رواية الخرساء والوجه المقنع الفصل السابع 7 بقلم يمني عبدالمنعم
رواية الخرساء والوجه المقنع
الفصل السابع : بقلمى يمنى عبدالمنعم
نعم لقد هربت منك ومن حبك
ولكنى لم أكن أعلم أنى أهرب
وأجد نفسى بين ذراعيك
حبيبى لقد جعلنى حبك مسلوبة الأراده
فأنت لى الأمان الذى أشعربه فى نظرات عينيك
فقلبك هو بيتى الذى أشعر به بالأمان بين خفقاته
فدعنى أسكن قلبك وأشعر بدقاته ولا تطردنى منه
فلا تتركنى أواجه هذه الدنيا بمفردى
فكن معى ولا تتركنى أعانى من آلام الفراق
قال آدم بخبث غاضب ودلوقتى يا سجينتى الخرساء هعرف عنك كل حاجه ولا تحبى تاكلى الأول قبل ما يغمى عليكى من الخوف فهزت همس رأسها ورفضت أن تأكل وكيف تأكل وهى تعانى من الظلم لها من وهى صغيره وتربت فى بيت أبيها واعتنت بيها أختها من بعد وفاة والديها فسألها آدم وقطع عليها شرودها وابتسم فى سخريه وقال لأ منا مش عاوز يغمى عليكى إنتى لازم تأكلى الأول ولا أحسن تقولى عليه بخيل ولا حاجه وممكن كمان آخد ذنبك ثم صمت ولاحظ شرودها وقال إيه يا قطتى سرحانه فى إيه فنظرت إليه بعيون دامعه فتأمل دموعها واقترب بوجهه من وجهها وقال إوعى تعيطى وفريهم مش قلتلك قبل كده الكلام ده كذا مره وأنا ما بحبش قطتى ما تسمعشى كلامى ثم ابتعد فجأه وأتى لها بطعام ووضعه أمامها وقال وهو يتأمل وجهها الملىء بالحزن وقال بلهجه آمره كلى فهزت رأسها بالرفض فأمسكها من يدها بقسوه وقال كلى ثم صمت وقال بهدوء غامض وخبيث أرعبها ولا تحبى أأكلك بأيدى يا قطتى فارتجف قلبها فجأه لغموضه هذا واستكمل بهمس وهو يقترب من وجهها وقال شكلك كده عاوزه تاكلى من إيدى صح فهزت رأسها بسرعه بالرفض ولكنه تجاهلها وبالفعل بدأ يمسك الطعام بيده ويقربه من شفتيها فارتجف قلبها فى قلق وزادت دقاته فحاولت أن تبتعد فقال بصوت خافت تؤتؤتؤتؤ إنتى عاوزه بابى يزعل منك ولا إيه يا قطتى مش إنتى بنتى اللى بربيها من الأول زى ما إتفقنا ولازم بنتى تسمع كلامى وتبقى شاطره يالا بقى نظرت إلى عينيه وهى مسلوبة الأراده ورغم عنها وهو يقرب الطعام من فمها ووضع لها الطعام بيده فى فمها وكأنها منومه بالمغناطيس وشىء بداخلها جعلها سعيده لاهتمامه بها وجعل قلبها يكون سعيداً بعض الشىء وارتبكت واحمر وجهها من الخجل ولاحظ ذلك وقال ليحرجها أكترها مش قلتلك إنك عايزه تاكلى من إيدى فابتعدت عنه بارتباك وبتلقائيه ووقفت من مكانها وابتعدت فلحق آدم بها وجذبها بقوه عليه فارتمت على صدره فاحاوطها بسرعه بذراعه من وراء ظهرها وهمس بسخريه رايحه فين ياقطتى أنا مش قلتلك إنك مش هتقدرى تهربى منى وإنك كل ما بتهربى منى بتلاقى نفسك فى حضنى ثم استكمل بهمس بجانب أذنها زى دلوقتى إنتى فين دلوقتى مش فى حضنى ولا أنا غلطان