رواية همسة حياتي كاملة وحصرية بقلم نجلاء ذكي
مازن: ٣٠ سنة مهندس ومتزوج منذ خمس سنوات وليس لديه اطفال لان زوجته لديها مشاكل في الانجاب
سها: زوجة مازن ٢٨ سنة احبها من النظرة الاولى لكن دوام الحال من المحال بسبب تدخل والدتها اصبح هناك مشاكل كثيرة بينهم
همسة: ١٩ سنة ابنة خالة مازن ويتمة طالبة فى كلية الاداب فى السنة الثانية
سميرة :والدة مازن وخالة همسة طيبة جدا
محي: ٣٥سنة ابن خالة سها رجل اعمال وارمل ولديه طفلين كريم وكارما
************
صوت القرآن يصدح بمنزل راقي باحدى محافظات الوجه البحري وهناك باحد الاركان تجلس فتاة تدعى همسة اقل ما يقال عنها رائعة الجمال على رغم انهيارها وبكائها الذي لايتوقف فهي خسرت اخر سند لها والدتها والى جوارها تجلس سيدة قريبة الشبه بها وهى ايضا منهارة على وفاة اختها الوحيدة
-خلاص ياخالتو ماما راحت ومبقاش ليا حد لترد عليها بحزن
-كده برضو يا همسة انتى بنتي وطول ما فيا نفس مش هسيبك ابدا لتحتض همسة خالتها بخوف
-ربنا يديمك ليا ولا يحرمنى منك ابدا
ليمضي الوقت وينقضي المعزيين وكل يذهب الى حاله وحياته لتتحدث سميرة لابنة اختها
-يلا يا بنتى جهزي حاجاتك وكتبك علشان هنرجع القاهرة ابن خالتك مستنينا تحت وكده كده الامتحانات فاضل عليها شهر تقعدي معايا وتنوريني
-مش عايزة اعملك ازعاج يا خالتو
-ازعاج ايه هو احنا لينا غير بعض و انا لوحدي بعد جواز مازن وسفر مايا مع جوزها واهو وقت الامتحانات نيجي هنا تمتحنى ونرجع تاني والسنة الجاية ابن خالتك ينقل ورقك
-خلاص يا خالتو اللي تشوفيه
-طب يلا وانا معاكي
وبالفعل جمعت همسة اغراضها ونزلت هي وخالتها لتجد مازن الذي ما ان راها حتى انبهر بجمالها فوجهها برئ وكانها ملاك رغم حزنها وبكائها لكنها رائعة ليقدم لها مازن العزاء في خالته فهو لم يراها منذ ما يقرب ستة سنوات كانت وقتها فتاة صغيرة بضفائر لكنها الان امرأة جميلة اوصلهم مازن الى منزل والدته واتجه الى منزله وهو متعب فلقد كان السفر شاق لانه لم يسترح الا قليلا اسفل منزل خالته ما ان راته سها زوجته حتى بدات معه في وصلة الشجار اليومي
-اخيرا وصلت يا سي مازن
-خير يا سها انا بجد جاي تعبان مش قادر على خناق النهاردة لترد عليه بسخط
-نعم يعني ايه انت ناسي ان النهاردة عيد ميلاد ابن سوسن بنت خالتي ومتفقة معاك على اننا نروح من اسبوع
-اه عارف لكن جد ظرف جديد انتي ناسية ان لسه خالتي متوفيه وانا لسه راجع من السفر بجد تعبان
-مش ذنبي كنت اجلت السفر لبكرة ولا لازم الست الولدة والسنيورة بنت اختها السواق المخصوص بتعهم يروح يجبهم
-سها لغاية كده وكفاية متنسيش انك بتغلطي فى امي بقولك ايه عايزة تروحي اتفضلي لكن انا مش قادر وبعدين امي تامرني باي حاجة وانا انفذ ولو حصل تطاول تاني هيبقى فيه تصرف مش هيعجبك واتفضلي بقى محتاج ارتاح عندي شغل بكرة الصبح مش عايز كل شوية مشاكل بجد الحياة بقيت صعبة فين سها اللى كانت بتتمني ليا الرضا ايه اللى غيرك كده لتحرك يدها باستهزاء ثم تخرج لتذهب لذلك الحفل وهي تشعر بغضب كبير من مازن ووالدته
ما ان وصلت الحفل حتى التقت بوالدتها والتى تتسم بقوة الشخصية لتسالها عن مازن
-امال فين البيه جوزك مجاش ليه معاكي
-معلش يا ماما اصله لسه راجع من السفر انتى عارفة ان خالته لسه متوفيه ورح جاب طنط وبنت خالته تقعد معاها لترد الام ببعض الاستهزاء
-اه طيب ملوش في الطيب نصيب كنا هنعرفه على ناس ميحلمش يقبلهم بس خليه اصله فقري لترد سها بتذمر
