رواية الخرساء والوجه المقنع الفصل الثاني 2 بقلم يمني عبدالمنعم
رواية الخرساء والوجه المقنع
الفصل الثانى
فتحت همس الباب ووجدت آدم يقف أمامها وعينيه على ملامحها الرقيقه والمذعوره فشعرت همس بالصدمه وارتجف قلبها وخافت من أن يظن بها ظن السوء فتراجعت إلى الخلف فى خوف فابتسم بسخريه وقال ممكن أعرف كنتى هتفتحى الباب هتعملى إيه بالضبط ولا كنتى هتهربى منى من غير ماعرف حكايتك إيه بالضبط فنظرت إليه وهى تقرأ شفتيه الساخره وتراجعت أكثر عندما عرفت ماذا يقول وفهمته جيداً وقالت فى نفسها هتكلم معاه إزاى ده بس أنا مش عارفه هتواصل معاه إزاى فهزت رأسها دليل على أنها لم تكن ستهرب من هنا فقال لها ساخراً شاطره منتى بتفهمى أهوه كلامى فهزت رأسها بالأيجاب فسألها بتهكم بتعرفى تكتبى فهزت رأسها بالأيجاب فقال لها بتحذير أنا ماشى على الشغل دلوقتى وإوعى آلائيكى هربانه من هنا وأظن إنتى عارفه إن المنطقه هنا هاديه مفيهاش سكان كتير وعلشان تطلعى على الطريق اللى موجود فيه ناس لازمك عربيه وما أظنش إن واحده زيك تعرف تسوق عربيه فشعرت بالجرح فى كرامتها ثم اقترب منها أكثر وقال أنا بحذرك أهوه وخصوصاً إنتى الوحيده اللى كنتى موجوده والعربيه بتطاردنى وأوعى تلمحى حتى لماما بالكلام ده للا هيبقى ليه كلام تانى معاكى خالص وأنا بحذرك وهخليكى تندمى على اليوم اللى قابلتينى فيه فاهمه فهزت رأسها دليل على فهمها فقال بسخريه حلو أوى إتفقنا لما آجى من الشغل هتكلم معاكى ولازم أعرف عنك كل حاجه وحكايتك إيه بالضبط ذهلت عندما فهمته فهى لا تريد أن تحكى لأحد عن حياتها كفى العذاب الذى عاشته فهى لاتريد أن تتذكره من جديد فلما وجدها شارده بهذا الشكل قال لنفسه وهو يتأملها ياترى وراكى إيه بالضبط ياترى كنتى عايشه فين ومع مين وفجأه سمع والدته تنادى عليه وتقول آدم آدم يلا إنت مش رايح الشغل ولا إيه فقال لها حاضر ياماما أنا ماشى أهوه دلوقتى ثم نظر إلى همس وقال لها إوعى تفكرى بس تهربى وأنا هجيبك لو كنتى فين فاهمه فنظرت إليه بفزع من نظرات عينيه وهزت له رأسها بالأيجاب .
دخلت عليها والدته بعدها وقالت لها تعالى حبيبتى تعالى إفطرى أنا جهزتلك الأكل تعالى وجذبتها من يدها خارج الغرفه وأجلستها على السفره وكان موضوع عليها الطعام جاهز لها وفكرتها بطيبتها هذه بوالدتها التى توفت وهى صغيره فى السن وبدأت تأكل طعامها ببطىء فاتبسمت لها فى حنان وقالت لها كلى حبيبتى ما تكسفيش ولسه آدم ما بيجيش من شغله دلوقتى ما بيجيش إلا بالليل فابتسمت فى بطىء وقالت لها والدته أنا مش عاوزاكى تخافى من آدم آدم صحيح كل اللى بيعرفه بيبقى خايف من التعامل معاه لأنه عصبى طول الوقت فا متزعليش من تصرفاته فتنهدت همس وابتسمت فى تردد وهى تأكل فى بطىء .
دخل شخص إلى بيته فاستقبلته زوجته قائله إيه يا سمير إتأخرت كده ليه وإيه اللى فى راسك ده إنت واخد غرز فى راسك ليه فقال لها مفيش يا هناء كل الحكايه إنى وقعت من على السلم وقعه جامده فروحت المستشفى وأخدت الغرز ما تقلقيش عليه فقالت بقلق وأختى كمان اللى معرفش عنها حاجه من إمبارح ما جتش فنظر إليها بضيق وقال ما تخافيش عليها ممكن تلاقيها جايه فى أى وقت قال ذلك ودخل إلى غرفته وهو متعب فرددت هناء تقول لنفسها ياترى إنتى فين يا همس دلوقتى يارب يحفظك يا حبيبتى يارب فى أى مكان تكونى موجوده فيه .