فأغمضت عينيها لهمساته لها وخفق قلبها وشعرت أنها تريد أن تصرخ به وتقول لماذا تعذبنى كلما اقتربت منى ولماذا تزيد همساتك لى من وجع قلبى نعم لقد أحببتك فلا تزيد من وجعى وارحم قلبى من حنينى وشوقى إليك كلما اقتربت منى قل لى إلى متى ستعذبنى وتبعدنى عنك بكل هذه القسوه ولماذا تزيد من عذابى لماذا تقسو على قلبى ألهذه الدرجه متمتع بعذابى بحبك ألهذه الدرجه لاتشعر بقلبى الذى يذوب لك عشقاًو يحبك تباً لك أيها القاسى لقد وجعت قلبى ولكن قلبى يرفض أن يبتعد عنك ويريد السكن بين ذراعيك وفى ثنايا هذا القلب القاسى ولا يريد الأبتعاد عنك أبداً وبدون أن تدرى نزلت دموعها بالرغم منها وهى ماتزال مغمضة العينين وعينيه تأملت وجهها شعرآدم فى هذه اللحظه بالضيق وقال بغضب مفاجىء همس ففتحت عينيها ببطىء وشعرت به ولاحظت غضبه وقال بقسوه يالا كملى أكلك خلينا نكمل كلامنا وتركها بقسوه فاهتز جسدها وكانت ستقع ولكنها إستندت على حافة السرير وزدادت دموعها من حبيبها الذى لايشعر بها ولا بقلبها فصرخ بقسوه همسسسسس بطلى دموعك دى ويالا كلى ومش هتقدرى تتهربى منى أكتر من كده .
+
كان سمير يجلس مع الراجل الكبير مثلما يطلق عليه وقال له الرجل بغضب سمير إنت مبتعرفش تكمل حاجه لوحديك أبداً لازم تفشل كده فى كل مره فقال سمير بارتباك معلش هيه الظروف اللى جات معايه كده غصب عنى إحنا بنشتغل مع بعض من زمان وانت عارف شغلى وكان الوضع آمن ومكنتش أعرف إن إحنا متراقبين فقال له بسخريه ما هوه ده دليل على إنك شايف شغلك كويس فقال سمير بتأسف أنا بعتذر عن اللى حصل فقال بنرفزه واعتذارك ده هيفيدنى فى إيه بعد العيون ما بقت علينا ومش هنعرف نشتغل تانى زى ما كنا شغالين عاجبك كده الوضع اللى بقينا فيه والخساره اللى هتنزل علينا بعد كده وكمان البنت اللى حضرتك منتش عارف تلاقيها لدلوقتى فقال يدافع عن نفسه إن شاء الله هنلاقيها يعنى هيه هتروح فين فقال بغضب وانفعال البنت لازم تتلقى وبالذات بعد ما عرفت كل حاجه لازم تتلقى فاهم فقال سمير باحراج حاضر واستأذن منه وانصرف وهو يشعر بالضيق والغضب .
+
اتصل آدم على والدته يطمئنها عليه كعادته وسألته متى سيأتى فأخبرها أنا سيأتى بعد يومين فقال له ماهو مراد قالى بس قلت أطمن منك إنت وتأكد فقال لها لأ هيه فعلاً بعد يومين ثم تذكرت همس وسألته عنها وقالت مفيش أخبار عن همس فنظر إلى همس وقال بضيق لأ يا ماما وإن عرفت هبلغك فقالت بتعاطف مع همس إنت متعرفشى البنت دى وحشانى أد إيه يا ريت تلاقيها فقال بضيق قلق حاضر ياماما إنت شاغله نفسك بيها أوى فقالت بحنان لأنها يتيمه يا آدم ومسكينه وخايفه عليها فقال بخبث مفاجىء وهو يتأمل همس لأ متخافيش القطط الضاله اللى زيها ما يتخافش عليها .
