اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم نورهان العشري 





                                    
كَطير صغير كُسِر جنَاحه عِند أول محاولة طيران له هذا هو الخُذلان ..

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


من العبث ان نقف بحياتنا عند نقطه معينه ننتظر شخص لم يجبره احد علي الرحيل بل كان بملء إرادته . فالقلب يميل ثم يحب و يتعلق و أخيرًا يعشق فإن عشق لا يترك أبدًا حتى لو اجتمعت عليه الارض و السماء . و أما ما دون العشق لا يستحق أبدًا دقيقه إنتظار واحده !

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


كانت كارما تتوسط سريرها محاوطه كتفاها بذراعيها تحاول احتواء ذلك الألم الرهيب الذي يعصف بكيانها و تترجمه عيونها على هيئة أنهار من الدموع لا تستطع إيقافها فجميع حواسها الآن تتركز على صوره واحده حبيبها مع آخري ...! 

+


لم يكن فقط حبيبها بل حلم طفولتها الذي انغرس بقلبها منذ ان كانت طفله صغيرة و أخذت ترعاه و تسقيه مياه الأمل بأن يعود فارسها و يختطفها مثلما وعدها لتجني ثمار عشقها و تتذوق حلاوة انتظارها له و لكن ماذا حدث ...؟ 

+


أصيبت زرعت حبها بفيروس الخيانة القاتل الذي وحتى الآن لا يوجد أي دواء في هذا الحياه يمكن معالجة قلب أصابه ذلك الألم الناجم عنه فهو يقتل القلب و لكن ببطء ...💔

+


ترى هل أخطأت بالانتظار ؟ و لكن لم يكن لدي حيلة مع قلب خلق له و به ! لم أكن أملك من أمري شيئا سوى انتظاره و إنتظار جزء من روحي قد انشق مني و رحل معه ...

+


لقد سألته مرارا و تكرارا هل اقتحمت حصونك انثي غيري  فأقسم لي بأن قلبه لم يحوي سواي ... 

+


كذب ! نعم كذب علي و على قلبي الغبي الذي كان يصدقه حتى قبل ان يتحدث و كان يلتمس له العذر في كل مرة اذاقني فيها خذلانه فالغدر لم يأتيني منه فقط بل من قلبي الذي غدر بي اولا عندما سامحه مرارا و تكرارا و اخذ يختلق له الاعذار الواهيه و أعطاه الخنجر الذي طعنني به

+


اخذت تتذكر لقطات من سعادتها المزعومة معه 

+


عودة لوقت سابق...

+


- ها عايزة تعرفي عني ايه بقي يا سكرتي ؟

+


- انا مش سكرة حد دا اولا يعني .. ثانيا بقي قول اللي انت عندك استعداد اني اعرفه 

+


نظرلها مازن بتسليه و أجاب بمرح 

+


- عندك حق بلاش سكرتي دي .. دي لما كنتِ صغيرة بضفاير انما دلوقتي انتِ كبرتي يا كرملتي و بقيتي فرسه .. 

+


 

+


خجلت كارما كثيرا من غزله المبطن فقالت بغضب ممزوج بالخجل 

+


- مازن احترم نفسك و بطل استهبال و ان كنت عديتلك اللي عملته في العربيه دا فدا مش معناه اني موافقه عليه و لو حصل تاني ...

+
  
قاطعها مازن بعشق و عينيه تغازلانها بما لا يتفوه به اللسان 

+


- هتعملي ايه يا روح قلبي ؟

+


- مش هتشوف وشي تاني

+


 قالتها بارتباك من نظراته التي تغازلها فابتسم على خجلها المُحبب و قال بهدوء

+


- موضوع إني مشفش وشك تاني دا مش هيحصل عشان دا مش بمزاجك و لا بمزاجي ..

+


- و دا ازاي بقي

+


 قالتها ساخرة فأجابها بنبرة تحمل العشق و الإصرار معًا 

+


- يعني مثلا لو قمت الصبح و قولت لنفسي يا واد يا مازن مش عايزين نشوف البت كارما دي تاني هلاقي قلبي بيعاندني و جايبني من قفايا و جاي يقولك وحشتيني نفس النظام بينطبق عليكِ قلبك هيعمل معاكي كدا بردو  

+


كارما بدلال

+


- والله لو قلبي عمل معايا كدا هسيبه يتفلق و مش هسمحله يتحكم فيا اصلا 

+


ابتسم على طريقتها في الحديث و دلالها و أجابها بخشونة

+


- الكلام دا عندك انتِ .. و الله يكون في عون قلبك بصراحه . انما انا بقى واحد قلبي دا اغلي حاجه عندي و مدلعه عالآخر و مبقدرش ارفض له طلب .

+


كارما بتخابث

+


- امممم  وياترى بقي  كنت بتدلعه ازاي وانا مش موجوده 

+


أجابها مازحًا 

+


- كارما انتِ الداخليه عندنا خسرتك صدقيني ... انتِ محدش يعرف يحور عليكِ أبدًا ..

+


صاحت بانفعال

+


- اديك اعترفت انك بتحور ... في ايه بقي خايف تحكيه و عمال تلف و تدور عشان تغلوش عالموضوع ؟

+


قهقه مازن بشده و قال من بين قهقهاته 

+


- خايف ...! انتِ متخيله بطولك دا ممكن تخوفيني !

+


كارما بثقة راقت له كثيرًا 

+


- الموضوع مش بالطول يا سيادة الرائد دا بالعقل. و بعدين انا طولي مظبوط علي فكرة انت اللي طويل بزياده

+


مازن بغزل 

+


- انتِ كل حاجه فيك مظبوطه يا قمر مش طولك بس 

+


أردف كلماته بغمزة اربكتها فتصنعت الغضب قائلة

+


- ما قولنا احترم نفسك بقي  ....

+


 كانت كل ذره من كيانها تنتفض طربًا لغزله الصريح بها و قد كان ذلك الماكر يعلم بذلك و يتجلى ذلك بوضوح في عينيه التي كانت تغوص في اعماقها و تكشف جميع أسرارها 

+


- كارمتي عايزك تعرفي اني في أقصى درجات الاحترام معاكِ والله و دي حاجه ضد طبيعتي 

+


نهرته بتهديد

+


- مازن هقوم امشي والله .

+


أجابها بثقة بعدما تحرك ليجلس براحة أكثر 

+



        
          

                
- وماله يا روحي امشي لحد آخر مكان في الدنيا هتلاقيني وراكي .  اي مكان هتروحيه يا كارما هتلاقيني جمبك فيه. 

+


أطلقت العنان لمخاوفها في الظهور على السطح و أعلنتها ببساطه

+


-خايفه أصدقك يا مازن .

+


شاركها صراحتها و قام بفتح مغاليق قلبه ليعبر عن مكنوناته 

+


-عارفه يا كارما انا مكنتش قادر ارجع ليه طول المدة اللي فاتت دي ..؟

+


لم يتلق منها إجابه و لكن عيناها كانت تتوسله الا يجرحها  فطمئنها بضغطه رقيقه علي كفها و أردف 

+


-عشان مكنتش هقدر اشوفك و مقربش منك.   مكنتش هقدر اشوفك و ابعد عنك تاني و قبل ما تسألي . كنت خايف أأذيكي و اخنقك معايا بعقدة الذنب الي كانت ملفوفة حوالين رقبتي طول السنين دي و اللي يمكن بعدي عن ربنا هو كان السبب الرئيسي فيها .

+


- تقصد إيه 

+


بسط إجابته و أطلق العنان لقلبه في بثها ما يحمله من أثقال و ما يشوبه من نقوصات

+


- اقصد إني يوم ما روحت من عندكوا حسيت كإني كنت اعمي طول السنين اللي فاتت دي و فتحت لما شوفتك. لقيت قلبي بيقولي ازاي كنا مختارين نعيش في الضلمه طول حياتنا ؟

+


صمت لثوان وهو يتذكر تلك الليلة قبل أن يضيف بتنهيدة تعبر عن مشاعره حينها

+


- فضلت طول الليل اتقلب عالسرير و مش عارف اخد قرار قلبي بيترجاني ارجعلك و محرمهوش من نور حبك و عقلي بيقولي اهرب احنا مش قد الوداع مرة تانيه ...

+


لحد ما ربنا أراد انه ينور بصيرتي و هنا سمعت أذان الفجر و حسيت بصوت بيقولي قوم صلي و سيب كل حاجه لربنا و فعلا اتوضيت و لجأت لربنا اللي كنت بعيد اوي عنه في حين ان الراحه مبتجيش غير في القرب منه..

+


اخفض رأسه يتذكر خجله حينما كان يُقصر في حق ربه ثم تابع يسرد روعه ما حدث معه

+


- قمت صليت و قولت يارب و مش قادر اوصفلك الراحه اللي حسيت بيها بعدها و في لمح البصر اول ما حطيت راسي عالمخده نمت و شفت ابويا و امي في الحلم لابسين ابيض و حواليهم اطفال صغيرين كتير بيضحكولي و بيشاورولي من مكانهم و المفاجأة بقي  إن دي  كانت اول مرة يجولي في الحلم من يوم وفاتهم تقريبا كدا كانوا بيعاقبوني عاللي كنت بعمله في نفسي .