دلف سمير إلى حجرته وهو غاضب وقام بالأتصال من تليفونه على شخص ما وقال له لازم تلاقوها من تحت الأرض لازم تلاقوها تجبوها حيه أوميته لازم تلاقوها وأغلق الخط بعنف وقال بس لما أشوفك ياست هانم إما وريتك ما بقاش أنا سمير .
كان آدم فى مكتبه عندما دخل عليه صاحبه وزميله مراد وقال له عملت إيه فى العصابه بتاعت إمبارح فتنهد بضيق وقال عرفت أفلت منهم وضربوا عليه نار كتير بس أصبت أنا منهم اتنين وضربتلهم الأطارات العربيه وعطلتهم عن مطاردتى ولقيت فى طريقى ...وقطع كلامه غفله فقال له مراد متسائلاً لقيت فى طريقك إيه فابتسم بضيق وقال أبداً ماتخدش بالك إنت فتنهد مراد وقال لها هترجع تخبى عليه تانى إنت مش واثق فيه ولا إيه فقال له أبداً مراد ده موضوع لسه ماعرفش هيخلص على إيه فقال مراد بفضول موضوع إيه ده فقال له آدم أنا عارفك مش هتمشى من هنا إلا وعرفت فيه إيه بالضبط فقال له وهو يضحك خلاص آدام إنت عارف كده كويس فابقى إحكيلى لأنى مش همشى من هنا إلا وأنا عارف فيه إيه بالضبط فابتسم آدم بسخريه حاضر هحكيلك ما أنا عارف مش هتمشى من هنا إلا وأنت عارف ومش هتنام الليل كمان فضحك مراد وقال ما أنت عارف طبع صاحبك يبقى لازم تحكى فتنهد آدم وبدأ يروى له ما حدث معه بكل التفاصيل وأول ما انتهى من كلامه وقال مراد والبنت دى حلوه فشرد آدم وهو يتذكر ملامحها الرقيقه وقال آه جميله ورقيقه فابتسم وقال مراد أنا أول مره أسمعك تقول على بنت جميله فارتبك آدم وقال مش انت اللى بتسألنى عليها فقلتلك رأيى بصراحه فابتسم مراد وقال بس لما آدم يقول كده يبقى الموضوع فيه إن فقال آدم يلا يامراد روح مكتبك يالا أنا مش ناقصك فقال مراد متجاهلاً كلامه وانت طول ما انت بالقناع ده مش عاوزها تخاف منك لازم تخاف وخصوصاً بالمواصفات اللى إنت بتقول عليها وبظروفها اللى لسه ما تعرفش عنها أى حاجه فقال آدم إحنا مش إتكلمنا بخصوص الموضوع ده كذا مره وقلتلك مش هقلعه وأرجوك بقى سيبنى وروح مكتبك فقال مراد وهو يتنهد بضيق خلاص يا سيدى همشى و... وفجأه دخل عليهم عسكرى وقال له آدم بيه فقال له فيه حاجه يا عسكرى فقال أيوه حضرت اللواء كمال عايزك وعايز حضرت الظابط مراد فقال آدم خلاص قوله أنا جيله دلوقتى أنا ومراد فقال العسكرى حاضر يا فندم هروح أبلغه بالكلام ده حالاً فقال مراد متسائلاً يا ترى فيه إيه بالضبط فقال آدم وهو يقوم من مكانه لما نروح هنعرف بالضبط هوه عايزنا فى إيه فقال مراد يالا بينا .
دخل آدم ومراد مكتب كمال فاستقبله وهو يبتسم وقال إتفضلوا إقعدوا فجلسوا على الكراسى الموجوده أمام مكتبه فبدأ كمال بالكلام وقال طبعاً بتسألوا نفسكم إنتوا هنا ليه فقال آدم طبعاً فنظر كمال إليه وقال على العموم فيه مهمه ليكم انتم الأتنين ها تحققوا فيها فقال له مراد مهمة إيه حضرتك فقال لهم بما إنكم إصحاب عاوزكم تحققوا فى قضية قتل فقال آدم باستغراب بس ده يا فندم مش تخصصى وانت عارف كده كويس فقال اللواء عارف كويس إنت بتحب التعامل مع العصابات وتجار المخدارت وعارف بس القضيه صحيح قتل بس متشعبه فيها كذا قضيه وأكتر منها إنها قضية قتل عاديه وبس يعنى الموضوع كبير مش زى ما إنت متخيل فقال آدم وهو يتنهد خلاص يا فندم اللى تؤمر بيه فقال كمال أيوه كده وأنا عارف إنك أدها وهتحلها أنا عارف والقناع ده هينفعك أوى فى القضيه دى وخصوصاً إن وشك مش معروف فقال آدم يبقى اتفقنا ممكن تدينا ملف القضيه واحنا هنشتغل عليه فقال كمال إتفضل الملف أهوه وأنا بانتظار نتيجة التحقيقات فقال مراد إن شاء الله يا فندم هنجبلك أخبار قريب واستئذنوا وانصرفوا من مكتبه .