+
اقترب آدم من همس وسألها بغموض مش عارف ماما بتحبك ليه ومتعاطفه معاكى بالطريقه دى فسعدت بداخلها لذلك وابتسمت ابتسامه صافيه ارتسمت على وجهها الرقيق لدى تذكرها لحنيتها عليها وتأمل آدم ابتسامتها هو أيضاً وشرد فيها ووجد نفسه يقترب منها ببطىء وهى مستغربه وقامت من مكانها بتردد وارتباك وخفق قلبها لنظراته وتأمله لها بهذا الشكل فأمسكها من يدها فجأه وقال بصوت خافت وقد تلاقت نظراتهما تعالى هنا رايحه فين أنا قلتلك مفيش هروب منى طول ما أنا معاكى فتأملت عينيه بتساؤل كبير وبدهشه ولم تعرف تعبيرات وجهه وتأففت بداخلها من هذا القناع اللعين الذى يحجب وجهه عنها وتعبيراته التى لا تعرفها إلا من صوته وكانت تود أن تصرخ وتقول له بكل الحب الذى بداخل قلبها له أنها لا تريد الأبتعاد عنه أبداً وأنها تريد أن تسكن بداخل قلبه ولا تريد مغادرته أبداً وهذه من أسباب أنها لاتريد أن تقول له شيئاًعن حقيقتها وجذبها من يدها وأجلسها على السريروهى تشعر أنها مسلوبة الأراده من نظرات عينيه لها.
+
شعرت هناء باطمئنان مفاجىء على أختها همس وابتسمت وقالت مش عارفه ليه أنا حاسه إن أختى بأمان فى المكان اللى هيه فيه برغم إنى مش عارفه هيه فين إلا إن قلبى بدأ يطمن عليها وجاءتها تجرى ساره ابنتها وتقول ماما ماما خالتو همس مجتشى فقالت بحنان أكيد هتيجى قريب أنا متأكده من كده إن شاء الله ياحبيبتى .
+
ناولها آدم بهدوء نوعاً ما الورق وأعطاها القلم الذى وقع منها بمجرد أن أمسك بيدها ووضع القلم بداخلها فإرتعشت يدها من الأرتباك منه ومن نظراته إليها فارتجفت يدها من لمسة يده فلاحظ ذلك ثم نظر فى عينيها وقال بغضب مكتوم يالا إكتبى إسمك بالكامل وسنك وأحكى حكايتك كلها على الورق ده ومتخبيش عنى حاجه وان عرفت إنك مخبيه حاجه بعد كده إنتى عارفه العقاب كويس فأجابت عنها عينيها بدموعها وأمسكت بالقلم وكتبت اسمها بيد مرتعشه ومرتبكه همس فسألها بس كده مش هينفع كملى يالا وبالفعل استكملت همس وكتبت بيد مرتجفه همس حسن وعندى 20 سنه فقال فى نفسه وهو يتأملها بعد أن عرف سنها أمال حاسس إنها أصغر من كده ليه ولاحظ بعدها أنها سكتت ولم تكتب فقال لها بغيظ كملى سكتى ليه فهزت رأسها بالرفض فأمسكها من معصمها بقسوه ها هتكملى ولا تحبى أعاقبك بعقاب إنتى مش أده فتأملت عينينه الغاضبه خافت منه واستكملت تكتب أنا يتيمه بابا وماما ماتوا وأنا صغيره وصمتت وكتبت بتردد هيه دى حكايتى فنظر إليها بغضب وقال بنرفزه والله حكايتك كلها مختصره فى إسمك وسنك وبابا وماما ماتوا هيه دى حكايتك دى اختصاريتيها فى كلمتين وبس كده لا طبعاً ياقطتى كملى وإلا وأظهر لها مسدسه أمام وجهها وحركه ببطىء أمامها فتجمدت مكانها بفزع واتسعت عينيها برعب وهى تنظر إلى المسدس .