-خلاص يا ماما بقى انا كده كده اتخنقت معاه
-طيب ادينى سكت والمحروسه بنت خالته هتقعد كتير مع خالتها
-اكيد يا ماما هي ملهاش حد غيرها وكمان هي لسه بتدرس في الجامعة
-طب يا حلوة حرصي بدل ما امه تلزقهالوا علشان يجيب ولاد
-فيه ايه يا ماما انتي بدل ما تهدينى على مازن بتقلقيني اكتر
-معلش يا سها انتى عارفة انى صريحة مش بتاعة لف ولا دوران وعموما انا من الاول مكنتش مقتنعة بيه انتى اللى هبلة وصممتي عليه قال ايه بحبه ياماما عملك ايه الحب اديكى عايشه على الاد شيفة سوسن بنت خالتك طلعت انصح منك اتجوزت رجل اعمال مال وسلطة وشباب بس نقول ايه النصيب
-خلاص يا ماما كل واحد بياخد نصيبه وانا نصيبي مازن وكفاية انه راضي بيه وانا مش هقدر اخلف
-ليه هو كان يطول انه يتجوز واحدة زيك حسب ونسب وجمال ده محي ابن خالتك كان هيتجنن علشان يتجوزك لكن انتى فقرية زي ابوكي يلا اهو هو كمان سافر وبقى ناجح و كمان اتجوز ومراته ماتت وسابت ليه عيلين صغيرين
-ربنا يرحمها ياماما كل واحد بياخد نصيبه
-ماشي ياختى ليستمعا الى ضجة لتنظر سها ووالدتها لترى محي وابنائه قد اتوا فلقد رجع واستقر بمصر خصوصا بعد وفاة زوجته ليصافح الجميع الذين شعروا بالسعادة لقدومه ليذهب بعد ذلك الى سها ووالدتها ليلقى عليهم التحية وترحب به خالته بحرارة وبداخلها تخطط وتدبر لأمر ما وخصوصا وقد رات نظرته لسها مازالت تحمل نفس الحب الذي كان يكنه لها في الماضي لينتهي الحفل وترجع سها الى المنزل وبداخلها صراع بعد ان غرست والدتها بداخلها بذور الشك في ان تقوم حماتها بتزويج مازن لابنة اختها ليزداد حقدها على حمتها وتلك المسكينة اليتيمة
**********************
مضى اسبوع على استقرار همسة مع خالتها وكان مازن دائم الزيارة الى والدته كما هو معتاد ولقد لاحظ حب همسة لامه والتوافق بينهم وكم تشعر والدته بالسعادة لوجودها معها اما على الصعيد الاخر فكانت سها دائمة الشجار معه وخصوص مع قيام والدتها بالتاثير عليها وملا راسها بالافكار السلبية عن مازن وذلك لغرض بنفسها وهو ان تدمر العلاقة بين مازن وسها اكثر مما سبق فلقد كانت تدفعها لطلب الطلاق منه قبل ان يتركها ويذهب لغيرها ولقد حاول مازن اكثر من مرة امتصاص غضبها وانفعالاتها فهو يلتمس لها العذر بسبب خوفها لكونها لن تستطيع الانجاب ولكن لا شئ بعيد عن ارادة الخالق هذا دائما ما يقوله لها لكن تدخل والدتها وسماح سها بهذا التدخل هو ما كان يزيد من حنق مازن من هذه المشاجرات المستمرة بينهم ولقد عرض عليها اكثر من مرة ان يصطحبها للتعرف على همسة حتى يجعلها ترتاح وبالفعل اخيرا وافقت وبنهاية الاسبوع ذهبا مازن وسها لتناول الغذاء مع والدته وهمسة لتتعرف عليها سها وتقدم لها التعازي هذا ما اخبرهم به مازن لكن غرض سها هو رؤية همسة ومعرفة ان كانت تشكل لها خطر ام لا
وصل مازن وسها فى الموعد المحدد ما ان دخلا حتى رحبت بهم سميرة بحفاوة فزوجة ابنها قليلا ما تاني لها فطول سنوات زواجهم لم تتعدى عدد زيارتهم عدد اصابع اليدين
-يا مرحب يا سها نورتي يا بنتى لترد عليه سها بابتسامة قلقة
-ازي حضرتك يا طنط حضرتك عاملة ايه
-الحمد لله يا بنتى بخير لترد باستدراك
-اه يا طنط البقاء لله معلش متاخرة ما هي الا لحظات لتدخل همسة وترحب بهم
-اهلا وسهلا مدام سها ازي حضرتك ازيك يا باشمهندس
ليرد مازن بحفاوة
-ازيك يا همسة عاملة ايه في المذكرة
-الحمد لله يا باشمهندس كل ذلك الحوار يدور وسها تشعر بالقلق فهمسة رائعة الجمال ورقيقة وقد بدات نيران الغيرة تشتعل بقلبها لترد السلام باصطناع
-اهلا يا همسة عاملة ايه والبقاء لله لترد همسة بحزن
-البقاء لله وحده وانا الحمد لله شكرا لتشعر سميرة بتوتر الجو فتسال همسة
-السفرة جاهزة حبيبتي
-ثواني وكل حاجة تكون على السفرة وفعلا ما هي الا دقائق والجميع يجلس لتناول الطعام مع مدح مازن فى مذاق الاكل
-الله يا ماما الاكل تحفة النهاردة لترد سميرة بسعادة
-والله يا ابني ما عملت حاجة همسة اللى صممت انها تعمل الاكل لاني كنت تعبنة شوية امبارح
-خير يا ماما فيكي ايه
-ولا حاجة ارهاق بس شوية وبقيت احسن تسلملي يا حبيبي لينظر مازن الى همسة ويبتسم
-تسلم ايديك يا همسة طلعتي شاطرة لتبتسم بخجل
-شكرا يا باشمهندس اما سها فهى تغلي وتذبد بصمت لتبتسم بتصنع وتنظر الى همسة
-تسلم ايدك يا همسة وياتري شاطرة فى الدراسة زي ما انتى شاطرة فى المطبخ لترد بادب
-الحمد لله لتسرع بسالها
-واتى بقى في سنة كام
-انا في سنة ثانية اداب علم نفس
-اه واضح
لينتهي الغذاء الكارثي ويذهب مازن وزوجته بعد ان احرجت همسة اكثر من مرة لتحقر من شانها امام مازن لكن كل ما فعلته هو ان اشعرت مازن بالغضب منها والشفقة على ابنة خالته وخصوصا عندما احرجتها فى اخر الزيارة عندما علقت على ملابسها وكونها لا تناسب كونها تعيش بالقاهرة فهى لا تتوائم مع ذلك المجتمع على الرغم من رقة وجمال ملابسها لكنها تتسم بالاحترام كونها محجبة ومتدينة على عكس سها فملابسها تتسم ببعض الجراءة نوعا ما على الرغم طلب مازن منها ان تغير نمط ملابسها لكنها عنيدة ما ان وصلا الى المنزل حتى بدات وصلة الشجار وتبادل الاتهامات كون مازن معجب بابنة خالته لا تعلم سها ان ذلك الشجار ما هو الا مفتاح لدخول الشيطان بينهم
************************
مرت الايام ومازالت المشاحنات دائرة في منزل سها ومازن اما همسة وخالتها فلقد ذهبا الى منزل همسة لبداية امتحاناتها
ليمر فترة الامتحان بسلام ويعودا الى منزلهم وقد قام مازن بصطحابهم للعودة وكذلك قام بمعرفة الأوراق المطلوبة لنقل همسة
اما سها فلقد.كانت دائمة الزيارة لوالدتها وكذلك كان محي ياتى لزيارتهم بناء على طلب خالته فهى تخطط لكى تحصل ابنتها على الطلاق من مازن والزواج بعد ذلك من محي ولقد ساعدها فى ذلك ان سها للاسف اصبحت تتبع خطواتها للتعامل مع مازن مما زاد النفور بينهم وعدم التوافق
مرت فترة الاجازة الصيفية وتم نقل همسة الى الجامعة بالقاهرة وطبعا مع الوقت اصبح لها اصدقاء كما ان مازن اصبح يعتاد على الجلوس مع والدته وهمسة والنفور من المنزل بسبب كثرة المشاكل بينه هو وسها والذى ازداد بطريقا غريبة عليه فلقد اصبح المنزل لا يطاق وفى احد الايام وهو عائد من العمل ويشعر بالتعب والارهاق فهو يعمل على مشروع قد يحقق له نقله كبيرة في مستقبله المهني ما ان وصل المنزل حتى وجد والدي سها متواجدين كان الثلاث جالسون وكأنهم هيئة قضائية تريد الحكم على متهم ليلقى التحية بتوجس
-السلام عليكم لترد حماته ببعض الملل
-اهلا يا سي مازن لينظر اليهم وهو يشعر ان هناك خطب ما
-خير يا سها في حاجة لتسرع حماته
-خير ايه يا مازن هو حرام نزور بنتنا ولا ايه
-لا يا طنط ده بيتك تنوري في اي وقت ليتحدث الى حماه
-ازي حضرتك يا عمي نورت بجد ده النهاردة عيد ان حضرتك شرفتنا لينظر اليه بحزن وقلة حيلة