جلست همس مع والدته وسألتها إنتى إسمك إيه ياحبيبتى فأشارت إليها وطلبت منها ورقه وقلم ففهمتها والدته وأتت لها بالورقه والقلم وقالت لها بحنان إكتبى اللى انتى عايزاه فكتبت همس فقط ولم تكتب ولا حرف زياده فابتسمت الداده وقالت لها بجنان إسمك جميل أوى ياهمس فابتسمت همس بحياء وسألتها والدته ليكى قرايب يا حبيبتى والدك ووالدتك عايشين فكتبت همس أنهم متوفيين من زمان فطبطبت عليها والدته باهتمام وحنان متزعليش يا حبيبتى اعتبرينى زى مامتك بالضبط ومتقلقيش أبداً فكتبت لها همس شكراً لحضرتك فقالت لها والدته يا حبيبتى ولا يهمك إيه رأيك تيجى نقف فى المطبخ مع بعض ونعمل الغداء فابتسمت همس وهزت رأسها بالموافقه .
خرج سمير من حجرته بعد عدة ساعات وقالت له زوجته إنت نازل تانى ولا إيه فقال لها بضيق أيوه يا هناء عاوزه حاجه منى فقالت عاوزاك تبلغ عن إختفاء همس يا سمير ضرورى فقال لها بضيق انتى ماوركيش غيرها فقالت له باستعطاف دى أختى يا سمير وملياش غيرها وانت عارف ظروفها فقال لها بعصبيه خلاص إن عدى عليها يومين ومظهرتش نبقى نبلغ عنها إهدى بقى واصبرى وتركها وانصرف بسرعه دون أن يعطيها فرصه للرد عليه ونزلت دموع هناء وكانت مشتاقه إليها ودعت ربها أن تكون بخير أينما كانت .
وفى الليل متأخر بعض الشىء عاد آدم من عمله وركن سيارته أمام المنزل ونزل من سيارته وصعد السلالم ولم يطرق الباب بل فتح بالمفتاح على طول لأنه فى هذا التوقيت المتأخر تكون والدته نائمه وعند دخوله الجو كان معتم والتفت ناحية المطبخ عندما رأى النور منبعث منه فقال آدم فى نفسه بدهشه معقول تكون ماما لسه صاحيه جوه لدلوقتى واتجه ناحية المطبخ ببطىء وقبل أن يدخل قال ماما إنتى لسه صاحيه لدلوقتى إيه اللى مخليكى سهرانه عندما أنهى جملته كان قد رآها هى واقفه وليست والدته ولم تكن رآته فالتفتت فجأة فرأته فانصدمت همس بوجوده معها فى المطبخ فهى لم تراه عندما كانت واقفه لكى تشرب ولما فوجئت بوجوده شعرت بالصدمه تعصف بقلبها ووقعت منها الكوبايه بتلقائيه التى كانت فى يدها وتهشمت ولم تنتبه لها إلا عندما تلاقت عيناهما من صدمتهم هما الأثنين وصرخ بها بغضب وقال إيه مش تحاسبى للدرجادى بخوفك فلمعت عينيها بالدموع والخوف زاد بقلبها منه ومن نظراته إليها وعرفت وفهمت حركات شفتيه وددت لو تعتذر لكنها لاتستطيع أن تعبر عما بداخلها ونزلت دموعها الغزيره أكثر ومالت بتلقائيه على الكوب الذى تهشم زجاجه لتلمه من على الأرض فلما رآها تفعل ذلك وبيدها مال ناحيتها هو ولكنها كانت أسرع منه وأمسكت بالزجاج بيدها فتعصب عليها وقال انتى ما بتفهميش إنتى كده ممكن تعورى نفسك بسهوله وبالفعل كأن همس لم ترى أمامها غير غضبه عليها وانفعاله فى وجهها ولم تلاحظ من دموعها التى تملىء عينيها أن يدها قد جرحت بسبب الزجاج المكسور ولكنه لاحظ وأمسك بيدها فجأه وقال مش تحسبى إيدك إتجرحت من الزجاج وانتى لسه مستمره وبتمسكيه فتنبهت لوجود الدم بيدها وفتحت عينيها بذهول عندما أمسك آدم بيدها وقال لها تعالى معايه بسرعه وأدخلها غرفتها وذهب وأتى بعلبه الأسعافات الأوليه التى تخصه هوه وأمسك بيدها وهو يطهر لها الجرح وساعدها على إيقاف الدم من الجرح وربط يدها كل هذا وهى تتأمله وقلبها يرتجف من الذهول وتسائلت فى نفسها معقول يكون واحد زيه كده ممكن يبقى عنده قلب وحنين ولا ده شىء عادى بالنسبه له وكان يجلس على ركبتيه وهو يتأمل يدها بعد ما ربطها لها وقال لها بغضب بعد كده تبقى تخلى بالك من حاجه زى دى وقام من مكانه وبكره لازم تحكيلى كل حاجه عن حياتك لأن لازم أعرف ولأنى مش هقعد حد عندى فى البيت بدون ما أعرف عنه حاجه قال ذلك وانصرف وهو يشعر بالضيق من نفسه ومنها .