+
اتصل سمير على زوجته ليطمئن عليها وعلى إبنته فسألته باستغراب إنت ليه يا سمير كل مره تتصل بيه من رقم غريب غير اللى قبله فقال بارتباك أبداً مفيهاش حاجه أنا بس بعمل كده عقبال ما آجى واستقر فقالت هناء خلاص يا سمير اللى يعجبك خد ساره عاوزه تتكلم معاك قبل ماتنام ونادتها هناء لتكلم والدها .
+
نظرت همس إلى مسدسه بفزع وخفق قلبها برعب وقال ليخوفها ها إيه رأيك تحبى تجربيه وتشوفيه بيوجع ولا لأ فهزت رأسها ببطىء وهى خائفه فقال لها بسخريه خلاص كملى ياقطتى قبل ما يغمى عليكى من الخوف فاستكملت همس بيداً مرتعشه وكتبت أنه لايوجد لديها أقارب بدون أن تذكر أنها لها أخت وكتبت أيضاً وهى تنظر إليه بخوف أنها خرساء منذ الصغر وتفهم حركات الشفاه فسألها بتهديد إكتبى يالا أسباب جريك ووجودك فى المنطقه هنا فنظرت إليه بارتباك فقال لها قلتلك إكتبى ليه كنتى بتجرى لما قابلتك وشكلك كان تعبان يالا إكتبى ساكته ليه ثم نظر إليها واستكمل بغموض ولا تحبى أفكرك إتقابلنا إزاى وعملت أنا إيه ساعتها شعرت همس بالأحراج وهى تتذكر عندما قام باللحاق بها وحملها بين ذراعيه فى المطر وتقابلت عيناهما فى وقتها بتساؤلات كثيره وقالت لنفسها مش هقدر أكمل وأأقوله إنى هربانه من جحيم كنت عايشه فيه مش هقدر أأقوله على كل حاجه أنا مش عارفه أنا هربت من سجن لسجن أنا كان إيه اللى خلانى أأقابلك فى يوم من الأيام وتجينى فى وقت كنت محتاجه فيه لأى إنسان يقف جنبى فيه بس للأسف إنت زودت شقائى فى الدنيا
+
وقدرى إن أحبك وانت مش قادر تحس بيه ولا بمشاعرى ناحيتك أنا كان لازم أبعد وأهرب بعيد عن حبك بس للأسف كل ما حاولت أسيبك وأهرب ألاقى نفسى فى حضنك واسمع لدقات قلبك القاسيه عليه بدون أدنى شفقه فأرجوك حاول أن تفهم ما تقوله عيناى لك ويهمس به قلبى لك بدون أن ينطق به لسانى حاول أن تسمع لصوت قلبى وهو يهمس بحبك أرجوك حاول لقد تعبت من كل هذا الجفاء وهذه القسوه التى لاأعرف أسبابها واستيقظت من شرودها على صوت هاتفه يرن فأتى آدم بالهاتف وهو ينظر إليها وكان اللواء كمال فاستغرب وقال فى نفسه بدهشه ياترى فيه إيه ورأته يتكلم معه وبعدها قال فى آخر المكالمه وأنا بانتظار مراد وأغلق معه ثم نظر آدم إليها بسخريه وقال حظك حلو اللواء كمال عايزينى لولا كده مكنتش سيبتك إلا لما عرفت كل حاجه عنك النهارده ثم قرب وجهه من وجهها ليخوفها واستكمل وقال بغموض لما آجى ياقطتى هاعرف كل حاجه عنك بطريقتى الخاصه فتنهدت فى نفسهابارتياح وقالت فى نفسها الحمدلله هيمشى ثم استيقظت من شرودها وهى تراه يقول لها بخبث ماتفرحيش أوى إنى هسيبك لأ هجيلك تانى ووضع فى يديها الكلبشات واستكمل بسخريه يلا هترتاحى منى شويه لغاية ما أجيلك انتظرينى يا سجينتى الخرساء نظرت إليه بحزن هى لاتريد برغم كل شىء أن يتركها بمفردها فهى تعودت على وجوده معها وشعرت معه بالأمان الذى افتقدته وشعرت أنها لاتريده أن يتركها وحيدة بدونه فهى تحبه بدون أن ترى وجه من خلف هذا القناع .