+


لاحظ تأثرها من حديثه فتابع وهو يخاطب عينيه أولًا 

+


- بعدها عرفت أن أهم حاجتين في حياتي هما . قربي من ربنا اللي بالرغم من بعدي عنه مبخلش عليا بيكِ و ردك ليا من تاني .

+


هتف قلبها متسائلًا بلهفه

+


- و السبب التاني ؟

+


- انتِ يا كارما . انتِ اغلي حاجه عندي في الدنيا فرحة قلبي اللي عمره ما داق ولا عرف طعم الفرح غير بيكِ

+



        
          

                
لثمت كلماته جروحها فقد كانت كالبلسم لقلبها الذي ضاق ذرعًا من آلامه و حلقت روحها في السماء السابعه فها هو حلمها قد تحقق به و عاد لها فارسها الذي انتظرته لأعوام 

+


و من فرط الفرحه لم تشعر بجريان الدموع علي وجنتيها فاقترب منها محاوطا وجهها قائلا بعشق 

+


- مفيش حاجه ولا حد في  الدنيا يستحق دموعك دي يا قلبي . دموعك دي غاليه عليا اوى يا كارما... انا بحبك و عارف اني جرحتك ببعدي بس صدقيني قلبي مبطلش يوم يحبك ... انا كنت بعاقب نفسي قبلك .

+


أن تركنا العنان للقلوب فهي تعلم أكثر مما نظن و تشعر بما يخفيه اللسان و قد ألهمها قلبها بأن هناك الكثير مازال مدفوفنًا بصفحات عينيه فقالت بخفوت

+


- امال ليه عنيك بتقول كلام كتير لسانك مقالهوش ؟

+


طاوع عقله و عاند قلبه مؤكدًا على حديثه

+


- قلبي اللي بيتكلم يا كارما مش لساني..

+


لا يمكن للأنثى إلا أن تتصاع خلف شعورها فواصلت حديثها قائله

+


- طب اصدق مين فيهم 

+


- صدقي قلبك و شوفي هيقولك ايه ؟

+


لم تكن الأمور عادله معها لذا قالت بتنهيدة حارقة

+


- قلبي هييجي عليا معاك يا مازن .

+


- قلبك حاسس بقلبي وعارف ايه جواه .

+


تريد قطع بذور الشك من جذورها فقالت بإصرار

+


- في حاجه معرفهاش؟

+


 

+


راوغ سؤالها بقنبلة تتفجر داخلها كلما ألقى تلك الكلمة على مسامعها

+


- بحبك اوي 

+


تجاهلت ضجيج قلبها إثر سماعها كلمته و واصلت تريد العبور إلى أبعد ما يمكنه السماح لها 

+


- في حد دخل حياتك في غيابي ؟

+


- محدش دخل قلبي غيرك.

+


- معرفتش حد بعدي ؟

+


ضاق ذرعًا من إصرارها فهتف بعناد

+


- محبتش حد غيرك ... ليه مش قادره تصدقي؟

+


لا تتنحى الأنثى حين يتعلق الأمر بالغيرة و هي كانت تتألم بداخلها لسبب لا تعلمه لذا تابعت بقوة

+


- اقنعني .

+


- تتجوزيني ؟

+


ادارت وجهها عنه و اغمضت عيناها بشدة فهي تعشقه حتي النخاع و لكن هناك شئ يخبرها بأن لكل جنه شيطان وهي تخشى  ان يظهر هذا الشيطان على هيئه امرأة قد استوطنت قلبه في غيابها و تحرمها من جنته التي لطالما حلمت بها معه 

+


- متخبيش عنيكِ مني كفايه اتحرمت منهم كل دا .

+


هكذا تحدث بخفوت و لهجه معاتبه فأجابته بجفاء يوحي بمدى لوعتها و ما يعتريها من تخبط

+



        
          

                
- خايفه اعرف اترجم اللي في عنيك يا مازن و يوجعني ..

+


أجابها بصدق 

+


- عمري ما هوجعك ابدا .

+


- يبقي متخبيش عني حاجه 

+


زفر بتعب من عنادها

+


- عايزه تعرفي ايه ؟

+


- كل اللي معرفهوش ..

+


أجابها بخشونة تتنافى مع عذوبة كلماته

+


- اللي متعرفهوش اني مكنليش حد قبلك ولا هيكونلي حد بعدك ..

+


تفاقم الغضب و طغى على كل شئ فحاولت كبحه في استفهام جاف صريح فلا طاقة لها في المراوغة وهو لا يستجيب 

+


- و انا مش موجوده مكنش في حد بيعوض غيابي ؟ 

+


شددت علي كلماتها بكل ما يعتمل بداخلها من خوف 

+


لم تتلق من شفتيه اي إجابه و لكن تولت عيناه مهمه الرد عليها فقد أخذت ترسل إليها شرارات من العشق الذي  فاض به قلبه . و ارتوت به روحها فشعرت بالدفئ يتسرب إلى داخلها و لكن أبت ان تسلم رايتها فقالت

+


- ساكت ليه  ؟

+


- سيبت عيوني ترد عليكِ سيبتك تشوفي فيهم انتِ بالنسبالي ايه .

+


لم تستطيع الصمود أمام عينيه أكثر فأدارت وجهها تقول بتململ

+


- انت بتلجأ لطرق غير مشروعه علي فكرة ..

+


ابتسم قبل ان يقول بخشونة 

+


- في الحب و الحرب كل شئ مباح .

+


هتفت بحنق

+


- بس دي حرب غير متكافئة 

+


استنكر حديثها قائلًا   

+


- حرب مش حب !  طب ليه مش متكافأه من وجهه نظرك ؟

+


أجابته بتذمر

+


- عشان كل حاجه ضدي فيها . كل حاجه فيا بتحاربني معاك يا مازن .

+


لم يهتم لأي شئ و قال بعذوبة

+


- و كل حاجه فيا بتعشقك يا كارما . ليه راميه نفسك في الحيرة دي كلها و سايبه الظنون تاخدك و توديكي؟

+


اخرجت مكنوناتها في تنهيدة قويه اتبعتها بكلمات اقوى نابعه من خوف كبير يستوطن داخلها

+


- عشان مش هقدر اترفع معاك لسابع سما و تيجي حاجه تخسف بيا سابع ارض. مش هقدر يا مازن  لو وقعت مش هقوم تاني .

+


- للدرجادي معندكيش ثقه فيا يا كارما ؟

+


قالها بحزن فأجابته بتعقل

+


- مش قله ثقه بس انا و انت مش لسه متقابلين امبارح احنا متقابلين من زمان اوي و كان بينا وعد حافظت عليه بروحي و انا محصنه نفسي بريحتك اللي كانت ساكنه فيا من يوم فراقك و فضلت مصبرة قلبي بصوره قديمه لينا زمان كانت بتواسيني في بعدك . فمش هقدر اسامح علي حاجه حصلت في غيابي و مش هقبل اسكن مكان لمست جدرانه واحده غيري حتى لو كان وضع مؤقت ..

+



        
          

                
كانت كلماتها و كأنها ضربات سوط تجلد قلبه العاشق لها و كان يصب عليها النار لتشتعل اكثر ضميره الذي كان يعنفه بشده على ما يخفيه عنها و يأمره بالإفصاح بما يخبئه في أعماق نفسه و لكن ما يخفف من عذابه و لو قليلا هو أنه لم يكذب بشأن قلبه الذي لم تمسه امرأة سواها 

+


و أخيرا قرر انهاء معاناتها و معاناتها فلا طاقة له بالعيش دونها ولن يترك الحياة تتلاعب به مرة أخرى و ترغمه عن التخلي عنها فقال بلهجة لا تقبل الشك 

+


- محدش سكن قلبي غيرك انتِ . قلبي كان مختوم بحبك اللي كان مخليه مش شايف اي بنت تانيه  . محدش لمس جدرانه غيرك .. و مفيش حد هيقبل يسكن مكان كل ركن فيه مكتوب عليه اسمك.

+


كلماته تحمل من الروعة ما جعل عينيه تتعلق به رغمًا عنها و خاصةً حين تابع بصدق

+


- انتِ حبيبتي الاولى و الاخيره و قلبي محدش سكنه إلا انتِ اطمني ..

+


عودة للوقت الحالي 

+


 كداااب ... اكتر إنسان كداب في الدنيا

+


 قالتها بحرقه من بين دموعها و أخذت تلعن غبائها فهو كان يراوغها و هي بكل سذاجه صدقته . خدعها ولم يكن صريح معها و هي لن تلومه وحده بل تلوم قلبها الذي اوقعها في شراك رجل لا يعرف معنى الوفاء 

+


صدح رنين هاتفها برساله منه فهي تتجاهل مكالماته التي تخطت المائة مكالمة فائته ... 

+


امسكت بهاتفها تقرأ و داخلها يتمزق 

+


" ردي عليا يا كارما متحكميشش عليا بالإعدام من غير حتي ما اسمعيني و لو لمرة واحدة ارجوكِ ردي عليا " 

+


أخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فكتمتها بالوساده خوفًا من ان نستيقظ والدتها فهي تخشى عليها من أن تراها في تلك الحاله المزريه مفطورة القلب مكسورة الخاطر و ما هي إلا دقائق معدودة حتى سمعت جرس الباب فتعجبت فالوقت يشير الى الحادية عشر فمن سيأتيهم في هذا الوقت ؟ 

+


حاولت إصلاح هيئتها المزرية تلك وهمت بفتح الباب فصدمت مما رأته 

+


- أنت ..؟

+


**********

+


بكل ما أوتيت من عشق أتمني لو أنني لم ألتقي بك أبداً. "

+


بدأت غرام بإسترداد وعيها شيئاً فشيئاً و أخذ رأسها يتحرك في جميع الاتجاهات تحاول معرفة أين هي فشعرت بيد تحتوي كفها بحنان لمس قلبها فالتفتت لتتفاجئ به يبتسم لها بوهن فبدأت تستعيد ذكرياتها المريرة معه فشعرت بألم حاد في صدرها بات يمنع عنها التنفس و علي الفور انتزعت كفها من تلك المتشبسه بها و وضعتها فوق قلبها واغمضت عينيها بشده بينما دموعها تنهمر على وجنتيها وكأنها جمرات مشتعله تسقط على قلبه فتحرقه .. 

+


أخذ الندم يقرضه من الداخل كونه المتسبب في ذلك العذاب الذي تعيشه الآن فود لو يرجع به الزمن عدة ساعات لكان الآن معها يخبرها انه يعشقها و أنها امرأة حياته و لكن سبق السيف العزل و لم يعد بيده شئ فهو أخطأ و الآن يجب عليه تحمل نتيجة افعاله النكراء .. 

+



        
          

                
- حتى الموت استخسرته فيا !

+


قالتها بوجع انحفر بمعالم ووجهها فباتت كعجوز نجح الزمن في إمتصاص الحياة منها و طبع خيباته عليها .. 

+


وقعت كلماتها عليه كضربات السيف الذي شطر قلبه لنصفين فيا ليتها تعلم ان لا حياة لقلبه دونها وأنه لو كان بإمكانه ان يدفع عمره مقابل أن يعيد الزمن إلى الخلف بضعه ساعات فقط لكان وضعها بين الطيات قلبه و حماها من ذلك الشيطان اللعين الذي كان يتملكه و لكن هيهات أن يستطيع إنسان أن يعيد الزمن للحظه واحده ..

+


فالندم كان ولا يزال لعنه البشرية التي لا يمكن التحرر منها فهو أشبه بابتلاع الإنسان جمرة من النار تحرقه من الداخل و لا يملك سلطة إرجاعها ليظل يكتوي بنارها الحارقه فرفاهيه إرجاع الزمن إلى الوراء لم تخلق بعد ....

+


- متقوليش كدا ... انتِ لو كان جرالك حاجه مكنتش هسامح نفسي طول حياتي 

+


تحدث أدهم بعد أن جاهد كثيرًا ان يلملم شتات نفسه التي بعثرتها إمرأه أصبح يعشق الهواء الذي تتنفسه و أكثر ما كان يقتله انه لم يكن يكتشف مقدار عشقه لها سوى في تلك اللحظه التي أوشكت فيها على التخلي عن حياتها ..

+


- و دلوقتي مسامح نفسك ؟!

+


قالتها بوجع فلم تتلقى منه أي إجابة فباتت صورته في عينيها كمسخ مجرد من كل معالم الإنسانية فواصلت تحطيم ما تبقى من ثباته المصطنع

+


- ياااه ... هو السؤال صعب اوي كدا ؟

+


" لا يليق بك الضعف و الإنحناء حتى و إن أخطأت فهي من دفعتك لذلك .." 

+


هكذا اخبره عقله فنصب عوده و حاول  رسم جدار من اللامبالاة التي تجلت في كفيه الذان أخفاهم في جيوب بنطاله و قال بصوت جاهد ان يكون ثابت 

+


- مقدرش اشوف حد بيحاول يموت نفسه و اقف اتفرج عليه ..

+


خرجت منها ضحكه ساخرة تحمل كل معاني الخذلان الذي يعتمل بداخلها و سرعان ما تحولت لبكاء تقطع نياط قلبه لأجله و نصبت عودها المحتي بخزي لتاقترب منه قائله بسخرية سرعان ما تحولت لوجع 

+


- متقدرش تشوف حد بيموت لكن تقدر تموته صح  ؟! 

+


انا عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدا ؟

+


بلاش السؤال دا . قولي شفت مني ايه يخليك تفكر فيا التفكير القذر دا ؟

+


- شووفت .....

+


قالها ادهم بصراخ اهتزت له أرجاء الغرفة و دب الرعب في اوصالها عندما وجدته يقترب منها بإحدى يديه ويده الآخرى تلكم الحائط خلفها و هو يقول بغضب مميت و بنبرة مرعبة 

+


- شفتك و انتِ مع واحد في الكافيه و ضحكتك مسمعه اسكندرية كلها .. و شوفتك و انتِ مع واحد تاني قدام باب المستشفى بعد ما كنتي معايا بدقيقتين و سمعتك و انتِ بتكلمي واحد تالت في التليفون و بتوصفيله قد ايه مشتقاله و بتتكلمي عني معاه على إني مجرد واحد صاحب اخوكي! عايزاني اشوف ايه تاني عشان افكر فيكي كدا ؟ ردي علياااااا ؟

1



        
          

                
قالها بصراخ ارعبها فصار جسدها يرتعش و اخذت تردد دون وعي 

+


- انت مجنون ... اكيد مجنون ...استحاله تكون إنسان طبيعي  .

+


- احمدي ربنا ان المجنون دا مقتلكيش في ساعتها . لإن النار اللي كانت جواه كفيله انها تحرق إسكندرية باللي فيها ..  

+


صرخت بكل ما تحمله من وجع و خزي 

+


- ابعد عني مبقتش عايزه اشوفك انت انسان ظالم و كداب و ملكش اي حق تحاسبني علي اي حاجه انت بتدور علي اى شماعه تعلق عليها جريمتك  .

+


تمكن منه شيطانه الذي حوله لمسخ بنظرها حين هدر بعنف

+


- جريمتي دي كانت النهاية لأي واحده تفكر ترخص نفسها و تتنقل بين كل واحد شويه 

+


دوت صفعه مدويه علي خده بثته فيها كل ما تشعر به من قهر وألم حتى أخذ يتردد صداها في أرجاء الغرفة 

+


أغمضت عينيها بشدة تتوقع منه ان يحطم رأسها في اي وقت و هي حتي لن تعترض فقد كانت تتمنى لو تنتهي حياتها بتلك اللحظه و ينتهي كل ذلك الألم و لكنها فوجئت بذلك المجنون يحطم كل ما يحيط بهم و يزأر كأسد جريح  فارتعبت من مظهره واتخذت ركن في آخر الغرفه وانزوت به محاوطه جسدها بذراعيها ترتجف بشدة حتى هدأ تماما من نوبه الجنون التي انتابته فهو إن لم يفعل ذلك و يخرج شحنه الغضب التي ولدتها فعلتها الخرقاء لكانت الآن في عداد الأموات ..

+


اخذت خطواته تقترب منها  فشعرت بثقلها علي قلبها اما هو فقد كان يود لو فصل رأسها عن جسدها لتلك الفعله الشنيعه والتي لم يتجرأ احد و يقدم عليها طوال حياته و لكن تلك النظرة التي رآها في عينيها ما أن رفعت رأسها تنظر إليه شلت تفكيره تماما فلم يشعر سوي و هو يقترب منها و يقارب جبهته من خاصتها حتى امتزجت عبراتهم  ليقول بنبرة متحشرجة 

+


- كان نفسي تطلعي غيرهم . كان نفسي تبقي الملاك اللي هينقذني من الجحيم اللي عايش فيه … ليه طلعتي خاينه زيهم؟

+


حتي و إن مستها دموعه و انتفض لها قلبها فلن تسامحه على غدره بها و أيضا ظلمه لها إذن فليتجرع جزء من عذابها فانتفضت من جانبه قائله بغضب

+


- عشان انت متستهلش غير واحده خاينه و غداره زيك … عارف ؟ أتمني تفضل عايش في الجحيم دا طول عمرك و تفضل متعذب و متشوفش يوم حلو أبدا في حياتك هو ده اللي تستاهله …. 

+


شعر أدهم بسريان النار بين أوردته فقد كان يود لو تخبره بأنه أخطأ بحقها و إنها الملاك الذي جاء لينتشله من عذابه فهو بعد ما رأي انهيارها و محاولة انتحارها يكاد يجزم بأنها أطهر مخلوق علي وجه الأرض ولكن لما تتفوه بهذه الترهات ؟ لتزيد من عذابه ؟ ألا يكفيه ما يعانيه من ألم و لوعه .؟فلم يشعر بنفسه و هو يقول بجمود 

+


- عشان كدا انا مش ندمان على اللي عملته معاكِ و لو رجع بيا الزمن هعمل كده تاني 

+


ألقى بقنبلته وغادر دون ان يلتفت ليري مدي الخسائر الذي تسببت بها و لا ذلك القلب الذي تفتت حزنا و وجعا و لكن ماذا كانت تنتظر من شخص مثله لا يمتلك قلبا من الأساس ؟ و لكن ألم يكن هذا ما تمنته أن يشبه حبيبها مصاصة الدماء ! فهو بالفعل يشبهها قولا و فعلا و لكن الإختلاف هنا بأنه امتص روحها و تركها مثل خرقه باليه لا تصلح للحياة ليته امتص دمائها أيضًا و أنهى حياتها التي أصبحت كالجحيم ..

+



        
          

                
************

+


دخل يوسف إلي شقته و هو يشعر بأنه يحمل هموم بثقل الجبال فوق كتفه فنظر إلى أثاثها المبعثر والمهشم تمامًا كما هو حال قلبه فأخذته قدماه تلقائيا إلى حيث الغرفة التي كانت تمكث بها يتلمس رائحتها التي يعشقها ..

+


فتقدم يجلس علي فراشها و يحتضن وسادتها و انفلتت دمعه حارة منه تحكي مقدار الوجع الذي يشعر به فأخذ يتذكر كيف حطمه غيابها و ما تحمله من عذاب فقدها فبهروبها كأنها منعت عنه الهواء الذي يتنفس….

+


فتلك هي المرة الأولي التي يشعر بها بمثل هذا الضعف في حياته لطالما كان قويا صلبا لا يستطيع اي شئ ان يحرك ساكنا به . فهو مثال للرجل القوي الذي اعتاد أن  يقف بمواجهه الحياه بكل عنفوان لم يأبه لأحد قط فقد كان بمثابة الصخرة التي يحتمي بها الجميع و الجدار الذي يتكأ عليه كل من حوله لم يعتد أبدا على الإنحناء للحياه 

+


فكان يناطحها و لم يجعلها يوما تخضعه لإرادتها بل لم يستطع شئ او شخص في هذه الحياه ان يهزمه سواه !

+


هي و فقط  من استطاعت ان تحطمه . غيابها افقده عقله  أشعر بالعجز لأول مرة في حياته ..تلك المرأه فعلت به ما لم يستطع ايًا أعداؤه فعله حتى أنها جعلته يتخلى عن الكثير من مبادؤه لأجلها و لكن لم يعد يستطيع أن يتحدى كبرياؤه أكثر  فلتتحمل نتيجة خياراتها ..

+


أخيرا قرر عدم الاستسلام لأحزانه أكثر من ذلك و قرر أنه لن يتراجع عما انتواه لها فقام بالبحث عن حقيبتها ليجدها مخبأة في الخزانة فراوده الشك حول هذا الأمر فقرر معرفة ما تحتويه فقام بفتحها و لكنه صُدِم مما رآه 

+


*************

+


- أنت … ! انت ايه اللي جابك ليك عين تيجي هنا 

+


- ارجوكِ يا كارما لازم تسمعيني

+


 قالها مازن بقهر فصاحت بألم 

+


- كداب … كداب من قبل ما اسمعك يا مازن و لو قعدت تتكلم من هنا لبكرة مش هصدقك 

+


تابع يحاول جعلها تستمع إليه

+


- ارجوكِ اديني فرصه ادافع بيها عن نفسي 

+


صاحت بغضب 

+


- فرصتك خلصت خلاص و معدش ليك جوايا اللي يخليني اقدر حتى اسمعلك 

+


مازن بقهر

+


- يعني إيه ؟

+


- يعني رصيدك جوايا خلص يا مازن . إنساني و ابعد عني انا حتي مبقتش طايقه اشوفه قدامي 

+


همت بإغلاق الباب في وجهه فوضع قدمه مانعا إغلاقه و قال بغضب 

+


- بلاش تعندي انا عارف اني لسه جواكِ اللي خلاكِ تستنيني السنين دي كلها مش هيخليكِ تقدري تشيليني من قلبك بالسهولة دي 

+


قالت صارخه من بين دموعها 

+


- و انت قدرت صح ؟ قدرت واحده حبتك و استنتك كل السنين دي و مسمحتش لحد يقرب من حاجه تخصك . كتبت قلبها علي اسمك و مخلتش حد يقرب منه . قضت طفولتها و مراهقتها وشبابها بتحلم بيك و انت في المقابل عملت ايه؟ روحت رميت نفسك في حب واحدة تانية لا و كمان كانت هتبقى مراتك يعني انا اصلا ماليش وجود … امشي يا مازن مش عايزة اشوفك تاني 

+



        
          

                
سردت أخطاءه و وجعها بكل ما تحمل من ألم كان اضعافه بقلبه الذي يشتهي فرصة واحده فقط ليخبرها بحقيقه جريمته تلك لذا تحدث بإصرار

+


- والله انتِ فاهمه غلط البنت دي متهمنيش أبدا و الخطوبه دي لها قصه لو سمعتيها هتعذريني ..

+


كارما بقهر

+


- كان ممكن أصدقك لو مكنتش شفتها بعيني وهي جنبك ومعاك و كأنها متعودة على كدا و كأن دا مكانها .

+


- ارجوكِ…

+


قاطعته بغضب

+


- اسكت.... اوعي تترجاني عشان لو عملت المستحيل عمري ما هرجعلك تاني انا بقيت بقرف منك .

+


 ألقت جملتها في وجهه و اغلقت الباب و هي تبكي بلوعة  فكم تود أن ترتمي بقربه تشكو له عذابها معه تشكو ضعفها تشكو خيبتها تشكو كل ما يجعلها تتألم بهذا الشكل المريع

+


صدح هاتفها معلنا عن اتصال من مجهول فلم تلق بال فيكفيها ما تعانيه ليتكرر الاتصال عدة مرات فتجيب 

+


ليلتها صوت غرام الباكي 

+


- كارما انا في المستشفى تعالي خديني 

+


انتفض قلبها ذعرًا على شقيقتها

+


- مستشفى ايه ؟انتِ كويسه ؟

+


- متقلقيش انا كويسه بس تعالي من غير ما تقولي لماما حاجه انا بكلمك من رقم ممرضه هنا تليفوني ضاع مني 

+


- حاضر يا قلبي مسافه السكه هكون عندك 

+


لملمت أشياؤها سريعا وقامت بالاطمئنان علي والدتها خوفا من أن تستيقظ فوجدتها تغط في نوم عميق بفعل الأدويه التي تناولتها فخرجت سريعا و ما أن فتحت باب المنزل حتي تفاجأت به يجلس على الأرض يضع رأسه بين قدميه  في حاله يرثى لها فخفق قلبها بشده و ودت لو أقتربت تخففف عنه و عن قلبها و تزيل كل هذا الألم الذي يشعران به ...

+


انتفض مازن عندما وجدها تخرج من باب الشقه ترى هل رأفت بحالته و قررت أن تمنح له فرصه أخيرة للحياه بإنصاتها إليه ؟ فاقترب منها قائلا بلهفه 

+


- كنت عارف إني مش ههون عليكِ 

+


عاجلته قائلة

+


- غرام في المستشفي معرفش حصلها ايه ؟ كلمتني بتعيط و انا ريحالها  

+


اقترب منها قائلًا بحنان بالغ 

+


- إن شاء الله خير يا حبيبتي متقلقيش.

+


نست كل شئ للحظة و بثته قلقها و لوعتها

+


- خايفه عليها اوي يا مازن 

+


 فما كان منه إلا أن يلبي دعوه قلبها المنفطر ألما و أخذها يطمئنها و يطمئن قلبه بها .... 

+


أشعر بأنه يوجد خيط خفي يربط قلوبنا ببعضها البعض فكلما هممنا بالابتعاد أجده يعيدنا مرة ثانيه ... فبالرغم من عذابي و معاناتي معك إلا أنني لا أشعر بالإطمئنان و الأمان سوي بين يديك  و أشعر بقلبك أيضا ينتفض عشقا عندما يكن معي فلا أدري ماذا تخبئه الحياة لنا و لكن حقا أشعر بصوت في اعماق قلبي يتوسل لي بالا افلت يدك مجددا ......!

+



        
          

                
************

+


فتح يوسف باب غرفتها بعدما تحدث مع الطبيب الذي اخبره بأنه يجب عرضها علي طبيب نفسي لمتابعة حالتها حتي لا تسوء أكثر و بأنها نامت بفعل المنوم و لن تستيقظ حتي الصباح فسبقه قلبه بلهفه إلي مكانها و اقترب منها بخطوات بطيئه و أخذ ينظر إلي ملامحها الجميله و شعرها المنثور حولها كأشعه الشمس يعطيها جمالا فوق جمالها فقد كانت نائمه كملاك برئ  فتمدد بقربها ليجعلها في مكانها الصحيح بجانبه و أخذ يتذكر لقطات من سعادته معها 

+


فلاااش بااك 

+


كان منهمك في عمله كثيرًا إلى أن سمع طرقه رقيقه علي الباب تردد صداها في قلبه على الفور فعرف صاحبتها قبل ان تشرق بنورها عليه فابتسم ابتسامة خافتة وأغلق الملف الذي بيده و اقترب من الباب و فتحه بسرعه ساحبا إياها لتصبح أمامه بعد ان اغلقه خلفها فأصبحت محاصرة بينه  و باب الغرفه فشهقت بصدمة و قالت بخفوت 

+


- يوسف خضتني 

+


لم تتلق منه رد فقد كان مشغولا بأن يُملي عينيها منها و يعبئ داخله من عبيرها الفاتن و يروي ظمأ عشقه منها فقد أسكره وجودها ظلا على هذه الحالة وقت ليس بقليل إلى أن شعر بها تتململ بخجل فقال بهمس 

+


- قلب و روح يوسف 

+


توترت من كلماته و زاد خجلها ففعلت تلك الحركة المعتادة و قامت بأسر كريزيتها بتوتر فكانت فعلتها هذه كافية بإشعال براكين عشقه الممزوج برغبة كبيرة من قلبه في قربها فأخر يحرر أسرهم وهو يقول بخشونه.. 

+


- قولتلك مليون مرة متقسيش عليهم أنا بس اللي مسموحلي اعمل كدا 

+


و علي الفور قام بإثبات ملكيته لها فهي حبيبته منبع عشقه و إرتواءه الذي لا يمل منه أبدًا فقد كان وجودها بجانبه هو الجنة بعينها التي دائما ما تجذبه بقوة و لكن هذه المرة كانت مختلفة فهذه المرة أصبحت ملكه فبات اسمها مقرونا باسمه مدى الحياة فاليوم أصبحت زوجته ....

+


تركها علي مضض و هو يشعر بأنها لم تعد قادرة علي التنفس و كان صدره يعلو و يهبط من فرط المشاعر التي عصفت به فكان يلهث كما لو أنه في سباق للعدو ...

+


ماذا تمتلك تلك المرأه لتجعله يشعر بكل تلك المشاعر التي تجتاحه كفيضان و هو غير قادر علي السيطرة عليها ؟ هكذا حدثه عقله 

+


قام برفع رأسها ليجعلها تنظر إليه فقال بعشق و هو يتأمل خجلها المحبب إلي قلبه  

+


- هو انا لو كلتك دلوقتي هيجري إيه ؟

+


- يوسف ابعد انا همشي ..

+


يوسف بمكر

+


- هو دخول الحمام زي خروجه و لا ايه ؟

+


- تقصد إيه

+


 قالتها بخوف قهقه يوسف علي ملامحها التي انتابها الذعر فقال 

+



        
          

                
- هو ينفع تبقي مرات يوسف الحسيني و تخافي كدا ؟

+


كاميليا بعدم تصديق

+


- هو دا بجد ؟ انا بقيت مراتك فعلا ؟

+


يوسف بحنو

+


- طبعا بجد يا حبيبتي و جد الجد كمان ..

+


- خايفه اصدق يا يوسف.

+


يوسف بطمأنه

+


- قولتلك متخافيش طول مانا معاكِ مش واثقه فيا و لا ايه ؟

+


- طبعا واثقه فيك بس انت مشوفتش ردود افعال الناس حوالينا كانت عامله ازاي ؟ تقريبا محدش باركلنا خالص غير روفان و بعد ما اخدت وقت عشان تستوعب الصدمه.

+


يوسف بخشونة

+


- أنتِ قولتيها صدمه . يبقي لازم نديهم وقت يستوعبوها

+


كاميليا بتيه 

+


- حاسه اني متلخبطه ..

+


يعرف الطريق الى قلبها جيدًا و يعرف كيف يهذب ثورته و يطمئن خوفه فهمس بعذوبة 

+


- بحبك 

+


أخفضت رأسها خجلًا أضفى روعته على نظيرتها حين قالت

+


- انت قاصد تلخبطني أكتر ..

+


تابع هجومه على ثباتها قائلًا

+


- بموت فيكِ 

+


- يوووسف

+


 قالتها بدلال 

+


- عيونه 

+


قالها بحب و لكن سرعان ما برقت عينيها و كأنها تذكرت شئ فصاحت بغضب

+


- صحيييح .. تعلالي هنا حضرتك فتحت الباب و شدتني كدا افرض بقي كان في حد تاني غيري كان هيبقي إيه الوضع دلوقتي ؟

+


كانت غيرتها تتحكم بها وهي تمسكه من أعلى قميصه فأجابها بوعيد يبطنه المزاح

+


- عارفه يا كاميليا لو حد من الناس اللي بره دول شافك و انتِ مسكاني كدا هيبقي شكلي عامل ازاي ؟ 

+


 شاطرته المزاح قائلة 

+


- هبقي انا دخلت التاريخ من اوسع ابوابه يا روحي . المهم دلوقتي جاوب عليا يا يوسف لو حد تاني دخل كان زمانه مكاني صح ؟  

+


باغتتها روعه كلماته ونبرته المُشبعة بالصدق

+


- مفيش حد ينفع يبقي مكانك يا كاميليا ..

+


صمت لثوان ثم اكمل ليجعل عشقها له يتضاعف بداخل قلبها ...

+


- و بعدين لو اي حد تاني غيرك مكنش قلبي هيدق اوي كدا . قلبي بيبعرف صوت خطوتك يا كاميليا .

+


كاميليا بعشق

+


- قلبك دا اغلى حاجه في حياتي..

+


يوسف بلهجته الخشنة التي تدغدغ حواسها

+



        
          

                
- قلبي دا مفيش حد سكنه غيرك ولا حد قدر يوصله قبلك. انتِ عشقي يا كاميليا عشق يوسف .

+


ذابت من حلاوة كلماته و ارتمت بين ضفاف جنتها و حصنها المنيع غير مصدقه بأن تلك السعاده لها وحدها فهطلت دموعها من فرط التأثر و تسلل بعض الخوف إلي داخلها من ان يحدث ما يعكر صفوها فشعرت بع يتصلب و زادت وتيرة أنفاسه فعلمت انه غاضب فغزى قلبها الخوف فهي تعلم كم غضبه مرعب فشدد من احتواءه لها و قال بخشونة 

+


- عارفه يا كاميليا كام واحد هنا بيمشي رافع راسه و عارف ان محدش هيقدر يرفع عيني فيه عشان هو تحت حمايتي ؟

+


ضيقت عينيها بعدم فهم فهذا الرجل بالرغم من عشقه لها و هيامها به إلا أنه مليئ بالغموض و الأسرار فهو

+


 كـ اللوغريتمات بالنسبة لها لا تقدر علي ترجمتها 

+


- تخيلي يا كاميليا ان في الآفات من الناس هنا و في العزبه و في كل مكان انا بملكه كلهم حاسين بالامان عشان تحت حمايتي و الانسانه الوحيده اللي بعشقها و ممكن اهد الدنيا لو اتمست شعره واحدة منها خايفه وهي معايا ! 

+


- انا مش خاي....

+


أوقف استرسالها في الحديث  بوضع إصبعه أمامها و قال بحزم 

+


- متكذبيش يا كاميليا عشان انا مابحبش الكذب و عشان انتي مش مضطرة لدا انا بفهمك من عنيكِ انتِ مرعوبة يا كاميليا مش خايفه بس .

+


تنهيده قويه خرجت من أعماقها و تحركت في أنحاء الغرفة بحركه عشوائيه تحت شعاع نظراته المسلط على كل حركه بسيطه تخرج منها فقالت بخفوت 

+


- انا مش مكتوبلي السعاده يا يوسف.  مفيش مرة كملت فرحتي. 

+


شعرت به يقترب منها فأدفأ قلبها الذي أثلجته بروده الحياة القاسية التي عاشتها فأردفت بعد ما اسكرها عشقًا

+


- انت الحاجه الوحيده الكامله اللي في حياتي . الحاجه الوحيده الحلوه اللي بمتلكها .د. لو حصلت حاجه خلتني اخسرك يبقي مفيش حاجه اسمها عوض في الدنيا بالنسبالي 

+


خسارتها يعني الحياة و أي حياة خاليه منها تعني هلاكه و لأنه رجل لا يعرف معنى المستحيل ولا يعطي لتلك الكلمة و لو حيز بسيط من قاموسه اختار أن يبثها الأمان على طريقته

+


- عارفه يا كاميليا الحب دا درجات اول درجه فيه الاعجاب و آخر درجة فيه العشق .الإعجاب دا ميعتبرش حب عشان بيبقي بالعين و بس . لكن لو اتكتبله عمر بيمر بمراحل كتير زي التعلق و اللهفة والتعود لحد ما يوصل لآخر مرحلة اللي هي العشق ..

+


قال كلمته الأخيرة و هو يديرها لينظر داخل عينيها بقوة و هو يكمل 

+


- اللي بيعشق دا بيبقي لا شايف و لا سامع و لا حاسس بأي حاجه غير باللي ساكن و معشش في قلبه ..

+



        
          

                
روعه كلماته جعلت العبرات تترقرق في مقلتيها فتابع بخشونة اذابتها

+


- العشق دا يجري في الدم . يعني متعرفيش تتخلصي منه و لا تعيشي من غيره و أنا عشقتك .

+


أوشكت على الحديث ولكنه تابع بصدق أثلج جروحها و أجلى الخوف الساكن بأعماق عينيها

+


- عشقتك لدرجه مخلياني مش عايز حياتي دي لو مش هتكوني فيها . اوعي تخافي و لو للحظة و انا موجود. 

+


لو حد فكر بس مجرد تفكير انه يأذيكي او يبعدنا عن بعض انا همحيه من علي وش الدنيا حتي لو كان هو مين .

+


- بس يا يوسف…

+


قاطعها يريد أن يمحي ذيول الخوف بقلبها 

+


- لو حطوكي في كفه و العالم دا كله في كفه كفتك تربح .. انا مش عايز من دنيتي غيرك.

+


ذابت عشقًا من روعة كلماته و دفئها فهمست بحب

+


- و لا انا عايزه غيرك 

+


ضاعف من جرعات عشقه قاصدًا تعزيز ثقتها به و بنفسها أكثر بقليل بخشونة

+


- عايزك بس تحطي ايدك في ايدي و تنسي اي حاجه في الدنيا غيري . مش عايز حد يكسرني بيكِ أبدا و انا هدوس علي كل حاجه في الدنيا ممكن تبعدني عنك ..

+


أطلقت العنان لقلبها الذي همس بعذوبة 

+


- بعشقك يا يوسف ..

+


بادلها العشق عشقها بأضعافه حين همس 

+


- بعشقك يا قلب يوسف 

+


تدللت برقة 

+


- ممكن اقعد معاك هنا مش عايزه اشوف حد غيرك ؟

+


- دا ممكن و ممكن و ممكن ... تعالي 

+


 جذبها لتستقر فوق المكتب بجواره و أخذ ينظر إلي عينيها بعشق فشعرت بالخجل منه و قالت 

+


- هتفضل تبصلي كدا كتير و مش هتشتغل 

+


مازحها قائلًا

+


- يعني بذمتك حد يكون قدامه القمر دا و يبص علي حاجه تانيه !

+


ابتسمت بخجل قبل أن تجيبه برقة

+


- بسيطه هقوم من قدامك عشان تعرف تشتغل ..

+


تسلل المكر من بين أمواج بحره الأزرق و تخلل لهجته حين قال

+


- عيزاني اعرف اشتغل ..؟

+


  

+


- اكيد 

+


اسكنها بين جنبات قلبه مشددًا على احتوائه مستمتعًا بدفء وجودها بجانبه 

+


- خليكِ جنب قلبي كدا و انتِ هتشوفي مني احلي شغل ..

+


اردف كلامه بغمزة اربكتها فأخفضت رأسها بخجل قائلة 

+


- انت بتستهبل يا يوسف

+


فقهقه بشدة قائلًا 

+


- والله يا قلبي كان نفسي اوريكِ الاستهبال اللي على حق بس للأسف مضطر استني اسبوعين لحد ميعاد الفرح .

+



        
          

                
لكزته في كتفه قائله ووجهها يتوهج من فرط الحب و الخجل معًا

+


- لو مبطلتش هقوم و اسيبك 

+


أجابها بثقة

+


- آخرك هتمشي خطوتين و هترجعي تاني يا حبيبتي 

+


- و دا ليه بقى؟

+


تحمحم بخشونة قبل أن بجيبها بثقة

+


- حاجه من الاتنين يا قلبك هيرجعك بما يرضي الله.. يا إما هقوم اجيبك انا من شعرك و ارجعك بما لا يرضي الله ها يا روحي تختاري إيه ؟

+


أضاءت وجهها ابتسامة مرحه وهي تقول باستسلام

+


- لا انا اخليني هنا احسن بكرامتي ..

+


- انا بقول كدا بردو

+


 قالها بمرح فهمست بتساؤل

+


- يوسف انت ممكن تضربني بجد لو زعلتك ؟

+


أجابها بسلاسة 

+


- اللي يضرب واحده ست دي يبقي غبي و مش راجل يا كامي.. بس في أنواع عقاب كتير ممكن يعاقبها بيها و تقريبًا الضرب دا اهون حاجه فيهم .

+


همست بتوجس

+


- متخوفنيش منك يا  يوسف 

+


أجابها بابتسامة هادئة

+


- ليه بس يا قلب يوسف ؟

+


أجابته بخفوت

+


- عشان انت صعب مع الناس كلها و كلهم بيخافوا منك و بيعملولك الف حساب و اكيد دا مش من فراغ 

+


تفنن في سكب رخات عشقه بتمهُل حين أجابها

+


- انتِ غير الناس كلها يا كاميليا انا مقدرش أأذيكي أبدًا حتى لو اضطريت اني اعاقبك في يوم تأكدي اني عمري ما هأذيكِ بردو 

+


حاوطت خوفها بذراعيها وقد طمأنتها كلماته و بثتها الأمان الذي لا تشعر به مطلقًا سوي معه و قالت بحب

+


- ربنا يخليك ليا يا حبيبي و ميحرمنيش منك أبدًا ....

+


شدد من قربهما و طبع شهد عشقه فوق معالمها و قال بحنو 

+


- و يخليكِ ليا يا حبييتي 

+


بعد  وقت قليل وجدها قد غفت بين جنبات عشقه

+


 فابتسم بداخله على هذا الملاك الجميل الذي هبط من السماء ليُنير حياته و يجعلها جنه ...

+


عودة للوقت الحالي 

+


تنهد يوسف بحزن و هو ينظر الي تلك النائمه بسلام و يتمنى لو ان الحياة توقفت عند تلك اللحظه عندما غفت بقربه ليته لم يتركها أبدًا ... لو يعلم أنها ستغادره بعدها لم يتوانى عن البقاء بجانبها الباقي من عمره و لكن ما حدث قد حدث وهي الآن معه حتى ولو لوقت قصير فيكفيه ان تكون امام عينيه 

+


ارتسمت ابتسامة مريرة ساخرة على شفتيه  من حلمه الجميل الذي تبدل في لمح البصر و لأول مرة في حياته يخاف مما يخبئه له القدر ....

+



        
          

                
بدأ النوم يداعب جفونه و سرعان ما استسلم له يسرق من الزمن لحظات ينعم فيها بجنه أنفاسها ....

+


  

+


وما حيلة قلب قد أوقعه القدر في حيرة بين الحنين لحلمه الجميل و السخرية من واقعه الأليم

+


*********

+


- غرام حبيبتي مالك فيكِ ايه  ؟ 

+


كان ذلك صوت كارما التي دخلت مندفعة نحو غرام المستلقيه علي سريرها و كل شئ مبعثر حولها 

+


- كارما ....

+


 قالتها غرام ببكاء وهي تتشبس بذراعي شقيقتها تنشُد السكينه و الراحه 

+


فهمست كارما بخوف

+


- مالك يا قلبي حصلك ايه ؟

+


ارتبكت غرام كثيرًا ماذا تقول ؟ و كيف تستطيع أن تقص عليها تلك الكارثة التي وقعت فيها جراء غبائها و تهورها و ثقتها في ذلك الذئب وعندما لمحت مازن امام الباب اخفضت رأسها بحزن قائله 

+


- عملت حادثة 

+


دخل مازن الذي تفاجئ كثيرًا من حاله غرام فشعر بأن الأمر يتخطى بكثير الحادث فاقترب منها يربت على ظهرها فهو لطالما كان يحبها مثل اخته الصغيره فقد تربت ايضا على يديه 

+


- غرام ... حصل ايه يا حبيبتي عرفيني و متخافيش انا جمبك  مفيش حد و لا حاجه هتقدر تأذيكي أبدًا و انا موجود .

+


- في ايه بيحصل هنا  ؟

+


كان هذا صوت أدهم الذي تفاجئ من وجود كُلًا من مازن و كارما في الداخل وقد غضب عندما رأي مازن قريب منها هكذا  

+


- أدهم  انت ايه اللي جابك هنا ؟

+


 قالتها كارما باندهاش ثم ما لبست ان نظرت لغرام بشك و أردفت 

+


- هو حصل ايه يا غرام ؟

+


 قالتها بنبرة حادة فتحدث أدهم بهدوء

+


- كارما كلميني انا و انا هفهمك.

+


التفتت كارما تناظره شذرًا قبل أن تقول بحدة

+


- بصفتك ايه هتفهمني ؟ 

+


أدهم بغلظة

+


- مانتي لو اديني نفسك فرصه تسكتي هتفهمي 

+


- تمام اتفضل فهمني 

+


- ممكن نتكلم برة 

+


هكذا تحدث أدهم بنفاذ صبر فتدخلت غرام قائلة بلهفة

+


- انا عملت حادثة و هو لحقني و جابني هنا المستشفي  كانت قد ارتعبت مما قد يخبر كارما به فهي لا تثق به مطلقا فنظر إليها أدهم بغموض فقد انتابه غضب مُطعم بالحُزن حين وجدها ترتجف كورقه في مهب الريح فلعن نفسه للمرة المليون علي ما فعله بها فهي لا تثق به أبدًا و لهذا اختلقت تلك الكذبة خوفا مما قد يخبر اختها به و لكنها لا تعلم بأنه لن يقدر على أذيتها مرة أخرى … 

+



        
          

                
- و هو عرف منين موضوع الحادثه دا ؟ 

+


تحدثت كارما بريبة فتدخل مازن الذي تأكد انه حتمًا يوجد شئ بين غرام و أدهم و أن أدهم له علاقة بما حدث لها فقد اكتشف ذلك من خلال نظرات غرام الحزينه له 

+


- خلاص يا كارما انتِ مش شايفه حالتها عاملة ازاي خلينا نشوف الدكتور و نطمن عليها الأول و بعدين ابقي اعرفي كل اللي انتي عايزاه بعدين .

+


جلست كارما بجانب اختها و عاتقتها قائلة من بين دموعها 

+


- طب قوليلي الحادثه دي حصلت ازاي  ؟

+


- كنت بعدي الطريق و عدةى واحد خبطني بالعربيه و جري و بعدها اغمى عليا و صحيت لقيت نفسي هنا تقريبا هو جابني علي هنا .. 

+


كانت تُشير عليه بعينيها ولكنه لم تستطع ان تذكر اسمه خوفا من ان تهتز نبرة صوتها عشقا و وجعا ....

+


يكفيها ذلك الحزن الكبير علي حالها و علي اضطرارها للكذب علي شقيقتها و لكن ليس بيدها شئ 

+


شهقت كارما بذعر و شددت من احتضانها قائله 

+


- يا قلبي سلامتك.. و الحيوان دا ازاي يعني يخبطك و يجري كدا هو للدرجادي الناس معدش عندهم رحمه في قلوبهم  ؟

+


تدحرجت العبرات من مقلتيها وهي تقول بأسى

+


- فعلا يا كارما الناس بقوا وحشين اوي و معدش عندهم رحمه في قلوبهم 

+


 تمزقت اوتار قلبه فهو يعلم بأنها تقصده بحديثها ولكنه بقى على حالته من الجمود فهبت كارما قائلة بلهفة

+


_ أنا لازم اشوف الدكتور و اطمن عليكِ

+


مزق ثوب الجمود قائلًا

+


- انا لسه كنت عند الدكتور و هو طمني عليها بس هيحتاج انها تبات هنا النهاردة عشان يطمن عليها اكتر  

+


لم تلتفت إليه بل طالعت شقيقتها برجاء

+


- انا عايزة امشي من هنا يا كارما مش هقعد هنا و لا دقيقه واحده 

+


- يالا يا كارما عشان اوصلكم

+


تحدث مازن أخيرًا بعد ما كان يراقب الموقف في صمت حتي تأكدت له شكوكه و لكنه أقسم بداخله ان يعاقب أدهم أشد العقاب ان تأكد من ظنونه

+


 اقترب من غرام يساعدها مع كارما علي النهوض و لكن ما أوشك علي الإمساك بيدها حتي فاجأته يد أدهم الذي كان ينظر إليه بغضب جحيم وقال من بين أسنانه 

+


- أنت رايح فين ؟

+


فابتسم مازن ساخرًا و أراد أن يضايقه قليلا فقال بهدوء 

+


- هشيلها عشان اكيد مش هتقدر تمشي 

+


تبلور الجنون بنظراته وهو يقول بهسيس مُرعب 

+


- فكر بس تلمسها و وقتها هنسي انك اخويا الكبير و هنسي اي حاجه بتربطني بيك 

+


كانت كارما مُنشغلة بغرامة فلم تلحظ ذلك الحديث الدائر بينهم و خاصةً ٠ملو مازن الساخرة

+



        
          

                
‐  و ماله يا روميو … 

+


توقف أمام السرير وقال بجفاء

+


- انا هوصل غرام لحد البيت عشان عايز اتكلم معاها في موضوع 

+


صاحت الفتاتان معًا

+


- لا طبعًا 

+


تجاهل ذهولهم و قال بفظاظة

+


- غرام عايز اتكلم معاكِ في موضوع مهم 

+


 شدد على جملته الأخيرة بغضب مكتوم من عنادها 

+


واصلت عنادها قائلة بحنق

+


- و انا تعبانه و مش عايزة اتكلم مع حد

+


 قالتها دون ان تنظر إليه خوفا من ان تقع في فخ عينيه مجددا ولكنه ضاق ذرعًا بكل شئ فصاح غاضبًا

+


- تمام اوي مازن لو سمحت وصل كارما و انا هوصل غرام

+


 أنهى جملته و اقترب منها يقربها منه ليحملها بين كفوف عشقه الذي لايزال ينكره و خرج من الغرفه في وسط ذهول تام من كارما و مازن و حتي غرام التي لم تستفق الا عندما سمعت بابا السيارة يغلق بعنف فالتفتت له قائله بصراخ 

+


- أنت إنسان مش طبيعي  انت اكيد مجنون … ايه اللي انت عملته دا ؟

+


تعاظم غضبه حتى بدأ جحيميًا 

+


- ماهو انتِ لو مكنتيش عاندتي مكنتش عملت كدا !

+


لم تكترث كثيرا لغضبه بل أجابته بغضب مماثل 

+


- هو بالعافيه مش طايقه اتكلم معاك !

+


فاجئها جموده حين قال

+


- بس انا عايز اتكلم معاكِ.

+


لم تعُد قادرة على احتمال غطرسته و ألمها فصاحت بتقريع 

+


- تصدق ان انت بجح . تقتل القتيل و تمشي في جنازته عايز مني إيه تاني ؟ مش كفايه اللي عملته فيا ؟ 

+


- معملتش !

+


قالها بصراخ يصم الآذان مما جعلها تندفع للخلف خائفة ليتابع بقهر يمزق أحشاءه من الداخل

+


- معملتش .. مقدرتش أأذيكِ أبدًا 

+


قال جملته الأخيرة بضعف اذهلها فظلت جامده بلا حراك فلم يستطع عقلها ان يستوعب كلامه فاقترب هو منها ما ان لاحظ حاله الجمود التي اعترتها مستندا جبهته علي خاصتها قائلًا بحزن 

+


- مقدرتش .. والله ما قدرت المسك او أأذيكِ .. انا كنت بس عايز اعملك قرصه ودن عشان  تبطلي اللي انتِ بتعمليه دا و تحافظي علي نفسك اكتر من كدا 

+


ماذا … ماذا .. ماذا هل حقا لم يفعل بها شئ ..؟ هل تركها تعاني كل تلك الآلام و تتجرع كل ذلك الخزلان و تشعر بهذا الخزي ليعاقبها علي هذا الهراء الذي خيله له عقله المريض ....؟

+


لم تشعر سوي و هي تنهال عليه باللكمات و تسبه بكل أنواع السباب الذي تعرفه فلم يفكر بمقاومتها حتي و تركها تفرغ كل شحنات غضبها منه حتي هدأت أخيرا و قالت من بين دموعها 

+



        
          

                
- أنت أحقر إنسان شفته في حياتي … انا عمري ما هسامحك حتى لو بتموت …

+


قالت جملتها التي استقرت بمنتصف قلبه و لكنها فاجأته بفتحها باب السيارة و هروبها إلي ذراعي شقيقتها التي كانت تقف مذهوله من الحاله التي فيها غرام ! 

+


علي الفور هرول خارج السيارة و توجه إليها يود لو يصرخ بها أمام الجميع بأنه يعشقها و لكنه تفاجئ بلكمه باغتته و ألقت به أرضًا في وسط زهول تام منهم جميعًا …..

+


*********

+


- عمي ممكن اتكلم مع حضرتك شويه قالتها صفيه بعد ما طرقت باب الغرفه علي رحيم الذي سمح لها بالدخول

+


- طبعا يا صفيه اتفضلي .. في حاجه و لا ايه ؟

+


- لا أبدًا مفيش حاجه لو هتنام أأجلها لوقت تاني 

+


- يا ستي مش هنام و لا حاجه بس استغربت عشان الوقت اتأخر و دي مش عوايدك تكوني صاحيه لحد دلوقتي .

+


صفيه بخفوت

+


- اصل حصلت حاجه كدا و كنت حابه اقولك عليها ... حضرتك عارف اني متعودتش اخبي عنك حاجه 

+


أيقظت جيوش فضوله فقال باستفهام

+


- حاجه ايه دي اللي متستناش لحد الصبح ؟

+


اخذت صفيه تقص عليه ما حدث بدأً من إخبار نيفين لها بخروج روفان لمقابله علي وحتي تلك المكالمة  التي أتتها من يوسف 

+


عودة لوقت سابق

+


- يوسف ..! حبيبي يا ابني انت فين طمني عليك بقالي اسبوع هتجنن معرفش عنك اي حاجه 

+


هكذا صرخت صفية بخوف فأجابها يوسف بنبرة مُطمئنة

+


- يا أمي اهدي انا كويس اديني فرصه اتكلم 

+


صفية بعتب

+


- كاميليا معاك يا يوسف صح ؟ اوعى تأذيها يا ابني ورحمه ابوك الغالي .