استلقت همس على السرير وهى تفكر ماذا ستفعل فى ما يطلبه آدم من معرفة كل شىء عنها ومعلومات تود أن تنساها وكيف تقول له وهى أيضاً لاتعلم عنه شيئاً حتى وجهه لا تعرفه فكيف ستحكى له وكيف ستقول له كل شىء عنها وهى لاتعلم عنه ماذا يعمل وما رأته فى ذلك اليوم أنه تابع لعصابه أو أى شىء شبيه بذلك دليل على ذلك العربيه التى كانت تجرى خلفه ومسدسه وضرب النار كل هذا يؤكد ظنونها هل بالفعل يكون مجرم مثلاًوهارب من العداله ومستخبى فى هذا المكان المنعزل عن الناس طب ووالدته من الواضح عليها أنها إنسانه محترمه لاتقبل المال الحرام وتأكل منه فماذا خلف هذا القناع وتنهدت بضيق وهى تتذكر نظرات عينيه التى شعرت أنها تخترق قلبها وعقلها معاً وحاولت أن تهدىء من تفكيرها لعلها تجد حل لهذه المشكله التى تواجهها الآن .
وفى اليوم التالى استيقظ آدم وجهز نفسه للنزول للعمل وصلى وخرج خارج الغرفه فوجد والدته تعد له الطعام على السفره وقالت له تعالى حبيبى لسه حاطه الأكل دلوقتى تعالى كل قبل ما تنزل على شغلك فجلس آدم وهو يقول إزيك ياماما لما جيت إمبارح كنت نايمه فقالت له طبعاً لا زم أكون نايمه علشان إنت بتيجى فى وقت متأخر ومقدرش أسهر لوقت متأخر زى ده فقال لها غصب عنى ياماما انتى عارفه فابتسمت له وقالت بحنان أنا يا حبيبى عارفه إ ن دى طبيعة شغلك و مقدره ده كويس بس فيها إيه لو كنت إتجوزت وكانت مراتك هيه اللى تاخد بالها منك فقال بصرامه ماما حضرتك إتكلمنا فى الموضوع ده كذا مره وأنا مش عاوزك تفتحيه تانى معايه فقالت والدته بضيق خلاص يا آدم إنت حر إعمل اللى إنت عاوزه وتركته واتجهت إلى حجرة همس تنادى عليها وقالت همس همس ياحبيبتى صحيتى ولا لسه يلا يا حبيبتى تعالى إفطرى معانه فاندهش آدم من سماعه للأسم وقال لنفسه هوه ده إسمها وماما عرفته منين ياترى .
وبعد دقائق قليله أتت والدته تجرى ناحيته وهى تقول آدم إلحقنى يا آدم همس مش موجوده فى الأوضه فقال لها متسائلاً بصدمه مش موجوده مش موجوده إزاى واتجه يجرى بغضب إلى حجرتها ويشعر أن بداخله بركان من الغضب يريد أن يفرغه فى وجهها إذا وجدها فنظر داخل الحجره ونظر داخل الحمام ولم يجدها فاتجه خارج الحمام ونظر لوالدته المصدومه والحزينه وقال بغضب ماما همس هربت من البيت .....