+
وقف أمامها بعد أن قام بتجهيز نفسه واستعد لكى يأتى مراد ويصطحبه معه ثم نظر إليها وقال باستهزاء تلائيكى طبعاً مبسوطه وفرحانه إنى هسيبك وهترتاحى منى وأنا فى الشغل فأغمضت عينيها بألم فهى لاتريده أن يتركها وحيده بين جدران هذا البدروم وسيعود إليها خوفها وهى وحيده كانت معه لاتخاف ولكنه الآن سيتركها وحيده بدونه فتألم قلبها فهى تريد أن تكون معه ولاتريده أن يتركها بمفردها هكذا إنها ستكون بانتظاره بشوق ولهفه فاقترب منها وقال بسخريه مش هتعرفى تهربى تانى من هنا وإوعى تحاولى تعملى أى حاجه علشان أظن إنك عرفتى نتيجة محاولاتك للهروب قبل كده كانت عامله إزاى وفجأه وجدته يرفع شعرها برقه من على جبهتها وأرجعه خلف إذنها ومسك بيده خصله من شعرها وقال باستهزاء هامس هتنتظرينى يا قطتى فخفق قلبها بسرعه من لمسته وهمسه الساخر ونظرت إليه والألم فى عينيها لفراقه لها بهذا الشكل المفاجىء وهى لاتعرف متى سيأتى إليها واستكمل هو وقال بسخريه وهو يقترب من وجهها ببطىء بصراحه هيوحشنى تعذيبك على إيدى ياهمس ونظرات الخوف منى دى اللى فى عينيكى واللى أنا شايفها دلوقتى دى هتوحشنى ومنظرك بالكلبشات وهيه فى إيديكى منظر حلو أوى ياقطتى الصغيره فزدادت خفقات قلبها وشعرت أنها تريد أن ترتمى بين ذراعيه وتصرخ وتقول لالالا تتركنى وحيده لقد أحببتك بكل عيوبك فلا تعذبنى بابتعادك عنى لقد تحملت ظلمك لى من أجل إننى وقعت فى حبك فلا تتركنى وترحل هكذا فأنت عالمى الوحيد فعيناك وحدها هى عالمى الذى سأشتاق إليها فلا تتركنى أعانى مرارة الحرمان مرة أخرى لاتتركنى أرجوك .
+
استيقظت من شرودها وهو يتأملها وقال لها باستهزاء أنا ماشى ياقطه وهرجعلك تانى استنينى وتركها واتجه ناحية الباب وفتحه واستكمل باستهزاء وسخريه باى يا قطتى الصغيره وأغلق وراؤه الباب بالمفتاح نظرت همس إلى الباب ودموعها الغزيره تنزل على وجهها وقلبها يتألم لفراقه هكذا فجأه تركها وحيده فقد شعرت بالفراغ يملىء قلبها رغم أنه معذبها .
