رواية همسة حياتي الفصل الثاني 2 بقلم نجلاء ذكي
البارت الثاني
*********
مرت ثلاث اشهر على طلاق مازن وسها
اصبح مازن منكبا على عمله بجد واجتهاد ولقد ابلى بلاءا حسنا بذلك المشروع و لاقى نجاحا كبيرا ووضعا مميزا بالشركة التي يعمل بها فقد كان يحاول ان ينسى فشله في زواجه ممن احب بهذه الطريقة ولكي لا يجد مجالا في التفكير فيما حدث وكيف انه كان يضحى وعلى استعداد ان يستمر في التضحية لينجح زواجه هو وسها على الرغم من الشد العصبي الذي كان يعانيه معها وخصوصا فى الفترة الاخيرة من حياتهم معا وقد كان دائم الزيارة لوالدته لكانه لم يترك شقته ولقد اعتاد على ان تقوم همسة بصنع الطعام له ليصبح مدمن لاكلاتها المميزة
اما سها فلم تدخر والدتها وقتا لكي تلقي شباكها على ذلك العريس الذي تتمنه لابنتها وطبعا لم يكن الا محي فهو من وجهة نظرها الزوج المناسب لابنتها فهو يحبها من قبل زواجها بمازن كما ان لديه ابناء فلن يؤثر عليه فكرة عقم سها وكذلك فهو رجل اعمال ثري فسوف يغدق عليهم جميعا وقد كان لها ما ارادت فلقد اقتربت سها لمحي وابنائه واحبتهم فوجدت فيهم عوض الامومة فسها كشخص ليست سيئة لكن تاثير والدتها عليها كبير وبالفعل ما ان اتمت شهور العدة الا وتقدم لها محي وتمت الخطبة بحفل عائلي وبسعادة واضحة لوالدتها
اما بطلتنا الجميلة همسة فهى بدات تشعر بشئ نحو مازن فهو سابقا كان بطل طفولتها وحب مراهقتها لكنه عندما تزوج قد دفنت هذا الحب في اعماق قلبها فلقد اصبح له حياة وزوجة ولكن بانتهاء زواجه فقد استعادة ذلك الامل من جديد لعله يشعر بحبها الذي تكنه لها بصمت
وباحد الايام غاب مازن عن الحضور الى والدته كما هو معتاد ولقد اثار هذا قلق كل من سميرة وهمسة واليوم التالي حينما لم ياتي ايضا زاد هذا من قلقهم لتحدث سميرة همسة
- يا بنتي مازن بقاله يومين مجاش وكمان متصلش ولا بيرد على التليفون انا قلقانة عليه لترد همسة بقلق وخوف ينهش بقلبها فهي ايضا تقلق عليه
-فعلا يا خالتو طب ايه رايك نروح له البيت ممكن يكون تعبان ولا حاجة لترد سميرة بقلق
-اه يابنتى ممكن والله قلبي وكلني عليه طب يلا نروح ونشوفه واهو معايا نسخة من المفتاح يلا بينا
وفعلا يقوما ليستعدا للذهب وبالفعل ما هو الا وقتا قليلا وكانا قد وصلا ليسالا الحارس الذي بدوره اكد على عدم خروجه منذ يومين وبالفعل صعدا وهم يشعران بالقلق عليه ما ان دخلا سميرة وهمسة الشقة الا ووجدا كل شيئا هادئا الا من صوتا لسعال مازن ياتي من غرفته ليدخلا مسرعين اليه لتتوجه سميرة الى ابنها النائم يئن ويسعل بشده فيبدو عليه التعب الشديد لتقوم بايقاظه بهدوء اما همسه فهى تنظر الى كل ركن بالحجرة فتلك الحجرة كانت له هو وحبيبته سها تشعر بغصه بقلبها لكن الوقت لايسمح بالتفكير فمرض مازن يوجعها اكثر بالفعل استيقظ مازن ليتفاجأ بهم
-ماما تعبتي نفسك ليه بس لترد الام بحدة
-يعني تغيب عليا يومين وكمان مش بترد عليا واقعد مرتاحة ليه يابني مجتش على عندي ليه لما لقيت نفسك تعبان
-مرضيتش اعمل لكم ازعاج وقلق وكان ينظر الى همسة والتى يبدو عليها القلق مثل والدته واكثر
وبعدين يا امي ده دور برد وان شاء الله ياخد وقته
-طب يا حبيبي اكلت حاجة ليرد بتعب
-مش قادر بجد لتسرع همسة
-طب انا هدخل اعملك حاجة تاكلها وبالفعل تتجه الى المطبخ لم تجد شئ للطهى لتعود الى خالتها تسألها ولكن تستمع الى حديث مازن مع والدته
-يابني فيك ايه انت كنت زي الفل من يومين والجو كويس مش برد ليرد بتعب وحزن
-اهو يا امى اللى حصل لتساله سميرة
-انت فيه حاجة ضيقتك اصل انتى متتعبش اوي ويجي ليك برد كده وحالتك تبقى صعبة بالشكل ده الا لما تضايق انا امك وعارفاك ليصمت قليلا ثم يصرح
-اصل عرفت ان سها اتخطبت لابن خالتها لترد والدته بعصبية
-يادي سها مش هي يا بني اللى باعت انت مظلمتهاش انت صبرت وضحيت وهي اللى صممت انكم تطلقوا
-عارف يا امي انتى عارفة ان سها عمرها ما كانت وحشة هي يمكن كانت مستسلمة لكلام والدتها وخصوصا بعد ما عرفت انها مش هتقدر تخلف لتقطعه والدته
-وانت يابني عملت اللى عليك وزيادة خلاص اعتبر سها دي صفحة في حياتك وانتهت فكر في بكرة انت لسه شاب وعندك مستقبل وبكرة ربنا يعوضك خير
-عارف يا امي لكن العشرة
كل ذلك الحديث كان يدور بينهم وهمسة تسمعه وقلبها يتمزق من الالم فهو لم ولن يستطيع نسيان حبه لسها لتسقط دموعها على قلب كتب عليه ان يهوى دائما من ليس له لتسرع وتمحو دمعاتها حتى لا تثير قلق خالتها ومازن وتدخل اليهم وما ان راها مازن حتى جزع من ما هي عليه فهى تبدو انها تبكى وجهها احمر وايضا عيونها ليسالها
-مالك يا همسة انتى كنتى بتعييطي لترد بتلجلج
-لا اابدا ااه اصل اتخبط جامد وانا داخلة المطبخ لتنظر اليها خالتها وبداخلها تشعر ان بها خطبا ما لتبتسم لها
-مش تخدي بالك يا حبيبتى
-معلش يا خالتو هاخد بالي بعد كده اه اصلي ملقتش حاجة اعملها اكل في المطبخ ليرد مازن
-معلش اصلي دايما باكل عندكم وانا كده كده مش بعرف اعمل حاجة ما انتى عارفة يا ماما لتسرع الام
-خلاص يا همسة مفيش داعي ياكل عندنا لتنظر الى مازن
-وانت بقى هات هدوم معاك وتعالى عندي لحد كده وكفاية انا سيبتك تعمل اللى عايزه بس اهو اديك تعبت وكنت لوحدك انت تيجى تقعد معانا علشان ابقى مطمنة عليك ليرد مازن
-بس يا ماما لتقطعه بحزم
-لا بس ولا مبسش انت تيجى تقعد معانا كفاية كده ليرد باستسلام
-حاضر يا ست الكل يخرجا من الحجرة ومازن يعد حقيبته ويستعد ليغادر شقته التى بها ذكرياته مع سها لعله خيرا له ان يبتعد وبالفعل يعود ليعيش مع والدته يعود لحجرته التى قضى بها طفولته وصباه لتتحسن حالته الصحية لاعتناء والدته وهمسة له وتمر الايام وخالتها تتاكد مما شكت به لقد تاكدت ان همسة تكن مشاعر الحب لمازن كما ان مازن قد اصبح ينمو بداخله بذور الحب من جديد على الرغم انه بينه وبين نفسه ينكر هذا لكن اختياره هذه المرة سيكون بنظرة اخر واولويات اخرى سيكون لشخص يشعر معه بالراحة والاستقرار
تمر الايام وتنهى همسه عامها الدارسي الثالث بنجاح وتفوق لتطلق خالتها الزغاريد وهي سعيدة بنجاحها وبداخلها تتمنى ان تجمع بين اغلى اثنين الى قلبها لتجد الباب يدق لتفتح لتجد جارتها ام سعد لترحب بها سميرة
-ازيك يا حبيبتى
-ازيك يا غالية الا الزغاريد اللى سمعتها دي لايه
-اه اصل ما شاء الله همسة نجحت بامتياز
-مبروك ياختي دا انا قولت جالها عريس ولا حاجة
-هو فيه يا ام سعد احسن من النجاح بكرة لما تخلص ربنا يبعت لها ابن الحلال اللي يسعدها .