ياترى آدم هيتصرف إزاى ؟
وهمس هتهرب تروح فين فى منطقه هاديه زى دى ؟
الفصل الثانى
فتحت همس الباب ووجدت آدم يقف أمامها وعينيه على ملامحها الرقيقه والمذعوره فشعرت همس بالصدمه وارتجف قلبها وخافت من أن يظن بها ظن السوء فتراجعت إلى الخلف فى خوف فابتسم بسخريه وقال ممكن أعرف كنتى هتفتحى الباب هتعملى إيه بالضبط ولا كنتى هتهربى منى من غير ماعرف حكايتك إيه بالضبط فنظرت إليه وهى تقرأ شفتيه الساخره وتراجعت أكثر عندما عرفت ماذا يقول وفهمته جيداً وقالت فى نفسها هتكلم معاه إزاى ده بس أنا مش عارفه هتواصل معاه إزاى فهزت رأسها دليل على أنها لم تكن ستهرب من هنا فقال لها ساخراً شاطره منتى بتفهمى أهوه كلامى فهزت رأسها بالأيجاب فسألها بتهكم بتعرفى تكتبى فهزت رأسها بالأيجاب فقال لها بتحذير أنا ماشى على الشغل دلوقتى وإوعى آلائيكى هربانه من هنا وأظن إنتى عارفه إن المنطقه هنا هاديه مفيهاش سكان كتير وعلشان تطلعى على الطريق اللى موجود فيه ناس لازمك عربيه وما أظنش إن واحده زيك تعرف تسوق عربيه فشعرت بالجرح فى كرامتها ثم اقترب منها أكثر وقال أنا بحذرك أهوه وخصوصاً إنتى الوحيده اللى كنتى موجوده والعربيه بتطاردنى وأوعى تلمحى حتى لماما بالكلام ده للا هيبقى ليه كلام تانى معاكى خالص وأنا بحذرك وهخليكى تندمى على اليوم اللى قابلتينى فيه فاهمه فهزت رأسها دليل على فهمها فقال بسخريه حلو أوى إتفقنا لما آجى من الشغل هتكلم معاكى ولازم أعرف عنك كل حاجه وحكايتك إيه بالضبط ذهلت عندما فهمته فهى لا تريد أن تحكى لأحد عن حياتها كفى العذاب الذى عاشته فهى لاتريد أن تتذكره من جديد فلما وجدها شارده بهذا الشكل قال لنفسه وهو يتأملها ياترى وراكى إيه بالضبط ياترى كنتى عايشه فين ومع مين وفجأه سمع والدته تنادى عليه وتقول آدم آدم يلا إنت مش رايح الشغل ولا إيه فقال لها حاضر ياماما أنا ماشى أهوه دلوقتى ثم نظر إلى همس وقال لها إوعى تفكرى بس تهربى وأنا هجيبك لو كنتى فين فاهمه فنظرت إليه بفزع من نظرات عينيه وهزت له رأسها بالأيجاب .
دخلت عليها والدته بعدها وقالت لها تعالى حبيبتى تعالى إفطرى أنا جهزتلك الأكل تعالى وجذبتها من يدها خارج الغرفه وأجلستها على السفره وكان موضوع عليها الطعام جاهز لها وفكرتها بطيبتها هذه بوالدتها التى توفت وهى صغيره فى السن وبدأت تأكل طعامها ببطىء فاتبسمت لها فى حنان وقالت لها كلى حبيبتى ما تكسفيش ولسه آدم ما بيجيش من شغله دلوقتى ما بيجيش إلا بالليل فابتسمت فى بطىء وقالت لها والدته أنا مش عاوزاكى تخافى من آدم آدم صحيح كل اللى بيعرفه بيبقى خايف من التعامل معاه لأنه عصبى طول الوقت فا متزعليش من تصرفاته فتنهدت همس وابتسمت فى تردد وهى تأكل فى بطىء .
دخل شخص إلى بيته فاستقبلته زوجته قائله إيه يا سمير إتأخرت كده ليه وإيه اللى فى راسك ده إنت واخد غرز فى راسك ليه فقال لها مفيش يا هناء كل الحكايه إنى وقعت من على السلم وقعه جامده فروحت المستشفى وأخدت الغرز ما تقلقيش عليه فقالت بقلق وأختى كمان اللى معرفش عنها حاجه من إمبارح ما جتش فنظر إليها بضيق وقال ما تخافيش عليها ممكن تلاقيها جايه فى أى وقت قال ذلك ودخل إلى غرفته وهو متعب فرددت هناء تقول لنفسها ياترى إنتى فين يا همس دلوقتى يارب يحفظك يا حبيبتى يارب فى أى مكان تكونى موجوده فيه .