+
وجد آدم سيارته بالخارج ويقودها مراد ففتح الباب وجلس بداخلها فاستقبله مراد مبتسم وقال والله وحشنى الشغل معاك من تانى فقال آدم بتهكم أنا يعتبر فى أجازه إنت مش واخد بالك ولا إيه فقال له مراد لأ طبعاً عارف بس الظروف هنعمل إيه وانت أكتر واحد مختص بالعصابات والمخدرات علشان كده أتصل عليك اللواء كمال بنفسه لأن رجالة سمير مش راضيين يعترفوا عليه ولا على الراجل الكبير بتاعهم فقرر اللواء إن أنت تقطع أجازتك وترجع تانى للشغل وانت اللى هتعرف تتعامل معاهم إزاى وده شغلك أصلاً فقال آدم خلاص يامراد مفيش مشاكل فقال مراد ليغيظه ولا تكون زعلان إن إنت سيبت همس لوحدها فنظر إليه وابتسم بسخريه وقال وهخاف عليها ليه وأنا مكلبشها ومتقدرش تروح هنا ولا هنا وقافل عليها الباب بالمفتاح فقال مراد بشفقه والله حرام عليك اللى بتعمله فيها ده فقال له آدم بنرفزه مراد كام مره قلتلك بطل أسلوبك ده فقال مراد متجاهلاً غضبه يعنى هيه مبتصعبش عليك خالص بذمتك فقال آدم بشرود وإيه اللى هيخليها تصعب عليه فقال مراد معاملتك الوحشه دى معاها وانت بتعاملها كأنها مجرمه زى المجرمين اللى بتتعامل معاهم فى السجون إنت مفكرها سجين عندك فقال آدم بتهكم وفرالحنيه بتعاتك دى وكلامك ده لحد تانى يكون محتاجها ويستحقها فقال مراد أنا مش عارف أعمل معاك إيه علشان تغير طبعك الوحش ده فنظر إليه بغضب وقال والله عاجبنى طبعى ده ومش هغيره علشان أى حد وانت عارف كده كويس وكفايه بقى كلام فى موضوع همس ده علشان مزعلشى معاك وخلينا فى الشغل وقولى عملت إيه فى القضيه فى غيابى .
+
مر بقيت اليوم على همس وهى تجلس على السرير وهى تشعر بالوحده الشديده فى غيابه عنها ولم تستطيع حتى أن تأكل فقد فقدت شهيتها بزياده فى غيابه عنها رغم أنه جاء الأتصال اللواء فى توقيت مناسب لها وربنا أنقذها من غضبه لأنها لاتريده أن يعرف أكثر من ذلك فقالت فى نفسها ولمعت عينيها بالدموع مكنتش أعرف إن غيابك عنى هيأثر فيه وفى قلبى كده كنت بتمنى تسيبنى وهربت منك واقدرت ترجعنى مرتين بس لكن دلوقتى مش هقدر أبعد عنك تانى حتى لو بعدتنى أنا مش هقدر أبعد تانى خلاص إنت بالنسبه ليه الأمان اللى دورت عليه طول عمرى ماهيمنيش شكلك عامل إزاى مش عاوزه أعرفه أهم حاجه إنت وبس أنا راضيه بعيوبك وراضيه بسخريتك منى وراضيه إنك بتقولولى ياقطتى محدش قبل كده إهتم بيه كده رغم إنه إهتمام غير أى إهتمام وبتعاملنى زى المجرمين وراضيه لأنى بحبك ومقددرش أتخيل حياتى من غيرك خلاص أنا بقيت مدمنه لحبك ومدمنه إن أأقوم من النوم ألاقيك فى وشى مش عاوزاك تفارقنى غيابك عنى كأن روحى هيه اللى غايبه عنى بحبك يا آدم ماتتأخرشى عليه أرجوك وشغلك ياخدك منى وتنشغل عن سجينتك الخرساء.
+
مر يومان ولم يعود آدم إليها وجلس فى مكتبه بالليل يكمل بعض أعماله بخصوص القضيه وقابل عدد من المتهمين خلال اليومين الماضيين وبدأ بنفسه التحقيقات معهم من البدايه وكان برفقته مراد وكان كل شىء يحدث خلال التحقيقات يكون اللواء كمال على علم بها فسأله مراد وهو يدخل عليه فى مكتبه ها مش هتروح بقى علشان كمان تشوف والدتك ولا إيه فقال آدم وهو يتنهد هروح كنت عاوز الأول أخلص من القضيه دى بس باين كده هتاخد وقت منى وبالذات مع اختفاء سمير والراجل الكبير بتاعه وكمان لما حققت مع المقبوضين عليهم إعترفوا وقالوا إنهم مايعرفوش مكان سمير ولا يعرفوا مين هو الراجل الكبير وأنا صدقتهم لأن ناس زى دول ما يمهمشى رجالتهم أدام ورقهم اتكشف فاميهمهشى إلا نفسهم وبس ثم تنهد وقام من مكانه وقال له ها هتمشى معايه ولا هتقعد فقال مراد لأ همشى .