-اه ياختى البنت ملهاش الا بيتها وجوزها ويعنى بنت اختك جميلة وصغيرة وشباب الحارة يتمنوا بس ينولوا الرضا ويتقدموا ليها قولت اسبقهم واخطبها لاسمالله عليه ابنى سعد اهو مكانيكى وكسيب وشاطر في شغله وان شاء الله اللى تطلبوه هينفذه هو هيلاقى احسن من نسبكم لتحاول سميرة التهرب
-سعد ده ابنى التاني واى ام تتمناه لبنتها بس انتي عارفة همسة لسه مخلصتش دراستها وهي مش هتفكر ترتبط الا لما تخلص جامعة
-ليه ياختى وهى هتعمل ايه بالشهادة دا انا ابنى هيستتها وميخليهاش محتاجة حاجة
-عارفة يا حبيبتى بس اصل لتقطعها
-لا اصل ولا فصل هو سعد يتعيب ولا مش عجبك
-لا يا ام سعد عمري ما اقدر اقول كده بس البنت عايزة تخلص جامعتها لتحاول ام سعد ان تقنعها بطريقة اخرى
- يعني انا قولت ان سعد يتجوزها احسن من كلام الناس لترد سميرة باستنكار
-كلام ايه يا ام سعد
-يعني متاخذنيش اصل البنت حلوة وابنك يعني اعزب وقاعد معاكم فى البيت يعنى انتى عارفة الناس مبترحمش
-اه طب يا ام سعد طلبك مرفوض واه ابنى محترم وبنت اختى مفيش بنت فى ادبها بدليل انك عايزها لابنك
وق طع لسان اي حد يجيب سيرتهم وشكرا على الزيارة
-متزعليش منى يا سميرة
-مفيش زعل ياام سعد لتنصرف وهى تجر ازيال الخيبة فهى بدل ان تقنعها بزواج ابنها من همس لم تكسب الا الرفض التام لتدخل سميرة حجرتها وبداخلها اتخذت قرار ويجب ان تقنع به مازن وهمسة
وبالفعل عندما عاد مازن من عمله دخل الى حجرتها ليعلم ما بها وخصوصا ان همسة ابلغته انها منذ العصر وهي بحجرتها لم تخرج منها
-مساء الفل يا ست الكل قاعدة لوحدك ليه
-مفيش يابني بركت لهمسة ما شاء الله نجحت بامتياز
-الف مبروك لا هطلع ابارك لها دلوقتى انتى مالك يا امي حزينة وقلقانة ليه
لتقوم سميرة باخبار مازن بزيارة ام سعد وما دار بها ليتحدث مازن بعصبية
-نعم عايز يتجوز مين ومين اللى يقدر يفتح بقه بكلمة عليا وعلى همسة لتقطعه والدته
-عايز الصراحة يابنى هي عندها حق سوء كان كلمها صح او غلط انا محسبتهاش صح
-طب تحبي يا امي ارجع تاني شقتي
-مبقاش ينفع يابني الكلام اتقال وطلع لو عملت كده هتاكد كلام الناس انا شايفة ان مفيش الا حل واحد
-ايه هو يا امي
-انك تتجوز همسة
-ايه اتجوز همسة انتي عارفة انا اكبر منها بكام سنة همسة صغيرة واكيد تتمنى حد في سنها لتقطعه والدته مرة اخرى
-طب هنعمل ايه انت ترضى اننا نجوزها لسعد ليرد سريعا
-لا طبعا سعد ايه همسة تستحق احسن من كده بكتير لترد بخبث
- وهو فيه احسن منك يا مازن انت ابن خالتها وهتخلي بالك من امانة خالتك ليصمت قليلا ثم يرد بتردد
-خلاص شوفي رايها ايه وانا موافق
-تمام يا بنى لتحدث نفسها شكلك ميلت ليها يا مازن بس خايف تحب تاني وتتكسر وهى كمان شكلها بتحبك بس هي كمان خايفة تخسرك لا بس انا مش هرتاح الا بجوزكم واشوف ولادكم لتنتبه على صوت مازن
-امي انتى روحتي فين
-هه لا يابنى بس سرحت شويه خلاص هاخد رايها وبكرة وارد عليك نشوف هنعمل ايه
-تمام يا ست الكل بصي انا هلكان النهاردة هدخل انام
-طب مش هتتعشى
-لا ياحبيبتى هنام لانى ورايا بكرة شغل كتير عايز تركيز تصبحي على خير
-تصبح على جنة يا حبيبي ربنا يسعد قلبك
ليذهب الى حجرته وتتعجب همسه انه عندما رأها دخل سريعا غرفته لتدخل الى خالتها
-خالتى مازن دخل على اوضته ومقالش ان كنت احضر ليه يتعشى
-لا يا بنتى مازن هينام
-منغير ما ياكل كده يتعب
-قلبك عليه يا همسه لترد بتلجلج
-طبعا يا خالتى ما هو ابن خالتي وزى اخويا قالت الاخيرة وهي يبدو عليها الحزن لترد خالتها باستفهام
-انتى شايفة مازن اخوكي يا همسة لتسرع همسة بالرد وهي تهرب من عيون خالتها
-طبعا مازن اخويا الكبير لكن صوتها خانها وظهر الحزن فيه لتسرع خالتها
-بقولك يا همسة في عريس اتقدم ليكى النهاردة لتتعجب همسة
-مين ده وبعدين انا مش بفكر في الموضوع ده
-والله يا همسة هما اتنين مش واحد
-ليه يا خالتي هو ايه اللى حصل مرة واحدة كدة اتنين
-انتى جميلة وان كان على العرسان ففى كتير بس انا اللى كنت باجل اكلمك في الموضوع ده
-طب اشمعنا المرة دى
-مش تعرفي العرسان مين الاول
-طب مين يا خالتي
-الاول سعد
-ايه سعد
-اه ايه رايك
-لا يا خالتى انا عاوزة اكمل تعليمي الاول والحمد لله انا تقديراتى حلوة ولو كمان السنة اللى جاية ربنا وفقنى هتعين معيدة باذن الله
-يا رب يا حبيبتى طب مش عايزة تعرفي التانى
-لا ما هو باين اذا كان الاول سعد يبقى التانى هيكون مين وبعدين انتى عايزة تخلصي مني ولا ايه
-ابدا يا نور عيونى عايزة اطمن عليكي وكمان ام سعد نبهتني لحاجة مكنتش واخدة بالي منها
-ايه هي لترد بتتردد وهي تشعر انها اسهبت بالكلام
-لا ولا حاجة يا ستي العريس التانى مازن لتقف همسة وقد وقف الزمن حولها لا ترد ولا تصدر اي رد فعل كانها اصبحت صنم
-مالك يا همسه مش عجبك ابن خالتك
-انتى قصدك مازن مازن ابنك لتضحك سميرة وقد تاكدت ان همسة تعشق مازن
-اه يا ستى مازن ابني
-طب ليه كانت تسال ويدور بخلدها الف سؤال كما جاء كلمة خالتها عن ام سعد لكنها لحبها لمازن كانت تتمنى رد واحد من خالتها وهو انه يحبها لترد خالتها بعقلانية
-ليه علشان مازن ابن خالتك واولى بيكى من الغريب وهو اللى هيحافظ عليكى ويخلينى اطمن عليكى لو قابلت وجه كريم لتجزع همسة
-بعد الشر عليكى يا خالتى
-ياحبيبتي ده مش شر دي سنة الحياة وانا عايزة وطمن عليكى ومش هلاقى احسن من مازن وربنا يسعدكم ويرزقكم الزرية الصالحة لتشرد همس قليلا فهو لا يحبها بل ينفذ وصية امه له فهي من عرضتها عليه لتطمن عليها لكنه لا يشعر نحوها بشئ تشعر بوجزات بقلبها للمرة الثانية لم يشعر مازن بحبها للمرة الثانية لم يختارها بارادته ماذا تفعل هل ترفض وتخسره الى الابد اما تقبل ويبقى لديها امل انه يشعر بحبها يوما لتعود من شرودها على سؤال خالتها
-ها يا حبيبتى قولتى ايه لتسالها بامل واهي
-طب مازن رايه ايه
-طلب منى اسالك تقبلي تكوني مراته لترد بشرود
-اللى تشوفيه يا خالتى اكيد مش هلاقى احسن من مازن لترد بسعادة
-على بركة الله ربنا يتمم لكم على خير
وبالفعل في صباح ابلغت مازن بموافقة همسة كان بداخله يشعر بالسعادة والقلق ان تكون همسة وافقت عليه حتى تراضي خالتها ولانها مجبرة على ذلك
بعد مرور اسبوع كان قد تم تحديد ان يتم الزفاف خلال فترة الاجازة اي خلال شهرين قبل بداية العام الدراسي وكذلك اصرت همسة ان تقيم مع خالتها فهى لا تريد ان تعيش في المنزل الذي كان يعيش مع زوجته الاولى وقام مازن باخذ والدته وهمسة لشراء الدبل والشبكة وقد وجد همسة ترضى بما تختاره خالتها وكذلك لا تبدى رايها بشئ وهذا ما جعله يزداد شكه بانها مجبارة على ذلك الزواج لذلك قرر ان لا يكسر كبريائه وقلبه الذى بدء يحبها ويتحدث اليها لكي يعلم ما سيكون وضعهم وبعد.شراء الذهب قام بتلبيسها الدبل بالمحل واقترحت والدته ان ياخذها ويذهبا لتناول العشاء باحد المطاعم بهذه المناسبة اما هي فستعود الى البيت على امل ان تترك لهم المجال ليتحدثا ويعتادا على بعض وبالفعل اوصل مازن والدته الى المنزل واصطحب همسة الى احد.المطاعم الراقية ما ان دخلت حتى شعرت بالتوتر تشعر انها لا تنتمي لذلك المكان وان من الممكن ان يكون مازن قد اعتاد ارتياد هذا المطعم مع سها لذلك كان يبدو عليها انها ليس سعيدة وهذا ما اكد لمازن ظنه لذلك بعد ان طلب الطعام نظر اليها وتحدث ببعض الجدية وهو يخفى الم قلبه فهو بعد ان شعر بالحب نحو همسه عليه ان يدفن هذا الحب لكى لا يجرح مرة اخرى
-همسة ممكن نتكلم بصراحة ما ان نطق اسمها حتى شعرت بان قلبها يرفرف مثل الفراشات لكنها بداخلها تخشى من حديثه
-اتفضل يا مازن
-انا عارف اننا مجبرين على الجواز ده كانت تستمع وقلبها يتمزق بسكين بارد على يد من عشقت ليكمل وعارف انك وفقتى بس علشان تراضى خالتك كانت تنظر الى الارض والدموع تريد ان تنهال من عيونها لكنها تحاول ان تتماسك لكى لا تجعله يشعر بالشفقة عليها ولتحافظ على كرامتها ليكمل مازن وعلشان كده انا مش هطالب بحقوقى منك لكن واجباتي هقوم بيها مهما ان كان انتي هتكوني مراتى وشيلة اسمى بس بطلب منك انك تحافظي على الاسم اللى شيلاه واي حاجة هتحتاجيها هتكون عندك هنعيش سوا اخوات بس يا ريت ماما متعرفش عن الكلام ده حاجة لترد همسة وهي تشعر بالقهر حتى الامل الذى كانت تمني به نفسها قضى عليه مازن بحديثه
- تمام يا مازن زي ما تحب ليكمل مازن حديثه
-وانا بعد فترة تكوني خلصتى دراستك ممكن نفهم ماما اننا مش مرتحين مع بعض وننفصل بهدوء لترد بالم
-تمام
لينتهي هذا اليوم بالم في قلب كليهما بسبب اقتناع كل منهم بان الاخر مجبر عليه
يتبع..
*********
مرت ثلاث اشهر على طلاق مازن وسها
اصبح مازن منكبا على عمله بجد واجتهاد ولقد ابلى بلاءا حسنا بذلك المشروع و لاقى نجاحا كبيرا ووضعا مميزا بالشركة التي يعمل بها فقد كان يحاول ان ينسى فشله في زواجه ممن احب بهذه الطريقة ولكي لا يجد مجالا في التفكير فيما حدث وكيف انه كان يضحى وعلى استعداد ان يستمر في التضحية لينجح زواجه هو وسها على الرغم من الشد العصبي الذي كان يعانيه معها وخصوصا فى الفترة الاخيرة من حياتهم معا وقد كان دائم الزيارة لوالدته لكانه لم يترك شقته ولقد اعتاد على ان تقوم همسة بصنع الطعام له ليصبح مدمن لاكلاتها المميزة
اما سها فلم تدخر والدتها وقتا لكي تلقي شباكها على ذلك العريس الذي تتمنه لابنتها وطبعا لم يكن الا محي فهو من وجهة نظرها الزوج المناسب لابنتها فهو يحبها من قبل زواجها بمازن كما ان لديه ابناء فلن يؤثر عليه فكرة عقم سها وكذلك فهو رجل اعمال ثري فسوف يغدق عليهم جميعا وقد كان لها ما ارادت فلقد اقتربت سها لمحي وابنائه واحبتهم فوجدت فيهم عوض الامومة فسها كشخص ليست سيئة لكن تاثير والدتها عليها كبير وبالفعل ما ان اتمت شهور العدة الا وتقدم لها محي وتمت الخطبة بحفل عائلي وبسعادة واضحة لوالدتها
اما بطلتنا الجميلة همسة فهى بدات تشعر بشئ نحو مازن فهو سابقا كان بطل طفولتها وحب مراهقتها لكنه عندما تزوج قد دفنت هذا الحب في اعماق قلبها فلقد اصبح له حياة وزوجة ولكن بانتهاء زواجه فقد استعادة ذلك الامل من جديد لعله يشعر بحبها الذي تكنه لها بصمت
وباحد الايام غاب مازن عن الحضور الى والدته كما هو معتاد ولقد اثار هذا قلق كل من سميرة وهمسة واليوم التالي حينما لم ياتي ايضا زاد هذا من قلقهم لتحدث سميرة همسة
- يا بنتي مازن بقاله يومين مجاش وكمان متصلش ولا بيرد على التليفون انا قلقانة عليه لترد همسة بقلق وخوف ينهش بقلبها فهي ايضا تقلق عليه
-فعلا يا خالتو طب ايه رايك نروح له البيت ممكن يكون تعبان ولا حاجة لترد سميرة بقلق
-اه يابنتى ممكن والله قلبي وكلني عليه طب يلا نروح ونشوفه واهو معايا نسخة من المفتاح يلا بينا
وفعلا يقوما ليستعدا للذهب وبالفعل ما هو الا وقتا قليلا وكانا قد وصلا ليسالا الحارس الذي بدوره اكد على عدم خروجه منذ يومين وبالفعل صعدا وهم يشعران بالقلق عليه ما ان دخلا سميرة وهمسة الشقة الا ووجدا كل شيئا هادئا الا من صوتا لسعال مازن ياتي من غرفته ليدخلا مسرعين اليه لتتوجه سميرة الى ابنها النائم يئن ويسعل بشده فيبدو عليه التعب الشديد لتقوم بايقاظه بهدوء اما همسه فهى تنظر الى كل ركن بالحجرة فتلك الحجرة كانت له هو وحبيبته سها تشعر بغصه بقلبها لكن الوقت لايسمح بالتفكير فمرض مازن يوجعها اكثر بالفعل استيقظ مازن ليتفاجأ بهم
-ماما تعبتي نفسك ليه بس لترد الام بحدة
-يعني تغيب عليا يومين وكمان مش بترد عليا واقعد مرتاحة ليه يابني مجتش على عندي ليه لما لقيت نفسك تعبان
-مرضيتش اعمل لكم ازعاج وقلق وكان ينظر الى همسة والتى يبدو عليها القلق مثل والدته واكثر
وبعدين يا امي ده دور برد وان شاء الله ياخد وقته
-طب يا حبيبي اكلت حاجة ليرد بتعب
-مش قادر بجد لتسرع همسة
-طب انا هدخل اعملك حاجة تاكلها وبالفعل تتجه الى المطبخ لم تجد شئ للطهى لتعود الى خالتها تسألها ولكن تستمع الى حديث مازن مع والدته
-يابني فيك ايه انت كنت زي الفل من يومين والجو كويس مش برد ليرد بتعب وحزن
-اهو يا امى اللى حصل لتساله سميرة
-انت فيه حاجة ضيقتك اصل انتى متتعبش اوي ويجي ليك برد كده وحالتك تبقى صعبة بالشكل ده الا لما تضايق انا امك وعارفاك ليصمت قليلا ثم يصرح
-اصل عرفت ان سها اتخطبت لابن خالتها لترد والدته بعصبية
-يادي سها مش هي يا بني اللى باعت انت مظلمتهاش انت صبرت وضحيت وهي اللى صممت انكم تطلقوا
-عارف يا امي انتى عارفة ان سها عمرها ما كانت وحشة هي يمكن كانت مستسلمة لكلام والدتها وخصوصا بعد ما عرفت انها مش هتقدر تخلف لتقطعه والدته
-وانت يابني عملت اللى عليك وزيادة خلاص اعتبر سها دي صفحة في حياتك وانتهت فكر في بكرة انت لسه شاب وعندك مستقبل وبكرة ربنا يعوضك خير
-عارف يا امي لكن العشرة
كل ذلك الحديث كان يدور بينهم وهمسة تسمعه وقلبها يتمزق من الالم فهو لم ولن يستطيع نسيان حبه لسها لتسقط دموعها على قلب كتب عليه ان يهوى دائما من ليس له لتسرع وتمحو دمعاتها حتى لا تثير قلق خالتها ومازن وتدخل اليهم وما ان راها مازن حتى جزع من ما هي عليه فهى تبدو انها تبكى وجهها احمر وايضا عيونها ليسالها
-مالك يا همسة انتى كنتى بتعييطي لترد بتلجلج
-لا اابدا ااه اصل اتخبط جامد وانا داخلة المطبخ لتنظر اليها خالتها وبداخلها تشعر ان بها خطبا ما لتبتسم لها
-مش تخدي بالك يا حبيبتى
-معلش يا خالتو هاخد بالي بعد كده اه اصلي ملقتش حاجة اعملها اكل في المطبخ ليرد مازن
-معلش اصلي دايما باكل عندكم وانا كده كده مش بعرف اعمل حاجة ما انتى عارفة يا ماما لتسرع الام
-خلاص يا همسة مفيش داعي ياكل عندنا لتنظر الى مازن
-وانت بقى هات هدوم معاك وتعالى عندي لحد كده وكفاية انا سيبتك تعمل اللى عايزه بس اهو اديك تعبت وكنت لوحدك انت تيجى تقعد معانا علشان ابقى مطمنة عليك ليرد مازن
-بس يا ماما لتقطعه بحزم
-لا بس ولا مبسش انت تيجى تقعد معانا كفاية كده ليرد باستسلام
-حاضر يا ست الكل يخرجا من الحجرة ومازن يعد حقيبته ويستعد ليغادر شقته التى بها ذكرياته مع سها لعله خيرا له ان يبتعد وبالفعل يعود ليعيش مع والدته يعود لحجرته التى قضى بها طفولته وصباه لتتحسن حالته الصحية لاعتناء والدته وهمسة له وتمر الايام وخالتها تتاكد مما شكت به لقد تاكدت ان همسة تكن مشاعر الحب لمازن كما ان مازن قد اصبح ينمو بداخله بذور الحب من جديد على الرغم انه بينه وبين نفسه ينكر هذا لكن اختياره هذه المرة سيكون بنظرة اخر واولويات اخرى سيكون لشخص يشعر معه بالراحة والاستقرار
تمر الايام وتنهى همسه عامها الدارسي الثالث بنجاح وتفوق لتطلق خالتها الزغاريد وهي سعيدة بنجاحها وبداخلها تتمنى ان تجمع بين اغلى اثنين الى قلبها لتجد الباب يدق لتفتح لتجد جارتها ام سعد لترحب بها سميرة
-ازيك يا حبيبتى
-ازيك يا غالية الا الزغاريد اللى سمعتها دي لايه
-اه اصل ما شاء الله همسة نجحت بامتياز
-مبروك ياختي دا انا قولت جالها عريس ولا حاجة
-هو فيه يا ام سعد احسن من النجاح بكرة لما تخلص ربنا يبعت لها ابن الحلال اللي يسعدها .
-اه ياختى البنت ملهاش الا بيتها وجوزها ويعنى بنت اختك جميلة وصغيرة وشباب الحارة يتمنوا بس ينولوا الرضا ويتقدموا ليها قولت اسبقهم واخطبها لاسمالله عليه ابنى سعد اهو مكانيكى وكسيب وشاطر في شغله وان شاء الله اللى تطلبوه هينفذه هو هيلاقى احسن من نسبكم لتحاول سميرة التهرب
-سعد ده ابنى التاني واى ام تتمناه لبنتها بس انتي عارفة همسة لسه مخلصتش دراستها وهي مش هتفكر ترتبط الا لما تخلص جامعة
-ليه ياختى وهى هتعمل ايه بالشهادة دا انا ابنى هيستتها وميخليهاش محتاجة حاجة
-عارفة يا حبيبتى بس اصل لتقطعها
-لا اصل ولا فصل هو سعد يتعيب ولا مش عجبك
-لا يا ام سعد عمري ما اقدر اقول كده بس البنت عايزة تخلص جامعتها لتحاول ام سعد ان تقنعها بطريقة اخرى
- يعني انا قولت ان سعد يتجوزها احسن من كلام الناس لترد سميرة باستنكار
-كلام ايه يا ام سعد
-يعني متاخذنيش اصل البنت حلوة وابنك يعني اعزب وقاعد معاكم فى البيت يعنى انتى عارفة الناس مبترحمش
-اه طب يا ام سعد طلبك مرفوض واه ابنى محترم وبنت اختى مفيش بنت فى ادبها بدليل انك عايزها لابنك
وق طع لسان اي حد يجيب سيرتهم وشكرا على الزيارة
-متزعليش منى يا سميرة
-مفيش زعل ياام سعد لتنصرف وهى تجر ازيال الخيبة فهى بدل ان تقنعها بزواج ابنها من همس لم تكسب الا الرفض التام لتدخل سميرة حجرتها وبداخلها اتخذت قرار ويجب ان تقنع به مازن وهمسة
وبالفعل عندما عاد مازن من عمله دخل الى حجرتها ليعلم ما بها وخصوصا ان همسة ابلغته انها منذ العصر وهي بحجرتها لم تخرج منها
-مساء الفل يا ست الكل قاعدة لوحدك ليه
-مفيش يابني بركت لهمسة ما شاء الله نجحت بامتياز
-الف مبروك لا هطلع ابارك لها دلوقتى انتى مالك يا امي حزينة وقلقانة ليه
لتقوم سميرة باخبار مازن بزيارة ام سعد وما دار بها ليتحدث مازن بعصبية
-نعم عايز يتجوز مين ومين اللى يقدر يفتح بقه بكلمة عليا وعلى همسة لتقطعه والدته
-عايز الصراحة يابنى هي عندها حق سوء كان كلمها صح او غلط انا محسبتهاش صح
-طب تحبي يا امي ارجع تاني شقتي
-مبقاش ينفع يابني الكلام اتقال وطلع لو عملت كده هتاكد كلام الناس انا شايفة ان مفيش الا حل واحد
-ايه هو يا امي
-انك تتجوز همسة
-ايه اتجوز همسة انتي عارفة انا اكبر منها بكام سنة همسة صغيرة واكيد تتمنى حد في سنها لتقطعه والدته مرة اخرى
-طب هنعمل ايه انت ترضى اننا نجوزها لسعد ليرد سريعا
-لا طبعا سعد ايه همسة تستحق احسن من كده بكتير لترد بخبث
- وهو فيه احسن منك يا مازن انت ابن خالتها وهتخلي بالك من امانة خالتك ليصمت قليلا ثم يرد بتردد
-خلاص شوفي رايها ايه وانا موافق
-تمام يا بنى لتحدث نفسها شكلك ميلت ليها يا مازن بس خايف تحب تاني وتتكسر وهى كمان شكلها بتحبك بس هي كمان خايفة تخسرك لا بس انا مش هرتاح الا بجوزكم واشوف ولادكم لتنتبه على صوت مازن
-امي انتى روحتي فين
-هه لا يابنى بس سرحت شويه خلاص هاخد رايها وبكرة وارد عليك نشوف هنعمل ايه
-تمام يا ست الكل بصي انا هلكان النهاردة هدخل انام
-طب مش هتتعشى
-لا ياحبيبتى هنام لانى ورايا بكرة شغل كتير عايز تركيز تصبحي على خير
-تصبح على جنة يا حبيبي ربنا يسعد قلبك
ليذهب الى حجرته وتتعجب همسه انه عندما رأها دخل سريعا غرفته لتدخل الى خالتها
-خالتى مازن دخل على اوضته ومقالش ان كنت احضر ليه يتعشى
-لا يا بنتى مازن هينام
-منغير ما ياكل كده يتعب
-قلبك عليه يا همسه لترد بتلجلج
-طبعا يا خالتى ما هو ابن خالتي وزى اخويا قالت الاخيرة وهي يبدو عليها الحزن لترد خالتها باستفهام
-انتى شايفة مازن اخوكي يا همسة لتسرع همسة بالرد وهي تهرب من عيون خالتها
-طبعا مازن اخويا الكبير لكن صوتها خانها وظهر الحزن فيه لتسرع خالتها
-بقولك يا همسة في عريس اتقدم ليكى النهاردة لتتعجب همسة
-مين ده وبعدين انا مش بفكر في الموضوع ده
-والله يا همسة هما اتنين مش واحد
-ليه يا خالتي هو ايه اللى حصل مرة واحدة كدة اتنين
-انتى جميلة وان كان على العرسان ففى كتير بس انا اللى كنت باجل اكلمك في الموضوع ده
-طب اشمعنا المرة دى
-مش تعرفي العرسان مين الاول
-طب مين يا خالتي
-الاول سعد
-ايه سعد
-اه ايه رايك
-لا يا خالتى انا عاوزة اكمل تعليمي الاول والحمد لله انا تقديراتى حلوة ولو كمان السنة اللى جاية ربنا وفقنى هتعين معيدة باذن الله