دلف سمير إلى حجرته وهو غاضب وقام بالأتصال من تليفونه على شخص ما وقال له لازم تلاقوها من تحت الأرض لازم تلاقوها تجبوها حيه أوميته لازم تلاقوها وأغلق الخط بعنف وقال بس لما أشوفك ياست هانم إما وريتك ما بقاش أنا سمير .
كان آدم فى مكتبه عندما دخل عليه صاحبه وزميله مراد وقال له عملت إيه فى العصابه بتاعت إمبارح فتنهد بضيق وقال عرفت أفلت منهم وضربوا عليه نار كتير بس أصبت أنا منهم اتنين وضربتلهم الأطارات العربيه وعطلتهم عن مطاردتى ولقيت فى طريقى ...وقطع كلامه غفله فقال له مراد متسائلاً لقيت فى طريقك إيه فابتسم بضيق وقال أبداً ماتخدش بالك إنت فتنهد مراد وقال لها هترجع تخبى عليه تانى إنت مش واثق فيه ولا إيه فقال له أبداً مراد ده موضوع لسه ماعرفش هيخلص على إيه فقال مراد بفضول موضوع إيه ده فقال له آدم أنا عارفك مش هتمشى من هنا إلا وعرفت فيه إيه بالضبط فقال له وهو يضحك خلاص آدام إنت عارف كده كويس فابقى إحكيلى لأنى مش همشى من هنا إلا وأنا عارف فيه إيه بالضبط فابتسم آدم بسخريه حاضر هحكيلك ما أنا عارف مش هتمشى من هنا إلا وأنت عارف ومش هتنام الليل كمان فضحك مراد وقال ما أنت عارف طبع صاحبك يبقى لازم تحكى فتنهد آدم وبدأ يروى له ما حدث معه بكل التفاصيل وأول ما انتهى من كلامه وقال مراد والبنت دى حلوه فشرد آدم وهو يتذكر ملامحها الرقيقه وقال آه جميله ورقيقه فابتسم وقال مراد أنا أول مره أسمعك تقول على بنت جميله فارتبك آدم وقال مش انت اللى بتسألنى عليها فقلتلك رأيى بصراحه فابتسم مراد وقال بس لما آدم يقول كده يبقى الموضوع فيه إن فقال آدم يلا يامراد روح مكتبك يالا أنا مش ناقصك فقال مراد متجاهلاً كلامه وانت طول ما انت بالقناع ده مش عاوزها تخاف منك لازم تخاف وخصوصاً بالمواصفات اللى إنت بتقول عليها وبظروفها اللى لسه ما تعرفش عنها أى حاجه فقال آدم إحنا مش إتكلمنا بخصوص الموضوع ده كذا مره وقلتلك مش هقلعه وأرجوك بقى سيبنى وروح مكتبك فقال مراد وهو يتنهد بضيق خلاص يا سيدى همشى و... وفجأه دخل عليهم عسكرى وقال له آدم بيه فقال له فيه حاجه يا عسكرى فقال أيوه حضرت اللواء كمال عايزك وعايز حضرت الظابط مراد فقال آدم خلاص قوله أنا جيله دلوقتى أنا ومراد فقال العسكرى حاضر يا فندم هروح أبلغه بالكلام ده حالاً فقال مراد متسائلاً يا ترى فيه إيه بالضبط فقال آدم وهو يقوم من مكانه لما نروح هنعرف بالضبط هوه عايزنا فى إيه فقال مراد يالا بينا .
دخل آدم ومراد مكتب كمال فاستقبله وهو يبتسم وقال إتفضلوا إقعدوا فجلسوا على الكراسى الموجوده أمام مكتبه فبدأ كمال بالكلام وقال طبعاً بتسألوا نفسكم إنتوا هنا ليه فقال آدم طبعاً فنظر كمال إليه وقال على العموم فيه مهمه ليكم انتم الأتنين ها تحققوا فيها فقال له مراد مهمة إيه حضرتك فقال لهم بما إنكم إصحاب عاوزكم تحققوا فى قضية قتل فقال آدم باستغراب بس ده يا فندم مش تخصصى وانت عارف كده كويس فقال اللواء عارف كويس إنت بتحب التعامل مع العصابات وتجار المخدارت وعارف بس القضيه صحيح قتل بس متشعبه فيها كذا قضيه وأكتر منها إنها قضية قتل عاديه وبس يعنى الموضوع كبير مش زى ما إنت متخيل فقال آدم وهو يتنهد خلاص يا فندم اللى تؤمر بيه فقال كمال أيوه كده وأنا عارف إنك أدها وهتحلها أنا عارف والقناع ده هينفعك أوى فى القضيه دى وخصوصاً إن وشك مش معروف فقال آدم يبقى اتفقنا ممكن تدينا ملف القضيه واحنا هنشتغل عليه فقال كمال إتفضل الملف أهوه وأنا بانتظار نتيجة التحقيقات فقال مراد إن شاء الله يا فندم هنجبلك أخبار قريب واستئذنوا وانصرفوا من مكتبه .
جلست همس مع والدته وسألتها إنتى إسمك إيه ياحبيبتى فأشارت إليها وطلبت منها ورقه وقلم ففهمتها والدته وأتت لها بالورقه والقلم وقالت لها بحنان إكتبى اللى انتى عايزاه فكتبت همس فقط ولم تكتب ولا حرف زياده فابتسمت الداده وقالت لها بجنان إسمك جميل أوى ياهمس فابتسمت همس بحياء وسألتها والدته ليكى قرايب يا حبيبتى والدك ووالدتك عايشين فكتبت همس أنهم متوفيين من زمان فطبطبت عليها والدته باهتمام وحنان متزعليش يا حبيبتى اعتبرينى زى مامتك بالضبط ومتقلقيش أبداً فكتبت لها همس شكراً لحضرتك فقالت لها والدته يا حبيبتى ولا يهمك إيه رأيك تيجى نقف فى المطبخ مع بعض ونعمل الغداء فابتسمت همس وهزت رأسها بالموافقه .
خرج سمير من حجرته بعد عدة ساعات وقالت له زوجته إنت نازل تانى ولا إيه فقال لها بضيق أيوه يا هناء عاوزه حاجه منى فقالت عاوزاك تبلغ عن إختفاء همس يا سمير ضرورى فقال لها بضيق انتى ماوركيش غيرها فقالت له باستعطاف دى أختى يا سمير وملياش غيرها وانت عارف ظروفها فقال لها بعصبيه خلاص إن عدى عليها يومين ومظهرتش نبقى نبلغ عنها إهدى بقى واصبرى وتركها وانصرف بسرعه دون أن يعطيها فرصه للرد عليه ونزلت دموع هناء وكانت مشتاقه إليها ودعت ربها أن تكون بخير أينما كانت .
وفى الليل متأخر بعض الشىء عاد آدم من عمله وركن سيارته أمام المنزل ونزل من سيارته وصعد السلالم ولم يطرق الباب بل فتح بالمفتاح على طول لأنه فى هذا التوقيت المتأخر تكون والدته نائمه وعند دخوله الجو كان معتم والتفت ناحية المطبخ عندما رأى النور منبعث منه فقال آدم فى نفسه بدهشه معقول تكون ماما لسه صاحيه جوه لدلوقتى واتجه ناحية المطبخ ببطىء وقبل أن يدخل قال ماما إنتى لسه صاحيه لدلوقتى إيه اللى مخليكى سهرانه عندما أنهى جملته كان قد رآها هى واقفه وليست والدته ولم تكن رآته فالتفتت فجأة فرأته فانصدمت همس بوجوده معها فى المطبخ فهى لم تراه عندما كانت واقفه لكى تشرب ولما فوجئت بوجوده شعرت بالصدمه تعصف بقلبها ووقعت منها الكوبايه بتلقائيه التى كانت فى يدها وتهشمت ولم تنتبه لها إلا عندما تلاقت عيناهما من صدمتهم هما الأثنين وصرخ بها بغضب وقال إيه مش تحاسبى للدرجادى بخوفك فلمعت عينيها بالدموع والخوف زاد بقلبها منه ومن نظراته إليها وعرفت وفهمت حركات شفتيه وددت لو تعتذر لكنها لاتستطيع أن تعبر عما بداخلها ونزلت دموعها الغزيره أكثر ومالت بتلقائيه على الكوب الذى تهشم زجاجه لتلمه من على الأرض فلما رآها تفعل ذلك وبيدها مال ناحيتها هو ولكنها كانت أسرع منه وأمسكت بالزجاج بيدها فتعصب عليها وقال انتى ما بتفهميش إنتى كده ممكن تعورى نفسك بسهوله وبالفعل كأن همس لم ترى أمامها غير غضبه عليها وانفعاله فى وجهها ولم تلاحظ من دموعها التى تملىء عينيها أن يدها قد جرحت بسبب الزجاج المكسور ولكنه لاحظ وأمسك بيدها فجأه وقال مش تحسبى إيدك إتجرحت من الزجاج وانتى لسه مستمره وبتمسكيه فتنبهت لوجود الدم بيدها وفتحت عينيها بذهول عندما أمسك آدم بيدها وقال لها تعالى معايه بسرعه وأدخلها غرفتها وذهب وأتى بعلبه الأسعافات الأوليه التى تخصه هوه وأمسك بيدها وهو يطهر لها الجرح وساعدها على إيقاف الدم من الجرح وربط يدها كل هذا وهى تتأمله وقلبها يرتجف من الذهول وتسائلت فى نفسها معقول يكون واحد زيه كده ممكن يبقى عنده قلب وحنين ولا ده شىء عادى بالنسبه له وكان يجلس على ركبتيه وهو يتأمل يدها بعد ما ربطها لها وقال لها بغضب بعد كده تبقى تخلى بالك من حاجه زى دى وقام من مكانه وبكره لازم تحكيلى كل حاجه عن حياتك لأن لازم أعرف ولأنى مش هقعد حد عندى فى البيت بدون ما أعرف عنه حاجه قال ذلك وانصرف وهو يشعر بالضيق من نفسه ومنها .
استلقت همس على السرير وهى تفكر ماذا ستفعل فى ما يطلبه آدم من معرفة كل شىء عنها ومعلومات تود أن تنساها وكيف تقول له وهى أيضاً لاتعلم عنه شيئاً حتى وجهه لا تعرفه فكيف ستحكى له وكيف ستقول له كل شىء عنها وهى لاتعلم عنه ماذا يعمل وما رأته فى ذلك اليوم أنه تابع لعصابه أو أى شىء شبيه بذلك دليل على ذلك العربيه التى كانت تجرى خلفه ومسدسه وضرب النار كل هذا يؤكد ظنونها هل بالفعل يكون مجرم مثلاًوهارب من العداله ومستخبى فى هذا المكان المنعزل عن الناس طب ووالدته من الواضح عليها أنها إنسانه محترمه لاتقبل المال الحرام وتأكل منه فماذا خلف هذا القناع وتنهدت بضيق وهى تتذكر نظرات عينيه التى شعرت أنها تخترق قلبها وعقلها معاً وحاولت أن تهدىء من تفكيرها لعلها تجد حل لهذه المشكله التى تواجهها الآن .
وفى اليوم التالى استيقظ آدم وجهز نفسه للنزول للعمل وصلى وخرج خارج الغرفه فوجد والدته تعد له الطعام على السفره وقالت له تعالى حبيبى لسه حاطه الأكل دلوقتى تعالى كل قبل ما تنزل على شغلك فجلس آدم وهو يقول إزيك ياماما لما جيت إمبارح كنت نايمه فقالت له طبعاً لا زم أكون نايمه علشان إنت بتيجى فى وقت متأخر ومقدرش أسهر لوقت متأخر زى ده فقال لها غصب عنى ياماما انتى عارفه فابتسمت له وقالت بحنان أنا يا حبيبى عارفه إ ن دى طبيعة شغلك و مقدره ده كويس بس فيها إيه لو كنت إتجوزت وكانت مراتك هيه اللى تاخد بالها منك فقال بصرامه ماما حضرتك إتكلمنا فى الموضوع ده كذا مره وأنا مش عاوزك تفتحيه تانى معايه فقالت والدته بضيق خلاص يا آدم إنت حر إعمل اللى إنت عاوزه وتركته واتجهت إلى حجرة همس تنادى عليها وقالت همس همس ياحبيبتى صحيتى ولا لسه يلا يا حبيبتى تعالى إفطرى معانه فاندهش آدم من سماعه للأسم وقال لنفسه هوه ده إسمها وماما عرفته منين ياترى .
وبعد دقائق قليله أتت والدته تجرى ناحيته وهى تقول آدم إلحقنى يا آدم همس مش موجوده فى الأوضه فقال لها متسائلاً بصدمه مش موجوده مش موجوده إزاى واتجه يجرى بغضب إلى حجرتها ويشعر أن بداخله بركان من الغضب يريد أن يفرغه فى وجهها إذا وجدها فنظر داخل الحجره ونظر داخل الحمام ولم يجدها فاتجه خارج الحمام ونظر لوالدته المصدومه والحزينه وقال بغضب ماما همس هربت من البيت .....
ياترى آدم هيتصرف إزاى ؟
وهمس هتهرب تروح فين فى منطقه هاديه زى دى ؟