+
كانت همس تنام مستيقظه على السرير ودموعها لم تنضب وهى تتسائل فى نفسها لماذا تأخر كل هذا الوقت هل نسينى هل أصابه مكروه وعند هذه الكلمه انتفض قلبها ودعت له الله أن يحفظه فى أى مكان يتواجد فيه صحيح أنه متغيب من يومين ولكن كأنهم سنتين فى بعده عنها كل هذا الوقت وشعرت بالنعاس ولكنها لم تنم وهى تشعر بالقلق يغمر قلبها وفجأه شعرت بشىء يتحرك من تحت الباب فانتفض قلبها وزادت دقاته وهى تشعر بأنه هو فقامت بتغميض عينيها بسرعه لكى تتجنب أسئلته وغضبه وكانت تريد أن ترتمى بين ذراعيه بكل حبها له وشوقها إليه وفتح هو الباب بهدوء ودخل عليها ووجدها نائمه على السرير فتأملها بعينيه واقترب منها ونظر إليها وهى مغمضة العينين وكانت همس تشعر بوجوده بجانبها وشعرت بأن قلبها سيختنق من سرعة دقاته المتسارعه وراء بعضها وابتسم آدم وهو يتأملها وهى بيدها الكلبشات وكأنها سجين حق مثلما قال مراد ومال ناحيتها لينظر إلى وجهها متأملاً لها إياه وسأل نفسه سؤال مراد ليه بتعامل معاها كأنها مجرمه زى المجرمين اللى بتعامل معاهم فى السجون وقال بابتسامه ساخره رجعتلك تانى يا قطتى وأتى بمفتاح الكلبشات وفتح لها الكلبشات فى يديها ومع لمسات يديه على يديها شعرت بأن قلبها سيقف من الخوف ليعرف أنها مستيقظه وليست نائمه مثلما تدعى .
+
بعد أن فك لها الكلبشات وجد نفسه يتأملها وقام بحملها بين ذراعيه فجأه وقد قرر شىء آخر أن يأخذها عند والدته فوق فشعرت به يحملها وارتجف قلبها وجسدها فاهو حبيبها عاد ويحملها الآن بين ذراعيه فشعرت بسعاده برغم دهشتها وتساؤلها بذهول إلى أين سيأخذنى فى هذا التوقيت لايهمها فأهم شىء أنه الآن يحملها بيين ذراعيه يكفيها ذلك وتظاهرت واستمرت فى هذا التظاهر بالعافيه وتحاول ألا يشعر بها وبدقات قلبها المرتعشه بين صدرها وفتح باب البدروم وخرج ووجدته يصعد بها السلالم ففهمت أنه صاعد بها إلى فوق عند والدته .
+
فتح باب شقته وتلفت حوله ولكنه لم يجد والدته لأنها بالتأكيد كانت ئائمه فى هذا التوقيت من الليل فى غرفتها ودلف إلى الغرفه التى كانت تنام فيها همس من قبل وقام بوضعها على السرير بهدوء فأتى شعرها على وجهها فمال عليها ولمس شعرها برقه وأرجعه خلف أذنها وتأمل وجهها وارتجف قلبها للمساته الرقيقه وفجأه مال عليها بجانب أذنها وهمس وقال بمكروسخريه على فكره يا همس إنتى صاحيه مش نايمه قطتى الصغيره شاطره فى التمثيل وتستحق جائزه كمان شعرت به وبأنفاسه الحاره على جانب وجهها فتجمدت فى مكانها وتصلب جسدها من الخوف منه .....
ياترى همس هتصرف إزاى؟ وآدم كمان هيتصرف إزاى ؟
اتمنى تكون عجباكم وتقولوا رأيكم .
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم
