من  عينيه و تتحكم في الهواء الذي يتنفسه 

+



        
          

                
- انا هروح الشركه يا امي في شغل كتير متعطل لو احتاجتي اي حاجه عم عبده بره ابعتيله هيجبلك اللي عايزاه 

+


اولاهم ظهره سريعًا خوفًا من ان يستجيب لنداء عينيها الذي يُحطِم إرادته و ثباته أمامها 

+


- يوسف ....

+


أوقفه ندائها المُتلهف باسمه و استفهامها الذي جاء في أكثر توقيت خاطئ

+


_ هو انت مش هتيجي تاني ؟

+


لم تستطع إخفاء تلك اللهفة في صوتها التي لامست قلبه و لكنه ابى أن يسمح لتيار عشقها ان يجرفه من جديد  فاستخدم سلاح التجاهل القاتل الذي فتك بقلبها و خرج دون ان يتفوه بكلمه واحده ...

+


- ايه يا ست كاميليا مش وحشناكِ و لا ايه ؟

+


هكذا تحدثت روفان بعد ان شاهدت ماحدث وقد آلمها قلبها كثيرًا علي ما يحدث لأقرب اثنين إلى قلبها فحاولت إضفاء جو من المرح علها تخفف و لو قليل من ذلك العذاب المرتسم بعيون صديقتها ....

+


اما عن صفيه والتي كانت تشاهد بصمت فعلمت من مظهره ان القادم سئ و علي الرغم من غضبها الكبير من كاميليا الا انها اشفقت عليها مما هي مقبله عليه وأخيرا تحدثت عندما وجدت الدموع تقطر من عينيها فتقدمت منها تربت علي ظهرها قائلة بحنو

+


- تعالي يا كاميليا يا حبيبتي اقعدي و ارتاحي 

+


التفتت لها كاميليا و ودت لو ترتمي بين ذراعيها تبكي كل ما يرهقها و لكن خوفها من خذلان قد تتلقاه من قلب أم انفطر علي فلذة كبدها و مما فعلته بهروبها في كل من يحيطون بها 

+


نظرت إليها بحزن شديد و لم تقدر علي التفوة بحرف واحد ...

+


شعرت صفيه بما يعتمل بداخلها فهي من قامت بتربيتها و تحبها مثل اولادها  فتحدثت بعتب 

+


- يااه يا كاميليا عشتي معانا كل دا و لسه معرفتيناش ... طب محستيش إحنا بنحبك قد ايه ؟

+


- انا آسفه ... 

+


قالتها بخفوت و الشعور بالذنب يقرضها من الداخل يتحالف مع نيران الصمت التي تُمزقها 

+


- مش بقولك كدا عشان تقوليلي انك اسفه لأنه باين في عنيكِ ... انا بقولك كدا عشان مينفعش تترددي لحظة قبل ما تترمي في حضني يا كاميليا 

+


ما ان تفوهت بآخر حرف حتي ارتمت بين احضانها تبكي و تنتحب و قد أدمى صوت بُكائها ذلك العاشق الذي لم يطاوعه قلبه على تركها خوفا من أن يجرحها ايه منهما ... و علي الرغم من انه شدد علي والدته عدم التحدث معها بشئ و لكن هيهات ان  يستمع له قلبه فعندما يتعلق الامر بها تتمرد عليه جميع حواسه و لا يعُد قادرا علي السيطره علي شئ ...

+


- انا تعبانه اوي يا ماما صفيه انا بمووت من الوجع 

+


قالتها بإنهيار احدث صدوع بمنتصف قلبه فاشتدت قبضه يده علي مقبض الباب حتي كادت ان تخلعه من مكانه و كم كان يود لو يدخل و يمحي ذلك الوجع الذي يقطر من بين كلماتها و يمتص منها كل ما شعور قد يؤذيها و يسبب لها كل هذا الألم و لكن منعه كبرياؤه الجريح من الإقدام على مثل هذه الخطوة فيكفيه مرارة ما جعلته يعيشه بسبب هجرها له و اخبره عقله بأن هذا ما اقترفته يداها فاندفع إلى خارج المشفى  تاركًا خلفه قلبها المحطم و قلبه الذي تعلق بمعذبته و آبي تركها .......


+



        
          

                
أحيانًا يجعلنا العشق في اقصى درجات القوة و أحيانًا أخرى يجعلنا مُهشمين من فرط الوهن ، و لكن في كلا الحالتين لم تستطع قلوبنا يومًا ان تتمرد عليه او ترفض وجوده بل أنها تظل تبحث عنه حتى لو كلفها البحث الكثير من المعاناة و الألم  


+


نورهان العشري ✍️ 

+


*********


+


توقفت كارما بسيارتها امام الجامعه و اخذت تنظر امامها مطولًا تشعر بألم شديد ينهش في قلبها  وهي غير قادره علي البوح به حتى دموعها ابت ان تريحها و تسقط بل  انها جامده و كأن انهار دموعها جفت . تشعر بها كأحجار مدببه تقف على اعتاب جفونها فكلما حاولت ان تبكي انغرزت اكثر بقلبها لتزيد من عذابها ....

+


أخيرًا قررت انها لن تنحني او تضعف ابدا وانها ستواجه الحياة بمفردها مرة أخرى كما اعتادت دائما ..

+


ترجلت من سيارتها بوجه يحمل جميع خيبات العالم خاصةً ذلك الثقل الرهيب في قلبها و لكنها حاولت التماسك فالتقت بأصدقائها و اخذوا يتبادلون الحديث حتي تفاجأت بذلك الذي يقف خلفها و يتحدث بلهجة آمرة 

+


- آنسه كارما احنا لازم نتكلم .

+


التفتت كارما بسخط فلم يكن ينقصها سوي ذلك المعتوه فقالت بملل 

+


- دكتور ماجد انا معنديش كلام اقوله لحضرتك فلو سمحت تسبني في حالي 

+


- ارجوكِ يا كارما احنا محتاجين نتكلم 

+


قالها ماجد باستعطاف بادلته بنفاذ صبر 

+


- و انا صدقنى حالتي دلوقتي متسمحليش اني اتكلم مع حد 

+


- كارما انتِ عارفه اني بحبك و محتاج منك فرصه واحده متبخليش عليا بيها .

+


ضاق صدرها من اصراره فقالت بغضب و صوت عالي نسبيا 

+


- و انا معنديش فرص اديها لحد ارجوك سيبني في حالي 

+


همت بالمغادره فوجدته يوقفها قائلًا بشر 

+


- و انا مش زي البيه اللي كنتي بتتسرمح......

+


لم ينهي جملته فتفاجئ بلكمه قويه سقطت علي فكه فالقت به ارضا و ذلك الوحش الهائج الذي انقض عليه يضربه بكل عنف و شراسه و هو يقول بغضب جحيمي 

+


- هو انا  مش قولتلك تبعد عنها و متقربش منها تاني يا حيوان

+


 ثم أخذ يضربه و يركله في اماكن متفرقة في جسده 

+


حتي تدخل من حولهم يحاولون إنقاذ ماجد من بين براثنه إلى أن نجحوا اخيرا . فاخذ يلتفت حوله و هو يلهث باحثًا عنها فوجدها تركض إلى خارج الحرم الجامعي فهرول خلفها دافعًا كل من يقف في طريقه فلم يكن يهمه سواها ولكنه صُدم عندما وجدها تقطع الطريق غير عابئة بتلك السيارة التي كادت ان تدهسها لولا ان انقذتها ذراعيه في آخر لحظة ...

+



        
          

                
حاوطها بشده وكأنه غير مصدق انها آمنه بين جنبات صدره فقد كان قاب قوسين او ادني من خسارتها اما هي فكانت ترتجف غير مستوعبه لما حدث في ثوان معدودة فقد كانت علي وشك الموت و هو انقذها ...

+


مرت لحظات لم تتحرك من جانبه و كأنها تخشى الانسلاخ عنه تود لو تظل هكذا إلى الأبد .وهو كان اكثر من مُرحب بقربها الذي يعشقه فصار يقربها اكثر حتى تهدأ و يهدأ هو بعطر أنفاسها التي تُثلج صدره.

+


اخيرًا استطاعت ان ترفع رأسها وتنظر إلى عينيه التي كانت تحكي مقدار الوجع الذي خلفه غيابها فقال لها برجاء 

+


- انا بحبك اوي يا كارما ارجوكِ تسمعيني .

+


همست بلوعة

+


- لو وعدتني ان اللي هتقوله مش هيجرحني يا مازن هسمعك .

+


أجابها بنبرة محشوه بالوجع

+


- لو سمعتيني للآخر هتعرفي اني عمري ما اقدر اجرحك ابدًا انتِ حبيبتي  و روح قلبي و عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك  ....

+


لانت ملامحها و رق قلبها الذي استشعر الصدق في حديثه فهمت بالرد عليه و لكن سبقها ذلك الصوت الملئ بالحقد و هو يقول 

+


- متصدقيهوووش . دا بيكذب عليكِ ! 



+


*********



+


هلاكِ .....! 

+


كانت هذه آخر كلمه انطبعت في مذكراتها عنه  بل كانت هذه الكلمة هي إجابة سؤالها الذي لطالما كان يرهقها ...

+


فالآن اصبحت الرؤيا واضحه و تبينت معالم صورته المشوشه بداخلها و تفسرت جميع كوابيسها التي لاطالما ايقظتها في منتصف نومها ليصح حدثها بأنها كانت رسائل ربانيه و لكن قلبها الغبي ابى ان يستمع لها

+


جلست غرام بمنتصف مخدعها و دموعها تجري كأنهار علي خديها تبكي خيبتها و تبكي وجعها و تبكي قلبها الذي اعطته بملئ إرادتها لرجل لم يعرف الحب يومًا بل لم تمس الشفقه و الرحمه جدار قلبه ...

+


فبالرغم من إعترافه بأنه لم يمس جسدها بسوء و لكنها مس قلبها بل قام بإزلالها و التحقير من مشاعرها نحوه فقد كان منذ البدء يراها ساقطة يريد الإنتقام منها ....

+


حقًا لا تعرف علي ماذا تبكي ؟ اتبكي علي خيبتها منه او اذلاله لها ؟ ام تبكي علي وصفه لها بكل ذلك السوء ؟ 

+


أخذت تتذكر آخر لقطات جمعتها به 



+


عودة لوقت سابق

+


هربت من سيارته ركضًا و القت بنفسها بداخل أحضان شقيقتها تبكي ذلك الألم الناجم عن ما فعله بها و تبكي ذلك الوجع الذي لا يُطاق بداخل قلبها فسمعت صراخه و هو يتوسلها بأن تسمعه

+


و فجأه شعرت بشئ ارتطم بالارض بشده فالتفتت و صدمت من مظهره و هو ملقي علي الارض بفعل تلك اللكمه التي تلقاها من مازن الذي فهم بعضا من صراخهم بالسياره و قد تخيل ما قد فعله معها فقام بتكوير يده و لكمه بكل قوته لفعلته الحمقاء تلك فجن جنونه لما فعله به و بادله بلكمه آخرى لم تكن أقل قوة من سابقتها التي تركت علاماتها علي وجهه وظلا يتبادلا اللكمات و كأن كلا منهما كانا ينفث عن غضبه الداخلي بالآخر فكان الموقف اشبه بحرب الشوارع التي قطعتها كارما صارخة  

+



        
          

                
- بطلوا بقي ايه اللي بتعملوه دا ... انتوا اجننتوا ؟

+


فنظر إليها هذان الوحشان و كلا منهما يلهث من جراء تلك المعركه الداميه التي دارت بينهم فألقت عليهم نظره محترمه و قالت بحزم 

+


- مش عايزين نشوف حد فيكوا تاني لا انا ولا اختي 

+


آلمتها كلماته و كأنها خنجر انغرز بقلبه فاقترب منها خطوتين ثم مالبثت ان اوقفته كارما بيدها قائله بغضب 

+


- خليك عندك متقربش مني ..

+


فتحرك الآخر الذي لم تفارق عيناه حبيبته قائلا بلوعه 

+


- غرام 

+


نهرته كارما بغضل

+


_ و انت كمان ابعد عنها ..

+


 اكملت بقهر

+


- من يوم ما دخلتوا حياتنا و انتوا دمرتوها انا و غرام و حتى كاميليا اللي ابن خالتك و اخوه خطفها و منعرفش وداها فين ؟

+


اوقفته كلماتها التي آلمت كبرياؤه المريض فقال ببرود 

+


- انا كدا كدا كنت هبعد انا بس كنت حابب اقول لغرام تنسي كل اللي حصل بينا و تعتبر اني مدخلتش حياتها اصلًا و انا عن نفسي نسيته .

+


إن كانت الكلمات تقتل لكانت الآن في عداد الاموات بفعل كلمات رجل قد اعمته القسوه للحد الذي يجعله يقتل دون أن يرف له جفن من الرحمه 

+


عودة للوقت الحالي 


+


شعرت بيد قويه تعتصر قلبها فقد وصل الالم بها للحد الذي لا يُحتمل فأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا غير قادرة على منعها فانفتح باب الغرفه ودخلت كارما مُهروله تحتضنها بلهفه حتى انها اخذت بالبكاء معها وهي تبثها بالعبارات المطمئنه إلي أن هدأت قليلا فقالت من بين دموعها 

+


- انا بموت يا كارما . حاسه بروحي بتتسحب مني .... في ألم فظيع هنا 

+


واشارت الي قلبها فشددت كارما من احتضانها و حاولت ان تخفف عنها قائله 

+


- اهدي يا حبيبتي دا ميستهلكيش والله 

+


- ياريتني ما قابلته و لا حتي شفته

+


 قالتها بلوعة والم 

+


- مفيش حاجه اسمها ياريتني يا غرام كل حاجه  في حياتنا بتحصل عشان ربنا رايدلها  تحصل و بيكون ليها سبب ربنا عمره مابيعملنا حاجه وحشه 

+


هبت مستنكرة 

+


- و بردو ربنا مبيرضاش بالظلم يا كارما 

+


- يا حبيبتي ربنا عادل و هيجبلك حقك من اللي ظلمك ... بس لو تقوليلي الحيوان دا عمل فيكِ ايه ؟

+


ذرفت أوجاعها على هيئة عبرات و كلمات ممزقة كحال قلبها 

+


- كسر قلبي  يا كارما . وجعني اوي بالرغم  من اني حبيته اوي والله 

+



        
          

                
قالت جملتها الأخيرة. بحرقه انتفض لها قلب كارما التي هدرت بعنف 

+


- دا حيوان و ميستاهلش دمعه واحده من دموعك دي ....

+


انا اول مرة اشوفك ضعيفه كدا . انتِ طول عمرك قوية يا غرام ..انتِ اللي كنتي بتقويني يوم موت بابا الله يرحمه ..

+


- يمكن عشان عمري ما حبيت حد قده في الدنيا !

+


كان اعترافها مريرًا له وقع السوط على كرامتها ولكنها لم تستطيع الصمت فآذرتها شقيقتها قائلة بحزن

+


- و هو ميستاهلش حبك دا و ميستاهلش تعملي في نفسك كدا عشانه ... دا اول قلم الحياة تديهولك لازم تبقي اقوي من كدا عشان لسه ياما هتقابلي في حياتك ، و خليكِ فاكرة ان الضربه اللي مبتموتش بتقوي و انتِ لازم تبقي قويه  عشان انتي مش اي حد . انتِ غرام سالم هاشم الرفاعي …

+


صمتت تستشعر وقع حديثها على ملامح غرام ثم تابعت باعتزاز

+


_ بابا ربانا طول عمرنا راسنا مرفوعه و مفيش حاجه تقدر تهزمنا كان واثق ان كل واحده فينا بميت راجل و حتى لو وقعت تقدر تقف تاني 

+


نجحت في غرس بذور الحياة في قلبها وتذكيرها بماهية طبيعتها التي تجاوزت حزنها قائلة بقوة

+


- عندك حق انا مش لازم ابقي ضعيفه ابدا هو ميستاهلش مني اي ذرة حزن واحدة  

+


تحدثت غرام بتصميم علي لملمه شتات قلبها الذي بعثره عشق ذلك القاسي الذي لم يحرك دفئها ساكنا في برودة قلبه....

+


كانت كارما تتحدث ولم تكن تدري اتواسي شقيقتها أم تواسي نفسها فهي في أمس الحاجة لكتفين تضمانها و يد تربت علي كتفها و تخبرها بأن كل شئ سيكون علي مايرام فهي الأخرى تعاني آلام الفقد و الخذلان معا  

+


والحقيقة أن كلا كان يعاني بطريقته فلا يوجد قلب في هذه الحياة لم يكتوي بنيران العشق ... و لم تطال قلبه مرارة الخذلان و لكن هذا هو العشق مثلما نتجرع آلامه و مرارته نتذوق أيضًا حلاوته و روعته . فجمال الأشياء يكمن  دائمًا في صعوبتها فكلما كانت اصعب كانت لذة الوصول اجمل و اشهى ... 

+


نورهان العشري ✍️ 

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁 


+


تفاجئ ادهم النائم بإهمال فوق مخدعه بزجاجه من المياه المثلجه تسكب فوقه فاستيقظ مفزوعًا و هب بغضب 

+


- انت غبي يا مازن في حد يصحي حد كدا ؟

+


صاح به مازن بغضب مُريع

+


- و انت لسه شفت غباء و كمان ليك عين تنام ؟ تصدق انك بجح . 

+


تململ بضيق تجلى في نبرته حين قال

+


- و انت مالك انت و جاي عايز ايه عالصبح كدا ؟

+


مازن بسخرية 

+


- صبح ايه؟ انت مش عايش في الدنيا احنا داخلين عالمغرب يا بيه .

+



        
          

                
أدهم بنفاذ صبر 

+


- و انت مالك  اصحي وقت ما اصحى انت جاي تحاسبني !

+


زجره مازن بعنف

+


- قصدك جاي اطلع عين اهلك .. متفكرش اني عشان سيبتك امبارح بمزاجي يبقى الموضوع انتهى لا ... انا عايز اعرف دلوقتي عملت ايه في غرام خلاها منهاره بالشكل دا ؟

+


فاجئه حين أجاب بجمود

+


- معملتش حاجه !

+


أيقظ جموده نيران حارقة بأحشاؤه فصاح موبخًا

+


- انت هتستهبل امال هي كانت منهاره منها لنفسها كدا ؟!

+


صاح غاضبًا يحاول التملص من نيران ذنبه

+


- قولتلك معملتش حاجه اتسلينا مع بعض شويه و كل واحد راح لحاله عشان كدا هي زعلت .

+


اقترب منه مازن و امسك به من تلابيبه و قال بغضب 

+


- اوعي تكون قليت معاها يا ادهم هدبحك فاهم !

+


- قولتلك محصلش حاجه خلاص بقى

+


 قالها ادهم بصراخ قبل أن يتابع بخسة

+


_ هي كانت راسمه على حب و غرام و دي مش سكتي عشان كدا انهارت لما قولتلها اني مش بتاع كدا ..

+


شيعه مازن بنظرات الخسة قبل أن يقول باحتقار 

+


- تصدق اول مرة اشوفك واطي كدا يا ادهم 

+


صمت لثوان قبل أن يتابع ليجلد ما تبقي له من كبرياء و أردف 

+


- انا كنت قاصد اخليك تشوف غرام عشان انا اكتر واحد كنت حاسس بيك و شاف معاناتك مع الزباله الي كنت تعرفها قبل كدا حتي لو كنت بتداري ... قولت دي اللي هتنور حياتك تاني و هترجعك ادهم بتاع زمان .

+


بس انت دلوقتي اثبتلي انك متستهلش غير واحده زي مرام . هي دي اللي تليق بيك .... انا مبقتش عايز اعرفك تاني .

+


خرج مازن بعد ما القي برصاصات كلماته وأردفها بنظره احتقار زادت من معاناة ذلك الذي يقرضه الندم حتي افقده صوابه فصار يدمر كل ما تقع عيناه عليه و هو يصرخ و دموعه تتساقط من فرط الألم...

+


بعد وقت ليس بقليل انهكه التعب و خانه جسده فسقط علي الارضيه يلهث من فرط العذاب الذي يعتمل بداخله و صار يبكي كطفل صغير فقد ابويه فها هو خسر صديقه و أخيه الاكبر و ايضًا خسر حبيبته الوحيده والاصعب من ذلك كله خسر إنسانيته التي فقدها عند اول صفعة تلقتها منه ملامح ملاكه البرئ في ذلك اليوم المشؤوم ....

+


اخرجه من معاناته صوت هاتفه الذي ظل يرن قرابه الساعه فالتقطه في وهو ينوي اغلاقه و لكنه تفاجأ بأن الاتصال من اخيه الاكبر و الاب الروحي له فأجاب على الفور قائلا بلهفه 

+


- يوسف  

+


- عايزك في ظرف ساعه تكون قدامي 

+


كان يوسف يتحدث بغضب شديد فأجابه أدهم بلهفه 

+


- حاضر مسافه الطريق هكون عندك 

+


قالها بصوت معذب علي الفور لمس قلب يوسف الذي تحدث باهتمام و قد نسي ما كان يغضبه منه قبل قليل 

+


- انت كويس ؟

+


- متقلقش عليا انا كويس 

+


- صوتك مش عاجبني  انت فين ؟ انا جايلك .

+


هكذا تحدث يوسف بحزم فقاطعه أدهم مؤكدًا على حديثه

+


- متقلقش عليا يا يوسف انا لسه في اسكندريه و هلم حاجتي و هاجي النهارده .

+


- طب بما انك في اسكندريه عايزك تعدي علي فاطمه خاله كاميليا ام علي و تطمن عليها عشان سمعت انها تعبانه و في المستشفي 

+


كلمات يوسف كانت أسوأ ما يُقال في هذا التوقيت لذا سارع بالتملص من الأمر 

+


- متقلقش بقت كويسه الحمد لله و خرجت من المستشفى امبارح بس قلقانه و هتتجنن علي كاميليا ... صحيح هو حصل بينكوا ايه ؟

+


اجابه باختصار

+


- بعدين هبقي احكيلك.

+


أدهم بتنبيه  

+


- اوعى تكون اذيتها يا يوسف كاميليا متستهلش منك حاجه وحشه .. اكيد هروبها دا له سبب افهم منها و اعرف ليه عملت كدا متعملش حاجه تندم عليها .. لو ضاعت منك هتندم ندم عمرك صدقني 

+


كانت كلماته تخرج من جوفه المُحترق فشعر يوسف بشي خاطئ فاستفهم قائلًا

+


- ادهم انت بتكلمني انا؟ 

+


 كانت لهجته تحمل ما يعانيه مع قلبه و ايضا فهو شقيقه الأكبر و أكثر من يعلمه حتمًا يوجد خطب ما ليتحدث بتلك الطريقة و قد صدق حدثه فهو يوجه الحديث لنفسه التي لو كانت طاوعت قلبه لم يكن يقع أبدا في ذلك العذاب  

+


لم يستطع الإجابة علي أخيه فما كان من الاخر انه اغلق الخط و لملم أشياؤه سريعا ليؤاذر شقيقه فهو تأكد تماما بانه يحتاجه و لكنه يأبى التصريح بذلك و لكنه لبى نداء قلبه الذي طالبه بالاطمئنان على معذبته اولًا فانصاع له وتوجه إلي المشفي في الحال 

+


بعد وقت قليل وصل يوسف و قلبه يسبقه إلى غرفة كاميليا و لكنه صدم مما سمعه و رآه ووووووو

+


الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close