-يا رب يا حبيبتى طب مش عايزة تعرفي التانى
-لا ما هو باين اذا كان الاول سعد يبقى التانى هيكون مين وبعدين انتى عايزة تخلصي مني ولا ايه
-ابدا يا نور عيونى عايزة اطمن عليكي وكمان ام سعد نبهتني لحاجة مكنتش واخدة بالي منها
-ايه هي لترد بتتردد وهي تشعر انها اسهبت بالكلام
-لا ولا حاجة يا ستي العريس التانى مازن لتقف همسة وقد وقف الزمن حولها لا ترد ولا تصدر اي رد فعل كانها اصبحت صنم
-مالك يا همسه مش عجبك ابن خالتك
-انتى قصدك مازن مازن ابنك لتضحك سميرة وقد تاكدت ان همسة تعشق مازن
-اه يا ستى مازن ابني
-طب ليه كانت تسال ويدور بخلدها الف سؤال كما جاء كلمة خالتها عن ام سعد لكنها لحبها لمازن كانت تتمنى رد واحد من خالتها وهو انه يحبها لترد خالتها بعقلانية
-ليه علشان مازن ابن خالتك واولى بيكى من الغريب وهو اللى هيحافظ عليكى ويخلينى اطمن عليكى لو قابلت وجه كريم لتجزع همسة
-بعد الشر عليكى يا خالتى
-ياحبيبتي ده مش شر دي سنة الحياة وانا عايزة وطمن عليكى ومش هلاقى احسن من مازن وربنا يسعدكم ويرزقكم الزرية الصالحة لتشرد همس قليلا فهو لا يحبها بل ينفذ وصية امه له فهي من عرضتها عليه لتطمن عليها لكنه لا يشعر نحوها بشئ تشعر بوجزات بقلبها للمرة الثانية لم يشعر مازن بحبها للمرة الثانية لم يختارها بارادته ماذا تفعل هل ترفض وتخسره الى الابد اما تقبل ويبقى لديها امل انه يشعر بحبها يوما لتعود من شرودها على سؤال خالتها
-ها يا حبيبتى قولتى ايه لتسالها بامل واهي
-طب مازن رايه ايه
-طلب منى اسالك تقبلي تكوني مراته لترد بشرود
-اللى تشوفيه يا خالتى اكيد مش هلاقى احسن من مازن لترد بسعادة
-على بركة الله ربنا يتمم لكم على خير
وبالفعل في صباح ابلغت مازن بموافقة همسة كان بداخله يشعر بالسعادة والقلق ان تكون همسة وافقت عليه حتى تراضي خالتها ولانها مجبرة على ذلك
بعد مرور اسبوع كان قد تم تحديد ان يتم الزفاف خلال فترة الاجازة اي خلال شهرين قبل بداية العام الدراسي وكذلك اصرت همسة ان تقيم مع خالتها فهى لا تريد ان تعيش في المنزل الذي كان يعيش مع زوجته الاولى وقام مازن باخذ والدته وهمسة لشراء الدبل والشبكة وقد وجد همسة ترضى بما تختاره خالتها وكذلك لا تبدى رايها بشئ وهذا ما جعله يزداد شكه بانها مجبارة على ذلك الزواج لذلك قرر ان لا يكسر كبريائه وقلبه الذى بدء يحبها ويتحدث اليها لكي يعلم ما سيكون وضعهم وبعد.شراء الذهب قام بتلبيسها الدبل بالمحل واقترحت والدته ان ياخذها ويذهبا لتناول العشاء باحد المطاعم بهذه المناسبة اما هي فستعود الى البيت على امل ان تترك لهم المجال ليتحدثا ويعتادا على بعض وبالفعل اوصل مازن والدته الى المنزل واصطحب همسة الى احد.المطاعم الراقية ما ان دخلت حتى شعرت بالتوتر تشعر انها لا تنتمي لذلك المكان وان من الممكن ان يكون مازن قد اعتاد ارتياد هذا المطعم مع سها لذلك كان يبدو عليها انها ليس سعيدة وهذا ما اكد لمازن ظنه لذلك بعد ان طلب الطعام نظر اليها وتحدث ببعض الجدية وهو يخفى الم قلبه فهو بعد ان شعر بالحب نحو همسه عليه ان يدفن هذا الحب لكى لا يجرح مرة اخرى
-همسة ممكن نتكلم بصراحة ما ان نطق اسمها حتى شعرت بان قلبها يرفرف مثل الفراشات لكنها بداخلها تخشى من حديثه
-اتفضل يا مازن
-انا عارف اننا مجبرين على الجواز ده كانت تستمع وقلبها يتمزق بسكين بارد على يد من عشقت ليكمل وعارف انك وفقتى بس علشان تراضى خالتك كانت تنظر الى الارض والدموع تريد ان تنهال من عيونها لكنها تحاول ان تتماسك لكى لا تجعله يشعر بالشفقة عليها ولتحافظ على كرامتها ليكمل مازن وعلشان كده انا مش هطالب بحقوقى منك لكن واجباتي هقوم بيها مهما ان كان انتي هتكوني مراتى وشيلة اسمى بس بطلب منك انك تحافظي على الاسم اللى شيلاه واي حاجة هتحتاجيها هتكون عندك هنعيش سوا اخوات بس يا ريت ماما متعرفش عن الكلام ده حاجة لترد همسة وهي تشعر بالقهر حتى الامل الذى كانت تمني به نفسها قضى عليه مازن بحديثه
- تمام يا مازن زي ما تحب ليكمل مازن حديثه
-وانا بعد فترة تكوني خلصتى دراستك ممكن نفهم ماما اننا مش مرتحين مع بعض وننفصل بهدوء لترد بالم
-تمام
لينتهي هذا اليوم بالم في قلب كليهما بسبب اقتناع كل منهم بان الاخر مجبر عليه
يتبع..