-ده نورك يا بني ليصمت ما ان نظرت اليه زوجته وهنا شعر مازن ان تلك الزيارة لغرضا ما وان هناك مشكلة جديدة ستحدث لتتحدث والدة سها
-بص بقى يا مازن انا جاية النهاردة علشان بنتى مش مرتاحة ومش قادرة على المشاكل اللى بينكم كل يوم والتاني ليرد مازن بجزع
- مش مرتاحة ومشاكل هو مين اللى كل يوم والتاني بيتلكك للمشاكل وبعديها واقول معلش يمكن انشغالي عنها مضيقها لتقطعه سها
- انا يعني اللى نكدية وبنكد عليك خلاص كل واحد يروح لحاله لينظر لها مازن بتعجب
-تقصدي ايه يا سها لتسرع والدتها
-تقصد يا حبيبي انها مش مرتاحة معاك وعايز تطلق ليشعر مازن وكأن قد ضربته صاعقة
-طلاق ليه ثم يوجه حديثه الى والد سها
-حضرتك موافق على الكلام ده يا عمي لينظر اليه بقلت حيلة
-يابني من الواضح ان النصيب لهنا وانقطع لينظر مازن الى سها
-انت عايزة تطلقي يا سها لدرجة دي مش عايزة تكوني معايا لتهرب بعيونها عنه فهى مشحونة من والدتها كثيرا لترد بثبات
-اه يا مازن ياريت ننفصل بهدوء لان الحياة بينا بقيت مستحيلة وانا مش حبه اكمل لان لو استمرينا هنكره بعض بسبب المشاكل الكتير اللى بنا لينفعل مازن فمنزله على وشك الانهيار كما ان زوجته وحبيبته ترفض الاستمرار معه نعم فى الفترة الاخيرة بدء النفور والفتور يتسلل الى حياتهم لكن فكرة الانفصال لم تخطر له على بال
-ومين السبب فى المشاكل دي يا سها مش انتى اللى كنتى بتتلككى على كل حاجة ومعاملتك لولدتي كانت كلها نفور ومكنتش بضغط عليكى لكن ازي سها هانم بنت الحسب والنسب تروح وتقعد مع حماتها اللى ساكنه فى منطقة شعبيه وكنت بعدي كل مشكلة وحاجة مش بتعجبني علشان بحبك ومش عايز لاخسرك ولا اجبرك على حاجة وبعد ده كله تقولى مش عايزة اكمل علشان المشاكل ،المشاكل دي السبب فيه انك سمحتى للست ولدتك انها تتدخل فى حياتنا سمحتى ليها انها تملى دماغك بحاجة مش حقيقية بس هقول ايه اللى انتي عايزة انا هعمله لان مش انا الرجل اللى يقبل على نفسه انه يعيش مع ست مش عايزاه لينظر الى والدها
شوف يا عمي انتم عايزين ايه وخدوه كمان شوف الاجراءت وعايزين يتم كل حاجة امتى ويا ريت تبلغني لينظر الى سها والتى تقف بذهول
-سها انتى طالق ليتركهم ويرحل اما سها تجلس على المقعد وهى تحاول ان تستوعب ما حدث اما والدتها فهى تشعر انها حققت غرضها وما تصبوا اليه فلقد انهت اول خطوة فى خطتها الخطوة التالية ان تقرب اكثر بين محي وسها وهذا ما بداته منذ فترة اما الاب فهو يشعر ان ضعف شخصيته امام زوجته هو من اعطاها الفرصة لتدمير حياة ابنته لينظر اليهم بغضب
-ارتحتوا كده خلاص عملتى اللى فى دماغك وطلقتي البنت يلا يا سها لمي هدومك وحاجاتك ويلا علشان نمشي على البيت افتكري ان مازن عمل كل حاجة علشانك بس انتى اللى مشيتى وراء امك ولي طلب عندك بلاش مشاكل اكتر من كده وكفاية ان الولد كان متحمل حاجات كتير وساكت عموما انتي اللى خسرانة يا بنتي يلا لتتحدث الام بقوة
-يلا ايه مش لم نجيب حد يشيل العفش ولاول مرة ينهرها زوجها بقوة
-عفش ايه اللى عايزاه احنا مجبناش حاجة ده من تعب وشقى مازن وبعدين احنا اللى طلبنا الطلاق ولاول مرة بقولك كفاية كده حرام لتصمت والدة سها فهى لا تريد ان تفتعل المشاكل حتى لا تفشل مخططاتها لترد بعد برهه
- خلاص مش هناخد حاجة ادخلي هاتي هدومك ودهبك واوراقك وكل حاجة تخصك ويلا علشان نمشي لتقوم سها وهى محطمة بداخلها صراع بين ما الذي فعلته هل استغنت عن حب حياتها وبين ان ما فعلته هو الصواب انها بذلك تحافظ على كرامتها قبل ان يتركها ويذهب لغيرها
وبذلك انتهى فصل فى حياة مازن تري ماذا سيقرر له القدر
سها: زوجة مازن ٢٨ سنة احبها من النظرة الاولى لكن دوام الحال من المحال بسبب تدخل والدتها اصبح هناك مشاكل كثيرة بينهم
همسة: ١٩ سنة ابنة خالة مازن ويتمة طالبة فى كلية الاداب فى السنة الثانية
سميرة :والدة مازن وخالة همسة طيبة جدا
محي: ٣٥سنة ابن خالة سها رجل اعمال وارمل ولديه طفلين كريم وكارما
************
صوت القرآن يصدح بمنزل راقي باحدى محافظات الوجه البحري وهناك باحد الاركان تجلس فتاة تدعى همسة اقل ما يقال عنها رائعة الجمال على رغم انهيارها وبكائها الذي لايتوقف فهي خسرت اخر سند لها والدتها والى جوارها تجلس سيدة قريبة الشبه بها وهى ايضا منهارة على وفاة اختها الوحيدة
-خلاص ياخالتو ماما راحت ومبقاش ليا حد لترد عليها بحزن
-كده برضو يا همسة انتى بنتي وطول ما فيا نفس مش هسيبك ابدا لتحتض همسة خالتها بخوف
-ربنا يديمك ليا ولا يحرمنى منك ابدا
ليمضي الوقت وينقضي المعزيين وكل يذهب الى حاله وحياته لتتحدث سميرة لابنة اختها
-يلا يا بنتى جهزي حاجاتك وكتبك علشان هنرجع القاهرة ابن خالتك مستنينا تحت وكده كده الامتحانات فاضل عليها شهر تقعدي معايا وتنوريني
-مش عايزة اعملك ازعاج يا خالتو
-ازعاج ايه هو احنا لينا غير بعض و انا لوحدي بعد جواز مازن وسفر مايا مع جوزها واهو وقت الامتحانات نيجي هنا تمتحنى ونرجع تاني والسنة الجاية ابن خالتك ينقل ورقك
-خلاص يا خالتو اللي تشوفيه
-طب يلا وانا معاكي
وبالفعل جمعت همسة اغراضها ونزلت هي وخالتها لتجد مازن الذي ما ان راها حتى انبهر بجمالها فوجهها برئ وكانها ملاك رغم حزنها وبكائها لكنها رائعة ليقدم لها مازن العزاء في خالته فهو لم يراها منذ ما يقرب ستة سنوات كانت وقتها فتاة صغيرة بضفائر لكنها الان امرأة جميلة اوصلهم مازن الى منزل والدته واتجه الى منزله وهو متعب فلقد كان السفر شاق لانه لم يسترح الا قليلا اسفل منزل خالته ما ان راته سها زوجته حتى بدات معه في وصلة الشجار اليومي
-اخيرا وصلت يا سي مازن
-خير يا سها انا بجد جاي تعبان مش قادر على خناق النهاردة لترد عليه بسخط
-نعم يعني ايه انت ناسي ان النهاردة عيد ميلاد ابن سوسن بنت خالتي ومتفقة معاك على اننا نروح من اسبوع
-اه عارف لكن جد ظرف جديد انتي ناسية ان لسه خالتي متوفيه وانا لسه راجع من السفر بجد تعبان
-مش ذنبي كنت اجلت السفر لبكرة ولا لازم الست الولدة والسنيورة بنت اختها السواق المخصوص بتعهم يروح يجبهم
-سها لغاية كده وكفاية متنسيش انك بتغلطي فى امي بقولك ايه عايزة تروحي اتفضلي لكن انا مش قادر وبعدين امي تامرني باي حاجة وانا انفذ ولو حصل تطاول تاني هيبقى فيه تصرف مش هيعجبك واتفضلي بقى محتاج ارتاح عندي شغل بكرة الصبح مش عايز كل شوية مشاكل بجد الحياة بقيت صعبة فين سها اللى كانت بتتمني ليا الرضا ايه اللى غيرك كده لتحرك يدها باستهزاء ثم تخرج لتذهب لذلك الحفل وهي تشعر بغضب كبير من مازن ووالدته
ما ان وصلت الحفل حتى التقت بوالدتها والتى تتسم بقوة الشخصية لتسالها عن مازن
-امال فين البيه جوزك مجاش ليه معاكي
-معلش يا ماما اصله لسه راجع من السفر انتى عارفة ان خالته لسه متوفيه ورح جاب طنط وبنت خالته تقعد معاها لترد الام ببعض الاستهزاء
-اه طيب ملوش في الطيب نصيب كنا هنعرفه على ناس ميحلمش يقبلهم بس خليه اصله فقري لترد سها بتذمر
-خلاص يا ماما بقى انا كده كده اتخنقت معاه
-طيب ادينى سكت والمحروسه بنت خالته هتقعد كتير مع خالتها
-اكيد يا ماما هي ملهاش حد غيرها وكمان هي لسه بتدرس في الجامعة
-طب يا حلوة حرصي بدل ما امه تلزقهالوا علشان يجيب ولاد
-فيه ايه يا ماما انتي بدل ما تهدينى على مازن بتقلقيني اكتر
-معلش يا سها انتى عارفة انى صريحة مش بتاعة لف ولا دوران وعموما انا من الاول مكنتش مقتنعة بيه انتى اللى هبلة وصممتي عليه قال ايه بحبه ياماما عملك ايه الحب اديكى عايشه على الاد شيفة سوسن بنت خالتك طلعت انصح منك اتجوزت رجل اعمال مال وسلطة وشباب بس نقول ايه النصيب
-خلاص يا ماما كل واحد بياخد نصيبه وانا نصيبي مازن وكفاية انه راضي بيه وانا مش هقدر اخلف
-ليه هو كان يطول انه يتجوز واحدة زيك حسب ونسب وجمال ده محي ابن خالتك كان هيتجنن علشان يتجوزك لكن انتى فقرية زي ابوكي يلا اهو هو كمان سافر وبقى ناجح و كمان اتجوز ومراته ماتت وسابت ليه عيلين صغيرين
-ربنا يرحمها ياماما كل واحد بياخد نصيبه
-ماشي ياختى ليستمعا الى ضجة لتنظر سها ووالدتها لترى محي وابنائه قد اتوا فلقد رجع واستقر بمصر خصوصا بعد وفاة زوجته ليصافح الجميع الذين شعروا بالسعادة لقدومه ليذهب بعد ذلك الى سها ووالدتها ليلقى عليهم التحية وترحب به خالته بحرارة وبداخلها تخطط وتدبر لأمر ما وخصوصا وقد رات نظرته لسها مازالت تحمل نفس الحب الذي كان يكنه لها في الماضي لينتهي الحفل وترجع سها الى المنزل وبداخلها صراع بعد ان غرست والدتها بداخلها بذور الشك في ان تقوم حماتها بتزويج مازن لابنة اختها ليزداد حقدها على حمتها وتلك المسكينة اليتيمة
**********************
مضى اسبوع على استقرار همسة مع خالتها وكان مازن دائم الزيارة الى والدته كما هو معتاد ولقد لاحظ حب همسة لامه والتوافق بينهم وكم تشعر والدته بالسعادة لوجودها معها اما على الصعيد الاخر فكانت سها دائمة الشجار معه وخصوص مع قيام والدتها بالتاثير عليها وملا راسها بالافكار السلبية عن مازن وذلك لغرض بنفسها وهو ان تدمر العلاقة بين مازن وسها اكثر مما سبق فلقد كانت تدفعها لطلب الطلاق منه قبل ان يتركها ويذهب لغيرها ولقد حاول مازن اكثر من مرة امتصاص غضبها وانفعالاتها فهو يلتمس لها العذر بسبب خوفها لكونها لن تستطيع الانجاب ولكن لا شئ بعيد عن ارادة الخالق هذا دائما ما يقوله لها لكن تدخل والدتها وسماح سها بهذا التدخل هو ما كان يزيد من حنق مازن من هذه المشاجرات المستمرة بينهم ولقد عرض عليها اكثر من مرة ان يصطحبها للتعرف على همسة حتى يجعلها ترتاح وبالفعل اخيرا وافقت وبنهاية الاسبوع ذهبا مازن وسها لتناول الغذاء مع والدته وهمسة لتتعرف عليها سها وتقدم لها التعازي هذا ما اخبرهم به مازن لكن غرض سها هو رؤية همسة ومعرفة ان كانت تشكل لها خطر ام لا
وصل مازن وسها فى الموعد المحدد ما ان دخلا حتى رحبت بهم سميرة بحفاوة فزوجة ابنها قليلا ما تاني لها فطول سنوات زواجهم لم تتعدى عدد زيارتهم عدد اصابع اليدين
-يا مرحب يا سها نورتي يا بنتى لترد عليه سها بابتسامة قلقة
-ازي حضرتك يا طنط حضرتك عاملة ايه
-الحمد لله يا بنتى بخير لترد باستدراك
-اه يا طنط البقاء لله معلش متاخرة ما هي الا لحظات لتدخل همسة وترحب بهم
-اهلا وسهلا مدام سها ازي حضرتك ازيك يا باشمهندس
ليرد مازن بحفاوة
-ازيك يا همسة عاملة ايه في المذكرة
-الحمد لله يا باشمهندس كل ذلك الحوار يدور وسها تشعر بالقلق فهمسة رائعة الجمال ورقيقة وقد بدات نيران الغيرة تشتعل بقلبها لترد السلام باصطناع
-اهلا يا همسة عاملة ايه والبقاء لله لترد همسة بحزن
-البقاء لله وحده وانا الحمد لله شكرا لتشعر سميرة بتوتر الجو فتسال همسة
-السفرة جاهزة حبيبتي
-ثواني وكل حاجة تكون على السفرة وفعلا ما هي الا دقائق والجميع يجلس لتناول الطعام مع مدح مازن فى مذاق الاكل
-الله يا ماما الاكل تحفة النهاردة لترد سميرة بسعادة
-والله يا ابني ما عملت حاجة همسة اللى صممت انها تعمل الاكل لاني كنت تعبنة شوية امبارح
-خير يا ماما فيكي ايه
-ولا حاجة ارهاق بس شوية وبقيت احسن تسلملي يا حبيبي لينظر مازن الى همسة ويبتسم
-تسلم ايديك يا همسة طلعتي شاطرة لتبتسم بخجل
-شكرا يا باشمهندس اما سها فهى تغلي وتذبد بصمت لتبتسم بتصنع وتنظر الى همسة
-تسلم ايدك يا همسة وياتري شاطرة فى الدراسة زي ما انتى شاطرة فى المطبخ لترد بادب
-الحمد لله لتسرع بسالها
-واتى بقى في سنة كام
-انا في سنة ثانية اداب علم نفس
-اه واضح
لينتهي الغذاء الكارثي ويذهب مازن وزوجته بعد ان احرجت همسة اكثر من مرة لتحقر من شانها امام مازن لكن كل ما فعلته هو ان اشعرت مازن بالغضب منها والشفقة على ابنة خالته وخصوصا عندما احرجتها فى اخر الزيارة عندما علقت على ملابسها وكونها لا تناسب كونها تعيش بالقاهرة فهى لا تتوائم مع ذلك المجتمع على الرغم من رقة وجمال ملابسها لكنها تتسم بالاحترام كونها محجبة ومتدينة على عكس سها فملابسها تتسم ببعض الجراءة نوعا ما على الرغم طلب مازن منها ان تغير نمط ملابسها لكنها عنيدة ما ان وصلا الى المنزل حتى بدات وصلة الشجار وتبادل الاتهامات كون مازن معجب بابنة خالته لا تعلم سها ان ذلك الشجار ما هو الا مفتاح لدخول الشيطان بينهم
************************
مرت الايام ومازالت المشاحنات دائرة في منزل سها ومازن اما همسة وخالتها فلقد ذهبا الى منزل همسة لبداية امتحاناتها
ليمر فترة الامتحان بسلام ويعودا الى منزلهم وقد قام مازن بصطحابهم للعودة وكذلك قام بمعرفة الأوراق المطلوبة لنقل همسة
اما سها فلقد.كانت دائمة الزيارة لوالدتها وكذلك كان محي ياتى لزيارتهم بناء على طلب خالته فهى تخطط لكى تحصل ابنتها على الطلاق من مازن والزواج بعد ذلك من محي ولقد ساعدها فى ذلك ان سها للاسف اصبحت تتبع خطواتها للتعامل مع مازن مما زاد النفور بينهم وعدم التوافق
مرت فترة الاجازة الصيفية وتم نقل همسة الى الجامعة بالقاهرة وطبعا مع الوقت اصبح لها اصدقاء كما ان مازن اصبح يعتاد على الجلوس مع والدته وهمسة والنفور من المنزل بسبب كثرة المشاكل بينه هو وسها والذى ازداد بطريقا غريبة عليه فلقد اصبح المنزل لا يطاق وفى احد الايام وهو عائد من العمل ويشعر بالتعب والارهاق فهو يعمل على مشروع قد يحقق له نقله كبيرة في مستقبله المهني ما ان وصل المنزل حتى وجد والدي سها متواجدين كان الثلاث جالسون وكأنهم هيئة قضائية تريد الحكم على متهم ليلقى التحية بتوجس
-السلام عليكم لترد حماته ببعض الملل
-اهلا يا سي مازن لينظر اليهم وهو يشعر ان هناك خطب ما
-خير يا سها في حاجة لتسرع حماته
-خير ايه يا مازن هو حرام نزور بنتنا ولا ايه
-لا يا طنط ده بيتك تنوري في اي وقت ليتحدث الى حماه
-ازي حضرتك يا عمي نورت بجد ده النهاردة عيد ان حضرتك شرفتنا لينظر اليه بحزن وقلة حيلة
-ده نورك يا بني ليصمت ما ان نظرت اليه زوجته وهنا شعر مازن ان تلك الزيارة لغرضا ما وان هناك مشكلة جديدة ستحدث لتتحدث والدة سها
-بص بقى يا مازن انا جاية النهاردة علشان بنتى مش مرتاحة ومش قادرة على المشاكل اللى بينكم كل يوم والتاني ليرد مازن بجزع
- مش مرتاحة ومشاكل هو مين اللى كل يوم والتاني بيتلكك للمشاكل وبعديها واقول معلش يمكن انشغالي عنها مضيقها لتقطعه سها
- انا يعني اللى نكدية وبنكد عليك خلاص كل واحد يروح لحاله لينظر لها مازن بتعجب
-تقصدي ايه يا سها لتسرع والدتها
-تقصد يا حبيبي انها مش مرتاحة معاك وعايز تطلق ليشعر مازن وكأن قد ضربته صاعقة
-طلاق ليه ثم يوجه حديثه الى والد سها
-حضرتك موافق على الكلام ده يا عمي لينظر اليه بقلت حيلة
-يابني من الواضح ان النصيب لهنا وانقطع لينظر مازن الى سها
-انت عايزة تطلقي يا سها لدرجة دي مش عايزة تكوني معايا لتهرب بعيونها عنه فهى مشحونة من والدتها كثيرا لترد بثبات
-اه يا مازن ياريت ننفصل بهدوء لان الحياة بينا بقيت مستحيلة وانا مش حبه اكمل لان لو استمرينا هنكره بعض بسبب المشاكل الكتير اللى بنا لينفعل مازن فمنزله على وشك الانهيار كما ان زوجته وحبيبته ترفض الاستمرار معه نعم فى الفترة الاخيرة بدء النفور والفتور يتسلل الى حياتهم لكن فكرة الانفصال لم تخطر له على بال
-ومين السبب فى المشاكل دي يا سها مش انتى اللى كنتى بتتلككى على كل حاجة ومعاملتك لولدتي كانت كلها نفور ومكنتش بضغط عليكى لكن ازي سها هانم بنت الحسب والنسب تروح وتقعد مع حماتها اللى ساكنه فى منطقة شعبيه وكنت بعدي كل مشكلة وحاجة مش بتعجبني علشان بحبك ومش عايز لاخسرك ولا اجبرك على حاجة وبعد ده كله تقولى مش عايزة اكمل علشان المشاكل ،المشاكل دي السبب فيه انك سمحتى للست ولدتك انها تتدخل فى حياتنا سمحتى ليها انها تملى دماغك بحاجة مش حقيقية بس هقول ايه اللى انتي عايزة انا هعمله لان مش انا الرجل اللى يقبل على نفسه انه يعيش مع ست مش عايزاه لينظر الى والدها
شوف يا عمي انتم عايزين ايه وخدوه كمان شوف الاجراءت وعايزين يتم كل حاجة امتى ويا ريت تبلغني لينظر الى سها والتى تقف بذهول
-سها انتى طالق ليتركهم ويرحل اما سها تجلس على المقعد وهى تحاول ان تستوعب ما حدث اما والدتها فهى تشعر انها حققت غرضها وما تصبوا اليه فلقد انهت اول خطوة فى خطتها الخطوة التالية ان تقرب اكثر بين محي وسها وهذا ما بداته منذ فترة اما الاب فهو يشعر ان ضعف شخصيته امام زوجته هو من اعطاها الفرصة لتدمير حياة ابنته لينظر اليهم بغضب
-ارتحتوا كده خلاص عملتى اللى فى دماغك وطلقتي البنت يلا يا سها لمي هدومك وحاجاتك ويلا علشان نمشي على البيت افتكري ان مازن عمل كل حاجة علشانك بس انتى اللى مشيتى وراء امك ولي طلب عندك بلاش مشاكل اكتر من كده وكفاية ان الولد كان متحمل حاجات كتير وساكت عموما انتي اللى خسرانة يا بنتي يلا لتتحدث الام بقوة
-يلا ايه مش لم نجيب حد يشيل العفش ولاول مرة ينهرها زوجها بقوة
-عفش ايه اللى عايزاه احنا مجبناش حاجة ده من تعب وشقى مازن وبعدين احنا اللى طلبنا الطلاق ولاول مرة بقولك كفاية كده حرام لتصمت والدة سها فهى لا تريد ان تفتعل المشاكل حتى لا تفشل مخططاتها لترد بعد برهه
- خلاص مش هناخد حاجة ادخلي هاتي هدومك ودهبك واوراقك وكل حاجة تخصك ويلا علشان نمشي لتقوم سها وهى محطمة بداخلها صراع بين ما الذي فعلته هل استغنت عن حب حياتها وبين ان ما فعلته هو الصواب انها بذلك تحافظ على كرامتها قبل ان يتركها ويذهب لغيرها
وبذلك انتهى فصل فى حياة مازن تري ماذا سيقرر له القدر