+


يوسف بغلظه 

+


- مين قالك ان كاميليا معايا ؟

+


تلعثمت صفيه و احتارت ماذا تخبره و لكنها فضلت ان تخبره الحقيقه فالصدق دائما منجي

+


- ابن خالت كاميليا جه عندنا القصر و سأل عليها و قالنا انك ..يعني 

+


- يعني ايه يا امي قولي متجننيش 

+


قالها بغضب 

+


- انك خطفتها و اتخانق مع جدك !

+


تجمعت ذرات الغضب فوق جبهته و اسودت عروقه و كذلك نبرته حين قال 

+


- شكل الهانم مقالتش لابن خالتها انها مراتي !

+


 

+


أجابته صفية بلهفة 

+


- لا يا ابني هو عارف والله بس اصل خالتها يا عيني تعبت و دخلت المستشفي لما عرفت انها اتخطفت و وصته انه يدور علي بنت خالته ..

+



        
          

                
أنهى النقاش قائلًا بجفاء

+


- ماشي يا ماما انا هتصرف ... المهم بكرة نيجي انتِ و  روفان عشان تشوفوا كاميليا هي في  مستشفي (..... ) 

+


اندلعت حرائق الخوف بقلبها جراء حديثه 

+


- كاميليا مالها يا يوسف ؟ مستشفي ايه ؟

+


 يوسف بجمود 

+


- اطمني هي كويسه شويه هبوط بس عشان مكنتش بتاكل حلو ..

+


استفهمت بجزع

+


- يوسف انت مبتكذبش عليا صح ؟

+


- و انا من امتى كذبت عليكِ يا صفية ؟

+


همست بتعب 

+


- ربنا يريح قلبك يا ابني . طب مش ممكن نيجي نشوف كاميليا دلوقتي دي وحشاني اوي ؟

+


يوسف باختصار

+


- الوقت اتأخر يا امي خليكوا بكرة .

+


- ما احنا كدا كدا بره  

+


قالتها صفيه بلهفه فقال بخشونة

+


- و انتوا بتعملوا ايه بره في الوقت دا انتِ و روفان يا ماما ؟ 

+


تلعثمت صفيه و فضلت تأجيل الحديث لحين الإطمئنان علي كاميليا و حتي لا تزيد غضيه من علي الذي شعرت به من نبرة صوته فقالت كاذبة 

+


- كنا بنشتري شويه حاجات يا حبيبي و بعدين قولنا نقعد في اي كافيه نرتاح شويه و نشرب حاجه و بعدين نروح 

+


شعر يوسف باهتزاز نبرة صوتها و لكنه فضل الصمت علي ان يعرف ما اربكها في وقت لاحق 

+


- ماشي يا ماما هستناكوا بكرة تيجوا تشوفوها  و بعدها نتكلم براحتنا سلام دلوقتي..

+


عودة للوقت الحالي 

+


- و دا اللي حصل يا عمي و انا بصراحه متعودتش اخبي علي حضرتك حاجه و كمان مققدرتش استني لحد بكرة الصبح ..

+


ابتسم رحيم بهدوء قبل أن يقول 

+


- عارفه يا صفية انتِ فيكِ حاجات كتير اوي حلوة بس احلي حاجه فيكِ انك نقيه متعرفيش اللوع و لا الخداع  .  يعني بالرغم من انك عارفه انك ممكن اعاقب روفان عاللي عملته بس انتِ اختارتي انك تكوني صادقه معايا و تعرفيني بيحصل ايه من ورا ضهري ..

+


صفية بهدوء

+


- يا عمي انا شاكرة لذوقك و شهادتك دي اعتز بيها بس روفان لسه صغيره و خافت علي اخوها مكنتش تقصد تكذب علينا او تخبي 

+


أومأ برأسه قائلًا بتفهم

+


- فاهم يا صفيه و عارف كلامك دا من قبل ما تقوليه و عارف اللي حصل دا من قبل ما تيجي تحكي 

+


صُدمت صفيه مما تفوه به و برقت عيناها و قالت بزهول 

+


- تقصد ان حضرتك كنت عارف ان روفان قابلت علي؟ 

+



        
          

                
- تقصدي بتقابل علي انا عارف من و هي هناك معاه !

+


اغتاظت ولكنها كظمت غيظها حين قالت بهدوء

+


-و طبعا اكيد سميرة اللي قالت لحضرتك ؟

+


- مش مهم مين قالي يا صفيه المهم اللي حصل و الواد اللي اتجرأ دا و فكر يهدد روفان عشان  تقابله لازم يتعاقب

+


صفية بهدوء

+


- يا عمي صدقني الولد دا كويس جدا و محترم هو بس قلقان علي بنت خالته كمان والدته دخلت المستشفي من الزعل 

+


استنكر دفاعها عنه فقال باندهاش

+


- انتِ غريبه يا صفيه بتدافعي عنه بعد ما هدد انه يموت 

+


ابنك ؟

+


 

+


صفية باتزان

+


- عشان عارفه هو عمل كدا ليه و له مبرره .

+


- انتِ كمان  بتبرريله يا صفيه ؟

+


- مش ببرلله يا عمي بس هو عاارف هو داخل بيت مين و كان لازم يبين انه مش خايف مننا و قال كدا عشان يوسف ميفكرش يأذي كاميليا .

+


رحيم بسخرية

+


- دا اقنعك بقي !

+


قاومت ذلك الاتجاه الذي يأخذه منحنى كلماته و قالت 

+


- مأقنعنيش و لا حاجه بس انا مش صغيره و اقدر افهم الناس كويس وكمان انا عارفه تربية فاطمه هتبقي عامله ازاي 

+


- قصدك اصله يا صفية هو اللي هيمنعه يعمل حاجه وحشه فاطمه دي  زيها زي أختها  .

+


كلماته كانت تحمل طابع الاحتقار و البغض الذي اغضبها لذا قالت مؤكدة على كلماتها  

+


- فعلًا فاطمه زيها زي زهرة الله يرحمها و الاتنين احسن من بعض حتي لو حضرتك رفضت تصدق دا .

+


تشدق ساخرًا 

+


- تحبي افكرك بالعذاب اللي اتسببولك فيه ؟

+


رفضت أن تخطو كلماته إلى غرفتها السوداء بجراحها الدامية فقالت بلهجة حاسمة

+


-مش هما يا عمي . و حتي الشخص اللي حضرتك تقصده مكنش يقصد يعذبني أبدا !

+


رحيم بقهر لم يفلح في اخفاءه

+


- بس كان يقصد يعذب ابنى 

+


يأست من عناده فقالت بلهجة اهدأ

+


- ارجوك يا عمي بلاش نفتح فاللي راح كل واحد بياخد نصيبه و الماضي مات و اندفن ... انا كنت عايزه اعرف حضرتك ناوي تعمل ايه مع علي ؟ 

+


رحيم بجفاء

+


- اللي مانعني عنه ان هاشم كان بيعمل عملية كبيرة في قلبه مش هيستحمل اي حاجه دلوقتي تتعبه خصوصًا انه عمل المستحيل عشان يخليهم يروحوا يعيشوا معاه من بعد موت سالم الله يرحمه 

+


صفيه بسخرية 

+


- لا تقصد شرط عليهم انه مش عايز امهم في حياته عايزهم بس من غيرها !

+


اندفع يًدافع عن صديقه

+


- حقه بعد ما اتسببت ببعد ابنه عنه و مات زعلان منه 

+


لم تستطيع الصمت عن تزييف الحقائق فقالت مُصححه

+


- قصد حضرتك ابنه هو اللي بعد عنه لما لقاه واقف قدام سعادته معاها 

+


تشدق ساخرًا

+


- عرفت تضحك عليه و توقعه في حبها و تاخده من اهله و كل دا عشان فلوسه و فلوس عيلته .

+


صفيه بتقريع خفي 

+


- و لما انقذت حياة عمرو حفيده كام عشان فلوسه لمارضعته مع بنتها و اهتمت بيه بعد ما الدكاترة كلها قالوا هيموت خدته في حضنها و حافظت عليه لحد ما وفاء خرجت من المستشفى بالرغم من كره وفاء الفظيع ليها !

+


تجاهل صخب تلك الحقائق الذي يزعجه وقال

+


- عشان كان المفروض سالم بيحب وفاء و هيتجوزها  

+


- سالم عمره ما كان هيتجوز وفاء ابدًا حتي من قبل ما يقابل فاطمه و حضرتك فاهم انا بتكلم عن ايه 

+


ضاق ذرعًا من حصارها فصاح غاضبًا 

+


- و هاشم عمل كل اللي عليه معاها كفايه اوي انه مرضيش يقول لعلي ان.............

+


قاطع حديثهم صوت طرقات علي الباب ووووو



الثالث عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close